بر الوالدین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بر الوالدین - نسخه متنی

سید علی خامنه ای

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فنون وآداب

خاطرة : بـرّ الـوالـدين

* ولي أمر المسلمين «دام ظله»

أعتقد انّ أي نجاح حققته في حياتي سببه
برّي باحد والديَّ، فقداُصيب المرحوم والدي
في شيخوخته تقريباً، وقبل أكثر من عشرين
عاماً على وفاته، وكان عمره يومذاك سبعين
عاماً، بمرض في عينيه كان يمكن أن يؤدي به إلى
العمى. كنت حينها في مدينة قم، وقد اتضح لي
شيئاً فشيئاً من رسائله التي كان يبعث بها لي
أنه لم يعد يرى. ذهبت إلى مدينة مشهد وأخذته
إلى الطبيب للعلاج ثم قفلت عائداً إلى قم لطلب
العلم، لانني كنت قد سكنتها من قبل. ولدى حلول
العطلة عدت إلى مشهد ثانية وتابعت علاجه ثم
رجعت إلى قم للدراسة، ولم يكن العلاج ينفع
شيئاً، فاضطررت إلى المجيء به إلى طهران وذلك
سنة 1964م، وكنت على أمل أن يفعل أطباء طهران
شيئاً له، إلاّ انّ اليأس عاودني حينما علمت
انّ الاطباء عجزوا عن العلاج، فتحيّرت في
أمري، إن تركت والدي وذهبت إلى قم، أصبح جليس
الدار دون ان يقدر على المطالعة والمعاشرة،
وهو أمر عسير عليّ لا سيما وانّه كان يأنس بي
أكثر من أشقائي الاخرين، ويرغب في أن يراجع
الطبيب المعالج معي، وبدوري كنت لما أرافقه،
أقرأ له الكتب وندخل معاً في مناقشات علمية،
الامر الذي لم يكن يحصل مع بقية أشقّائي.

على أية حال فقد شعرت انّه سيصبح
كائناً عاطلاً لو تركته في مشهد وعدت إلى
مدينة قم، وسيواجه حالة شديدة عليه مريرة
عليَّ. من ناحية أخرى كنت لا أطيق ترك مدينة
قم، لانني استأنست بها، وقررت مع نفسي أن أمكث
فيها طيلة عمري ولا أغادرها أبداً، وكان
أساتذتي (لا سيما بعضهم) آنذاك يصرّون على
بقائي في قم، ويقولون انني قد أكون مفيداً في
المستقبل لو واصلت دراستي في هذه المدينة،
ولهذا فقد وقفت متحيّراً عند مفترق طريقين،
وقضيت أياماً عسيرة متردداً، وذلك في الوقت
الذي أتيت به إلى طهران لتلقّي العلاج.

في تلك الحالة القلقة، وكان رأيي يميل
إلى ان اعود به إلى مشهد ثم أرجع إلى قم
لمواصلة الدراسة، ولما كان اتخاذ مثل هذا
القرار يتسم بالمرارة والصعوبة، فقد التمست
الطريق إلى أحد اصدقائي المؤمنين المخلصين في
طهران بعد أن اتصلت به هاتفياً وأبديت له
رغبتي في زيارته، ذهبت إلى منزله في عصر يوم
صيفي، وطرحت عليه الموضوع الذي أقضّ مضجعي
وعصر قلبي، فلا أطيق ان أترك أبي المكفوف
وحده، ولا أنا بالذي أستطيع أن أترك قم، لانني
كنت أرى فيها دنياي وآخرتي، فإذا كنت من أهل
الدنيا فدنياي في قم، وان كنت من أهل الاخرة
فآخرتي فيها أيضاً، وذهابي مع أبي إلى مشهد
يعني الاعراض عن الدنيا والاخرة معاً.

تأمَّل صديقي قليلاً، وقال: اترك قم،
وليستقر بك المقام في مشهد، فانّ الله قادر
على نقل دنياك وآخرتك من قم إلى مشهد.

فكرت قليلاً في هذا الكلام وقلت مع
نفسي: صحيح انّ الانسان يستطيع أن يتاجر مع
الله تعالى، فقد كنت أتصور انّ دنياي وآخرتي
في قم، لانني كنت أحب مدينة قم وحوزتها
العلمية والحجرة التي كنت أسكن فيها.

كلام صائب لاذهب بأبي إلى مشهد وأبقَ
إلى جانبه في سبيل الله، فإذا شاء الله تعالى
قدر على ان يجعل دنياي وآخرتي في مشهد. قررت
ذلك، وانقلبت فجأة وزال الحزن عني، وتنفست
الصعداء وقررت في تلك اللحظة قراري الحاسم،
وعدت إلى المنزل مطمئن القلب طلق المحيا،
فاستغرب أبواي من الامر بعد أيام قضيتها في
ضيق وقلق، فقلت لهما: أجل، فقد قررت العودة
إلى مشهد.

لم يصدّقا كلامي أول الامر،
لاستبعادهما اتخاذي مثل هذا القرار والعدول
عن البقاء في قم.

نعم، ذهبت إلى مشهد، ووفقني الله
تعالى للكثير. على أية حال فقد عملت بمسؤوليتي
وتماثلت إحدى عيني والدي للشفاء بعد حين وكان
يرى بها إلى آخر عمره.

واعتقد انّ أي توفيق حالفني في حياتي
فمردّه إلى برّي بأبي، بل بوالديّ.

وما طرحت هذا الموضوع إلاّ لاَلْفِتَ
الانظار إلى أهميته عند الله تبارك وتعالى.

/ 1