شبهة ورد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شبهة ورد - نسخه متنی

حسن الأمین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

شـبهة ورد

رد على
الدكتور محمد
عمارة

حول التشيع

* حسن الامين

( لـبنان )

يقول
الدكتور محمد
عمارة إنه
يقتضي
التمييز
تاريخياً بين
تيارات الفكر
الشيعي ; لان
الفكر الشيعي
ليس تياراً
واحداً في
حضارتنا
الاسلامية ،
ثم يسترسل
قائلاً : «
الحضارة
الاسلامية
عرفت الغلو
الشيعي ...
فرقاً من
الغلات
الشيعة ،
وهؤلاء
أغلبهم قد
انقرض مثل
القرامطة
والحشاشون
وغيرهما ... » .

وكان على
الدكتور أن
يتحرى
الحقيقة في كل
كلمة يكتبها ،
وأن يدرس
التاريخ
الاسلامي
ليكون على علم
بما يكتب .

وأبسط ما
نقوله له : ليس
في الفكر
الشيعي
تيارات
مختلفة ، بل هو
تيار واحد في
حضارتنا
الاسلامية لا
يعدو كونه
مذهباً ككل
المذاهب
الاسلامية
عقائد وفقهاً
وعملاً ، فإذا
اختلف عن احد
المذاهب في
شيء وافق غيره
في هذا الشيء ،
وهذه كتبه
العقائدية
والفقهية
تملا مكتبات
الدنيا .

إن التشيع
لا يعدو هذه
الحدود ، وما
خرج عنها
فالتشيع براء
منه ، لذلك
فقوله : «
الحضارة
الاسلامية
عرفت الغلو
الشيعي » هو
افتراء على
التشيع ; لانه
إذا صح وجود من
يسميهم غلات ،
فهؤلاء لا تصح
نسبتهم إلى
التشيع ; لان
التشيع كان
أول من تنكر
لهم وحاربهم .
إن هؤلاء في
التشيع
كاليزيدية في
التسنن ، فمن
يزعم أن في
التشيع غلواً
، وينسب
أصحابه إلى
التشيع ، نقول
له : إن في
التسنن غلواً
يتمثل في فرقة
(اليزيدية) ،
فهل يرضى
الدكتور محمد
عمارة أن نقول
له هذا القول ؟
فإذا كان لا
يرضى ، فعليه
ألاّ ينسب
القرامطة إلى
التشيع ، لانه
كما يتبرأ هو
من اليزيدية
ولا يرى فيهم
مذهباً سنياً
مغالياً ،
كذلك يتبرأ
التشيع من
القرامطة
وغير
القرامطة إذا
تجاوزوا الحد
الاسلامي
الشيعي .

إن الشيعة
هم الذين
حاربوا
القرامطة ،
وظلوا على
حربهم حتى
قضوا عليهم ،
حاربهم
الفاطميون
حرباً لا
هوادة فيها ،
وحاربهم شيعة
البحرين
بقيادة
الامير
الشيعي عبد
اللّه بن علي
العيوني جد
الشاعر علي بن
المقرب ، وظل
يقاتلهم أربع
سنين حتى قضى
عليهم
نهائياً . وفي
ذلك يقول علي
بن المقرب :

سل القرامط
من شظى
جماجمهم
طراً وغادرهم
بعد العلا
خدما

من بعد أن جل
بالبحرين
شأنهم
وارجفوا
الشام
بالغارات
والحرما

فهل يصح بعد
ذلك لمسلم
صحيح الاسلام
يدعي العلم
بالاسلام
وتاريخه أن
ينسب
القرامطة إلى
التشيع ؟!

والعجيب أن
الدكتور محمد
عمارة يقرن من
سماهم (الحشاشين)
إلى القرامطة
، ويضمهم إلى
من سماهم غلات
الشيعة ،
ويقول إنهم
انقرضوا ! .

إن الذين
يسميهم (الحشاشين)
ويزعم
انقراضهم
وينسبهم إلى
التشيع ، هم
الذين أطلق
عليهم مزيفو
التاريخ هذا
اللقب ، بعد أن
حوروه عن لفظه
الحقيقي الذي
هو
الحشائشيون ;
إذ كانوا
يتعاطون جمع
الحشائش
الطبية
وبيعها في كل
مكان ، فوصفوا
بهذا الوصف ،
ثم جاء
المزيفون من
خصوم كل حقيقة
فحولوه إلى
الحشاشين ،
وهم لم
ينقرضوا ، بل
إن وجودهم
اليوم اشهر من
نار على علم ،
أنهم اتباع
آغا خان .

