دراسات - ظروف حدیث الغدیر و قیمته الحضاریة (2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ظروف حدیث الغدیر و قیمته الحضاریة (2) - نسخه متنی

عزالدین سلیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دراسات

ظروف حديث الغدير و قيمته الحضارية
( 2 )

* عـز الدين سليم
( العراق )

5 ـ كيف تجاوز المسلمون وصية الرسول(صلى
الله عليه وآله) :

علمنا من خلال الابحاث السابقة أن
حديث الغدير يتألق بين نصوص اخرى مماثلة
لاسباب موضوعية أحاطت بالحديث المذكور ، منها
ما يتعلق بالدعم القرآني الصريح قبل تبليغ
الرسول(صلى الله عليه وآله) بمضمون حديث
الغدير وبعده ، ومنها ما يتعلق بالاجواء
النفسية للمسلمين الذين شهدوا تفصيلات
الحادث ، اضافة الى أمور اخرى اشرنا اليها .

بيد أن الحقيقة التي تبقى مجسدة صريحة
هي أن النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله) كان
يخطط لرسالته ودعوته بما يضمن استمراريتها ،
واستقامة مبادئها ، وصونها من الانحراف ،
وكان مشروعه المتبنى في ذلك أن يكون علي بن
أبي طالب(عليه السلام)وصيه وخليفته لانجاز
هذه المهمة ، والنصوص التي اوردناها بهذا
الخصوص صريحة في فرض هذه الحقيقة ، دون ادنى
ريب .

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو كيف عدل
الناس عن علي(عليه السلام) ، بعد تأكيد الوصية
بامامته ؟ بل ينبغي أن يكون السؤال : كيف عدل
الناس عن وحي اللّه تعالى ، وحكم رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) ، وعملوا بآرائهم واهوائهم ؟.

وعند البحث عن الجواب المناسب لهذا
لابد أن نضع في حسابنا أن انقلاب الناس ،
وتخليهم عما أراده اللّه عزّ وجلّ يعد من
المسائل المدهشة لكثير من الناس ، لا سيما
ونحن نعلم المستوى الذي يُنقل عن الصحابة في
تدينهم وطاعتهم ، اضافة الى قرب عهدهم بالنبي(صلى
الله عليه وآله) .

بيد أن الدهشة يمكن أن تزول إذا وضعنا
في حسابنا الحقيقتين التاليتين معاً :

1 ـ الحقيقة الاولى هي أن مخالفة وصية
النبي(صلى الله عليه وآله) في الخليفة الذي
شخَّصه للاُمة ، والقائد الذي يلي امورهم بعد
رحيله(صلى الله عليه وآله) ، ليست أول مخالفة
يقترفها الصحابة ، فهناك العديد من المخالفات
المنكرة التي ارتكبها مجموعة من الصحابة
والرسول(صلى الله عليه وآله) بينهم ، أما ما
بعد رحيله فأمر لا نتحدث فيه .

ونذكر هنا طرفاً من تلك المخالفات
المرتكبة بحق النبي(صلى الله عليه وآله) :

أ ـ في معركة اُحد امر رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) الرماة من جيشه أن يلتزموا
قمة الجبل ، ولا يفارقونها أبداً ، فلما اشتبك
المسلمون والمشركون ، كانت الغلبة في أول
الامر للمسلمين ، فغنم المسلمون بعض متاعهم ،
فلما رأى الرماة الغنائم تخلوا عن مواقعهم
طلباً للمتاع ، وهكذا عصوا رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) فتغير مسار الحرب لصالح مشركي
قريش ، وانكسر جيش المسلمين ، ومسّهم القرح .
وخسروا العشرات من المجاهدين ، واصيب النبي(صلى
الله عليه وآله) ، وهزم المسلمون([1])
.

ب ـ في معركة حنين حين فوجئ جيش
المسلمين بنبال هوازن وحلفائها ، ولّى
المسلمون الادبار وكانوا اثني عشر الفاً ،
فآثروا السلامة والعافية على الحياة الباقية
، وفروا عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ولم
يبقَ معه غير سبعة : علي بن أبي طالب ، والعباس
، والفضل بن العباس ، وربيعة ، وابو سفيان بن
الحرث بن عبدالمطلب ، واسامة بن زيد ، وعبيدة
بن أم ايمن ـ أو ايمن بن ام ايمن ـ على رغم دعوة
رسول اللّه لهم : « هلموا اليّ . أنا رسول اللّه
. أنا محمد بن عبداللّه »([2]) .

جـ ـ لما فتح اللّه تعالى مكة المكرمة
للمسلمين ، أعلن النبي(صلى الله عليه وآله)
فيما اعلن : «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ،
ومن القى السلاح فهو آمن ، ومن اغلق بابه فهو
آمن » فقالت الانصار بعضهم لبعض : اما الرجل
فأدركته رغبة في قومه ، ورأفة بعشيرته . وفي
رواية اخرى : اما الرجل فقد اخذته رأفة
بعشيرته ، ورغبة في قريته([3])
.

انظر كيف يتصور الانصار مستوى النبي(صلى
الله عليه وآله) في مقاييسه ، حتى ينزلونه الى
مستوى الانسان العادي في التأثر بالعصبيات
الاقليمية والعشائرية !

