مهدی (عج) فی أحادیث الرسول (ص) بطرق أهل السنة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مهدی (عج) فی أحادیث الرسول (ص) بطرق أهل السنة - نسخه متنی

السید جعفر الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تحقيقات


المهدي ( عج ) في احاديث الرسول (صلى
الله عليه وآله)


بطرق اهل السنة


* السيد جعفر الحسيني

مقدمة:


الاعتقاد بالمهدي المنتظر(عليه
السلام):


يُخطئ من يتصور بأن قضيّة الامام
المهدي(عليه السلام) والاعتقاد به قضية شيعية
فقط، أو حتى قضية إسلامية فقط، كلاّ! فهي
ضرورة عالمية بشّرت بها الاديان كلّها، وهذا
امرٌ لا يحتاج لان نقيم عليه الدليل.

ورسوخ هذه الفكرة نابع من أن المهدي(عليه
السلام) سيكون المستثمر لجهود الانبياء
جميعاً حيث «يكون الدين كلّه للّه» في زمانه
فيحقّ لكل دين أن يبشّر أتباعه بذلك (اليوم
الموعود) الذي يشكّل هو إحدى حلقاته.

والملاحظ أن الاديان الاخرى لم تصرّح
باسم المنتظر، وإنما أشارت إليه، حتى إذا بلغ
الدور للرسالة الخاتمة، أعلن الرسول الاكرم(صلى
الله عليه وآله) بأحاديث ونصوص لا تقبل الشك
والريب عنه، وصرّح باسمه وكنيته، وأنه من أهل
البيت من ذرّية علي وفاطمة(عليهما السلام)،
وأنه الثاني عشر من خلفائه الكرام كما سيأتي
فيما يلي.

أما على الصعيد الاسلامي فالمتتبع لما
ورد من أحاديث نبوية شريفة حول (المهدي)(عليه
السلام) في كتب الصحاح والمساند وطرق كبار
الائمة من جميع الفرق المعتدلة والمستقري لما
اُلّف حول هذه القضيّة، بل والناظر إلى تاريخ
الامة الاسلامية بدقة، يخرج بنتيجة مهمة، هي
أن الاعتقاد بالمهدي المنتظر ما هو إلاّ
ضرورة إسلامية قد تلقاها المسلمون من النبيّ
الاكرم(صلى الله عليه وآله)، وليست نابعة من
وضع اجتماعي أو سياسي معيّن لطائفة إسلامية
معينة فهي على لسان النبي(صلى الله عليه وآله)والائمة
الاثني عشر فرداً فرداً، تماماً كما هي على
لسان الصحابة الاجلّة والتابعين والائمة
والحفاظ.

ولا يضرّ قضية المهدي(عليه السلام)
وضرورتها أن يحاول البعض تطبيقها على أنفسهم،
أو الانحراف بها عن واقعها تماماً، كما لا
يضرّ النبوّات أن يدّعيها مدّع كذّاب، إذاً
فلا يعتبر هذا محلاً للنقض في قضيّة الامام
المهدي(عليه السلام)، كما نجد ذلك عند بعض
الكتّاب السطحيين اليوم.

المهدي عند أهل البيت:


ولا نجد أننا بحاجة لان نقيم الدليل
على أن كل الائمة من أهل البيت(عليهم السلام)
قد بشروا بالمهدي الثاني عشر منهم، وركزوا
عليه، وجعلوا الاعتقاد به مسبقاً من علائم
الايمان، ومن أراد الوقوف على ذلك فليراجع
كتب الاحاديث الواردة عنهم(عليهم السلام)وهي
تؤكّد كلّها على ذلك.

وأهل البيت(عليهم السلام) عندما
يؤكّدون على ذلك فلا يعني أن ذلك مجرّد رأي
شخصي، وإنما يعني أنهم يؤكّدون قضية إسلامية
أصلية، وذلك لان أقوالهم ليست إلاّ أقوالاً
للرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) كما أكدوا
هم على ذلك.

ويتوضح ذلك أكثر عندما نأخذ بعين
الاعتبار كل الادلّة التي تثبت إمامتهم(عليهم
السلام)، وأنهم لا يقولون إلاّ الحق.

