دراســات
سنّة وشيعة فتنة في الجماعة مفتعلة
* ابراهيم زهمون( مصر )الشيعة لغة تعني الفرقة والاتباعوالجماعة من الناس، ويقع على الواحد والاثنين
والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد. وهي من
المشايعة والمتابعة(1)،
فشيعة الرجل هم أنصاره الذين اتّبعوا رأيه،
ومنه قوله تعالى: (وإن من شيعته لابراهيم)(2)،
«والشيعة: القوم الذين يجتمعون على أمر ، وكل
قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، وكل قوم أمرهم
واحد يتبع بعضهم رأي بعض...»(3).وقد فسّر ابن خلدون لفظ الشيعة لغوياً
وفقهياً فقال: «اعلم أن الشيعة لغة هم الصحب
والاتباع، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلّمين
من الخلف والسلف على أتباع علي وبنيه رضي
اللّه عنهم»(4).«وقد غلب هذا الاسم خاصاً، فإذا قيل
فلان من الشيعة عرف أنه منهم، وفي مذهب الشيعة
كذا، أي عندهم، وأصل ذلك من المشايعة، وهي
المتابعة والمطاوعة»(5).وفي قاموس المعجم الوسيط: «... والشيعة
فرقة كبيرة من المسلمين، اجتمعوا على حب علي
وآله وأحقيتهم بالامامة»(6).وهكذا نعرف أن معنى الشيعة في اللغة هم
الاتباع المجتمعون على فكر واحد وموقف واحد
وإن علماء الامة المنصفين وأصحاب الفكر
والمعرّفين الموضوعيين للالفاظ والمصطلحات
والمعاني قد عرّفوا الشيعة بأنهم أتباع أهل
البيت وأحباؤهم.أما التشيع فقد ظهر في عهد الرسول(صلى
الله عليه وآله) واقترن بتاريخ نص النبي على
الامام علي(عليه السلام) بالخلافة، وقد كان
جماعة من الصحابة يرون أن علياً أفضل أصحاب
الرسول على الاطلاق، ذكر ذلك ابن ابي الحديد،
وعدّ منهم عمار بن ياسر، والمقداد بن الاسود،
وابا ذر، وسلمان الفارسي، وجابر بن عبداللّه
الانصاري، واُبي بن كعب، وحذيفة بن اليمان،
وبريدة وابا أيوب الانصاري، وسهل بن حنيف،
وعثمان بن حنيف، وابا الهيثم بن التيهان،
وابا الطفيل، وجميع بني هاشم، وأن الرسول
الكريم(صلى الله عليه وآله) هو الذي أطلق هذا
الاسم على مؤيدي علي وأتباعه، ويمكن ان نذكر
هنا ما ذكره السيد محسن الامين عن أبي محمد
الحسن بن موسى النوبختي في كتابه الفرق
والمقالات: «الشيعة هم فرقة علي بن أبي طالب،
المسمَّون بشيعة علي في زمان النبي(صلى الله
عليه وآله) وما بعده، معروفون بانقطاعهم إليه
والقول بإمامته»(7).وقال ابو هاشم السجستاني: «ان لفظ
الشيعة كان على عهد رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله)، لقب لاربعة من الصحابة، سلمان وأبي ذر
والمقداد وعمار»(8).
وقد ذكر الكثير من رواة الحديث المتقدمين
والمتأخرين روايات تثبت هذا المعنى نورد هنا
ما ذكره العالم والمفسّر جلال الدين السيوطي
في تفسير قوله تعالى: (اُولئك هم خير البرية)
حيث قال: «اخرج ابن عساكر عن جابر بن عبداللّه
قال: كنا عند النبي(صلى الله عليه وآله)فأقبل
علي، فقال النبي: والذي نفسي بيده إن هذا
وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة. قال وأخرج
ابن مردويه عن علي قال: قال لي رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله): ألم تسمع قول اللّه: (إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات اُولئك هم خير البرية)(9)،
أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جاءت
الامم للحساب تدعون غراً محجلين»(10).وذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة ما
أخرجه الطبراني قال(صلى الله عليه وآله): «يا
علي إنك ستقدم على اللّه وشيعتُك راضين
مرضيين، ويقدم عدوك غضابا مقمحين»(11).
