المقرَّبون
الشيخ عبد اللطيف الأسدي ( العراق )
قبل أن أدخل صلب الموضوع لخوضغماره ; أودّ أن أُطلّ منخلاله على توراة أو
زبور آل البيت صلوات اللّه عليهم أو قرآنهم ،
عبّر ما شئت أن تعبّر عن ذلك ، فكلّها محاور أو
مداخل يجمعها هدف واحد ، ولكنّها تصبّ في
اتجاهات متعددة . أطلّ من خلالها لأحمل منها
مفتاحاً يفتح لي باب الدخول إلى موضوع
المقرّبين عنوان بحثي هذا، حيث يقول(عليه
السلام) في هذا المسار وأقصد بذلك الإمام زين
العابدين : «إلهي نفسٌ أعززتها بتوحيدك كيف
تُذلها بمهانة هجرانك ؟ وضميرٌ انعقد على
مودّتك كيف تحرقه بحرارة نيرانك ؟ إلهي إن كان
قلَّ زادي في المسير إليك ; فلقد حسن ظنّي
بالتوكل عليك . إلهي فاجعلنا من الذين ترسَّخت
أشجار الشوق إليك في حدائق صدورهم ، وأخذت
لوعة محبَّتك بمجامع قلوبهم ، فهم إلى أوكار
الأفكار يأوون ، وفي رياض القُرب والمكاشفة
يرتعون ، ومن حياض المحبَّة بكأس الملاطفة
يكرعون ، وشرايع المصافاة يردون ، قد كُشفَ عن
أبصارهم وانجلت ظُلمة الريب عن عقائدهم
وضمائرهم ، وانتفت مخالجة الشك عن قلوبهم
وسرائرهم ، وانشرحت بتحقيق المعرفة صُدورهم .إلهي لولا الواجب من قبول أمرك
لنزَّهتك من ذكري إيّاك ، على أنَّ ذِكري لك
بقدري لا بقدرك ، وما عسى أن يبلغ مقداري حتى
أجعل محلاً لتقديسك . إلهي بك هامت القلوب
الوالهة ، وعلى معرفتك جُمعت العقول
المتباينة ، فلا تطمئن القلوب إلاّ بذكراك ،
ولا تسكن النفوس إلاّ عند رؤياك ، أنت
المُسبَّح في كل مكان ، والمعبود في كل زمان ،
والموجود في كل أوان ، والمدعوّ بكل لسان ،
والمعظّم في كل جنان .واستغفرك من كل لذة بغير ذكرك ، ومن
كل راحة بغير اُنسك ، ومن كل سرور بغير قربك ،
ومن كل شغل بغير طاعتك» .ما أروع هذه المقاطع في رحاب
الدعاء ! فهي تحمل بين طيّاتها عظمة الخالق
سبحانه ، وتؤكّد هيمنة محبّته على قلوب
المشتاقين ، وتجسّد حب وشوق واعتراف العبد
العارف بربوية هذا المعبود الكبير الغنيّ
بذاته ، فمودّته في قلب عبده المستسلم له
مسيطرة على كل مشاعره وخواطره وأفكاره ،
فحينما يقف بين يديه يدعوه بكل خشوع تام ورهبة
عميقة وخضوع منتظم ; يستسلم لأمره وينقاد
لقضائه وإرادته .نعم هكذا يعبّر العبد الصالح
المطيع لربه عن طاعته المطلقة له ، وقد أقبل
عليه بكلّه ، يُثني عليه ويُكبّره ، ويُطيل
النظر إلى رحمته ، وملؤه تذلّل وتواضع
وامتنان .المقرّبون بفتح الراء وتشديدها ،
لم يرتفعوا إلى هذه الرتبة العالية من
العبادة ، ولم يعرجوا في هذا المصعد الكريم
إلاّ بعد أن أخلصوا للّه في عبادتهم وتوجّههم
، وإقبالهم عليه بكلّ قلوبهم ومشاعرهم وحبّهم
وولائهم له ، فهو الذي أفاض عليهم الوجود
ومنحهم القدرة على القيام بين يديه يتضرعون
ويبتهلون ويستغفرون ، فقد حرّروا أنفسهم من
أسر المادة ، وآثار الترف الدنيوي ، حتى صاروا
كما أراد لهم خالقهم عزّوجل .يعرفهم الناس من خلال تواضعهم ،
وخوفهم من ربّهم ، وكثرة ورعهم ، وشدّة تقواهم
. يعرفون ربّهم ويهابونه ، ويخافون وقوفهم بين
يدي خالقهم ، يرجون ثوابه ، ويخشون عقابه ،
دأبهم الحنين والشوق إلى معبودهم ، وهمّهم