المهدي(عليه السلام) في أحاديث الرسول(صلى
الله عليه وآله) بطرق أهل السنّة:


وفي هذا المجال بحوث مفصّلة، لكننا
نختصرها مستعرضين الخطوط العامة لها ضمن نقاط:

أ ـ الصحابة الذين رووا عنه(صلى الله
عليه وآله)أحاديث المهدي، وهم كثيرون منهم:

1 ـ الامام علي(عليه السلام).2 ـ الحسين
بن علي(عليه السلام).

3 ـ عثمان بن عفان.4 ـ اُم سلمة.

5 ـ طلحة بن عبداللّه.6 ـ اُم حبيبة.

7 ـ عبد اللّه بن عباس.8 ـ عبد اللّه بن
مسعود.

9 ـ عبد اللّه بن عمر.10 ـ ابو سعيد
الخدري.

11 ـ ابو هريرة.12 ـ جابر بن عبد اللّه.

13 ـ عمار بن ياسر.14 ـ انس بن مالك.

15 ـ عوف بن مالك.16 ـ عبد الرحمن بن عوف.

وغيرهم ....

ب ـ أئمة المذاهب والرواة الذين
خرّجوا الاحاديث، وهم كثيرون أيضاً منهم:

1 ـ ابن سعد، في الطبقات.2 ـ احمد بن
حنبل، في مسنده.

3 ـ ابن ماجة، في سننه.4 ـ أبو داود في
سننه.

5 ـ الترمذي، في جامعه.6 ـ البزّار، في
مسنده.

7 ـ أبو يعلى الموصلي، في مسنده.8 ـ أبو
بكر محمد بن هارون

البروياني، في مسنده.

9 ـ الحاكم. في المستدرك.10 ـ الحارث بن
ابي اُسامة، في مسنده.

11 ـ ابن عساكر في تاريخه.12 ـ ابن
الجوزي، في تاريخه. 13 ـ ابن حبّان، في صحيحه.14
ـ ابو بكر الاسكافي في فوائد الاخبار.

15 ـ الخطيب، في تلخيص المتشابه.16 ـ
البيهقي في دلائل النبوة. 17 ـ النسائي ذكره
السفاريني في18 ـ المناوي في فيض القدير.

لوامع الانوار البهيّة.

19 ـ الدارقطني، في الافراد.20 ـ
الباوردي، في معرفة الصحابة.

21 ـ أبو بكر بن ابي شيبة، في المصنف.22 ـ
نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

23 ـ الحافظ ابو نعيم، في كتاب24 ـ
الطبراني، في الكبير،

المهدي، وفي الحلية.والاوسط، والصغير.

25 ـ أبو عمرو الداني، في سننه.26 ـ أبو
حسين بن المناوي في كتاب الملاحم.

27 ـ أبو عمرو المقري، في سننه.28 ـ يحيى
بن عبد الحميد الحماني في مسنده.

29 ـ أبو بكر بن المقري في معجمه30 ـ أبو
غانم الكوفي في كتاب الفتن.

31 ـ الديلمي في مسند فردوس الاخبار.

وغيرهم من الائمة والحفاظ والمؤلفين.

ج ـ من الّف كتاباً في شأن المهدي(عليه
السلام):

وهذا إما أن يكون ضمن الكتب الحديثية
المشهورة، كما في السنن والمساند وغيرها
وأصحابها كثيرون. ومنهم من أفرد مؤلّفاً في
ذلك مثل:

1 ـ أبو بكر بن أبي خيثمة ـ زهير بن حرب
ـ قال ابن خلدون في مقدمة تاريخه: [ولقد توغّل
أبو بكر بن أبي خيثمة على ما نقل السهيلي عنه،
في جمعه للاحاديث الواردة في المهدي].

2 ـ الحافظ أبو نعيم ذكره السيوطي في
الجامع الصغير.

3 ـ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر
السيوطي وسمّى كتابه بـ [العرف الوردي في
أخبار المهدي] وتزيد الاحاديث التي أوردها
فيه على المائتين.

4 ـ الحافظ عماد الدين ابن كثير، فقد
صرّح في كتابه [الفتن والملاحم] بانه قد افرد
جزءاً مستقلاً في ذكر المهدي(عليه السلام).

5 ـ الفقيه ابن حجر المكي، كما نقله
البرزنجي في الاشاعة وسمى الكتاب بـ [القول
المختصر في علامات المهدي المنتظر].