وأخرج الخطيب من طريق اُم سلمة رضي اللّه عنها
أن النبي قال لعلي: «أنت وشيعتك في الجنة»(12). وكذلك فقد روى
السيوطي عن جابر ابن عبداللّه قال: كنا عند
النبي فأقبل علي فقال النبي: «والذي نفسي بيده
إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة»(13).ولا تخرج نصوص الحديث عن المدلول
اللغوي لهذا اللفظ والذي قصد به علي بن أبي
طالب وصحبه من صحابة الرسول.أما الالفاظ الاخرى فقد وردت في
الاحاديث التي رويت عن رسول اللّه(صلى الله
عليه وآله)والتي عُني المحدثون بتحقيقها
وتخريجها من طرق شتى فيما عُرف بحديث غدير خم،
حيث خطب في الجمع ثم قال: «كأني قد دعيت فأجبت،
إني قد تركت فيكم الثقلين(14)
كتاب اللّه وعترتي(15) أهل بيتي،
فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن
يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ثم قال: اللّه
مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ
بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم والِ
من والاه وعادِ من عاداه، واحبّ من أحبّه
وابغض من بغضه، وانصر من نصره»(16).وقد وردت الالفاظ السابقة في روايات
أخر. قال الامام أحمد بن حنبل في مسنده:
قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): «من كنت
مولاه فعليٌ مولاه» وكذا رواه النسائي.كما ورد أنه عليه الصلاة والسلام أخذ
بيد علي فقال: «من كنت مولاه فهذا مولاه،
اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، وأحبّ من
أحبهُ، وابغض من بغضه، وانصر من نصره، واخذل
من خذله».ونخلص الى القول أن لفظ «الشيعة» قد
ورد على لسان الرسول الامين(صلى الله عليه
وآله)في عدة أحاديث معتبرة ـ أوردنا بعضها ـ
قاصداً علياً وجماعته من الصحابة.من هذا نعرف ان نشوء التشيع ـ
وبالاعتماد على الروايات الكثيرة،
وبالاستناد إلى معناه، هو الايمان بوجود النص
من النبي على علي(عليه السلام) ـ قد ابتدأ
تاريخه في حين النطق بالنص اي في عهد الرسول(صلى
الله عليه وآله).
التاريخ يحكي الحقيقة :
لقد تجنى بعض الباحثين على نشأةالتشيع وولادته، فاتهم البعض الشيعة بأنهم
فرقة أُسّسَت بأفكار عبداللّه بن سبأ اليهودي
الاصل والمحتوى، بينما ذهب البعض إلى أن
التشيّع نشأ في خلافة الامام علي بن أبي طالب(عليه
السلام)، وما إلى ذلك من الاراء التي لا تستند
إلى دليل منطقي أو علمي.ان السبب في ظهور مثل هذهِ الادعاءات
الباطلة إنما يرجع إلى جذور الاختلافات
والاضطرابات التي حصلت بعد وفاة رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله)، والاضطرابات التي أصابت
سياسة الحكم بعد ذلك والتي أدت إلى بذر
الفُرقة والاختلاف بين المسلمين، ذلك ان
شهوات الاستعلاء والاستئثار ـ كما قال
الداعية الشيخ محمد الغزالي في كتابه «كيف
نفهم الاسلام» ـ أقحمت في العقائد ماليس
منها، فإذا المسلمون قسمان كبيران شيعة وسنة،
مع أن الفريقين يؤمنان باللّه وحده وبرسالة
محمد(صلى الله عليه وآله) ولا يزيد أحدهما على
الاخر في استجماع عناصر الاعتقاد التي يصلح
بها الدين وتلتمس النجاة»(17).
ويمكن أن نشير الى فترة الحكم الاُموي
باعتبارها قد مثلت انحرافاً خطيراً عن مسار
الاسلام، فاُدخلت البدع وانتشرت الممارسات
الضالة وتعمّقت الخلافات واتّهم الشيعة
بأنهم خارجون على الاسلام وأنهم لا يعملون
بالسنّة لا لذنب إلاّ أنهم تميزوا أنصاراً
وأتباعاً للامام علي بن أبي طالب(عليه السلام)،
فكانت فتنة الشيعة والسنة.ونقول تفصيلاً في إيجاز: انقضت خلافة
أبي بكر وعمر وجموعُ المسلمين في أمنة من
الفُرقة والاختلاف، ثم أعقبتها أيام عثمان بن
عفان فبدأت الارض تمور بالفتنة لمّا تباينت
طبائع الخليفتين الراشدين الثاني والثالث،
وانعكس ذلك على المسلمين. وقد اختلف
اُسلوبهما في سياسة الدولة واُمور الحكم،
فالخليفة عمر ابن الخطاب قد أبى أن يختار
ابنهُ عبد اللّه للخلافة. مثلاً، يقول
للمغيرة بن شعبة الذي زينَ لهُ استخلافه: «لا
أربَ لنا في اُموركم، وما حمدتها فأرغب فيها
لاحد من بيتي.إن كان خيراً فقد أصبنا منه، وإن كان
شراً فبحسب آل عمر أن يُحاسب منهم رجل واحد».
