مقارنات - مناهج البحث فی العقیدة الإسلامیة و تفوق منهج أهل البیت (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مناهج البحث فی العقیدة الإسلامیة و تفوق منهج أهل البیت (ع) - نسخه متنی

عباسعلی براتی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مقارنات

مناهج البحث في العقيدة الاسلامية
وتفوّق

منهج أهل البيت(عليهم السلام)

* الشيخ عباس علي براتي

العقيدة الاسلاميّة كانت ولا تزال
موضع بحث ودراسة المسلمين، والباحثين عن
الاسلام، وبمرور السنين والقرون ظهرت
اختلافات في الاراء حول العقيدة الاسلامية،
مع الاتفاق على أن مصدرها هو القـرآن
والحديـث، وإنما جـاء الاختـلاف نتيجـة
أسباب عديـدة1
نشير إلـى بعضها:

1 ـ الاختلاف في منهج البحث والاجتهاد.

2 ـ انخراط الاحبار والرهبان في صفوف
المسلمين ودسّ قصصهم (الاسرائيليات) في
الروايات.

3 ـ البدع والتأويلات الفاسدة.

4 ـ النزعات القبلية والاهواء
السياسية.

5 ـ الجهل وعدم العثور على النصوص.

وفي هذا المقال نحاول بيان السبب
الاوّل، ونستعرض المناهج الموجودة في دراسة
العقيدة مقارنة بمنهج آل البيت(عليهم السلام)
ونبيّن تفوق المنهج الاخير.

جذور الخلافات الاعتقادية وتاريخها

ظهرت الخلافات الفكرية والعقائدية في
عصر صاحب الرسالة(صلى الله عليه وآله)، ولكن
لم تصل إلى حدّ تكوّن المذاهب الكلامية
والمدارس الفكرية، لان النبيّ(صلى الله عليه
وآله) كان يعالجها بنفسه ولا يسمح لها
بالاستفحال، وكانت الصداقة تحلّ محلّها،
والاخاء والودّ والتعاطف يخيّم على المجتمع
الرسالي بشكل لم يوجد له مثيل في التاريخ إلاّ
في فترات قصيرة.

وكمثال على ذلك نشير إلى مسألة «القَدَر»
التي شغلت بال الصحابة، ودار النقاش والحوار
حولها حتى وصل إلى الجدال والمراء، وعندما
سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله)اصواتهم خرج
من البيت ونهاهم عن ذلك، كما جاء في كتب
الحديث:

روى احمد بن حنبل عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جدّه قال: خرج رسول الله(صلى الله عليه
وآله) ذات يوم والناس يتكلّمون في القدر. قال:
وكأنّما تفقّأ في وجهه حبّ الرّمان من الغضب
قال: فقال لهم: «ما لكم تضربون كتاب الله بعضه
ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم»2.

والقرآن والسنّة تركا للامّة اُصول
العقيدة وامّهاتها، وطرحت بعض الاسئلة فيما
بعد، حيث لم يكن لها جواب صريح في القرآن
والسنّة فكانت تحتاج إلى استنباط واجتهاد،
فصار ذلك من مسؤولية الفقهاء والمجتهدين في
العقيدة والشريعة، ولذلك نجد الصحابة
يختلفون فيما بينهم في المسائل الاعتقادية،
وهناك فرقٌ بين اختلافهم في عصر الرسول
الاعظم(صلى الله عليه وآله) وبين اختلافهم بعد
وفاته، ففي حياته كان هو الحكم بينهم وكلماته
كانت تحسم الخلاف3.
ولكن بعد وفاته كانوا يحكّمون اجتهاد واحد من
الصحابة او فئة منهم حسب اختيار الخلفاء
والحكّام، وإن كان للصحابة الاخرين آراؤهم
ونظرياتهم، ومن أمثلة ذلك الامران التاليان:

1 ـ الخلافة او الامامة الكبرى بعد
وفاة النبي(صلى الله عليه وآله)4.

2 ـ قتل مانعي الزكاة وأن عملهم هذا هل
أوجب الردّة5؟

وكان كل خلاف مبدأ نشوء آراء وطوائف
ومذاهب كلامية واعتقادية، وبطبيعة الحال،
فإن كل واحد منها كان يشكل مجموعة مدوّنة من
الاراء والعقائد مرفقة بمنهج خاص في
الاستدلال والاستنباط. وأهم المناهج ـ حسب ما
أدّت إليه دراستنا ـ تنحصر فيما يلي:

1 ـ المنهج النقلي المحض.

2 ـ المنهج العقلي المحض.

3 ـ المنهج الذوقي والاشراقي.

4 ـ المنهج الحسّي والتجريبي (العلمي).

5 ـ المنهج الفطري.

المنهج النقلي المحض

ويعتبر الامام احمد بن حنبل (ت 241هـ )
رائداً لتلك المدرسة في ذلك الوقت، ومن أقدم
شخصياتها، وهذا المنهج يمثله «اهل الحديث»
الذين لا شأن لهم عدا المحافظة على التراث
الروائي ونقله دون التدبّر والتعمّق في
مغزاه، وتمييز غثه من سمينه، وصحيحه من
سقيمه، ويسمّى هذا الاتّجاه في العصور
الاخيرة باسم «السلفية» وينحو الحنابلة في
الفقه هذا المنحى. إنّ هؤلاء حرّموا الرأي
والنظر في المسائل الدينية، وعدّوا السؤال
بدعة، والكلام والحِجاج فيها ابتداعاً
وانحيازاً لاهل الاهواء، وعكفوا على دراسة
السنّة دراسة خالية من التعمّق، وسمّوا
منهجهم هذا «اتّباعاً» وغيره «ابتداعاً».

وقصارى جهد هؤلاء أن يدوّنوا الاحاديث
الواردة في المسائل الاعتقادية، أو أن
يبوّبوها أو يشرحوا ألفاظها أو يذكروا
أسانيدها، كما فعله الامام البخاري وأحمد بن
حنبل وابن خزيمة والبيهقي وابن بطّة، وبلغ
بهم الامر إلى أن حرّموا علم الكلام والنظر
العقلي في مسائل العقيدة، وأفرد بعضهم رسالة
في تحريمه، كما فعل ابن قدامة في رسالته
المسمّاة «رسالة تحريم النظر في علم الكلام».

قال احمد بن حنبل: «لا يفلح صاحب
الكلام أبداً، ولا تكاد ترى أحداً نظر في
الكلام إلاّ وفي قلبه دغل». وبالغ في ذمّه حتى
هُجر الحارث المحاسبي مع زهده وورعه بسبب
تصنيفه كتاباً في الردّ على المبتدعة، وقال
له: ويحك ألست تحكي بدعتهم أوّلاً ثمّ تردّ
عليهم؟! ألست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة
البدعة والتفكّر في تلك الشبهات فيدعوهم ذلك
إلى الرأي والبحث؟

وقال أحمد: علماء الكلام زنادقة!.

وقال الزَعفراني: قال الشافعي: حكمي في
أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في
القبائل والعشائر ويقال: هذا جزاء من ترك
الكتاب والسنّة وأخذ في الكلام.