رضاه عنهم ، فكلّما عملوا من أجل الآخرة ;
ازدادوا تقرّباً من واهب هذا الوجود ، ولكن
باحترام الغير ، وحسن الجوار وإكرام الضيف ،
وبذل الخير في ربوع الأرض ، وإشاعة الأمن بين
الناس ، صادقون في أقوالهم وأفعالهم ، مؤدّون
لأماناتهم ، راعون لعهدهم ، وافون بوعدهم ،
شعارهم الإصلاح والصلاح . سيماهم في وجوههم من
أثر السجود ، لا يخافون في اللّه لومة لائم ،
لا تغرّهم الدنيا بزخارفها ، فهم في رياض
مودّتهم لإلههم يرتعون ومن صافي نمير حبّهم
له يكرعون ، ألسنتهم لهجة بذكر اللّه ،
وقلوبهم وجلة من خشيته . وبعد هذا فهم لا
يحبّون من يمدحهم في علاقتهم بربّهم ، ولا
يفرحون بثناء الناس عليهم ، بل يستغفرون
حينما يُمدحون ، ويتوارون عندما يُطرَوْن ،
وهكذا هم أولياء اللّه تعالى في الأرض .أجل لقد قرأنا وسمعنا عن مثل هؤلاء
، وإلاّ فكيف خلّد الدهر من استهزأ بهم
المنحرفون ؟ وتلذّذ بتعذيبهم الخاطئون ؟ فهذا
عمّار وأبو ذر وياسر وسلمان ، وحجر وسعيد بن
جبير وميثم وخبّاب وعدي وعبداللّه الطائي ،
وفي عصرنا قوافل الشهداء الأبرار الذين روّوا
بدمائهم الطاهرة الزكيّة تراب الوطن من أجل
الإسلام الخالد ، فهم شموع عالقة على الدرب
دائماً وإلى الأبد ، وهم رموز شاخصة وخالدة
ترفد مسيرة الاُمة بالعزم والإرادة والتصميم
والثبات على المبدأ ، كذلك هم مشاعل وقود
متألقة في كل زمان لإعلان ثورة الحق على
الباطل ، وفي طليعة هذه المسيرة الثورية
المعطاء عبر مراحلها الطويلة الواعية أئمة
الهدى آل رسول اللّه صلوات اللّه عليهم
أجمعين .فقد علّمونا سلام اللّه عليهم
الصمود بوجه الباطل ، وسياسة الرفض للظلم
مهما طغى ، والوقوف إلى جانب الحق مهما كانت
التضحيات ، فالدفاع عن المبادئ وقيم السماء
وحضارة الإنسان في ظلّ الإسلام العزيز شرع
مقدّس في وجودهم ، فهم العطاء الروحي والفكري
في تعميق الصلة بالخالق سبحانه من خلال
الطاعة الخالصة له ، والعبادة الحقّة ،
والالتزام بمناهج السماء والمحافظة على
الأخلاق الحسنة ، وإشاعة المحبّة بين الناس ،
وبثّ روح الاُخوة بينهم ; من أجل بناء مجتمع
كريم يعيش في ظل طاعة المعبود . فنحن أحوج ما
نكون إلى هذا القرب الطاهر من الخالق الكريم
لنيل رضاه ، والفوز بمغفرته لنا وقبوله عملنا
، فكلّما اقترب العبد من ربه في مناجاته معه ;
يقترب الربّ إليه منه حتى يغمره بواسع رحمته ،
ويفيض عليه من الكمالات والعطاءات ما لا
يتصوره العبد في علاقته مع معبوده .فالتوجه إلى هذا الربّ الرحيم في
ظلّ الخضوع التام له ، والانشداد القويّ إليه
; يجعل العبد في موضع القرب منه ومحلّ الرضا
عنه . فإذا رضي اللّه سبحانه عن عبده وهو في
حالة الاستسلام له ; فقد فاز ، وأيّ فوز هذا ؟
إنّه فوز كبير وربح تجارة لن تبور .اولئك هم المقرّبون حقاً ، تسكن
نفوسهم عند رؤية ربّهم ، فقد أخذت محبّته
بمجامع قلوبهم ، فها قد كشف الغطاء عن أبصارهم
، وانجلت ظلمة الريب عن عقائدهم وضمائرهم ،
وانشرحت بتحقيق المعرفة صدورهم ، فكلّ منهم
يناجي ربّه وقد استسلم بكلّه إلى خالقه ، يقرّ
بتنزيه الربّ من ذكره لولا الواجب من قبول
