بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
بالقطع ـ مع قاص، إلى الكتابة من داخل النوع الأدبي، إذ إنه يمارس كتابة القصة القصيرة، و ينقدها مؤرخاً ومحللاً. ولهذا يتابع عبدالله أبوهيف دراساته حتى يصل إلى الرواية العربية، وهو تطور طبيعي، وسمّى آخر مؤلفاته «الجنس الحائر» الصادر عن دار الريس (يناير 2003). ليمارس رؤية بانورامية لتاريخ الرواية العربية من ناحية، ومدى اهتمام هذه الرواية بالذات العربية وتطورها من التأثر بالآخر إلى الاستقلال، ومن الاستقلال إلى مشكلات الاستقلال والتحديات الدولية والمحلية التي تضغط على هذه الذات العربية مثل الحروب الداخلية في لبنان وحربي الخليج ثم الانتفاضة.. وغيرها. ويزاوج الناقد عبدالله أبوهيف بين هذا المسح الاجتماعي الفلسفي إلى التحليل الفني لمكونات الرواية العربية المعاصرة في العقود الأربعة الأخيرة، ولذلك اتسعت رقعة الكتاب على المستويين الجغرافي والسياسي، فشملت مبدعين نساءً ورجالاً من دول مختلفة في مكوناتها وتوجهاتها ومبدعين مختلفين يتضح فيهم التنوع الخلاق في الأيديولوجيا فكتب عن روائيين من مصر وسوريا ولبنان والجزائر وتونس وليبيا والعراق والمغرب العربي في إطار رؤية عربية تحاول التعرف على الذات العربية في رؤية عامة لهذا الجنس الحائر (العرب). وقد أغراه في هذا السياق حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل وتحول الرواية العربية إلى نص عالمي وتحول كتّاب اهتموا كثيراً بالقصة القصيرة، إلى كتابة الرواية، كما أن التحولات العربية السياسية في الثلاثين سنة الأخيرة تعطي مادة واسعة وعميقة للتعرف على الذات القومية العربية. وهي تتصارع من داخل القطر الواحد (لبنان) أو من خلال دولتين عربيتين (الكويت ـ العراق) أو من خلال الاحتلال والانتفاضة القائمة ضده. ومن ثمَّ أصبحت الرواية جنساً مهماً يسيطر على بقية الأجناس الأدبية خاصة الشعر الذي انتقلت روحه إلى الكتابة السردية. وإلى هذا الحد تشرح الذات نفسها في تطور وعيها وبيان أحلامه وآماله وخيباته في وقت واحد. كذلك عني الناقد بتحولات الخطاب السياسي الإيديولوجي والخطاب السردي الروائي ومدى اختفاء المؤلف السارد الراوي. وبيّن الكتاب أن الرواية العربية أصبحت دراسة للواقع العربي تحلله وتعود به إلى تاريخه وأصوله، كما درس في روايات نبيل سليمان وصنع الله إبراهيم وأديب نحوي وأحمد إبراهيم الفقيه وهالة البدري وسالم حميش وراعى الناقد في هذا السياق أن السرد العربي وهو ينمو ناحية الاستقلال والتشاكل مع الواقع نمّا معه الوعي السياسي العام ونمت الجماليات الروائية في وقت واحد. إذ أفاد الكاتب العربي من خبراته. وقد رصد الكتاب محاولة الروائيين في ربع القرن الأخير الوصول إلى تقنيات عربية خاصة، ولاسيما شعرية السرد والإفادة من أشكال السرد العربي الشعبي الشفاهي والفصيح متمثلاً في أشكال الخبر والحديث القصصي. وقد درس الناقد في هذا الصدد روايات لنجيب محفوظ والطاهر وطار وحيدر حيدر وسالم حميش وموسى ولد ابنو وإبراهيم بشير إبراهيم ومحمد جبريل. ورصد أيضاً التجديد الخاص بتعدد الأصوات في الرواية العربية، وهي تقنية بدأت مبكراً في الرواية العربية، إلا أن الروائي العربي حرص على تجديدها والإفادة من الحس الدرامي وتأجيج الصراع من خلال رؤى متعددة للحدث الواحد أو الأحداث المتعددة. ودرس في هذا السياق روايات لنجيب محفوظ أيضاً ولحميدة نعنع وعبد الرحمن مجيد الربيعي، الأمر الذي أغنى النص بصيغ مختلفة وحية من الحوار في الرواية العربية. كما في روايات حيدر حيدر والطاهر وطار. وركز في هذا الصدد على الكتابة الوثائقية العربية التي لا تهتم بالمتعة السردية فقط، بل بتحول النص الروائي إلى وثيقة للحدث العربي كما في روايات صنع الله إبراهيم ونبيل سليمان ورؤوف مسعد. ولم يتقيد الناقد هنا بموقف سياسي موحد بقدر ما اهتم بتعدد الرؤى، فقد أراد أن يشير إلى أن المثقف لم يعد وحده في المعترك السياسي بل أن فئات الشعب العربي التي هزّتها الأحداث الأخيرة وأثرت حتى على لقمة عيشها، وظهرت بطلة ضمن أخريات، فهناك إشارات واضحة لبطولة العامل الزراعي والفلاح كما في رواية نبيل سليمان وصنع الله إبراهيم ونجيب محفوظ، بل أصبح المجموع هو البطل كما في روايات فؤاد التكرلي وموسى ولد ابنو. وقد كانت النسوية العربية ظاهرة ضاغطة في المرحلة الأخيرة وكانت المرأة في هذا السياق تسعى لاكتساب أكبر مكاسب وأخطرها، أعني المشاركة السياسية الكاملة. والوضوح في الكتابة عن المرأة دون المواربة أو