د ـ لما اشتد المرض على النبي(صلى الله
عليه وآله) قال للحاضرين من اصحابه : « هلم
اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ، فقال عمر : إن
النبي قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن .
حسبنا كتاب اللّه . فاختلف أهل البيت ـ
الحاضرون في البيت ـ فاختصموا . منهم من يقول :
قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده ،
ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما اكثروا اللغو
والاختلاف عند النبي قال لهم رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) : « قوموا ... »([4])
.

على أن بعض المصادر تفيد أن عمر بن
الخطاب قال : «إن النبي يهجر». خصوصاً تلك
المصادر التي تذكر القول ولم تسمّ القائل([5])
.

وهكذا منع الصحابة رسولهم(صلى الله
عليه وآله) من كتابة الكتاب الذي أراد أن
يكتبه لهم لكي لا يضلوا بعده وشككوا بعصمته .([6])

هـ ـ سرية اسامة بن زيد ومخالفة أغلب
الصحابة للرسول(صلى الله عليه وآله) ، فقد عقد
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) لواء لاسامة
بن زيد وامره بالرحيل الى قتال الروم ، ودعا
كافة الصحابة من المهاجرين والانصار
للالتحاق بجيش اسامة ، وقد ضم الجيش كبار
الصحابة ، ومنهم ابو بكر وعمر وابو عبيدة وسعد
بن ابي وقاص وغيرهم ، وكان ذلك لاربع ليال
بقين من صفر سنة احدى عشرة للهجرة ، فلما كان
من الغد دعا اسامة ، فقال له : « سر إلى موضع
قتل أبيك فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش
، فاغز على أهل أُبنى* وحرّق عليهم ، واسرع
السير لتسبق الاخبار ، فإن أظفرك اللّه عليهم
فأقلّ اللبث فيهم ، وخذ معك الادلاّء ، وقدم
العيون والطلائع معك » فلما كان اليوم الثامن
والعشرين من صفر بدأ به(صلى الله عليه وآله)
مرض الموت فحُمّ وصُدع، فلما أصبح يوم التاسع
والعشرين ووجدهم متثاقلين خرج اليهم فحضهم
على السير ، وعقد(صلى الله عليه وآله) اللواء
لاسامة بيده الشريفة تحريكاً لحميتهم ،
وارهافاً لعزيمتهم ، ثم قال : « اغزُ باسم
اللّه وفي سبيل اللّه ، وقاتل من كفر باللّه »
فخرج بلوائه معقوداً ، فدفعه الى بريدة ،
وعسكر بالجرف ، ثم تثاقلوا هناك فلم يبرحوا ،
مع ما وعوه ورأوه من النصوص الصريحة في وجوب
اسراعهم كقوله(صلى الله عليه وآله) : «فاغز على
أهل أُبنَى » وقوله : « وأسرع السير لتسبق
الاخبار » الى كثير من أمثال هذه الاوامر التي
لم يعملوا بها في تلك السرية ، وطعن قوم منهم
في تأمير اسامة ، كما طعنوا من قبل في تأمير
ابيه ، وقالوا في ذلك فأكثروا مع ما شاهدوه من
عهد النبي له بالامارة ، وقوله(صلى الله عليه
وآله) له يومئذ: «فقد ولّيتك هذا الجيش»،
ورأوه يعقد له لواء الامارة وهو محموم بيده
الشريفة ، فلم يمنعهم ذلك من الطعن في تأميره
حتى غضب(صلى الله عليه وآله) من طعنهم غضباً
شديداً ، فخرج معصب الرأس**،([7])مدثراً
بقطيفته ، محموماً ألِماً ، وكان ذلك يوم
السبت لعشر خلون من ربيع الاول قبل وفاته
بيومين ، فصعد المنبر فحمد اللّه واثنى عليه ،
ثم قال ـ فيما اجـمع اهل الاخبار على نقله ،
واتفق اولو العلم على صدوره ـ : «أيها الناس ،
ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اسامة ،
ولئن طعنتم في تأميري اسامة لقد طعنتم في
تأميري اباه من قبله ، وايم اللّه إنه كان
لخليقاً بالامارة ، وإن ابنه من بعده لخليق
بها » وحضهم على المبادرة الى السير ، فجعلوا
يودّعونه ويخرجون الى العسكر بالجرف وهو
يحضهم على التعجيل ، ثم ثقل في مرضه فجعل يقول
: « جهزوا جيش اسامة ، وأنفذوا جيش اسامة ،
أرسلوا بعث اسامة » يكرر ذلك وهم متثاقلون ،
فلما كان يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع
الاول دخل اسامة من معسكره على النبي(صلى الله
عليه وآله) ، فأمره بالسير قائلاً له : « اغدُ
على بركة اللّه » فودّعه وخرج الى العسكر ، ثم
رجع ومعه عمر و أبو عبيدة ، فانتهوا اليه وهو
يجود بنفسه ، فتوفي في ذلك اليوم ، فرجع الجيش
باللواء الى المدينة الطيبة([8])
.

