دراسـات
حديث الغدير
«ظروفه ـ مداليله ـ قيمته الحضارية»
(1)
رواة حديث الغدير
* عزالدين سليم
( العراق )
تمهيد:
إن هذه الدراسة المتواضعة حول الحديث
النبوي الشريف المشهوربحديث الغدير تتناول
الظروف التي رافقت هذا الحديث، ومداليله،
والعوامل التي حملت الحزب القرشي على تعليق
العمل به، مهما بلغ من الوضوح والقوة
والدلالة.
وهذه الدراسة الموجزة ـ لهذا القرار
الالهي مضموناً، النبوي لفظاً ـ لا تشاء
أساساً أن تُجري محاكمة للاطراف التي عطلت
هذا القرار الرباني وخالفته، وأدارت ظهرها
لرسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، وتخطيطه
لمستقبل الدعوة الالهية الخاتمة.
فإن اصحاب الحق، وأصحاب الباطل قد
غادروا هذه الدنيا، وهم يمثُلون امام محكمة
العدل الالهي، وسيعلم الغافلون عن الحق
حينذاك من المسؤول عما جرى بعد رحيل النبي(صلى
الله عليه وآله) عن الحياة الدنيا، وما
الاهداف الكامنة وراء تغيير قراراته وأوامره..!
إلاّ ان الذي يعنينا بدرجة اكبر من
وراء هذه الدراسة: أن كافة النصوص الالهية (كآية
الولاية مثلا) والنصوص النبوية (كحديث
الغدير، والثَقَلين، والسفينة، وحديث الدار،
وأحاديث الوصية، وما اليها) لا تقف مدلولاتها
عند حدود ربط الخلافة الزمنية، وحق السلطان
والحكم بعد النبي(صلى الله عليه وآله)
وقَصرِها على علي بن أبي طالب والائمة من
أولاده عليهم الصلاة والسلام دون غيرهم فحسب،
وإنما تهتم بدرجة اكبر بقضية حضارية كبرى،
وهي وجوب استمداد الامة بامتدادها التاريخي
لقيم الدين الالهي الخاتم، وأحكامه ومفاهيمه
بعد النبي(صلى الله عليه وآله) من علي والائمة
من أولاده(عليهم السلام).
واذا كانت مسائل الحكم والسلطان، وما
جرى حولها بعد النبي(صلى الله عليه وآله) قد
اصبحت في مطاوي التاريخ «كأحداث»، فان الحاجة
الى الاستمداد الفكري والثقافي ستبقى مرافقة
لهذه الامة ما دام في الارض انسان يشهد
بالنبوة لمحمد بن عبداللّه(صلى الله عليه
وآله).
وآية الولاية، وحديث الغدير، وحديث
الثقلين، وأمثالها من نصوص لا تعكس قضية
الحكم والسلطان فحسب، وانما تعكس قضية ضرورة
استمداد الامة ـ عبر اجيالها ـ من علي
وأولاده(عليهم السلام)، إذ لم يكن رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) مولىً للمسلمين في القيادة
والحكم فحسب، وانما كان مولىً لهم في ذلك وفي
التشريع وأخذ الاحكام، وصوغ حياة الامة في
ضوء مبادئ القرآن الكريم، «من كنت مولاه،
فعلي مولاه».
ولعل الدلالة الحضارية لحديث
الثَقَلين أوضح من حديث الغدير: «إني مخلف
فيكم الثَقَلين: كتاب اللّه، وعترتي أهل
بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا، وانهما لن
يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
وهكذا تتجه أغلب نصوص هذه المسألة
المركزية (الولاية) لعلي بعد الرسول(صلى الله
عليه وآله)بهذا الاتجاه، فاذا كانت قضية حديث
الغدير، وأمثالها من النصوص الشريفة تتحمل في
الزمن الغابر جوابين وهما: «قضية الحكم
والسلطان، وقضية الجهة التي نصبها النبي(صلى
الله عليه وآله) للاستمداد والاستلهام»، فإن
مراحل المسلمين الحاضرة والمستقبلية تتطلب
أحد الجوابين دونهما معاً، مع أهمية قضية
الحكم من الناحية التاريخية كحق غُصبَ
جهاراً، وكتراث نُهبَ علانية، وكمظلومية
يضيق صدر الزمان عن حملها!
فإن المسلمين اليوم بحاجة ماسة الى ان
يتلمسوا الطريق بشكل واضح ودقيق، لا سيما وان
عهود حكم الاحزاب السياسية كالحزب الاموي
والعباسي والعثماني قد شوهت كثيراً من
الحقائق والصور، وزرعت بذور الغش والتزييف في
مسيرة المسلمين، فهل سيصاحب الصحوة
الاسلامية المعاصرة بحث عن الحقيقة وبحث عن
المنابع التي نستقي منها قيم الاسلام
ومفاهيمه وثقافته؟ ام سيبقى المسلمون
مقلّدين لما أسسته ظروف سياسية وفكرية
مشبوهة؟؟
هل آن للمسلمين أن يكون آل محمد صلى
اللّه عليهم أجمعين لديهم كما هم: أزِمَّة
الحق، واعلام الدين، وألسنة الصدق، وشجرة
النبوة ومحط الرسالة، ومعادن العلم، وينابيع
الحِكَم، وقادة الخير ومفاتيح البركة ومستقى
المعارف الالهية؟
إن هذه الدراسة تهدف الى المساهمة في
مشروع العودة لال محمد صلى اللّه عليهم
أجمعين، سبلاً مشرعة للهدى، وطريقاً الى
اللّه مهيعا.. فهل من مدّكر؟
ماذا حدث يوم الثامن عشر من ذي الحجة
عام 10ه ؟
يقطع المؤرخون وأهل السير أن رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله)، بعد ادائه مناسك
آخر حجة لبيت اللّه الحرام حجها عام 10هـ جمع
المسلمين بأمر من اللّه تعالى عند غدير خم،
وأعلمهم ان علي بن ابي طالب(عليه السلام)
إمامهم وسيدهم بعد رحيل رسول اللّه(صلى الله
عليه وآله)الى الرفيق الاعلى.
