خطر الغزو الثقافی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خطر الغزو الثقافی - نسخه متنی

سید علی حسینی خامنه ای

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من آفاق القيادة الاسلامية


خطر الغزو الثقافي

[1]

سماحة ولي أمر المسلمين السيد علي
الخامنئي (دام ظلّه)

في البداية اُشير إلى نقطة وهي أن
الغزو الثقافي يختلف عن التبادل الثقافي،
فإنّ التبادل الثقافي أمر ضروري، ولا تكون
أمّة في غنىً عن أن تكتسب العلوم والمعارف من
الامم الاخرى في كافة المجالات، ومن ضمنها
المجال الثقافي وما ينضوي تحت هذا العنوان.
وعلى مدى التاريخ كان الامر كذلك، وكانت
الامم تتبادل فيما بينها آداب الحياة
والاخلاق والعلوم والازياء، وآداب المعاشرة
واللغات والمعارف الدينية.

وكان التبادل الثقافي بين الامم أهم
من سائر المبادلات الاقتصادية وتجارة
البضائع، وكثيراً ما أدّى هذا التبادل
الثقافي الى تغيير الدين في دولة بأسرها. وعلى
سبيل المثال فإنّ أهم ما حمل الاسلام إلى دول
شرق آسيا والمشرق الاسلامي كأندونيسيا لاول
مرّة لم يكن السيف ولا القتال، بل الرحلات
التجارية والسياحية التي قام بها التجار
والسيّاح المسلمون إلى هناك.

وكذلك فقد استلهمت امّتنا الكثير من
الامم الاخرى، وهذا نهج ضروري لتجديد المعارف
والحياة الثقافية في كل أرجاء العالم. وهذا هو
معنى التبادل الثقافي الذي هو معنىً مرغوب
فيه ومطلوب.

أما معنى الغزو الثقافي فهو أن تشنّ
قوّة سياسية أو اقتصادية حرباً على المبادئ
الثقافية لشعب من الشعوب، وذلك لتنفيذ
أهدافها الخاصة والتحكّم بمصير ذلك الشعب.
إنهم يفرضون بالقوّة عقائد جديدة على تلك
الدولة وعلى شعبها من أجل ترسيخها بدلاً من
ثقافة ومعتقدات ذلك الشعب، وهذا هو الغزو
الثقافي.

إنّ الهدف من التبادل الثقافي هو
تعزيز ثقافة الامّة، ولكنّ الهدف من الغزو
الثقافي هو اجتثاث أصول الثقافة الوطنية
والقضاء عليها. ففي التبادل الثقافي تستلهم
الامّة الثقافة والامور الملائمة والمناسبة
لها. فلو فرضنا أن الشعوب الاوربية تسعى بجدّ
لتطوير نفسها مستفيدة من روح المغامرة
والاقدام. وأن شعبنا لاحظ ذلك وتعلّمه منها
فهذا أمر عظيم الفائدة. ولو أنّ شعبنا يتّجه
نحو شعوب الشرق الاقصى فيشاهد أن تلك الشعوب
دؤوبة في عملها ومُقدِّرة لقيمة وقتها،
وأمورها منظّمة، تتبادل فيما بينها الودّ
والوئام والاحترام فيتأثـّر إيجابياً بتلك
الخصال فإنّ هذا أمر حسن أيضاً.

وفي التبادل الثقافي تتمكّن الامّة من
اكتساب الابعاد الايجابية في الثقافات
المتبادلة والمسائل التى تكمل ثقافتها. وكما
يقصد الانسان الضعيف الطعام أو الدواء
المناسب حتى يستعمله فيصحّ جسمه، فإنّ الامّة
تبحث عن ما يلائمها من الامور الثقافية
فتتعلّمها.

أمّا في الغزو الثقافي فإنّ ما يغزون
به أمّة من الامم لا يكون إلاّ شرّاً. فمثلاً
عندما شنّ الاوربيون حملتهم الثقافية على
بلادنا فإنّهم لم يأتونا بروح الاهتمام
بالوقت ولا بالشجاعة ولا بحبّ المغامرة في
القضايا والبحث والتنقيب العلمي، ولم
يحاولوا بإعلامهم أن يصنعوا من إيران شعباً
محبّاً للعمل والعلم. لقد جاؤونا بالتحلّل
الجنسي فقط، فإنّ امّتنا كانت منضبطة جنسياً
لالاف من السنين مضت، أي إنّها تراعي قضية
تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة، طبعاً لا
بمعنى أن أحداً لم يكن يرتكب خطأً أو مخالفة،
فإنّ الخطأ أمر واقع لا محالة في جميع العصور
وفي مختلف المجالات، وأفراد البشرية معرّضون
للخطأ دائماً.