6 ـ علي المتقي الهندي، صاحب كنز
العمال، له رسالة في شأن المهدي(عليه السلام)حسب
نقل ملاّ علي القاري الحنفي في [المرقاة في
شرح المشكاة] والبرزنجي في الاشاعة.

7 ـ ملا علي القاري وسمّى مؤلفه بـ [المشرب
الوردي في مذهب المهدي] وقد نقل عنه البرزنجي
في (الاشاعة) طائفة كبيرة من الروايات.

8 ـ مرعي بن يوسف الحنبلي في [فوائد
الفكر في ظهور المهدي المنتظر] ذكره الشيخ
صديق حسن القنوجي في كتابه [الاذاعة لما كان
وما يكون بين يدي الساعة].

9 ـ العلاّمة القاضي محمد بن علي
الشوكاني في [التوضيح في تواتر ما جاء في
المهدي المنتظر والدجّال والمسيح].

10 ـ الامير محمد بن إسماعيل الصغاني
صاحب [سبل السلام]كما نقل عنه في (الاذاعة ص114).

11 ـ محمد البرزنجي في [الاشاعة] وتكلّم
عن المهدي(عليه السلام) في الباب الثالث في
أكثر من مقام:

الاول: في اسمه ونسبه ومولده ومبايعته
ومهاجره وحليته وسيرته.

الثاني: في العلامات التي يعرف بها
والامارات الدالّة على قرب خروجه(عليه السلام).

الثالث: في الفتن الواقعة قبل خروجه.

12 ـ السيد محمد صديق حسن القنوجي
البخاري في [الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي
الساعة] فذكر احاديث المهدي(عليه السلام) في
باب مستقل، واكّد تواترها وإن من الامور التي
تعقبها الساعة هو ظهور المهدي(عليه السلام)
والدجّال والمسيح.

إلى غير ذلك من المؤلفات الكثيرة.

د ـ ذكر بعض من صرّح بتواتر أحاديث
المهدي(عليه السلام):

1 ـ الحافظ أبو الحسين محمد بن الحسين
الامدي السجستاني، صاحب كتاب [مناقب الشافعي]
(المتوفى 363هـ ) حيث قال: «وقد تواترت الاخبار
واستفاضت عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)
بذكر المهدي، وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع
سنين، وأنه يملا الارض عدلاً وأن عيسى يصلّي
خلفه».

2 ـ محمد البرزنجي في [الاشاعة] قال: «تنبيه:
قد علمت أن احاديث وجود المهدي وخروجه آخر
الزمان وأنه من عترة رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله) من ولد فاطمة بلغت حدّ التواتر المعنوي
فلا معنى لانكارها».

وقال أيضاً في ختام كتابه المذكور: «وغاية
ما ثبت بالاخبار الصحيحة الكثيرة الشهيرة،
التي بلغت التواتر المعنوي، وجود الايات
العظام التي فيها بل (أوّلها) ـ خروج
المهدي وأنه يأتي في آخر الزمان من ولد فاطمة،
يملا الارض عدلاً كما مُلئت ظلماً ـ ».

3 ـ الشيخ محمد السفاريني في [لوامع
الانوار البهية] قال: «بلغت الروايات حدّ
التواتر المعنوي...» ثم قال: «وقد روي ما يفيد
مجموعه العلم القطعي، فالايمان بخروج المهدي
واجب كما هو مقرّر عند أهل العلم، ومدوّن في
عقائد أهل السنّة والجماعة».

4 ـ القاضي محمد بن علي الشوكاني قال في
[التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر
والدجال والمسيح]: «الاحاديث الواردة في
المهدي متواترة بلا شك ولا شبهة».

5 ـ الشيخ صديق حسن القنوجي البخاري
قال في [الاذاعة] (ص112) ما لفظه: «منها أي ـ
من الاُمور التي تعقبها الساعة ـ المهدي
الموعود المنتظر الفاطمي وهو أولها
والاحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها
كثيرة جداً تبلغ حد التواتر».

وقال أيضاً في (ص146) اعتراضاً على ما
قاله ابن خلدون في كتاب [العبر]، ما لفظه: «فلا
معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود
المنتظر المدلول عليه بالادلّة، بل إنكار ذلك
جرأة عظيمة في مقابل النصوص المستفيضة
المشهورة البالغة الى حد التواتر».