و ـ ومن مفارقات الكثير من الصحابة أن
النبي(صلى الله عليه وآله) كان يصلي الجمعة ،
فأقبلت عير تحمل بضاعة الى المدينة ، فضربت
طبلاً ـ كعادتهم ـ للاعلام ، ففزع الصحابة ولم
يبقَ مع النبي(صلى الله عليه وآله) وهو قائم في
صلاته ـ أو خطبة الجمعة ـ غير اثني عشر رجلاً ،
فنزل قوله تعالى : (وإذا رأوا تجارةً أو لهواً
انفضوا اليها وتركوك قائماً قل ما عند اللّه
خيرٌ من اللهو ومن التجارة واللّه خير
الرازقين)([9])
.

أرأيت الى أي حد يصل مستوى هؤلاء
الصحابة من المخالفة الصريحة لرسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) ؟ على أن في تاريخ المسلمين
أضعاف هذه المصاديق التي ذكرنا ، ومن
هنا فهل يرد في ذهن أحد بعد هذه الحقائق
الناصعة ، أن لا يكون غالبية الصحابة قد نقضوا
عهد النبي(صلى الله عليه وآله) في تعيينه لعلي
بن أبي طالب(عليه السلام)اماماً للمسلمين بعد
وفاته ، وهم الذين ألفوا مخالفته في حياته ؟

2 ـ والحقيقة الثانية التي ينبغي أن
تدرك هي أن قريشاً هي التي اقصت الخلافة عن
علي(عليه السلام) ، لحقد دفين تحمله قلوب
القرشيين عليه(عليه السلام) وعلى بني هاشم
قاطبة ، فقريش قاومت الدعوة بالنفس والنفيس ،
وشنت العدوان تلو العدوان لاطفاء نور اللّه
تعالى ، ثم لم تدخل الاسلام إلاّ تحت ظلال
السيوف بعد فتح مكة . فهل بمقدور عاقل أن يتصور
أن قريشاً التي فقدت الاباء والابناء
والاخوان بسيف علي(عليه السلام)وبني هاشم في
حروب دامية ، ابتداء من بدر الكبرى الى فتح
مكة ، يمكن أن تنسى خسائرها وثأرها من علي(عليه
السلام) وبني هاشم قاطبة، فتأتي طائعة
لامامته بمجرد أن النبي(صلى الله عليه وآله)
بلَّغهم بأن علياً امامهم بعد رحيله(صلى الله
عليه وآله) ؟ لا سيما والاسلام لم يتمكن من
نفوسهم .

إن هذه الحقيقة المرة هي التي تحكم
علاقة علي(عليه السلام) وبني هاشم مع قريش ،
حيث وُتِرت في حروبها مع النبي(صلى الله عليه
وآله) ، فلم تذق مرارة الهزيمة إلاّ تحت
لوائهم أو تحت ظل سيوفهم ، ومن أجل ذلك ظلت
قريش واجدة على علي(عليه السلام) في حياة
الرسول(صلى الله عليه وآله) وبعد وفاته ، وفي
التاريخ حوادث شهيرة تنم عن الموقف القرشي من
علي(عليه السلام) ، تأتي على شكل شكاوى شخصية
أو جماعية عند رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)منه(عليه
السلام)([10])
.

وقد كان علي(عليه السلام) مدركاً مخاطر
هذا الموقف القرشي الباغي على مسيرة الرسالة
والامة ، ولذا كان يبث شكواه الى اللّه العزيز
الجبار من قريش كثيراً : «اللهم إني استعديك
على قريش ومن أعانهم ، فإنهم قطعوا رحمي ،
وصغَّروا عظيم منزلتي ، واجمعوا على منازعتي
امراً هو لي »([11])
« اللّهم إني استعديك على قريش ومن أعانهم ،
فإنهم قطعوا رحمي وأكفأوا إنائي ، وأجمعوا
على منازعتي حقاً كنت أولى به من غيري »([12])
.

ويقول(عليه السلام) في مقام آخر : «
فَجَزَتْ قريشاً عني الجوازي ، فقد قطعوا
رحمي وسلبوني سلطان ابن امي »([13])
.

ويتحدث بمرارة عن المأساة التي سببها
الموقف القرشي : « فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ
أهل بيتي ، فضننت بهم عن الموت ، واغضيت على
القذى ، وشربت على الشجى ، وصبرت على أخذ
الكظم ، وعلى أمرّ من طعم العلقم »([14])
.

ويشهد عمر بن الخطاب على هذا الموقف
القرشي من علي وبني هاشم قاطبة ، ولكن
عندما استتب الامر لقريش ، فقد جرى بين
الخليفة عمر بن الخطاب وعبداللّه بن العباس
حوار معبّر ، يدل على الموقف القرشي الرسمي
المبيّت من اهل البيت(عليهم السلام) بعد رحيل
الرسول(صلى الله عليه وآله) .