وإذا كنا
نقول أن لا صلة
لهم بالتشيع ،
فهذا لا
يمنعنا من أن
نعترف لهم بما
أثخنوا في
الصليبيين
وما فتكوا بهم
.

والعجيب
أيضاً أن
الدكتور محمد
عمارة نسب إلى
فريق منهم خلط
الفكر
الاسلامي
والتصورات
الاسلامية
بالفكر
الهلّيني
وبمواريث
اليهودية
القديمة . إنه
إذا صح وجود من
فعل ذلك ـ وهو
غير صحيح ـ
فكيف يسوّغ
محمد عمارة
لنفسه أن يذكر
هؤلاء وهو
يتحدث عن
التشيع ،
ويلصق
أفكارهم
بالفكر
الشيعي
الاسلامي
النقي الصافي .

إن الدكتور
محمد عمارة
حين ينسب ما
نسب إلى من
يزعم دخولهم
في الشيعة ،
إنما يحمل
معولاً يضرب
به في أساس
الاسلام .

ويحاول
الدكتور محمد
عمارة
التقليل من
أمر الشيعة
اليوم فيقول
إنهم يمثلون
عشرة في المئة
من عدد
المسلمين .
ونقول له :
إنهم يمثلون
اليوم ما يكاد
يصل إلى ربع
عدد المسلمين .
ويقول : « إذن في
النظرة إلى
الشيعة لابد
من التمييز
بين الغلاة ،
وبين شديدي
الاعتدال ،
وبين
المتوسطين في
الموقف ما بين
الغلو
والاعتدال » .

ونقول له :
ليس هناك
تمييز في
التشيع بين
هذه الاصناف
إلتي اختلقها
، هناك تشيع
يرتكز على
الايمان
باللّه
ورسوله
وكتابه ،
ويتميز عن
بقية
المسلمين كما
يتميز كل مذهب
اسلامي عن
غيره من
المذاهب . فما
تجاوز ذلك ليس
بتشيع .

ونعيد هنا
ما قلناه من
قبل من أنه إذا
صح أن يقول
الدكتور محمد
عمارة هذا
القول ، فإنه
يصح لغيره أن
يقول : يجب
التمييز في
النظرة إلى
أهل السنة بين
الغلاة (وهم
اليزيدية) ،
وبين شديدي
الاعتدال (وهم
أتباع
المذاهب
الاربعة) ،
وبين
المتوسطين في
الموقف ما بين
الاعتدال
والغلو (وهم
القاديانية) .

وحقيقة
التشيع
البارزة تضطر
الدكتور محمد
عمارة لان
يعترف بأن
التشيع مذهب
من المذاهب
الفقهية
الاسلامية ،
وتضطره لان
يعترف بأنهم
في مصر عمدوا
أخيراً إلى
الاخذ ببعض
أحكامه ،
ولكنه يعمد
إلى الطعن في
قضية الامامة
قائلاً إن أهل
السنة
يعتبرون أن
الامامة
بمعنى
الخلافة جزء
من الشورى ،
وإنها جزء من
سلطة الامة ،
وإن الامامة
بالبيعة
والاختيار
والشورى ،
بينما الشيعة
يعتبرون
الامامة
بالنص .

إننا نسأله
متى أخذ غير
الشيعة في
اختيار
الخلفاء
بالشورى
وبسلطة الامة
؟

ألم ينص
الخليفة
الاول على
الخليفة
الثاني ؟ ألم
ينص الخليفة
الثاني على
الخليفة
الثالث ؟ وإن
جعل هذا النص
على أكثر من
واحد فإنه
جعله في
حقيقته على
واحد بتركه
الامر لعبد
الرحمن بن عوف
المعروف بأن
هواه مع عثمان
. ومهما يكن من
أمر فهو على كل
حال نص ، سواء
كان على واحد
أو على أكثر .

وهل كان
تولي يزيد بن
معاوية ومن
تلاه من
الطغاة حتى
آخر خليفة
عثماني ، وهو
عبد المجيد ،
بالاختيار
والشورى ؟ !

