تقرير - حضور وفد الجمهوریة الإسلامیة فی ایران و دوره فی مؤتمر التنمیة‌ و السکان فی القاهرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حضور وفد الجمهوریة الإسلامیة فی ایران و دوره فی مؤتمر التنمیة‌ و السکان فی القاهرة - نسخه متنی

الدائرة الثقافیة العربیة فی المجمع

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تقرير

حضور وفد الجمهورية الاسلامية في
ايران و دوره في

مؤتمر التنمية والسكان في القاهرة

* إعداد:
الدائرة الثقافية العربية
في المجمع العالمي
لاهل البيت (ع)

شاركت الجمهورية الاسلامية في ايران
بوفد رفيع المستوى في المؤتمر الدولي للتنمية
والسكان الذي انعقد في القاهرة تحت اشراف
منظمة الامم المتحدة، للفترة من 27 ربيع الاول
ـ 6 ربيع الثاني عام 1415هـ الموافق 5 ـ 13 أيلول
عام 1994م. وضم الوفد (18) عضواً كان من بينهم (10)
نساء، ورئس الوفد سماحة العلامة الشيخ محمد
علي التسخيري الامين العام للمجمع العالمي
لاهل البيت(عليهم السلام).

الاهداف الاساسية:

بعد دراسة وثيقة عمل مؤتمر القاهرة ـ
الذي يعتبر الثالث من نوعه حول موضوع
السكان والتنمية ـ دراسة جيدة نسبياً،
والاستنتاج بان هذه الوثيقة و رغم ما تضمنته
من نقاط ضعف وقوة متعددة، فانها نُظِّمت وفق
ذهنية لا دينية، فقد تجاهلت الدور الاساسي
للدين في بناء الانسان ـ باعتباره محور
التنمية ـ وتحقيق التنمية المستقرة،
وبملاحظة الاجواء السلبية في الاعلام الدولي
والاسلامي ضد المؤتمر، فقد حدد الوفد اهدافه
الرئيسية بالنقاط التالية:

1 ـ السعي الجاد لابطال مفعول النتائج
السلبية للوثيقة.

2 ـ طرح المواقف التقدمية للجمهورية
الاسلامية حول السكان والتنمية في المؤتمر.

3 ـ القيام بدور قيادي للبلدان
الاسلامية في المؤتمر.

4 ـ الانتفاع من الامكانيات الاعلامية
للمؤتمر لطرح قضايا الثورة الاسلامية
ومواقفها.

5 ـ ايجاد علاقة اكثر استحكاماً مع
الشعب المصري المسلم.

6 ـ اجراء مباحثات مع المنظمات الدولية
وتعزيز العلاقات معها.

7 ـ اجراء اتصالات مع المنظمات غير
الحكومية في انحاء العالم وتقوية الارتباط
بها.

وبعد عشرة ايام من النشاط المتواصل،
من المعتقد ان الوفد استطاع ان يحقق نجاحاً
جيداً، ويحصل على النتائج المرجوة.

ففي البداية اُلقيت في المؤتمر كلمة
متينة المضمون جامعة الابعاد تضمنت مواقف
عقائدية وجوانب علمية، حدّد المؤتمر فترتها
بعشر دقائق فقط.

النقاط التي اكدت عليها كلمة رئيس وفد
الجمهورية الاسلامية*:

[1]

1 ـ رغم اننا نعتبر ان النمو المطّرد
للسكان يسبب المشاكل، الاّ ان السبب الاهم
والعامل الاكبر في هذه المشكلة هو التوزيع
غير العادل للهبات الطبيعية الالهية، وكفران
النعم من خلال عدم استغلال تلك الامكانيات
الطبيعية بالشكل الافضل.

2 ـ التأكيد على ان كيان الاُسرة هو
الحجر الاساس للتكوين الاجتماعي، واننا نرفض
اي سلوك من شأنه أن يمس ذلك الكيان ويضعفه.

3 ـ التأكيد على الدور الفعال للمرأة
في ايجاد التركيبة الاجتماعية والسياسية
للمجتمع.

4 ـ التأكيد على ان الاخلاق هي القاعدة
الاساس لاية تنمية مستقرة.

5 ـ دعوة الدول الغنية لاداء دورها
الانساني في تقليل الفجوة في مستوى معيشة
الافراد على الصعيد العالمي.

6 ـ الامتناع عن فرض تصورات دولة معينة
على دول اُخرى، والاهم من ذلك الامتناع عن
استخدام القوة في فرض اغراضها واهدافها.

7 ـ رفض موضوع الاجهاض والتدخل في
الشؤون الداخلية للدول رفضاً قاطعاً.

8 ـ التأكيد على ضرورة وجود تعاريف
دقيقة وواضحة ومتفق عليها لكل مصطلحات
الوثيقة وعباراتها.

9 ـ رفض اي اقتراح يؤدي الى انتشار
الفساد الاخلاقي.

10 ـ تقديم تقرير مختصر عن نشاط
الجمهورية الاسلامية في مجال تنظيم الاسرة.

