مسیرة الاستسلام الذلیل و التنازل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مسیرة الاستسلام الذلیل و التنازل - نسخه متنی

المجمع العالمی اهل البیت (ع)

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

رأي


مسيرة الاستسلام الذليل والتنازل
المنظم


* الدائرة الثقافية العربية ي
المجمع العالمي اهل البيت (ع)

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (فلمّا
نَسُوا ما ذُكّروا به فتحناعليهمْ أبوابَ
كلِّ شيء حتى إذا فرحوا بما اُتوا أخذناهُم
بغتةً فإذا هم مُبلِسون * فقُطعَ دابرُ القومِ
الّذينَ ظلموا والحمدُ للّهِ ربّ العالمين).

ولطالما ذكّر مفجّر الثورة الاسلامية
المعاصرة الامام الخميني الراحل(قدس سره)وأنذر
الامة والحكام بخطر اسرائيل قائلاً: «ذكّروا
الناس دائماً بخطر اسرائيل وعملائها» وقال
ايضاً: «ايتها الحركات التحررية، وأيتها
الشعوب المناضلة على طريق الحرية والاستقلال..
قوموا وأنذروا شعوبكم وجميع الشعوب
الاسلامية وقولوا لها: إن الخضوع للظلم هو
أسوأ من الظلم وأقبح منه، وحذّروا الحكومات
كي تنفض عنها غبار الذل والاستكانة».

وبدلاً من الحذر والاستجابة للانذار
رحنا نشهد عملية التراجع المنظم في القضية
الاسلامية الفلسطينية أمام الهجوم الاميركي
الصهيوني على كل الوجود الاسلامي ومنه
العربي، دون أن نلحظ أية خطوة تتقدم على طريق
احقاق الحق واسترجاعه.

والغريب أن الوتيرة تتسارع آناً بعد
آن حتى راحت تسبق الزمان، وتفوق حتى توقعات
العدو الصهيوني. بل إن بعض الدول العربية طوت
لافتاتها العريضة وشعاراتها الطويلة، وأخذت
تتغافل عن المواثيق التي قطعتها على أنفسها،
وراح الصف العربي يتمزق ويتهافت على أعتاب
الصهيونية الغاصبة.

فهذا تنازل أردني سريع (اسرع من البرق)
على طريق التطبيع الكامل متجاهلاً كل القيم،
بل حتى آراء وإرادة الشعب الاردني نفسه. وهذا
تنازل على رفع الحصار عن العدو الصهيوني. فإذا
بنا نشهد دول الخليج الفارسي تكسر المقاطعة،
ويتبع ذلك قيام ما يسمى بالمؤتمر الاقتصادي
في الدار البيضاء لتتسابق الدول على الجلوس
إلى جانب الوفد الاسرائيلي، بل لتعقد الصفقات
العلنية معه.

وتحولت كل المنكرات إلى انواع من
المعروف، فبدلاً من المقاطعة الاقتصادية
المباشرة وغير المباشرة، بدأت الوفود
الاسرائيلية تتوالى على الكثير من الدول
العربية لبحث أفضل سبل التعاون الاقتصادي،
حتى لو كان على حساب العلاقة الاقتصادية بدول
عربية شقيقة.

وبدلاً من جبهة المواجهة والصمود
لاحقاق الحق الفلسطيني المشروع، أو على الاقل
تطبيق قرارات الامم المتحدة الغابرة، بدأ
التنافس الذليل بين العديد من الدول العربية
لفتح مكاتب رعاية مصالح تمهيداً لاقامة
علاقات رسمية مع اسرائيل الصديقة!

وراح بعض الرؤساء والملوك يتسابقون في
تذكير العدو الصهيوني بالود القديم، وأن أياً
منهم يسبق غيره في التودد!

يوماً ما ألقى الامين العام للمجمع
العالمي لاهل البيت(عليهم السلام) العلامة
الشيخ التسخيري كلمة في مؤتمر القمة الاسلامي
السادس في «دكار» اعتبرت في رأي بعض
المشاركين كلمة مفرطة في التشاؤم والانكار
على المسيرة الاستسلامية في القضية
الفلسطينية، وحتى أن السيد فاروق القدومي
مسؤول الدائرة السياسية في منظمة التحرير
الفلسطينية، رد عليها بقوة متحديا الجمهورية
الاسلامية الايرانية أن تقوم بالمقاومة،
مدعياً أن الفلسطينيين لن يفرطوا في شبر واحد
من أرض فلسطين.

