دراسات - تزکیة النفس من منظور الثقلین (3) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تزکیة النفس من منظور الثقلین (3) - نسخه متنی

السید کاظم الحائری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دراسات

تزكيه النفس من منظور الثقلين (3)

عـلائم فاضحـة

* السيد كـاظم الحائري

وأما النقطة الخامسة ـ وهي الحديث عن
بعض العلائم التي تفضح المتصوّفة أو
العرفاء الكاذبين وتميّزهم عن العرفاء
الحقيقيين ـ فقبل الدخول في صلب البحث نشير
إلى أمرين ثم نعقّب بالاشارة إلى بعض تلك
العلائم إن شاء الله:

1 ـ يقول البعض : إن الفارق بين التصوّف
والعرفان هو أن التصوّف طريق الترقي وقوة
النفس، والعرفان طريق فناء النفس([1]).
ويقول البعض الاخر: إن العرفاء والمتصوّفة
فرقة واحدة وليسا فرقتين، إلاّ أنه حينما
يُنظر اليهم من زاوية الجانب الثقافي يسمون
باسم العرفاء، وحينما ينظر إليهم من زاوية
الجانب الاجتماعي يسمّون باسم المتصوّفة([2]).

2 ـ من الطريف ما جاء نقله في كتاب روح
مجرد([3])
وملخصه مايلي:

سأل البعض السيد هاشماً الحدّاد: أنه
قد ثبت أن بعض مرتاضي الهند من عبدة البقر
يخبرون بحسب حركات البقر وسكناته عن بعض
المغيّبات، كوقوع الثورة في كذا مكان من أقصى
نقاط الشرق أو الغرب ثم تنكشف صحة الخبر; فما
علاقة ذلك بحركات البقر؟

فأجاب الحداد أن ذلك راجع إلى
الارتباط القويم الثابت بين موجودات العالم،
وبما أن هذا المرتاض وصل عن طريق الرياضة إلى
مستوى كشف وحدة النظام الحاكم على العالم،
أصبح باستطاعته الاخبار بواسطة أيّ حركة أو
سكون ـ ولو كان بشكل لا تُرى له أهمية ـ عن
جميع التغييرات والتبديلات والحركات
والسكنات في العالم. وكما أن هذا المرتاض
الهندي ارتبط بواسطة الرياضات النفسانية
بالروح الكلّية للبقر، فاستطاع أن يرتبط بذاك
النظام الواحد عن طريق أرواح البقر، وأصبح
يخبر عن الرموز الخفية بواسطة شبكة البقر،
كذلك بإمكان أحد أن يصل إلى نفس المستوى
بعبادته للطير أو الهِرّ أو النجوم أو الشمس
أو القمر، وبالرياضة النفسانية التي توصله
إلى النفوس الكلية لاحد هذه الامور أو غيرها.
فيستدل عندئذ عن الطريق ذلك الشيء الذي فني
فيه على ما يحكمه ذاك النظام الوحداني.

ولكن بما أن الانسان أشرف المخلوقات
لا ينبغي له أن يفني نفسه في نفوس أنزل من نفسه
أو فيما يساوي نفسه، فإن هذا الفناء مستلزم
لسقوط الانسان وانحطاطه عن درجة الانسانية.

ولهذا منع الاسلام عن عبادة البقر
والنجم والحجر والملائكة والجنّة وعبادة
انسان آخر وما إلى ذلك.

أضف إلى ذلك أن الفناء في هذه
المعبودات غير الله سبحانه وتعالى لا يوصل
الانسان في التجرد والعلم والاحاطة إلى اكثر
من النفوس الحيوانية أو الفلكية أو الجمادية،
ولا يصل الشخص عن هذه الطرق إلى مستوى العلوم
التوحيدية والالهية.

أما من يفنى في ذات الله فتصبح علومه
علوماً كلّية بتمام معنى الكلمة، وتجرّده
تجرداً غير متناه ويصل إلى حقائق التوحيد
والعرفان. انتهى الكلام ملخصاً.

ومن الطريف أن ما جاء في كلام الحداد
هنا حسب نقل مصنف كتاب روح مجرد، من مسألة
الارتباط بالنفوس الكلّية للبقر أو الطير أو
النجوم أو ما إلى ذلك يذكّرنا بعقلية الكلّي
الهمداني ويوضّح لنا أنه لم يؤدّ سلوك الحداد
ولا وصوله ولا رجوعه أخيراً إلى الجمع بين
عالمي الوحدة والكثرة إلى خروجه عن هذا
المستوى من الجهل المشين وعدم تفهّم الامور.

وعلى أية حال فقد كان هدفي من نقل هذا
الكلام أن يُعرف باعترافهم ان مجرد تقوية
الروح في مقابل البدن شيء، والتقرّب إلى الله
تعالى شيء آخر. فالاول يكون حتى لدى الملحدين
والمشركين، فكما أن هناك اُناساً يقوون
أجسامهم بالرياضات البدنية ـ ولا فرق في ذلك
بين المشرك والموحّد ـ كذلك يوجد هناك اُناس
يقوّون أرواحهم بالرياضات الروحية، ولو
كانوا مشركين. فلو رأى احد بعض التصرفات
الدالة على قوّة الروح لدى من يدّعي العرفان،
لا يكون مجرد ذلك كافياً في الاستدلال على كون
طريقه صحيحاً في نظر الشرع وكونه مقرّباً إلى
الله سبحانه.

وأيضاً قال بعضهم: إن المكاشفات
الروحية تحصل قبل الوصول إلى عالم التوحيد
وعالم الله، وتكون مشتركة بين المؤمن والكافر
ولا يدل ثبوتها على الكمال ولا عدم ثبوتها على
نفي الكمال([4]).

أقول: وقد يتوهم البعض أن بعض الغرائب
التي تصدر من الشخص نتيجة لتقوية الروح يعتبر
أمراً من سنخ المعاجز. غاية ما هنا أنها لا
تسمّى معاجز لانها لم تقترن بدعوى النبوّة أو
الامامة فهي كرامات لاولياء الله، في حين أن
هذه الغرائب تصدر حتى من المرتاضين الملحدين
أو المشركين.

وحلّ ذلك هو أن الاعجاز يكون خرقاً
لقوانين الطبيعة ولا يكون إلاّ من قبل خالق
الطبيعة أو من يكون حقّاً مظهراً للخالق من
نبي أو إمام أو وليّ من أولياء الله، وفي
الثالث يسمّى بالكرامة لا بالاعجاز.

وأما الخوارق التي تصدر من المرتاضين
والمتصوفين وما إلى ذلك فهي وإن كانت خوارق
لما اعتاد عليه الناس، ولكنها ليست خوارق
لقوانين الطبيعة بل تكون هي نتيجة للسير وفق
بعض قوانين الطبيعة، ويصل إليها كل انسان
يلتزم بسلوك ذاك الطريق الطبيعي من دون فرق
بين أن يكون مسلما أو ملحدا أو مشركا أو نحو
ذلك.

