من آفاق القيادة الاسلامية - من آفاق القیادة الاسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

من آفاق القیادة الاسلامیة - نسخه متنی

سید علی حسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من آفاق القيادة الاسلامية

فلسطين قضيّة المسلمين الكبرى

سماحة ولي أمر المسلمين آية اللّه
السيد الخامنئي «دام ظلّه»

إنّ قضية فلسطين هي القضية الاسلامية
الاولى على الصعيد الدولي، واليوم

إذ ينطلق كفاح الشعب الفلسطيني تحت لواء
الاسلام سالباً النوم والراحة من جفون
الصهاينة الغاصبين وحماتهم، فإن من أكبر
واجبات الشعوب والدول المسلمة دعم هذا
الكفاح، إذ إن الغدة السرطانية إنما يمكن
اجتثاثها و إنقاذ العالم الاسلامي من
اخطارها القاتلة بهذا الاسلوب لا غير.

إن سكوت بعض الدول العربية ومساومتها
وخيانتها وحتى تظاهر بعضها باللامبالاة وعدم
الشعور لمصير فلسطين قد أوصل الامر الى حد
راحت فيه الدولة الصهيونية الغاصبة ـ وبعد
سنين من الكتمان وحتى الانكار ـ تعلن اليوم
ومن جديد شعار إسرائيل الكبرى، وتكرّر بكل
وقاحة وصلف آمالها الحقيرة في غصب أراض
جديدة من الوطن الاسلامي.

ان المسألة هي غصب واحتلال بيت
المسلمين، وان الحكم الاسلامي بالنسبة لهذهِ
القضية واضح، لا يشكّ فيه أحد، وهو الحكم
الشرعي المثبت في كافة الكتب الفقهية التي
تبحث في باب الجهاد. واليوم قد حدثت في الارض
المحتلة ظاهرة كبيرة، ولا تزال مستمرة وبقوة،
وهي الانتفاضة الاسلامية هذه الثورة التي
ستنقذ فلسطين، والتي يخشاها ويرتعب منها حماة
إسرائيل وصانعوها، وقد تحققت بعد أن كانت
حلماً بعيداً، إنها نعمة إلهية كبيرة، إنْ
شكرنا اللّه لاجلها فستبقى، (لَئِنْ
شَكَرْتُمْ لازِيدنَّكُمْ) و إن كفرنا بها
فسوف تزول، ويتمثل شكر هذهِ النعمة بمعرفة كل
المسلمين في أنحاء العالم لتكليفهم الشرعي
الذي هو بالتحديد تقوية وحماية هؤلاء
المجاهدين، ويجب أن تكون هذهِ الحماية
والمؤازرة شاملة مستوعبة لكافة الجوانب،
فالمساندة السياسية لازمة وكذلك المساندة
الاعلامية والاخلاقية والعسكرية. على مسلمي
العالم أن يروا في أي من المجالات المذكورة
بإمكانهم تقديم العون والاسناد، وعندما
تتهيأ الفرصة يصبح التكليف مؤكّداً، ولا يجوز
التخلّف عنه.

إن الذين يتصورون بأن في إمكانهم
تحرير فلسطين عن طريق أمريكا والمتّحدين معها
واقعون في خطأ يؤسف له، وهم كمن يعتقد بتحرير
فلسطين عن طريق إسرائيل. لا يمكن تحرير فلسطين
عبر أمريكا، و إن حركة تنتهي بالاعتماد على
حماة إسرائيل حركة منحرفة لا محالة.

هذا الجانب الاول من القضية، فالكفاح
من أجل تحرير فلسطين يجب أن يأخذ المعنى
الحقيقي للكفاح، فهو نقطة التقابل مع الصلح،
والصلح في هذهِ القضية يعني الخيانة، والكفاح
واجب، وليس لاحد أن يساوم على حساب الكفاح
الواجب.

أما الجانب الثاني من هذهِ القضية فهو:
أن الذي يقف وراء فكرة ظهور ونمو هذا الكيان
الغاصب ويسعى اليوم من أجل بقائه هو الاجهزة
الاعلامية التي صنعتها الصهيونية العالمية
وأنصارها في العالم، ومن المؤسف حقاً أن يجد
مثل هذا الاعلام كل أسباب الرسوخ والانتشار،
ثم يُعتمد اُسلوباً للعمل الاعلامي، ويتدخل
في خلق الافكار والثقافة العامة للعالم. وأما
نحن المسلمين فقد كنا غافلين وعاجزين عن
الوقوف على حقيقة الاساليب الاعلامية للعدو،
ولم نتمكن من الاستفادة من مختلف السبل لبيان
حقانية الشعب الفلسطيني.