روى ابن عباس أن عمر بن الخطاب قال له :
يابن عباس ، أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد(صلى
الله عليه وآله) ؟ قال : فكرهت أن اجيبه فقلت :
إن لم أكن أدري فإن امير المؤمنين يدريني ،
فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة
والخلافة فتبجحوا على قومكم بجحاً بجحاً ،
فاختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت ، فقلت :
يا أمير المؤمنين ، إن تأذن لي في الكلام وتمط
عني الغضب تكلمت . قال: تكلم . قلت : أما قولك يا
أمير المؤمنين : اختارت لانفسها فأصابت
ووُفِقت، فلو أن قريشاً اختارت لانفسها حين
اختار اللّه لها ، لكان الصواب بيدها غير
مردود ولا محسود ، وأما قولك : إنهم أبوا أن
تكون لنا النبوة والخلافة فإن اللّه عزّ وجلّ
وصف قوماً بالكراهة فقال : (لك بأنهم كرهوا ما
أنزل اللّه فأحبط أعمالهم)فقال عمر : هيهات
واللّه يابن عباس ، قد كانت تبلغني عنك أشياء
كنت أكره أن اقرك عليها ، فتزيل منزلتك مني ،
فقلت : ما هي يا أمير المؤمنين ؟ فإن كانت حقاً
فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك ، وإن كانت
باطلاً فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، فقال عمر :
بلغني أنك تقول : إنما صرفوها عنا حسداً
وبغياً وظلماً ، فقلت : أما قولك يا أمير
المؤمنين : ظلماً ، فقد تبين للجاهل والحليم ،
وأما قولك : حسداً ، فإن آدم حُسد ونحن ولده
المحسّدون ، فقال عمر: هيهات هيهات ، أبت
واللّه قلوبكم يا بني هاشم إلاّ حسداً لا يزول
، فقلت : مهلاً يا أمير المؤمنين ، لا تصف قلوب
قوم أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً
بالحسد والغش ، فإن قلب رسول اللّه(صلى الله
عليه وآله) من قلوب بني هاشم ، فقال عمر : إليك
عني يابن عباس ، فقلت : أفعل ، فلما ذهبت لاقوم
استحيا مني فقال : يابن عباس ، مكانك ; فو اللّه
اني لراع لحقك محب لما سرّك ، فقلت : يا أمير
المؤمنين ، إن لي عليك حقاً وعلى كل مسلم ، فمن
حفظه فحظه أصاب ، ومن أضاعه فحظه أخطأ([15])
.

إن الاحاطة بهذه الامور وامثالها يجعل
من اليسير أن يدرك المسلم أنه لماذا لوي عنق
التاريخ باتجاه غير الاتجاه الذي أراده رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله) ، وإن من يستطلع
الكلمات والتصريحات التي بثها الكثير من
القرشيين بعد فتح مكة ، يجد روح الحقد
والتصميم على الثأر عند أول فرصة ، ولعل كلمة
جويرية بنت أبي جهل التي قالتها بعد اتمام فتح
مكة المكرمة ، خير تعبير عن الروح القرشية
التي تنطوي عليها النفوس . قالت : « أما نحن
فسنصلي ، ولكنا لا نحب من قتل الاحبة »([16])
.

نعم دخلت قريش الاسلام مكرهة ، وربما
التزمت بكثير من ضوابطه ، ولكن الهوّة
النفسية ظلت واسعة بين بني هاشم وقريش ، وهي
هوّة لم تكن لتردم إلاّ بتغير النفوس القرشية
، الامر الذي لم يتسنَّ لقريش لقصر الفترة بين
فتح مكة ووفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) ،
حيث توفي رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) بعد
الفتح بقرابة ثلاثين شهرا .

وهكذا ظلت قريش من خلال ذوي الرأي
والتأثير والمواقع من رجالها ، تتحين الفرص
للثأر من بني هاشم بأي شكل من الاشكال ، كما
عبر الخليفة عمر في حواره مع ابن عباس .

ومن هنا فإننا قد نسلم بالرواية التي
تروى أن بعض رجالات قريش كانوا قد عقدوا
اجتماعاً سرياً في حياة رسول اللّه(صلى الله
عليه وآله) بعد حادثة يوم الغدير ، تعاقدوا
فيه على ابعاد علي(عليه السلام) وبني هاشم عن
الخلافة بأي شكل من الاشكال([17])
، فإن الارضية مناسبة جداً لتحركات من هذا
القبيل ، في ضوء الحالة التي تعيشها قريش حيال
أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) وعشيرته
الاقربين ، وهكذا فإن الموقف من علي وبني هاشم
كان يشكل حالة فكرية ونفسية عميقة ، ولذا فلو
قُدّر أن السقيفة المعروفة لم تعقد ولم تفرز
ما افرزت ، لعبّر الموقف القرشي عن نفسه
بأساليب اخرى ، بل برجال آخرين .

6 ـ أصوات جهرت بالمعارضة :

وعلى رغم التصميم القرشي على أقصاء
علي بن ابي طالب(عليه السلام) وبني هاشم
عموماً عن موقعهم الطبيعي في الامة ـ كما
لاحظنا ـ ، فإن هذا الموقف لم ينفرد بساحة
المهاجرين والانصار .

فقد تعالت اصوات جمع من الصحابة
تستنكر عملية تجاوز النص النبوي على علي(عليه
السلام) ، حيث حفظ التاريخ ـ مع ظلمه وعدم
انصافه ـ قائمة باسماء الصحابة الذين عارضوا
عملية اقصاء الامام الحق ، ومنعه عن ادارة
شؤون الامة . نذكر منهم : خالد بن سعيد بن العاص
من بني امية ، وسلمان الفارسي ، وأبا ذر
الغفاري ، والمقداد بن الاسود الكندي ، وعمار
بن ياسر ، وبريدة الاسلمي ، والزبير . وهؤلاء
جميعا من المهاجرين .