ونورد هنا الرواية الكاملة لهذا الحدث
العظيم كما عرضها المؤرخون القدامى:
عزم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)
على الخروج الى الحج في السنة العاشرة من
الهجرة، ودعا المسلمين عموماً الى ذلك،
فاستجاب لدعوته خلق كثير من المدينة المنورة
وخارجها، استعداداً لاداء آخر حجة له وهي
المسماة: حجة الوداع وحجة الاسلام، وحجة
البلاغ وحجة التمام وحجة الكمال[1].
وقد خرج(صلى الله عليه وآله) من
المدينة المنورة يوم السبت لخمس ليال أو ست
بقين من ذي القعدة وقد خرج معه نساؤه جميعاً
في هوادج، وسار معه اهل بيته، واغلب
المهاجرين والانصار، وما شاء اللّه من قبائل
العرب وعشائرهم[2].
وأثناء خروجه(صلى الله عليه وآله) من
المدينة المنورة اُصيب الناس في المدينة
بوباء الجدري او الحصبة مما تسبب في منع
الكثيرين من اهلها من مصاحبة الرسول(صلى الله
عليه وآله) في حجّه المبارك، إلاّ أنّ الجموع
التي خرجت معه(صلى الله عليه وآله) كانت كبيرة
حتى قدرت ما بين تسعين الفاً واكثر من مائة
واربعة وعشرين الفاً وكان جلهم من غير اهل
المدينة المنورة.
اما الذين حجوا معه(صلى الله عليه وآله)
فكانوا اكبر من هذا العدد بكثير حيث انضم لمن
خرج معه اهل مكة واهل اليمن الذين قدموا مع
علي بن ابي طالب(عليه السلام) وابي موسى
الاشعري[3]
فلما حج النبي(صلى الله عليه وآله) وقضى
مناسكه بمن معه، انصرف راجعاً الى المدينة
المنورة ومعه الجموع التي خرجت من المدينة
وما حولها، فلما وصل غدير خم من الجُحفة، وهي
بقعة تتشعب فيها الطرق الى مصر والعراق
والمدينة، وذلك قبل ظهر يوم الخميس الثامن
عشر من ذي الحجة المبارك، نزل اليه الروح
الامين عن اللّه عزوجل بقوله تعالى: )يا أيها
الرسولُ بلّغ ما اُنزلَ إليكَ من ربّك وإن لمْ
تفعلْ فما بلّغتَ رسالتَه واللّهُ يعصمُكَ من
الناسِ...([4] وأمره ان يقيم
علي بن ابي طالب(عليه السلام)اماماً للناس بعد
الرسول(صلى الله عليه وآله) حيث فرض اللّه
تعالى امامته وطاعته وخلافته لرسول اللّه(صلى
الله عليه وآله).
وكان اوائل الناس قرب الجحفة، فأمر
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ان يَرُدَّ من
تقدّم منهم، فجمعهم عند دوحات عظام بعد ان
قمَّ الناس ما تحتها، وكان يوماً قائضاً حتى
ان الرجل كان يضع بعض ردائه تحت قدميه من شدة
الرمضاء.
وقد زالت الشمس فأقام النبي(صلى الله
عليه وآله) صلاة الظهر تحت تلك الدوحات، وبعد
أن أتم الرسول(صلى الله عليه وآله) صلاته قام
خطيباً وسط الناس[5]
على اقتاب الابل[6]
وأسمَعَ الجميع فقال(صلى الله عليه وآله)[7]:
«الحمد للّه ونستعينه ونؤمن به،
ونتوكل عليه، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضلّ،
ولا مضلّ لمن هدى، وأشهد ان لا اله الا اللّه،
وان محمداً عبده ورسوله ـ أما بعد ـ أيها
الناس قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر
نبي إلاّ مثل نصف عمر الذي قبله، وإنّي اوشك
أن ادعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون،
فماذا انتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت
ونصحت وجهدت فجزاك اللّه خيراً، قال: ألستم
تشهدون ان لا اله الا اللّه، وان محمداً عبده
ورسوله، وأن جنّته حق وناره حق، وأن الموت حق،
وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن اللّه يبعث
من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال:
اللهم اشهد، ثم قال: ايها الناس ألا تسمعون؟
قالوا: نعم، قال: فإني فرط على الحوض، وانتم
واردون عليَّ الحوض، وان عرضه ما بين صنعاء
وبُصرى، فيه أقداح عدد النجوم من فضة،
فانظروا كيف تخلفوني في الثَقَلين، فنادى
مناد: وما الثَّقلان يا رسول اللّه؟ قال:
الثقل الاكبر كتاب اللّه طرف بيد اللّه عزوجل
وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والاخر
الاصغر عترتي، وان اللطيف الخبير نبأني انهما
لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض فسألت ذلك
لهما ربي، فلا تَقدَّموهما فتهلكوا ولا
تقصروا عنهما فتهلكوا. ثم أخذ بيد علي فرفعها
حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون،
فقال: ايها الناس من اولى الناس بالمؤمنين من
انفسهم؟ قالوا: اللّه ورسوله اعلم، قال: ان
اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا اولى
بهم من انفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه».
يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ احمد امام
الحنابلة اربع مرات ثم قال: «اللهم والِ
من والاه، وعادِ من عاداه، وأحب من أحبه،
وابغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من
خذله، وأدِر الحق معه حيث دار، ألا فليبلّغ
الشاهد الغائب» ثم لم يتفرقوا حتى نزل امين
وحي اللّه بقوله: (اليوم أكملت لكم دينكم
وأتممت عليكم نعمتي )الاية. فقال رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله): «اللّه اكبر على اكمال الدين
واتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، والولاية
لعلي من بعدي» ثم طفق القوم يهنئون امير
المؤمنين صلوات اللّه عليه وممن هنأه في
مقدَّم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر وكان
عمر يقول: بخ بخ لك يا بن ابي طالب، أصبحت
وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن
عباس: وجبت واللّه في اعناق القوم، فقال حسان:
ائذن لي يا رسول اللّه ان اقول في علي ابياتاً
تسمعهن، فقال: قل على بركة اللّه، فقام
حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش، اتبعها قولي
بشهادة من رسول اللّه في الولاية ماضية ثم قال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم
بخم فأسمع بالرسول مناديا[8]
رواة حديث الغدير
ومن الجدير ذكره ان حادث الغدير
المبارك وحديثه قد شاع ذكره بين المسلمين،
حيث رواه خمسة ومائة صحابي كما نصَّ على ذلك
الحافظ ابن عقدة[9]
وعشرة ومائة صحابي برواية الشيخ الاميني في
الغدير[10].
