بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
*قم المقدسة* *رجب المرجب / 1419 هـ* *محمد الشيرازي** *المقدمة -------------------- *الفهرس* ** * * *بسم الله الرحمن الرحيم* *الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.* *(عالمة غير معلَّمة)(1) كذا وصف الإمام السجاد عليه السلام عمته السيدة زينب (عليها السلام).* *ويظهر من ذلك أن علمها (عليها السلام) كان لَدُنَيّاً(2) وان لم يكن بمنزلة علومهم (عليهم السلام) وبقدره في الارتفاع فـ : [ تلك الرُّسُلُ فضَّلنا بعضَهم على بعض ] (3) وهو مقتضى العقل، لاختلاف مراتب الإمكان.. حتى يصل إلى الخطاب الرباني لرسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم): بـ(لولاك لما خلقتُ الأفلاك..)(4).* *وذلك لأنه لولا خلقه(5) (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ الذي هو غاية الممكن ـ لكان دليلا على عدم قدرة الخالق أو عدم لطفه ـ تعالى الله عن ذلك علوَّاً كبيراً ـ كما هو مذكور في علم الكلام.* *فكان خلقه تعالى للأفلاك بما فيها.. من دون خلقه (صلى الله عليه وآله وسلّم) غير لائق له سبحانه وتعالى، كالمهندس الذي لا يبني الدار اللائقة في غاية الجودة، حيث إن بناءه دون ذلك دليل على عدم قدرته الكاملة على البناء الجيد أو ما أشبه ذلك.* *وهناك احتمال آخر في هذا الحديث الشريف ليس هنا موضع ذكره(6).* *وأما (لولا علي..)^فلوضوح أنه لولاه عليه السلام ـ حسب ما قرره الله سبحانه لهذا الكون ـ لذهب المبطلون بنقاء الإسلام ولحرَّفوا الكتاب الكريم، كما أخذوا [ يحرِّفون الكلم عن مواضعه ] (7) و[ نسوا حظا مما ذكروا به] (8) في الأديان السابقة كاليهودية والنصرانية، والله سبحانه حسب حكمته أمكن منهم.* *فلولا أمير المؤمنين علي عليه السلام لكانت خلقة الأفلاك ناقصة وعلى غير الحكمة.* *و(لولا فاطمة …) لأنها (عليها السلام): (الصديقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى)(9).* *ولأنها امتداد للأئمة الأطهار(عليهم السلام)^(10)الذين هم سبب بقاء الدين إلى يوم القيامة..* *وهم السبب في حفظ كتاب التكوين أيضاً..* *بالإضافة إلى كتاب التشريع، قال عليه السلام : ( لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها)^(11)، فالإمام علي عليه الاسلام واسطة الفيض ، وهم (عليهم السلام) أخير العلة.* *ولذا لو لم يصلنا حديث (لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما) لكان العقل دليلاً على النقل قبله.* *ثم إن السيدة زينب (عليها السلام) من هذه العترة الطاهرة، وإنا لا نفهم حقيقة هذه السيدة الجليلة وعظمتها كما هي هي ولا يسعنا معرفتها حق المعرفة ، إذ الأقل لا يحتوي على الأكثر وإلاّ لزم الخلف.* *وهذا أيضاً دليل عدم إمكان فهم الممكن حقيقة الواجب تعالى ، وان كان للممكن وسْعة وسيعة، فقد [ أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها] (12).* *إن الممكن مهما كان رفيعاً ، لابد وأن يقول: (ما عرفناك حق معرفتك)(13).* *وقد ورد في الحديث: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يكلم أحداً بقدر عقله الشريف(14)، وذلك لأن عقله فوق كل عقل وهكذا بالنسبة الى علمهم (عليهم السلام)(15).* *فهناك قضيتان: قضية عدم استيعاب الممكن للواجب، وقضية عدم استيعاب الأدنى للأعلى ، مهما كان الأدنى رفيعاً.* *وعلى أي حال فكيف يمكننا أن نعرف السيدة زينب (عليها السلام) حق معرفتها؟!* *وهذه كلمات حول السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) بقدر معرفتنا بها، فالهدايا على مقدار مهديها،