وبعد هذا ننتقل إلى ذكر بعض المميزات
التي يكون العثور على واحد منها في من يدّعي
العرفان كذباً كافياً في فضحه. وذلك بمايلي:

1 ـ ارتكاب محرّمات الشريعة وأذكر هنا
لذلك أمثلة:

الاوّل: تجويز تركيز النظر على فتاة
جميلة محرّمة مقدّمةً للحصول على قدرة جمع
الحواسّ على نقطة واحدة; كي ينتهي السالك
بعدئذ إلى التركيز على ذات الله تبارك وتعالى.
وهنا نتبرك بنقل كلام سيد العرفاء الحقيقيين
والمرجع الديني العظيم ومؤسس وقائد الثورة
الاسلامية الامام الخميني قدس الله روحه
الزكية الوارد في كتابه المبارك «الاربعون
حديثا»، وأنقل النص عن الترجمة التي كتبها
السيد محمد الغروي حفظه الله([5])
وذلك مايلي: «ومن التصرفات الخبيثة للشيطان،
إضلال القلب وإزاغته عن الصراط المستقيم
وتوجيهه نحو فاتنة أو شيخ مرشد. ومن إبداع
الشيطان الموسوس في صدور الناس الفريد من
نوعه، هو أنه مع بيان عذب ومليح وأعمال مغرية،
قد يعلق بعض المشائخ بشحمة أذن فاتنة جميلة
ويبرر هذه المعصية الكبيرة بل هذا الشرك لدى
العرفاء، بأن القلب إذا كان متعلقا بشيء
واحد، استطاع أن يقطع علاقاته مع الاخرين
بصورة أسرع، فيركز كل توجهه أولاً على الفتاة
الجميلة بحجة أن القلب ينصرف عن غيرها وأنه
منتبه إلى شيء واحد، ثم يقطع هذا الارتباط
الوحيد ويركّز قلبه على الحق المتعالي. وقد
يدفع الشيطان بإنسان أبله نحو إنسان أبله
نحو محيّا مرشد مكّار وحش، بل شيطان قاطع
للطريق، ويلتجئ في تبرير هذا الشرك الجليّ
إلى أن هذا المرشد هو الانسان الكامل، وأنه لا
سبيل للانسان في الوصول إلى مقام الغيب
المطلق إلاّ بواسطة الانسان الكامل المتجسد
في المرآة الاحديّة للمرشد، ويلتحق كل منهما
بعالم الجن والشياطين. ذاك المرشد بالتفكير
في جمال معشوقه ومفاتنه إلى نهاية عمره، وهذا
الانسان البسيط بالانتباه الدائم إلى محيا
مرشده المنكوس حتى آخر حياته فلا تنسلخ
العلقة الحيوانية عن المرشد ولا يبلغ الانسان
الابله الاعمى إلى منشوده ومبتغاه».

والثاني: ترك الامر بالمعروف والنهي
عن المنكر بحجّة استلزامهما لتكدّر الذهن
المانع عن الوصول.

لاحظ بهذا الصدد ما نقله صاحب كتاب روح
مجرد([6])
عن الحدّاد وحاصله مايلي: حوّل النجاسة إلى
غيرك لا إلى نفسك، فلو رأيت مثلاً أن الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدّيان بك إلى
حالة الغضب وتكدّر الفكر وانكسار صفاء الذهن
ـ وهذا أضرّ عليك مما يوجبه ارتكاب الجرم
والحرام من الضرر على ذاك الفاعل ـ فاتركه على
حاله واحتفظ انت بصفاء نفسك. انتهى ملخصاً.

انظر إلى هذا الجاهل كيف يوصي للوصول
إلى مدارج كمال النفس وتحصيل صفائها بترك
واجب من الواجبات؟!

والثالث: ما اشتهر عن الصوفية وعن
محافلهم من الرقص والسماع تحصيلا لما يسمى
بالحال أو الوجد، حتى إنه نُقل عن الشيخ ابي
سعيد ابي الخير أنه كان ذات يوم في ضيافة محمد
القائيني، وانشغل هو وجماعته بالسماع والوجد
والرقص والصياح، وإذا بصاحب البيت وهو محمد
القائيني يبلغهم بحضور وقت الصلاة فأجاب
الشيخ نحن في الصلاة، فبقوا مستمرّين في
رقصهم وسماعهم وانصرف صاحب البيت إلى الصلاة([7]).

ولنعم ما قيل:

ألا خيل
التصوّف شرّ خيل لقد جئتم بشيء
مستحيل

أفي القرآن قال لكم إله
كلوا مثل البهائم وارقصوا لي

والرابع: ارتكاب المحرّمات بهدف
السقوط عن أعين الناس كي يسلم هذا المرتكب من
آفات الجاه والرياء والمرائين. وأقتصر هنا
على ما رواه المحدّث القمي(رحمه الله) في
سفينة البحار([8])
عن كتاب ابن الجوزي الذي ألّفه في الردّ على
الصوفية باسم تلبيس ابليس والنصّ مايلي: «وقد
تسمّى قوم من الصوفية بالملاقيّة فاقتحموا
الذنوب فقالوا: مقصودنا أن نسقط من أعين الناس
فنسلم من آفات الجاه والمرائين وهؤلاء مثلهم
كمثل رجل زنى بامرأة فأحبلها فقيل له: لم لا
تعزل؟ فقال: بلغني أن العزل مكروه فقيل له: وما
بلغك أن الزنى حرام؟!».

2 ـ دعوى ما يوجب الانحراف العقائدي،
كقول من يقول: يصل السالك إلى مقام لا يعرف
إلاّ ربّه، بل الربّ هو الذي يعرف نفسه لا
غيره([9]).

والخطأ الفلسفي في هذا الكلام ـ كما
مضى ـ (لو كان صاحبه يقول عن اعتقاد لا عن
كذب ودجل) هو أن التجرد عن البدن والجوانب
المادّية لو تمّ بمعنى الكلمة فالجانب المجرد
من النفس لم يكن نقصه وحدّه خصوصاً بما كان
معه من البدن والمادّة وبنقائصهما
وأعراضهما، بل نفس إمكانه وحدوثه وفقره بما
هو ومحدودية ذاته التي هي كلها تكون علائم تدل
على النقص الذاتي الذي يمنع عن وصوله إلى مقام
الربّ تعالى اُمور ذاتية له فلا يمكنه التجرد
عنها. أما لو قلنا بوحدة الوجود وأنكرنا كل
وجود سوى الله حتى الوجود التعلقي فلا حاجة في
مقام الوصول والذوبان إلى تزكية النفس أصلاً;
إذ لا وجود منذ البدء غير الله حتى يخطط
لتزكيته ووصوله إلى مرتبة الذوبان.

ويقول البعض([10]):
إن التجرد الكامل ومن جميع الجهات لا يحصل إلا
بعد الموت، وذلك لانه في هذا العالم نرى أنه
لو دخل السالك إلى عالم اللاهوت وفني في جميع
الاسماء بما فيها اسم أحد وحصل له البقاء بعد
الفناء وهو البقاء بالمعبود، فعندئذ وإن كان
قد حصل له التجرد بقدر الاستعداد الامكاني
ولكنه لم يحصل له التجرد الكامل ومن جميع
الجهات حتى عن الاستعداد الامكاني; وذلك لانه
ـ رغم أن علمه عندئذ علم إلهي ويكون مع كل
موجود ويكون مطّلعاً على الماضي والمستقبل ـ
تكون له علاقة إجمالية بتدبير البدن وهذا
يمنعه عن حصول التجرد التام فيما فوق الامكان.
نعم بعد الموت تنقطع علاقته بتاتاً عن البدن
فيحصل له التجرد التام اللاهوتي.

ثم ينقل صاحب هذا الكلام عمّن يسمّيه
بالشيخ وليّ الله الدهلوي أنه قال في كتاب
الهمعات: أَفْهَموني أن قطع علاقة الروح عن
البدن يتمّ بعد خمسمئة سنة من الموت.

أقول: إن إمكان الانسان وحدوثه ذاتيان
فلا معنى لانفصالهما عنه حتى بعد الموت.