نذكر منهم:
1 ـ أبو هريرة الدوسي: المتوفى (57 ـ 59 هـ
) وهو ابن ثمان وسبعين عاما، يوجد حديثه
مسنداً في تاريخ الخطيب البغدادي ج8 ص290
بطريقين عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب. وتهذيب
الكمال في اسماء الرجال لابي الحجاج المزي.
وتهذيب التهذيب ج7 ص327. ومناقب الخوارزمي ص130،
وعدّه في كتابه مقتل الامام السبط الشهيد
سلام اللّه عليه ممن روى حديث الغدير من
الصحابة. والجزري في أسنى المطالب ص3. والدر
المنثور للسيوطي ج2 ص259 عن ابن مردويه،
والخطيب وابن عساكر بطرقهم عنه. وتاريخ
الخلفاء ص114 نقلاً عن أبي يعلى الموصلي بطريقه
عنه، وفرائد السمطين للحمويني الشافعي
بأسناده عن شهر بن حوشب عنه، وكنز العمال
للمتقي الهندي ج6 ص154 بطريق ابن ابي شيبة عنه
وعن اثني عشر من الصحابة وج6 ص403 عن عميرة بن
سعد عنه. والاستيعاب لابن عبدالبر ج2 ص473.
والبداية والنهاية لابن كثير الدمشقي ج5 ص214
نقلاً عن الحافظين: ابي يعلى وابن جرير،
بأسنادهما عن ادريس وداود عن ابيهما يزيد
عنه، وعن شهر بن حوشب عنه، وعن عميرة بن سعد
عنه، وحديث الولاية لابن عقدة[11]
ونخب المناقب لابي بكر الجعابي[12]
ونزل الابرار ص20 من طرق ابي يعلى الموصلي وابن
ابي شيبة عنه.
2 ـ ابو ليلى الانصاري: يقال انه قتل
بصفين سنة 37هـ يوجد لفظه مسنداً في مناقب
الخوارزمي ص35 بالاسناد عن ثوير بن ابي فاختة
عن عبدالرحمن بن ابي ليلى عن والده قال: قال
أبي: دفع النبي(صلى الله عليه وآله) الراية يوم
خيبر الى علي بن ابي طالب ففتح اللّه تعالى
على يده، وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس انه
مولى كل مؤمن ومؤمنة، وروى عنه حديث
الغدير ابن عقدة بأسناده في حديث الولاية،
والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص114، والسمهودي في
جواهر العقدين.
3 ـ أبو زينب بن عوف الانصاري: يوجد
لفظه في اسد الغابة ج3 ص307 وج5 ص205. والاصابة ج3 ص408
عن الاصبغ بن نباتة، وج4 ص80 عن حديث الولاية
لابن عقدة من طريق علي بن الحسن العبدي عن سعد
الاسكاف عن الاصبغ، وذكر حديث مناشدة امير
المؤمنين(عليه السلام) بحديث الغدير يوم
الرحبة وفي المستنشدين ابو زينب المذكور.
4 ـ ابو قدامة الانصاري[13]:
احد المستنشدين يوم الرحبة. كما في اسد الغابة
ج5 ص276 عن ابن عقدة بإسناده عن محمد بن كثير عن
فطر وابن الجارود عن ابي الطفيل عنه لما شهد
لعلي(عليه السلام) يوم الرحبة، وفي حديث
الولاية لابن عقدة، وجواهر العقدين للسمهودي.
والاصابة في ج4 ص159 عن ابن عقدة في حديث
الولاية من طريق محمد بن كثير عن فطر عن ابي
الطفيل قال: كنا عند علي(عليه السلام) فقال:
انشد اللّه من شهد يوم غدير خم وكان ممن شهد
لعلي(عليه السلام) به ابو قدامة الانصاري.
5 ـ ابو الهيثم بن التيّهان: قتل بصفين
سنة 37 هـ يوجد حديثه في حديث الولاية لابن
عقدة، ونخب المناقب للجعابي، وفي مقتل الحسين(عليه
السلام) للخوارزمي عدة ممن روى حديث الغدير من
الصحابة وفي جواهر العقدين للسمهودي عن فطر
وابي الجارود عن ابي الطفيل عند شهادته لعلي(عليه
السلام) بحديث الغدير يوم المناشدة، وفي
تاريخ آل محمد(صلى الله عليه وآله) ص67 عدة من
رواة حديث الغدير.
6 ـ ابو بكر بن ابي قحافة التيمي «الخليفة
الاول» المتوفى 13هـ روى عنه حديث الغدير ابن
عقدة باسناده في حديث الولاية، وابو بكر
الجعابي في النخب والمنصور الرازي في كتابه
في حديث الغدير، وعده شمس الدين الجزري
الشافعي في أسنى المطالب ص3 ممن روى حديث
الغدير من الصحابة.
7 ـ اسعد بن زرارة الانصاري: روى ابن
عقدة في حديث الولاية عن محمد بن الفضل بن
ابراهيم الاشعري عن ابيه عن المثنى بن القاسم
الحضرمي عن هلال بن ايوب الصيرفي عن ابي كثير
الانصاري عن عبداللّه بن أسعد بن زرارة عن
ابيه عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)
حديث الغدير[14]
وابو بكر الجعابي في النخب، وابو سعيد مسعود
السجستاني في كتاب الولاية[15]
عن ابي الحسن احمد بن محمد البزاز الصيني
املاء في صفر سنة 394 قال: حدثني ابو العباس
أحمد بن سعيد الكوفي الحافظ سنة 330، واخبرنا
ابو الحسين محمد بن محمد بن علي الشروطي قال:
اخبرنا ابو الحسين محمد بن عمر بن بهتة، وابو
عبداللّه الحسين بن هرون بن محمد القاضي
الصيني، وابو محمد عبداللّه بن محمد الاكفاني
القاضي، قالوا: اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد
قال: حدثنا محمد بن الفضل بن ابراهيم الاشعري
الى آخر السند المذكور لابن عقدة وعده شمس
الدين الجزري في اسنى المطالب ص4 ممن روى حديث
الغدير من الصحابة.
