ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

علی عقلة عرسان، عبد الله أبوهیف، عبد القادر الحصنی، شوقی بغدادی، مالک صقور، نهلة السوسو، أحمد یوسف داود، محمد خالد رمضان، صادق الحموی،عادل محمود، فاضل سفان، باسم عبدو، نزار نجار، راسم المدهون، محمدکامل الخطیب، عبدالله الشیتی، ادیب عزت، ایمان زمزم، فؤاد المرعی، إلهام طه النجار، حنا مینه، نصر الدین البحرة، احمد الغفری، غازی الخالدی، ممدوح السکاف، نشأت التغلبی، بشر کعدان، محمود أمین العالم، حسن حمید، سمر روحی الفیصل، محمد الخلوف، عیسی فتوح، قمر کیلانی، یاسین رفاعیة، خیری الذهبی، علی القیم، احمد بوبس، رفیق أتاسی، زینب حمور، مازن بلال، طلعت سقیرق، نصرالدین البحرة، خیری عبد ربه، ولید العودة، حلم ثقیل، صباح المندلاوی، علی المزعل

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"قيل إنه كان مصاباً بانفصام الشخصية، وقد دخل ذات مساء إلى دورة المياه فأحكم غلق الباب، وأحرق نفسه، على طريقة الرهبان البوذيين"(ص 5).

ثم استهل مجرى السرد بإعادة معنى رمي الجمار في التراث العربي، على أنه حاجة ذاتية لدى الإنسان، وبإعادة المعنى المسيحي حول ما تقوله الروح للكنائس، وأن يحتفي الإنسان بما تقوله الروح دائماً، وهما إعادتان للمغازي الحية التي ميزت وقائع تاريخية قديمة تستضاء بالراهن وضغوطه الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية، وقد أفلح البحرة في استنطاق الواقعة التاريخية تخييلاً شديد الدلالة عن ضغوط التاريخ والوعي به، نورد مثالاً لذلك "الإشارة الأولى"، وهي عن امرئ القيس وطلبه الدائم للثأر إذ اعتدي عليه بقتل حجر.

في الجمرة الأولى، ينبئ الصوت عن ناقة البسوس المعروفة، وفيها الصدى، وهو التخييل المقارب للتاريخ، والمحاكي للواقع، حين يقتلون البقرة ويكون عرض الفداء رمزاً، ثم ما يلبث من تعرضوا للعدوان أن يمضوا إلى القتل إلغاء للترميز ودخولاً في واقع قاس وفاسد:

"جثا الغلام على ركبتيه أمام أبي ياسين. وقام هذا فاستل مدية من

زناره، ثم أهوى بها على عنق الغلام، فإذا الدماء تنبجس حارة غزيرة من عنقه" (ص 21).

على أن القتل يؤدي إلى القتل، فيندفع والد الفتى المذبوح إلى القتل:

"ولم يدر أحد كيف امتدت يد خالد النعسان إلى زناره، أية سرعة! الطلقات جميعها استقرت في جسد أبي ياسين، فسقط غير بعيد عن الغلام" (ص 2).

لم تنته القصة،الجمرة الأولى، عند هذا الحد؛ فمن الضروري (الحاجة الذاتية) أن يطرد الإنسان الشر من داخله، وأن يستمع لنداء الروح، ويمنع براكين الغضب والعنف وارتكاب الفظائع، وهذا هو المعنى الثمين والجوهري يشي به غرض القصة التي قامت على تناوب الواقع والتاريخ، التخييل مندغماً بالسرد الأدبي والتاريخي:

"وفجأة دوى في الفضاء انفجار رهيب تلفت أهل القرية حولهم يبحثون عن مصدر الصوت، فلم يعثروا على شيء، ولكن أحدهم قال:

-لا بد أن أحد البراكين الخامدة قد... ثار فجأة.

فقال آخر:

-لكنه ليس خامداً بل لعله لم يخمد أبداً" (ص 22).