وخلاصة الكلام أن الانمحاء
والاضمحلال بمعنى انشغال الذهن بالله وحده أو
عدم رؤية شيء غير الله بعين البصيرة شيء قد
يحصل بالرياضة. أمّا الاندكاك الواقعي لواقع
الروح أو لواقع الجسم والروح من باب أن العالم
بأجمعه تجلّ من تجلّيات الربّ فهذا امر سابق
على كل الرياضات وليس أمراً يحصل بالرياضة.
وأمّا الاندكاك بمعنى ارتفاع الحدود
الامكانية والماهوية والنقائص التابعة لذلك
جسماً أو روحاً أو جسماً وروحاً، فهذا من
المستحيلات لانها اُمور ذاتية للممكن الذي لا
افتراض وجود تعلّقي له فلا معنى لانفكاكها عن
السالك ووصول السالك إلى الربّ.

ولا يبعد أن يكون جواب الله تعالى
لموسى(عليه السلام) ناظراً إلى هذا المعنى وهو
عدم إمكان وصوله إلى الرب واقتضاء ذلك لفنائه
واضمحلاله قبل الوصول. قال الله تعالى: (ولما
جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربّه قال ربّ أرني
أنظر اليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل
فإن استقرّ مكانه فسوف تراني فلما تجلّى ربّه
للجبل جعله دكّاً وخرّ موسى صعقاً فلما أفاق
قال سبحانك تبت إليك وأنا أوّل المؤمنين)([11]).

فإما أن يحمل سؤال موسى على الرؤية
بمعنى الوصول لا على الرؤية بالعين المادّية
حتى يستغرب صدور سؤال من هذا القبيل من موسى،
أو يحمل على هذا المعنى البسيط أعني الرؤية
بالعين المادّية ولكن يفترض أن الجواب جاء
للسؤال ولما هو أعمق من السؤال، فوضّح أنه كما
أن تجلّي الربّ على الجبل اوجب اندكاكه قبل
الوصول كذلك تجليه عليك يا موسى.

3 ـ الاحتيال والمخادعة قد ينطلي على
بعض السذّج. وعلى سبيل المثال اُشير إلى قصتين
مرويتين في كتاب (روح مجرد) عن الحدّاد:

الاولى([12])
ـ كان الحداد يسافر مع خمسة آخرين من كربلاء
إلى الكاظمية، فطالبهم السائق أو صانعه
باُجرته وقال: كم نفر انتم؟ فقال الحداد: خمسة
وقال السائق: بل أنتم ستّة، فحسب الحدّاد
الركّاب وقال مرة اخرى: نحن خمسة، وكرّر
الصانع مرة أخرى: انتم ستّة. قال الحداد «خوي
ما تشوف؟! هاي([13])
واحد أو هاي اثنين أو هاي ثلاثة أو هاي اربعة
أو هاي خمسة بعد شتگول أنت؟» فقال له: يا سيد
أنت ما تحاسب([14])
نفسك. وقد قال الركاب: من الغريب أن الحداد كان
قد فقد نفسه إلى حدّ أنه لم يلتفت إليها حتى
بعد قول صانع السائق: انت ما تحاسب نفسك.

فقد كان الحداد غارقاً في عالم
التوحيد ومنصرفاً عن الكثرة إلى مستوىً لم
يمكنه معه رغم كل هذا أن يلتفت إلى بدنه
وحسابه في زمرة الركاب. يقول مؤلف الكتاب: إن
حضرة السيد الحداد ذكر لي بنفسه أنه في تلك
الحالة كان عاجزاً تماماً عن عدّ نفسه،
واخيراً قال له الركاب: أنت احسب نفسك وإن
الحق مع الصانع، فأعطيتُه أجرة ستة أنفار لا
للعلم بصحة كلامه بل تعبداً برأي الرفقاء.

أقول: لا أدري، هل كان عدم عدّ نفسه ـ
رغم أنه كان يعدّ الاخرين ويحسبهم ـ نتيجة أن
البدن كان مضمحلاً وفانياً ومنعدماً حقيقة
ولم يكن باقياً منه إلا روحه المجرّدة؟! فهذا
غير المدّعى، فإن مدّعاهم هو الانفصال عن
البدن ونسيانه لاذوبان البدن وفناؤه حقيقة،
أو كان نتيجة أن ذوبانه في ذات الله وانغماسه
في عالم التوحيد أنساه الكثرة أو أعجزه عن
رؤية الكثرة؟! فعندئذ كان المفروض به أن يقول:
لا احد في السيارة. فلا معنى للمطالبة بالاجرة.
أما عدّ الاخرين مع عدم عدّ نفسه ونسيانها من
دون نسيان الاخرين فلم يعرف وجهه، إلاّ أن
يكون احتيالاً وتصنّعاً لاغفال الناس
ومخادعتهم. وأما لو كان المقصود أنه لا وجود
حقيقياً غير الله فالمفروض أيضاً إنكار أصل
الاُجرة والمؤجر والمستأجر.

الثانية([15])
ـ سافر الحداد إلى ايران وكان من البلاد التي
زارها همدان، وكان الرفقاء قد استأجروا له
بستاناً في خارج البلد، فكان يقضي النهار في
ذاك البستان ويعود بالليل إلى همدان في بيت
الحاج محمد حسن البياتي. وزار يوماً من الايام
المقبرة الواقعة في بهار همدان وزار فيها قبر
المرحوم الشيخ محمد البهاري. يقول مؤلف
الكتاب: قال لي حضرة السيد: إني كنت سامعاً أن
المرحوم الانصاري كان يزور كثيراً قبر
المرحوم الحاج الشيخ محمد البهاري، وقد كان
يأتي احياناً من همدان إلى هذا المقصد مشياً
على الاقدام رغم فاصل فرسخين. وقد تبيّن لي
الان أن هذا لم يكن لاجل الاستمداد من روح هذا
المرحوم وروحانيته، وأن هذا المرحوم لم يكن
له ذلك المقام الذي يستمدّ منه المرحوم
الانصاري ويلقى لديه ضالّته، بل المرحوم
الانصاري كان يفحص عني ويستشمّ رائحتي على
أساس اني أجيء بعد ذلك في هذه الساعة إلى هذا
المكان.

أقول: لو كان المرحوم الانصاري يهدف
إلى استشمام رائحة الحداد الذي سيأتي في
المستقبل إلى هذا المكان ألم يكن يدرك أن لا
حاجة له إلى إتيان هذه المقبرة لهذا الهدف
لانه كان الافضل له أن يأتي إلى البستان الذي
استأجروه له في خارج همدان وقضى فيه اياماً،
أو إلى بيت الحاج محمد حسن البياتي الذي قضى
فيه الحداد ليالي.

نعم ان هذه الحيل والمخادعات من قبل
مثل الحدّاد قد تنطلي على بعض السذّج من
المؤمنين ولكنها لا تنطلي على المؤمنين
الاذكياء. (يخادعون الله والذين آمنوا وما
يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون)([16]).

4 ـ صدور الخرافات ممن يدّعي السلوك
والعرفان غير الحقيقي. وأذكر لذلك بعض
الامثلة:

أ ـ يروى عن الحداد أنه كان يفرّق بين
البصاق والنخامة بكراهة إلقاء الاوّل في بيت
الخلاء وعدم كراهة إلقاء الثاني فيه، بدليل
أن البصاق من أجزاء بدن المؤمن فلا ينبغي أن
يختلط بالقاذورات والنخامة من أجزاء بدنه وهي
أيضاً من الفضلات كما هو الحال في القاذورات
فلا بأس باختلاطها معها([17]).

