استطـلاع - إسلام و المسلمون فی افغانستان (1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إسلام و المسلمون فی افغانستان (1) - نسخه متنی

قسم الأرشیف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

استطـلاع

الاسلام
والمسلمون في افغانستان

( 1 )

*
اعداد

قسم
الارشيف

تلاحقت على
ارض افغانستان مجموعة من الاحداث السياسية
الخطيرة ، تخللها عدد من الانقلابات العسكرية
ذهب ضحيتها الملايين من المسلمين الافغانيين
قتلاً وتشريداً .

وبالرغم من
خطورة الموقف والوضع في هذا البلد المسلم ،
الذي يعني كل مسلمي العالم ، نلاحظ عدم
الاهتمام اللازم في هذه القضية التي باتت
تهدد الكيان الاسلامي ككل .

لذا نجد من
الاهمية بمكان أن نتعرف على مجمل تاريخ هذا
البلد المسلم قبل دخول الاسلام إليه وإلى
يومنا هذا بحدود المصادر المتوافرة لدينا ،
وذلك ضمن حلقتين ننشرهما تباعاً إن شاء اللّه
.

«التحرير»

الموقع : تقع
افغانستان في قلب قارة آسيا ، حيث تمتد على
مساحة تبلغ 000/650 كم مربع . معظم اراضيها من
الجبال الشاهقة التي تتجه من الغرب والشمال
إلى الوسط والجنوب ، وبذلك تشكل معقلاً
دفاعياً طبيعياً ، يلجأ إليها الافغاني في
دفاعه عن ارضه ووطنه .

إن افغانستان
تشكل القسم الشرقي من هضبة ايران ، التي يصل
متوسط ارتفاعها إلى 3600 م ، ويصل بعض قممها إلى
6054 م ، وهي تشكل ايضاً مناطق الحدود بين
افغانستان وطاجكستان وباكستان .

من اشهر
جبالها جبال هندوكوش ـ التي تعرضت في عام 1984
إلى رابع هجوم عسكري روسي مكثف ـ وجبال سليمان
، وفيها ممرات خيبر التي يمر فيها نهر كابل .

أما السهول
فتمتد في الشمال في مناطق قريبة من نهر جيحون
الذي يشكل الحدود الفاصلة بين تركمانستان
وافغانستان .

وكما أن
افغانستان بلد زراعي ، تحتوي جباله ايضاً على
ثروات معدنية كبيرة ، كالحديد ، والذهب ،
والفضة ، والكبريت ، والفيروز والرصاص ،
والنحاس ، والغاز الطبيعي .

أما السكان
فإنه يعيش في افغانستان اكثر من 16 مليون نسمة
، تصل نسبة المسلمين فيهم إلى اكثر من 99% ، وهي من النسب العالية جداً والنادرة بالنسبة
لبقية الدول الاسلامية .

تتألف نسبة
السكان من قوميتين كبيرتين : احداهما الافغان
أو البشتون ، حيث تؤلف 40% من عدد السكان
وجميعهم من اتباع المذهب الحنفي ، والقومية
الاخرى هي الهزارة التي تشكل نسبة 40% ايضاً من
عدد السكان ، وجميع أبناء هذه القومية من
الشيعة الاثني عشرية . أما الاقوام
الاخرى كالتركمان والقزلباش والاوزبك
والاتراك والبلوش والطاجيك فهم يشكلون
النسبة الباقية من السكان والتي تبلغ 20%
.

أما اللغة
الرسمية في البلد فهناك لغتان رسميتان ، هما
البوشتو (الافغانية) والداري (الفارسية
الكابلية)(1)
. وكلا اللغتين ترتكزان على الابجدية العربية
، ولا سيما تلك المفردات المستعملة في القرآن
الكريم والحديث الشريف .

تاريخ
افغانستان

ان كلمة افغانستان تعني بلاد الافغان
، التي تعتبر مهداً للقبائل الارية التي
هاجرت إليها من سهول تركمانستان الغربية ،
حيث انشاؤا مدينة بلخ وجعلوها عاصمة لهم ،
وعرفت هذه البلاد ايضاً باسم اريانا نسبة إلى
الاريين . ويقال إن الديانة الهندوكية ظهرت في
هذه البلاد ، ومنها انتقلت إلى الهند مع
القبائل المهاجرة ، ويطلق ايضاً على القسم
الشمالي من افغانستان اسم خراسان ، وهو ما
يتكرر كثيراً في كتب التاريخ الاسلامي .

لقد غزا
الاسكندر المقدوني هذه البلاد عام 330 ق . م ،
وانشأ مدينتين قندهار وهرات ، واستمر حكم
اليونان بعده ما يقرب من مئتي عام ، ولكنهم لم
يتركوا أثراً دينياً أو حضارياً ، فبمجرد
خروج اليونان انتشرت البوذية ، وبقيت هي
السائدة إلى أن جاء الدين الاسلامي فحطم
الاصنام وكل رموز الجاهلية ، ودخل سكان
افغانستان في دين اللّه طائعين مختارين .