وقد اتّفق أهل الحديث من السلف على
هذا، ولا ينحصر ما نقل عنهم من التشديدات فيه،
وقالوا: ما سكت عنه الصحابة ـ مع أنّهم أعرف
بالحقائق وأفصح بترتيب الالفاظ من غيرهم ـ
إلا لعلمهم بما يتولّد منه من الشرّ، ولذلك
قال النبي(صلى الله عليه وآله): «هلك
المتنطّعون، هلك المتنطّعون، هلك المتنطّعون».أي
المتعمّقون في البحث والاستقصاء6.

وهؤلاء كانوا ينحون في العقيدة منحى
التجسيم والتشبيه والقول المطلق بالقدر وسلب
الحرية عن الانسان7.

وهذه الطائفة جوّزت التقليد في
العقيدة وحرّمت النظر كما مرّ، يقول الدكتور
احمد محمود صبحي:

«بما أن العقيدة لا يمكن فيها التقليد
ولا يجوز، خلافاً لعبيد الله بن الحسن
العنبري والحشوية والتعليمية8.
وكذا للرازي في المحصّل9.
ورأي جمهور العلماء على عدم جواز التقليد
فيه، وأسنده الاستاذ أبو إسحاق في «شرح
الترتيب» إلى إجماع أهل العلم من أهل الحق
وغيرهم من الطوائف، وقال إمام الحرمين في «الشامل»:
لم يقل بالتقليد في الاصول إلاّ الحنابلة.
ولكن الامام الشوكاني يعتبر التكليف بوجوب
النظر في العقائد تكليفاً بما لا يطاق، ويقول
بعد سرده لاقوال الائمة: فيا لِلّه العجب من
هذه المقالة... فإنها جناية على جمهور هذه
الامّة المرحومة، وتكليف لهم بما ليس في
وسعهم ولا يطيقونه، وقد كفى الصحابة الذين لم
يبلغوا درجة الاجتهاد ولا قاربوها الايمان
الحملي...بل حرّم على كثير منهم النظر في ذلك
وجعله من الضلالة والجهالة...»10.

ومن ثم، فعلم المنطق أيضاً حرام عند
هؤلاء، ولا يعتبر منهجاً في الوصول إلى
المعرفة البشرية، على الرغم من أن علم المنطق
من أشهر المقاييس وأقدمها، وهو ما وضعه ارسطو
في كتاب سمّاه أيضاً الارغانون وسماه علم
الميزان.

وعلم المنطق في رأي اصحاب هذا
الاتّجاه لا يكفي وحده لصون الفكر عن الخطأ،
فإن كثيراً من مفكري الاسلام برعوا في
المنطق، كالكندي والفارابي وابن سينا
والامام الغزالي وابن ماجة، وابن طفيل، وابن
رشد، ولكن اختلفوا في أفكارهم وآرائهم
ونزعاتهم اختلافاً جوهريا، فلا يكون المنطق
ميزاناً بين الحق والباطل!

ولكن موقف هذا الاتّجاه اعتدل كثيراً
تجاه علمي المنطق والكلام في العصور
المتأخرة، مثلاً نشاهد ابن تيمية مضطرباً في
موقفه عن علم الكلام، فلا يحرِّمه تحريماً
باتّاً بل يجوِّزه إذا دعت إليه الضرورة،
واستند إلى الادلّة العقلية والشرعيّة وصار
سبباً لوضع حدّ لشبه الملاحدة والزنادقة11.

ولكنه في الوقت نفسه يحرّم علم المنطق
ويؤلّف رسالة اسمها«رسالة الردّ على
المنطقيّين» ويقول اتباعه: نجد ديكارت
الفرنسي (1596 ـ 1650م) اخترع مقياساً للفصل بين
الخطأ والصواب بدلاً عن المنطق
الارسطاطاليسي، وكان يؤكّد على أنّ الانسان
لو اتبع في تفكيره المقياس الذي اخترعه خطوة
خطوة فإنّه لا مناص سينتهي إلى الصواب وستكون
ثمرة السير مع المنهج الديكارتي، اليقين،
ولكن انتهى الامل في منهج ديكارت كما انتهى
الامل في منطق ارسطو بالنسبة إلى الانسان
المعاصر وبقيت المسائل التي بحثت قبل الميلاد
كما كانت12.

وهذا ما دفع جمعاً من المفكرين
المسلمين القدماء إلى رفض الطريقة العقلية كا
هو الحال بالنسبة إلى الامام الغزالي (450 ـ 505هـ )
في كتابه «تهافت الفلاسفة» حيث هدم في هذا
الكتاب آراء الفلاسفة بأدلّة عقلية،
والتأمّل في كتابه هذا يشهد بأن رأي الامام
الغزالي هو: أن العقل الذي يبني هو العقل الذي
يهدم.

والامام الغزالي يثبت أن العقل
الانساني في عالم الالهيات والاخلاق لا
يتأتّى منه إلاّ ظنُون لا تصل إلى اليقين. وقد
ردّ عليه الفيلسوف الاسلامي ابن رشد الاندلسي
(ت 595 هـ ) في كتابه «تهافت التهافت». وابن
رشد هو الذي يثبت أن العقل الصريح والنقل
الصحيح ليس بينهما أيّ تعارض، وهذا ما يبدو من
كتابه «فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة
من الاتصال» والعجيب أنّه في هذا الموقف
يلتقي بابن تيمية في كتابه «موافقة صريح
المعقول لصحيح المنقول».

فكيف يمكن الجمع بين موقفي ابن تيمية
هذين يا ترى؟!

إنّ منهج أهل الحديث لدى السنّة،
والاخبارية لدى الشيعة13
اتّباع ظواهر النصوص الشرعيّة من الايات
والروايات ومحاولة اجتناب الرأي والقياس حسب
الامكان14.
وينتشر المذهب السلفي او مذهب أهل الحديث في
عصرنا هذا في الجزيرة العربية (بلاد نجد)
وتوجد جماعات قليلة منهم في العراق والشام
ومصر15.

المنهج العقلي المحض:

يتميز هذا المذهب باعتماده على العقل
البشري كأداة للمعرفة، وهم أصحاب مدرسة الرأي
في الفكر الاسلامي، وفي العقيدة يمثلهم «المعتزلة»،
وقد بدأ هذا المنهج من عصر مبكّر من تاريخ
الاسلام، ويعتبر المؤسس الاول لهذه المدرسة «واصل
بن عطاء» (80 ـ 131هـ ) وزميله «عمرو بن عبيد»

(80 ـ 144هـ ) المعاصر للمنصور الدوانيقي، ثم
من روّادها احمد بن أبي دؤاد وزير المأمون
العباسي والقاضي عبدالجبار بن احمد الهمذاني
(ت 415هـ ) ومن أكابرهم النظَّام وأبو الهذيل
العلاّف والجاحظ والجُبائيّان.

هذا الاتجاه يعطي العقل البشري قيمة
كبرى ودوراً مهماً في معرفة الله سبحانه
وصفاته، والشريعة الاسلامية في رؤيتهم لا
يتمّ إدراكها وتطبيقها إلاّ بالعقل الانساني.