8 ـ ام سلمة زوجة النبي الطاهر(صلى الله
عليه وآله): اخرج ابن عقدة من طريق عمرو بن
سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة عن ابيه عن
جده عن ام سلمة قالت: اخذ رسول اللّه(صلى الله
عليه وآله)بيد علي بغدير خم فرفعها حتى رأينا
بياض ابطيه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه ثم
قال: أيها الناس، إني مخلّف فيكم الثقلين:
كتاب اللّه وعترتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي
الحوض، ورواه عنها السمهودي الشافعي في جواهر
العقدين، كما في ينابيع المودة للحنفي
القندوزي ص40، والشيخ احمد بن الفضل بن محمد
باكثير المكي الشافعي في وسيلة المآل من طريق
الحافظ ابن عقدة.
9 ـ ابو حمزة انس بن مالك الانصاري
الخزرجي، خادم النبي(صلى الله عليه وآله)
المتوفى 93هـ يروي الحديث عنه الخطيب
البغدادي في تاريخه ج7 ص377. وابن قتيبة
الدينوري في المعارف ص291. وابن عقدة في حديث
الولاية باسناده عن مسلم الملائي عن انس. وابو
بكر الجعابي في نخبه. والخطيب الخوارزمي في
المقتل. والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص114 بطريق
الطبراني. والمتقي الهندي في كنز العمال ج6 ص154
و403 عن عميرة بن سعيد عنه. والبدخشي في نزل
الابرار ص20 من طريق الطبراني والخطيب. وعد
من رواة حديث الغدير في اسنى المطالب للجزري ص4.
10 ـ البراء بن عازب الانصاري الاوسي،
نزيل الكوفة المتوفى عام 72: يوجد الحديث بلفظه
في مسند أحمد ج4 ص281 باسناده عن عفان بن حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء،
وبطريق آخر عن عدي بن البراء، وسنن ابن ماجة ج1
ص28 ـ 29 عن ابن جدعان عن عدي عنه قال: أقبلنا مع
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) في حجته التي
حجّ، فنزل في بعض الطريق فأمر بالصلاة جامعة،
فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من
أنفسهم؟ قالوا: بلى قال: ألست أولى بكل مؤمن من
نفسه؟ قالوا: بلى قال: فهذا ولي من أنا مولاه،
اللهم وال من والاه، وعادِ من عاداه.
وفي خصايص النسائي ص16 عن ابي اسحاق
عنه، وتاريخ الخطيب البغدادي ج14 ص236، وتفسير
الطبري ج3 ص428 وتهذيب الكمال في اسماء الرجال،
والكشف والبيان للثعلبي، واستيعاب ابن
عبدالبر ج2 ص473، والرياض النضرة لمحب الدين
الطبري ج2 ص169 من طريق الحافظ ابن السمان،
ومناقب الخطيب الخوارزمي ص94 بالاسناد عن عدي
عنه، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص25،
نقلاً عن الحافظ ابي بكر بن احمد بن الحسين
البيهقي والامام احمد بن حنبل، وذخائر العقبى
للمحب الطبري ص67، وكفاية الطالب للحافظ
الكنجي الشافعي، ص14 عن عدي بن ثابت عنه،
وتفسير الفخر الرازي ج3 ص636 وتفسير النيسابوري
ج6 ص194، ونظم درر السمطين لجمال الدين
الزرندي، والجامع الصغير ج2 ص555 من طريق احمد
وابن ماجة، ومشكاة المصابيح ص557 ما روي من
طريق احمد عن البراء وزيد بن ارقم، وشرح ديوان
امير المؤمنين(عليه السلام)للميبدي بطريق
احمد، وفرايد السمطين بخمس طرق عن عدي بن ثابت
عنه، وكنز العمال ج6 ص152 من طريق احمد عنه وص397
نقلاً عن سنن الحافظ ابن ابي شيبة باسناده
عنه، وفي البداية والنهاية لابن كثير ج5 ص209 عن
عدي عنه نقلاً عن ابن ماجة، والحافظ
عبدالرزاق، والحافظ ابي يعلى الموصلي،
والحافظ حسن بن سفيان، والحافظ ابن جرير
الطبري، وفي ج7 ص349 من طريق الحافظ عبدالرزاق
عن معمر عن ابن جدعان عن عدي عن البراء قال:
خرجنا مع رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله) حتى اذا نزلنا غدير خم بعث منادياً
ينادي فلما اجتمعنا قال: ألست اولى بكم من
أنفسكم؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال: ألست
أولى بكم من اُمهاتكم؟ قلنا: بلى يا رسول
اللّه، قال: الست أولى بكم من آبائكم؟ قلنا:
بلى يا رسول اللّه، قال: ألست؟ ألست؟ ألست؟
قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال: من كنت مولاه
فعلي مولاه[16]
اللهم والِ من ولاه، وعادِ من عاداه، فقال عمر
بن الخطاب: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت
اليوم ولي كل مؤمن. وكذا رواه ابن ماجة من حديث
حماد بن سلمة عن علي بن زيد، وأبي هارون
العبدي عن عدي بن ثابت عن البراء. وهكذا رواه
موسى بن عمثان الحضرمي عن ابن اسحاق عن البراء
هذا.
ورواه الحافظ أبو محمد العاصمي في «زين
الفتى» عن ابي بكر الجلاب، عن ابي احمد
الهمداني، عن ابي جعفر محمد بن ابراهيم
القهستاني، عن أبي قريش محمد بن جمعة، عن ابي
يحيى المقري عن أبيه، عن حماد بن سلمة، عن علي
بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت عن البراء.
والحديث في نزل الابرار ص19 من طريق
أحمد وص21 من طريق ابي نعيم في فضايل الصحابة
عن البراء. وفي الخطط للمقريزي ج2 ص222 بطريق
احمد عنه، ومناقب الثلاثة من طريق احمد
والحافظ ابي بكر البيهقي عنه، وفي روح
المعاني ج2 ص350 عنه، وتفسير المنار ج6 ص464 من
طريق احمد وابن ماجة عنه، وعده الجزري في اسنى
المطالب ص3 من رواة الحديث.