أمره ، على أنّ ذكر العبد لربّه بقدره لا بقدر
ربّه ، ثم يتسامى بروح العرفان متواضعاً ،
ويعتلي منصة العبد المتذلل الواثق بربّه
ليحظى بقربه والعارف بحقيقة العبودية ، يعدّد
ما لهذا الربّ العظيم على هذا العبد المعترف
بزلله وخطئه وجرمه يُعدّد نعمه عليه ، فقد
غمره بها ، وأفاضها عليه تكريماً له على سائر
مخلوقاته ، مفضّلاً إياه عليها ليكون خليفته
في آنامه فجعله سيّد أرضه في خلقه ، وعرّفه
طريقة الوصل به والركون إليه ، وعلى العبد ـ
كما وجّهه سبحانه ـ أن يقبل عليه بقلب طاهر
ملؤه شوق إليه ، وكلّه إقبال عليه ، وبنفس
مطمئنة بذكره الجميل ، وغارقة بلطفه البهيّ ،
فنسمعه يقول وهو خاضع متذلل ، معترف بأنّ له
السيادة المطلقة ، والربوبية المحضة ، يقول
مخاطباً ربّه : أنت المسبّح في كل مكان ،
والمعبود في كلّ زمان ، والموجود في كل أوان ،
والمدعوّ بكلّ لسان ، والمعظّم في كل جنان .ثم يتبع هذه الاعترافات الدقيقة
باستغفاره من كل لذة بغير ذكر اللّه ، ومن كل
راحة بغير اُنسه ، ومن كل سرور بغير قربه ،
وأخيراً من كل شغل بغير طاعته .بعد هذه المقدمة تعال معي قارئي
الكريم لندخل إلى رياض المقرّبين في ظل رحاب
أهل البيت سلام اللّه عليهم ، وبعد أن نضيء
الدرب إلى هذه الآفاق الرحبة بآي من الذكر
الحكيم ، إذ يقول تعالى :(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا
من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد
ومنهم سابق بالخيرات بإذن اللّه ذلك هو الفضل
العظيم) [1]
.(والسابقون السابقون * اولئك
المقربون) [2] .(فأمّا إن كان من المقرّبين * فروح
وريحان وجنة نعيم) [3]
.(عيناً يشرب بها المقرّبون)
[4] .ففي شرح قوله تعالى : (ثم
أورثنا الكتاب ...) إلى
آخر الآية : الظالم يحوم حوم نفسه ، والمقتصد
يحوم حوم قلبه ، والسابق يحوم حوم ربّه [5]
. وفي معنى الحوم والحومان : هو الدوران .
ودوران الظالم لنفسه : حوم نفسه ، اتباعه
أهواءها ، في تحصيل ما يرضيها . ودوران
المقتصد : حوم قلبه ، اشتغاله بما يزكّي قلبه ،
ويطهّره بالزهد والتعبد . ودوران السابق
بالخيرات : حوم ربّه ، إخلاصه له تعالى ،
فيذكره وينسى غيره ، فلا يرجو إلاّ إيّاه ،
ولا يقصد إلاّ إيّاه [6] .وجاء عن الباقر(عليه السلام) أن
السابق بالخيرات : الإمام ، والمقتصد : العارف
للإمام ، والظالم لنفسه : الذي لا يعرف الإمام
[7] . وجاء أيضاً في هذا الباب عن رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) : «أمّا السابق ، فيدخل الجنّة
بغير حساب ، وأمّا المقتصد فيحاسب حساباً
يسيراً ، وأمّا الظالم لنفسه فيحبس في المقام
، ثم يدخل الجنّة . فهم الذين قالوا : الحمد
للّه الذي أذهب عنّا الحزن» [8] . وفي
قوله تعالى : والسابقون الأوّلون من
المهاجرين والأنصار ، وقوله تعالى :
(والسابقون السابقون اولئك المقرّبون)
. أنزلها اللّه تعالى في الأنبياء وأوصيائهم ،
فيقول(صلى الله عليه وآله) : «فأنا أفضل أنبياء
اللّه ورسله ، وعليّ بن أبي طالب وصيي : أفضل
الأوصياء» [9] .مكتوب في الإنجيل : طوبى للمصلحين
بين الناس ، اولئك المقرّبون يوم القيامة .