ولكن لا يوجد لهذا المذهب في عصرنا
الحاضر أتباع وأنصار بهذا الاسم، وإنما دخلت
عناصر من فكرهم في المذهب الزيدي والاباضي.
وبإمكاننا أن نقول إن هؤلاء مشتركون مع
المعتزلة في عدّة مواقف فكرية، وتلتقي ـ
المعتزلة ـ أيضاً بالشيعة الاثني عشرية
والاسماعيلية في بعض الجوانب، وأهل الحديث
يطلقون على المعتزلة لقب «القدريّة» لقولهم
بحريّة الارادة الانسانية.

ومن أهمّ كتبهم التي جاءت فيها
عقائدهم، كتاب «شرح الاصول الخمسة» للقاضي
عبدالجبار المعتزلي و «رسائل العدل والتوحيد»
تأليف جماعة من زعماء المعتزلة، كالحسن
البصري والقاسم الرسّي وعبدالجبار بن أحمد.

كان المعتزلة إذا واجهوا آيات قرآنية
أو سنّة مروية على خلاف معتقداتهم يؤوّلونها،
ولذلك يعتبرون من أتباع مدرسة «التأويل»، وفي
نفس الوقت قدّموا خدمات كبيرة للاسلام
وتصدّوا للهجوم الفكري العنيف المضاد
للاسلام في العهد العبّاسي الاول. وقد مال
إليهم بعض الخلفاء كالمأمون والمعتصم، ولكن
سرعان ما انقلب الامر عليهم في عهد المتوكّل،
وتتابع صدور أحكام الكفر والضلال والتفسيق
عليهم، كما كانوا يؤذون مخالفيهم في عهد
سيطرتهم على البلاط العباسي، ويعذّبون من لا
يرى رأيهم.

ومن أراد التفصيل فليرجع إلى
المؤلّفات الحديثة والقديمة في هذا المجال16.

وكان للمعتزلة خمسة اُصول يعرفون بها:

1 ـ التوحيد، بمعنى تنزيه الله سبحانه
عن صفات المخلوقين، وعدم إمكان رؤيته
بالابصار مطلقاً.

2 ـ العدل، بمعنى أنه سبحانه لا يظلم
عباده ولا يجبر خلقه على المعصية.

3 ـ المنزلة بين المنزلتين، أي ان
مرتكب المعصية الكبيرة لا مؤمن ولا كافر بل
فاسق.

4 ـ الوعد والوعيد، بمعنى أنه يجب
الوفاء على الله في وعده بالجنّة للمؤمنين
وفي وعيده بالنار للكافرين.

5 ـ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر،
أي وجوب مخالفة الحكّام الظلمة إذا لم
يرتدعوا عن ظلمهم17.

مكانة المذهب الاشعري والمذهب
الماتريدي بين المناهج

المذهب الاشعري ـ ويمثّله اليوم
غالبية أهل السنّة في العالم ـ مذهب معتدل بين
المعتزلة وأهل الحديث، فإن الشيخ أبا الحسن
الاشعري (ت 324هـ ) كان في بداية أمره
معتزلياً وعاش على هذا المذهب قرابة أربعين
سنة، ونحو سنة (300هـ ) أعلن على منبر الجامع
بالبصرة براءته من الاعتزال، ورجوعه إلى مذهب
السنّة والجماعة، وأراد أن يسلك في الجمهور
مسلكاً وسطاً على الظاهر بين الطريقة العقلية
للمعتزلة وطريقة أهل الحديث، وأراد أن ينتصر
لاهل الحديث ولكن بنفس اُسلوب المعتزلة، أعني
بالاستدلال العقلي والبرهنة.

وبسبب ذلك نفاه المعتزلة عنهم ورفضه
أهل الحديث، وهم إلى الان يؤاخذونه بملاحظات
أساسية يعدّونها انحرافاً جذريّاً في
العقيدة، حتى إن بعض المتطرفين منهم يكفّرونه.

وكان رجل آخر معاصرٌ للاشعري يريد أن
ينتهج نفس المنهج دون أن يكون بينهما صلة ولا
علاقة، وهو أبو منصور الماتريدي السمرقندي

(ت 333هـ ) وهو أيضاً إمام لطائفة من أهل
السنّة في العقيدة، وأحياناً توجد بين آراء
الزعيمين اختلافات أنهاها بعضٌ الى أحد عشر
فارقاً أساسياً18.

وأهم ميزات مدرسة الاشعري أنه كثيراً
ما يتجنّب عن تأويل ظواهر الايات والروايات
ويحاول أن يهرب عن الوقوع في مهاوي التشبيه
والتجسيم بالقول «بلا كيف» في صفات الباري،
وعن مهاوي الجبر في مسألة القدر بقولـه «بالكسب»،
وإن كان منهجـه هذا يعتبر لدى فريق آخـر من
العلماء عجزاً وقصوراً عن حلّ المسائل
الفكرية والاعتقادية. وتدريجياً استطاع
المذهب الاشعري الصمود أمام حملات اهل الحديث
وانتشر في العالم الاسلامي19.

المنهج الذوقي

من هنا ننقل الحديث إلى اتجاه آخر
متمايز، يضع المسائل الكلامية على طاولة
البحث والنقاش ويسلك فيها المسلك الرمزي
الذوقي الخاص بالصوفية، وهو مسلك يختلف
تماماً عن مسلك الفلاسفة والمتكلمين القائم
على العقليات ثم السمعيات. ويعتبر الحلاّج (ت
309هـ ) مؤسساً لهذه المدرسة في بغداد،
والامام الغزالي من اكبر روّاد هذه الطريقة،
فهو يقول في كتابه «إلجام العوام عن علم
الكلام» إن هذه طريق «الخاصّة» وما دونها
طريق «العامّة» ومن لا يفترق عنهم سوى أنّه
يعرف «الادلّة» وليس الاستدلال20.

وقد أفرد بعض الباحثين كتاباً خاصاً
في منهج الامام الغزالي والصوفية في دراسة
العقيدة الاسلامية21.

وقد نبّه على منهجه الدكتور صبحي
قائلاً:

«وإذا كان الغزالي قد حرّم النظر في
حقيقة الذات الالهية على العامّة، وذلك ما لا
ينكره أحدٌ عليه، فانه ادرج ضمن العوام
الادباء والنحاة والمحدّثين والفقهاء
والمتكلمين، وجعل التأويل مقصوراً على
الراسخين في العلم، وهم في نظره الاولياء
الغارقون في بحار المعرفة، المتجرّدون عن
دنيا الشهوات، وهي عبارة تعدّ قرينة لصحّة
دعوى من رأى من الباحثين للغزالي معتقداً
خاصّاً في الحكمة الاشراقية وفي الفيض، وفي
نظرية المطاع مغايراً لمعتقده العامّ الذي
أصبح به في نظر جمهور المسلمين حجة الاسلام».

ويتساءل الدكتور صبحي:

«هل الراسخون في العلم هم الصوفيّة
دون الفقهاء والمفسرين والمتكلّمين؟! وإذا
كان الشر قد ثار منذ فشت صناعة الكلام، ألا
يفتح هذا الاستثناء المجال للصوفيّة أن يكون
لهم وحدهم السبيل إلى الشطحيات والدعاوى؟!
ونظريات التصوّف الفلسفي كالفيض والاشراق
واُصولها الاجنبيّة واضحة، وشرورها على
العقيدة الاسلامية ليست بأهون من شرور
المتكلمين»22.