11 ـ بريدة بن الحصيب ابو سهل الاسلمي
المتوفى 63هـ يوجد حديثه في مستدرك الحاكم ج3 ص110
عن محمد بن صالح بن هاني قال: ثنا احمد بن نصر
واخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا
احمد بن حازم الغفاري، ثنا محمد بن عبداللّه
العمري، ثنا محمد بن اسحق، ثنا محمد بن يحيى
واحمد بن يوسف، قالوا: ثنا ابو نعيم، ثنا ابن
ابي غنية[17] عن حكم عن سعيد
بن جبير عن ابن عباس عنه. وفي حلية الاولياء ج4
ص23 باسناد من طريق ابن عيينة المذكور، وفي
الاستيعاب لابن عبدالبر ج2 ص473 في ترجمة امير
المؤمنين(عليه السلام)، وعده في مقتل
الخوارزمي واسنى المطالب للجزري الشافعي ص3
ممن روى حديث الغدير من الصحابة، وفي تاريخ
الخلفاء ص114 رواه عنه من طريق البزار، وفي
الجامع الصغير ج2 ص555 من طريق احمد، وفي كنز
العمال ج6 ص397 نقلا عن الحافظ ابن ابي شيبة
وابن جرير وابي نعيم باسنادهم عنه، وفي مفتاح
النجا ونزل الابرار ص20 من طريق البزار عنه،
وفي تفسير المنار ج6 ص464 من طريق احمد عنه.
12 ـ جابر بن سمرة بن جنادة أبو سليمان
السوائي نزيل الكوفة والمتوفى بها بعد سنة
سبعين، وفي الاصابة انه توفي سنة 74: روى
الحديث بلفظه ابن عقدة في حديث الولاية،
والخوارزمي في الفصل الرابع من مقتله، عدّه
ممن روى حديث الغدير من الصحابة، وروى المتقي
الهندي في كنز العمال ج6 ص398 نقلا عن الحافظ
ابن ابي شيبة، بإسناده عنه، قال: كنا بالجحفة (غدير
خم) إذ خرج علينا رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله) فأخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه فعلي
مولاه.
13 ـ جابر بن عبداللّه الانصاري
المتوفى بالمدينة 73/74/78 وهو ابن 94 عاماً: روى
الحافظ الكبير ابن عقدة في حديث الولاية
باسناده عنه قال: كنا مع النبي(صلى الله عليه
وآله)في حجة الوداع فلما رجع الى الجحفة نزل
ثم خطب الناس فقال: ايها الناس اني مسؤول
وانتم مسؤولون فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد
انك بلغت ونصحت وأديت، قال: أني لكم فَرَط
وانتم واردون عليّ الحوض، وإني مخلّف فيكم
الثِقْلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب
اللّه وعترتي اهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى
يردا عليّ الحوض، ثم قال: ألستم تعلمون اني
أولى بكم من انفسكم؟ قالوا: بلى، فقال آخذاً
بيد علي: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم قال:
اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه.
ورواه عنه أبو بكر الجعابي في نخبه،
وابن عبدالبر في الاستيعاب ج2 ص473 ويوجد حديثه
في اسماء الرجال لابي الحجاج، وتهذيب التهذيب
ج7 ص337 وكفاية الطالب ص16 بطريق عال عن مشايخه
الحفاظ: الشريف ابي تمام علي بن ابي الفخار
الهاشمي وابي طالب عبداللطيف بن محمد
القبيطي، وابراهيم بن عثمان الكاشغري بطرقهم
عن عبداللّه بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر
بن عبداللّه في بيته وعلي بن الحسين ومحمد بن
الحنفية وابو جعفر فدخل رجل من اهل العراق
فقال: باللّه الاّ ما حدثتني ما رأيت وما سمعت
من رسول اللّه؟ فحدثه جابر عن حديث الغدير.
ورواه الحافظ الحمويني في فرائد
السمطين، في السمط الاول في الباب التاسع، من
طريق الحافظ ابن البطي، وابن كثير في البداية
والنهاية ج5 ص209 بالاسناد عن عبداللّه بن محمد
بن عقيل عنه ثم قال: قال شيخنا الذهبي: هذا
حديث حسن، وقد رواه ابن لهيعة عن بكر بن سواده
وغيره، عن ابي سلمة بن عبدالرحمن عن جابر
بنحوه. والمتقي في كنز العمال ج5 ص398 نقلاً عن
البزاز باسناده عنه. والسمهودي في جواهر
العقدين، كما نقله عنه القندوزي الحنفي في
ينابيعه ص41 باللفظ المذكور عن ابن عقدة،
والوصابي الشافعي في الاكتفاء نقلا عن الحافظ
ابن ابي شيبة في سننه باسناده عنه.
وأخرج الحافظ ابن المغازلي كما في
العمدة «لابن بطريق» ص53 باسناده عن بكر بن
سوادة عن قبيصة بن ذويب وأبي سلمة بن
عبدالرحمن عن جابر بن عبداللّه ان رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) نزل بخم فتنحّى الناس عنه
وأمر علياً فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم
وهو متوسد يد علي بن ابي طالب، فحمد اللّه
وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس اني كرهت
تخلّفكم عني، حتى خيل لي انه ليس شجرة أبغض
اليكم من شجرة تليني ! ثم قال: لكن علي بن
ابي طالب انزله اللّه مني بمنزلتي منه فرضي
اللّه عنه كما انا راض عنه، فانه لا يختار على
قربي ومحبتي شيئاً ثم رفع يديه فقال: من كنت
مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه،
وعادِ من عاداه، قال: فابتدر الناس الى رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله)يبكون ويتضرّعون
ويقولون: يا رسول اللّه ما تنحّينا عنك الاّ
كراهية ان نثقل عليك فنعوذ باللّه من سخط
رسوله فرضي رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)
عنهم عند ذلك، ورواه الثعلبي في تفسيره كما في
ضياء العالمين.
وعده الخوارزمي في مقتله والجزري في
اسنى المطالب ص3، والقاضي في تاريخ آل محمد ص67
من رواة حديث الغدير.
