نصر الإسلامی فی عراق أهل البیت (ع) بین الأمل و السنن الإلهیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نصر الإسلامی فی عراق أهل البیت (ع) بین الأمل و السنن الإلهیة - نسخه متنی

السید کاظم الحائری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

رأي


النصر الاسلامي في عراق أهل البيت
عليهم السّلام


بين الامل والسنن الالهيّة

سماحة السيّد كاظم الحائري

قال اللّه تعالى: (حتّى إذا اسْتَيْأسَ
الرّسُلُ وَظَنّوا أنـّهُمْ قَدْ كُذِبْوا
جاءَهُمْ نَصْرُنا)([1]).

وقال عزّ من قائل: (وَلَنُذِيقَنّهُمْ
مِن الْعَذابِ الادْنى دُونَ العَذابِ
الاكْبَرِ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُون)([2]).

وقال عزّ وجلّ: (وَلا تَرْكَنُوا إلى
الّذينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمُ النّارُ وَما
لَكُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ مِنْ أوْلِياءَ
ثُمّ لا تُنْصَرُون)([3]).

وقال أيضا في محكم كتابه: (إنّ اللّهَ
لا يُغَيّرُ ما بِقَوْم حتّى يُغَيّروا ما
بأنْفُسِهِمْ)([4]).

لقد طال انتظار النصر الاسلامي في
العراق، وطالت سيطرة العُتلّ الزنيم «صدام»
على أرض عراقنا الحبيبة، ومن ورائه طالت
هيمنة أسياده الكفّار والاستكبار العالمي
المتمثّل اليوم في أمريكا على بلد عليّ
والحسين.

فهل من فَرَج وهل من أمل؟

إنّ قطع الامل عن تحقّق الفَرَج يعني
تكذيب وعد اللّه تعالى بالنصر في قوله سبحانه:
(يا أيُّها الّذينَ آمَنُوا إنْ تَنْصُروا
اللّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ
أقْدامَكُمْ)([5]).

و إن خُلف الوعد قبيح من الانسان
الاعتيادي فكيف باللّه سبحانه تعالى عن ذلك
علّواً كبيراً: (وَلَنْ يُخْلِفَ اللّهُ
وَعْدَه)([6]).
و(إنّ اللّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعاد)([7]).
إذاً فالنصر النهائي حتميّ لو طرقنا أبوابه.

ولكن الامل بالنصر شيء وطلب النصر على
خلاف سنن اللّه شيء آخر.

ذلك أن سنن اللّه في الحياة
الاجتماعيّة للبشر كسننه في القضايا
التكوينيّة لا يمكن أن تُخْرَق: (فَلَنْ
تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبْديلاً وَلَنْ
تَجِدَ لَسُنّةِ اللّهِ تَحْويلاً)([8])
فليس من الطبيعي أن نتوقّع النصر بشكل معاكس
لسنن اللّه الاجتماعيّة، ولكن من الطبيعي أن
نطرق أبواب النّصر الالهيّة ضمن الاقتراب من
السنن المتلائمة مع النصر.

و إليكم بعض سنن اللّه الاجتماعيّة
في الحياة:

أ ـ الامتحان الالهي:


(بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرَحِيم *
الم * أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ
يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لا يُفْتَنُون *
وَلَقَدْ فَتَنّا الّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَلَيَعْلَمَنّ اللّهُ الّذينَ صَدَقُوا
وَلَيَعْلَمَنّ الكَاذِبين)5([9]).

فلا يمكن للفرد ولا للمجتمع بل ولا
للانبياء والمرسلين أن يُتركوا من دون بلاء
وامتحان، قال اللّه تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنّا
سُلَيْمانَ وَألْقَيْنا عَلى كُرْسِيّهِ
جَسَداً ثُمّ أناب)([10])
وقال عزّ وجلّ: (وَظَنّ داوُدُ أنـّما
فَتَنّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبّهُ وَخَرّ
راكِعاً وَأناب)([11]).