وصفّق المؤتمرون هناك لهذا الصمود
الفلسطيني! وماذا كانت النتيجة؟ هل كان ما
يسمى بالحكم الذاتي الهزيل في غزة وأريحا هو
الحصيلة المطلوبة؟ وهل يمتلك هذا الحكم حتى
مقومات الحكم الذاتي في حين أنه لا يستطيع أن
يجري حتى انتخابات حرة في داخله دون أن يطلب
الاذن من العدو الصهيوني؟ بل إنه بدأ يتحول
إلى عصا اسرائيلية لقمع أبناء الشعب
الفلسطيني الثائر في حركاته الجهادية.

لنستعيد إذاً ما قاله الامين العام في
اللجنة السياسية لمؤتمر القمة الاسلامي
السادس عندما طرحت فكرة مؤتمر «مدريد»
الاستسلامي لندرك مدى الوهم الذي يعيشه هؤلاء
المتوهمون:

«ربما كان من نافلة القول الحديث عن
الاصالة الاسلامية للارض الفلسطينية، وان
كلّ محاولات التشويه التاريخي لا تستطيع أن
تغير الحقيقة القائلة بأن فلسطين أرض الاسلام
ومهد التحرك الاسلامي.

الا ان الاستعمار، وتبعاً لاهدافه
التوسعية وعدائه للوجود الاسلامي، عمل على
اقتطاع هذا القلب النابض من خلال زرع الوجود
الصهيوني المشرذم، ثم المشكل بشكل الدويلة
اللقيطة، ثم الاعتراف بها عام 1948م، عام الذل
لكل وجودنا. ومذ وجد المقاومة الصلبة
للجماهير الاسلامية والباهتة لبعض الحكومات
راح يعمل على خط التمييع والتهدئة وحصر
القضية وأبعادها عن التعاطف الاسلامي العام،
مؤكداً على تمزيق الصف العربي والاسلامي
المقاوم وتقوية الوجود الغاصب.

ومما يحزّ في القلب ان كل تلك اللاءات
التي طرحناها في المقاومة لم تكن تنطلق من
اعتقاد أصيل، وإنما من عاطفة عابرة على افضل
الاحوال، وسرعان ما قدمت أمكنتها لانماط
التنعيم والقبول بشروط الذل وحالات التراجع
المقيت.

والغريب أننا كنا في كل خطوة نتراجع
بها نعلن ان ذلك موقف للتحيّز الى فئة ثم
الهجوم القاصم وما هو إلا الوهم المستديم.

وهكذا استمرت عملية التمزيق والتضعيف
والتشتيت هنا والتقوية والدعم اللامحدود
هناك، وعلى كل الاصعدة السياسية
والاقتصادية والدولية. ومرت البشرية غافلة
امام افضع الجرائم، حيث شعب يذبح ويشرّد من
قبل نظم تنادي بأنها قامت على اساس من العدالة
والحرية.

ان شعبنا الفلسطيني قد يئس من كل
الطروحات اليسارية واليمينية (الشرقية
والغربية) والاقليمية الضيقة والقومية
المحدودة، وراح يتجه نحو الاسلام كحل بديل
اصيل. انه ترك قاعات المؤتمرات الفارهة
والصالات الفخمة واتجه الى المسجد المتواضع
والموقع الذي لا يستر مقاتله، والحجر (قنبلة
القرن العشرين) ليستخدمه في سبيل قضيته
المقدسة، وكانت الانتفاضة املنا جميعاً
جميعاً.

ورغم أن العدو الصهيوني قام بضرب هذا
التحرك الجماهيري المعتمد على عقائدية
المنطلق وجماهيرية التحرك، قام بضربه بكل
الاساليب اللانسانية، وتحت سمع العالم
وسكوته وتجاهل الاصدقاء، بل والاحبة احيانا،
اللهم إلا في ضمن قرارات دولية تجاهلها العدو
الصهيوني وسحقها وكأن شيئا لم يكن.