ولكن مع ذلك كلّه فقد تركوا تراثاً
ضخماً في العقيدة الاسلامية على النهج الصوفي
ومن أمثلة ذلك كتاب «الفتوحات المكيّة»23.

المنهج العلمي التجريبي

هذا منهج حديث في الفكر الاسلامي، وقد
تبع فيه بعضُ العلماءِ المسلمين في القرن
الاخير روّادَ الفكر الاوربي المعاصر، ويوجد
أتباعه في مصر الحديثة وفي الهند والعراق،
وجميع البلدان الاسلامية الّتي احتك أهلها
بالاستعمار الغربي وبالتيّارات الفكرية
الوافدة من الغرب إلى العالم الاسلامي.

ولهم رأي خاصّ في أدوات المعرفة
البشرية، ومن ميزاتهم الاعتماد التامّ على
الاساليب الحسّية والتجريبية، ورفض المنهج
العقلي القديم والمنطق الارسطاطاليسي رفضاً
باتاً، وحاولوا البحث عن المعارف الالهية و(الميتافيزيقا)
والدين بأساليب العلوم العملية والتجربة
الميدانية24.

ومن آثار هذا المذهب الكلامي تفسير
المعجزات تفسيراً مادّياً وتفسير النبوّة
بالنبوغ والعبقرية البشرية، وقد أفرد بعض
الباحثين دراسته لهذا الاتجاه25وتوجد
امثال هذه الاراء في آثار السيد أحمد خان
الهندي26
وهو ممن يقترب إلى هذا الاتجاه وإن لم يكن
بامكاننا أن نعدّه من أتباع هذه المدرسة،
وسبب تقاربه إلى هذا المنهج أنه بطرحه آراء
العلماء المحدثين الغربيين في تفسير القرآن
وحشد تفسيره بها يحاول أن يثبت أن القرآن
موافق تماماً للمكتشفات الحديثة، ولا يعدو
أحمد خان الهندي أيضاً القول بأن القرآن
ينطبق تماماً مع معطيات العلوم الحديثة، دون
أن يضع لهذه النظرية حدّاً أو إطاراً، ويبيّن
الموضوع والمنهج والمرمى في المسائل الدينية
والدراسات العلمية الحديثة27.

منهج آل البيت(عليهم السلام)أو المنهج
الفطري

الملامح الاصلية لهذا المنهج موجودة
في تعاليم آل البيت(عليهم السلام) وهم بيّنوا
للناس أن الفهم الصحيح للعقيدة الاسلامية لا
يمكن بدون تطبيق هذا المنهج، وهو في الاساس
مأخوذ عن الكتاب والسنّة، حيث جاء في الكتاب
العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا
من خلفه:

(فِطْرَةَ اللّهِ الّتي فَطَرَ
النّاسَ عَلَيْها لا تَبْديلَ لَخَلْقِ
اللّهِ ذلكَ الدّينُ القيّمُ وَلكِنَّ
أكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمون)28.

وقد نوّه البارئ الكريم أنّ خير طريقة
للوصول إلى المعارف الدينيّة هي الفطرة
الانسانية السليمة التي لم تتغيّر ولم تتبدّل
بالبيئة الفاسدة وسوء التربية، ولم تنطمس
بالاهواء والمجادلات، وأن اكثر الناس لا
يستطيعون الوصول إلى الحقّ والحقيقة (لا
يعلمون) بسبب أنّ العصبية أطفأت نور فطرتهم،
والطغيان حال بينهم وبين الاهتداء بفطرتهم
إلى الحقائق والعلوم الحقيقية الالهية.

وكذلك جاءت السنّة المطهّرة لتؤكد هذه
الظاهرة، فقد روي عن رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله)أنّه قال: «كل مولود يولد على الفطرة
فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه»29.

وليس منهج الفطرة بعيداً عن استخدام
العقل والنقل والشهود والاشراق والطريقة
العلمية، والمهمّ في هذا المنهج عدم حصره
لادوات المعرفة في واحد منها، بل استخدام كل
واحد في مكانه بحسب هداية اللّه سبحانه
وتعالى كما تحدّث عنه الكتاب العزيز بقوله:

(يَمُنّونَ عَلَيْكَ أنْ أسْلَمُوا
قُل لا تَمُنّوا عَليَّ إسلامَكُمْ بَلِ
اللّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أنْ هَداكُمْ
للايمانِ إنْ كُنْتُمْ صادِقين)30.

ويقول في آية اُخرى:

(وَلَوْلا فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أحد
أبَداً)31.

ومن ميزات هذا المنهج أن أتباعه
يتجنبون الوقوع في المناظرات الكلامية
والشكوك والشبهات المعقّدة، ويحتجّون
بأحاديث أهل البيت(عليهم السلام) في النهي عن
الخصومات في الدين والجدال، ويرون أنّ
المتكلّمين الذين لم يهتدوا إلى هذا المنهج
قد يصل اختلافهم في مذهب واحد على مسائل
العقيدة إلى قرابة مائة مسألة32.

وقد يعبّر بـ «الطينة» في روايات أهل
البيت(عليهم السلام) عن هذه الفطرة الّتي خلق
الله الانسان عليها، وقد يعبّر عنها بالعقل
المطبوع، ومن أراد ذلك فليراجع المجاميع
الحديثية لشيعة أهل البيت الذين احتفظوا
بتراثهم المجيد33.

اُصول منهج أهل البيت(عليهم السلام)
في دراسة العقيدة الاسلاميّة

من أهمّ المباحث في العقيدة، البحث عن
مصادرها. ومصادر العقيدة كما ذكرنا سابقاً
تنحصر في الكتاب والسنّة، ولكن الفارق الاساس
هنا بين منهج أهل البيت وغيرهم، أنهم يظلّون
اوفياء لهذه المصادر، ولا يؤثرون عليها هوى
ولا عصبيّة، وإنّما يراعون في استقاء العقيدة
عن هذين المصدرين الاصول العامّة للاجتهاد
المأثورة عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعن
القرآن الكريم، ومن ذلك:

1 ـ لا يقدّمون الاجتهاد على النصّ،
إذا كان النصّ خالياً عن المعارض، أو أن
المعارض لا يقوى على مقاومة النصّ، بخلاف بعض
أرباب الاهواء والمذاهب، فإنّهم يريدون أن
يتخلّصوا من بعض النصوص بتأويلات واهية
ومبرّرات ضعيفة سنوافيك بنماذج منها، ونبّه
إلى ذلك أمير المؤمنين علي(عليه السلام)في
كلامه للحارث بن حوط: «... إنك لم تعرف الحق
فتعرف من أتاه ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه»34.