ثم ما يلبث السرد القصصي أن يندغم في مبنى استعاري شامل عن طريق المفارقة اللفظية التي تصير إلى تلاقٍ في الدلالات شديد الثراء، كما في القصة الثانية من "رمي الجمار" حيث التوق الممتنع إلى الحرية في لعبة السياسة والأمن، يحضر الصوت في مطلع السرد لينبئ عن واقعة الحلاج وسجانه، إذ "جاء السجان إلى الحلاج في وقت العتمة، فقيده ووضع في عنقه سلسلة، وأدخله بيتاً ضيقاً. وعندئذ سأل الحلاج: لماذا فعلت بي هذا؟ فقال: كذا أمرت. وعاد الحلاج يسأل: الآن آمنت بي. أجاب السجان: نعم. وحين تحرك الحلاج بعد ذلك تناثر الحديد منه كالعجين. وأشار بيده إلى الحائط، فانفتح فيه باب، فرأى فيه السجان فضاءً واسعاً." (ص 25).

تنطلق القصة "صوتاً" من خبر معروف في سيرة الحلاج، ايغالاً في الاعتبار بمعنى الكرامة الصوفي، متناقضاً مع فعل دنيوي هو السجن، لتثار قضية الحرية مع قيودها على الرغم من الأثر الأوليائي الذي يظهر على السجان. وتبدو المفارقة اللفظية جلية في ذلك التباعد -التقارب بين الحلاج وسجانه عندما يعيده السجان، فيردد الحلاج نبرة الإيمان به، وعندما يذعن السجان مجيباً بنهم، يتناثر الحديد، وينفتح باب السجن إلى حرية مطلقة أو متوهمة، لا فرق. غير أن المفارقة اللفظية لا تكتمل إلا بتلاقي دلالتها مع دلالة الصدى، فثمة رواد في مقهى في أمسية، بينما فتيان يلصقان إعلانات على الجدران، ثم تداهمهما الشرطة والأمن، ليهرب أحدهما ويقبض على الآخر. ويلاحظ المراقب أن الفتى أخرج من عبّه أوراقاً ورماها خارج السيارة، وكأن الأمر يتعلق بتهمة، ولا يوجد متهم، مما يعيدنا إلى الإشارة في مطلع القصة المأخوذة عن "الرسالة القشيرية" من واقعة أخرى لمتصوفين آخرين، في ذلك الحوار المؤرق عن الحرية والعبودية. إن الشلبي والجنيد يستعيدان قول الحسين بن منصور، الحلاج: "إذا استوفى العبد مقامات العبودية كلها يصير حراً من تعب العبودية، فيترسم بالعبودية بلا عناء ولا كلفة" (ص 23).

لا شك، أن السرد الراهن يستعين بفضاء دلالات الحلاج الذي يعاد ثالثة في موال على الهامش، من شعره الداعي إلى كتمان السر، وشتان ما بين نشدان الحرية والرسوف في أغلال العبودية، وإن تراءى ما يتراءى، لتؤكد القصة بعد ذلك على وطأة سؤال الحرية داخل لعبة السياسة القذرة. لقد

أمر الضابط بجمع المناشير، فهذا "الحقير -يقصد الفتى -يريد أن يسفهنا"

(ص 31)، فيعلق أحد رواد المقهى ناعياً غيبة الحرية: "في حياتنا كلها لن نصير بشراً.. ما هذا؟!" (ص 31)، ثم يردف التعليق بمفارقة لفظية أصغر "ألم تقل إنك لم تعد تشتغل بالسياسة". (ص 31).

ثم يبلغ لقاء الدلالات ذروته، إحالة إلى معادل موضوعي هو حصيلة المفارقات اللفظية، في هذا القول التهكمي، إشارة لاستحقاقات قيم المجتمع المدني:

"- متى يعرف هؤلاء الناس كيف يشربون القهوة" (ص 31).

ويتعمق المبنى الاستعاري إياه في القصة الثالثة من المجموعة نفسها "رمي الجمار" تنويعاً على عزف آخر، هو دلالات محنة الشيخوخة وعقوق الأبناء وجريمة الحياة ذاتها. ورد في "الإشارة" عن فضاء الموضوع خبر عن أسد وتميم أنهما لجأتا إلى الوأد، فراراً من العار أو خشية الإملاق، وقد افتخر بذلك الفرزدق، فيما بعد، لأن جده حمى الجماعة من الوأد، فقال:

وجدي الذي منع الوائدات

وأحيا الوئيد، فلم يوأد (ص 33)

/ 120