بعد فتح
نهاوند عام 21 هـ ـ 643م ، تم تأليف عدة جيوش
اسلامية، عهد إليها بإتمام الفتح الاسلامي في
بلاد فارس وخراسان ، وكان من بين هذه الجيوش
جيشان اتجها نحو المنطقة التي تسمى اليوم
افغانستان .

سار الجيش
الاول نحو منطقة سجستان ، وعلى رأسه عاصم بن
عمرو التميمي ، وسجستان هذه منطقة كبيرة تشمل
منطقتي راجستان وسيستان ، ومن اهم مدنها
قندهار ، وزرنج (يقع قسم منها اليوم في
الجمهورية الاسلامية الايرانية) ، وقد دخلها
عاصم بن عمرو التميمي صلحاً على أن تكون مزارع
سجستان حمىً لا يطؤها المسلمون ، وكان ذلك عام
23 هـ(2) .

وأما مدينة
كابل فقد تم فتحها عام 80 هـ أيام حكم عبد الملك
بن مروان ، وقد دخلت جيوش العباسيين هذه
البلاد ايضاً ، حتى اصبحت هذه البلاد في منتصف
القرن الثاني للهجرة اسلامية صرفة .

أما خراسان
فيقصد بها ثلاث مناطق واسعة ، تمتد بين هضبة
ايران وسفوح هندوكوش ، وتلال البلاد ما بين
النهرين ، وهي اليوم تدخل في ثلاث دول :
افغانستان منها بلخ وهرات ، والجمهورية
الاسلامية الايرانية ، منها نيسابور ،
وتركمانستان وهي التي استولى الروس على القسم
الاكبر منها في العهد القيصري بعد الحرب
التركمانية (1879 ـ 1880م) ، ثم اخضعوا الباقي منها
لحكمهم عام 1884م ، ومن اشهر مدنها مرو التي
كانت حاضرة خراسان ، ومدينة عشق آباد ، وكان
لينين في بداية حكمه قد وعد باجراء استفتاء
بين سكانها لتقرير مصيرهم بين البقاء تحت حكم
الروس أو العودة إلى الحرية والاستقلال أو
الانضمام إلى افغانستان .

ومن الجدير
بالذكر أن الملاحظة الهامة والجوهرية في كل
تاريخ المسلمين الافغانيين بعد الفتح
الاسلامي ، هي أنه كان باستطاعتهم أن يرتدّوا
عن الاسلام ، وكانت هناك فرص تاريخية متاحة
لهم للعودة إلى البوذية أو الديانات الوثنية
القديمة ، لا سيما بعد أن ضعفت قبضة الخلفاء
في بغداد ، وأعلنت الولايات النائية عن
استقلالها وعدم طاعتها لهؤلاء الحكام ،
وافغانستان من تلك البلدان التي تشكلت فيها
دول وامارات مستقلة في القرن الثاني للهجرة ،
ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث ، بل الذي حصل هو
العكس تماماً ، إذ ترسخت جذور الاسلام وانتشر
انتشاراً سريعاً ، واصبح هذا الدين جزءاً من
كيان وحضارة المسلم الافغاني ، مما يدل على
حقيقة ناصعة هي أن الاسلام قد دخل في قلوب
الافغانيين ; إذ وجد هؤلاء ، فيه صوت الحق
والعدل والمساواة .

وبقي الشعب
الافغاني وفياً مخلصاً للاسلام وللمسلمين ;
لان الاسلام هو الذي حفظ كيانهم ورفع مكانتهم
، وهو ما شهد به أحد القادة الانجليز في معرض
حديثه عن شخصية محمد زائي اثناء حربه
الانجليز ، إذ يقول عنه : «إن الاسلام أفضل
حليف»(3) .

من الناحية
العملية لم تستطع سلطة الخلفاء في دمشق أو
بغداد (عاصمتي الخلافة) أن تسيطر على
افغانستان سيطرة نهائية ، باستثناء فترة
قصيرة تتمثل ببداية الفتح الاسلامي ، وبعد
ذلك ظهرت دويلات وامارات اسلامية تتمتع
بادارة وحكم محلي ، مع الاحتفاظ بعلاقات
شكلية مع السلاطين في بغداد ، ثم بدأت تتلاشى
هذه العلاقة. فظهرت الدولة الظاهرية التي
اسسها طاهر بن الحسن في مرو ونيسابور ، مع
بقاء خيط رفيع من الولاء للدولة العباسية
وبالمأمون وبعض احفاده على وجه الخصوص ،
واستمرت هذه الاسرة في الحكم حتى عام 259 هـ ، ثم اعقبتها الدولة الصفارية حتى عام 296
هـ، فالسامانية حتى عام 384 هـ ، فالدولة
الغزنوية حتى عام 427 هـ ، ثم الغورية (دولة
السلاجقة) والخوارزمية ، والمغول ، والاوزبك
، ثم تسلم الصفويون زمام الحكم(4) .

