فنــون وآداب
مودّتكم أجر النبيّ(
1)
بجدِّكمُ أسرى البراق فكان مِن
وشخص أبيكم في السّماء تزوره
أبوكم هو الصدّيق آمن واتّقى
وسمّاه في القرآن ذو العرش جنبه
وشدَّ به أزر النبيّ محمد
وأفرده بالعلم والبأس والنّدى
هو البحر يعلو العنبرُ المحضُ فوقه
إذا عُدّ أقران الكريهة لم نجد
يخوض المنايا في الحروب شجاعةً
يرى الموت من يلقاه في حومة
إذا استعرت نار الوغى وتغشمرت
وأهدت إلى الاحداق كحلاً معصفراً
وخِلت بها زرق الاسنَّة أنجماً
فحين رأت وجه الوصيّ تمزقت
فتىً كفّه اليسرى حِمام بحربه
فكم بطل أردى وكم مرهب أودى
يجود على العافين عفواً بماله
ولو فُضّ بين الناس معشار جوده
وكلُّ جواد جاد بالمال إنَّما
وكلُّ مديح قلتُ أو قال قائل
سيخسر من لم يعتصم بولائه
لذلك قد واليته مخلص الوِلا
عليكم سلام اللّه يا آل أحمد
مودّتكم أجر النبيّ محمد
وعهدكم المأخوذ في الذرّ لم نقل
قبلنا وأوفينا به ثمّ خانكم
طهُرتم فطُهِّرنا بفاضل طُهركم
فما شئتمُ شئنا ومهما كرهتمو
فنحن مواليكم تحنّ قلوبنا
نزوركمُ سعياً وقلَّ لحقّكم
ولو بُضّعت أجسادنا في هواكمُ
وآباؤنا منهم ورثنا ولاءكم
وأنتم لنا نعم التجارة لم نكن
وماليَ لا أُثني عليكم وربُّكم
وإنّ أباكم يَقسم الخلق في غد
وأنتم لنا غَوث وأمن ورحمة
ونعلم أن لو لم ندِنْ بولائكم
وأنَّ إليكم في المعاد إيابَنا
وأنَّ عليكم بعد ذاك حسابَنا
وأنَّ موازين الخلائق حبّكم
وموردنا يوم القيامة حوضكم
وأمر صراط اللّه ثَمَّ إليكمُ
فطوبى لنا إذ نحن عن أمركم جُزنا
إله البرايا قاب قوسين أو أدنى
ملائك لا تنفكُّ صبحاً ولا وَهنا
وأعطى وما أكدى وصدّق بالحسنى
وعروته والعين والوجه والاذنا
وكان له في كلِّ نائبة رُكنا(2)
فمن قدره يسمو ومن فعله يُكنى
كما الدرّ والمرجان من قعره يُجنى
لحيدرة في القوم كفواً ولا قِرنا
وقد مُلئت منه ليوث الشّرى جبنا
الوغى يُناديه من هَنّا ويدعوه
فوارسها واستخلفوا الضرب والطعنا
وألقت على الاشداق ارديةً دُكنا
ومن فوقها ليلاً من النقع قد جنّا
كثلّة ضأن أبصرت أسداً شنّا
كذاك حياة السّلم في كفّه اليمنى
وكم مُعدم أغنى وكم سائل أقنى
ولا يُتبع المعروف من منّه منّا
لما عرفوا في النّاس بخلاً ولا ضَنّا
قصاراه أن يستنّ في الجود ما سنّا
فإنَّ أمير المؤمنين به يُعنى
ويَقرع يوم البعث مِن ندم سنّا
وكنت على الاحوال عبداً له قِنّا
متى سجعت قمريّة وعلت غصنا
علينا فآمنّا بذاك وصدَّقنا
لاخذه كلاّ ولا كيف أو أنّى
أناس وما خُنّا وحالوا وما حُلنا
وطِبتم فمن آثار طيبكمُ طِبنا
كرهنا وما قلتم رضينا وصدّقنا
إليكم إذا إلفٌ إلى إلفه حنّا
لو انّا على أحداقنا لكمُ زُرنا
إذن لم نحل عنه بحال ولا زُلنا
ونحن إذا متنا نورِّثه الابنا
لنحذر خسراناً عليها ولا غَبنا
عليكم بحسن الذكر في كتبه أثنى
فيُسكن ذا ناراً ويُسكن ذا عَدنا
فما منكم بُدٌّ ولا عنكمُ مَغنى
لما قُبلت أعمالنا أبداً منّا
إذا نحن من أجداثنا سُرَّعاً قمنا
إذا ما وفدنا يوم ذاك وحوسبنا
فأسعدهم من كان اثقلهم وزنا
فيظماالذي يُقصى ويَروى الذي يُدنى
فطوبى لنا إذ نحن عن أمركم جُزنا
فطوبى لنا إذ نحن عن أمركم جُزنا
(1)
من قصيدة لشاعر أهل البيت ابن حماد العبدي
رحمه اللّه .(2)
في رواية: حصنا.