إن واجب المفكرين والكتّاب والفنانين
وجميع العاملين في حقل الاعلام في الاقطار
الاسلامية كافة أن ينهضوا مع إحساس كامل
بالمسؤولية لاداء هذا التكليف، فمنذ انتهاء
الحرب العالمية الثانية ولحد الان سعى اليهود
لملء أنحاء العالم بالمئات من الافلام بل
الالاف لاجل إظهار أنفسهم مظلومين، و إظهار
الطرف المقابل لهم ظالماً، والحقيقة التي
نشهدها هي أن الظلم الذي يمارس بحق الشعب
الفلسطيني اليوم لم يقع مثيل له في أي وقت،
وعلى أي شعب أبداً، ومن المؤسف أن يظل هذا
الظلم محجوباً عن الرأي العام، لذا يجب العمل
من أجل فضح ذلك، وبالشكل الصحيح والواقعي،
حتى يطّلع الرأي العام العالمي ويعرف كل ما
يحدث هناك.

إن الابواق الاستكبارية الرسمية التي
في قبضة الصهاينة في مختلف أنحاء العالم
ولسنوات مديدة تكرر أن هؤلاء [ المجاهدون
الفلسطينيون] إرهابيون، وغيرها من العبارات،
ثم هيأوا كل هذهِ الترتيبات منذ سنتين وسموها
سلاماً الان، أحقاً هذا سلام؟ ثم يقول من
يدّعي معرفة الاسلام: إن الاسلام والقرآن
دعوانا الى السلام! أسلام هذا أن يُظلم شخص ثم
يجبر على الصلح دون أي تنازل من الظالم؟ إن
هذا عار واستسلام ورضوخ يحرمهُ الشرع
الاسلامي ويذمّه.

إن العالم الاستكباري وبموجب (ذَهَبَ
اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي
ظُلُمات لا يُبْصِرُون )ما زال رغم ما يسمى
بتحليلاته العلمية غير قادر على فهم حقيقة
الحقوق الانسانية، وهو يخطئ إذ يعتقد أن قضية
فلسطين قد انتهت، حيث إننا نعتقد أن القضية
الفلسطينية ما زالت على وضعها ولم تنته، وأن
ذلك العنصر المفضوح والفلسطيني المظهر ـ
والله أعلم بباطنه ـ الذي وقّع اتفاقية
التساوم لا يمثل أبداً الشعب الفلسطيني، فمن
يكون حتى يذهب ويوقع على بيع فلسطين للصهاينة
الذين ارتكبوا مئات الجرائم بحق المسلمين في
فلسطين؟ فهل يمكن نسيان قضية دير ياسين وسائر
القرى المهدّمة بالديناميت فوق رؤوس
أهاليها؟ ومن يقبل أن يُطلب التوقيع ممن لا
يمثل أحداً؟

إن على الامريكيين والصهاينة
والعناصر الذليلة والوضيعة التي وقعت
اتفاقية التساوم [اتفاقية غزة وأريحا] أن
يعلموا أن القبضات الفلسطينية ستستمر في ضرب
رؤوس الغاصبين. والابواق العالمية تطبّل بأن
عدداً من الفلسطينيين فرحوا بذلك، طبعاً يوجد
في كل مكان اُناس عملاء أذلّة وجهلة لا يعرفون
ما سيحلّ بهم غداً، فلماذا لا يُجرى استطلاع
للامة الاسلامية؟ فهذِه قضية إسلامية. بل
دعهم يذهبوا الى العالم العربي ـ الذي استسلم
بعض قادته لهذهِ المؤامرة الخيانية بصورة
مخزية ـ ليطلبوا آراء شعوبه حول هذهِ القضية
إن كانوا يعتقدون حقاً بحرية الرأي، (فهنا لا
معنى لحرية الرأي وهي ليست من اُصول
الديمقراطية الغربية) فهل الامة الاسلامية
مستعدة للتنازل عن جميع هؤلاء الضحايا الذين
قدمتهم قرابين دفاعاً عن فلسطين المحتلة طوال
(45) عاماً؟ وهل الامة الاسلامية تتمثل في عدة
قادة خونة يقدمون ما تطلبه منهم أمريكا؟ ان
الامة هي اُمة إسلامية، والامة العربية بحد
ذاتها أكثر شهامة وشجاعة من هؤلاء الخونة.

إن الجهاد قد تغلغل الى داخل الشعوب،
وقد تبين أن الطروحات القومية عاجزة عن حلّ
المشاكل الكبيرة، إن الاسلام هو القادر على
حل هذهِ المشاكل وسوف يحلّها بفضل اللّه.
فالاُمة الاسلامية قد أثبتت غيرتها
الاسلامية، ولا تسمح بأن يقوم شخص ويوقّع على
هذهِ الخيانة. طبعاً يعتبر هذا العصر حساساً
وهاماً بلحاظ تنفيذ هذهِ المؤامرة الكبرى،
فقد تقدم العدو خطوة وفتح خندقاً، ولكن ليس
هذا فتحاً نهائياً وحقيقياً كما تصوّر. فيجب
على العالم الاسلامي أن يردّ عليه ويعيده الى
الوراء، وعلى الشباب الغيارى والمؤمنين وعلى
المثقفين وعلماء الدين في جميع أنحاء العالم
الاسلامي أن يكونوا حذرين وبحجم المسؤولية
الملقاة على عاتقهم.