الاطماع
الصليبية الاوربية

المرحلة
الهامة في تاريخ افغانستان هي تلك التي
ابتدأت بعد دخول الانجليز إلى الهند ، في
أواخر القرن السادس عشر ; فبالاضافة إلى
الاطماع الروسية التقليدية ، بدأت تنشط
الاطماع الانجليزية الصليبية ، حيث جرت
محاولات دائبة للاستيلاء على هذا البلد
المسلم والتدخل في شؤونه ، وتأجيج مشاكله
الداخلية ، واثارة النزاعات القبلية فيه .

وقد بدأ هذا
التدخل بأخذ صيغة عملية مؤثرة مع ظهور اسرة
الدورانية ، حيث كان آخر ملوك هذه الاسرة وهو
شجاع الملك قد طلب المساعدة البريطانية ضد
أسرة جديدة منافسة يتزعمها محمد زائي ، الامر
الذي ادى إلى دخول جيوش البريطانيين إلى
افغانستان ومشاركتها في القتال الدائر بين
الاسرتين . وكانت اسرة الدورانية قد وصلت إلى
حكم البلاد بزعامة مؤسسها أحمد خان ، وذلك أثر
النزاعات الدامية ، والفوضى التي حصلت بين
المغول والصفويين عام 1160 هـ ، حيث جعل أحمد
خان مدينة قندهار عاصمة لحكمه ، إلاّ إن ابنه
تيمور شاه نقل عاصمته إلى كابل ، التي اضحت
منذ ذلك الوقت عاصمة لافغانستان .

لقد استطاع
محمد زائي أن يحسم النزاع بين الاسرتين
لصالحه ، وتمكن من حكم افغانستان عام 1250 هـ
بعد سلسلة من المنازعات الداخلية . وفي هذه
الفترة دخلت افغانستان في صراع عسكري مباشر
مع الانجليز ، ففي عام 1257 هـ ـ 1842م حدثت معركة
مضيق كابل الشهيرة ، وهي من المعارك
التاريخية الحاسمة ; إذ إنها المرة الوحيدة
التي أفني فيها جيش بريطاني بكامله ولم ينج
منه إلاّ شخص واحد فقط ، استطاع الهرب إلى
الهند ليروي هناك تفاصيل هزيمة بريطانية على
ايدي المجاهدين الافغانيين .

خاضت
بريطانيا حربين رئيستين ، وعدداً من المعارك
الجانبية المتواصلة ، ولكنها في كل حروبها
تلك منيت بخسائر فادحة وهزائم عسكرية كبيرة ;
ففي الحرب الاولى (1839 ـ 1842م) فقدت بريطانيا
جيشاً كاملاً ، إذ تمكن محمد زائي من ضرب هذا
الجيش وتدميره عند حدود افغانستان مع الهند (الباكستان)
، فاضطرت بريطانيا إلى أن تعقد معه معاهدة
صداقة مؤقتة ، ولكنها ما لبثت أن عادت مرة
اخرى إلى احلامها الصليبية فدخلت بجيوشها
مدينة قندهار عام 1855م ، ومدينة هرات عام 1863م .

في هذا الظرف
التاريخي ، وخلال سنوات صراع الشعب الافغاني
داخلياً ، وانشغاله بالكفاح ضد الغزو
الانجليزي ، تحركت المطامع الصليبية الروسية
ضد المسلمين الافغانيين ، فتمكنت من اقتطاع
اجزاء من خراسان (تركمانستان) ، وذلك عام 1873م ،
وقد جاء ذلك بعد أن اتفق الروس والانجليز على
جعل نهر جيحون حداً فاصلاً للاحتلال الروسي ،
وأن يترك لبريطانيا أن تتوسع وتبسط نفوذها في
باقي افغانستان ; وهذا الامر هو الذي أدى إلى
نشوب الحرب الانجليزية الافغانية الثانية
بين عامي 1878 و 1880م .

في تلك
الحقبة الحرجة ، كان الروس قد سيطروا على
تركمانستان الغربية كلها تقريباً ، وأما
بريطانيا فإنها خسرت اعداداً كبيرة من قواتها
في معركة فاشلة ، حيث اضطرت بعدها إلى مغادرة
ارض افغانستان عسكرياً ، إلاّ إنها في نفس
الوقت استطاعت أن تجعل افغانستان توقع معاهدة
تقيد من حرية البلاد ، حيث أبقت للانجليز
مناطق نفوذ سياسي ، خصوصاً بين الحكام
المتنافسين على السلطة ، إذ استطاعوا تنصيب
عبد الرحمن ملكاً مرتبطاً بهم بمعاهدة ، ثم
جاء بعده ابنه حبيب اللّه عام 1901م ، وكانت
البلاد في عهده مرتبطة بحكومة الهند
الانجليزية ; ونتيجة لذلك قتل حبيب اللّه سنة
1916م .