2 ـ ويمكن استخلاص أصل آخر من ذلك وهو: «أنّ
أتباع أهل البيت(عليهم السلام) لا يقدّمون على
النص والرواية شيئاً، حينما يكون النص
متواتراً قطعياً»، وهذا أصل هام في العقيدة
الاسلامية، فإنّ الظنون والاوهام لا مجال لها
في العقيدة، وهذا ما يجب أن ينتبه اليه
الاتجاه السلفي الذي يقبل الروايات الضعيفة
وأخبار الاحاد في العقيدة، ويدافع عنها دفاع
المستميت، ويكفّر عليها المسلمين. فعليه أن
ينتبه أن في الروايات صدقاً وكذباً، وعامّاً
وخاصّاً، ومحكماً ومتشابهاً، وحفظاً ووهما35.
وسيوافيك مزيد من الشرح والابانة عن هذا
الموضوع.

3 ـ العقائد الاسلامية تنقسم إلى قسمين:
ضروري ونظري. والضروري ما لا ينكره أحدٌ إلاّ
خرج من الدين، لبداهة اندراجه في الدين
كالتوحيد والنبوّة والمعاد. والنظري ما يحتاج
إلى الفحص والبرهان والشاهد والدليل، ويمكن
أن يختلف فيه أرباب المذاهب وأصحاب الاراء.
ومنكر الضروري يكفَّر ولا يمكن تكفير منكر
النظري.

4 ـ عدم القول في العقيدة بالقياس
والاستحسان.

5 ـ الايمان بموافقة صريح المعقول
لصحيح المنقول، بشرط مراعاة توفر الاوصاف
فيهما، ولا يعامل الظن كالقطع، ولا يؤخذ
بالمنقول الضعيف ولا بخبر الواحد مكان الصحيح
المتواتر.

6 ـ وجوب الاجتناب عن الاجتهادات وعدم
استخدام التعابير التي تعدّ من «البدعة».

7 ـ عصمة الانبياء والائمّة الاثني عشر(عليهم
السلام) بالادلّة القطعية، فإذا صحّ عنهم شيء
وجب الايمان به، والمجتهد قد يصيب وقد يخطئ،
ولكنه إذا راعى شروط الاجتهاد وبذل جهده
واستفرغ وسعه فهو معذور.

8 ـ يوجد في الاُمة من يسمى «مُحدَّثاً»
و«ملهماً»، ومن يرى الرؤيا الصحيحة ويهتدي
إلى الحقائق، ولكن كلّ ذلك يحتاج إلى
الاثبات، وله مجاله في العقيدة، والعمل لا
يعدو عنه بوجه من الوجوه.

9 ـ المناظرة والنقاش في العقيدة إذا
كانا بقصد الافهام والتفهم المقترن بالادب
والتقوى فهو أمر مرغوب فيه، ولكن على المرء أن
لا يقول ما لا يعلم، وإذا وصلا إلى المراء
واللَّجاج ورافقا المنكرات القولية والخلقية
فهو امر قبيح يجب الاجتناب عنه صوناً للعقيدة.

10 ـ «البدعة» ما يخترع باسم الدين دون
أن يكون منه، أو يكون له أصل في الشريعة، وقد
يسمّى شيء بدعة وليس ببدعة عند الامعان
والتدقيق، وقد يسمى أمرٌ سنة وليس الامر كذلك
فيجب التثبت أولاً ثمّ الافتاء36.

11 ـ وجوب التدقيق والتمعّن في «التكفير»
وما لم يثبت كفر أحد بإقراره أو بقيام البيّنة
عليه بحيث لا يمكن تطرّق شبهة عليه فلا يجوز
الحكم بتكفيره، لان التكفير موجب للحدّ
الشرعي، والقاعدة في الحدّ الشرعيّ: «ان
الحدود تدرأ بالشبهات»، وإن التكفير من أعظم
الذنوب الاّ أن يكون بحق37.

12 ـ وجوب ردّ الخلافات إلى الكتاب
والسنّة والعترة كما أمر به رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله)امتثالاً لقوله تعالى: (وَلَوْ
رَدُّوهُ إلى الرّسولِ وإلى اُولي الامْرِ
مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ منْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ
اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
لاتّبَعْتُمُ الشّيطانَ إلاّ قليلاً)38.

13 ـ منهجهم في الصفات: أن الله عزوجل
حيّ لنفسه لا بحياة وأنه قادر لنفسه وعالم
لنفسه لا بالمعنى الذي ذهب إليه المشبِّهة من
أصحاب الصفات والاحوال المبتدعات، كما أبدعه
أبو هاشم الجبائي وفارق به سائر أهل التوحيد
وارتكب أشنع من مقال أهل الصفات. وهذا مذهب
الامامية كافّة والمعتزلة ـ إلا من سمّيناه ـ
وأكثر المرجّئة وجمهور الزيدية وجماعة من
أصحاب الحديث والحكمة39،
فهم بذلك بين اهل الاثبات والتعطيل.

14 ـ يعترفون بالحسن والقبح العقليين
وأن العقل يدرك حسن بعض الاشياء وقبحها
بالضرورة.

تطبيقات لمنهج أهل البيت(عليهم
السلام) في العقيدة

يبرز هذا المنهج عندما يطبق في مباحث
العقيدة معلومات واضحة ومعطيات يقينية
راقية، وهذه نماذج منها:

في باب التوحيد:

يعطي منهج أهل البيت(عليهم السلام) في
هذا الباب: التنزيه المطلق، عملاً بقوله
تعالى:

(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيء وَهُوَ
السّميعُ الْبَصيرُ)40.

وكذلك يثبت بها نفي الرؤية البصرية
لله سبحانه وتعالى مطلقاً، عملاً بقوله تعالى:

(لا تُدْرِكُهُ الابْصارُ وَهُوَ
يُدْرِكُ الابْصارَ وَهوَ اللّطيفُ الْخبيرُ)41.

وكذلك يبيّن عدم إمكان وصفه تعالى
بصفات المخلوقين ومن قبل المخلوقين، عملاً
بالاية الكريمة:

(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا
يَصِفُونَ)42. والاية: (سُبْحانَ
رَبِّكَ رَبِّ العِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ)43.

في باب العدل:

نتيجة التطبيق العملي لمنهج آل البيت(عليهم
السلام) في العقيدة هي نفي الظلم عن الله
سبحانه وتعالى وإطلاق العدل عليه، كما قال
تعالى: (إنّ اللّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ
ذَرّة)44.

وقال: (إنّ اللّهَ لا يَظْلِمُ النّاسَ
شَيْئاً وَلكِنّ النّاسَ أنْفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ)45.

في باب النبوّة:

منهج آل البيت(عليهم السلام) في مبحث
النبوّة يؤدّي إلى القول بعصمة الانبياء
مطلقاً، عملاً بقوله تعالى: (وَما كانَ
لِنَبِيٍّ أنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ
يَأتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامةِ)46.

وقال تعالى: (قُلْ إنّي أخافُ إنْ
عَصَيْتُ رَبّي عَذابَ يَوْم عَظيم)47.

وكذلك يعتقدون بعصمتهم في أداء الوحي،
عملاً بقوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوّلَ
عَلَيْنا بَعْضَ الاقاويل * لاخَذْنا مِنْهُ
بِاليمينِ * ثُمّ لقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتينَ)48.

وكذلك القول بعصمة الملائكة لقوله
تعالى: (عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ
لا يَعْصُونَ اللّهَ ما أمَرَهُمْ
وَيَفْعَلُونَ ما يُؤمَرُون)49.