ومن الانصار : أبو الهيثم ابن التيّهان
، وسهل وعثمان ابنا حنيف ، وخزيمة ابن ثابت ذو
الشهادتين ، وأُبيّ بن كعب ، وأبو ايوب
الانصاري .

هذا مضافاً الى بني هاشم قاطبة([18])
.

فقد عارض البعض أثناء اجتماع السقيفة
، واعترض آخرون في مسجد النبي(صلى الله عليه
وآله) ، والقوا الحجة وذكّروا ببعض النصوص
الصريحة بامامة علي(عليه السلام) .

أمّا الامام علي(عليه السلام) فقد
اعترض مراراً بالطريقة التي لا تؤدي الى
الفتنة وتمزق الجماعة الاسلامية ، بسبب
الظروف الحرجة التي مرت بها الامة بعد النبي(صلى
الله عليه وآله)، من ظهور ادعياء النبوة ،
وارتداد الاعراب ، وتألب الروم واصرار قريش
على تنفيذ خطتها مهما كان الثمن .

وقد صرح الامام(عليه السلام) عن اسباب
سكوته عن حقه مرة فقال : «فما راعني إلاّ
انثيال الناس على فلان يبايعونه ، فأمسكت يدي
، حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام ،
يدعون إلى محق دين محمد(صلى الله عليه وآله) ،
فخشيت إن لم انصر الاسلام وأهله أن ارى فيه
ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليَّ أعظم من
فوت ولايتكم التي انما هي متاع أيام قلائل ...
فنهضت في تلك الاحداث حتى زاح الباطل وزهق ،
واطمأن الدين وتنهنه»([19])
.

7 ـ هل يشكل أمر الغدير حدثاً تاريخياً
فحسب ؟

بقي علينا أن نتحدث عن القيمة العملية
عند البحث عن حديث الغدير وامثاله في هذه
المرحلة أو غيرها ، فهل يشكل هذا الحدث قضية
من قضايا التاريخ الاسلامي التي تجاوزها
الزمن ؟ أم إنها لا تزال تمتلك فعلاً حضارياً
هاماً في مسيرة الامة الاسلامية ؟

إن الاجابة على السؤالين المذكورين
يتطلب الالمام بأطراف هذه القضية من جوانبها
المختلفة .

يخيل لبعض الناس أن البحث حول الامامة
الشرعية بعد وفاة رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله)، يشكل عملاً قليل الاهمية من الناحية
الفكرية والحضارية في مسيرة المسلمين ، لانه
في رؤية هذا البعض حالة تَرَفيّة ، إذ هو
دراسة تاريخية في احسن الاحوال لدى هذا البعض
.

ومن أجل ذلك يتطلب البحث في هذه القضية
«قضية الامامة بعد النبي(صلى الله عليه وآله)»،
فيما يتطلب ، التعريف بأهمية هذا البحث من
ناحية الدلالة والاثار الايجابية المستمرة
في دنيا المسلمين واخراهم ، الامر الذي نحرص
على بلورته في هذا البحث إن شاء اللّه تعالى .

فمما لا يرتاب فيه مسلم عاقل أن رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله) قد خطط لمستقبل
دعوته وامته انطلاقاً من شعوره بالمسؤولية
الرسالية ، وشدة حرصه على الرسالة والامة ،
فهو لم يرحل عن هذه الدنيا إلاّ بعد أن أوضح
معالم الطريق للامة ، ورسم خريطة المسير لها ،
إلاّ أن المسلمين يتفاوتون في تحديدهم للخطة
التي وضعها النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله)
، فإن فريقاً من المسلمين يذهب الى القول بأن
التمسك بكتاب اللّه عزّ وجلّ وحده بعد رحيل
النبي(صلى الله عليه وآله) ، هو الذي يحدد
معالم الطريق لمسيرة المسلمين ، ولعل هذا
التصور هو الذي أملى على بعض أصحابه ـ اذا
أُحسِن الظن ـ أن يمنعوا من تدوين سنة رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله)ويتعاملوا مع
مدونيها من الصحابة بالعنف الذي أقله تمزيق
الصحف واتلاف المدونات التي حملت السنة
المطهرة ، وكان أبو بكر وعمر بن الخطاب على
رأس أصحاب هذا المنهج([20]).

ذكر ابن سعد في طبقاته أن الرسول عندما
حضرته الوفاة ، وكان معه في البيت رجال فيهم
عمر بن الخطاب ، قال : «هلموا أكتب لكم كتاباً
لن تضلوا بعده ، فقال عمر : ان رسول اللّه قد
غلبه الوجع ، وعندكم القرآن . حسبنا كتاب
اللّه . فاختلف أهل البيت (يعني الحاضرين)
واختصموا ، فلما كثر اللغط والاختلاف قال
النبي: قوموا عني»([21])
.

على أن رواية ابن الاثير الجزري تشير
الى أن عمر قال : «إن رسول اللّه يهجر»([22]
وقريباً من هذه الرواية ذكر البخاري([23])
وابن خلدون([24])
.

على أن فريقاً آخر من المسلمين ذهب الى
أن النبي(صلى الله عليه وآله) قد أمر الناس
بالتمسك بالكتاب العزيز والسنة المطهرة ،
ويروي هذا الفريق حديثاً لارساء هذا المتبنى :

حدثني مالك أنه بلغه أن رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) قال : «تركت فيكم أمرين لن
تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب اللّه وسنة نبيه»([25])
.