إن آخر حرب
وقعت بين بريطانيا وافغانستان هي التي وقعت
عام 1916م ، وانتصرت فيها القوات الافغانية
بقيادة محمد نادر خان ، عندما كانت بريطانيا
في أوج قوتها ، وفي لحظات انتصاراتها
العسكرية ، خلال الحرب العالمية الاولى ، حيث
اضطرت بريطانيا مرة اخرى إلى الاعتراف
بافغانستان دولة مستقلة ، واعلان ذلك بشكل
صريح ، والاتفاق مع روسيا على جعلها منطقة
محايدة بينهما .

الحكم
الملكي

في
هذه الفترة اعتلى أمان اللّه عرش افغانستان ،
وذلك بتاريخ 28 / شباط
/ 1916م ، ولقب نفسه بالملك بعد وفاة أبيه حبيب
اللّه ، أو قتله بشكل غامض كما اشيع بأن له
يداً في قتل أبيه ، والشكوك تشير إليه بأصابع
الاتهام في هذه القضية .

من جهة اخرى
تميز حكم أمان اللّه بالتخبط السياسي ،
والمزاجية ، ومحاولة فرض عملية تغريب قسرية ،
ومحاربة الاسلام وعلمائه ; إذ حاول فرض مجموعة
تشريعات فوقية مشابهة لتلك التي نفذها
أتاتورك في تركيا ، ورضا خان في ايران ، فبعد
زيارة قام بها أمان اللّه إلى تركيا عمد إلى
اقتفاء آثار أتاتورك ورضا خان ، فانشأ حركة
افغانستان الفتاة ، واصدر مرسوماً منع بموجبه
موظفي ومستخدمي الدولة من تعدد الزوجات ،
وقضى فيه بخلع الحجاب الاسلامي ، كما ألزم
موظفي الدولة في كابل بلبس الزي الغربي .

وفي عام 1921م
أصدر أمان اللّه قانون العائلة المنافي
للشريعة الاسلامية ، وحاول اصدار قوانين اخرى
تحل محل الشريعة الاسلامية ، وعمل على الغاء
القضاء الاسلامي . وعموماً كان أمان اللّه
مقلداً ساذجاً لكل خطوات أتاتورك ، من غير أن
يأخذ بنظر الاعتبار خصوصيات وقناعات المجتمع
الافغاني ، ففرض على هذا المجتمع الاسلامي
تشريعات وعادات غريبة عن طبيعته وتراثه
الاسلامي ، وهي ما رفضها هذا المجتمع رفضاً
كاملاً .

وفي عام 1927 و
1928م قام أمان اللّه برحلة طويلة إلى اوربا
وبعض البلدان المجاورة زار خلالها الهند ومصر
وايطاليا وفرنسا وانجلترا وروسيا وتركيا
وايران ، واثناء ذلك قرر المضي بتحويل
افغانستان إلى بلد علماني يسير على نفس خطوات
رضا خان وأتاتورك ، فاستقدم المعلمين الاجانب
لتدريب الموظفين الافغان ، وشجع السفور
والاختلاط ، وانشأ مدارس البنات . وفي عام 1928م
خرجت زوجته الملكة ثريا امام الناس والمصورين
بدون حجاب ، ودعا أمان اللّه ألفاً من رؤساء
القبائل وشرح لهم ما رآه في الخارج في خطاب
دام خمسة أيام ، واقترح عليهم : «أن يصلح
الدستور ، وأن يبسط الخدمة الاجبارية على كل
البلاد ، واصدر فيما بعد مرسوماً منع بموجبه
موظفي الحكومة من تعدد الزوجات»(5)
.

وقد اضطر
أمان اللّه سنة 1924م إلى ايقاف مشاريعه
التغريبية التي كان يسميها ثورية ; وذلك تحت
تهديد واحتجاجات المواطنين وثورة القبائل ،
حيث لم يتمكن من تنفيذها فتراجع أمام هذه
الثورة مؤقتاً ، ولكنه ما لبث أن أعاد الكرة
بعد اربع سنوات عقب جولته الدولية إلى تجديد
مشاريعه التي فرضها بالقوة العسكرية ،
وبتشجيع الصليبية الدولية والاتحاد
السوفياتي آنذاك . ولهذه الاسباب قامت ضده
ثورة طالبت بالغاء القوانين المنافية
للاسلام لم تلبث أن أطاحت به ، ونصبت مكانه
أحد المواطنين الثائرين ملكاً لافغانستان
باسم حبيب اللّه غازي ، ولكن محمد نادر خان
ابن عم الملك أمان اللّه استطاع الدخول إلى
افغانستان والقضاء على حبيب اللّه غازي ، بعد
معارك ضارية . وفي تشرين الاول من عام 1929م سيطر
محمد نادر خان على كابل ونودي به ملكاً على
البلاد . أما الملك أمان اللّه فقد هرب من
البلاد واستقر به المقام اخيراً في ايطاليا
حيث مات هناك عام 1960م .