إنّ ارتكاب أخطاء متفرّقة شيء، وأن
يصبح الخطأ عرفاً اجتماعياً مقبولاً لدى
الامّة شيء آخر. إنّ شعبنا منزّه عن الخوض في
اللهو والعبث الواسع، وهذه الامور كانت
منحصرة بالمترفين والسلاطين والامراء
وأمثالهم الذين كانوا يحيون ليلهم حتى الصباح
بممارسة الفواحش. ولانّ الاوربيين كانوا
يقضون ليلهم ونهارهم في نوادي الخمور
والفحشاء، أرادوا أن يفرضوا علينا هذه العادة
المشؤومة الفاسدة. اذهبوا وانظروا في السجلّ
التاريخي لاوربا، ستجدون أن الفساد كان
منتشراً بينهم على امتداد تاريخهم، وكانوا
يسعون جاهدين لنقل هذا الفساد إلى شعبنا، وقد
حققوا هذا الامر بمقدار ما كانوا يستطيعون.

في الغزو الثقافي يُعطي العدو لهذا
الشعب أو ذاك الجانب الذي يريده من الثقافة،
ومن المعلوم ما هو نوع الجانب الثقافي الذي
يريد أن يعطيه لشعب ما عدوّ ذلك الشعب. وإذا
كنّا قد مثّلنا للامّة المكتسبة للثقافة في
باب التبادل الثقافي بإنسان يبحث عن علاج أو
غذاء ملائم لطبعه فيستفيد منه، فإنّ مثالنا
في باب الغزو الثقافي سيكون عبارة عن إنسان
مريض ملقىً على الارض، ولا يقدر على الحراك،
ويأتيه عدو له ليزرق اُبرة في جسده، فمن
الواضح ما هو نوع الابرة التي سيزرقها له ذلك
العدو المفترض. إنّ هذه الابرة تختلف جوهرياً
عن الدواء الذي تذهبون بأنفسكم وتختارونه
لزرقه في أبدانكم حسب إرشاد الطبيب.

إنّ التبادل الثقافي فعل منسوب إلينا،
أما الغزو الثقافي فهو من فعل الاعداء. والعدو
يقوم به ليجتثّ جذور ثقافتنا. التبادل
الثقافي يتحقق في حالة تكون الامّة في كامل
قوّتها ووعيها، أمّا الغزو الثقافي فيحصل
عندما تضعف الامة. فإنّكم تلاحظون أنّ
المستعمرين عندما قصدوا احتلال آسيا
وإفريقيا وأمريكا اللاتينية أرسلوا الهيئات
المسيحية والحركات التبشيرية قبل أن يرسلوا
رجال السياسة والجيش إلى تلك المناطق. في
البداية نصّروا السكان الملوّنين والسود، ثم
ألقوا بحبالهم على رقابهم، ومن ثم طرد وهم من
ديارهم.

انظروا في تاريخ إيران المعاصر في عهد
القاجاريين، ستعلمون كم أرسل الاوربيون من
هيئات تبشيرية إلى إيران، ولكن هذه الهيئات
عجزت كاللص المبتدئ عن تشخيص نقطة البداية
التي تنطلق منها في التبشير، ولذا لم يحققوا
شيئاً من أهدافهم. وبالطبع لم يكن أصحاب رؤوس
الاموال والشركات وقراصنة العالم حريصين على
المسيحية ومعتقدين بالمسيح عليه السلام، أين
هم من المسيح عليه السلام؟ غاية الامر أنـّه
عندما توجد لدى شعب ثقافة ذاتية تدافع عن
حيثيّة ذلك الشعب، فإنّ أول خطوة ينبغي
اتّخاذها هو سلب هذه الثقافة من أصحابها، كما
هو الامر حينما تحاول مجموعة من الجند اقتحام
قلعة مستحكمة، فإنّ أول عمل يؤدّونه هو
الهجوم على أركان القلعة حتى تنهار تلقائياً.
إنّهم يقومون بكل ما يمكن أن يؤدّي إلى إضعاف
أسوار القلعة، وحتى لو تطلّب الامر فإنّهم
سوف ينيمونهم.

يحكي الشاعر «سعدي» في كتابه «گلستان»
حكاية مؤدّاها أن عدّة لصوص ذهبوا لسرقة
أموال قوم نيام، يقول: إن أول عدو هجم عليهم
كان نائماً معهم، قام هذا العدو الداخلي في
البداية بشد أعينهم وتقييد أيديهم، ثم ظهر
العدو الخارجي فشدّ وثاقهم جميعاً وأتى على
ما لديهم. والعدو هكذا يصنع في الهجوم
الثقافي، في البداية يخدّر الناس و من ثمّ
ينهب كل ما لديهم.