مجالات النشاط:

من اجل تحقيق الهدف المطلوب، استغل
الوفد المجالات التالية على افضل وجه:

1 ـ الجو الاعلامي الواسع ضد المؤتمر
الذي مَثَّل اكبر عامل ضغط عليه لاتخاذ منهج
معتدل، ادّى الى ان تتخذ اميركا موقفاً
معتدلاً نسبياً، وتطرح «بي نظير بوتو» مواقف
اسلامية، وتبذل الحكومة المصرية غاية جهدها
لتنظيم وثيقة اسلامية على الاقل.

2 ـ تبوأت الجمهورية الاسلامية في
ايران موقفاً قيادياً في التحرك داخل المؤتمر.

3 ـ الاتصال المتكرر والمستمر مع
القادة الدينيين في مصر (شيخ الازهر ـ مفتي
مصر ـ الامام الغزالي ـ المثقفين والكتّاب
المسلمين) للضغط على الجهاز الحكومي من اجل
بذل المزيد من التعاون لتحقيق الاهداف
المرجوة.

4 ـ لكون مصر هي البلد المضيف، فمن
الطبيعي انها تمتلك قدرة كبيرة في تنظيم
الوثيقة النهائية، وعليه فقد تمّ الاتصال
بالوفد المصري وتنسيق المواقف معه.

5 ـ الاتصال مع وفد الفاتيكان
والاستفادة من ميوله المعنوية في هذا
الاتجاه، وقد ترك هذا الاتصال اثاراً ايجابية.

6 ـ الاتصال بالدول الاسلامية، وقد كان
للباكستان افضل تعاون معنا في هذا المجال.

7 ـ استغلال الامكانيات الكبيرة
لوسائل الاعلام العالمية للاعلان عن الخطاب
الاسلامي واعداد الارضية لاتخاذ المواقف
اللاحقة.

الجدير بالذكر ان الاخبار والمواقف
والتحليلات كانت تعرض بشكل يتناسب مع سير
العمل.

النتائج المهمة للنشاطات:

لتحقيق الهدف المنشود، بُذلت الجهود
في الاتجاهات التالية:

1 ـ اصلاح الوثيقة:

1 ـ الفصول المتعلقة بالمقدمة
والمبادئ: رغم معارضة الدول الغربية، اضيفت،
بضغوط من الدول الاسلامية وبعض دول اميركا
اللاتينية، فقرات جديدة في المقدمة وبداية
فصل المبادئ، مفادها ان تنفيذ هذه الوثيقة
ينبغي أن يعتمد على اساس مبدأ سيادة الدول
والقوانين الوطنية والقيم الدينية والثقافية
والاخلاقية.

2 ـ «عبارة الفحشاء الاجبارية»: احتجت
الجمهورية الاسلامية على استخدام عبارة
الفحشاء الاجبارية في الفصل الرابع، واكدت
على ان الدول يجب ان تضع حداً لاستغلال النساء
والاطفال بالفحشاء، وطالبت بحذف كلمة
الاجبارية قبل كلمة الفحشاء، لكي يشمل جميع
حالات الفحشاء.

وقد تمت المصادقة على هذا الاقتراح
رغم معارضة بعض الدول الاوربية كهولندا
والنرويج، واستبدلت عبارة الفحشاء
الاجبارية، بعبارة «الاستغلال عن طريق
الفحشاء».

3 ـ المفاهيم المختلفة للاُسرة: عارضت
الجمهورية الاسلامية استخدام مصطلح «المفاهيم
المختلفة للاُسرة» (Various Comcepts)، بمساندة بعض
الدول، وتمت الموافقة على اقتراحها في
استبدال مصطلح «اشكال» (Forms) عوضاً عن «مفاهيم»
في الفصل الثاني والفصل الخامس للوثيقة. ومن
اللازم أن نوضح هنا انه استخدمت وبشكل ضمني
عبارة الاشكال المختلفة للاُسرة في الفقرات
التالية للوثيقة حول الاُسر التي تتكون من
والد واحد، والاُسر الممتدة «ذات الاجيال
المتعددة» والمنقطعة «ذات المرحلة الواحدة».

4 ـ استخدام مصطلح الافراد مقابل
الازواج: استخدمت الفقرات المختلفة للوثيقة
مصطلح «الافراد» (individuals) مقابل مصطلح «الزوجين»،
وصرحت بحقوق الافراد في اختيار عدد ابنائهم
والفترة الزمنية الفاصلة بينهم. وبالرغم من
ان هذا المصطلح وعباراته استخدمت منذ سنة 1974م
(مؤتمر بخارست) في القرارات الدولية بشكل
مستمر، لكن الجمهورية الاسلامية طالبت بحذف
كلمة «الافراد» لما تحتمله من تفسير سيئ. اما
البلدان الاسلامية الاُخرى فلم تكن تتحسس من
هذا المصطلح، وتستدل على عدم ضرورة الضغط
لحذف هذه الكلمة بلحاظ الفقرات الاولية في
فصل المبادئ التي نصت على تنفيذ قرارات
المؤتمر في حال مسايرتها للقوانين الوطنية
والقيم الاخلاقية والدينية وغيرها.