النكتة
المهمة التي يجب أن نقف عندها هي طبيعة
العلاقات الدولية الافغانية في هذه الفترة من تاريخ
افغانستان ; إذ لابد من التطرق
إلى علاقة النظام الملكي بالروس خصوصاً في
عهد أمان اللّه
، ومن تولوا الحكم بعده من اسرته ، وذلك بسبب
عاملي الجوار
والصراع التقليدي من جهة ، ولعلاقة ذلك
بالاحداث التي
عاشها المجتمع الافغاني قبل سقوط الاتحاد
السوفياتي من جهة اخرى .

لقد حدث مع
بداية القرن العشرين تغيير هام في السلطة
السياسية الروسية ، تمثل بوصول البلاشفة إلى
الحكم عام 1917م ، وما تبع ذلك من نمو واضح في
العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية
بين البلدين ، مما شكل أرضية ممهدة للغزو
العسكري الروسي لافغانستان .

لقد كانت
روسيا تتطلع دائماً إلى بسط نفوذها على
افغانستان ، واستطاعت في فترة تاريخية سابقة
ضم تركمانستان إلى الامبراطورية الروسية ،
الامر الذي أدى إلى طبع العلاقات بين البلدين
بطابع الصراع السياسي والعسكري العدائي . وقد
اعقب تلك الحقبة من الصراع والقتال أن كلاً من
افغانستان وروسيا قد وقعتا معاهدة جانداماك
سنة 1879م التي كانت بمثابة هدنة لوقف القتال ،
ولتنظيم العلاقات السياسية بين البلدين .
إلاّ إن أمان اللّه كان يعتقد بضرورة اعادة
التفاوض حول العلاقات والقضايا المعلقة
بينهما ، خصوصاً بعد وصول البلاشفة إلى
السلطة ، ولذلك نقض هذه المعاهدة سنة 1919م ،
ووجه رسالة إلى رئيس جمهورية روسيا العظمى
لينين طلب فيها التفاوض من جديد حول العلاقات
بين البلدين ، وحول الاراضي التي استولت
عليها روسيا بالقوة العسكرية من افغانستان ،
ودعاه إلى الاعتراف المتبادل .

أما لينين
فإنه وجد في العداء التقليدي بين الانجليز
والافغان ، وفي اتجاهات وسياسات أمان اللّه
التغريبية ونقاط الضعف الداخلي ، عوامل قوية
تستحق التشجيع لتوثيق علاقاته وتعزيز نفوذه ;
فكتب رسالة جوابية إلى أمان اللّه في سنة 1919م
جاء فيها : «إن افغانستان هي الدولة المسلمة
الوحيدة المستقلة في العالم ، وإن القدر أوكل
للشعب الافغاني بالمهمة التاريخية العظيمة
التي هي تأليف كل الشعوب الاسلامية المستعبدة
حوله ، وقيادتها إلى طريق الحرية والاستقلال»(6) .

وواضح ما في
هذه الرسالة من مبالغات حول المهمة التاريخية
وحول شخصية أمان اللّه ، وهي بمثابة تشجيع
لتوريط أمان اللّه في مشاريع
ثورية زائفة ، تثير الاضطرابات عليه داخلياً
وخارجياً . وهو ما حصل فعلاً حيث ثارت عليه
البلاد واضطر إلى الهرب خارج البلاد
، وفي نفس الوقت نلاحظ رسالة لينين قد اغفلت
ذكر المسألة
الاساسية التي طالب بها الافغانيين هي عقد
اتفاقية جديدة
، وحل مسألة تركمانستان وكذلك الاراضي
الافغانية المتنازع عليها .

كان المفروض
أن يوقع الروس والافغان معاهدة لتنظيم
العلاقة بين البلدين لتسوية المشاكل
التاريخية المعلّقة ، ولكن ذلك تأخر إلى شباط
1921م ، وبعد أن وقع الروس معاهدة مشابهة مع كل
من تركيا وايران ; كانت المعاهدة مع افغانستان
ذات اهمية خاصة ، لانها الزمت كلا الطرفين
بتحرير شعوب الشرق ، ودعت السوفيت بتقديم
المساعدة التقنية والاقتصادية ، كما تعهدوا
بأن يردوا لافغانستان بعد الاستفتاء الاراضي
التي اخذتها روسيا . ولكن لم يتم الاستفتاء ،
ولم تسترجع الاراضي ، بل وتأزمت العلاقات بين
البلدين بعد وصول القائد التركي انور باشا
إلى تركمانستان . حيث نزل في بخارى ، وعمت
الثورة على الروس في كل ارجاء تركمانستان ،
ولكنها انتهت في آب سنة 1922م ، بعد أن دامت أحد
عشر شهراً ، وقد اعقب ذلك مباشرة اتفاق روسي ـ
انجليزي نص على جعل افغانستان منطقة محايدة
بينهما .