ب ـ يروى عن الحداد([18])
أنه كان يتعجب من بكاء الناس وحزنهم في أيام
عاشوراء، وهو أيضاً كان يبكي ولكنه كان يبكي
بكاء شوق وليس بكاء حزن; وذلك لانه كان يرى هذه
الايام ايام فرح وسرور لانها أيام ظفر أهل
البيت وورودهم في حريم الله وحرم الامن
والامان، وطيهم الدرجات والمراتب ووصولهم
إلى أعلى درجات ذروة الحياة الابديّة.

ثم يوجّه صاحب كتاب (روح مجرد) الراوي
لهذه القصة هذا الكلام من قبل الحداد بان هذا
الكلام صدر منه في ايام طيّه لعوالم الكثرات
ووصوله إلى الفناء المطلق في الله. وبكلمة
اخرى في ايام انتهائه من السفر إلى الله
وانشغاله بالسفر الثاني وهو السفر في الله.
أما بعد ان انتهى من الاسفار الاربعة وآخرها
البقاء بالله فتشكّل بعوالم الكثرة والوحدة
في وقت واحد، وأدّى حق كل عالم من العوالم
بالذي ينبغي ويناسب ذاك العالم، وعندئذ كان
يُرى في أواخر عمره يبكي في مجالس الحسين(عليه
السلام) بكاء حزن وحرقة قلب حيث كان متصفاً
بالصفات الخَلقية في عين اتصافه بصفات الوحدة
الربوبية، كما أن الحسين(عليه السلام) كان
كذلك، فمن ناحية كان من خصائصه هو وبعض من معه
أن تشرق ألوانهم بتلك المصائب وتهدأ جوارحهم
وتسكن نفوسهم فقال بعضهم لبعض: انظروا لا
يبالي بالموت، ومن ناحية اخرى كان يقول لبنته
سكينة: لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة ما دام مني
الروح في جثماني.

أقول: ليكن السالك الذي يسافر إلى الله
ثم يفنى في الله تنكشف لديه الحقائق التي لم
تكن تنكشف بالعقل، ولكن هذا لا يعني أن يفقد
الانكشافات الحاصلة بالعقل قبل السلوك إلى ان
يرجع مرة اخرى إلى عالم الكثرة، والعقل يعرف
قبل السلوك أن قضية عاشوراء عملة ذات وجهين،
فمن احد الوجهين بطولة وعز ومقام وفخر
واعتزاز ومن الوجه الاخر مصيبة ورزيّة وفجيعة
عظمى، وليس من لوزم السلوك الحقيقي والعرفان
الالهي فقدان منكشفات العقل ولا سيما
المنكشفات الدينية والايمانية والعرفانية
كأوجه عُملة عاشوراء الحسين(عليه السلام).
ولعل قائلاً يقول: إن الحدّاد كان غارقاً في
عالم الفناء غافلاً عن عالم الكثرة، وعُملة
عاشوراء إنما تكون مصيبة ورزيّة بوجهها
الخَلقي وبلحاظ الكثرة، ولذا لم يكن يدرك هذا
الجانب من العُملة.

ولكنني لا أدري أنه لو كان الامر كذلك
كيف أدرك اساساً كون قصّة عاشوراء تعتبر
مصيبة عند الناس ويبكون لاجلها بكاء الحزن؟
ولِمَ لمْ يغفل عن ذلك؟! فمثلاً من يغرق في
الله ويخشع له لدى الصلاة ويفنى فيه لا يلتفت
إلى الناس وإلى غير الله لا أنه يلتفت اليهم
ويتعجب من انشغالهم بغير الله.

ج ـ روى صاحب كتاب (نشان از بي نشانها)
المسمّى بعلي المقدادي الاصفهاني قصّة بشأن
أبيه الحاج الشيخ حسن علي الاصفهاني الذي
يعتبره من العرفاء الكبار، والقصة يرويها عن
السيد ابي الحسن المرتضوي أنه كان يقول: كنت
في مشهد الرضا بخدمة الحاج الشيخ حسن علي إذ
جاءه رجل وقال: كنت أقرأ الفاتحة على مزار
الشيخ الطبرسي وإذا بعقرب لسعني في يدي فسأله
الشيخ: اين صار العقرب؟ فقال دخل في ثقب. قال
الشيخ: إن هذه العقرب قد ضلّت عن بيتها. اذهَب
إلى ذاك المكان واجعل فمك قريباً من ذاك الثقب
وقل: أمر الحاج الشيخ حسن علي بأن تخرجي عن
الثقب، فإذا خرجت عن الثقب احملها برفق وضعها
في باطن كفّك واذهب بها إلى المقبرة الفلانية
واتركها قريباً من الثقب الفلاني كي تُشفى
يدك ثم ارجع واخبرنا عن عملك. قال الذي حكى هذه
القصة: إنني كنت بخدمة الشيخ إذ رجع ذاك الرجل
واخبر أنه فعل ما أمره الشيخ به وشفيت يده([19]).

د ـ روى في كتاب (روح مجرد)([20])
عن الحدّاد أنه سُئل ذات يوم عن اللعن الكثير
الشديد الوارد في زيارة عاشوراء ودعاء علقمة
ونحو ذلك، كيف يلتئم مع روح الامام المعصوم
الذي هو منبع الرحمة والمحبّة؟! فأجاب
الحدّاد: إن كل لعن من هذا القبيل يكون من
الرحمة على الملعون وطلب الخير له; لانه بقدر
ما تطول حياته وتكثر نعمه وقدراته تزداد
معاصيه ويشتدّ عذابه ويوجب الاضرار بغيره
أيضاً عن طريق الاجرام، فسلب هذه النعم أو
القدرات أو الحياة عنه خير له ولغيره.

أقول: كأن هذا الرجل وصاحبه الذي ينقل
عنه في الكتاب هذه القصة بعنوان بيان إفاداته
ومناقبه لم يقرءا القرآن من قبيل قوله تعالى:

1 ـ (ولا يحسبنّ الذين كفروا أنما نملي
لهم خير لانفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا
إثماً ولهم عذاب مهين)([21]).

2 ـ (والذين كذّبوا بآياتنا سنستدرجهم
من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إنّ كيدي متين)([22]).

3 ـ (فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إنّ
كيدي متين)([23]).

4 ـ (ولولا أن يكون الناس أمّة واحدة
لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سُقفاً من
فضّة ومعارج عليها يظهرون * ولبيوتهم أبواباً
وسُرُراً عليها يتكئون * وزخرفاً وإن كل ذلك
لمّامتاع الحياة الدنيا والاخرة عند ربّك
للمتقين)([24]).

هـ ـ ورد في الرسالة المنسوبة إلى بحر
العلوم(رحمه الله)([25])
في مقام بيان الطريق الذي سلكه هو رضوان الله
عليه من الاذكار من أجل سلوك مدارج العرفان
أنه كان(رحمه الله) يتوسّل أحياناً بنجمة
عطارد، لان هذه النجمة تمدّ من روحانيتها أهل
الاسرار وينبغي للسالك في بداية أمره حينما
ينظر اليها بعد غروب الشمس أو قبل طلوعها لدى
إمكانية رؤيتها أن يسلّم عليها ويؤخّر خطوة
ويقول:

عطاردُ أيمُ
الله طال ترقبي صباحاً مساءً كي
أراك فأغنما

ثم يؤخّر خطوة اخرى ويقول:

وها أنا فامنحني قُوىً اُدرك
المنى بها والعلوم الغامضات
تكرُّما

ثم يؤخّر خطوة اخرى ويقول:

وها أنا جد لي الخير والسعد
كلّه بأمر مليك خالق الارض
والسّما

وينبغي تكرار هذا العمل في بوادئ
السلوك.