وهو الذي قال لعثمان بن عفان عند تشكيل الشورى
لاختيار الخليفة «اتّقِ اللّه إن وليت شيئاً
فلا تحملنه بني مُعيط (أو قال بني اُمية) على
رقاب المسلمين».وكأنهُ قد شخص ان آفة عثمان كانت انه
لم تخل نفسهُ من الاُموية وحب القرابة، فهو
مبالغٌ في إيثارهِ لاقربائهِ وابناء عشيرته.
وقد ورد عن سيرته في كتب التراجم: «أن زياداً
دخل على عثمان بن عفان قال: أتيت أمير
المؤمنين ـ يعني عمر بن الخطاب ـ بمثل ما
أتيتك به، فجاء ابن له فأخذ درهماً فأمر به أن
ينتزع منه حتى أبكى الغلام، وان ابنك هذا جاء
فأخذ ما أخذ فلم أر أحداً قال له شيئاً... قال
عثمان: إن عمر كان يمنع أهله وقرابتهُ ابتغاء
وجه اللّه وإني اُعطي أهلي وأقربائي ابتغاء
وجه اللّه...».وأهم من ذلك ان عثمان بن عفان على رأس
المسلمين قد داخلته تلك الحالة النفسية وجثمت
في سريرته حتى تمكن منه التسليم والاستسلام
لما هو كائن لا محالة. فكان يقول لمحدثيه وقد
ساوره ذلك الشعور بالميل للعشيرة كما يقول في
خطبة له: «إن ما تبتلى به هذه الامة قدر واقع
لا يدفع، وإن فتنة الدنيا طغت على النفوس
طغيانها الذي لا تجدي فيه الحيلة أو المحاولة...»
ولعله يحكي في هذا استسلامه آخر أيامه للشكوك
وللريب في صدق العاملين وتعويله من أجل ذلك
على أقربائه وخاصة ذويه، عسى أن يصدقوه
ويكونوا له عوناً أمام الاضطرابات وأمام
هيجان التذمّر وعدم الرضا بين أوساط المسلمين.
لذلك فقد استعان بشكل كامل ببني أمية الذين
أخذوا يخسفون عامة المسلمين، ويضربونهم
بالسياط ويعذبونهم بالمساحي المكواة، هفوة
منه ساقها الضعف وقلة الحزم والتدبير فأسخط
المسلمين ذلك وأحفظ مكنون صدورهم. وقد كتبت في
إحصاء المآخذ على عثمان أسفار مطولات لا طائل
هنا من شرحها، إذ المرجع في ذلك إلى تاريخ
عثمان. كما أحفظ مكنون صدور المؤمنين عموماً
استمرار الاعوان لما نعموا به من لين الخليفة
ولين الرغد والمتاع، بعد أن مكثوا زمان أبي
بكر وعمر قريبي عهد بالنبوة، إذ كان
الخليفتان الاول والثاني (ابو بكر وعمر)
يمسكان كبار الصحابة خصوصاً من بني أمية
بالحجاز ويحذران منهم أن ينطلقوا في الارض،
فيقبلوا على الدنيا ويشجر بينهم من النزاع ما
يشجر بين طلابها، ثم يتصدع شمل الامة
باتّباعهم أو التفرق عنهم، فلما صارت الخلافة
الى عثمان بن عفان أهمل هذه السياسة، وشقّ
عليه أن يطيل حبسهم بالحجاز والهيمنة عليهم
بجواره، فانطلقوا حيث ذهبت بهم المذاهب، وكان
منهم ما حذره أبو بكر، حيث قال لعبد الرحمن بن
عوف: «ورأيتم الدنيا قد أقبلت حتى تتخذوا ستور
الحرير ونضائد الديباج، وحتى يألم أحدكم
بالاضطجاع على الصوف الاذري (منسوب إلى
آذربيجان) كما يألم أحدكم إذا نام على حسك
السعدانة».واضحى من ثم عصر عثمان عصر رغد، إذ برز
فيه نظام جديد على أساس الثروة المجلوبة من
الاقطار المفتوحة بعد نشوء الدولة الجديدة،
كما برز هذا النظام على أساس الولايات التي
تولّتها بعض الطبقات المرشحة للرئاسة من علية
القوم وأشباهها. وانقسم المسلمون إلى طبقتين
متقابلتين، تميزت إحداهما بانها كانت تحمل كل
عوامل الرضا عن النظام الاجتماعي الجديد
والرغبة في بقائه وتدعيمه، والاُخرى تحمل كل
عوامل التذمر والسخط وعدم الرضا للنظام
الجديد والتحفّز لتقويضه وتغييره، فكان
المترفون وأصحاب الثروات والمتنفذون بالحكم
من جانب والمتربون والمستضعفون ودعاة
الاسلام الاوائل من جانب آخر. وشاع بين