14 ـ جرير بن عبداللّه بن جابر البجلي
المتوفى (51 ـ 54 هـ ) توجد روايته للحديث
في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ج9 ص106 نقلاً
عن المعجم الكبير للطبراني باسناده عنه قال:
شهدنا الموسم في حجة الوداع فبلغنا مكاناً
يقال له غدير خم فنادى: الصلاة جامعة فاجتمع
المهاجرون والانصار فقام رسول اللّه(صلى الله
عليه وآله)وسطنا، وقال: يا أيها الناس بم
تشهدون؟ قالوا: نشهد ان لا اله الا اللّه، قال:
ثم بِمَ؟ قالوا: وان محمداً عبده ورسوله، قال:
فمن وليكم؟ قالوا: اللّه ورسوله مولانا، ثم
ضرب بيده على عضد علي فأقامه فنزع عضده فأخذ
بذراعيه، فقال: من يكن اللّه ورسوله مولاه فان
هذا مولاه اللهم والِ من والاه، وعادِ من
عاداه، واللهم من أحبه من الناس فكن له
حبيباً، ومن أبغضه فكن له مبغضاً، اللهم إني
لا أجد احداً استودعه في الارض بعد العبدين
الصالحين غيره فاقضِ له بالحسنى، قال بشر: قلت
من هذين العبدين الصالحين؟ قال: لا ادري[18]
ورواه عنه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص114 بطريق
الطبراني، وابن كثير في البداية والنهاية ج7 ص349،
والمتقي الهندي في كنز العمال ج6 ص154 و399 بطريق
الطبراني، والوصّابي في كتاب الاكتفاء،
والبدخشي في مفتاح النجا، وعده الخوارزمي في
مقتله من رواة الحديث من الصحابة.
15 ـ أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري
المتوفى 31هـ يروى حديثه في حديث الولاية لابن
عقدة، ونخب المناقب للجعابي، وفرايد السمطين
في الباب الثامن والخمسين، وعده الخطيب
الخوارزمي في مقتله ممن روى حديث الغدير
وكذلك شمس الدين الجزري الشافعي في أسنى
المطالب ص4.
16 ـ أبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن
الانصاري: روى ابن الاثير في اسد الغابة ج1 ص308
بالاسناد عن عبداللّه بن العلا عن الزهري عن
سعيد بن جناب عن ابي عنفوانة المازني عن جندع
قال: سمعت النبي(صلى الله عليه وآله) يقول: من
كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار،
وسمعته ـ وإلاّ صمّتا ـ وقد انصرف من حجة
الوداع فلما نزل غدير خم قام في الناس
خطيباً واخذ بيد علي وقال: من كنت مولاه فهذا
وليه، اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه.
وقال عبداللّه بن العلا: فقلت للزهري: لا
تحدّث بهذا بالشام وانت تسمع ملء اذنيك سبَّ
عليٍّ فقال: واللّه ان عندي من فضائل عليّ ما
لو تحدثت لقتلت، اخرجه الثلاثة.
وروى الشيخ محمد صدر العالم في معارج
العلى من طريق الحافظ أبي نعيم باسناده عن
جندع، وعدّ في تاريخ آل محمد ص67 من رواة حديث
الغدير.
17 ـ حبّة بن جوين ابو قدامة العرني
البجلي المتوفى عام 76 ـ 79هـ وثّقهُ الحافظ
الهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص103 وحكى الخطيب في
تاريخه 8 ص276 ثقته عن صالح بن احمد عن ابيه،
وذكر انه تابعي، روى عنه ابن عقدة باسناده في
حديث الولاية، والدولابي في الكنى والاسماء ج2
ص88 عن الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا الحسن
بن عطية قال: انبأ يحيى بن سلمة بن كهيل عن حبة
العرني عن ابي قلابة قال: نشد الناسَ عليٌّ في
الرحبة فقام بضعة عشر رجلاً فيهم رجل عليه جبة
عليها ازار حضرمية فشهدوا ان رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه
وروى الحافظ ابن المغازلي في المناقب عنه
حديث المناشدة[19]والخطيب
الخوارزمي في مقتله، وعده ممن روى حديث
الغدير من الصحابة، وقال ابن الاثير في اسد
الغابة ج1 ص367 في ترجمة حبّة: ذكره أبو العباس
ابن عقدة في الصحابة، وروى عن يعقوب بن يوسف
بن زياد وأحمد بن الحسين بن عبدالملك قال:
اخبرنا نصر بن مزاحم، اخبرنا عبدالملك بن
مسلم الملائي عن ابيه عن حبة بن جوين العرني
البجلي قال: لما كان يوم غدير خم دعا النبي(صلى
الله عليه وآله): الصلاة جامعة نصف النهار قال:
فحمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس
اتعلمون أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: نعم،
قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ
من والاه وعادِ من عاداه، وأخذ بيد علي حتى
رفعها، حتى نظرت الى آباطهما وأنا يومئذ مشرك.
أخرجه أبو موسى. وروى ابن حجر في الاصابة ج1 ص372
من كتاب الموالاة لابن عقدة الحديث المذكور،
والقندوزي في ينابيع المودة ص34.
18 ـ حذيفة بن اُسيد ابو سريحة الغفاري
من أصحاب الشجرة توفي عام 40 ـ 42 هـ روى عنه
حديث الغدير ابن عقدة في كتاب حديث الموالاة
كما نقله عن السمهودي عنه صاحب ينابيع المودة
ص38 قال:
قال السمهودي: وأخرج ابن عقدة في (الموالاة)
عن عامر بن ضمرة وحذيفة بن اسيد قالا: قال
النبي(صلى الله عليه وآله): ايها الناس، ان
اللّه مولاي وانا اولى بكم من انفسكم الا ومن
كنت مولاه فهذا مولاه، واخذ بيد علي فرفعها
حتى عرفه القوم اجمعون ثم قال: اللهم وال من
والاه وعادِ من عاداه، ثم قال: واني سائلكم
حين تردون عليَّ الحوض عن الثقلين فانظروا
كيف تخلفوني فيهما، قالوا: وما الثقلان؟ قال:
الثقل الاكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه
وطرفه بأيديكم، والاصغر عترتي. الحديث،
واخرجه ايضاً بطريق آخر ثم قال: اخرجه
الطبراني في الكبير والضياء المقدسي في
المختارة.