وعندما
اختارت الامة
خليفتها
بنفسها ،
عندما اختارت
جموع الشعب
علي بن أبي
طالب ، ثار على
هذا الاختيار
من يدّعون أن
الخلافة
متروكة
لاختيار
الامة .

ويبلغ
الامر
بالدكتور
محمد عمارة
إلى أن يقول إن
تعصب الشيعة
لائمتهم
جعلهم يشقون
صف الامة .

إن الذين
شقوا صف الامة
هم الذين
ثاروا على
الخليفة الذي
اختاره الشعب
، والذين
تعصبوا لهم
وأيدوهم .

ويناقض
الدكتور محمد
عمارة نفسه
عندما يقول : «
أمة تتعارك
داخلياً على
قضايا
تاريخية ، دون
أن ترى
التحديات
التي تقتلعها
من جذورها ،
وتريد أن تطوي
صفحة الاسلام
» .

ويقول إنه
ينظر إلى
الشيعة
باعتبارهم
جزءاً من
الامة
الاسلامية .

إذا كانوا
في نظره جزءاً
من الامة
الاسلامية
فهل يصح منه أن
يسعى لتهشيم
هذا الجزء ،
والطعن فيه ،
وإسباغ صفات
باطلة عليه ؟
وهل يحل له
السعي في فصل
هذا الجزء من
الامة عنها ،
وفي هذا الوقت
بالذات ؟

ويقول : «
لابد أن نتنبه
إلى أن
التحديات
الخارجية
تجتاحنا
جميعاً ،
ولابد أن
نتكاتف ; لانها
تضعنا جميعاً
في سلة واحدة ،
فيجب ألاّ
نجعل
التناقضات
الداخلية
أعلى وأقوى من
التناقضات
الخارجية
بيننا وبين
أعداء هذه
الامة » .

ونقول له : هل
من التنبه
للتحديات
الخارجية أن
تطعن بمن قلت
أنت نفسك إنهم
جزء من الامة
الاسلامية ؟ !
وهل من
التكاتف أن
تقول ما قلت في
حق الشيعة ؟ !

ويدخل
الدكتور محمد
عمارة في غمار
التاريخ ،
فيحيل
الحسنات إلى
سيئات ، ويقول
عن الدولة
الفاطمية
إنها كانت
تحكم
والمجتمع كان
مجتمعاً
سنياً .

إنها هذه من
مفاخر الدولة
الفاطمية
التي لم تتدخل
في شؤون
المسلمين
المذهبية ،
وتركت اتباع
كل مذهب على
مذهبهم ، وقد
كانت قادرة
على غير ذلك .

والصحيح أن
المجتمع لم
يكن سنياً
بحتاً ، بل كان
سنياً شيعياً
، فلم يتعرض
الفاطميون
لمن ليسوا
بشيعة ، بل
ساعدوهم على
الاحتفاظ
بمذاهبم ،
وانشأوا لهم
الجامعات
الخاصة بهم ،
سواء في
القاهرة حيث
أقاموا جامعة
سنية في جامع
عمرو إلى جانب
الازهر ، وفي
الاسكندرية
حيث انشأوا
لاحمد بن محمد
بن سلفة
المعروف
بالحافظ
السلفي ،
مدرسة كبرى
صارت مرحولاً
إليها ،
وشجعوا
المعاهد
السنية
وتركوا
لاصحابها
حريتهم
الكاملة .

ويعترف
الدكتور محمد
عمارة أن دار
الحكمة التي
انشأها
الحاكم بأمر
اللّه ، كان
يأتي بعلماء
السنة
ليجلسوا مع
علماء الشيعة
في هذه الدار
التي بناها
للتشيع . ثم
يضيف إلى ذلك
وصفاً لهذا
التشيع بأنه
التشيع
الفاطمي
الاسماعيلي
الباطني
المغالي .

والتشيع
الفاطمي لا
يوصف بهاتين
الصفتين «الباطني
المغالي» ،
لانه لو وصف
بهما خرج عن
التشيع كما
بيّنا من قبل ،
وهاتان
الصفتان يمكن
أن تطلقا على
من سماهم
الحشاشين . على
أنه لابد من
تبيان ما هو
المقصود
بالباطني
لتبيان حقيقة
الامر ، وهذا
ليس هنا مكان
الدخول في
تفاصيله .