على صعيد آخر ـ اصرت دول الغرب وبلدان
اميركا اللاتينية على استخدام كلمة «الافراد»
على اية حال، وبعد اربعة ايام تقريباً من
البحث والنقاش والضغوط وافقت الجماعة
الاوربية واميركا على اقتراح الجمهورية
الاسلامية القاضي بأن يقرأ رئيس اللجنة
الرئيسية نصاً في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ثم اعد النص باتفاق الطرفين وفيه اشارة الى
اعتراض بعض الدول ازاء كلمة «الافراد»، واوكل
تفسير هذه الكلمة الى الحكومات حسب قوانينها
الداخلية وقيمها الدينية والاخلاقية ومبادئ
حقوق الانسان.

5 ـ سائر اشكال الاقتران (Other Unions): في
مقطعين من الوثيقة استخدم مصطلح سائر اشكال
الاقتران مقابل كلمة الزواج. وبما ان الابهام
يلف هذا المصطلح، ويمكن ان يطلق على الشذوذ
الجنسي ايضاً، فان الجمهورية الاسلامية اصرت
على حذف هذه الكلمة من نص الوثيقة ولقيت
تأييداً من مصر، بينما كانت الدول الغربية
وبلدان اميركا اللاتينية تعتقد ان هذا
المصطلح يطلق على الزواج المدني (Common Law Marriage)
او الحياة المشتركة بين رجل وامرأة دون اجراء
عقد الزواج. واخيراً، وبعد ثلاثة ايام من
النقاش حذفت الاشارة الى سائر اشكال الاقتران
من نص المقطعين.

6 ـ الاجهاض: كان موضوع الاجهاض احد
اكثر مواضيع المؤتمر اثارة للنقاش، حيث خصصت
له مجموعة عمل صغيرة واصلت اعمالها على مدى
يومين كاملين. وغطّت اخبارها الى حد كبير سائر
الاخبار المتعلقة بالاجتماع. وقد طالبت اكثر
الدول الغربية وبعض البلدان الافريقية
وبلدان اميركا اللاتينية الاعتراف رسمياً
بالاجهاض، بينما عارضت الدول الاسلامية
وخاصة الجمهورية الاسلامية وبعض دول اميركا
اللاتينية (خمس دول في اميركا الوسطى
بالاضافة الى الارجنتين وبيرو) والفاتيكان
قضية الاعتراف بالاجهاض معارضة شديدة.
واخيراً وبعد يومين من البحث اعد نص بالاتفاق
بين الجمهورية الاسلامية ومصر والباكستان
والجماعة الاوربية واميركا، ونال تأييد
البلدان الكاثوليكية في اميركا اللاتينية
بعد اجراء بعض الجرح والتعديل عليه، وتمت
المصادقة عليه، فيما اعلن الفاتيكان تحفظاً
عليه، ومن اهم فقرات هذا النص هي:

أ ـ منع استخدام الاجهاض كاسلوب
لتنظيم الاسرة وفي مختلف الظروف.

ب ـ ضرورة الحذر من الاجهاض غير الامن
(Un safe) (اي الاجهاض الذي يجريه شخص غير متخصص،
او الاجهاض الذي يتم في ظروف لا يتوفر فيها
الحد الادنى من الشروط الصحية).

ج ـ الارتقاء بكيفية خدمات تنظيم
الاُسرة للحد من الاجهاض.

د ـ ضرورة تقديم استشارات مخلصة
للنساء اللواتي حملن دون رغبة منهن.

هـ ـ إعطاء الاولوية لمنع الحمل غير
المرغوب به للحد من الاجهاض.

و ـ يوكل امر اي اجراء قانوني بخصوص
الاجهاض الى الانظمة التشريعية للبلدان.

ز ـ لو كان الاجهاض لا يخالف القانون،
فيجب ان يكون اجهاضاً آمناً.

ح ـ ضرورة تأمين استشارة سريعة بعد
الاجهاض، بالتثقيف وتقديم خدمات تنظيم
الاسرة لمنع تكرار الاجهاض.

7 ـ التثقيف الجنسي للاطفال والاحداث:
انتقدت الجمهورية الاسلامية وبشدة المقطع 7 ـ
35 الذي كانت قد وافقت عليه لجنة الاكتفاء
الذاتي التمهيدي في نيويورك، لان هذه المادة
طالبت الدول بتقديم معلومات جنسية للاطفال
والاحداث منذ السنوات الاولى بما ينطبق مع
معاهدة حقوق الطفل. وبعد ساعات من البحث
والنقاش، ومعارضة بلدان الجماعة الاوربية
واميركا تم حذف الاشارة الى مصطلح الاطفال من
النص، واستبدال مصطلح «في السن المناسبة»
بدلاً من «منذ السنوات الاولى».