أقول: إن وجود هذه الخرافة وأمثالها في
الرسالة المنسوبة إلى بحر العلوم(رحمه الله)يجعلنا
نقطع بكذب هذه النسبة أو تحريف الكتاب على
أقلّ تقدير; فإنه لو فرض التوسّل بعطارد بما
هو فهذا شرك صريح، ولو فرض التوسّل بهذا
الجماد بما هو مظهر من مظاهر الربّ فهذا أيضاً
يذكّرنا بمشركي قريش الذين نقل الله سبحانه
وتعالى عنهم أنهم كانوا يقولون: (ما نعبدهم
إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى)([26])
وحاشا لمثل السيد بحر العلوم رضوان الله
تعالى عليه ان يتفوّه بمثل هذا الكلام.

و ـ ويذكر أيضاً في الرسالة المنسوبة
إلى السيد بحر العلوم(رحمه الله)([27])
أن من آثار السلوك حصول أنوار في القلب، ويكون
بدء حصول النور في القلب على شكل السراج وبعده
على شكل الشعلة وبعده على شكل الكوكب وبعده
على شكل القمر وبعده على شكل الشمس، وبعده
يغمر القلب ويعرى عن اللون والشكل وكثيراً ما
يكون على شكل البرق وأحيانا على شكل المشكاة
والقنديل. ويستشهد ببعض الروايات من قبيل ما
في اصول الكافي([28])
عن الباقر(عليه السلام): قال: «إن القلوب أربعة:
قلب فيه نفاق وإيمان، وقلب منكوس، وقلب
مطبوع، وقلب أزهر أجرد. فقلت: ما الازهر؟ قال:
فيه كهيئة السراج.

فأما المطبوع فقلب المنافق وأما
الازهر فقلب المؤمن. إن أعطاه شكر وإن ابتلاه
صبر...».

أقول: انظر إلى هذا الجاهل ـ وحاشا أن
يكون السيد بحر العلوم(رحمه الله) ـ كيف يتخيل
كون نور قلب المؤمن على هيئة الانوار
المادّية. ولا أدري كيف يفسّر هذا الرجل
الفقرة الواردة في دعاء الندبة بشأن الائمة(عليهم
السلام): «أين الشموس الطالعة أين الاقمار
المنيرة أين الانجم الزاهرة» فياتُرى هل
يعتقد أنّ أئمتنا(عليهم السلام) كانوا على شكل
الشموس الاقمار والانجم بمعانيها المادّية؟!

ز ـ ويذكر أيضاً في تلك الرسالة([29])
أن من آثار السلوك بُروز الصوت في القلب،
ويكون في أوائل الامر كصوت الطير ثم كصوت وقوع
حصاة في الطاس ثم على شكل همهمة كهمهمة الذباب
الذي يجلس على خيط الابريسم.

أقول: ان نسبة كل هذه الخرافات إلى هذا
السيد الجليل العظيم القدر وافتراضه(رحمه
الله) من هذه الطائفة انما تكون بهدف تقوية
انفسهم وتوجيه عملهم وسيرتهم لدى المجتمع،
فينحلون لانفسهم من يرونه ممن اشتهر بالعبادة
والزهد والتقوى والعرفان الصحيح، من قبيل
السيد مهدي بحر العلوم رضوان الله عليه الذي
ورد عنه كثير من الاُمور الدالة على جلالة
قدره وأذكر هنا منها قصتين:

الاولى ما روي عن تلميذه المولى زين
العابدين السلماسي(رحمه الله) أنه قال: إن
السيد مهدي بحر العلوم كان يمشي في الليالي في
أزقّة النجف وكان يعطي لبيوت الفقراء الخبز
ونحوه ثم ترك التدريس فترة من الايام،
فشفّعني الطلبة لديه كي يعود إلى التدريس،
فأبلغته بذلك فامتنع عن العودة إلى التدريس،
ثم طلب مني الطلبة مرّة اُخرى أن اسأله عن سبب
ترك الدرس فسألته عن ذلك فقال: أنا لا أسمع من
بيوت الطلبة حينما أمشي في أزقة النجف في جوف
الليل صوت المناجاة والتضرّع، وأنا لا أرى
هكذا طلبة مستحقين لالقاء الدروس عليهم.
فلمّا سمع الطلبة بذلك انشغلوا في جوف
الليالي بالبكاء والمناجاة فعاد السيد إلى
التدريس([30]).

والثانية: ما رُوي أيضاً من أن السيد
بحر العلوم(رحمه الله) قال ذات ليلة: إني لا
اشتهي العشاء، ثم أمر بصب غذاء كثير في ظرف من
الظروف وأخذه وذهب به إلى أزقّة النجف حتى
انتهى إلى باب دار كان صاحبها حديث عهد بعرس،
وكان هو وزوجته في تلك الليلة لا يمتلكان
طعاماً وكانا يعيشان الجوع، فدقّ السيد(رحمه
الله)الباب فخرج الزوج لفتح الباب وقال السيد(رحمه
الله): الان قد جُعت انا أيضاً. فقسموا الطعام
إلى ثلاثة أقسام واُعطيت قسمة للعروس وأكل
الباقي السيد بحر العلوم مع الزوج([31]).

ح ـ قال البعض: إن الجنّة والنار
وجودان صوريان نفسيان وليستا خارجيتين([32])
وإن الجنّة وما فيها من حور وقصور وأنهار
والنار بكل ما فيها من غسلين وزمهرير ما هي
إلاّ ذات من حلّ فيها والخارج مقولة جوفاء([33]).
وكنتُ اُريد أن أعترض على صاحب هذا الكلام
بأنه لم لم يلتزم بهذه المثالية في دار
الدنيا؟! فلئن كان الثبات دليلاً على الواقع
الخارجي وبه يمتاز عالم اليقظة عن عالم النوم
الذي لا ثبات في الاحلام التي تقع فيه، فهذا
الثبات موجود في عالم الاخرة أيضاً فيجب
الالتزام بواقعيتها ورفض خياليتها ومثاليتها.
ثم التفتُّ إلى أن صاحب هذا الكلام قد التزم
بالمثالية حتى بلحاظ دار الدنيا فهو يقول: وكل
ما يتراءى لنا من الصور الطبيعية والدنيوية
ما هي إلاّ مظاهر نفسانية غير خارجة عن قوانا
الادراكية([34]).

أقول: ان إبطال المثالية له مجال آخر
غير هذا الكتاب ولكني اشير إلى أن استاذنا
الشهيد(رحمه الله) قد أوضح بطلانها عن طريق
حساب الاحتمالات في كتابه القيم «الاُسس
المنطقية للاستقراء»([35]).

ط ـ روى في كتاب الاسراء والمعراج([36])
عمّن يسمونه بالشيخ الاكبر وهو ابن العربي
أنه قال في كتاب الفتوحات ( 3 / 463 ط. صادر): «إن
أهل العذاب الذين يخلدون في النار بالنيات
يأخذ الالم جزاء العقوبة موازين لمدّة العمر
في الشرك في الدنيا، فإذا فرغ الامر حصل لهم
نعيم في الدار التي يخلدون فيها بحيث أنهم لو
دخلوا الجنّة تألموا لعدم موافقة الطبع الذي
جبلوا عليه، فهم يتلذذون بما فيها من نار
وزمهرير وما فيها من لدغ الحيات والعقارب كما
يلتذّ أهل الجنّة بالظلال والنور ولثم الحسان
من الحور; لان طبائعهم تقتضي ذلك... ومن الشاهد
أن الواحد منّا إذا لامس بدنه الماء الساخن
نفر منه ولم يستسمجه ثم بعد ذلك يلائمه
ويستعذبه...».