إن الجمهورية الاسلامية في ايران
أكّدت مراراً على لسان إمامها العظيم والشعب
الايراني أن مرور الزمن لن يفقد الحق
مصداقيته ولن يكسب الظلم شرعية، فقبل 45 عاماً
وقع ظلم واغتصبت أرض فلسطين، لهذا تجب عودة
الارض الفلسطينية دون قيد أو شرط الى الشعب
الفلسطيني. وليعلم قادة الدول الاسلامية أن
الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا سوف لن
توقفا اعتداءاتهما بعد التوقيع على هذهِ
الخيانة الكبرى، فقد استسلم القوم بعد أن
تقدمتا خطوة، وسوف تتقدمان خطوة ثانية وثالثة.

إن الاعتداء الصهيوني الاثم أخيراً
على صفوف المصلّين في مدينة الخليل المحتلة
الذي خلّف عشرات القتلى ومئات الجرحى يعد
إحدى الجرائم المتميزة التي لا تقدم عليها
غير أيادي الصهاينة المتعصبين والظلمة،
لانها تتناسب مع شقاء وخبث غاصبي فلسطين، إن
هذهِ الفاجعة المؤلمة تذكرنا بالمجازر
الجماعية التي ارتكبها الصهاينة طيلة فترة
الاحتلال لفلسطين، مع فارق أن هذهِ الجريمة
الكبرى ترتكب اليوم أمام أنظار كل العالم.

هل ستصحو تلك الضمائر التي تتجاهل ما
يجري على الفلسطينيين في دارهم بهذهِ
الحادثة؟ وهل سيدرك أدعياء السلام المزيّف مع
العدو الغاصب أخطاءهم؟ هل ستخرج الدول
والمحافل التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان
والتي تجاهلت طيلة سنوات أكبر الانتهاكات
التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني عن صمتها
المخزي وتعترف بما اقترفته من ذنب في الماضي؟
وهل ستعترف أمريكا بأنها شريكة في إراقة دماء
الفلسطينيين لانها كانت ولا تزال تدافع عن
حكومة الصهاينة دون قيد أو شرط؟ وهل ستمرّ على
هذا الحدث الرهيب مرور الكرام دون أن تهتم
بأبعاده أو تأخذ العبرة منه مثلما تغافلت عن
الفاجعة الكبرى التي تجري حالياً في البوسنة
والهرسك؟

لكن الشعب الفلسطيني سيأخذ العبرة
والدرس اللازمين من هذا الحدث، فلقد اتضحت
لهذا الشعب المضطهد مرّة اُخرى هذهِ الحقيقة
المرّة، وهي أنه مجبور على الكفاح في داره حتى
يتمكّن من العيش فيها، وقد اتّضح له أن
الصهاينة ورغم التصريحات المنمّقة التي أدلى
بها بعض زعمائهم هم أنفسهم العنصريون
المتعصّبون الذين شهدتهم فلسطين قبل خمسين
عاماً، ولو أنـّهم حصلوا على أدنى عذر
لارتكبوا أبشع الجرائم ضدّ المسلمين
الفلسطينيين أصحاب الارض. لقد ثبت حتى لاشد
الفلسطينيين غفلة أن الانظمة الاستكبارية
التي ما انفكّت تتحدّث عن أمن الصهاينة لا
تقيم أدنى أهمية لامن المسلمين الفلسطينيين،
و إلا فإن الجيش الصهيوني ما كان ليجرؤ على
ارتكاب مثل هذهِ المجزرة الرهيبة ضد صفوف
المؤمنين المصلّين.

إن بإمكان الفلسطينيين أن يتسلّحوا
ويُنزلوا أشد الضربات بمصالح الكيان
الصهيوني الغاصب ومن ثم استعادة حقوقهم
بالعيش على ارضهم. فهذا هو الدرس الذي يجب أن
يتعلّمه الفلسطينيون من أحداث الحرم
الابراهيمي الاخيرة.

إن الحكومات والشعوب المسلمة عليهم
مسؤولية كبرى، و إن العلاج النهائي يتمثّل
في طرد الصهاينة الغزاة، و إعادة فلسطين
للفلسطينيين بمختلف أديانهم وشعوبهم.

و إذا تعذر على الحكومات الاسلامية
الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم فسيكون
بمقدور هذا الشعب وببركة وطاقة الاسلام أن
يقوم بما يوفر له الامن داخل بيته وأرضه. و إنني
إذ اُواسي شعب فلسطين المظلوم وبخاصة ذوي
الشهداء، أسأل الله المتعال الغفران للشهداء
والشفاء للجرحى و إصلاح حال المسلمين
والحل العادل للقضية الفلسطينية.

/ 1