أفلا تذکرون، حوارات فی الدین و العقیدة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أفلا تذکرون، حوارات فی الدین و العقیدة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضى العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

موبقات المدنية المادية الحاضرة، والحصول
على كل ما هو حسن وسيء، وصالح وفاسد فيها..
ومهما يكن من أمر، فإن ما يدعو إليه حسن بن
فرحان المالكي تقريباً هو نفس ما يدعو إليه
هذا الرجل الذي تحدثنا عنه، ويصب في نفس
الاتجاه، ويتابع نفس المشروع.
وسيظهر هذا الحوار: أننا قد سعينا إلى طرح
القضايا التفصيلية على بساط البحث، وفقاً
للمناهج العلمية الصحيحة التي يرضاها
العقل والوجدان، ولا يشذ عنها باحث، يعيش
روح المسؤولية والالتزام..
وإذا به وقد أحرجه ذلك، ولم يجد في من حوله
من يستطيع أن يسعفـه بشيء.. وواجه أنـوار
الـحقائق الساطعة، وأدلتها القـاطعة، قد
بـهـت وسكت، وأسقط في يده، ولم يجد سبيلاً
للتغطية على عجزه الظاهر، سوى معاودة كيل
الشتائم، والإصرار على الاتهام الباطل،
واللجوء إلى التعريضات المؤذية، والكلمات
الجارحة، وإطلاق الادعاءات الفارغة من
جديد، مع تجاهل فاضح لكل ما قيل لـه ومـا
يمكن أن يقـال فيه، وعنه.
فظهر مما قدمناه: أن مقصودنا بكلمة
(باهتوهم) هو التعبير عن حالة هذا الرجل
حينما واجهته الأدلة، ووضعت له النقاط على
الحروف، حيث بهت، ولجأ إلى الاتهام
والتجريح.
الثاني:
إن كلمة (باهتوهم) قد وردت في الروايات
الشريفة، التي تحث على التصدي لمن يسعى
للابتداع في الدين، ومواجهته بالحقائق
ليبهت، ويسقط ما في يده، فقد روي بسند صحيح
عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي،
فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبهم،
والقول فيهم، وباهتوهم، كي لا يطمعوا في
الفساد في الإسلام. ويحذرهم الناس، ولا
يتعلمون من بدعهم يكتب لكم بذلك الحسنات،
ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة)[1].
فقوله (باهتوهم) إنما يقصد به إلزامهم
بالحجج القاطعة، وجعلهم متحيرين، لا
يحيرون جواباً كما قال الله تعالى:
{فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}[2] وهذا هو ما
استظهره المجلسي (رحمه الله) أيضاً[3].
وهذا بالذات هو ما جرى لحسن بن فرحان
المالكي، الذي ظهر في بادئ الأمر يوزع
التهم يميناً وشمالاً، ويصنف الناس وينال
من المذاهب الإسلامية المختلفة، وخصوصاً
الشيعة والتشيع..
مع أن محاوريه وهم يكلمونه بأدب
وبموضوعية، وهو يمعن في توجيه الإهانات،
بالكناية تارة وبالتصريح أخرى، حتى لقد
وصف الشيعة بأنهم أكذب الفرق، واعتبر قوله
هذا مستنداً إلى مراجعة علمية، جعلته
يتيقن بصحة قوله هذا.
ووصفهم بالغلو أيضاً تارة، وبأن عندهم
مشكلة في التوحيد أخرى، إلى غير ذلك مما
يجده المتتبع في كلماته المختلفة.
ولكنه حين واجه الـرد العلمي الحـازم
والصريح، صعق أمـام الحقائق الدامغة،
وانتهى به الأمر إلى الإحجام عن الإجابة
على أي مناقشة علمية صريحة، وإذا بذلك
الرجل المنافق، الذي يتكلم بفوقية ظاهرة،
وبزهوٍ مثير، ينكمش على نفسه، ويتضاءل،
ويتضاءل، ثم ينسحب من ساحة البحث العلمي،
بصورة لا يحسد عليها. وقد بخل حتى بإبلاغ
المحاورين عن أسباب انسحابه، ربما لأن
يصعب عليه أن يظهر بمظهر الضعيف المتهالك..
فيا سبحان الله.. كيف كانت البداية.. ثم كيف
جاءت النهاية..
نعم.. وهذا مصير من يتجرأ على الصديقة
الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء
العالمين، صلوات الله وسلامه عليها..
ويسعى إلى المساس بحقائق الدين، تحت شعار
الاعتدال.
والحمد لله رب العالمين.


{ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
}
تقديم:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على خير خلقه أجمعين، محمد وآله الطيبين
الطاهرين.. واللعنة الدائمة على أعدائهم
أجمعين، من الأولين والآخرين، إلى قيام
يوم الدين..
وبعد..
فإن للحوار العلمي والموضوعي الهادف
أثراً عظيماً في تجلي الحقائق وبلورتها،
وإزالة الشوائب، التي تعلق بها، مما تنسجه
حولها الأوهام القاصرة حيناً، أو
المتغافلة عن تقصير أخرى، فلا تقوم بما
يفرضه عليها الواجب من رصد دقيق للحيثيات
والجوانب التي لا بد من الإحاطة بها،
ليمكن حصحصة الحق بصورة قاطعة للعذر،
ومرضية للوجدان، وللضمير.
وربما تكون الشبهات، والشوائب قد علقت
بتلك الحقائق، نتيجة عمل غير أخلاقي،
يمارسه ثلة من الناس عن سابق عمد وإصرار،
خضوعاً منهم لبعض العصبيات، أو انسياقاً

/ 88