في باب الامامة:

كذلك يقولون في باب الامامة بأنها عهد
إلهي، ولا يصل إلى غير المعصوم، وذلك في
الامامة الكبرى، أي النيابة عن النبي في
اُمور الدنيا والدين، عملاً بقوله تعالى: (وَإذ
ابْتَلى إبْراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِمات
فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إنّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ
إماماً قالَ وَمِنْ ذُرّيَّتي قالَ لا يَنالُ
عَهْدي الظّالِمينَ)50.

وبذلك نصل إلى نتيجة وهي: أن منامات
الرسل والانبياء والائمة(عليهم السلام)صادقة
لا تكذب، وأن الله تعالى عصمهم عن الخطأ في
الاحلام51.

وكانت هذه نماذج من التطبيقات لمنهجهم(عليهم
السلام) في العقيدة.

دور العقل في الاستنباط على ضوء منهج
اهل البيت(عليهم السلام)

هذا المنهج متوسط بين التطرّف
المعتزلي والجمود الظاهري وطريقة أصحاب
الحديث.

يقول الشيخ المفيد (ت 413هـ ):

«ليس يضرّ الامامية في مذهبها الذي
وصفناه عدم التواتر في أخبار النصوص على
أئمتهم(عليهم السلام). ولا يمنع من الحجّة لهم
بها كونها أخبار آحاد، لما اقترن إليها من
الدلائل العقلية فيما سمّيناه وشرحناه من
وجوب الامامة وصفات الائمة(عليهم السلام)بدلالة
أنها لو كانت باطلة على ما توهم الخصوم لبطلت
بذلك دلائل العقول الموجبة لورود النصوص على
الائمة...»52.

ويقول أيضاً: «فإني بتوفيق الله
ومشيئته مثبت في هذا الكتاب ما اُوثر إثباته
من فرق ما بين الشيعة والمعتزلة، وفصل ما بين
العدليّة من الشيعة ومن ذهب إلى العدل من
المعتزلة»53.

ويقول الشيخ الصدوق، محمد بن بابويه (ت
381هـ ): «... إن الله لا يدعو إلى سبب إلاّ بعد
أن يصوّر في العقول حقائقه، وإذا لم يصوّر ذلك
لم تتّسق الدعوة، ولم تثبت الحجّة، وذلك أنّ
الاشياء تألف أشكالها وتنبو عن أضدادها، فلو
كان في العقل انكار الرسل لما بعث الله
عزّوجلّ نبياً قط»54.

ويقول أيضاً: «القول الصواب في هذا
الباب هو أن يقال: عرفنا الله بالله، لانّا إن
عرفناه بعقولنا، فهو عزّوجلّ واهبها، وإن
عرفناه بأنبيائه ورسله وحججه(عليهم السلام)
فهو عزّوجلّ باعثهم ومرسلهم ومتخذهم حججاً،
وإن عرفناه بأنفسنا فهو عزّوجلّ محدثها. فبه
عرفناه»55.

وهذا الاسلوب من استخدام العقل، أي
تشفيعه بالثقل وبالائمّة المعصومين لا نكاد
نراه في أيّ منهج إسلامي غير منهج آل البيت(عليهم
السلام).

وفيما يلي نصّ رواية عن صادق آل محمد(عليه
السلام) في هذا المجال:

قال الصادق(عليه السلام): «لولا الله
ما عُرِفنا، ولولا نحن ما عُرف الله»56.

ويقول ابن بابويه في شرحه: معناه لولا
الحجج ما عرف الله حق معرفته، ولولا الله ما
عرف الحجج57.

موقفهم من المناظرات الكلاميّة

مرّ بنا فيما سبق أن هناك اتجاهاً
متطرّفاً ينهى عن المناقشة والمناظرة والجدل
في الدين بتاتاً، وهناك منهج معتدل يفصّل
ويفرّق بين أقسام المناظرة. إن منهج آل البيت(عليهم
السلام) في هذا أيضاً منهج وسط، وهو ـ تبعاً
للكتاب العزيز ـ يُفرّق بين قسمين من الجدال: 1
ـ الجدال الحسن. 2 ـ الجدال القبيح. يقول تعالى:
(اُدْعُ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ
بِالّتي هِيَ أحْسَنُ إنَّ ربّكَ هُوَ
أعْلَمُ بِمَنْ ضلَّ عَنْ سَبيلِهِ وَهُوَ
أعْلَمُ بِالمُهْتَدينَ)58.

وفي ذلك يقول الشيخ المفيد(رحمه الله):

«وقد أمر الصادقون(عليهم السلام)
جماعة من أشياعهم بالكفّ والامساك عن إظهار
الحقّ، والمباطنة والستر له عن أعداء الدين،
والمظاهرة لهم بما يزيل الريب عنهم في
خلافهم، وكان ذلك هو الاصلح لهم. وأمروا طائفة
اُخرى من شيعتهم بمكالمة الخصوم ومظاهرتهم
ودعائهم الى الحق، لعلمهم بأنه لا ضرر عليهم
في ذلك»59.

والمقصود من الصادقين في كلامه، هم
الائمة المنصوصون من العترة النبويّة الذين
شهد الله بطهارتهم في كتابه، وبرّأهم عن
الذنوب والمعاصي بقوله:

(إنّما يُريدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً)60.

وأمر الاُمة بتقوى الله وملازمتهم
وعدم مفارقتهم في العقيدة والعمل بقوله: (يا
أيّها الّذين آمَنُوا اتّقُوا اللّه
وَكُونُوا مَعَ الصّادِقين)61.
وهم الائمّة الذين نصّ عليهم رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) وكلّ إمام منهم كان ينصّ على
الامام التالي، حتى اثني عشر إماماً، وقد جاء
التنويه عليهم وعلى عددهم وعلى أوّلهم في
السنّة المطهّرة، ومن أرادها فليرجع إلى
مظانّها62.

وجوب النظر في معرفة الله

وممّا يؤكّد ملازمة العقل والشرع في
منهج أهل البيت(عليهم السلام) ما جاء عن محمد
بن علي بن بابويه (الشيخ الصدوق)(رحمه الله)،
وهذا نصّه:

«وامّا استدلال ابراهيم الخليل(عليه
السلام) بنظره إلى الزهرة ثم إلى القمر ثم إلى
الشمس وقوله لمّا أفلت: (يا قومِ إنّي بَريءٌ
ممّا تُشْرِكُون)، فانه(عليه السلام) كان
نبيّاً ملهماً مبعوثاً مرسلاً بإلهام الله
عزّوجلّ إيّاه، وذلك قوله عزّوجلّ: (وَتِلْكَ
حُجّتُنا آتَيْناها إبْراهيمَ على قَوْمِهِ)،
وليس كلّ أحد كإبراهيم(عليه السلام) ولو
استغنى في معرفة التوحيد بالنظر عن تعليم
الله عزّوجلّ وتعريفه، لما أنزل الله عزّوجلّ
ما أنزل من قوله: (فَاعْلَمْ أنّهُ لا إلهَ
إلاّ اللّهُ)»63.