عبادة المقرَّبين :
تتميز عبادة المقرّبين عن عبادةغيرهم من الناس ; بأنّها ترقى بأصحابها إلى
مصافّ الأنبياء والمرسلين وأوصيائهم صلوات
اللّه عليهم أجمعين ، بل المرسلون والأنبياء
والأوصياء هم المقرّبون الذين تشير الآيات
الكريمة في كلّ مرّة يرد ذكر أسمائهم فيها .
ولكن لمّا كانوا هم القدوة في مسيرة الطاعة
المخلصة ; فلا ريب أن يلحق بركبهم في هذه
الرحاب الصافية المؤمنون المخلصون الصادقون
، فتشملهم الآيات بعنايتها بهم ، إذ يقول(عليه
السلام) : «عليكم بصدق الإخلاص ، وحسن اليقين ،
فإنّهما أفضل عبادة المقرّبين» . وقال(عليه
السلام) أيضاً : «الجود في اللّه عبادة
المقرّبين» [10] .
أقرب الخلق إلى اللّه سبحانه :
وفي ظلّ هذه القربى الدائمة ،والاتصال المستمرّ مع المحبوب تستمر روح
المؤمن صعوداً في مدارج الكمال الرحبة في
طريقها إلى المولى المطلق سبحانه وتعالى .
فأقرب خلقه إليه ; أحسنهم إيماناً به ،
وأوسعهم خلقاً مع عباده ، وأقولهم للحق وإن
كان عليه ، وأعملهم به وإن كان فيه كرهه ، وفي
مقابل هذه الأوساط الطاهرة من عبادة المتقين
يعيش المترفون المتكبرون ، وهم أبعد الناس عن
الخالق سبحانه ، ولا يدرون أنهم لا يخفون على
ربّهم المنعم عليهم فهم يكتون بلظى البعد عن
خالقهم حتى ولو لم يشعروا بذلك . تساورهم
الهموم ، ويعيشون الفوضى النفسية والعقلية ،
يمخر حياتهم القلق والاضطراب ، فلا قرار لهم
ولا اطمئنان ، ولا راحة ولا سعادة . قد أغواهم
الشيطان ، وأبعدهم عن طريق الحقّ . وقد نسوا
أنهم واقعون تحت رقابة اللّه لهم ، يحصي عليهم
أعمالهم ، ويعدّ عليهم أنفاسهم ، ويرصد
حركاتهم ، ويعلم خائنة أعينهم ، ويعلم كذلك
سرّهم وما يخفى وراءه ، ولكن حينما ينفتح في
ضمائرهم في لحظة ما بصيص إحساس ; يشعرون بلوعة
المعصية تُلهب قلوبهم ، فيكتوون بنار الخطيئة
بل الخطايا التي اقترفوها جراء خوضهم في
الباطل ، يقضّ مضاجعهم ، ولا ينفكّ عنهم ،
يحرمهم من لذّة الطاعة كما لو كانوا طائعين ،
وإضافة إلى هذه الرقابة الإلهية الشاملة
الواعية ; هناك رقابة اُخرى غيرها ، ومن لدن
هذه الرقابة الإلهية وهي رقابة ملكين كريمين
يعلمان ما يفعله الإنسان ، ولا يغفلان عنه
طرفة عين أبداً .