لقد استفاد
الروس كثيراً من هذه السياسة الانجليزية ، إذ
تحولت افغانستان تدريجياً إلى بلد يعتمد
بصورة كبيرة في تجارته ، ونقل صادراته ،
وتنمية مشاريعه وتسليحه على روسيا ، الامر
الذي اتاح لها فرصة النفوذ والتغلغل .

التغلغل
الروسي

لقد سار التغلغل الروسي في افغانستان
ضمن مراحل تاريخية متدرجة ، مستفيداً من
مجموعة عوامل داخلية ودولية ، كالوفاق
الانجليزي ـ الروسي حول تحييد افغانستان ،
والعداء التاريخي للانجليز ، اضافة إلى
مجموعة اخرى من القضايا الداخلية والاقليمية
كمسألة بوشتونستان والصراع حول السلطة داخل
الاسرة الملكية ، وحاجة افغانستان للمعونات
الاقتصادية والعسكرية ، أو حاجتها إلى طريق
تجاري للاستيراد والتصدير ، اضافة إلى عوامل
الجوار الجغرافي .

يمكن اجمال
العوامل التي ساعدت الاتحاد السوفياتي
سابقاً في تغلغله واحتلاله لافغانستان
بالنقاط الرئيسية التالية :

1 ـ استغلال
ضعف علاقة الاسرة الملكية بالشعب الافغاني ،
والتسلل عبر صفقات سياسية وعسكرية إلى اجهزة
السلطة ومرافق الدولة ، خصوصاً المؤسسة
العسكرية والادارية ، تحت شعارات المساعدة
الفنية والعسكرية والاقتصادية ، أو مساعدة
السلطة الملكية في مجابهة مشاكلها الداخلية ،
إلى درجة أن الشعب الافغاني كان يطلق على
تنظيمات خلق وبارشام اسم الحزب الشيوعي
الملكي ; لان ابرز كوادر هذه التنظيمات
الماركسية كانت في خدمة الاسرة الملكية ، أو
مع داود خان ، امثال الجنرال عبد القادر ،
وبابرك كارمل ، وغيرهم من ابناء المؤسسة
الارستقراطية العسكرية الذين تسلموا مقاعد
وزارية هامة خلال فترات متعاقبة من تاريخ
افغانستان المعاصر .

2 ـ الاستفادة
من قضية بوشتونستان القبلية ، والعمل على
تأجيج هذه المسألة ، وتغذية استمراريتها من
اجل تضعيف النظام السياسي الافغاني وعزله
ومحاصرته ، لان هذه القضية تمس الاوضاع
الامنية لباكستان ، وعندئذ تضطر افغانستان
لطلب المساعدات العسكرية الروسية لان
باكستان حليفة اميركا ، وهذه لن تترك حليفتها
وحيدة في صراعها مع افغانستان .

3 ـ التركيز
الروسي المكثف في بناء الكوادر العسكرية
الافغانية ، من ضباط وطيارين وفنيين ، وتسليح
الجيش الافغاني ، والتغلغل في اوساط
الارستقراطية العسكرية الافغانية عن طريق
الاعداد الهائلة من الخبراء العسكريين
الروسيين ، والذين بلغو الالاف قبل وصول
الشيوعيين إلى السلطة .

أما بعد
الانقلاب العسكري الذي نفذه حزب الشعب
الديمقراطي (خلق) ، فقد ارتكز التغلغل
السوفياتي على قاعدة اساسية وحيدة هي القوة
العسكرية ، والغزو المباشر ، والعنف في حل
المسائل الداخلية ، أو مجابهة الثورة
الاسلامية الافغانية .

فبعد طرد
الملك أمان اللّه من الحكم ، واستلام محمد
نادر خان السلطة مدة قصيرة ; إذ اغتيل عام 1933م
، انتقل الحكم إلى ابنه محمد ظاهر شاه ، وهذا
كان حينذاك شاباً صغيراً ، فقام بعض اعمامه
بمساعدته على ادارة شؤون السلطة ، وقد بقي
ملكاً لافغانستان إلى أن أطيح به إثر انقلاب
عسكري في 17 تموز 1973م ، قاده ابن عمه السردار
محمد خان بمساعدة عدد من الضباط في تنظيم خلق
وبارشام الماركسيين ، منهم الجنرال عبد
القادر ، وبابرك كارمل الذي قيل إنه هو الذي
كتب بيانات الانقلاب العسكري ، وغيرهم من
الضباط الذين تلقوا تعليمهم العسكري في روسيا
، أو الذين انخرطوا في تنظيم خلق الماركسي .