يقصد ابن بابويه أن العقل لا يستطيع أن
يتوصّل إلى معرفة الله بصورة تامّة دون
مساعدة السمع (الوحي) علماً بان هذا لا يعني أن
النتائج التي يتوصل إليها العقل فاقدة
للاعتبار.

وكذلك الشيخ المفيد يقول بأن العقل
محتاج إلى الوحي في مقدّماته ونتائجه64.
وفي الوقت نفسه يدعم الشيخ المفيد استعمال
العقل في فهم العقيدة الاسلامية ويقول: «فامّا
النهي عن الكلام في الله عزّوجلّ فانما يختصّ
بالنهي عن الكلام في تشبيهه بخلقه وتجويره في
حكمه»65.

ويحتجّ على المخالفين لاستعمال العقل
والنظر، ويصفهم بضعف الرأي، ويقول: «في
العدول عن النظر المصير إلى التقليد المذموم
باتفاق الكلمة»66.

دور النقل

ذكرنا سابقاً أن العقل في منهج آل
البيت(عليهم السلام) على الرغم من دوره البارز
في المعرفة الدينيّة، لا يستقلّ بالمعرفة ما
لم يهتد بنور الوحي، وهذا ما لا ينكره أحد من
المذاهب الاسلامية والمدارس الكلاميّة،
وإنما الاختلاف في حدود الاعتماد على النقل،
لان النقل (المقصود به الحديث هنا لان القرآن
الكريم منقول بالتواتر) قد يصل إلينا بشكل
حديث متواتر، أي ما لا يبقى أيّ مجال للشك
فيه، لكثرة الناقلين والرواة، بحيث يطمئن
الانسان بصدور الحديث عن النبيّ(صلى الله
عليه وآله) أو العترة الطاهرة(عليهم السلام)
أو الصحابة الكرام، وقد لا يصل إلى هذا الحدّ،
ويحصل منه ظنّ قوي أو ضعيف، وقد يصل إلى درجة
يسمّونه خبر الواحد أي ما رواه شخص واحد
وادّعى صدوره راو منفرد، فعند ذلك يحصل منه
ظنّ، لا يبتعد عن الشك والجهل كثيراً.

إن منهج أهل البيت(عليهم السلام)، في
هذه الحالة عدم الركون والاعتماد على هذه
الرواية، ما لم تنضمّ إليها قرينة ووثيقة
تثبت صدقها.

عدم الاعتماد على خبر الواحد في
العقيدة

ويشتدّ الاحتياط عندهم حينما يتعلّق
الامر بمسائل العقيدة، فإنها لاهميتها لا
يمكن أن يستدلّ لاثباتها بدليل ضعيف وحجّة
واهية، خاصّة أن زماننا يبتعد عن زمن النبي(صلى
الله عليه وآله) والسلف الصالح بكثير، فعلينا
أن نجتهد ونسعى في الاجتناب عن القول بالظن
والخرص ونتمسّك باليقينيات او ما يقاربها
حذراً من الوقوع في الفتن والخلافات الجدليّة
الّتي تشكّل أكبر خطر على دين الاُمّة وعلى
وحدتها.

وفي ذلك يقول الشيخ المفيد:

«وأقول: إنه لا يجب العلم ولا العمل
بشيء من أخبار الاحاد ولا يجوز لاحد أن يقطع
بخبر الواحد في الدين إلاّ أن يقترن به ما
يدلّ على صدق راويه على البيان، وهذا مذهب
جمهور الشيعة وكثير من المعتزلة والمحكّمة
وطائفة من المرجّئة وهو خلاف لما عليه
متفقّهة العامة وأصحاب الرأي»67.

وهذا يدلّ على احتياط اتباع آل البيت(عليهم
السلام) في مسائل العقيدة، فإنهم(عليهم
السلام)أمروا أتباعهم بالاحتياط، وقالوا: «أخوك
دينك فاحتط لدينك»، وقالوا: «أورع الناس من
وقف عند الشبهة».

خاتمة المطاف

وبذلك نصل إلى نهاية جولتنا في منهج آل
البيت(عليهم السلام) في العقيدة الاسلامية
فإنّ منهجهم كما تبيّن في الصفحات السابقة
منهج متكامل، ولا يَدَع أداة من أدوات
المعرفة إلاّ ويستخدمها في مجالها الخاص، فلا
يتعدّى مثلاً بالتجربة إلى مجال المسائل
الالهية، وصفات الباري، لانّها خارجة عن
متناول هذه الاداة، ولا يجمد على واحدة من هذه
الادوات، مثلاً على الاشراق الباطني والذوق
الصوفي، ولا يغالي في قيمة واحدة منها كالعقل
ولا يجازف في كفاءتها لادراك جميع الاُمور
بالاستقلال حتى إذا تعلّق الامر بالمغيّبات
وتفاصيل المعاد، ولا يدّعي أن النقل (الوحي)
يمكن أن يدرك بدون الاستضاءة بنور العقل،
وكذلك لا يبادر إلى قبول كلّ ما جاء في صورة
رواية وسنّة ونقل، ما دام لم يتحقق من صحّة
انتسابه إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) او
إلى الصحابة أو الائمّة(عليهم السلام)، وما لم
يقارن بينه وبين سائر النصوص الثابتة وبين
الكتاب العزيز، ويعرف الخاصّ من العامّ
والناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه
والحقيقة من المجاز، وبتمام معنى الكلمة
يؤكّد على «الاجتهاد» الذي هو بمعنى بذل
الجهد واستفراغ الوسع في فهم المراد الشرعي
من النصوص، وأخيراً لا يتحاشى النقد
والمناظرة والمناقشة إذا خلت من إثارة لعواطف
أو إيقاع لعداوة، بل هو دعوة إلى سبيل الرب،
وجدال بالتي هي أحسن، وحكمة وموعظة حسنة، كما
قال تعالى:

(وَالّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصّالِحاتِ لا نُكَلّفُ نَفْساً إلاّ
وُسْعَها اُولئِكَ أصْحابُ الجَنّةِ هُمْ
فيها خالِدُونَ * وَنَزَعْنا ما في
صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجري مِنْ
تَحْتِهِمُ الانْهارُ وَقالوا الْحَمْدُ
للّهِ الّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا
لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أنْ هَدانا اللّهُ
لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبّنا بِالحَقِّ
وَنُودُوا أنْ تِلْكُمُ الجَنّةُ
اُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)68.


(1)
الدكتور احمد محمود صبحي، في علم الكلام: ج1،
المقدمة: 46، ط 5 ، دار النهضة الحديثة، بيروت،
1405هـ / 1985م.

(2)
مسند أحمد 3 : 178 ـ 196 .

(3)
ابن هشام، السيرة النبوية 1 : 341 ـ 342، الدكتور
محمد حميد الله، مجموعة الوثائق السياسية، 1
ـ 7 .

(4)
الاشعري، مقالات الاسلاميين، واختلاف
المصلين 1 : 34 و39 ، ابن حزم، الفصل في الملل
والاهواء والنحل 2 : 111، احمد امين، فجر
الاسلام.

(5)
مسند احمد 2 : 196.

(6)
الدكتور عبدالحليم محمود، التوحيد الخالص،
او الاسلام والعقل: 4 ـ 20.