الجانبين ما يشيع في مثل هذهِ الاحوال من
الملاحاة والبغضاء والتنديد بالتهم واللجاجة
حتى استباح الثائرون دم الخليفة الثالث عثمان
بن عفان، وآلت الخلافة إلى علي بن أبي طالب
كرم اللّه وجهه وكان عصرهُ عجيباً بين ما
تقدمه وما جاء عقبه، إذ ورث تقابل الفئتين
السابقتين وعواملهما المتنافرة. وقد وقف
معاوية بن أبي سفيان ممثلاً للنظام الاجتماعي
الموروث بكل عواملهِ وسلبياته في الشام وما
جاورها، أما الامام علي(عليه السلام) فكان مع
الجانب الاخر جانب الحق والمستضعفين وأصحاب
الحقوق المضيعة، وانضمّ إليه المتذمّرون من
النظام الموروث في الجزيرة العربية بجملة
أنحائها. فلما بويع علي كرم اللّه وجهه الذي
قال بحق: «ان العامة لم تبايعني لسلطان غالب
ولا لعرض حاضر»(18)
اتبع من اليوم الاول لخلافته أحسن سياسات
الحكم، فعزل الولاة الذين استباحوا الغنائم
المحظورة، وتمرّغوا بالدنيا وطمعوا وأطمعوا
المتملقين من رعاياهم في بيت مال المسلمين،
وأثاروا على عثمان سخط عامة المسلمين وغضب
الفقهاء المتحرجين والحفاظ الغيورين على
فضائل الدين. وردّ الاقطاعات التي وزعتها
بطانة عثمان بين المقرّبين وذوي الرحم،
فصرفتها بذلك عن وجوهها التي جعلت لها من
إصلاح المرافق وإغاثة المفتقرين إليها على
شرعة الانصاف والعدل والمساواة... وما كانت
سياسة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم
اللّه وجهه حدثاً للخلافة، بل عرف الصحابة
مذهبه في حساب الولاية ومذهبه في حساب
الخلافة، فلما كان علي والياً لليمن أبى على
بعض الصحابة أن يركبوا إبل الصدقة، وقال لهم:
«انما لكم منها سهم كما للمسلمين» ثم لام
العامل الذي أذن لهم أن يركبوها، وشاعت هذهِ
القصة لان اُناساً شكوه إلى رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله)فانكر شكواهم منه وقال: «أوقفوا
السنتكم عن علي فإنه خشن في ذات اللّه».وطالما عتب علي(عليه السلام) على عثمان
أيام خلافته، لانه أباح للعمال والولاة ما
ليس بمباح، ولقي بالعتاب كل صحابي جمع مالاً
واستهوتهُ فتنة البذخ والثراء، ورجع إلى
سياسة تجنيب الصحابة الطامحين إلى الامارة
والولاية مخافة عليهم من فتنتها وغوايتها،
وابعاداً لهم من دسائس العصبيات.ولم تمضِ أيام معدودة على مبايعة
الخليفة الجديد حتى انتظمت صفوف الحجاز كله
لهُ أو عليه، فكان معه جميع المستضعفين
الشاكين لاسباب دينية أو دنيوية، ووقف ضده
جميع الولاة الذين انتفعوا في عهد عثمان
وجميع الطامعين في الانتفاع بالولاية
والاموال العامة، وحالت الخلافة الجديدة
بينهم وبين ما طمعوا فيه، وآلت الاحوال الى ما
آلت إليه لتسلط الاهواء والمغريات على النفس
الانسانية ولضعف الدين عند هؤلاء القوم
بالرغم من معاصرتهم رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله)والقرب منه، إذ كما يقول المرحوم
الاستاذ العقاد (1306 ـ 1383هـ): «لم يكن طبيعياً
أن يصمد الناس على سنّة النبوة أكثر من جيل
واحد، تثوب بعده الطبائع الى فطرتها من نشأة
الخليقة الاولى، وقد يتفق كثيراً أن يغمرها
جلال النبوة أو جلالة الخلافة النبوية وهي في
إبان النضال والحمية الدينية، فتنسى المطامع
وتسهو عن الحزازات، وتستغرب الالم والفداء
إلى مدى الطاقة الانسانية، ولكنها تبلغ مدى
الطاقة الانسانية بعد حين، وتفتر عن النهوض
من قمة الى قمة، فتركن آخر الامر إلى الارض