كما طالب المقطع 7 ـ 43 الدول المبادرة
الى تثقيف الاحداث جنسياً وتأمين الخدمات
والاشراف الجنسي والحملي لهم. وقد عارضت كل من
الجمهورية الاسلامية ومصر هذا المقطع، وجرت
محادثات بين مصر والجمهورية الاسلامية وكندا
للوصول الى اتفاق بهذا الشأن، واعد اخيراً
نصاً يشير الى حق الابوين وضرورة اشرافهم،
ويؤكد على احترام القيم الدينية والاخلاقية
للمجتمعات، وجَعْل التثقيف هادفاً (ومنه منع
انتشار الامراض الجنسية والاستغلال الجنسي).
ومن جهة اُخرى اُلحقت كلمة «المناسب» بكلمة «التثقيف»
ليكون باب تفسيرها مفتوحاً امام كل بلد.

كما كانت هناك اشارة في هذا الفصل (الفصل
السابع) الى ضرورة تأمين وسائل منع الحمل
للاحداث الذين تربطهم علاقة جنسية، وقد تم
حذفها بطلب من الجمهورية الاسلامية.

8 ـ الحقوق الجنسية: في المقطع 7 ـ 1، تم
عرض تعريف غير مناسب للصحة الجنسية والحقوق
الجنسية، يسبب مشاكل كثيرة، وقد الغي القسم
الاعظم من سلبيات التعريف المذكور باقتراح من
الجمهورية الاسلامية، واُدغمت الصحة الجنسية
ضمن تعريف سلامة الحمل، ثم حذفت الاشارة الى
الحقوق الجنسية من نص الوثيقة. كما حذفت ثلثا
الحالات التي اشير فيها الى الصحة الجنسية (79
حالة) من الوثيقة. ويلزم بنا ان نوضح ان
الحالات التي اُبقي عليها هي تلك التي تشير
فقط الى الصحة الجنسية في مجال الوقاية من
الامراض الجنسية والايدز على وجه الخصوص.

هذا، ويعتبر هذا الاتفاق من اهم
المكاسب الايجابية.

9 ـ تنظيم الاخصاب (Fertility Regulation): اشارت
مسودة الوثيقة (12) مرة تقريباً الى مصطلح
تنظيم الاخصاب. وبما ان تعريف منظمة الصحة
العالمية لتنظيم الاخصاب الذي اُعلن سنة 1990م
اشار الى الاجهاض باعتباره احد اساليب تنظيم
الحمل، فانه كان من الصعب جداً الاتفاق حول
هذا المصطلح. ففي الوهلة الاولى طالبت الدول
الغربية والافريقية ادخال تنظيم الاخصاب في
الوثيقة، لانها كانت تعتقد ان سائر اساليب
تنظيم الاخصاب سوى الاجهاض ضرورياً لتأمين
سلامة الامهات. ولحل هذه المشكلة تم الاتفاق
على الاتيان بعبارة «التي لا تتعارض مع
القانون» بعد مصطلح اساليب تنظيم الحمل. وقد
حلَّ هذا الاقتراح مشكلة البلدان الاسلامية،
بينما بقيت المشكلة قائمة عند الفاتيكان وعدد
من الدول الكاثوليكية في اميركا اللاتينية
حول مصطلح «تنظيم الاخصاب». واخيراً وبعد
ساعات من النقاش جرى الاتفاق على اقتراح
الجمهورية الاسلامية القاضي باجراء تعديل
جزئي في المصطلح المذكور بالشكل الذي لا يدخل
ضمن تعريف منظمة الصحة العالمية، بعبارة ادق
استخدمت عبارة « Far regulation offertility» بدلاً من
مصطلح «Fertility Regulation».

تعليق رئيس وفد الجمهورية الاسلامية
الايرانية في الجلسة الختامية للمؤتمر

وفيه سجّل الملاحظتين الاتيتين:

اولاً ـ هذه الوثيقة رغم ما فيها من
ايجابيات لم تاخذ بعين الاعتبار حقيقة مهمة
الا وهي دور المعتقدات والنظم الدينية في
تعبئة الطاقات لصالح قضية الاعمار والتنمية
المستمرة، ويكفي ان نعرف ان الاسلام مثلا
يوجب على كل مسلم ان يقوم بسد الاحتياجات
الضرورية للامة مهما استطاع فاذا قصر في ذلك
اثم، ويوجب شكر النعم باستثمارها خير
استثمار، كما يوجب العدالة والتوازن
الاجتماعي بالاضافة للنظام التربوي الاسلامي
وتاكيده على ضرورة تشكيل العائلة الصالحة،
فقد كنت اتمنى ان نعطي الموضوع حقه كما اعتقد
ان على الامم المتحدة ان تتابع في مسيرتها
تقوية هذه الوثيقة معنويا عبر بعض الندوات
العالمية.