وروى الترمذي في صحيحه ج2 ص298 عن سلمة
بن كهيل عن ابي الطفيل عن حذيفة ابي سريحة،
وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن الاثير في اسد
الغابة بالاسناد عن سلمة بن كهيل عنه من طريق
الحفاظ: ابي عمرو وأبي نعيم وأبي موسى،
والحمويني في فرايد السمطين، وابن الصباغ
المالكي في الفصول المهمة ص25 نقلا عن ابي
الفتوح اسعد بن ابي الفضايل العجلي، في
الموجز في فضايل الخلفاء الاربعة، يرفعه
بسنده الى حذيفة بن اسيد وعامر بن ليلى بن
ضمرة قالا:
لما صدر رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)
من حجة الوداع لم يحج غيرها، اقبل حتى اذا كان
بالجحفة نهى عن سمرات متغاديات[20]
بالبطحاء ان لا ينزل تحتهن أحد حتى اذا اخذ
القوم منازلهم ارسل فقُمَّ ما تحتهن حتى اذا
نودي بالصلاة: صلاة الظهر عمد إليهن فصلّى
بالناس تحتهن وذلك يوم غدير خم، وبعد فراغه من
الصلاة قال: ايها الناس، انه قد نبأني اللطيف
الخبير انه لم يعمر نبي الاّ نصف عمر النبي
الذي كان قبله، واني لاظن بأني ادعى واجيب،
واني مسؤول وأنتم مسؤولون، هل بلّغت؟ فما
أنتم قائلون؟ قالوا: نقول: قد بلغت، وجهدت،
ونصحت وجزاك اللّه خيراً، قال: ألستم تشهدون
ان لا اله الا اللّه، وان محمداً عبده ورسوله،
وان جنته حق، وان ناره حق، والبعث بعد الموت
حق؟ قالوا: اللهم اشهد، ثم قال: ايها الناس ألا
تسمعون؟ ألا فإن اللّه مولاي وأنا أولى بكم من
انفسكم، ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه، وأخذ
بيد علي فرفعها حتى نظره القوم، ثم قال: اللهم
والِ من والاه، وعادِ من عاداه.
ونقله عن كتاب الموجز للحافظ ابي
الفتوح ايضاً صاحب مناقب الثلاثة المطبوع
بمصر ص19، ورواه ابن عساكر في تاريخه عن ابي
الطفيل عنه، وابن كثير في البداية والنهاية ج5
ص209 وج7 ص348 قال: وقد رواه معروف بن خربوذ عن ابي
الطفيل عن حذيفة بن اسيد قال: لما قفل رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع نهى
اصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات ان ينزلوا
حولهن، ثم بعث اليهن فصلّى تحتهن ثم قال: «ايها
الناس، قد نبأني اللطيف الخبير انه لم يعمر
نبي الاّ مثل نصف عمر الذي قبله، واني لاظن ان
يوشك ان ادعى فاُجيب، وإني مسؤول وانتم
مسؤولون، فماذا انتم قائلون؟ قالوا: نشهد انك
قد بلغت، ونصحت وجهدت، فجزاك اللّه خيراً،
قال: ألستم تشهدون أن لا اله الا اللّه وأن
محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وان ناره
حق، وان الموت حق، وان الساعة آتية لا ريب
فيها، وان اللّه يبعث من في القبور؟ قالوا:
بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: ايها
الناس ان اللّه مولاي وانا مولى المؤمنين
وأنا أولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فهذا
مولاه اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه،
ثم قال: ايها الناس، اني فرطكم، وأنكم واردون
علي الحوض، حوضاً أعرض مما بين بصرى وصنعاء،
فيه آنية عدد النجوم، قدحان من فضة، واني
سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين، فانظروا
كيف تخلفوني فيهما: الثقل الاكبر: كتاب اللّه،
سبب طرفه بيد اللّه، وطرف بأيديكم، فاستمسكوا
به، لا تضلّوا ولا تبدّلوا، والثقل الاصغر:
عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير
أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. رواه
ابن عساكر بطوله من طريق معروف.
وبهذا اللفظ رواه عنه ابن حجر في
الصواعق ص25 عن الطبراني وغيره بسند صحيح
عنده، والحلبي في السيرة الحلبية ج3 ص301 نقلاً
عن الطبراني، ورواه بهذا اللفظ الحكيم
الترمذي في كتابه «نوادر الاصول» والطبراني
في الكبير بسند صحيح، كما نقل عنهما صاحب (مفتاح
النجا في مناقب آل العبا)، وبهذا التفصيل رواه
الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص165 من
طريقي الطبراني وقال: رجال احد الاسنادين
ثقات، وفي نزل الابرار ص18 من طريق الترمذي في
نوادر الاصول، والطبراني في الكبير
باسنادهما عن ابي الطفيل عنه، والقرماني في
اخبار الدول ص102 عنه عن النبي(صلى الله عليه
وآله) بطريق الترمذي، والسيوطي في تاريخ
الخلفاء ص114 نقلا عن الترمذي وعدَّ الخطيب
الخوارزمي في مقتله والقاضي في تاريخ آل محمد
ص68 أبا حذيفة المذكور ممن روى حديث الغدير من
الصحابة.
19 ـ ابو ايوب خالد بن زيد الانصاري
استشهد غازياً بالروم سنة 50 ـ 51 ـ 52 هـ روى
حديثه ابن عقدة في حديث الولاية، والجعابي في
نخب المناقب، ومحب الدين الطبري في الرياض
النضرة ج2 ص169، وابن الاثير في اسد الغابة ج5 ص6
بالاسناد عن يعلى بن مرة عنه وج3 ص307 وج5 ص205
بالاسناد عن أصبغ بن نباتة عنه، وابن كثير في
البداية والنهاية ج5 ص209 عن احمد بن حنبل عن
ابن آدم عن الاشجعي عن رياح بن الحارث عنه،
والسيوطي في جمع الجوامع، وتاريخ الخلفاء ص114
من طريق احمد عنه، والمتقي الهندي في كنز
العمال ج2 ص154 بطريق احمد والطبراني في المعجم
الكبير والضياء المقدسي عنه وعن جمع من
الصحابة، وابن حجر العسقلاني في الاصابة ج7 ص780
وج6 ص223 وج2 من الطبعة الاولى ص408، والسمهودي في
جواهر العقدين عن ابي الطفيل عنه، والبدخشي
في نزل الابرار ص20 من طريقي احمد والطبراني.