أما في الجانب الاداري القيادي للامة
، فإن اصحاب الرأيين السالفين معاً يذهبان
الى أن النبي(صلى الله عليه وآله) ، لم يحدد
قيادة سياسية اجتماعية مشخصة للامة ، بل ترك
الامر لامته من بعده.

على أن هذين التصورين لخطة النبي(صلى
الله عليه وآله) التي وضعها لمسار الامة بعده
، لا تصمدان امام سيل من الحجج الرصينة التي
تملكها الرسالة والدعوة ، والتي تؤكد جلياً
بثقة خواء هذين التصورين . استناداً على الحجج
التالية :

1 ـ لابد للقرآن بعد النبي(صلى الله
عليه وآله) من قيِّم عليه يعيّنه اللّه عزّ
وجلّ ، فقد ترك رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)
الكتاب العزيز وهو يحمل الناسخ والمنسوخ ،
والمطلق والمقيد ، والمحكم والمتشابة ،
والعام والخاص ، والحقيقة والمجاز ، والمجمل
والمؤول ، وما الى ذلك ، فهل يمكن أن نتصور أن
هذا الكتاب المجمل ، الذي لم يفصِّلْ حتى أمر
الصلاة التي هي عمود هذا الدين قادر على جمع
كلمة الامة على أمر واحد ، دون وجود قيّم عليه
يعرف اسراره ومراده ؟

إن اهمال هذه الحقيقة هو الذي قسم
المسلمين الى فرق وطوائف ومذاهب ، فالمجسمة
مثلاً برروا عقيدة التجسيم بقوله تعالى : (الرحمن
على العرش استوى) و(يد اللّه فوق أيديهم) بينما
اعتمد غيرهم ممن ينفي التجسيم قوله تعالى : (ليس
كمثله شيء) .

والمجبرة برروا قولهم بالجبر بقوله
تعالى : (قل كل من عند اللّه) و(واللّه خلقكم
وما تعملون) . أما المعتزلة فقد ذهبوا الى
القول بالاختيار المطلق في افعال الانسان ،
متأولين قوله تعالى : (فمن شاء فليؤمن ومن شاء
فليكفر)و(فألهمها فجورها وتقواها) .

والقائلون برؤية اللّه عزّ وجلّ
يعتمدون قوله تعالى : (وجوهٌ يومئذ ناضرة *
إلى ربّها ناظرة) .

وفسر بقية الاتجاهات الفكرية
والفقهية لدى المذاهب والطرق على ذلك .

وهكذا يلتمس الجميع مقوّمات افكارهم
من ظواهر الكتاب العزيز ، لذا نهى أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)
عبداللّه بن عباس عن مجادلة الخوارج بالقرآن
الكريم ، بسبب هذه الظاهرة : « لا تخاصمهم
بالقرآن ; فإن القرآن حمّال ذو وجوه »([26]) .

وقال(عليه السلام) مؤكداً حاجة القرآن
الكريم الى ناطق عنه وترجمان : « هذا القرآن
إنما هو خط مستور بين الدفتين ، لا ينطق بلسان
، ولابد له من ترجمان .... »([27])
.

أما الاستناد الى سنة الرسول(صلى الله
عليه وآله) فإنه لا يسد منافذ الاختلاف
والفرقة بين الناس ، لان السنة الشريفة تحمل
هي الاخرى الناسخ والمنسوخ والمجمل والمؤول
والمحكم والمتشابه ، علاوة على ما لحقها من
مظاهر الكذب والافتراء والوضع والدس ، ولذا
فمع وجود السنة الشريفة وقع الاختلاف وظهرت
الفرق والمذاهب الفكرية والفقهية ، كما كان
الحال بالنسبة للقرآن الكريم .

عن علي بن ابراهيم عن أبيه عمن ذكره عن
يونس بن يعقوب قال : كنت عند أبي عبداللّه(عليه
السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام (وذكر
حديثاً طويلاً نأخذ منه موضع الحاجة) فقال أبو
عبداللّه(عليه السلام) للشامي : « كلّم هذا
الغلام » ـ يعني هشام بن الحكم ـ فقال : نعم ،
فقال لهشام: يا غلام سلني في امامة هذا، فغضب
هشام حتى ارتعد، ثم قال للشامي : يا هذا ،
أربُّك أنظَرُ لخلقه أم خلقه لانفسهم؟ فقال
الشامي : بل ربي انظر لخلقه ، قال : ففعل بنظره
لهم ماذا ؟ قال : أقام لهم حجة ودليلاً كيلا
يتشتتوا أو يختلفوا ، يتألفهم ويقيم أودهم
ويخبرهم بفرض ربهم ، قال : فمن هو ؟ قال : رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله) ، قال هشام : فبعد
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)؟ قال : الكتاب
والسنة ، قال هشام : فهل نفعنا اليوم الكتاب
والسنة في رفع الاختلاف عنا ؟ قال الشامي : نعم
، قال : فلِمَ اختلفنا أنا وأنت وصرت الينا من
الشام في مخالفتنا إياك ؟ قال : فسكت الشامي ،
فقال أبو عبداللّه(عليه السلام) للشامي : مالك
لا تتكلم ؟! قال الشامي : إن قلت : لم نختلف كذبت
، وإن قلت : إن الكتاب والسنة يرفعان عنا
الاختلاف ابطلت ، لانهما يحتملان الوجوه ،
وإن قلت قد اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق
فلم ينفعنا اذن الكتاب والسنة ، إلاّ أن لي
عليه هذه الحجة : فقال أبو عبداللّه(عليه
السلام) : «سله تجده مليئاً» فقال الشامي : يا
هذا ، من أنظَر للخلق اربّهم أو أنفسهم ؟ فقال
هشام : ربهم أنظر لهم منهم لانفسهم ، فقال
الشامي : فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم
ويقيم اودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم ؟ قال
هشام : في وقت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)
أو الساعة ؟ قال الشامي : في وقت رسول اللّه
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، والساعة من ؟
فقال هشام : هذا القاعد الذي تشد اليه الرحال ،
ويخبرنا بأخبار السماء والارض وراثة عن أب عن
جد ، قال الشامي : فكيف لي أن أعلم ذلك ؟ قال
هشام : سله عمّا بدا لك قال الشامي : قطعت عذري
فعلي السؤال([28]).