السواء، حيث لا حافز ولا مستنهض إلا مجاراة
الطبيعة في مجاريها التي لا تشق عليها»(19).وما كان لمسلك أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب كرم اللّه وجهه إلاّ أن يكون مصدر
قلق وعدم ارتياح اولئك الاغنياء الذين ذاقوا
حلاوة الغنى، فكرهوا أن يُحرموه أو يُحاسبوا
عليه، وأصبحوا من أقوى عناصر القلق والتبرّم
والنفور من دوام الامر للحكومة الجديدة،
لانهم عرفوا علياً من قبل ومن بعد، فعلموا أنه
لن يقرّهم على ما هم عليه، ولن يلبث أن
يحاسبهم على ما جمعوه من المال، أو يأخذ عليهم
طريق المزيد... وما اختلف هؤلاء في صفاتهم عن
قرنائهم في معسكر معاوية الذي كان يمثل معسكر
الرضا عن النظام الاجتماعي الموروث، فكانت
منهم شكواهم الى معاوية مما يلقونه من
التنديد والسخط من بعض الزهاد من أصحاب رسول
اللّه على هذا الترف الذي استفاض بين العلية
والاشراف من القوم. ومن هؤلاء الزهاد الصحابي
الجليل أبو ذر الغفاري(رضي الله عنه) الذي
ارتفعت صيحتهُ بالنكير عليهم، وقد طفق يطالب
الاغنياء بالانفاق في سبيل اللّه حتى انضمّت
صيحات الكثير من الفقراء إليه، فأشفق معاوية
من مغبة هذهِ الصيحة وهو وال على الشام، فأرسل
إلى أبي ذر ألف دينار يسكته بها إن كان ممن
يسكتهم الغنى، عن الاغنياء، ولكن دون جدوى،
فعلم أن الرشوة هنا لا تغني عن القسوة، فكتب
إلى الخليفة عثمان أن أبا ذر أعضل به فلا طاقة
له بالصبر عليه، فأتاه الاذن من الخليفة بنفي
أبي ذر من الشام إلى المدينة، ثم ضاقت به
المدينة أيضاً، فنفي منها إلى قرية من
أرباضها حيث لا يسمع له دعاء... وهكذا ما سمعت
قط صيحة حق إلاّ بادر معاوية إليها بما يسكتها
ويردها إلى طلب الاستقرار والدوام. فمن أجدى
معهُ المال أسكتهُ بإغداق المال عليه، ومن
كان من أهل الخير والاخلاص في العبادة
والزهادة، فهو محتال على إقصائه أو نفيه من
الشام بحيلة لا تعييه يوافقه عليها شركاؤه في
المصلحة.. وما مضت السنون بعد مقتل عثمان
ومبايعة علي كرم اللّه وجهه بالخلافة، إلاّ
وكان معاوية بن أبي سفيان قد اتّسع له من فسحة
الوقت وفسحة الرخاء مجالٌ، فجهد لتأسيس
السلطان الاُموي الذي لا ينازعه فيه منازع من
حوله. ولم يزل منذ تولى ولاية الشام عاملاً
على البقاء فيها واصطناع المؤيدين لهُ في
حكمها. فلم يتوان لسياسة في استرضاء رجل ينفعه
رضاه، ولم يقصر رعايتهُ ودعمهُ على الشرفاء
دون السواء من الاتباع والاجناد، بل كان يرضي
كل من وسعه ارضاؤه لتدعيم سلطانه، فكما كان
همه إرضاء الاشراف وذوي الاخطار تحسّباً
لاسباب التمكين والتدعيم لحكمه، كان همه
أيضاً اتقاء أسباب التمرّد وعدم الرضا،
والاخلال بالنظام كما نسميه في هذهِ الايام
من زماننا. وبلغ من إحكامه للسياسة وإنفاقه
لها واجتذابه قلوب خواصه وعامة الناس ارضاءً
لسكوتهم حداً، حتى قيل إن رجلاً من أهل الكوفة
دخل على بعير له الى دمشق، فتعلق بهِ رجل منها
فقال: هذهِ ناقتي اُخذت مني بصفين، فارتفع
أمرهما إلى معاوية. وأقام الدمشقي خمسين
رجلاً يشهدون أنها ناقته. فقضى معاوية على
الكوفي وأمرهُ بتسليم البعير إليه. فقال
الكوفي: أصلحك اللّه إنه جمل وليس بناقة، فقال
معاوية: هذا حكم قد مضى.... ودسّ إلى الكوفي بعد
تفرقهم فأحضره، وسأله عن ثمن بعيره فدفع إليه
ضعفه وبرّه وقال له: «أبلغ علياً أني اقابله
بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل»(20).
