ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

علی عقلة عرسان، عبد الله أبوهیف، عبد القادر الحصنی، شوقی بغدادی، مالک صقور، نهلة السوسو، أحمد یوسف داود، محمد خالد رمضان، صادق الحموی،عادل محمود، فاضل سفان، باسم عبدو، نزار نجار، راسم المدهون، محمدکامل الخطیب، عبدالله الشیتی، ادیب عزت، ایمان زمزم، فؤاد المرعی، إلهام طه النجار، حنا مینه، نصر الدین البحرة، احمد الغفری، غازی الخالدی، ممدوح السکاف، نشأت التغلبی، بشر کعدان، محمود أمین العالم، حسن حمید، سمر روحی الفیصل، محمد الخلوف، عیسی فتوح، قمر کیلانی، یاسین رفاعیة، خیری الذهبی، علی القیم، احمد بوبس، رفیق أتاسی، زینب حمور، مازن بلال، طلعت سقیرق، نصرالدین البحرة، خیری عبد ربه، ولید العودة، حلم ثقیل، صباح المندلاوی، علی المزعل

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"قامت قمر من مكانها مسرعة، وتركت الكتاب وصوره على بساطها الصغير:

-عمو، كمل لي القصة.

-وين وصلنا!

-لما فوّتت سلوى الكلب على البيت من البرد والثلج، وراحت تجيب لـه حليب، مضبوط؟

كنت جالساً على الكرسي أقرأ إحدى الجرائد، قرب قمر على الشرفة، أتدفأ بشمس تشرين المقبولة، ودون أن تستأذنني قمر تسلقت الكرسي واطمأنت في حضني، ومدّت يدها إلى ذقني، وأخذت تلاطفني، وهي تقول:

-ما بدك تحكي يا ربي؟

-بدي..

-أي ما تحكي؟ بزعل هه.

-طيب، شو بتعطيني؟

-بوسة...

كانت قمر تعلم أن هذا الثمن غال جداً، ولعلها متأكدة من أنني أستسلم بسرعة.. دون ثمن:

يكفيني أن تقبل عليّ، وتتسلق الكرسي، وتنظر في عيني، وهي تكتم ضحكة، فما أكاد أحكي الحرف من القصة حتى أطلقها حبيبة، لطيفة، ناعمة مثلها تماماً، ولا تلبث حتى تنصرف إليّ وإلى القصة بكل جوارحها، فتتصدى لكل حادثة بالتعليق، وترتسم كل الانفعالات على وجهها" (ص 4 -37).

ولعله واضح تعمد البحرة استخدام الحوار بالعامية القريبة من الفصحى، حرصاً على مقاربة واقعية انطباعية، غير مثقلة بالتحليلات الفكرية والنفسية، فثمة ملامسة رقيقة لعفوية الطفولة ونمو الانفعالات والمشاعر التي ما تلبث أن تندغم في غرض القصة الإنساني.

ولا يختلف ذلك عن قصته "انسجام كامل" من مجموعته الرابعة "رقصة الفراشة الأخيرة" التي تصف بحيادية مقنعة جو الازدحام في أحد الباصات الذي يقوم برحلة مسائية بين الريف والمدينة، أما الغرض فهو مفتوح على احتمالات الرؤية خلل وفرة الأمشاج الانطباعية، وكأن الانسجام هو مدى البؤس الإنساني الذي يفرض على هؤلاء الركاب أن ينحشروا في باص عتيق يفتقر لأبسط شروط الاستعمال. حوى الباص حيوانات بالإضافة إلى ركابه من البشر، (لاحظ المجاورة بين الحيوان والإنسان) ما يضاعف من الانضغاط الروحي والنفسي، غير أن السارد المضمر لا يقول غرضه مباشرة، بل يستغرق في الوصف المحايد لأول وهلة:

"وعادت السيارة تدرج على الطريق، وهدأ الضجيج بعض الشيء، إلا أنه انبعث مرة أخرى، فكان أقوى وأكثر حدة، وكان مصحوباً بقوقأة دجاجة.. لم يبق سوى هذه! دجاج أيضاً! وعلا صوت طفل صغير من الأمام:

-باضت.. باضت.." (ص 121).

ويستمر الوصف المحايد حتى النهاية جاعلاً من التحفيز الواقعي مزاجاً لانطباعية نفاذة، كما في نهاية هذه القصة:

"في هذه الأثناء رن في جو السيارة مواء قطة صغيرة، رفعها صاحبها الفتي بكلتا يديه، وراح يرقصها على قوقأة الدجاجة.. وبدا أن كلب الصيد قد صحا من نومه فطاب لـه أن يشارك في هذه الجوقة، لم يكن نباحه مزعجاً على أي حال، على أنه أضفى على الجو مسحة غريبة من الانسجام"

(ص 121).