إلى أن قال: «وبقي أهل هذه الدار
الاخرى فيها فغلقت الابواب وأطبقت النار ووقع
اليأس من الخروج فحينئذ تعم الراحة أهلها
لانهم قد يئسوا من الخروج منها، فإنهم كانوا
يخافون الخروج منها لما رأوا إخراج أرحم
الرحمين ... فيستعذبون العذاب.... ولهذا سمّي
عذاباً لان المال استعذابه لمن قام به كمن
سيتحلي للجرب من يحكه».

أقول: ما أجرأهم على تأويل كلمات الله
ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟!

5 ـ حالة الاعتزال عن العمل السياسي
والاجتماعي بتخيل أو بدعوى توقف تهذيب النفس
على ذلك، في حين أنه عن طريق العمل الاجتماعي
يتم علاج ضيق النفس يتحقق ذبح النفس بيد
صاحبها لا بيد شخص آخر وقد مرّ تفصيل ذلك في
النقطة الرابعة فلا نعيد*.([37])

6 ـ معرفة أصل هؤلاء وسندهم ونسبهم.
ونذكر هنا ترجمة نص الكلام الوارد عن احدهم
حيث قال([38]):
حقيقة العرفان مأخوذة من أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب(عليه السلام)، والطرق التي نشرت
هذه الحقيقة وإن جاوزت المئة اخيراً ولكن
اُصول طوائف التصوف لا تزيد على خمس وعشرين
سلسلة.

وهذه السلاسل تنتهي جميعاً بعلي بن
ابي طالب(عليه السلام) وفرقتان أو ثلاث فرق
منهم شيعة وباقي الفرق جميعاً سنّة.

وبعضهم تنتهي سلسلته إلى معروف الكرخي
ومنه إلى الامام الرضا(عليه السلام)، ولكن
طريقنا وهي نفس طريقة المرحوم الاخوند لا
تنتهي إلى شيء من هذه السلاسل. وإجمال المطلب
أنه قبل حوالي أكثر من مئة سنة كان في تستر
عالم جليل القدر وكان مصدراً للقضاء ومراجعات
عامّة الناس، وكان يسمّى بالسيد علي التستري
وكان كسائر العلماء متصدياً للامور العامة
والتدريس والقضاء والمرجعية، وفي يوم من
الايام دقّ احد باب بيته فقال له: من أنت؟ فقال:
افتح الباب فان شخصاً ما يطلبك في شغل له معك
وحينما فتح السيد علي الباب رأى رجلاً حائكاً
وقال له: ماذا تريد؟ فقال له: ما أصدرته من
الحكم وفق شهادة الشهود بأنّ فلاناً مالِكٌ
للشيء الفلاني غير صحيح، وانما ذاك ملك طفل
صغير يتيم وسنده مدفون في المحلّ الفلاني،
وهذا الطريق الذي أنت تسلكه غير صحيح وطريقك
سبيلٌ آخر غير هذا. فقال آية الله التستري
أفأخطأت انا؟ فقال له الحائك: الحقيقة ما
بيّنته لك ثم انصرف الحائك وبقي آية الله
التستري حائراً في فكره من هو هذا الرجل؟!
وماذا قال؟! ثم حقق عن مسألة سند الملك فحصل
عليه مدفوناً في نفس المكان الذي أشار إليه
ذاك الرجل فغار في الخوف والخشية وقال: أخشى
ان يكون كثير مما اصدرته من الاحكام من هذا
القبيل([39]).
وفي الليلة الثانية اتاه في نفس الساعة ذلك
الرجل الحائك وقال له: ايها السيد علي التستري
ليس الطريق ما تسلكه. وفي الليلة الثالثة
تكررت نفس الواقعة وقال له الحائك: بيعوا
البيت واجمعوا فوراً أثاثه وانتقلوا إلى
النجف الاشرف، وبعد ستة اشهر انتظروني في
وادي السلام. وعلى هذا الاساس انشغل المرحوم
التستري فورا بتنفيذ ما قاله له هذا الحائك
وباع البيت وجمع الاثاث وتجهّز للسفر إلى
النجف الاشرف وبمجرد وروده إلى النجف الاشرف
رأى في وقت طلوع الشمس الرجل الحائك في وادي
السلام وكأنه نبت من الارض وحضر أمامه واعطاه
الاوامر اللازمة واختفى([40]).
ودخل المرحوم التستري النجف الاشرف وعمل
بأوامر الحائك إلى أن وصل إلى المقام الذي لا
يوصف ولا يذكر رضوان الله عليه وأخذ يحضر
المرحوم السيد علي التستري بحث المرحوم مرتضى
الانصاري احتراماً له فقهاً واصولاً، وكان
يحضر الشيخ في الاسبوع مرّة بحث السيد في
الاخلاق. وبعد أن توفي الشيخ(رحمه الله) جلس
السيد التستري(رحمه الله) في محلّ تدريس الشيخ
وأخذ يدرّس من النقطة التي انتهى إليها
الشيخ، ولكن لم يطل عمره بعد ذلك أكثر من ستّة
أشهر وارتحل إلى رحمة الله الابدية. وفي خلال
هذه الاشهر الستّة كتب المرحوم التستري رسالة
إلى أحد مبرّزي طلاب المرحوم الشيخ الانصاري
وهو الاخوند المولى حسين قلي الدرجزيني
الهمداني، وقد كانت منذ سنين عديدة في زمان
حياة المرحوم الشيخ الانصاري رابطة الالفة
قائمة بين الاخوند والسيد التستري، وكان
الاخوند يستفيد الاخلاق والعرفان من السيد
التستري، وكان الاخوند بعد وفاة الشيخ
الانصاري مصمّماً على التدريس وبانياً على
تكميل بحث الشيخ الذي كان قد كتبه هو أيضاً
بعنوان التقريرات. وإذا برسالة السيد التستري
تصل إلى الاخوند الهمداني ويقول له فيها: هذا
الطريق غير صحيح لك ولابدّ لك أن تدرك مقامات
عالية اخرى... إلى أن يؤثّر السيد في الاخوند
ويقلبه إلى وادي الحق والحقيقة. وأخيراً أصبح
الاخوند في المعارف الالهية فوق الاقران وكان
من عجائب الدهر. وهو أيضاً ربى تلاميذ على هذا
الخط، واصبح كل واحد منهم اسطوانة في المعرفة
والتوحيد وآية عظيمة، ومن أبرزهم المرحوم
الحاج ميرزا جواد آقا الملكي التبريزي
والمرحوم السيد احمد الكربلائي الطهراني
والمرحوم السيد محمد سعيد الحبوبي والمرحوم
الحاج الشيخ محمد البهاري.

وكان الاستاذ الكبير والعارف بلا بديل
المرحوم الحاج علي آقا القاضي التبريزي رضوان
الله عليه من تلاميذ مدرسة السيد أحمد
الكربلائي. هذه هي سلسلة اساتيذنا المنتهية
إلى المرحوم التستري ومنه إلى ذاك الشخص
الحائك الذي لم يُعلم من هو وبمن كان مرتبطاً
ومن أين أتى بهذه المعارف وبأيّ وسيلة حصل
عليها؟ انتهى.

