فنون وآداب
قصيدة: إنّا أعطيناك الكوثر
الشيخ محمد حسين الانصاري
(العراق)
يا أوّلَ نور قَد صُوِّرْ
وبـهِ كـلُّ نبـيٍّ بَشَّـرْ
إنّـا أعطيـناكَ «الـزهـرا»
«إنّـا أعطينـاك الكوْثَـرْ»
أبنـاءُ الـزهـرا والـزهـرا
وأبـوها والمـولـى حيـدرْ
مـا يبـدو خيـرٌ فـي الدنـيا
إلاّ وَهُـمُ كانـوا المصـدر
ومكـارمُـها تبـدو عَرَضـاً
وَهُـمُ كانوا نِعْـمَ الجَوهـر
فهـمُ أوّلُ مَـن قـد صلّـى
أوّلُ مَـن هَلَّلَ أو كبَّـر
الجنّةُ أكبرُ مِـن وصـف
وفـواكهها حسنـاً أكـبـر
والـزهـرا فاكهـةٌ منـها
وَلذا فيـها سحـرٌ يُؤْثَـر([1])
والشعـرُ عـلا بمدائحـها
لا يُذكرُ شيءٌ إنْ تُذْكرْ
أنـوارُ مدائحـها تطغـى
حتّى في الصبح إذا أسْفر
وعبيـرُ مدائحـها يذكـو
حتّى في المِسكِ أو العَنْبر
ورقيـق مـدائحــها حــرٌ
لسـواهـا بالمـلك فـلا قـرْ
وجـمـالُ مـدائحـها يبــدو
كجمـالِ الـرّوض إذا أزهَـر
كالـوردِ الاحمـر إذْ يبـدو
يَجلِسُ فـي محـراب أخضَـر
وإذا مـا شئـتَ لـها وصفـاً
فالنـورُ لـها أقربُ مَعْبـر
ولِـذا فـي المحشـرِ لا تبـدو
حتّى بالغضِّ لنا يُؤْمَر
فسنا برقِ «الزهرا» سحرٌ
يَخْطفُ ألبابَ ذوي المحشَر
ويكـادُ سنـا بـرق «الزهـرا»
يذْهـبُ بالابصارِ إذا مَـرْ
ورَبيـعُ مـدائـحـها فيـضٌ
مِـن جَنَبـاتِ العـرشِ تحَـدَّرْ
وَبـهِ أرضُ الشعـر ستَزهـو
وسمـاواتُ الشعـرِ ستزْهَـر
وتكـادُ سماواتُ الشعـراء
بمـدح «الزهـرا» تتفطّـرْ
«الزهرا» مشكـاةٌ فيـها
مصباحٌ يا حُسْـنَ المَنْظَـر
والمصبـاحُ إذا مـا يبـدو
فـي نـور زجاجتـه مُغْمَـر
درّيٌّ كـوكبُـها يـعلـو
وبــهِ نـورُ اللّـهِ تكـوّر
يوقَدُ مِـن زيتونةِ خيـر
ولـهُ اللّـهُ لهذا استأثَـر
ويكادُ الزيتُ يضيءُ ولـو
لمْ تمسَسْهُ النارُ فيُؤمَر
نـورٌ فـي نـور مـنْ نـور
سبحـان اللّـهِ إذا صـوّر
قـد قـال لـها الهـادي قـولاً
حسبـي هـذا وَبـهِ أفْخَـر
البـاري يرضـى لرِضاهـا
وَبِذا حتّـى الشانئُ قدْ قَـر
ويُـكنّيـها «أُمّ أبيـها»
وتُخَــصُّ بآيـات أكثــر
ويُقبّلُ حُبّاً إكرامـاً
يدَهـا والامـرُ هنا أبْهَـر
فالـهادي لا ينطقُ هَجْـراً
لا يَفعَـلُ إلاّ ما يُؤمَـر
شيعتُها فـازوا بِولاهـا
قَد فُطِموا مِـن نار تَسْعَـر
([1])
إشارة الى الفاكهة التي هبط بها جبرئيل عليه
السلام على النبيّ صلّى اللّه عليه وآله
فأكلها ثمّ لما واقع خديجة عليها السلام
حملت منه بفاطمة عليها السلام ـ راجع: بحار
الانوار 43: 4.