ثانياً ـ لقد سعينا بجد للوصول الى
توافق في الاراء وابدينا المرونة المطلوبة في
هذا الشأن دون أن نخل بالمبادئ، وقد كان
لتعاون الدول الاسلامية فيما بينها وكذلك
تعاونها مع الدول الاخرى الاثر البالغ ولكن
ما زالت في هذا النص ثغرات نسجل تحفظنا تجاهها
ومن اهمها:

1 ـ موضوع العلاقات الجنسية خارج اطار
الزواج، فهناك فقرات يبدو منها السماح بذلك
ولكنه امر يخالف الشرائع كلها فالاتيان
بعبارة الافراد الى جانب عبارة الازواج
والحديث عن الترويج للسلوك الجنسي المأمون
بما في ذلك العفة الطوعية واستخدام الرفال
بين المراهقين كما في البند (8 ـ 31) يتيح مثل
هذا السلوك المرفوض بتاتا.

2 ـ نحن نعتقد ان عملية التثقيف الجنسي
للمراهقين انما يمكن ان تؤتي ثمارها اذا كانت
بمادة مناسبة ومن قبل الابوين وبهدف الحفاظ
عليهم من الوقوع في الانحرافات الجنسية او
الامراض الفيزيولوجية.

2 ـ طرح المواقف التقدمية للجمهورية
الاسلامية:

كانت للجمهورية الاسلامية مواقف
تقدمية تماماً في الكثير من المواضيع
المطروحة، ومنها:

أ ـ الحقوق السياسية والاجتماعية
للمرأة: تم تبيين دور المرأة في الثورة
الاسلامية والتركيبة الاجتماعية والسياسية
لها في الجمهورية الاسلامية في خطاب الوفد
وفي اللقاءات وكلمات الاخوات الاعضاء في
الوفد او ممثلي المؤسسات الاسلامية
الايرانية غير الحكومية التي القيت في
الاوساط المختلفة وفي اللقاءات الصحافية. وقد
كان للاخوات المتخصصات اللواتي شكلن نصف
الوفد دوراً يستحق الثناء، فلهن الشكر الجزيل
والتقدير الجميل.

ب ـ في مجال تنظيم الاسرة: تم طرح
برنامج الجمهورية الاسلامية والنجاح الباهر
الذي حققته في هذا المجال، وذلك في خطاب
الوفد، ولقاءات الاعضاء المتخصصين بالوفد مع
وسائل الاعلام، وكذا من خلال اقامة معرض
تخصصي وتوزيع كراس خاص بذلك.

ج ـ تم طرح برامج الجمهورية الاسلامية
فيما يتعلق بتنظيم امور المهاجرين.

3 ـ القيام بدور قيادي اسلامي في
المؤتمر:

بلحاظ وجود عالم دين معروف على رأس وفد
الجمهورية الاسلامية، فمن الطبيعي ان تتجه
الانظار نحو هذا الوفد. في مثل هذه الارضية،
بدأ الوفد نشاطه في تعبئة البلدان الاسلامية
مستفيداً من تعاون مصر والباكستان
واندونيسيا وماليزيا، وكوَّن بعد جهد كبير
مجموعة اسلامية في المؤتمر حظيت بتعاون بقية
البلدان معها.

ويعتبر غياب عدد من الدول الاسلامية،
وخوف البلدان العربية من غضب اميركا والغرب،
وعدم وجود عناصر دينية فعّالة في الوفود،
وعدم معرفة نقاط ضعف الوثيقة بالصورة
المطلوبة، من اكبر موانع ايجاد مجموعة
اسلامية متكاملة.. على اية حال، فاننا عاتبنا
الدول الاسلامية التي لم تتعاون معنا في هذا
المجال.

4 ـ استغلال الامكانيات الاعلامية:

ربما لم يستغل وفد من الجمهورية
الاسلامية في اي مؤتمر الامكانيات الاعلامية
المتوفرة كما استغلها وفدنا في هذا المؤتمر.
فقد كان الوفد مستعداً في كل لحظة لاجراء لقاء
مع وكالات الانباء والمجلات ومحطات الاذاعة
والتلفزيون، وبالفعل فقد اجري عدد كبير من
هذه اللقاءات انعكست على المستوى العالمي.
وكان انعكاس انباء النشاطات بمستوىً جيد أو
ممتاز في جميع البلدان، ادى الى اعتزاز انصار
الثورة وافتخارهم بحيث وصلتنا عدة برقيات
تهنئة الى مقر الوفد في القاهرة.

5 ـ تعزيز العلاقة مع الشعب المصري:

اللقاءات المذكورة في الفقرة الرابعة
كوَّنت علاقة طيبة بيننا وبين الشعب المصري،
فقد كان الجميع يتحدث عن نشاطاتنا، واجرت
معنا الكثير من الشخصيات المعروفة اتصالات
هاتفية، والتقينا بشيخ الازهر ومفتي مصر
والامام الغزالي والسيد فهمي هويدي والسيد
سليم العوا والسيد الشاوي، اذ قامت وسائل
الاعلام بنقل تفاصيل محادثاتنا مع هذه
الشخصيات، الامر الذي سُرَّ له الكثير من
الناس. واحتشدت الجماهير للقاء بالوفد
الاسلامي الايراني حينما علمت بمشاركته في
صلاة الجمعة في مسجد رأس الحسين(عليه السلام)،
وقد نقلت الصلاة في محطة الاذاعة والتلفزيون
المصرية، وبثت في كل مصر، واعرب الشيخ فرحات
امام الجمعة عن تقديره لحضور الوفد في صلاة
الجمعة، وتطرق الى ذكر فضائل الامام الحسين(عليه
السلام)، ووجهت لنا الدعوة بعد الصلاة
لاجتماع حضره عدد من الوزراء وبعض اعضاء
المجلس ومجموعة من العلماء المصريين، ونظموا
لنا جولة لزيارة الاثار المتبقية عن رسول
الله(صلى الله عليه وآله) (سيفه، وشعرة من ذقنه
المبارك، وميل كُحلته).