وما دام قد
سمى الشيعة
باسمهم ، وسمى
السنة باسمهم
، فنحن مضطرون
أن نفعل ذلك
دفاعاً بعد أن
فعل ذلك
هجوماً .

إنه يقول إن
القول بأن
الفكر الشيعي
فكر ثوري ،
وأنه تصدى
لنظم الجور
والطغيان على
مر التاريخ هو
أكذوبة .

يقول ذلك
بعد أن قال قبل
سطرين إن
الشعب المصري
تعاطف مع كل
ثورات
العلويين .

على ماذا
كانت ثورات
العلويين
التي اعترفت
بها ؟ ألم تكن
تصدياً لنظم
الجور
والطغيان ؟ ،
وهل كان
باعثها إلاّ
الفكر الشيعي
الثوري ؟

وزعمت أن
الشيعة منذ
جعفر الصادق
امتنعوا عن
الثورة ، وعن
العمل
السياسي ، وعن
الدخول في كل
قضايا
السياسة ،
ورضوا بكل
النظم
الحاكمة بصرف
النظر عن
جورها وعن
عدلها .

إن الشيعة
منذ جعفر
الصادق لم
يحصروا
نضالهم لنظم
الجور
والطغيان
بالثورات
المسلحة ، بل
رأوا أن
مقاومة الجور
والطغيان يجب
أن تكون في
ميدانين :
ميدان الثورة
المسلحة ، وهي
التي ظل يقوم
بها من سميتهم
بالثوار
العلويين ،
والميدان
الثاني هو
ميدان توعية
الشعب ببث
العلم وتثقيف
الفكر وبعث
حركة التأليف
، بعد أن
أماتها منع
التدوين ،
فنجحوا في ذلك
كل نجاح ، فكان
منهم
العاملون في
ميدان
السياسة
الثورية ،
والعاملون في
ميدان القتال
الثوري ،
والعاملون في
ميدان العلم
والفكر
والشعر ، كل
ذلك باشراف
جعفر الصادق
وتوجيهه ،
وإشراف من
تلاه من
الائمة .

وتقول : « إن
الذي كان
يعارض ويناقش
... كان من علماء
السنة . إذن
الفكر الذي
كان يقوم
بالثورات ،
وكان له دور في
المعارضة
والانتقاد
والسياسة
والعمل
السياسي ، كان
هو الفكر
السني » .

ولمعرفة
ماذا كان يشغل
الفكر غير
الشيعي في ظل
السلطة ،
تُراجع
الصفحتين 386 و 385
من الجزء
الاول من كتاب
مرآة الجنان ،
والصفحة 76
وحاشية
الصفحة 77 من
الجزء السابع
من كتاب نشوار
المحاضرة ،
مما نخجل من
ذكره هنا ، وكل
ما نقوله أن
القاضي أبا
يوسف انشغل
طوال النهار
وهزيعاً من
الليل ; ليجد
لهارون
الرشيد فتوى
تبيح له قضاء
الليل مع
غانية كان
قضاؤه الليل
معها زناً
محضاً .

ويقفز
الدكتور محمد
عمارة من عصر
جعفر الصادق
إلى سنة 1920 م ،
زاعماً أن
الفكر الشيعي
امتنع به
الشيعة عن
الدخول في أي
عمل من
الاعمال
السياسية .
وقال إن أول
فتوى تصدر عن
الشيعة
بالعمل
السياسي كانت
من الشيرازي
في العراق ،
عندما أباح
للشيعة أن
يشتركوا في
مقاومة
الاستعمار
الانكليزي
سنة 1920م ، ثم
يتساءل أين هي
الثورية التي
يخدعون بها
بعض الشباب ؟ .

وما دام قد
تجاوز كل تلك
القرون وما
فيها من ثورية
شيعية
واستسلام غير
شيعي ، فإننا
نماشيه في ذلك
ونقول له : في
الحين الذي
كان فيه الشيخ
أبو الهدى
الصيادي يحلل
للسلطان عبد
الحميد كل
أفاعيله
الاستبدادية
، وكان مشايخ
الاسلام
يباركون
طغيانه ، كان
الشيرازي
الاخر غير
الذي ذكره ،
وهو المرجع
الاعلى السيد
محمد حسن
الشيرازي ،
يقف لطغيان
ناصر الدين
شاه بالمرصاد
، فلما علم بأن
هذا الشاه قد
منح شركة
انكليزية
امتيازاً
يتعلق
بالتنباك لا
يتفق ومصالح
الشعب المسلم
في ايران ،
أصدر فتوى
بتحريم
التدخين
واستعمال
التنباك ،
فاستجاب له
الشعب
الايراني
وامتنع حتى
نساء القصر عن
استعمال
التنباك ،
ورفض خدم
القصر إعداد
الشيشة للشاه
حين طلب
إعدادها ،
وأدركت
الشركة
الانكليزية
أن مصيرها
الافلاس ،
واضطر الشاه
لالغاء
الامتياز
وعادت للشعب
حقوقه .

