ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

علی عقلة عرسان، عبد الله أبوهیف، عبد القادر الحصنی، شوقی بغدادی، مالک صقور، نهلة السوسو، أحمد یوسف داود، محمد خالد رمضان، صادق الحموی،عادل محمود، فاضل سفان، باسم عبدو، نزار نجار، راسم المدهون، محمدکامل الخطیب، عبدالله الشیتی، ادیب عزت، ایمان زمزم، فؤاد المرعی، إلهام طه النجار، حنا مینه، نصر الدین البحرة، احمد الغفری، غازی الخالدی، ممدوح السکاف، نشأت التغلبی، بشر کعدان، محمود أمین العالم، حسن حمید، سمر روحی الفیصل، محمد الخلوف، عیسی فتوح، قمر کیلانی، یاسین رفاعیة، خیری الذهبی، علی القیم، احمد بوبس، رفیق أتاسی، زینب حمور، مازن بلال، طلعت سقیرق، نصرالدین البحرة، خیری عبد ربه، ولید العودة، حلم ثقیل، صباح المندلاوی، علی المزعل

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ويلاحظ أن البحرة يضع أسئلته دون إشارة استفهام على أن لا جواب لها إلا في فعل الشخصيات نفسها إيحاءً شفيفاً.

ويتكرر هذا التعاطف مع الصبي في القصة التي حملت عنوان مجموعته الخامسة، فهذا الصبي الذي غدا محامياً ناجحاً مرّ بظروف قاسية جعلت أباه يدفعه إلى العمل أجير فران. ثم دعاه العوز، وألحت عليه الحاجة أن يأخذ أرغفة من الفرن فيغدو عرضة للصفع والإهانة والإذلال والمحاكمة، غير أن القاضي أنصفه ليس بالقانون وحده بل بالأخلاق والوجدان، لأن العدالة قرينة الرحمة والتعاطف الإنساني الرحيم والنبيل، وهي قيم شائعة في قصص البحرة على مدار تجربته الطويلة.

لقد بادر الراوي المتكلم إلى ضبط متنه السردي، بما يخدم موضوعة هذا التعاطف الإنساني الرحيم في مطلع قصته، ليوفر هذه الاستطاعة الفنية على تجسيدها بتعدد مسوغاتها في التاريخ وفي النفس البشرية في آن معاً، وساعد على ذلك أن الراوي المتكلم هو نفسه أجير الفران، وهو نفسه المحامي اليوم الذي يتأمل في معاني العدالة واقترانها بالحاجة الإنسانية:

"ولست أدري، إن كان شعوري بفداحة الظلم وقسوته وعشقي للعدالة وبحثي عنها ولو بمصباح كمصباح ديوجين.. الذي كان يضيئه حتى.. في النهار، هما اللذان وجهاني إلى دراسة الحقوق. غير أنني واثق تماماً أن ذاك الحادث الذي رسخ في ذاكرتي أقوى من الوشم، وأعمق من جرح بليغ طويل.. انسحب على حياتي كلّها.." (16).

ويظهر تقصي هذا الراوي المتكلم لما يسعف حالته الباعثة على الشفقة في انطلاقته من مثال فريد في بابه: "جان فالجان" وأولئك البؤساء الذين لا حصر لهم في الأزمنة والأمكنة كلها، وقد برع فيكتور هوغو في وصفه الرومانسي المتعاطف معهم، على أن البحرة قد التقط جوهر ذلك في مقاربته لنموذجه الإنساني:

"وسمعت يومها للمرة الأولى باسم فيكتور هوغو.. و.. جان فالجان.. فعرفت حينذاك، كم هي الدنيا صغيرة، وإن كبرت، وكم هم الناس متشابهون وتأكدت يومها أن ما حدث قبل مئة سنة أو ألفي سنة.. يمكن أن يحدث الآن، وربما.. بعد ألفي سنة" (ص 16).

وهذا هو معنى محاكمة أجير الفران وفيه تكمن المفارقة الباقية: فعل العوز وفعل الرحمة في حياة البائسين تحت وطأة العيش القاسي.

4-ثمة عناية واضحة للبحرة بالموضوع وبما ينبثق عنه من قيم، إذ يندر أن نجد قصة تخلو من موضوع إنساني أو اجتماعي على وجه العموم، أو موضوع وطني أو قومي على وجه الخصوص، بل إن البحرة مازج بين القضية الاجتماعية والقضية الوطنية في بعض قصصه، كما هو الحال في قصة "الشرف" من مجموعته الرابعة على نحو مباشر، أو في قصص "أنشودة المروض الهرم" من مجموعته الثانية على نحو غير مباشر: دعوة للشجاعة، أو قصة "الإشارة والجمرة الأولى" من مجموعته الثالثة: دعوة للوحدة الوطنية وانتزاع العصبيات الأسرية والفئوية.

قام الشاب محيي الدين، في أثناء فترة الاستعمار الفرنسي لسورية، وهو متطوع في الجيش الفرنسي، بمواجهة عساكر العدو الغازي المحتل من السنغال بينما هم يهمون باختطاف فتاة، فقتل جنديين، وفقد ذراعه، ثم هرب إلى فلسطين وعمل في أحد مقاهي حيفا، وعندما عاد إلى دمشق بعد رحيل المحتلين عنها استقبله الناس بطلاً، ولم ينسوا تضحيته، وقد استعاد شريط الماضي في أثناء تدخينه النرجيلة لتمجيد فعل البطولة في مواجهة المستعمر الغازي المحتل على نحو مباشر:

"لو أنه بقي في دمشق... لأعدمته السلطات الفرنسية... ولولا أنهم غادروا البلاد منذ أيام لما استطاع أن يعود.. ومع أن عشر سنوات طويلة مضت.. وهو بعيد في فلسطين، فإن أحداً لم ينسه... مازالوا يذكرونه.

لقد فوجئ عندما دخل الحارة. كانت مكتظة بالأعلام والزينات والأضواء كأنها تستقبل حاجاً عائداً.. وحين عرف الأمر.. لم يعد يعرف ماذا يفعل.. فصار يبكي ويضحك" (ص 127).

ويأخذ التمازج بين الموضوع الاجتماعي والموضوع الوطني صيغة التعاطف والاستئناس بقيم نشوة الماضي، كما في قصتي "أنشودة المروض الهرم" و"ظلال موحشة" من مجموعته الثانية: يصطاد العجوز في القصة الأولى الذئب الذي يهدد القطيع، وعندما تلتئم جروحه يطلقه ليتوارى خلف الجرود الشرقية، ويبدو مطلب الشجاعة غاية بحد ذاته:

"وعلى كلّ حال، فإن أهل القرية جميعاً قصدوا منزل الشيخ حمد، ليتفرجوا على الذئب.. وقد رُبط إلى جذع شجرة ضخمة في الحوش، مكبلاً بالحديد.

/ 120