6 ـ مباحثات مع المنظمات الدولية:

عقدت عدة اجتماعات مع رؤساء المنظمات
التالية:

1 ـ صندوق السكان والتنمية الدولية.

2 ـ منظمة الصحة العالمية.

3 ـ صندوق النقد الدولي.

واجريت مباحثات بنّاءة للتعاون مع هذه
المنظمة ودعم مشروع تنظيم الاُسرة، وحصلنا
على وعود ايجابية مفيدة.

7 ـ تعزيز الارتباط مع المنظمات غير
الحكومية (NGO):

اوكلت مهمة هذه الفقرة من البرنامج
الى الاخوات الاعضاء في الوفد، حيث قمن
باجراء اتصالات كثيرة في هذا المجال. اتسمت
هذه الاتصالات باهمية بالغة نظراً لاهمية هذه
المنظمات وكثرة حضور ممثليها (اكثر من الف
منظمة).

اقتراحات:

اخيراً، نقدم الاقتراحات التالية:

1 ـ ضرورة بذل المزيد من الاستعدادات
واعداد منهج عمل قوي للحضور في المؤتمرات
الدولية المماثلة.

2 ـ من المناسب الطلب من الامم المتحدة
رسمياً بعقد اجتماعات دولية لرفع النقائص
المعنوية في الوثيقة، ومنها: دراسة دور الدين
في تكوين الانسان الصالح والاسرة الصالحة،
والتوفر على نهج ثابت ومستقر.

3 ـ ومن المناسب ايضاً الطلب من منظمة
المؤتمر الاسلامي رسمياً لعقد ندوات
واجتماعات مهمة لطرح الموقف الاسلامي من قضية
السكان والتنمية.

4 ـ كما ان من المناسب ان تبادر
مجموعة من المفكرين والمتخصصين الاسلاميين
لاجراء دراسات وبحوث متتابعة في هذا الاطار،
ونشر نتائج دراساتها على هيئة مشروع متكامل.


(*)
جاء في كلمة رئيس وفد الجمهورية الاسلامية
الايرانية سماحة الشيخ محمد علي التسخيري ما
يلي:

ان العالم ـ اليوم ـ يواجه
تحديات كثيرة منها موضوع تنفيذ مقررات مؤتمر
القمة حول الاطفال، والاستراتيجية الرابعة
الدولية للتنمية، وورقة العمل رقم 21 لمؤتمر
البيئة والتنمية، كما انه يهيئ لمؤتمر القمة
حول التنمية الاجتماعية، والمؤتمر الدولي
حول المرأة، والسنة الدولية للعائلة،
وبالتالي مؤتمر السكان والتنمية الذي نعيش
آفاقه.

ومؤتمر القاهرة اذ ينعقد في
هذا الظرف الحساس يشكل فرصة مهمة لدراسة
مواضيع السكان، والبيئة والتنمية بشكل
منسجم مترابط. ولذا فان الجمهورية الاسلامية
الايرانية تعتبرها فرصة مناسبة لتؤكد على ان
هذا المؤتمر يمكن ان يشكل خطوة ايجابية في
مجال التعاون الدولي للوصول الى تنمية وطيدة.
وعلينا ان نستثمر هذه الفرصة للعمل على
التركيز على الابعاد المعنوية والاخلاقية
والثقافية لترشيد وتوسعة ما تم الاتفاق عليه
في المؤتمرين السابقين في (بوخارست ومكسيكو
ستي).

ولهذا فان مؤتمر القاهرة هذا
يجب بالتأكيد ان لا يسمح مطلقاً ليتخذ ذريعة
للاعتراف ببعض السلوكات اللااخلاقية وانماط
الشذوذ الجنسي والتحركات الموهنة للقيم
الدينية والمعنوية.

قبل الخوض في بعض القضايا التي
هي مثار البحث في الوثيقة المقدمة لهذا
المؤتمر لا بد لنا من التأكيد على الحقائق
التالية:

اولاً: اننا اذ نحاول تنظيم
التحرك السكاني في اطار من التوسعة المطلوبة
علينا قبل كل شيء ان ننظر الى الانسان بكل
ابعاده المادية والمعنوية ليكون تخطيطنا
منسجماً مع فطرته الانسانية وموقعه من
الكون، وفي هذا الصدد نعتقد ان هذه المشكلة
الاجتماعية لم تنشأ من مجرد النمو العشوائي
للسكان فحسب بل نشأت ايضاً عن عدم الاستثمار
الجيد لهذه الامكانيات، وانماط الظلم في
توزيعها. يقول القرآن الكريم وبعد ان يذكر
النعم الالهية الكثيرة: (وآتاكُمْ مِن كلِّ
ما سألتموهُ وانْ تَعدّوا نعمةَ اللّهِ لا
تُحصوها إنَّ الانسانَ لَظَلومٌ كفّار). «سورة
ابراهيم آية 38».