(7)
الصابوني، ابو عثمان اسماعيل، رسالة عقيدة
السلف واصحاب الحديث، (في الرسائل المنيرة).

(8)
الامدي، الاحكام في

اصول الاحكام 4 : 300.


(9) الشوكاني، ارشاد

الفحول: 266 ـ 267.

(10)
الامام الجويني، الارشاد إلى قواطع الادلة:
25، الغزالي، إلجام العوام عن علم الكلام: 66 ـ
67 ، الدكتور أحمد محمود صبحي، في علم
الكلام 1 : المقدّمة.

(11)
ابن تيمية، مجموع

الفتاوى 3 : 6.3 ـ 307 .

(12)
الدكتور عبدالحليم

محمود، التوحيد الخالص: 5

ـ 20 .

(13)
الشيخ المفيد، اوائل المقالات.

(14)
السيوطي، صون المنطق والكلام عن علمي المنطق
والكلام: 252 ، الشوكاني، ارشاد الفحول: 202،
علي سامي النشّار، مناهج البحث عند مفكري
الاسلام: 194 ـ 195، علي حسين الجابري، الفكر
السلفي عند الاثناعشرية: 154 و167 و204 و240 و424 و439.

(15)
القاسمي، تاريخ الجهمية

والمعتزلة: 56 ـ 57 .

(16)زهدي
حسن جارالله، المعتزلة، ط 2، بيروت، دار
الاهلية للنشر والتوزيع، 1974م.

(17)
القاسم الرسي، رسائل العدل والتوحيد ونفي
التشبيه عن اللّه الواحد الحميد 1 : 105.

(18)
راجع في ذلك المصادر التالية: محمد أبو زهرة،
تاريخ المذاهب الاسلامية، قسم الاشاعرة
والماتريدية، الشيخ جعفر السبحاني: الملل
والنحل، 1، 2، 4، والفرد بل، الفرق الاسلامية
في الشمال الافريقي: 118 ـ 130، احمد محمود
صبحي، في علم الكلام 1.

(19)
السبكي، طبقات الشافعية 3 : 391، اليافعي، مرآة
الجنان 3 : 343، ابن كثير، البداية والنهاية 14 :
76 .

(20)
إلجام العوام عن

علم الكلام: 66 ـ 67 .

(21)
الدكتور سليمان دنيا،
الحقيقة في نظر الغزالي.

(22)
الدكتور احمد محمود
صبحي، في علم الكلام 2 :
604 ـ 606 .

(23)
راجع في ذلك: الشعراني، عبدالوهاب بن احمد،
اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر،
وسميح عاطف الزين، الصوفية في نظر الاسلام،
ط 3، دار الكتاب اللبناني، 1405هـ / 1985م.

(24)
الدكتور عبدالحليم
محمود، التوحيد الخالص،
او الاسلام والعقل، المقدّمة.

(25)
الدكتور عبدالرزاق نوفل،المسلمون والعلم
الحديث.فريد وجدي، الاسلام
في عصر العلم.

(26)
ترجمة تفسير القرآن 1 : 6 ـ 25 .

(27)
راجع: محمود شلتوت، تفسير القرآن الكريم،
الاجزاء العشرة الاُولى: 11 ـ 14، اقبال
اللاهوري، إحياء الفكر الديني في الاسلام،
مترجم إلى الفارسية بقلم أحمد آرام: 147 ـ 151،
السيد جمال الدين الاسدآبادي، العروة
الوثقى 7 : 383، روما، إيطاليا.

(28)
سورة الروم: 30 .

(29)
صحيح البخاري، كتاب الجنائز، وكتاب التفسير
30، 1، قدر، 3، صحيح مسلم، كتاب القدر ح22، 23، 24.
واحمد بن حنبل، المسند 2: 233، 275، 393، 410، 481، وج3
: 353، وراجع صراط الحق لاصف محسني.

(30)
الحجرات: 17.

(31)
النور: 21.

(32)
علي بن طاووس، كشف
المحجة لثمرة المهجة:
11 ـ 20، مكتبة الداوري،
قم، بدون تاريخ.

(33)
الكليني، الكافي 1 : 310، (باب الهداية) و3 : 2 (باب
طينة المؤمن والكافر) ط 4، الاسلامية،
طهران، 1392هـ .

(34)
نهج البلاغة، الحكمة: 262.

(35)
نهج البلاغة، الخطبة: 210.

(36)
الشريف المرتضى، علي بن الحسين الموسوي (ت 436هـ ):
رسائل الشريف المرتضى، رسالة الحدود
والحقائق.

(37)
تكفير القائلين بانّ للّه تعالى صفات كان
موصوفاً بمفاهيمها وبذلك بالغوا في الاثبات
إلى حدّ التشبيه.

(38)
النساء: 83 .

(39)
الشيخ المفيد، اوائل

المقالات: 18.

(40)
الشورى: 11.

(41)
الانعام: 103.

(42)
الانعام: 100.

(43)
الزخرف: 82 .

(44)
النساء: 40 .

(45)
يونس: 44 .

(46)
آل عمران: 161 .

(47)
الانعام: 15 .

(48)
الحاقة: 44 ـ 46 .

(49)
التحريم: 6 .

(50)
البقرة: 124.

(51)
الشيخ المفيد، اوائل

المقالات: 41.

(52)الشيخ
المفيد، المسائل الجارودية: 46 ، طبع
المؤتمر العالمي للذكرى الالفية للشيخ
المفيد، قم، 1413هـ .

(53)
الشيخ المفيد، أوائل
المقالات في المذاهب
والمختارات.

(54)
ابن بابويه، كمال
الدين وتمام النعمة،
الطبعة الحجرية، طهران،
1301هـ .

(55)
كتاب التوحيد: 290 .

(56)
المصدر نفسه.

(57)
المصدر نفسه.

(58)
النحل: 125.

(59)
المفيد، تصحيح الاعتقاد: 66 .

(60)
الاحزاب: 33 .

(61)
التوبة: 119.

(62)
ابن عيّاش الجوهري، مقتضب الاثر في النص على
عدد الائمة الاثني عشر، ابن طولون الدمشقي،
الشذرات الذهبية في أئمة الاثنا عشرية،
المفيد: المسائل الجارودية: 45 ـ 46، المؤتمر
الالفي لذكرى الشيخ المفيد، قم، 1413هـ ،
وراجع: الحرّ العاملي، محمد بن الحسن، اثبات
الهداة بالنصوص والمعجزات، تحقيق ابو طالب
تجليل، قم، 1401هـ .

(63)
التوحيد: 292.
والايات: الانعام: 78
و83 . ومحمد: 19 .

(64)
أوائل المقالات: 11 ـ 12 .

(65)
تصحيح الاعتقاد
بصواب الانتقاد: 26
ـ 27 .

(66)
تصحيح الاعتقاد
بصواب الانتقاد: 28،
مطبوع مع اوائل المقالات،
تبريز، 1370هـ .

(67)
اوائل المقالات في
المذاهب والمختارات: 100،
تبريز، ايران، 1370هـ .

(68)
الاعراف: 42 ـ 43 .


/ 1