إلاّ أنّ المهمّ للانسان أن يسعى في
سبيل الخروج من الامتحان بسلام منتصراً على
البلاء بأداء الوظائف التي فرضها اللّه عليه.

ومن أنحاء الامتحان حبس النصر لفترة
زمنيّة قد تطول أو تقصر: (حتّى إذا اسْتَيأسَ
الرّسُلُ وَظَنّوا أنـّهُمْ قَدْ كُذِبُوا
جاءَهُمْ نَصْرُنا)([12]).

ب ـ التأديب الالهي بالبلاء


إنّ اللّه سبحانه أدّب بعض أنبيائه
على ترك الاوْلى بالبلاء، كما ورد في قصّة ذي
النّون عليه السّلام: (وَذا النّونِ إذْ
ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ
عَلَيْهِ فَنادى فِي الظّلُماتِ أنْ لا إلهَ
إلاّ أنْتَ سُبْحانَكَ إنّي كُنْتُ مِن
الظّالِمين * فَاسْتَجَبْنا لَهُ
وَنَجّيناهُ مِن الغَمّ وَكَذلِكَ نُنْجِي
الْمُؤمِنين)([13]).
وأدّب بعض المجتمعات الكافرة بالبلاء حتى
أسلموا كما وقع ذلك في قوم يونس، قال سبحانه
وتعالى: (فَلَولا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ
فَنَفَعَها إيمَانُها إلاّ قَوْمَ يُونُسَ
لَمّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ
الْخِزي فِي الحَياةِ الدّنْيا
وَمَتّعْناهُمْ إلى حِين)([14]).

ويؤدّب اللّه المجتمعات العاصية
بالبلاء حتّى يتوبوا إليه، قال اللّه تعالى: (وَلَنُذيقَنّهُمْ
مِن العَذابِ الادْنى دُونَ الْعَذابِ
الاكْبَر لَعَلّهُمْ يَرْجِعُون)([15]).
وقال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي البَرّ
وَالبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أيْدي النّاس ِ
لِيُذيقَهُمْ بَعْضَ الّذي عَمِلُوا
لَعَلّهُمْ يَرْجِعُون)5([16]).
وقال عزّ من قائل: (ما أصابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَة فَبِما كَسَبَتْ أيْديكُمْ
وَيَعْفُو عَنْ كَثير)([17]).

وتنطبق هذه السّنن الالهيّة على كلّ
مجتمع تعظم أخطاؤه وتكثر تقصيراته كما هو
شأننا في العراق من قبيل:

1 ـ ترك الامر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وقد ورد في الحديث: «لتأمرنّ
بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليستعملنّ
عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم»([18]).

2 ـ ترك الجهاد أو التقصير فيه، وقد ورد
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أنـّه قال:
«من ترك الجهاد ألبسه اللّه ذلاًّ وفقراً في
معيشته ومحقاً في دينه، إنّ اللّه أعزّ
اُمّتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها»([19]).

3 ـ تفريق الكلمة وعدم توحيد الصفّ،
قال اللّه تعالى: (وَلا تَنازَعُوا
فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ ريحُكُم)([20]).
وقد رُوي أن الامام الصادق عليه السّلام كان
إذا مرّ بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتى يقول
ثلاثاً: «اتقوا اللّه» يرفع بها صوته([21]).

وما لم يتمّ تجاوز هذه الاخطاء
الجسيمة في غالبيّة المجتمع العراقي وأمثاله
من مجتمعات المسلمين فلا أمل في النصر
الاسلامي المنشود، فقد ذكر اللّه سبحانه في
كتابه: (إنّ اللّهَ لا يُغَيّرُ ما بِقَوْم
حَتّى يُغَيّروا ما بِأنْفُسِهِم)([22]).

