السرائر
باب اللقطة
الضالة من البهائم ما يضيع يقال ضال، ومنالعبيد يقال آبق، ومن الأحرار لقيطومنبوذ، وما يكون عن غير الحيوان يقاللقطة.
قال الخليل بن أحمد: اللقطة الرجل الذييلتقط يقال له لاقط ولقطة بتحريك
القاف، فأما الشئ الملتقط يقال أنه لقطةبسكون القاف. وقال أبو عبيدة وما عليه
عامة أهل العلم: إن اللقطة بتحريك القافهي الشئ الذي يلتقط.
إذا ثبت هذا فاللقطة لا تخلو إما أن تكونحيوانا أو غير حيوان، فإن كانت حيوانا فلا
يخلو إما أن يكون وجدها في البرية أو فيالعمران، فإن وجدها في البرية والصحاريفلا
يخلو إما أن يكون حيوانا قويا ممتنعا منصغار السباع مثل الإبل والبقر والخيلوالبغال
فإنها تمتنع من صغار السباع مثل الثعلبوابن آوى والذئب فإنه لا يقدر عليه، أويكون
مما يمتنع بسرعة مشيه مثل الظباءوالغزلان، أو مما يمتنع بطيرانه فيدفعبالطيران عن
نفسه. فما هذه صفته فليس لأحد أن يأخذهالنهيه (ع) لما سئل عن ضالة الإبل
فقال: ما لك ولها، وغضب حتى احمرت وجنتاه،فإن أخذها لزمه الضمان ويكون عليه
مضمونا لأنه أخذ مال الغير بغير حق، فإنسيبها بعد ذلك لم يزل عنه الضمان، فإن ردها
إلى صاحبها زال عنه الضمان وبرئ، وإنسلمها إلى الإمام فهل يسقط عنه الضمان أم
لا؟ قيل فيه قولان: أحدهما: يزول الضمانوهو الأقوى، والآخر: لا يزول.
فإذا ثبت أن الإمام أخذها، فإن كان له حمىيدع فيه ليرعى حتى يجئ صاحبها،