20 ـ الامام السبط الحسين الشهيد سلام
اللّه عليه: رواه عنه ابن عقدة باسناده في
حديث الولاية، والجعابي في النخب، وعده
الخطيب الخوارزمي في مقتله ممن روى حديث
الغدير، وروى الحافظ العاصمي في زين الفتى عن
شيخه ابي بكر الجلاب عن ابي سعيد الرازي عن
ابي الحسن علي بن مهرويه القزويني عن داود بن
سليمان عن علي بن موسى الرضا عن ابيه موسى بن
جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي
عن علي بن الحسين عن الحسين عن امير المؤمنين،
قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): «من
كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه
وعادِ من عاداه، واخذل من خذله وانصر من
نصره» ورواه عن شيخه محمد بن ابي زكريا عن ابي
الحسن محمد بن علي الهمداني عن احمد بن علي بن
صدقة الرقي عن ابيه عن علي بن موسى عن أبيه
موسى، الى آخر السند واللفظ المذكور، ورواه
الحافظ ابن المغازلي في المناقب عن ابي الفضل
محمد بن الحسين البرحي الاصبهاني يرفعه الى
الحسين السبط(عليه السلام)، والحافظ ابو نعيم
في حلية الاولياء ج9 ص64.
(يتبع)
([1])
تاريخ الطبري 2: 429 ط : الاعلمي بيروت، يرجح
الشيخ الاميني(رضي الله عنه) ان يكون المقصود
بحجة البلاغ نسبة لقوله تعالى: «بلغ ما انزل
اليك»، المائدة: 67 وحجة التمام والكمال نسبة
الى قوله تعالى: «اليوم اكملت لكم دينكم
وأتممت عليكم نعمتي» المائدة: 3 راجع الغدير 1
هامش ص9.
([2])
الطبقات لابن سعد 3: 225 وامتاع المقريزي: 510 ،
وارشاد الساري 6 : 429.
([3])
السيرة الحلبية 3: 283. وسيرة احمد زيني دحلان 3:
3. وتاريخ الخلفاء لابن الجوزي في الجزء
الرابع، تذكرة خواص الامة: 18، دائرة المعارف
لفريد وجدي 3: 542 .
([4])
سورة المائدة: 67 .
([5])
كما في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي9 : 156
وغيره.
([6]) ثمار القلوب: 511 ومصادر اخرى ذكرها
الغدير 1: 8 وما بعدها.
([7])
ورد بعدة الفاظ متقاربة اثبتنا منها هنا النص
الذي ذكره الغدير 1: 10 ـ 11. اما المصادر الاخرى
فهي: المعجم الكبير للطبراني والصواعق
المحرقة لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي: 25 ط :
الميمنة بمصر و ص: 41 ـ 42 ط : المحمدية بمصر
وصحح الحديث، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي 9 :
164 ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق
لابن عساكر الشافعي 2: 45 ح545 كنز العمال للمتقي
الهندي 1: 168ح 959 ط : 2، الغدير للاميني 1: 26، 27
عبقات الانوار قسم حديث الثقلين 1: 312 ط اصفهان
و1: 156 ط : قم ينابيع المودة للقندوزي الحنفي:
37 ط اسلامبول و: 41 ط : الحيدرية. وبلفظ آخر
توجد في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 24،
مناقب علي بن ابي طالب لابن المغازلي الشافعي:
16 ح23، كنز العمال 1: 168 ح958 ط : 2، برواية زيد
بن ارقم. ويوجد في: خصائص امير المؤمنين
للنسائي: 93 ط : الحيدرية و: 21 ط : التقدم
بمصر و: 35 ط بيروت، المناقب للخوارزمي الحنفي:
93 ط الحيدرية، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي:
32 ط : اسلامبول و36 ط : الحيدرية، الغدير
للاميني 1: 20 كنز العمال للمتقي الهندي 15: 91 ح255
ط : 2 عبقات الانوار قسم حديث الثقلين 1: 117 و121
و144 و152 و161، وأخرجه ابن عساكر في ترجمة الامام
علي بن علي ابي طالب من تاريخ دمشق 2: 42 ح543 صحيح
مسلم 2: 362 ط عيسى الحلبي بمصر و7: 122 ط : محمد
علي صبيح بمصر و7: 123 ط المكتبة التجارية في
بيروت، انساب الاشراف للبلاذري 2: 315 المناقب
للخوارزمي: 93 وغيرها.
([8])
الى آخر الابيات في ترجمة حسان في شعراء القرن
الاول في الجزء الثاني من الغدير للشيخ
عبدالحسين الاميني(رضي الله عنه).
([9])
ابن عقدة: هو الحافظ ابو العباس احمد بن محمد
بن سعيد الهمداني ت333هـ ، له كتاب حديث
الولاية. راجع الطرائف للسيد ابن طاووس: 140
والغدير 1: 153.
([10])
الغدير 1: 14 ـ 60 .
([11])
الطرائف للسيد ابن طاووس الحلي كما استفدنا
مما نقله الغدير ج1 ص15 من طرق ابن عقدة في
كتابه حديث الولاية ومن اسد الغابة والاصابة.
([12]) طرق الجعابي، حكاها العلامة
السروي في المناقب ج1 ص529 عن الصاحب ابن عباد
عن الجعابي، ونقل طرقه عن كتابه (نخب المناقب)
العلامة ابو الحسن الشريف في ضياء العالمين،
فنحن نأخذها عنهما. (الغدير ج1 ص15).
([13])
قال ابن حجر في الاصابة ج4 ص159: لعله هو ابو
قدامة بن سهيل بن الحارث بن جعدبة بن ثعلبة بن
سالم بن مالك بن واقف وهو سالم (الغدير 1: 16).
([14])
راجع كتاب اليقين في امرة أمير المؤمنين في
الباب السابع والثلاثين للسيد ابن طاووس ص34.
([15])
حكاه عن ابن طاووس في اليقين وابن حاتم في «الدر
النظيم في الائمة اللهاميم».
([16])
كذا في المطبوع من البداية، وفي المخطوط
كما ينقل عنه في العبقات: من كنت مولاه فإن
علياً بعدي مولاه. هامش الغدير 1: 19.
([17])
كذا في المستدرك، وفي الحلية لابي نعيم: ابن
عيينة، وفي بعض النسخ ابن ابي عتبة، وفي بعضها
ابن عينة، ويقال: الصحيح ابن ابي غنية، هامش
الغدير 1: 21.
([18])
الراجح ان يكون «العبدين الصالحين» هما الخضر
وإلياس.
([19])
انظر مصادر حديث المناشدة يوم الرحبة في
المراجعات ص190 ـ 192 ط : 2 بيروت 1982 م للسيد شرف
الدين تعليق حسين راضي حيث رواه عن مسند احمد
بن حنبل وخصائص النسائي وتاريخ دمشق وفرائد
السمطين وغيرها.
([20])
كذا في النسخ، والصحيح: متقاربات كما في
سائر المصادر.