مثلما نلاحظ أن البحرة قد اعترف بحنينه إلى واقعية الخمسينات، وما رافقها من الولع بالتبشير العقائدي الذي كان البحرة مقتصداً فيه، بالنظر إلى أقرانه من أعضاء "رابطة الأدب الحديث" أو "رابطة الكتاب الشباب"، كما في قوله في مقدمة المجموعة الرابعة: "على أني أردت أن أتوقف ملياً لأتذكر واقعية الخمسينات بكل ما تحفل به من عودة إلى الناس البسطاء

وعوالمهم الفنية، القومية... التي يظل المستقبل المشرق الآتي جزءاً لا يتجزأ منها" (ص9).

3-نلمس الفهم التقليدي لفكرة القص لدى البحرة أيضاً في توكيده على العناصر التالية: الصدق في نقل التجربة الإنسانية، الإخلاص والأمانة للتجربة الواقعية في الحياة، البساطة في السياق والتعابير المحلية بما هي الشعبية أيضاً، تبسيط الحوار إلى مقاربته الواقعية لما يجري في الحياة. ومن الواضح أن هذه العناصر تصف ممارسة البحرة لفكرة القصة إلى حدّ كبير وتنطوي على التقليد السردي في بناء القصة في تعبيرها عن معاناة جماعته المغمورة التي تواجه الظلم الاجتماعي وشظف العيش، وهم غالباً من المعلمين أو الحرفيين أو المعذبين تحت وطأة الفقر والبؤس دون تحديد لوضعيتهم الاجتماعية والطبقية، على سبيل التعميم حيناً، أو مبالغة التبشير العقائدي حيناً آخر، وهذا واضح في القصة التي تحمل عنوان المجموعة الأولى، فقد سيطر اليأس على المعلم الفقير الذي يعيش مع والدته وأخوته الصغار دون أمل بالزواج وبناء أسرة لأن حبيبته تركته إلى زواج آخر، فيمضي المعلم وقته بين المدرسة والمقهى. يقلب هذا المعلم فكرة الانتحار، وسط حاجة أمه وأخوته إليه، مما يضطره إلى العدول عن فكرته، بينما يؤدي البؤس الاجتماعي بنسرين في القصة التي حملت اسم المجموعة الرابعة إلى الموت. إن نسرين الطالبة الجامعية ابنة الحادية والعشرين وابنة معلم ابتدائي أيضاً، تتعرض لحادث سيارة مع ثري عربي في طريق عودتهما من الزبداني إلى دمشق، ولا يفلح تهديد شقيقها أو نصح أبيه في السيطرة على سلوكها وتطلعها إلى الخروج من ضغوط الواقع عليها.

توسل البحرة إلى فهمه التقليدي بالأمانة للتجربة الواقعية في الحياة على وجه الخصوص، دعماً للعناصر الأخرى مثل الصدق في نقل التجربة الإنسانية، ومراعاة المحلية في تصوير البيئة والشخصيات، ثم لم يغفل عن عرض متنه السردي ضمن تشويق باد في صوت الراوي المتكلم غير المحايد:

"بلى.. ها هي ذي الفتاة تسقط. ساقطة؟ إنها ليست كذلك، كانت تسقط. تترجرج فوق صفحة الزئبق، غير أن صقيع الماء لا يضربها. كان الدفء يسري في أوصالها، فتبدو وجنتاها مشتعلتين، كأنها قاعدة أمام موقد متوهج، ولم تتأفف من اللزوجة. فكانت تتقلب بين يديها كفراشة تستحم في ندى الصباح. لم ينتبه والدها، إلى أن في الأمر شيئاً غير عادي، حين وجهت إليه يومها ذلك السؤال الصاعق:

-أبي... لماذا أدرس" (ص 53).

كان السؤال عن الدراسة مفتاحاً لكشف التناقض في نزوع الفتاة الهانئة دون مشقة، فهي تحاول "تغيير هذا الواقع الفظيع" بأي ثمن وبأية وسيلة. وما سعى إليه البحرة هو تبيان المفارقة الأخلاقية والاجتماعية الضاغطة التي تجعل الناس يسقطون، ولذلك كانت المفارقة اللفظية الأولى: "تسقط" -"ساقطة"، تمهيداً للمفارقة المعنوية: قلة جدوى الدراسة ونيل الشهادة إزاء عيشة غير مرضية، كما في قول الفتاة لأبيها مرة:

"-إنني أستغرب كيف أنت قانع بهذه العيشة." (ص 54).

/ 120