ج ـ الركون إلى الظّالم الذي يؤدّي
إلى الانكسار وليس الانتصار


قال تعالى: (وَلا تَرْكَنُوا إلى
الّذينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمُ النّارُ وَما
لَكُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ مِنْ أوْلِياءَ
ثُمّ لا تُنْصَرُون)5.([23])

إنّ الاستكبار العالمي المتمثّل في
أمريكا لا يحسّ اليوم بوجود أيّ منافس له في
العالم غير الاسلام، الذي بدأ يدبّ في شرايين
المجتمعات البشريّة التي كانت إلى الامس
القريب مسلمةً بالاسم فحسب، وقد أصبحت اليوم
تنبض حقّاً بروح الاسلام وروح الجهاد،
وبالخروج على الكافر المستكبر، وخاصّة بعد أن
تَتَوّجَ العمل الاسلامي على العموم
بالانتصار ولو في بقاع محدودة على مستوى
إقامة الحكم الاسلامي. ولذا ترى أن الاستكبار
العالمي وضع ثقله في إبادة الاسلاميّين في
بعض البلاد كالعراق، وفي إبادة المسلمين في
بعض البلاد الاُخرى كالبوسنة والهرسك. وعلى
العموم، أصبح يشدّ على الاسلام بكلّ قواه في
جميع المناطق التي يكون للمسلمين فيها وجود
ملحوظ كلبنان وآذربيجان والاراضي المحتلّة
من قبل إسرائيل مثل فلسطين وغيرها من الاراضي
الاسلاميّة المجاورة وما إلى ذلك.

وعليه فمن الواضح أن الاستكبار لم ولن
يفكّر في إسقاط صدّام ما لم يثق بأنّ ذلك سوف
لا يكون في صالح الاسلاميّين والمؤمنين ولا
يكون بالذات في صالح إيران الاسلام.

ومن جهة أخرى من الواضح أنّ الوجودات
المعارضة الخياليّة في العراق، كما هو شأن
غالبيّة المعارضة العلمانيّة، لم ولن
يفكّروا في البروز على مسرح المعارضة بمعنى
الكلمة إلاّ تحت راية أمريكا، لانـّهم يعلمون
أن لا رصيد لهم من الشعب ولا حول لهم ولا طول
من اللّه سبحانه وتعالى، إذاً فلا سبيل لهم ـ
لو أرادوا الوصول إلى السلطة في العراق ـ
إلاّ أن يعتمدوا بدلاً عن الشعب على
الاستكبار الامريكي، وبدلاً عن حول اللّه
وقوّته على حول الشيطان وقوّته.

ومن هنا يبدو بوضوح أنّ أيّة صفقة مع
المعارضات العراقيـّة الخياليّة لهي صفقة
خاسرة، وأيّ اتجاه يريد تحرير العراق بتفاهم
مع الاستكبار الامريكي ليس اتجاها سليماً.

إنّ الاستعمار الامريكي لن يعتمد على
أيّ تجمّع عراقيّ يكون فيه إصبع واحد
للاسلاميّين إلاّ أن يأخذ منهم التنازلات إلى
مستوى ترجح به كفّتهم على كفّة صدّام في الفهم
الامريكي للموازنات.

إنّما العمل السليم هو الاتّكال على
اللّه وعلى النفس ولو طال الزمان (وَلَيَنْصُرَنّ
اللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إنّ اللّهَ لَقَويٌّ
عَزِيزٌ)([24]).



([1])
يوسف: 110.

([2])
السجدة: 21.

([3])
هود: 113.

([4])
الرعد: 11.

([5])
محمّد: 7.

([6])
الحج: 47 .

([7])
آل عمران: 9 و31 .

([8])
فاطر : 43 .

([9])
العنكبوت: 1 ـ 2.

([10])
ص : 34 .

([11])
ص : 24.

([12])
يوسف: 110.

([13])
الانبياء: 87 ـ 88 .

([14])
يونس: 98 .

([15])
السجدة: 21 .

([16])
الروم: 41 .

([17])
الشورى: 30.

([18])
وسائل الشيعة 11 الباب 1 من الامر والنهي ح 4 .

([19])
وسائل الشيعة 11 الباب 1 من جهاد العدوّ ح 2.

([20])
الانفال: 46 .

([21])
وسائل الشيعة 11 باب 1 من الامر والنهي ح 3.

([22])
الرعد: 11.

([23])
هود: 113.

([24])
الحج: 40 .

/ 1