(وكلّ إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له
يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً إقرأ كتابك
كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً)
[11] .نعم ، إن العبادة الخالصة لخالق
هذا الإنسان وما حوله ; تلقي بظلالها الوارفة
دائماً على حياة العبد المطيع ليعيش في ظلّها
حراً كريماً ، ويتنعم من خلالها ببركاتها
ولطائف برّها . إلى جانب حرمان الخاطئين منها .وتجمع معاني هذا الشرح للقرب من
اللّه سبحانه الأقوال الشريفة التالية :«أقرب الناس من اللّه سبحانه ;
أحسنهم إيماناً» [12] .«إنّ أقربكم إلى اللّه ; أوسعكم
خلقاً» [13] .«أقرب العباد إلى اللّه تعالى ;
أقولهم للحقّ وإن كان عليه ، وأعملهم بالحقّ
وإن كان فيه كرهه» [14] .«فيما أوحى اللّه عزّوجل إلى داود(عليه
السلام) ، ياداود ! كما أن أقرب الناس من اللّه
المتواضعون ; كذلك أبعد الناس من اللّه
المتكبرون» [15] .وفي إطار هذا التواضع يكون العبد
أقرب إلى ربّه أثناء سجوده ، فهو يعكس في هذه
الحالة صورة العبادة في أقصى درجات القرب
فيها ، فلا شيء أثمن لدى الإنسان من وجهه في
هيكله ، إذ يضعه على الأرض متواضعاً جدّاً ،
ويرغم أنفه في هذا الوضع الفريد ، يمسح جبهته
على الأرض وخدّيه ، يدعو ربّه ، يسبّحه ويحمده
، ويرجوه ، ويصلّي على نبيّه وآله ، وحينما
يرفع رأسه من سجوده ثم يعود إليه ; يكون قد
أكمل صورة العبودية بأبهى مواقعها ، معترفاً
بأن الدنيا بعدها موت ، وهناك وراءها عالم
جديد ، يختلف بكل أبعاده وخصائصه ومميزاته عن
العالم الدنيوي الذي فنى ، وقد حُفّ بالمخاطر
والمنزلقات وعبادة الشيطان ، هذا الفناء في
الدنيا ينطلق بالإنسان إلى عالم ثان يواجه
فيه عمله الذي ما كان يلقاه لولا موته الذي
انتهى إليه ، فهو أمّا في عليّين إن كان
مقرّباً ، أو في سجّين إن كان خاطئاً .يقرّر هذا المعنى السالف ما جاء
عنه(صلى الله عليه وآله) ، حيث يقول :«أقرب ما يكون العبد إلى اللّه وهو
ساجد» [16] . وقول الإمام الصادق(عليه
السلام) : «أقرب ما يكون العبد من ربّه إذا دعا
ربّه ; وهو ساجد» [17] .ويبتعد العبد عن ربّه مقابل قربه
منه ; إذا امتلأ بطنه ، ليكون بغيضاً إليه ،
بعيداً عنه ، وذلك لأن الامتلاء يميت القلب ،
ويقتل الفطنة ، ويُذوي الذكاء ، فيورث ذلك
الهمّ والحزن الشديدين ، وإذا كان الأمر كذلك
; فليس بعده إلاّ الطرد عن رحمة اللّه ،
والالتحاق بركب الشيطان ، إذ لا ينظر اللّه
تعالى إلى عبد همّه بطنه ، وديدنه الشبع ،
فتقلّ عبادته ، وتضعف طاعته لربّه ، وتتساوى
لديه الحسنة والسيئة ، فلا يقيم لأيّهما
وزناً ، وتنعدم لديه الرؤيا فتخونه ذاكرته ،
وتنأى به المعصية فتحرف فطرته ، وتسوء أخلاقه
، ويسيء الظنّ حتى بربّه فضلاً عن غيره ، وهذا
منتهى الخسران ، وغاية الضياع . يقول الإمام
الصادق(عليه السلام) :«أقرب ما يكون العبد من اللّه إذا
خفّ بطنه . أبغض ما يكون العبد من اللّه إذا
امتلأ بطنه» ويواجهنا مشهد آخر من مشاهد
التقرّب إلى اللّه ، إذ يتميّز الخلق المطيع
في يوم القيامة إلى ثلاثة ، حتى يفزع الناس من
الحساب ، حيث يقول الإمام الصادق(عليه السلام)
