من آفاق القیادة الاسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

من آفاق القیادة الاسلامیة - نسخه متنی

سیدعلی خامنه ای

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من آفاق القيادة الاسلامية


اليأس وطموحات الثورة الاسلاميّة


ولي أمر المسلمين آية اللّه السيّد
علي الخامنئي (دام ظلّه)

المعضلة الكبرى لدى بني البشر هو
اعتقادهم بأنّ الاعمال والاماني الكبيرة لا
يمكن أن تتحقّق، وهذا بلاء عظيم. إنّ اليأس
أكبر عدوّ للانسان الذي يحاول تحقيق آماله
وأمانيه. لو أنـّنا قلنا لانفسنا: لا جدوى من
المحاولة، إنّنا لا نستطيع، فلماذا نجهد
أنفسنا اذن؟ فأيقنوا أنّ هذا العمل سوف لا
يتمّ إنجازه.

إنّ اليأس من الاُمور المرفوضة في
الاسلام، بل إنّ بعض أنواعه من الذنوب
الكبيرة: كاليأس من رَوح اللّه أي اليأس من
لطفه وفضله وعنايته الخاصّة التي إذا يئس
الانسان منها فإنّه يكون قد ارتكب معصية
كبيرة. لا يحقّ لنا اليأس، فإنّ اليأس من رحمة
اللّه من الذنوب الكبيرة. لا يحقّ لاحد أن
ييأس من رحمة اللّه حتى و إن شاهد حجباً
كثيرة يمكن ـ في نظره ـ أن تمنع تلك الرّحمة،
وأحياناً لا يكون اليأس من كبائر الذنوب بل
تكون الكبيرة هي المانع من نزول الرّحمة. في
أيـّام الجهاد السّلبي «أي قبل انتصار الثورة»
كنا نقول للبعض: إذا كنتم تعتقدون بالحكومة
الاسلاميّة والنظام الاسلامي وأنّ الاسلام
يطالبنا بإقامة مجتمع إسلامي وليس منحصراً
بالاعمال الفرديّة كالصلاة والصوم والطهارة
والنّجاسة، إذا كنتم كذلك فلماذا لا تتّخذون
خطوات في هذا المجال؟ كانوا يجيبوننا حينئذ
بالقول: «لا جدوى ولا فائدة في ذلك، وأنتم
ترون كيف أنّ العدوّ مهيمن علينا». واليوم
عندما نقول (العدو) فإنّنا نقصد الشبكة الكبرى
للاستكبار العالمي. فاليوم نحن لا نعتبر من
كان أقلّ من ذلك عدوّاً لنا، ولكنّنا عندما
كنّا نقول في تلك الايـّام «العدو» لم نكن
نقصد تلك الشبكة الاستكباريّة، كنّا نقصد
الجهاز الامني الامبراطوري، بل الجهاز
الامبراطوري بنفسه.

لا بدّ أنـّكم تعرفون أنّ الشعوب إذا
تفجّر غضبها كيف تتهاوى الاجهزة الحكوميّة في
العالم. لقد رأيتم كيف دارت الدوائر على
الانظمة الاستبداديّة والاستكباريّة في آسيا
و إفريقيا والمناطق الاُخرى. وكذلك رأيتم
عن قرب وبوضوح أكثر كيف تهاوى النظام
الامبراطوري في بلادنا.

رأيتم بأعينكم كيف انقضّ هذا الشعب ـ
على رغم اليأس والقنوط الذي كان يبثّونه بين
النّاس ـ وقَلَب النظام الكارتوني. لقد كان
ذلك النظام كالعهن المنفوش، نظاماً ميّتاً
مهزوماً فارغاً. وعلى كلّ حال فلقد كان اليأس
سبباً لانكفاء النّاس عن الحضور في السّاحة.

لماذا ييأس بعض الافراد من إمكانيّة
التغلّب على القوى الكبرى في العالم؟ لماذا
ييأس البعض من إمكانيّة اجتثاث إسرائيل من
المنطقة؟ لماذا ييأس بعضهم من إمكانيّة إنقاذ
المسلمين من الظلم الذي يرزحون تحته في
العالم؟ المسلمون اليوم مظلومون في كلّ بقاع
الدّنيا، في أوربا وآسيا، في كشمير وفي بعض
الدول الاسيويّة وفي دول إفريقيا وفي الجزائر
وفلسطين المحتلّة ولبنان ومختلف الدول.
المسلمون وروّاد الاسلام مظلومون في كلّ
الدنيا. إنّ دماء المسلمين تراق، إنّهم
يتعرّضون للقساوة الشديدة. وعندما تصل
النّوبة للمسلمين فلا مراعاة للانسانيّة ولا
للمعايير الانسانيّة. لماذا لا يتفاءل أحدٌ
بمجيء يوم يتمتّعون فيه بالعزّة وتقوى شوكتهم
في أوربا وآسيا و إفريقيا والشرق الاوسط
وحتى في قلب العالم الاستكباري؟ ما الّذي
يستبعد من ذلك؟ لماذا ييأس البعض؟ لماذا ييأس
البعض من إمكانيّة وصولنا في هذه البلاد إلى
نظام إسلامي متكامل؟ لقد أنجزنا خطوات واسعة
نحو هذا الهدف من أول يوم تأسّس فيه هذا
النظام.

يمكنكم أن تكتشفوا أنّ هذا النظام يقف
في الطرف المقابل لنظام العهد البائد. لقد
تطوّرنا كثيراً، وتغيّرت الكثير من المظاهر
وتبدّلت العديد من البواطن والاتّجاهات،
ولكنّنا لم نصل لحدّ الان إلى النظام
الاسلامي الكامل. نحن نسير باتّجاه ذلك
النظام المتكامل، وهذا هو أملنا وهدفنا.
البعض يقول: لا جدوى في ذلك، لا يمكن الوصول في
هذه الدنيا إلى النظام الاسلامي الكامل.
ولكنّنا نقول: لا يجوز اليأس من ذلك، و إنّنا
نستطيع إجراء العدالة الاسلاميّة بمعناها
الحقيقي في نظام الجمهوريّة الاسلاميّة.
يستطيع الانسان مهما كان ضعيفاً أن يسترجع
حقّه بلا مماطلة من ذلك الذي غصبه حقّه مهما
كان الاخير قويّاً، نستطيع أن نصل إلى هذا
المستوى، بل إنّ أملنا وهدفنا الرئيسي هو
الوصول إلى هذا المستوى. إنّ معنى الحكومة
العادلة أن يصبح العاملون في أي زاوية من
النظام عدولاً بحيث يمكن الصلاة خلف أي واحد
منهم. لماذا نستبعد هذا الامر؟ من الممكن أن
نصلح الجهاز الاداري في البلاد بحيث تستوجب
الاشارة إلى تجاوز القانون أو أخذ الرشوة من
قبل أحد الاشخاص غضب الطرف المقابل. هذه
الاُمور ممكنة بلا ريب، وللاسف فإنّ اليأس قد
يسيطر على البعض فيقولون: لا يمكن في هذه
الدّنيا إنجاز شيء أكثر ممّا تمّ إنجازه،
ولكنّنا نقول: لم لا يمكن ذلك؟ فكما كان أصل
إقامة النظام الاسلامي مستبعداً ومع ذلك
تحقّق، فكذلك يجب تحصيل الكمال لهذا النظام
مهما استُبعد ذلك.

/ 1