أقول: إنني لا اريد أن أتّهم الافاضل
الاعلام الموجودة اسماؤهم في القصة التي
قصّها صاحب كتاب لبّ اللباب لارتباطهم برجل
حائك لم يعرف هل هو إنس أو مَلك أو جنّ ولا
أعرف مدى صدق هذه القّصة، وإنما اريد مناقشة
اصل الكلام الوارد في هذا الكتاب.

فاقول: لاشك أن علي بن ابي طالب(عليه
السلام) هو سيّد العارفين وكهفهم وملاذهم
وإمامهم وامام المؤمنين، وأقصد بذلك العرفان
بالمعنى الوارد في قوله(عليه السلام) في دعاء
كميل: «يا غاية آمال العارفين»، لا بالمعنى
الذي ناقشناه حتى الان. وأتساءل أنه لو كان
علي بن أبي طالب(عليه السلام) على رأس نحو من
خمس وعشرين سلسلة للصوفية على ما ورد في لبّ
اللباب فلماذا انتخب(عليه السلام) أكثرهم من
السنّة حسب ما مضى من قوله في لبّ اللباب أن
فرقتين أو ثلاثا منهم شيعة والباقي سنّة؟
وهلاّ علم(عليه السلام) هذا الطريق ميثماً
التمار وصعصعة بن صوحان العبدي ورشيداً
الهجري([41])
وكميل بن زياد وأصبغ بن نباته وحجر بن عدي
الكندي([42])
وأمثالهم من أعاظم اصحابه رحمهم الله.

إن الحقيقة ليست هكذا بل الحقيقة أن
التصوف دكّان فتحه اعداء عليّ واعداء الائمة(عليهم
السلام) في مقابل ائمتنا المعصومين. ذلك أن
الشيطان لا يستطيع ان يغري ابتداءً كل احد عن
طريق الخمر أو النساء أو الملاهي وما إلى ذلك
فلربّ انسان لا يأنس إلاّ بالمسجد فطريق حرفه
عن الحق هو بناء مسجد ضرار، ولربّ انسان لا
يطيب له إلاّ العرفان فطريق حرفه عن جادّة
الحق هو اختلاق العرفان الكاذب. ومن نقاط
القوّة في ائمتنا(عليهم السلام) الجاذبة
للنفوس الطيّبة كان هو العرفان الالهي الشامخ
المضيء الذي يشع شيء يسير منه فيما وصلنا من
اليسير من أدعيتهم وكلماتهم المضيئة التي
أشرنا إلى نزر منها في النقطة الرابعة، فكان
لابد للشيطان أن يفتح دكّاناً في مقابل
الائمة(عليهم السلام) باسم التصوف، وكان خير
مناخ لتأسيس هذا الدكان هو مناخ غير الشيعة;
لان الشيعة غالباً ما كانوا مكتفين بالاضواء
الحقيقية التي تشع من ائمتهم(عليهم السلام)،
ولهذا لا ترى أثراً من هذا الدكان لدى الشيعة
في اوائل الامر وإنما انحدر هذا الطريق اليهم
واستهوى بعضهم بعدما تم تأسيسه وتشييد بنائه
لدى غيرهم.

ومن الطريف أن السلسلة التي يفتخر بها
صاحب لب اللباب ـ لو لم تكن خيالية أو مختلقة ـ
تنتهي حسب مدعاه إلى شخص حائك لم يعرف حتى
الان ولا ندري هل كان ـ على تقدير واقعيته ـ
بشراً أو ملكا أو شيطاناً مريداً. ويؤيّد
الثالث ما مضى في هذه النقطة الخامسة من نقل
بعض الخرافات عن لبّ اللباب وعن كتابه الاخر (روح
مجرد)، ولم يكن كل ما نقلنا إلاّ جزءاً يسيراً
ممّا في الكتابين. واُضيف هنا مقطعاً آخر من
خرافات لبّ اللباب وهو ما ترجمته:

«أكثر الافراد الذين وفّقوا لنفي
الخواطر وسطع عليهم آخراً سلطان المعرفة
كانوا في إحدى حالتين: (الاولى) تلاوة القرآن
المجيد والالتفات إلى من هو القارئ الحقيقي؟
فينكشف لديهم أن الله جل جلاله هو القارئ
الحقيقي. (والثانية) التوسل بأبي عبد الله
الحسين(عليه السلام)...»([43]).

قد يقول قائل: إن هذا المضمون ورد في
القرآن الكريم حيث يقول سبحانه وتعالى: (فلم
تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت
ولكن الله رمى)([44]).

ولكن الواقع أن مقصود القرآن هو بيان
أنه لا حول ولا قوا إلاّ بالله، وأن التوفيق
من الله لا نسبة فعل العبد حقيقة إلى الله.
والدليل على ذلك هو سياق الاية حيث بينت فيما
قبل هذا المقطع النهي عن تولية الادبار وترك
القتال وفيما بعده أن المقصود هو ابتلاء
المؤمنين وامتحانهم. وكل هذا لا معنى له لو
كان الفعل حقيقة فعل الله سبحانه وتعالى.
وإليك الاية: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم
الذين كفروا زحفاً فلا تولّوهم الادبار * ومن
يولّهم يومئذ دبره إلاّ متحرفاً لقتال أو
متحيزاً إلى فئة فقد بآء بغضب من الله ومأواه
جهنّم وبئس المصير * فلم تقتلوهم ولكن الله
قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي
المؤمنين منه بلاءً حسناً إن الله سميع عليم).

وهنا اُؤكّد مرّة اخرى أنّني لا اتّهم
الاسماء التي جاءت بعنوان افتراض سلسلة لمؤلف
كتاب لبّ اللباب، وفرض انتهائهم إلى الرجل
الحائك وعهدة هذا الفرض عليه. وما يدرينا لعل
هؤلاء الاسماء من أفضل العارفين بالله
بالمعنى الحقيقي للكلمة لا بالمعنى المشتمل
على الخرافات أو الانحرافات.

وبودّي أن اُشير إلى أن ما فرضه هذا
المؤلف من انتهاء بعض سلسلة الصوفية إلى
معروف الكرخي صاحب الامام الرضا(عليه السلام)
لم نر عليه شاهداً في ترجمته إلاّ ادّعاء
الصوفية انفسهم لذلك من دون ذكر سند ودليل،
فقد ادّعوا ان بعض سلاسلهم تنتهي إلى معروف
الكرخي ومنه إلى الامام الرضا(عليه السلام)
ومنه إلى آبائه(عليهم السلام) إلى عليّ(عليه
السلام) ويسمّون هذه السلسلة بالسلسلة
الذهبية ونحن لا نعلم هل حقّاً كان معروف
الكرخي من الصوفية أو لا؟

نعم روي عنه أنه قال للامام الصادق(عليه
السلام): «أوصني يابن رسول الله. فقال: أقلل
معارفك. قال: زدني. قال: أنكر من عرفت منهم»([45])
وهذا الحديث يناسب ذوق المتصوفة. مع أن ذلك لا
ينسجم مع ما ورد في ترجمته من أنه أسلم في صباه
على يد الامام علي بن موسى الرضا(عليه السلام).