وان كان في هذه القصة بعض المبالغة، فهي
مبالغة الفكاهة الموكلة بتكبير الملامح
ليراها من غفل عنها، وليست مبالغة الخلق
والافتراء.إن ما تقدم يوضح أن المسألة لم تكن
خلافا شخصياً بين علي كرم اللّه وجهه ومعاوية
على شيء واحد، ولكنها كانت خلافاً بين نظامين
متقابلين وعالمين متنافسين، وبمعنىً آخر
كانت صراعاً بين الخلافة الدينية الحقة كما
تمثلت في رابع الخلفاء الراشدين الامام علي
كرم اللّه وجهه والدولة الدنيوية كما تمثلت
في معاوية بن أبي سفيان بما فيها من اختلاف
الظواهر والبواطن. وحسبنا توضيحاً لذلك حُجة
معاوية حين علّل عصيانه باتهام علي في دم
عثمان، مستبيحاً قتال أمير المؤمنين الذي
بايعتهُ الاُمة، ومعلّلاً اتهامه له بتقصيره
في القصاص من الثائرين وهم اُلوف يحملون
السلاح; وهي قولة حق اُريد بها باطل، إذ قد علم
كما ورد في «أخبار البصرة» لعمر بن شعبة، قول
المهلب: «إن علياً كان ينتظر من أولياء عثمان
أن يتحاكموا إليه، فإذا ثبت على أحد بعينه أنه
ممّن قتل عثمان اقتصّ منه». وماذا صنعَ معاوية
بقاتلي عثمان حين صار الملك إليه، ووجب عليه
أن ينفذ العقاب الذي من أجله ثار واستباح قتال
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؟ لقد جاء في
سيرته وما تُرجم له أنه اتبع عليا فيما صنع،
وأبى أن يذكر الثار المقيم المقعد، وقد ذكروه
به والحفوا في تذكيره.ولقد كان أول ما سمعه ـ يوم زار
المدينة ودخل بيت عثمان بن عفان ـ صيحة عائشه
بنته وهي تبكي: «وا أبتاه»، فلم تزده هذهِ
الصيحة المثيرة إلاّ إصراراً على الاغضاء
والاعفاء، وقال لها يعزّيها: «يا ابنة أخي، إن
الناس أعطونا طاعة وأعطيناهم أماناً،
وأظهرنا لهم حلماً تحته غضب، وأظهروا لنا
طاعة تحتها حقد، ومع كل إنسان سيفه وهو يرى
مكان أنصاره. فإن نكثنا بهم نكثوا بنا، ولا
ندري أعلينا تكون أم لنا، ولان تكوني بنت عم
أمير المؤمنين خيرٌ من أن تكوني أمرأة من
عرَضَ المسلمين (أي عامتهم)».وهكذا فان التشيع لعلي(عليه السلام)
وأئمة بيت النبوة من ذريته(عليهم السلام) لم
يكن مجهولاً عند عامة المسلمين فقد جاء في نص
الصحيفة التي كتبت فيما تذكرهُ كتب التاريخ
عن التحكيم بعد رفع المصاحف في صفين: «هذا ما
تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي
سفيان، قاضى علي على أهل العراق ومن كان من
شيعته من المؤمنين والمسلمين وقاضى معاوية
على أهل الشام ومن كان من شيعته من المؤمنين
والمسلمين».وكانت تلك الفترة الزمنية من حياة
المسلمين فترة عصيبة برز فيها الاختلاف
وانتشرت الفتنة التي كان للامويين الدور
الكبير في إضرامها وقد سعى الحكم الاُموي
لنفخ الروح فيها كلما خبت وقلّ أثرها بين
المسلمين.
السنة والشيعة فتنة في الجماعة
مفتعلة:
الفتنة كالصاعقة التي تحل فلا تبقيولا تذر، وكالبركان الذي ينفجر فلا يرد ولا
يدفع، وكالعاصفة التي تثور فلا يمكن الوقوف
أمامها، إذا شاعت بين الناس وهم غافلون،
والفتنة في معجم اللغة بلاء وتمحيص، وفي معجم
الفقه محنة وأذى، وفي معجم التاريخ حرب
المسلم للمسلم، وفي معجم الاجتماع والسياسة
لغم صادع في بنيان الجماعة، ووباء شامل أخطر
من الجرب والجذام. فهي شر في كل معجم ولا خير
فيها.أرأيت النار حين تشب ضئيلة هزيلة
فتغذوها الريح الصرصر السافية والعواصف
السموم العاتية؟ أرأيت كيف تتطاير ألسنة
النيران هنا وهناك في لمحة الطرف وومضة
البرق، فتعم الاخضر واليابس، وتعمّ الخراب
والعمار؟ فذلك مثل الفتنة في انتشارها
وبلائها تعم البرّ والفاجر.إن الفتنة طفل سوء تتمخض عنه أحشاء
الجدل والمراء، فهي ثمرة من ثمراته، بل هي
آفةُ آفاتهِ... وأكثر ما تنجم الفتنة على «وهم»
أو ماهو كالوهم، فيكون رأس الفتنة وشرها
المستطير «الخوض» و«الجدال» لا «المصدر» و«الموضوع»;
وتمشي حبال الفتنة وعصيها حيّات كذب تسعى
فاغرات نافثات.وما اقبحها فتنة تلك التي نُفخَ في
أتونها منذ أربعة عشر قرناً خلت ولا تزال،
فيما أسموه من تقسيم خادع بريق مظهره: السنّة
والشيعة، وقد يتبارى فيها أشياخ متلبسين
بلباس الدين من وعاظ سلاطين وكُتاب مرتزقة.