ثانيـا : ان ملاحظـة الواقع
الانساني عبر التاريخ وما تقرره الشرائع
الالهية في نظرياتها الاجتماعية، تؤكد ان
الكيان العائلي يشكل حجر الزاوية في البناء
الاجتماعي، وأن اي تحرك يوهن من استحكامه او
يطرح لايجاد بديل عنه يشكل ضربة للمسيرة
الانسانية الاصيلة. ولكن هذا لا يعني مطلقاً
ان لا نلجأ الى تنظيم هذا الكيان بالاساليب
المشروعة، فذلك جزء من تحكيمه وتوجيهه.

ثـالثـاً : ان للمـرأة
باعتبارها نصف المجتمع الانساني دورها
الاساسي في صياغة البناء الاجتماعي
والسياسي، ويجب بكل تأكيد ان تلعب دورها بكل
ثقة مصونة من اي استغلال او حط لكرامتها او
امتهان لانسانيتها.

رابعاً : ان ايـة خطـة واقعية
لاقامة تنمية مستقرة لا يمكنها ان تتغافل عن
دور القيم الاخلاقية والعقيدة الدينية في
تحكيم اسس التنمية والاشباع المتوازن
لمتطلبات الانسان باعتباره محور الاعمار،
فلا بد اذن من التأكيد على هذه القيم والعمل
على دعمها ونفي كل ما ينافيها.

خامسـاً : ان مبـدأ التساوي
الانساني في امكانية الاستفادة من الخيرات
الطبيعية وهي هبة اللّه تعالى ليدعونا
جميعاً للعمل على ازدهار القدرات البشرية
وملء الهوة بين الدول الغنية والفقيرة وعلى
المستوى العالمي.

سادسـاً : ان مبادئ حقوق
الانسان كما تقررها الوثيقة العالمية
والوثائق الاخرى كالوثيقة الاسلامية تجب
مراعاتها بشكل دقيق، الا ان من الطبيعي
التاكيد على انه لا يحق لاية دولة او مجموعة
ان تحمل مفهومها عنها على الاخرين او تحاول
الاستهانة بالقيم الثقافية والدينية التي
يحملونها بذريعة فهمها هي، بل يجب الوصول
الى تعريفات مشتركة مقبولة يمكن من خلالها
تشخيص الحقيقة دونما اي تحميل ولتكون
الوثائق ومن بينها وثائق المؤتمر الحالي
معتمدة عن بصيرة ودقة لتفادي التفسيرات
المختلفة.

بهذا الصدد اشير الى بعض
الموضوعات المثيرة للنقاش في الوثيقة
المقدمة لهذا المؤتمر والتي دارت حولها
مناقشات مفصلة في جلسات اللجنة التمهيدية:

1 ـ مسألة الاجهاض:

هذه المسألة امر حساس تعارضت
فيها التقييمات فهي من وجهة نظر كل الاديان
الالهية امر مرفوض كما انها محل تشكيك جدي من
الزاوية الاخلاقية والانسانية .. وربما شكلت
نقطة تعارض بين حق الحياة وحرية الاختيار. ان
موقفنا المستمد من تعاليم الاسلام السامية
يؤكد على حماية حق الزوجين في اختيار العدد
المطلوب من الاولاد وتعيين فواصل الولادة
بينهم شريطة عدم الاعتداء على حق الجنين منذ
انعقاد نطفته ومن خلال عملية الاجهاض.

وكما تعلمون فان حكومة
الجمهورية الاسلامية الايرانية قد نفذت
برامج لتنظيم العائلة ونفذت سياسة السيطرة
على المواليد بشكل فعال ادى الى نتائج موفقة.

2 ـ الصحة الجنسية

والتناسلية:

لما كانت هناك تفسيرات متفاوتة
لهذا المصطلح بحيث يمكن ان يحاول البعض من
المجتمعات القيام بعملية الاجهاض تحت هذا
العنوان فان من الطبيعي ان نرفض ذكر هذا
المصطلح واشباهه دون ان يذكر تعريف مقبول
يمنع من حصول الاثار السيئة المشار اليها.