فقد روى السيد الخوئي رضوان الله
تعالى عليه([46])
عن ابن شهرآشوب في المناقب الجزء الرابع باب
إمامة أبي الحسن علي بن موسى الرضا قال: «ذكر
ابن الشهرزوري في مناقب الابرار ان المعروف
الكرخي كان من موالي علي ابن موسى الرضا(عليه
السلام)، وكان أبواه نصرانيين فسلما معروفاً
إلى المعلّم وهو صبيّ، وكان المعلم يقول له:
قل ثالث ثلاثة، وهو يقول: بل هو الواحد، فضربه
المعلّم ضرباً مبرحاً فهرب ومضى إلى الرضا(عليه
السلام) وأسلم على يده، ثم إنه اتى داره فدق
الباب فقال ابوه: من بالباب؟

فقال: معروف. فقال: على أيّ دين؟ قال:
على ديني الحنيفي. فأسلم أبوه([47])ببركات
الرضا(عليه السلام). قال معروف: فعشت زماناً ثم
تركت كلما كنت فيه إلاّ خدمة مولاي علي بن
موسى الرضا(عليه السلام)» وعن ابن خلكان وغيره
نظير ذلك.

وعلى اية حال فتصوف معروف الكرخي غير
ثابت لدينا، كما أن كونه من خدّام الامام
الرضا(عليه السلام) ليس قطعياً عندنا، فإن خلو
كتبنا الرجالية طرّاً عن ذكره ولا سيما خلوّ
كتاب عيون أخبار الرضا(عليه السلام) عن نقل
رواية عنه(عليه السلام) بواسطته مما يريب
الفطن في اختصاصه بالرضا(عليه السلام).

وقبره في عصرنا الحاضر في بغداد لا
يزوره عادة إلاّ السنّة وهم يمجّدونه. وتفترض
الصوفية أنه كان من أكابرهم. ويقول الشيخ
المامقاني(رحمه الله): «لم ينقل عنه ما يقضي
بالتصوف وإنما نسب المتصوّفون اليه التصوف
رواجاً لطريقتهم الفاسدة، وهذه عادة اهل
المذاهب الفاسدة ينسبون إلى مؤمن تقيّ مذهبهم
كذباً وبهتاناً لترويج مذهبهم الفاسد. أليس
ينسبون التصوف إلى امير المؤمنين(عليه السلام)
البريء منهم ومن مسلكهم؟!»([48]).


([1])
روح مجرد: 127.

([2])
خدمات متقابل اسلام وايران: 629 بحسب طبعة
انتشارات صدرا التي هي الطبعة الثامنة.

([3])
586 ـ 590 .

([4])
راجع تعليق السيد محمد حسين الطهراني على
الرسالة المنسوبة إلى بحر العلوم: 160.

([5])
ص473.

([6])
ص596.

([7])
جلوه حق لاية الله مكارم: 189 ـ 190 نقلاً عن
كتاب أسرار التوحيد: 186.

([8])
5 : 209 بحسب طبعة دار الاُسوة.

([9])
راجع لبّ اللباب: 162. انظر الفارق الكبير بين
تفسير خرق الحجب والفناء الكامل بمعنى أنه
لم يبق شيء غير الربّ والربّ هو الذي يعرف
نفسه، وبين ما يقوله آية الله الجوادي
الاملي حفظه الله في تقدمته لكتاب سر الصلاة
في الصفحة الثامنة عشرة من أن الخرق النهائي
عبارة عن أن لا يرى الانسان نفسه وليس عبارة
عن الانعدام; فإن الانعدام ليس كمالاً وإنما
الكمال هو عدم الرؤية، والسالك يصل في مقام
الفناء التام إلى مستوى أنه لا يرى شيئاً غير
الله فلا يرى نفسه ولا غيره ولا عدم رؤيته
للغير ولا رؤيته للحق.

([10])
راجع تعليق السيد محمد حسين الطهراني على
الرسالة المنسوبة لبحر العلوم 39 ـ 40.

([11])
الاعراف: 143.

([12])
روح مجرد ص75.

([13])
يبدو ان كلمة هاي استعملت هنا بدلاً عن كلمة
هذا من باب جهل مؤلف الكتاب باللغة العربية
الدارجة.

([14])
وهذا خطأ آخر من المصنف نتيجة للجهل باللغة
فهو يقصد: ما تحسب.

([15])
روح مجرد 155 ـ 157.

([16])
البقرة: 9.

([17])
روح مجرد : 112.

([18])
روح مجرد : 84 ـ 92.

([19])
نشان از بي نشانها: 70 ـ 71.

([20])
ص113 ـ 115.

([21])
آل عمران: 178.

([22])
الاعراف: 182 ـ 183.

([23])
القلم: 44 ـ 45.

([24])
الزخرف: 33 ـ 35.

([25])
ص208 ـ 209 حسب الطبعة المشتملة على تعليق السيد
محمد حسين الطهراني.

([26])
الزمر: 3.

([27])
ص194 حسب الطبعة التي أشرنا إليها.

([28])
2 : 422 ـ 423.

([29])
ص197 حسب الطبعة المشار اليها سابقاً.

([30])
قصص العلماء: 173 ـ 174.

([31])
قصص العلماء: 171.

([32])
راجع : الاسراء والمعراج لعلي حب الله: 117.

([33])
نفس المصدر: 121.

([34])
راجع: نفس المصدر: 120.

([35])
راجع: كتاب الاُسس المنطقية للاستقراء: 452 ـ
470.

([36])
ص126 ـ 127.

(*)
راجع : تزكية النفس والعمل الاجتماعي من
منظور الثقلين ـ رسالة الثقلين / العدد 14
السنة الرابعة (التحرير).

([38])
لبّ اللباب: 154 ـ 158.

([39])
كأن ناقل القصة يتعقل فرضية أن عالماً
جليلاً من علماء الشيعة حينما يظهر له الخطأ
الواقعي في قضاء له كان تامّاً وفق مقاييس
البينات والايمان لا يفهم ان هذا كان هو شأن
رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)حينما قال
في الخبر الصحيح السند: «إنما أقضي بينكم
بالبيّنات والايمان وبعضكم ألحن بحجته من
بعض، فأيّما رجل قطعت له من مال أخيه شيئاً
فإنما قطعت له به قطعة من النار» (وسائل
الشيعة 27: 232، ب3 من كيفية الحكم، ح1، ط. مؤسسة
آل البيت) أفهل يفترض أن العالم الجليل
الشيعي يغور في الخوف خشية ان يكون كثير من
أحكامه رغم موافقته للمقاييس التي يجب
اتباعها على خلاف الواقع، وهو يعلم أن هذا ما
حذّر به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)المترافع
الذي يعلم بنفسه أنه ليس على الحق ولكن رسول
الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يحكم لصالحه
وفق المقاييس الظاهرية، ام كان هذا العالم
الجليل يريد القضاء وفق الواقع بينما لم يكن
ذلك لرسوله رسول الاسلام(صلى الله عليه وآله
وسلم)؟!

([40])
كأن ناقل القصة يفترض ان عالما جليلاً
شيعياً ينفّذ أوامر شخص مجهول بل شخص لم يعرف
انه إنس أو جن ام ملك أو شيطان.

([41])
روى الكشي أنه كان ألقي إليه علم المنايا
والبلايا . راجع: مجمع الرجال 7 : 192.

([42])
روى الشيخ الطوسي(رحمه الله) أنه كان من
الابدال . راجع : مجمع الرجال للسيد الخوئي(رحمه
الله) 4: 237.

([43])
لب اللباب: 159.

([44])
الانفال: 17.

([45])
مجمع البحرين في ذيل مادة عرف.

([46])
في معجم الرجال 18: 231، راجع أيضاً تنقيح
المقال 3 : 228.

([47])
هكذا ورد فيما عندي من نسخة معجم الرجال ولكن
ورد في تنقيح المقال: أسلم أبواه.

([48])
تنقيح المقال 3: 229.



/ 1