6 ـ الشيخ محمد بن جعفر الكتاني، قال في
كتابه [نظم المتناثر في الحديث المتواتر] ما
لفظه: «والحاصل أن الاحاديث الواردة في
المهدي المنتظر متواترة».

هـ ـ ذكر بعض ما ورد في الصحيحين
والمسانيد مما له تعلّق بشأن المهدي(عليه
السلام):

1 ـ روى البخاري في باب نزول عيسى بن
مريم: عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله): «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم
فيكم وإمامكم منكم»[1].

2 ـ روى مسلم في صحيحه عن جابر أنه سمع
النبي(صلى الله عليه وآله) يقول: «لا تزال
طائفة من اُمتي يقاتلون على الحق ظاهرين الى
يوم القيامة. قال: فينزل عيسى بن مريم فيقول
أميرهم: تعال صلّ لنا. فيقول: لا، إن بعضكم على
بعض اُمراء تكرمة اللّه هذه الامة»[2].

وفي هذه الرواية والتي سبقتها وإن لم
يكن تصريح باسم المهدي(عليه السلام) ولكن يتضح
المقصود منهما بعد ملاحظة سائر الروايات
الواردة في هذا الباب.

3 ـ عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله): «لا تذهب الدنيا ولا تنقضي
حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي»[3]
أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.

4 ـ وعنه أيضاً بلفظ: «يلي رجل من أهل
بيتي يواطئ اسمه اسمي، لو لم يبق من الدنيا
إلاّ يوم، لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يلي»[4].

5 ـ وعن اُم سلمة ـ رضي اللّه عنها ـ
قالت: سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)
يقول: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة».

رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم في
المستدرك[5].
ورمز السيوطي لصحته، وقال الالباني: إسناده
جيد.

6 ـ وعن أبي هريرة قال: ذكر رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) المهدي فقال: «يكون في اُمتي
المهدي إن قصر فسبع، وإلاّ فتسع فتنعم فيه
اُمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط»[6].

رواه البزار ورجاله ثقات ـ قاله
الشوكاني ـ .

7 ـ وعنه أيضاً بلفظ: «لو لم يبق من
الدنيا إلاّ ليلة لطوّل اللّه تلك الليلة حتى
يلي رجل من أهل بيتي»[7].

8 ـ وقد عقد أبو داود في سننه كتاباً
أفرد فيه روايات المهدي، وأورد فيه ثلاثة عشر
حديثاً. صدّرها بحديث جابر بن سمرة قال: «سمعت
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) يقول: لا يزال
هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر
خليفة»[8].

وقال السيوطي في آخر جزء [العرف الوردي
في اخبار المهدي]: في ذلك اشارة إلى ما قاله
العلماء أن المهدي أحد الاثني عشر.

9 ـ وعن سعيد الخدري قال: «قال رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله): المهدي مني أجلى
الجبهة، اقنى الانف، يملا الارض قسطاً وعدلاً
كما ملئت جوراً وظلماً، ويملك سبع سنين»[9].

10 ـ وعنه أيضاً، قال: قال رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله): «اُبشركم بالمهدي يُبعث في
اُمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملا
الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً،
يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض يقسم المال
صحاحاً» أي بالسوية ـ رواه أحمد في مسنده[10].

11 ـ ما في الجامع الصغير عنه(صلى الله
عليه وآله): «المهدي رجل من ولدي، وجهه
كالكوكب الدرّي»[11].

12 ـ أبو داود في سننه: «لا تذهب أو لا
تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي
يواطئ اسمه اسمي»[12].

13 ـ أحمد بن حنبل في مسنده عن زر بن
حبيش عن عبد اللّه، قال: «قال رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله): لا تنقضي الايام ولا يذهب
الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ
اسمه اسمي»[13].

إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة التي
لا مجال لنقلها كلها. والنتيجة التي لابدّ وأن
يخرج بها الناظر لمجموع أحاديث المهدي(عليه
السلام) هي انه(عليه السلام) لابدّ وأن يكون
مطابقاً لما يقوله أهل البيت(عليهم السلام) من
أنه هو محمد ابن الامام الحسن العسكري(عليه
السلام)بالخصوص، وذلك يتّضح باختصار من
ملاحظة ما يلي:

أ ـ أحاديث «اثنا عشر أميراً» التي
تواترت بما لا يقبل الشك، بعد أن رواها
البخاري ومسلم وباقي الائمة(عليهم السلام)،
وقد جاء في بعضها «اثنا عشر خليفة» وصرّحت
بأنهم ـ من قريش ـ .

وهذه الاحاديث لا يمكن أن تُطبق
واقعاً على غير الائمة المعصومين من أهل
البيت، وإلاّ لزم أن يدخل في خلافة النبي(صلى
الله عليه وآله) أمثال يزيد والوليد.

ب ـ يمكننا أن نأخذ مقياس التطابق من
روايات متواترة اُخرى، هي أحاديث الثقلين: «إني
تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل
بيتي ما إن تمسكتم بهما فلن تضلّوا بعدي
فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

فهذه الروايات تعيّن المشار إليه في
أحاديث «الاثنا عشر أميراً» أولاً، وتعطي
مقياساً لانطباقها على الائمة(عليهم السلام)
ثانياً. وهو عدم الافتراق عن القرآن. وهذا
تاريخ أهل البيت(عليهم السلام) وتلكم
رواياتهم الصحيحة، والمقبولة لدى أئمة
المذاهب جميعاً سوى بعض السلفية، الذين لم
يستطيعوا أن يطعنوا رغم ذلك في نزاهتهم. كل
تلك شاهدة على أن المقياس لا ينطبق إلاّ عليهم(عليهم
السلام) مع ضم الامام المهدي(عليه السلام)
إليهم تماماً كما أخبروا هم(عليهم السلام).

ج ـ التصريح في الروايات الكثيرة
باسمه(عليه السلام)، فقد جاء فيها: «وأما نسبه
فإنه من أهل بيت رسول اللّه».

وعن ابن مسعود أن «اسمه محمد». وفي
روايات كثيرة «أنه من ولد فاطمة البتول». وقد
ردّ ابن حجر على الاخبار الدالة على أنه من
ولد العباس. وغير ذلك مما لا يمكن أن ينطبق
إلاّ على ما تقوله الشيعة الاثنا عشرية.

المنكرون والمشككون


أما بالنسبة للمنكرين والمشككين فلم
نقف على أحد من الماضين ممّن أنكر أحاديث
المهدي(عليه السلام) أو تردّد فيها سوى رجلين:

1 ـ أبو محمد بن الوليد البغدادي، كما
نقل عنه ابن تيميّة في كتابه [منهاج السنّة ]وذكر
أنه قد اعتمد في ذلك على حديث: «لا مهدي إلاّ
عيسى بن مريم». ثم قال: وليس مما يعتمد عليه
لضعفه.

2 ـ عبد الرحمن بن خلدون المغربي
المؤرّخ المشهور، وهو الذي اشتهر بين الناس
بتضعيفه لاحاديث المهدي، ويبدو للمتأمّل في
كلامه في [المقدمة] التهافت والتناقض، حيث
يعترف أولاً بظهور المهدي(عليه السلام) وأنه
لابدّ منه. قال ما لفظه: «اعلم أن في المشهور
بين الكافة من أهل الاسلام على ممرّ الاعصار
أنه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل
البيت يؤيّد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه
المسلمون، ويستولي على الممالك الاسلامية،
ويسمّى بالمهدي. ويكون خروج الدجّال وما بعده
من اشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره،
وأن عيسى ينزل من بعده، فيقتل الدجال، أو ينزل
معه فيساعده على قتله، ويأتمّ بالمهدي في
صلاته...». إلخ.

ثم ذكر ثانياً ما يفيد تردّده في أمر
المهدي(عليه السلام) وكأنه نسي ما شهد به
أولاً من أن الاعتقاد بخروج المهدي(عليه
السلام) هو المشهور بين الكافة من أهل الاسلام
على ممرّ الاعصار.