وهؤلاء واُولئك أنصاف متعلّمين، سال لعابهم
لذهب أعداء الاسلام والحاقدين على الاُمة
الاسلامية، وكتبوا عن جهالة أو عصبية، فكان
البلاء الذي ابتليت به الاُمة يتفجر بذاء
وخصومات في المناسبات يقف خلفها من يدبّر
لهذهِ الاُمة الكيد ليضعفها ويشغلها عن إصلاح
أمرها، فتنصرف عن انشغالها بالاعداد والعدة،
ثم يسهل عليه القضاء عليها بعد أن اصابها
بضربات هنا وهناك لا تزال تترنح من وقعها.ومن الاساليب التي استخدمت في إثارة
الفتنة في الاُمة المسلمة، الضرب على وتر
العنصرية مستخدمةً اللافتة المذهبية، رغم أن
الاسلام ينفي العنصرية ويدحضها، فيقولون
مثلاً: إن الايرانيين ـ في أكثريتهم ـ شيعيو
المذهب، لكي يعزلوا الشيعة عن بقية الشعوب
المسلمة، وكأن الشيعة هم إيرانيون قبل ان
يكونوا مسلمين. وجهل هؤلاء أن مذهب الشيعة (الاثني
عشرية) هو أيضاً ذو انتشار في بلاد العرب، في
أرض النبوة، والعراق، وسوريا، ولبنان، وفي
غيرها، بل إن التشيع ومذهب الشيعة عربي
المنبت. إن ما أرادوهُ هو بث التفرقة
والاختلاف بين المسلمين حتى تواجه الشعوب
المسلمة جلاديها مختلفة منفردة. إن على هؤلاء
النافخين في أتون الفتنة ان يتذكروا التاريخ
وأن يقرأوا صفحاته الحديثة منه ـ على الاقل ـ
ليعلموا منها جميعاً أنهم أخوة في الاسلام،
تباينت اجتهاداتهم في فهم الكتاب والسنّة،
كما اختلفت المدارس الفقهية جميعاً; الحنفية،
والمالكية، والشافعية، والحنبلية،
والظاهرية، فما ذهبت اُخوّتهم وما أدى هذا
التباين إلى أن يكون أحدهم في نظر الاخر
خارجاً عن ملّة الاسلام وكان حسبَ هؤلاء
الحاقدين المروجين للفتنة الوقوف عند مؤتمر
القدس الذي عقد في أول ديسمبر 1931م بشأن
فلسطين، وهي قضية الاسلام الاولى، وفيه التقى
الشيعي والسني، وجلس المصري إلى جانب العراقي
والايراني والمغربي والشامي والتركستاني
والهندي، فقد شهده جماعة من أعيان الشيعة،
وجماعة من علمائهم العامليين (من جبل عامل في
لبنان)، ورئيس حكومة تركستان التي غزاها
الشيوعيون الروس، ودعاة اسلاميون من الهند
وغيرهم كثيرون. وقد صلّى اعضاء المؤتمر
الممثلون لجميع العالم الاسلامي مرتين
بإمامة المجتهد الكبير محمد حسين آل كاشف
الغطاء، ولم يخطر ببال أحد الاعتراض على ذلك،
بل ابتهج به المسلمون جميعاً، إذ كان انبثاق
فجر الوحدة الاسلامية، ولو بين المؤمنين بها
وليس بين الحكام وكان حسب هؤلاء الذين يحملون
مباخر الفتنة وينفخون في أتونها على السواء
من أشياخ وعاظ للسلاطين وكتّاب مرتزقة ومن
يقف وراءهم تذكر ما كتبهُ (روبار جاكسون)
مراسل جريدة «نيويورك كرونيكل» عام 1951م في
مقاله الذي كتبه عن مرشد الاخوان المسلمين
الشيخ حسن البنا، ولقائه بآية اللّه
الكاشاني، فقال في وقتها: «... وقد تقرر ان
الرجل آية اللّه الكاشاني كان بعيد الاثر في
كثير من الاحداث العالمية التي وقعت في
الشرق، بل إن ما وقع في ايران (يقصد ما تلا
تأميم البترول عام 1951م) والاحداث التي تلتهُ،
كان خليقاً ان يقع في كل بلدان الشرق لو طال
عمر هذا الرجل. وكان يمكن أن يتحقق لهذهِ
البلاد الكثير لو اتفق حسن البنا وآية اللّه
الكاشاني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة
والسنة... لقد التقى الرجلان في الحجاز سنة 1948م،
ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية
لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال»(21).وكان حسب هؤلاء تذكّر أن الحركة
الاسلامية مهما تعددت لافتاتها فهي هيئة
جامعة، لا تنحصر في طائفية ضيقة أو مذهبية
عقيمة، يتشبث بذيول أستارها الجاهلون. فقد
ضمت حركات البعث الاسلامي الجميع في العراق
كانت تضم الشيعة والسنة على السواء، كما أن
بعض قواعد الحركة الاسلامية في مصر مجموعة
الطلاب ـ ومنهم الشيعة ـ الذين كانوا يدرسون
بمصر في سني الثلاثينات والاربعينات، ولا
يختلف الامر كذلك في افغانستان وباكستان و....