3 ـ التثقيف وتقديم

معلومات الصحة

الجنسية والتناسلية:

ان تثقيف الشباب بمعلومات
الصحة الجنسية والتناسلية يمكن ان يلعب
دوراً مهماً في مجال التثقيف الصحي العام،
وصحة الامهات وتنظيم العائلة وكذلك الامراض
التناسلية المعدية ومعدلات الوفيات. ان وفد
بلادي اذ يدعم فكرة التثقيف الصحي الجنسي
والتناسلي ـ بملاحظة هذه الحقيقة ـ ليعتقد
بان المادة التثقيفية ونوعية التثقيف
بملاحظة المتعلمين فيه يجب ان يتم اختيارها
بدقة ليمكن تجنب العواقب التعليمية الخطيرة
التي قد تترتب عليها ان لم ينتخب الظرف
والعمر المناسب. لذا فاننا نعتقد بان نشر هذه
المعرفة بين الاطفال والمراهقين تؤدي الى
مفاسد كثيرة يجب تجنبها، ومن هنا فنحن نرفض
ذلك بقوة. إلاّ ان يتم عبر الوالدين ولهدف
الوقاية من الانحرافات الاخلاقية والاعتلال
الجسمي، اما الممارسات الجنسية فيجب ان
تنحصر في مجالات الزواج المشروع لا غير.

4 ـ المصادر المالية

الدولية:

ان الوصول الى تحقيق اهداف
البرنامج العملي يلقي على كاهلنا واجباً
ثقيلاً، ذلك ان هناك فجوة واسعة بين الاقطار
النامية والاقطار المتقدمة في مجال
المعايير الصحية، ان معدلات الوفيات بين
الامهات في الاقطار النامية قد تبلغ أضعافها
لدى الدول المتقدمة.

ورغم ان اقطار العالم الثالث
تجهد في تحقيق اشباع لحاجاتها الضرورية الا
ان حاجاتها المالية لتنفيذ برامجها العملية
تفوق طاقتها الوطنية، وبعبارة ادق فان قلة
الموارد المادية فيها الناشئة من ظروفها
الاقتصادية الدولية غير المناسبة، تجعل
توفير المصادر الوطنية امراً صعباً للغاية،
مما يؤدي الى استبعاد امكان التنفيذ الكامل
والسريع لبرامجها العملية لعدم تأمين
المصادر المالية المطلوبة والمستمرة.

ومن هنا فان المطلوب من هذا
المؤتمر ان يتم فيه اعلان تعهدات مالية
تتناسب وسعة النشاطات المأمولة لكي نضمن
نجاحه في مسعاه. وعلى اي حال فيجب ان لا تترك
هذه التعهدات المالية مطلقاً أثرها السلبي
على تقليل المصادر المالية لسائر نشاطات
التنمية.

وأود هنا ان اشير باختصار الى
السياسة والبرامج السكانية للجمهورية
الاسلامية الايرانية.

فخلال العقد الذي يبدأ بعام 1976م
واجه بلدنا معدل نمو سكاني لا سابقة له حتى
بلغ مستوى 9,3 % وذلك نتيجة عدم وجود برنامج
منسجم لتنظيم العائلة، وهبوط مهم في معدل
وفيات الاطفال من 100 في الالف الى 35، ودخول
سيل من المهاجرين من الاقطار المجاورة. فكان
هذا النمو الجامح للسكان ـ في هذه الظروف ـ
سبباً لقلق الحكومة مما جعل مسألة السياسات
السكانية كاحدى اولويات الخطة الخمسية
الاقتصادية والاجتماعية للبلد والتي بدأ
تنفيذها منذ عام 1989م وكانت محاور سياستنا
السكانية على النحو التالي:

o اعادة النظر في القوانين
والمقررات المغايرة لسياسة تنظيم العائلة.

o الارتفاع بمستوى نشاطات محو
الامية وخصوصاً من خلال توفير امكانيات
تعليم النساء، وتقليل معدلات وفيات الرضع
والاطفال عبر توسعة الخدمات الصحية الاولية.

o تيسير مشاركة النساء في
النشاطات الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية.

o تحسين كيفية خدمات تنظيم
الاسرة وسعتها من خلال التعليم والاستفادة
من الوسائل المامونة للمنع من الحمل.

o التأمين المجاني مع تسهيل
الحصول على الوسائل المتنوعة للمنع عن الحمل
في كل انحاء البلاد.

o تشجيع المشاركة الايجابية
لوسائل الاعلام في هذه النهضة الثقافية.

o تقوية التنسيق بين البرامج
السكانية المتنوعة.

o الاستفادة من الدراسات
الميدانية لغرض رفع نوعية برامج تنظيم
الاسرة.

o توسعة التعاون الثنائي
والمتعدد الجوانب خصوصاً مع مؤسسات الامم
المتحدة وبرامجها.

وكانت نتائج هذا البرنامج
مشجعة جداً فقد هبط معدل النمو السكاني خلال
ثلاث سنوات فقط من بدء التنفيذ الى مستوى 42,2.
كما ان الاحصاءات تشير الى انه عبر تنفيذ هذا
البرنامج في عامي 93 و94 هبط مستوى النمو
السكاني ووصل الى 8,1، ومن الجدير بالذكر ان
هذا الهبوط تم رغم سياسة تشجيع الشباب نحو
الزواج.

ارى هنا من الضروري ان اشير الى
الدور الفعّال للنساء في تحقيق النجاح
لبرنامج تنظيم الاسرة في الجمهورية
الاسلامية الايرانية الامر الذي لم يكن ليتم
لولا هذا الدور الفعال.


/ 1