:«ثلاثة هم أقرب الخلق إلى اللّه
يوم القيامة حتى يفزع (الناس) من الحساب : رجل
لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من
تحت يديه ، ورجل مشى بين إثنين فلم يمل مع
أحدهما على الآخر بشعيرة (بشعرة) ورجل قال
الحق فيما له وعليه» [18] .والحيف هنا الجور والظلم بأقصى
درجاته ، ولكن لكي يكون العبد قريباً من ربّه
وهو في حال غضبه ; أن لا يستسلم لهذا الغضب
فيجور على غيره ، لأنه يتذكر قدرة اللّه عليه ;
فيجعل العفو عنه إذا عفى شكراً للّه عليه ،
واضعاً نصب عينيه : إذا دعتك قدرتك على ظلم
الناس ; فتذكر قدرة اللّه عليك .ورجل مشى بين اثنين ، فلم يمل مع
أحدهما على الآخر بشعيرة أو قُل شعرة ، وهذه
كسابقتها صورة مشرقة في حياة المقرّبين ، إذ
تحتاج هذه المرحلة من السلوك المستقيم ،
والتصرف المنضبط إلى تحكيم الإرادة المنسجمة
مع عمق الإيمان بالخالق سبحانه ، والمنطلقة
من ثبات العقيدة في القلب ، فقلّما نجد مثل
هذه الحركة الفاعلة في تحقيق مرضاة اللّه
بأسنى قدرها ، لأن الإمالة إلى جانب عند
حدوثها بين اثنين ولو كانت بمقدار شعيرة
تنحرف بالإنسان عن خطّ الاستقامة ولو كان ذلك
المائل عادلاً . فإذا فعل ذلك حتى ولو لم يعلم
فقد شطّ عن الطريق الحق ، وتنكبّ عن العدل
فمال به إلى الجور ، فإذا زاول الخطأ في هذا
الإطار فقد ينتهي به الأمر إلى الزيغ عن
المبدأ والبعد عن الفطرة ، ويلج متاهات
الشيطان ليكون من أتباعه ، ولو في هذا الجانب
فقط .ورجل قال الحق فيما له وعليه ، أجل
فالحق ليس مجرّد قول وحسب ، بل هو كذلك ، ولكن
ليكن مقروناً بالعمل في نطاق الحق ، ليصل
الإنسان لا سيّما المقرّب من خلاله إلى أقصى
نقطة يلتقي بها مع المعبود على قاعدة شوقه
إليه ، وتسليمه الكامل لإرادته ليكون موضع
تنفيذها .وهناك أيضاً في مقام هذا القرب
يلتقي العبد الصالح مع ربّه في زرع الطيب بين
الناس ليكون كنز الأنام في هذه الزراعة ،
بإشاعة المعروف ، وزرع روح الاُخوّة بين
الخلق ، والمحافظة على نظام الجماعة ، وتجنيد
الطاقات الفكرية والجسدية من أجل البناء ،
وتثبيت دعائم العدل والمساواة في المجتمع .
وبهذا السلوك العملي ، والتصرف الواعي الهادف
يدعوهم اللّه يوم القيامة المباركين ، حتى
يكونوا أحسن مقاماً عنده، وأقربهم منزلة منه .
فلنستمع في هذا المجال إلى قول الإمام الصادق(عليه
السلام)حيث يقول : «الزارعون كنوز الأنام ،
يزرعون طيّباً أخرجه اللّه عزّوجل ، وهم يوم
القيامة أحسن مقاماً ، وأقربهم منزلة ،
يُدْعَوْن المباركين» [19] .وفي غاية التقرّب يقول(صلى الله
عليه وآله) : «قال اللّه عزّوجل ... ما تقرّب
إليّ عبد بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضت عليه ،
وإنّه ليتقرّب إليّ بالنافلة حتى اُحبّه ،
فإذا أحببته ; كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره
الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده
التي يبطش بها . إن دعاني أجبته ، وإن سألني
أعطيته» [20] .وما أحسن هذا القرب الذي يجعل
العبد في تقرّبه من ربّه سمعه الذي يسمع به !
وبصره الذي يبصر به ! ولسانه الذي ينطق به !