وبناء على ذلك فإن الاعتماد على
القرآن الكريم والسنة الشريفة وحدها ، دون
الاحتكام أو الرجوع الى قيّم أو مرجع محيط
بأسرارهما ، يجعل من اليسير أن يتأول كل مذهب
أو اتجاه ظواهر القرآن والسنة بما يراه عن قصد
أو عن غيره ، بناء على ما يستوحيه هو ـ إذا
أحسنّا الظن ـ ، وبناء على ما يقتضيه اتجاهه
الفكري والسياسي .

وتأكيداً لهذه الحقيقة يذكر اصحاب علم
الحديث دون ذلك من عوامل التدليس العجيب
للحديث ، فقد روى بعضهم ـ مثلاً ـ فضلاً
للهريسة لانه صاحب هريسة ، وروى آخر حديثاً في
ذم المعلمين لما ضربوا ابنه([29])
، كما روى البعض احاديث في ذم غير مدنهم .

وقد سجل التاريخ اسماء العديد من
الوضاعين والمفترين على اللّه تعالى ورسوله(صلى
الله عليه وآله) ، وما يذكر حول السنة الشريفة
يذكر حول تفسير القرآن الكريم، ومن يجرؤ على
العبث بكلام اللّه سبحانه ، فليس غريباً منه
أن يعبث بالسنة الشريفة ، أو يضع فيها .

2 ـ حديث الثقلين يفرض وجود القيِّم
على الشريعة بعد النبي(صلى الله عليه وآله) ،
وقد دعي حديث الثقلين بهذا الاسم بسبب ما ورد
فيه من لفظ «الثقلين» كما سيتضح .والثقلان
بكسر الثاء وسكون القاف ، أو بفتحهما ، فإن
كان الاول فهو مثنى ثِقْل ، وسُمّيا بذلك لان
الاخذ والعمل بهما ثقيلان ، وإن كان الثاني
فهو مثنى ثَقَل ، وهو كل شيء نفيس خطير مصون ،
ويأتي الثَقَل بمعنى الثِقْل كمَثَل ومِثْل.
وأحد الفاظ حديث الثقلين ما يلي :

قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : «
إني اوشك أن اُدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم
الثقلين : كتاب اللّه عزّ وجلّ وعترتي . كتاب
اللّه حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي
أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن
يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروني بما
تخلفوني فيهما »([30])
.

وقد روى هذا الحديث الشريف المحدثون
واصحاب الصحاح والمسانيد والمعاجم والتواريخ
والسير وغيرهم ، بألفاظ مختلفة ومداليل
متقاربة ، وهو حديث متواتر ومسلَّم به بين
الفريقين من المسلمين ، وقد رواه اكثر من مئتي
عالم من أهل السنة عن ثلاثين صحابياً([31])
، واكثر من ذلك من التابعين ، وقد ورد عن
الشيعة في اثنين وثمانين طريقاً .

وروي الحديث في أهم الكتب لدى أهل
السنة ، كصحيح مسلم ، فضائل علي(عليه السلام) 4
: ح 36 و37 ، وسنن الترمذي : 5 في الباب 32 ، وسنن
الدارمي : 2 في فضائل القرآن ، وخصائص النسائي
93 ، وكفاية الطالب في الباب الاول «في بيان
صحة خطبته بما يدعى خُمّاً» ص 50 ، وذخائر
العقبى للمحب الطبري، وتذكرة الخواص لابن
الجوزي في الباب الثاني عشر، وينابيع المودة
للقندوزي الحنفي ، واسد الغابة 2 : 12 في ترجمة
الحسن بن علي(عليهما السلام) ، وتاريخ
اليعقوبي 2 : 102 ، ومسند احمد بن حنبل في حديث
ابي سعيد الخدري 3 : 17، وحديث زيد بن ارقم 5 : 371 ،
وحديث زيد بن ثابت 5 : 181 ، كما رواه كنز العمّال
وحلية الاولياء ، والرازي والثعلبي ، والخازن
وابن كثير والنيسابوري في تفاسيرهم وغير
هؤلاء .