وكان حسب هؤلاء ان يعلموا ان الفرقة التي عمل
على إذكائها المستعمر وصنائعهُ بين بني
الاسلام هي بؤر مصطنعة وليدة عوامل تاريخية
معينة ليسهل لهُ التحكم في مصيرهم، لكنها
غريبة الوجود في رقعة العالم الاسلامي رغم ما
يحاوله بعض حكامه من بثها.اذ المشاعر والانطباعات يوحدها
الايمان إذ جوهر الدين واحد ولبه أصيل.
(1)
الشيخ محمد حسين المظفر، تاريخ الشيعة: 3.(2)
الصافات : 83 .(3)
ابن منظور، لسان العرب «مادة شيع».(4)
مقدمة ابن خلدون: 138.(5)
التشيع، نشأته، معالمه، هاشم الموسوي: 24.(6)
ابن منظور، لسان العرب «مادة تشيع».(7)
السيد محسن الامين، الشيعة بين الحقائق
والاوهام: 41.(8)
المصدر السابق .(9)
البينة : 7 .(10)
جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في
التفسير بالمأثور 6: 379.(11)
ابن حجر: الصواعق المحرقة: 93. وهو أحمد بن حجر
الهيثمي الفقيه الشافعي شارح المنهاج وصاحب
الزواجر وغيرها المتوفى عام 947م.(12)
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 15: 358.(13)
السيوطي الدر المنثور 6: 379.(14)
قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط في مادة
ثقل: الثقل هو كل شيء نفيس مصون، ومنه الحديث:
«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي».
وقال صاحب تاج العروس في شرح القاموس،
العلامة مرتضى الزبيدي في مادة ثقل عند ذكر
الحديث: «جعلهما ثقلين إعظاماً لقدرهما
وتفخيماً لهما، قال ثعلب: سماهما ثقلين لان
الاخذ بهما ثقيل والعمل بهما ثقيل». وقال ابن
منظور في لسان العرب ـ بعد ذكر الحديث وقول
ثعلب السالف الاشارة إليه ـ : وأصل الثقل أن
العرب تقول لكل شيء نفيس مصون خطير ثقل
فسماهما ثقلين إعظاماً لقدرهما، ثقلين لان
الاخذ بهما والعمل بهما ثقيل، ويقال لكل
خطير ثقل». (15)
الراجح ان العترة هي ولد الرجل وذريته وعقبه
من صلبه وهو قول ابن الاعرابي الذي رواه عنه
ثعلب، فعترة النبي كما ذكر ولد فاطمة
الزهراء رضي اللّه عنها، وهذا قول ابن سيدة
في المخصص. فعترة الرجل إذاً لغة أخص أقاربه
ونسله كما جاء في المصباح المنير للفيومي،
وهو قول الازهري أيضاً، الذي بعد أن ذكر
الحديث قال: «فجعل العترة أهل البيت» وهو قول
ابن الاثير في النهاية، ج3 ص65.(16)
مستدرك الحاكم3: 109، السيوطي: السراج المنير 2:
56، ابن حجر: الصواعق المحرقة: 136، الشيخ حمزة
العدوي: مشارق الانوار: 146، ابن كثير: البداية
والنهاية 5: 208، 214.(17)
الشيخ محمد الغزالي، كيف نفهم الاسلام: 142.(18)
نهج البلاغة، الكتاب 54. من كتاب له إلى طلحة
والزبير.(19)
عباس محمود العقاد، عبقرية الامام علي.(20)
المسعودي، مروج الذهب.(21)
جريدة الاخوان المسلمون، العدد 11، 29 يونيه
1954.