محمد خان هو
ابن عم الملك ظاهر شاه ، وزوج اخته ، واحد
افراد الاسرة الملكية الحاكمة ، وقد تسلم
منصب رئيس الوزراء من عام 1953م إلى عام 1963م .
إلاّ إن الملك ظاهر شاه عزله إثر خلاف بينهما
، لكون محمد خان يعتمد بشكل كلي على الاتحاد
السوفياتي ، وكذلك تقريبه للضباط الشيوعيين
من جهة ، وتصلبه في مسألة البوشتونستان من جهة
أخرى ، وكذلك سوء ادارته وتردي الاوضاع
الاقتصادية ، حيث اصبحت افغانستان في عهده
تعيش في عزلة نتيجة ازمتها المستحكمة مع
الباكستان ، وكذلك اعتمادها المتزايد على
المساعدات والقروض الروسية والاميركية .

وقد اتسع في
عهد محمد خان نفوذ الاتحاد السوفياتي وهيمن
على الجانب الاقتصادي والعسكري ، فالتسليح
كاد أن يكون كلياً من الاتحاد السوفياتي ; وفي
فترة حكمه تشكل تنظيم حزب الشعب الديمقراطي (خلق)
الماركسي ، وفي تلك الحقبة وقّع الاتحاد
السوفياتي على صفقة عسكرية ومساعدات فنية
لتدريب الجيش ، وكذلك استغلال حقول الغاز
الطبيعي والحديد .

بعد انقلاب
1973م اعطي تنظيم بارشام اربعة مناصب وزارية
هامة ، منها وزارة الداخلية ووزارة الحدود ،
مع سلطات كبيرة داخل الجيش والادارة ، وفي هذه
الفترة استطاع الروس تدريب عشرات الضباط
والطيارين الذين شكلوا تنظيمات ماركسية
بإشراف الخبراء الروسيين ، وهؤلاء هم الذين
عاونوا محمد خان في الاستيلاء على السلطة
وخلع الملك محمد ظاهر شاه ، واعلان النظام
الجمهوري .

ومع مرور
الوقت بدأ محمد خان يستشعر الخطر من نفوذ
هؤلاء الضباط ومن تنظيمي خلق وبارشام ، مما
جعله يحدد ويقلص نفوذهم ، وكان يخطط للتخلص من
الهيمنة العسكرية الروسية كلها ; لكن هؤلاء
عاجلوه بانقلاب عسكري بتاريخ 27 نيسان 1978م ،
حيث قتل محمد خان مع 27 شخصاً من اسرته ، وتم
الاعلان عن حكومة نور محمد تراقي ، وانتقلت
افغانستان إلى نظام سياسي اكثر وضوحاً وقرباً
من الاتحاد السوفياتي ، وتشكلت حكومة ماركسية
فتحت حدود افغانستان لاول تدفق عسكري روسي
مباشر .

مسألة
بوشتونستان

هذه
المسألة هي إحدى الفتن القبلية التي اصطنعها
الانجليز ، واستفاد منها الاستكبار العالمي
لتغذية روح الكراهية والبغضاء بين الشعوب
الاسلامية ، وهي تتعلق بوضع ستة ملايين من
قبائل البشتون الساكنين في باكستان ; فبعد
انسحاب الانجليز من الهند نُظّم لهؤلاء
استفتاء في سنة 1947م وضع لهم أحد خيارين ، إما
الالتحاق بالهند ، أو الالتحاق بباكستان ،
وهو الاستفتاء الذي قسمت بمقتضاه القارة
الهندية إلى الهند كلها بشكلها الحالي
وباكستان ، ولكن هذا الاستفتاء لم يعط شعب
البشتون حرية الاختيار في الانضمام إلى
افغانستان ، التي يرتبطون معها بعلاقات قبلية
ولغوية ، وهو ما اعترضت عليه افغانستان وبقيت
تثيره بشكل متواصل ، مشيرة إلى مطاليبها تلك
منذ معاهدة راولبندي سنة 1919م . ونتيجة لذلك
اغلقت الباكستان حدودها مع افغانستان عام 1950م
، بعد صدامات مع قبائل البشتون الساكنة على
حدود البلدين المسلمين ، حيث اعتبرت
الباكستان ذلك بتشجيع من افغانستان .

لقد تكررت
هذه المنازعات بين البلدين المسلمين في عام
1955 وبين عامين 1960 و 1963م ، الامر الذي جعل
العلاقات بينهما متوترة بشكل دائم .

أما الروس
فكانوا يشجعون هذه الخلافات ، وذلك بإغراء
الحكومة الافغانية باستمرار تورطها في هذه
القضية بالمطالبة بضم اراضي بشتونستان ،
وبإثارة النزاعات القبلية والقومية ; لان ذلك
يضطر افغانستان إلى استخدام الاراضي الروسية
لنقل صادراتها ووارداتها، ويزيد من اعتمادها
على القروض الروسية ، اضافة الى الاعتماد
الكلي في تسليح وتدريب الجيش الافغاني على
روسيا . واثناء اشتداد النزاع بين افغانستان
وباكستان زار كل من خروشيف وبولكانين مدينة
كابل سنة 1955م ، وعبرا عن تعاطفهما مع سياسة
افغانستان الخاصة بمشكلة بوشتونستان ، ووقعا
اتفاقاً لقرض بمئة مليون دولار ، يحوَّل جزء
منه للمشتريات العسكرية .