([1])
الكامل لابن الاثير2: 153، ط. بيروت 1965م، وغيره
من كتب التاريخ والسنن.

([2])
المصدر نفسه : 263، والطرائف للسيد ابن طاووس:
384.

([3])
صحيح مسلم 3: 106ـ 108 ، كتاب الجهاد.

([4])
صحيح البخاري من بابقول المريض : قوموا عني،
من كتاب المرضى 4 : 5.

([5])
المصدر نفسه 2:118،
باب جوائز الوفد، وصحيح
مسلم من آخر كتاب الوصية.

(*)
ـ ابنى ـ بضم الهمزة وسكون الباء ثم نون
مفتوحة بعدها الف مقصورة : ناحية بالبلقاء من
ارض سوريا بين عسقلان والرملة ، وهي قرب مؤتة
التي استشهد عندها زيد بن حارثة ، وجعفر بن
ابي طالب ذو الجناحين(عليه السلام) .

(**)
قال شرف الدين في المراجعات : 285: كل من ذكر
هذه السرية من المحدثين واهل السير
والاخبار، نقل طعنهم في تأمير أسامة وانه(صلى
الله عليه وآله) غضب غضباً شديداً ، فخرج على
الكيفية التي ذكرناها، فخطب الخطبة التي
اوردناها، فراجع سرية اسامة من طبقات ابن
سعد، والسيرتين الحلبية والدحلانية، وغيرها
من المؤلفات في هذا الموضوع.

([8])
تاريخ الطبري 2 : 429 وما بعدها ، في أحداث سنة 11
، والمراجعات للسيد شرف الدين 284 ـ 285 نقلاً
عن مصادره : طبقات ابن سعد ، والسيرة
الدحلانية ، وابن الاثير ، والسيرة الحلبية
وغيرها ، مع اختلافات يسيرة في
الالفاظ .

([9])
الجمعة : 11 .

([10])
المراجعات 153 ـ 156 باسانيده .

([11])
نهج البلاغة، الخطبة 172.

([12])
نهج البلاغة ، الخطبة 217.

([13])
نهج البلاغة، الكتاب 36 . سلطان ابن امي: سلطان
محمد(صلى الله عليه وآله) ، حيث كانت فاطمة
بنت اسد والدة علي(عليه السلام) قد ربّت
النبي(صلى الله عليه وآله)، وكان يسميها امي
ويقول: «فاطمة امي بعد امي».

([14])
المصدر السابق ، الخطبة 26.

([15])
الكامل في التاريخ لابن الاثير 3: 63 ـ 65 ،
والطبري في تاريخه 4 : 223 ، ط . دار المعارف
بمصر، كما رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج
البلاغة 3: 107 ط . مصر ، وذكرته مصادر اخرى.

([16])
المصدر السابق 3 : 254.

([17])
الشيخ الطوسي، تلخيص الشافي 2 : 91 ـ 94 ، تعليق
السيد حسين بحر العلوم ط 3 ، 1974م.

([18])
الشيخ الطوسي، تلخيص الشافي 2 : 121 ، و 3 : 46
بإسناده الى أبي الفداء الايوبي في كتابه (المختصر
في اخبار البشر)، والاحتجاج للشيخ الطبرسي ،
على أن المصدر الاول ذكر اسماء لم يذكرها
المصدر الثاني منها: البراء بن عازب، وعتيبة
بن أبي لهب، وأبو سفيان وامثالهم. كما ذكر
ذلك ابن طاووس الحلي في اليقين في امرة
المؤمنين(عليه السلام): 108 ـ 109، ط . النجف 1950م
نقلاً عن الطبري صاحب التاريخ في كتابه
مناقب أهل البيت(عليهم السلام).

([19])
نهج البلاغة الكتاب 62.

([20])
يراجع تذكرة الحفاظ لشمس الدين الذهبي 1: 5، ط
3 حيدر آباد 1955، وكنز العمال للمتقي الهندي 5:
239، وطبقات ابن سعد 3: 287 وتقييد العلم للخطيب
البغدادي: 50، ط . دمشق 1949م، تحقيق الدكتور
يوسف العش، وانظر علوم الحديث ومصطلحه
للدكتور صبحي الصالح: 30، ط 1959م.

([21])
الطبقات الكبرى 4 : 60 ـ 61.

([22])
الكامل في التاريخ 2 : 217.

([23])
صحيح البخاري 5: 137، ط . مصر.

([24])
كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر 2: 297.

([25])
الموطأ، مالك بن انس 2: 208 ط . مصطفى البابي
الحلبي.

([26])
نهج البلاغة ، الوصية 77، تحقيق صبحي الصالح.

([27])
المصدر نفسه ، الخطبة 125.

([28])
الكافي 1: 172 ـ 173 (اخذنا من الحديث موضع الحاجة).

([29])
صبحي الصالح علوم الحديث ومصطلحه : 318.

([30])
أحد الفاظ الحديث برواية احمد بن حنبل في
مسنده، وفي طريقه الاعمش عن عطية العوفي عن
أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله) 3: 17.

([31])
راجع عبقات الانوار في امامة الائمة الاطهار
(حديث الثقلين : 1 و 2) للسيد حامد حسين الكهنوي.



/ 1