ويده التي يبطش بها ! وأيّة منزلة هذه التي
يكون العبد فيها من ربّه ، إذا دعاه أجابه ،
وإذا سأله أعطاه ، وإذا توكّل عليه كفاه ؟
إنّها حياة تزخر برضا الربّ ، وتنسجم مع
الفطرة في طهارتها ، ومع الروح في نقائها ،
وهنا تكمن عظمة الطاعة في جانبيها من قبل
العبد المطيع لسيّده ، فهو كما يحافظ على
واجباته المفترضة عليه كذلك نجده يقرن هذه
الطاعة بنوافلها ، حتى يتحقق القرب من المولى
في غمار هذه الحركة المتدفقة رهبة ورغبة ،
وشوقاً وولهاً ، وحبّاً وإذعاناً ، فقد مرّ
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) على رجل يدعو
بيا أرحم الراحمين ، وهو لا يزال
يكرّرها ، فقال(صلى الله عليه وآله) له : اذكر
حاجتك، فقد نظر اللّه إليك. وقال(صلى الله
عليه وآله) يقول اللّه تعالى: «... ما يتقرب
إليّ عبدي بمثل ما افترضت عليه ، ولا يزال
عبدي يبتهل إليّ حتّى اُحبّه . ومن أحببته ;
كنت له سمعاً وبصراً ويداً وموئلاً ، إن دعاني
أجبته ، وإن سألني أعطيته» [21] .نعم هكذا تفعل العبادة الواعية
فعلها بصاحبها ، يهيم العبد في رحابها وجداً
بمعبوده ، ويتيّمه الشوق إلى محبوبه حتى لا
يرى في الوجود إلاّ وجه ربّه العزيز . فلا يخطو
إلاّ وذكر ربّه الجليل لهجاً به لسانه ، ولا
يتحرّك إلاّ وهو موقن بخالقه ، سيطر عليه حبّ
اللّه حتى شفّه ، وذلّله الشوق حتى أسقمه ،
لأن القرب من فاطره يدنيه إليه خوفاً من جفائه
إن قصّر فيه ، وطمعاً في لقائه ، ولكن الوصول
إلى اللّه عزّوجل سفر شاقّ لا يدرك إلاّ
بامتطاء الليل ، وإلاّ بالوقوف بين يدي جبّار
السماوات والأرض ، فحينما تهجع العيون ،
وتغور نجوم السماء ; يصفُّ هذا المشتاق إلى
حبيبه ، متضرعاً بين يدي محبوبه ، يطلب مغفرته
، ويرجو رحمة ربّه ، تنحدر دموع عينيه خوفاً
من لقائه ، يسبّحه ويحمده ويهلّله ويناجيه
ويكبّره ، ويطلب منه ويرجوه ، مبتغياً بذلك
الوصول إليه ، لأنه يعلم أن الاتصال بالمحبوب
لا يتم إلاّ إذا انقطع عن المخلوق ، فإذا صبر
على ربّه ، وصل إليه ، فهو يناجيه بهذا
الابتهال :«إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك ،
وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك ، حتى
تخرق أبصار القلوب حُجب النور فتصل إلى معدن
العظمة . وفي المناجاة أيضاً : سبحانك ما أضيق
الطرق على من لم تكن دليله ! وما أوضح الحق عند
من هديته سبيله! إلهي فاسلك بنا سُبل الوصول
إليك ، وسيّرنا في أقرب الطرق للوفود عليك»
[22] .وممّا يثير الدهشة ويدعو إلى
التساؤل أن الغني المستغني بذاته عن خلقه
يدعوهم إلى مناجاته ، وكأنّه يتوسل إليهم ،
ليتقربوا إليه ، فهو سبحانه يحثّ عباده على
طاعته ليرضى عنهم ، فيفتح أمامهم أبواب رحمته
ليلجوها فيحظوا بقربه ، وينالوا رضاه عنهم .
فكلّما اقترب العبد من ربه شبراً ; يقترب
الربّ منه ذراعاً ، وما أتاه عبده مشياً حتى
يأتيه هرولة ، فعن يزيد بن نعيم قال : «سمعت
أبا ذر الغفاري(رضي الله عنه) وهو على المنبر
بالفسطاط يقول : سمعت النبي(صلى الله عليه
وآله) يقول : من تقرب إلى اللّه شبراً تقرّب
اللّه إليه ذراعاً ، ومن تقرّب إليه ذراعاً
تقرّب إليه باعاً ، ومن أقبل إلى اللّه عزّوجل
ماشياً أقبل إليه مهرولاً . واللّه أعلى وأجلّ
، واللّه أعلى وأجلّ ، واللّه أعلى وأجل»
[23] .ولكن حذار من الإدبار عن اللّه !