هذه هي
الثورية
الشيعية التي
عاشها الشيعة
طيلة حياتهم ،
فقاوموا بها
طغيان الطغاة
واستبداد
المستبدين .

وعندما
تحرك الشعبان
العثماني
والايراني
للمطالبة
بالدستور
والحياة
النيابية ،
كان فقهاء
الشيعة هم
المطالبين
بذلك ، فقادوا
الثورة على
الحكم الفردي
الاستبدادي
حتى حطموه ،
وفرضوا
الدستور
والحياة
النيابية ، في
حين كان
الفقهاء في
الدولة
العثمانية هم
السائرين في
ركاب
الاستبداد
والطغيان ،
المحللين له
كل محرم .

وفي الحرب
العالمية
الاولى عندما
هاجم
الانكليز
العراق ، نسي
فقهاء الشيعة
مذابح أهل
التشيع على يد
العثمانيين
وما عانوه في
ظل حكمهم من
اضطهاد
وحرمان ، وما
كابدوه من
الجور والظلم
، ولم يتذكروا
إلاّ أن
الدولة
العثمانية هي
أكبر دولة
اسلامية ،
وأنها تحمل
أكبر رمز
اسلامي هو رمز
الخلافة ،
فأعلنوا
الجهاد على
الانكليز ،
وتقدموا صفوف
المجاهدين
حاملين
السلاح ; لان
الجهاد إذا
وجب ، فأول ما
يجب عليهم .

تقدم السيد
محمد سعيد
الحبوبي ،
والسيد مهدي
الحيدري ،
والشيخ مهدي
الخالصي ، وكل
واحد منهم قد
تجاوز
السبعين من
عمره ، وكانوا
يومذاك
يمثلون قمة
المرجعية
الدينية
الشيعية .
تقدموا
وبنادقهم على
أكتافهم ،
وجموع
المجاهدين
الشيعة تحف
بهم ، وخاضوا
المعارك
بايمان وصبر
واحتساب ، في
حين أن شيخ
الاسلام في
اسطمبول أعلن
الجهاد من
شرفات قصره ،
ثم أوى إلى
الفراش
الوثير ،
وتجلبب
بالدمقس
والحرير .

وفي الوقت
الذي كان فيه
مجتهدو
الشيعة
يعلنون
الجهاد
ويمشون إلى
القتال ، كان
نظراء من غير
الشيعة في
بغداد
والموصل
والبصرة
يرتعون في
بحبوبة العيش
، التي
أمّنتها لهم
ولابائهم من
قبلهم الدولة
العثمانية ،
ويتجاهلون
الهجوم
الانكليزي ،
ويعرضون عن
فتوى الجهاد
التي أصدرها
شيخ الاسلام
فى اسطمبول
بوصفه الرئيس
الروحي وصاحب
أرفع منصب
ديني في
الدولة
العثمانية .

لقد أصدرت
الدولة
العثمانية
لائحة رسمية
سنة 1894 م ،
اعترفت بها
بخمس أسر
عراقية دينية
غير شيعية
مشمولة
بالمنح
السلطانية
والامتيازات
، فأثرت هذه
الاسر ثراء لا
حدود له ،
وامتلكت
إقطاعيات
واسعة ،
ولمّا جدّ
الجد ، ووقف
شيخ الاسلام
في السابع من
تشرين الثاني
عام 1914 م يعلن
الجهاد ، كان
رجال هذه
الاسر
الدينية غير
الشيعية
يسكتون عن
تلبية صوت
الجهاد ،
ويلوذون
بمتارفهم
وعيشهم
الرغيد .