وهل هذا إلاّ الشذوذ في الرأي
واللامبالاة في القول، بعد العلم بأن كافة
المسلمين على ممرّ العصور على خلافه؟ وهل
يمكن دعوى اتفاق الجميع على الخطأ وأن المصيب
هو ابن خلدون فحسب؟! وخاصةً بعد أن لم يكن
الامر اجتهادياً، وإنما هو أمر غيبي ـ كما
اسلفناه ـ لا يسوّغ لاحد إثباته إلاّ بدليل من
كتاب أو سنّة، وقد ذكرنا بعض الاحاديث، ومن
ادّعى التواتر فيها.

الاحاديث التي ربما يتوهّم تعارضها
مع الروايات الواردة في المهدي(عليه السلام)(عليهم
السلام)


أ ـ ما أخرجه محمد بن خالد الجندي عن
أنس بلفظ: «لا مهدي إلاّ عيسى». قال الشوكاني:
سنده مختلف عليه، وفيه راو مجهول، وضعّفه
الحفّاظ، وفيه اضطراب وانقطاع ـ كما قال
الحافظ ابن القيّم ـ وأحاديث المهدي أصحّ
اسناداً منه.

وقال السفاريني: الصواب الذي عليه أهل
الحق: أن المهدي غير عيسى، وأنه يخرج قبل
نزوله(عليه السلام).

وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد
التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنّة
حتى عدّ من معتقداتهم.

ب ـ ما أخرجه الدارقطني في «الافراد»
والخطيب وابن عساكر، عن عمار بن ياسر بلفظ: «يا
عباس إن اللّه بدأ بي هذا الامر، وسيختمه
بغلام من ولدك يملاها عدلاً كما مُلئت جوراً،
وهو الذي يصلّي بعيسى بن مريم».

وأخرج أيضاً بلفظ: «المهدي من ولد عباس
عمي».

وعن أبي هريرة بلفظ: «يا عم إن اللّه
ابتدأ الاسلام بي، وسيختمه بغلام من ولدك،
وهو الذي يتقدم عيسى بن مريم». أخرجه أبو نعيم
في «الحلية».

وقد جمع الشوكاني في «التوضيح» بين
هذه الروايات الثلاث الدالّة على أن المهدي
من ولد العباس عم النبي(صلى الله عليه وآله).
وما تقدم من الروايات الصحيحة الدالّة على أن
المهدي من عترته(صلى الله عليه وآله) ومن ذرية
فاطمة(عليها السلام) (إن المهدي من ولد العباس
من جهة اُمّه). فإن أمكن الجمع فبهذا، وإلاّ
فالاحاديث أنه من ولد النبي(صلى الله عليه
وآله) أرجح.

وفي الختام فإن أحاديث الامام المهدي (عج)
الكثيرة التي ألّف فيها المؤلفون، وحكى
تواترها الكثيرون، واعتقد بموجبها أهل
السنّة والجماعة كما اعتقد بها الشيعة، تدلّ
على حقيقة ثابتة بلا شك، ولا ينكر خروجه(عليه
السلام) إلاّ جاهل أو مكابر، وهذا هو الذي
حاولنا إثباته.



([1])
كنز العمال 14: 334، ح38845. عن صحيح مسلم والبخاري.

([2])
مسند أحمد 3: 345، وبنفس اللفظ 3: 384 و4: 217. وصحيح
مسلم، كتاب الايمان: 247.

([3])
مسند أحمد 1: 432 و376 و377 و448. والترمذي
كتاب الفتن باب 52. وسنن أبو داود 4: 107.

([4])
الترمذي، باب الفتن 52: 438، ح2331.

([5])
سنن أبو داود 2: 107، ح4284. وسنن ابن ماجة 2: ح4086.
ومستدرك الحاكم 4: 557. كتاب الفتن والملاحم.

([6])
كنز العمال 14: ح38706. بلفظ مقارب. والحاكم في
المستدرك 4: 558. وسنن ابن ماجة في كتاب الفتن: ح4083.

([7])
كنز العمال 14: ح38684.

([8])
سنن أبو داود 4: 106.

([9])
كنز العمال 14: ح38665. وسنن أبو داود 4: 107.

([10])
مسند أحمد 3: 52. والدر المنثور للسيوطي 6: 57.

([11])
كنز العمال 14: ح38666. وأخرجه البروياني في
مسنده عن حذيفة.

([12])
سنن أبو داود، كتاب الفتن 4: 107، ح4382.

([13])
مسند أحمد 1: 448 و14: ح38707.

/ 1