الا ان الانتفاضة البطلة بقيت صامدة
تهزأ بالسياط والعتاد المتطوّر، وبكل اولئك
الذين راهنوا على محوها.

اننا لا نريد ان نوضح مواقفنا هنا بكل
تفاصيلها، فهذا ما وضحه قائدنا آية الله
الخامنئي ورئيس جمهوريتنا ومسؤولونا، لكننا
نريد ان نقول بكل وضوح ان العدوّ الصهيوني لن
يتنازل عن شبر واحد من مدعياته السخيفة حتى
ولو تنازلنا عن كل حقوقنا المشروعة، وهذا ما
يوضحه مسير الاحداث. فها هي اسرائيل تهزأ بكل
التعاليم والقيم الانسانية باستمرار ودونما
اعتراض من الدول الكبرى المساندة والتي تقيم
الدنيا وتقعدها لمشكلة بسيطة يتعرض لها احد
عملائها.

وها هي تنقض حقوق الانسان وترفع
الشعار العنصري وتعمل على تغيير النسيج
الاجتماعي الفلسطيني وتغيير الماهية
والطبيعة الفلسطينية للقدس الشريف.

انني اعتقد ان الشعار الذي لم تخف
اسرائيل المطالبة به شعار اسرائيل من الفرات
الى النيل يشمل حتى منابع هذين النهرين،
وحينئذ أترك لكم ان تتصوروا مدى التوسع
الصهيوني في عالمنا الاسلامي.

ان تأكيد الكنيست الاسرائيلي على كون
الجولان جزءا من اسرائيل هو نموذج للتعنت
الدائم فماذا نحن عاملون؟

وأخيرا اؤكد ان ما يمكن ان يقال احيانا
بأن علينا ان نقوم بالكثير من التنازل عن
مبادئنا وتعهداتنا، بل وحتى نقوم بضمان
لاسرائيل باعتبارها طرفا في المنطقة وحقيقة
قائمة وذلك بهدف فضح اسرائيل وتوضيح كونها ضد
السلام، وما الى ذلك!!

ان هذه الاقوال لا تتجاوز الوهم
القاتل، وهل هناك خطوة قامت بها اسرائيل توهم
احدا بأنها دولة سلام واحترام للحقوق؟

انها نظام قام على الغصب وتجميع
الشتات اللقيطة وزرعها في قلب شعب وتشريده ثم
تلت ذلك كلّ الخطوات الاجرامية، الا ان جهاز
الاعلام وجهاز القوة العالمي حرّفا كلّ انماط
الاجرام وصوّراه اسلوباً انسانياً للحفاظ
على الوجود.

اننا نعتقد ان السبيل الوحيد هو سبيل
الكفاح المسلح ضدّ هذا العدو الذي لا يفهم غير
هذا المنطق، وإن علينا ان نتعامل مع اسرائيل
كغدّة سرطانية (كما عبر الامام الخميني
الراحل) يجب القضاء على هيمنتها، لا ان نقف
منها موقف طرف واقعي في قبال طرف واقعي.

هذا وسيسجل التاريخ وتشهد الجماهير
حقيقة الخسران الذي سنبتلى به من خلال القبول
بمؤتمر مدريد، تماما كما سجلا من قبل خسراننا
في كل موقف تنازلنا فيه عن مبادئنا، بل وحتى
تنازلنا فيه عما اعلناه بصوت عال.

والله نسأل ان يوفقنا لتقويم موقفنا
من جديد، وعدم السماح لهذه القضية المقدسة ان
تمتهن على هذا المستوى. ان الاعلام بيد
الاعداء، وهم الذين يصورون هؤلاء مسالمين
واولئك متزمتين.

أما الانتفاضة فهي السائرة والقاهرة
دونما التفات لما يقوم به هؤلاء وهؤلاء ان شاء
الله.

لذلك نطالب وبشدة بحذف البنود التي
تؤيد مؤتمر مدريد من البيان المعدّ حول
القضية الفلسطينية، ولنترك هذا الاسلوب وهو
أن نصفّق لقاتلنا ومن استوطن في اراضينا
الاسلامية.

نرجو ان لا يسمح المؤتمر الاسلامي ان
يستغل حتى اسمه وعنوانه لتأييد هذه المسيرة
الفاشلة الموهنة».

/ 1