ويذكر
الدكتور محمد
عمارة فتوى
الشيخ محمد
تقي الشيرازي
بالثورة على
الانكليز
بهذا اللفظ : «
أباح للشيعة
أن يشتركوا في
مقاومة
الاستعمار
الانكليزي
سنة 1920 م » .

بهذا
التوهين يعبر
عن فتوى الشيخ
محمد تقي
الشيرازي
الثورية ، أي
أن الشيعة
كانوا لا
يستحلون
المشاركة في
مقاومة
الاستعمار
الانكليزي
فأباح لهم
الشيرازي ذلك .

إن الشيعة
في العراق هم
الذي قاوموا
الاستعمار
الانكليزي
منذ اللحظة
التي وطئت
فيها أقدام
الانكليز أرض
العراق ،
فثارت عليهم
أول ما ثارت
النجف ،
فاستشهد في
ثورتها من
استشهد ،
وكانت
الجماهير
الشيعية
المتوثبة
تنتظر أمر
القيادة
لتبدأ ثورتها
العامة ،
فأصدر الشيخ
محمد تقي
الشيرازي
فتواه بدعوة
تلك الجماهير
إلى الانطلاق
الثوري ، فهبت
من كل مكان
تخوض ميادين
القتال
الضاري في حرب
الاستعمار
الانكليزي ،
فعرف منها
الانكليز ما
لم يعرفوه
قبلها .

من الذي كان
يقاوم
الاستعمار
الانكليزي
قبلها ليبيح
لها الشيرازي
المشاركة في
هذه المقاومة
؟ إنها هي التي
افتتحت
المقاومة
وسارت بها
مقدمة
الشهداء وراء
الشهداء .

إنها قاومت
الانكليز
بقيادة
فقهائها
مناصرة
الدولة
العثمانية ،
ولما تخلت
دولة الخلافة
عن العراق
ورحلت عنه ،
عادت تقاتلهم
وحدها بقيادة
الشيخ محمد
تقي الشيرازي
وإخوانه من
الفقهاء .

هذا ما
يسميه
الدكتور محمد
عمارة إباحة
للمشاركة في
المقاومة .

يصل
الدكتور محمد
عمارة إلى ابن
تيمية ويقول
إنه جاهد
التتار ، ليصل
من ذلك إلى
القول بأنه لا
يريد أن يفتح
الابواب ...
الذين مالاوا
التتار
وفتحوا أبواب
بغداد إلى
آخره ..

إن ابن
تيمية جاهد
الايلخانيين
المسلمين ولم
يجاهد التتار
الوثنيين ،
جاهدهم لانهم
كانوا قد
أعلنوا
إسلامهم غير
ملتزمين
بمذهب اسلامي
معين ، وابن
تيمية
المتعصب
تعصباً
مذهبياً أعمى
لا يقبل اسلام
أحد إلاّ إذا
كان اسلامه
على مذهبه هو ،
هذا المذهب
الذي يحارب
السنة
والشيعة معاً .

إن التتار
الذين غزوا
البلاد
الاسلامية
انفصلوا بعد
هولاكو عن
قومهم في
قراقورم ،
واتخذوا
مدينة تبريز
عاصمة لهم ،
وكان نصير
الدين الطوسي
قد شجع هولاكو
على هذا
الانفصال ،
فكان البادئ
فيه في
الحقيقة
هولاكو
وأكمله الذين
جاءوا بعده .
شجع نصير
الدين على هذا
الانفصال
لانه كان قد
أخذ في
التمهيد
لادخال
التتار في
الاسلام في
تفاصيل يضيق
عنها هذا
المقال ، وكان
الاسهل عليه
في دعوة
التتار إلى
الاسلام أن
ينفصل هذا
الفريق من
التتار عن
أصوله
وجماعته
الكبرى ،
فتنحصر جهود
نصير الدين في
نطاق محدد ولا
تتبعثر في
مجالات واسعة .
ونجح نصير
الدين الطوسي
في ذلك إلى
الحد الذي
بدّل فيه
التتار اسمهم
، لينفصلوا
انفصالاً
تاماً عن
قاعدتهم في
قراقورم ،
فبعد أن كانوا
يعرفون باسم
التتار أو
المغول ،
صاروا يعرفون
باسم
الايلخانيين .
وبدأت الدعوة
الاسلامية
بالتغلغل في
صفوفهم بجهود
نصير الدين
الطوسي ، ومات
هولاكو وقد
أصبح الجو
مهيأ للاسلام
، وكان نصير
الدين الطوسي
قد أعد أحسن
إعداد فريقاً
يتولى مواصلة
العمل
الاسلامي بعد
وفاته ، وكان
على رأس هذا
الفريق آل
الجويني ،
ومات نصير
الدين وقد
أصبحت الثمرة
على وشك
النضوج ،
فأكمل آل
الجويني
إنضاجها .