وبعد ذلك وقع
البلدان في سنة 1956م اتفافاً لشراء السلاح
الروسي بلغت قيمته 25 مليون دولار ، وقد اتاح
هذا الوضع أن يتمكن الروس من إعداد وتدريب عدد
كبير من الضباط الافغان ، وأن يختاروا قسماً
منهم للعمل في المخابرات الروسية ، وهم الذين
نفذوا الانقلابات العسكرية فيما بعد ، سواء
مع محمد خان أو مع تراقي أو مع بابرك كارمل ،
وهم الذين فتحوا ابواب بلادهم لجيوش الاتحاد
السوفياتي .

الحكم
الشيوعي

وصل
الشيوعيون إلى السلطة بعد الانقلاب العسكري
بتاريخ 27 نيسان 1978م ، الذي نفذه حزب خلق ، حيث
تسلم نور محمد تراقي رئاسة الدولة والوزارة
معاً ، يسانده تنظيم بارشام اليساري بعد
اندماجه مع حزب خلق ; لان هذه التنظيمات هي
الحركات الاكثر تنظيماً والاوسع نشاطاً في
مؤسسة الجيش ، وفي الادارات العامة.

ونور محمد
تراقي رئيس حزب الشعب الديمقراطي (خلق) صحفي
وكاتب كان ينشر بعض كتاباته في احدى الصحف
اليسارية في الهند، وقد عمل مترجماً في
السفارة الاميركية ; وبعد الانقلاب العسكري
حاول بكل الطرق اخفاء هويته الشيوعية ، خوفاً
من ردود الفعل الشعبية ; لذا تراه يقول : «نحن
نرفض أن ندور في فلك أية قوة غربية أو شرقية ،
ولن نكون ظلاً لاحد يوماً ما» ، ثم يقول : «فكرنا
مؤسس على مبدأ الصراع الطبقي ، ولكننا لسنا
شيوعيين ، ولم تذكر كلمة الشيوعية في سجلنا
السياسي ، كما لم يكن في افغانستان حزب شيوعي
يوماً ما» . والظاهر أن تراقي هذا لم يكن
شيوعياً بالمفهوم الروسي التقليدي ، ولم يكن
مدركاً لكثير من الامور التي تدور حوله ، إذ
إنه كان مطوقاً بحزام أمني وعسكري روسي مباشر
، اجهز عليه بعد أول خلاف ، بل إن تراقي قال
مرة : «نحن ديمقراطيون فقط ، وحزبنا يحمل منذ
انشائه اسم حزب الشعب الديمقراطي ، ولم نقل
اننا اشتراكيون ، ولا نريد أن نوضع في قوالب
صبها الاخرون ، ولا نقف تحت لافتات رفعها
الاخرون» . ووصل به الامر إلى أن قال : «نحن
مسلمون موحدون»(7) .

إن تراقي لم
يظهر الاتجاه الشيوعي ; لان افغانستان وشعبها
تدين بالاسلام ، ولكي يتمكن هو وحزبه من كسب
الانصار في الجيش واوساط المثقفين دون أن
يثيروا حساسية أحد ، سواء في الداخل أو في
الخارج ، وقد سلكوا نوعاً من الشيوعية
الباطنية تتمثل بعدم اظهار أي التزام واضح
وعلني بالماركسية والشيوعية ، فمنذ تأسيس حزب
خلق عام 1956م ، لم يذكر في برنامجه السياسي أو
الفكري أي التزام أو اتجاه شيوعي ، وهذا ما
سار عليه ايضاً تنظيم بارشام .

أما حفيظ
اللّه أمين مساعد تراقي ورئيس الوزارة
الافغانية ، فقد اعلن بشكل واضح وصريح ـ
خصوصاً بعد الانقلاب العسكري الذي قاده بنفسه
ـ ما حاول تراقي أن يخفيه ، فقد زعم أن ثورة
نيسان 1978م هي ثورة الطبقة العاملة ، لكنه قد
استولت على السلطة قيادة بروليتارية .

إلاّ إن
المسألة الاساسية التي واجهت الشيوعيون ،
وكثيراً تستروا عليها ، هي المعارضة الشعبية
المتزايدة التي تصاعدت بشكل مطرد ، وتحولت
إلى ثورة اسلامية شعبية ضد النظام السياسي ،
وضد التدخل الروسي في شؤون افغانستان .



(1) احمد عطية، القاموس السياسي (افغانستان)
.

(2) الكامل في التاريخ 3:137، طـ . بيروت.

(3) محمود شاكر، كتاب افغانستان : 46 ـ
49.

(4) افغانستان والغزو الشيوعي : 13 ـ 24.

(5) فريد ليدي، افغانستان حرب أم
ثورة؟ 2:17.

(6) م . ن : 16 .

(7) فهمي هويدي، كتاب حدث في
افغانستان : 32.

/ 1