إنّ الغزو الثقافي تماماً كالعمل
الثقافي يتمّ بهدوء ومن دون ضجّة. وأحد أساليب
الغزو الثقافي هو محاولاتهم الدؤوبة لان
يُعرض الشباب المؤمن عن مراعاة حدود الايمان
التي لا يمكن التساهل والتسامح فيها، تلك
الحدود التي تمثّل ثقافة وحضارة مستقلّة.
وهذا هو نفس الاسلوب الذي اتّبعوه من قبل في
الاندلس، لقد جرّوا الشباب إلى دنيا الفساد
والشهوة وتعاطي المخدرات، وهم يوجدون هذه
الاعمال في الوقت الحاضر. لقد قلت مراراً أن
البعض يرون عدّة نساء في الشارع لا يلتزمن
كثيراً بالحجاب، فتدمى قلوبهم. بالطبع إن هذا
عمل سيّء، ولكنه ليس العمل السيّء الرئيسي.
العمل السيّء الرئيسي هو ما لا ترونه في
الشوارع والازقة. قال شخص لاخر: ماذا تفعل؟
أجابه أقرع طبلاً. قال: لماذا لا يخرج منه صوت؟
قال: سوف يخرج صوته غداً.

لو لم يتيقّظ الشعب والمسؤولون
الثقافيّون فإنّ صوت انهيار القيم المعنوية
الناشئ عن الغزو الخفي للعدو سوف يسمع بعد
فوات الاوان ولات حين مناص. ولو أنـّهم أرادوا
أن يحاصروا الشاب الذي سبق أن ذهب إلى الجبهة
فإنّهم يعطونه في البداية جهاز (فيديو) ثم
يثيرون شهوته بوضع الافلام الجنسية القذرة في
متناول يده، ثم يجرّونه إلى عدّة مجالس لهو
وفجور، وحينئذ فلن نستطيع أن نفعل شيئاً. ليس
من الصعب جرّ شاب في عنفوان شبابه إلى الفساد،
خصوصاً إذا كانت الجهة التي تقوم بذلك لها
تشكيلات متعدّدة ومنظّمة، والعدو منهمك الان
في مثل هذه الاعمال.

من يقوم بهذه الاعمال غير الاعداء؟
يستولي حبّ الشهوات على الشباب فيفقدون
إيمانهم. ربّما يبكي ذلك الشاب في بداية
انحرافه ولكنه يعتاد تدريجياً على ذلك. إنّ
الاعداء يعملون على إفساد أطفال مدارسنا سواء
الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية. يوظّفون
شخصاً ليدخل المدرسة ويوزّع المواد المخدرة
والصور الخلاعية على الاطفال فيها. وأنا
أتساءل ماذا يجب أن نقول لمدير المدرسة الذي
يتعامل بحذر شديد تجاه محاولات إفساد (500) أو
(600) أو (1000) شاب يافع جعلوا أمانة في رقبته،
ويلوي اُذن صبي خبيث جعله العدو وسيلة لايصال
الهيروئين إلى المدرسة؟ ما هذا الاسلوب؟ أنت
تعمل ضد الحرية، هل يصحّ هذا الكلام؟ يقول
مدير المدرسة: لقد أمنّوا عندي مصير آلاف
الشباب و لا أريد أن اُرجعهم إلى ذويهم وقد
أصبحوا يتعاطون الهيروئين، فهل من الصحيح أن
نقول له: كلا؟ المفروض أن تتركهم أحراراً في
اختيارهم، الهيروئين يوزع في المدرسة، والذي
يريد أن يتعاطاه فليفعل، والذي لا يريده لا
يجبره أحد. وأنت لك الحق في التكلّم حول مضارّ
الهيروئين. أليس هذا التعامل حلقة من حلقات
الغزو الثقافي؟.

أريد أن أخلص إلى نتيجة من كل هذا
الكلام، وتتمثّل هذه النتيجة في أن العناصر
المؤمنة والحريصة تستطيع الوقوف مقابل الغزو
الثقافي، اجعلوا العناصر المؤمنة والحريصة
مورد اعتزازكم دائماً، هذا هو ما أريد قوله،
أنا اُوصي جميع المسؤولين الثقافيين في
البلاد بدءاً بوزارة التربية والتعليم
ومروراً بوزارة الارشاد الاسلامي، وانتهاءً
بمنظمة الاعلام الاسلامي وبقية المؤسسات
والمراكز الثقافية أن يعتمدوا جميعاً على
العناصر المؤمنة والتي هي من الثورة وإليها.
وليس مقصودي من هذا الكلام أنـّه إذا كان هناك
شاب غير ثوري فامسكوا بيده واطردوه خارجاً،
كلاّ فإنّ أحداً لم يدّعِ ذلك. وليس هذا منطق
الاسلام أو الثورة. افسحوا المجال للجميع،
وكل من يرغب بالعمل لهذا الشعب فليعمل. نحن
نقول لا تسمحوا بانزواء الكوادر الحريصة على
ميادين العمل. لو هجم العدو يوماً على البلاد
فمن الذي سوف ينهض بأعباء الدفاع عنها؟ لن
يذهب سوى ذلك الانسان الذي يكون تعلّقه بوطنه
وأمّته أكثر، واهتمامه بالزخارف الدنيوية
أقل وإحساسه بالمسؤولية والتزامه أكبر.


(1)
مختارات من الخطاب القيّم لاية اللّه
السيد علي الخامنئي ولي أمر المسلمين بتاريخ
13/ صفر/

/ 1