وكانت خطة
نصير الدين
الطوسي ثم خطه
آل الجويني أن
يسلم رأس
الدولة فتسلم
الدولة
باسلامه ;
وهكذا كان .

استطاع آل
الجويني
تلاميذ
الطوسي
متعاونين مع
أبناء الطوسي
الوصول إلى
مواقع حساسة
في الدولة
الايلخانية ،
فاستغلوا
مواقفهم هذه
للنفاذ إلى
العقائد
المغولية
لتحويلها إلى
عقائد
اسلامية ،
وراهنوا على
الابن الثاني
لهولاكو
تكودار ،
فاستطاعوا
تليينه
وإمالته إلى
الاسلام ، على
أمل أن يجيء
يوم يتولى فيه
الملك فيجاهر
بالاسلام ،
ويسلم المغول
تبعاً له ،
ونجحوا في
إيصاله إلى
سدة الملك في
تفاصيل يضيق
عنها مجال
الكلام هنا ،
فحكم باسم
أحمد تكودار ،
ولكن
انقلاباً
عسكرياً
تتاريّاً قام
عليه فقتله .

على أن
الجذور التي
أحكم غرسها
نصير الدين
الطوسي
وأبناؤه
وتلاميذه ،
وفي الطليعة
منهم آل
الجويني ،
كانت قد تأصلت
ولم يعد من
الممكن
اقتلاعها ،
فلم يطل الامر
، إذ تم الامر
في عهد غازان ،
الذي اغتسل
يوم الرابع من
شعبان سنة 694 هـ
، وارتدى
ثوباً جديداً
، وأعلن
اسلامه وتسمى
بمحمود غازان
، فأسلمت
الدوله
باسلامه .

ومع أن
الشيعة هم
الذين أسلم
غازان وأسلم
الشعب
التتاري على
أيديهم ، فقد
أبوا أن يكون
اسلام التتار
اسلاماً
مذهبياً ، بل
اسلاماً
مطلقاً غير
منتم لاي مذهب
.

ومن
الطبيعي أن
تكون للتتار
المسلمين
عواطف شيعية ،
لان الذين
دعوهم إلى
الاسلام
فأسلموا هم
الشيعة .

وهذه
العواطف هي
التي حملت ابن
تيمية على
قتالهم
بالرغم من
اسلامهم ،
وحملته وحملت
غيره على
تجاهل اسمهم
الذي ارتضوه
لانفسهم (الايلخانيون)
، والاصرار
على تسميتهم
التتار ليوهم
هو وغيره
البسطاء من
الناس بأنهم
إنما يقاتلون
التتار ،
الذين لهم ذكر
سيء في نفوس
المسلمين .

إن ابن
تيمية كان
يقاتل
الايلخانيين
المسلمين لا
التتار
الوثنيين ،
وهذه من أعظم
سيئات ابن
تيمية ، ومن
افظع
تمويهاته .

أما في
إشارة
الدكتور محمد
عمارة إلى
الذين مالاوا
التتار
وفتحوا أبواب
بغداد ، وقوله
إنه لا يريد أن
يفتح الابواب
، فنقول : نحن
سنفتح
الابواب ونري
من هم الذين
فتحوا أبواب
بغداد للتتار
، ومن هم الذين
قاتلوا
المسلمين مع
التتار في
معركة عين
جالوت ، ومن هم
الذين فتحوا
أبواب الشام
أمام
الصليبيين ،
إنهم أسلاف
ابن تيمية ،
ونقول
للدكتور محمد
عمارة : إن
الذي يقود
المعركة
اليوم مع
اليهود في
جنوب لبنان ،
هم المسلمون
الشيعة ، وإن
الجمهورية
الاسلامية
الايرانية
وحدها من بين
الدولة
الاسلامية هي
التي تقول
لليهود : لا ،
وهي التي تعد
العدة لليوم
الموعود ، وهي
التي تأبى
الاعتراف
بكيانهم
الزائف .

/ 1