لأنّ الإدبار عن اللّه يعقبه إدبار اللّه عن
العبد ، ويقابله إقبال اللّه على من يقبل عليه
. حيث يقول الإمام الباقر(عليه السلام) : «إنّكم
إن أقبلتم على اللّه ; أقبلتم ، وإن أدبرتم عنه
; أدبرتم» [24] .فما هي إذن الأسباب الرئيسة التي
تفضي بالعبد إلى ساحة رضا ربّه عنه ، وتجعله
قريباً منه ، وتضعه في مقام الذلّ لديه ؟ ففي
مقدّمتها البرّ والعقل والعلم والإخلاص
بالنيّة ، وأداء الفرائض ، وبمسألة العبد إلى
ربّه، وإلى الناس بتركها ، وبالخشية من اللّه
، والبكاء من خوفه ، وبالورع عن المحارم ،
وبالزهد يستغني العبد عن غيره إلاّ عن اللّه .ففيما ناجى اللّه نبيّه موسى(عليه
السلام) على الطور ، «أن يا موسى : أبلغ قومك
أنّه ما يتقرّب إليّ المتقرّبون بمثل البكاء
من خشيتي ، وما تعبّد المتعبدون بمثل الورع عن
محارمي . وفي مناجاة اُخرى ، ما تقرّب إليّ
المتقرّبون بمثل الورع عن محارمي ، فإنّي
أمنحهم جنّات عدني ، لا اُشرك معهم أحداً ،
ولا تزيّن إليّ المتزيّنون بمثل الزهد في
الدنيا عمّا بهم الغنا عنه» [25] .وفي وصيّة لقمان لابنه : «يا بنيّ !
أحثّك على ستّ خصال ، ليس منها خصلة إلاّ
وتقرّبك إلى رضوان اللّه عزّوجل ، وتباعدك عن
سخطه :الاُولى : أن تعبد اللّه لا تشرك به
شيئاً . الثانية : الرضا بقدر اللّه فيما أحببت
أو كرهت، والثالثة : أن تحبّ في اللّه وتبغض في
اللّه ، والرابعة : تحبّ للناس ما تحبّ لنفسك ،
والخامسة : تكظم الغيظ ، وتحسن إلى من أساء
إليك . والسادسة : ترك الهوى ، ومخالفة الردى»
[26] .وفي وصيّته(عليه السلام) لولده كما
جاء في نهج البلاغة : «إعلم أنّ ما قرّبك من
اللّه يباعدك من النار ، وما باعدك من اللّه
يقرّبك من النار» [27] .وفي نهاية هذا المطاف الروحي
والعاطفي أيضاً من حديث المقرّبين نلتقي
بطائفة اُخرى من الوصايا والمواعظ والحكم
القيّمة التي توجّه الإنسان حيث يريد اللّه ،
وتحضّه على الابتعاد عمّا يسخط عليه الربّ ،
إذ هو المنعم عليه ، والواقع تحت تأثير سلطانه
ومراقبته له ، لا يخرج عن دائرة هيمنته ،
ولكنه يتوب عليه إذا رجع وتاب ، ويقبل عذره إن
اعتذر ، يفتح له أبواب رحمته لتشمله ، وهو
سبحانه بعد ذلك يحذّره معصيته لئلا يقع فيها
بعد توبته ، فذنب يفعله العبد بعد التوبة
يساوي سبعين ذنباً قبلها . وتتجسد تلك المعصية
في اتجاهات متعددة ، ومن مفرداتها رجلان :
يجالس أحدهما الأمراء ، فما قالوا من قول
صدّقهم عليه ، والآخر معلّم الصبيان لا يواسي
بينهم ، ولا يراقب اللّه في اليتيم ، وأبعد ما
يكون العبد من اللّه عزّوجل إذا لم يهمّه إلاّ
بطنه وفرجه [28] .وإليك قارئي الكريم هذه الطائفة من
الوصايا والمواعظ والحكم القيّمة، وهي من
أقوال الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله)
والأئمة الأطهار صلوات اللّه عليهم أجمعين :أكمل الناس عقلاً أخوفهم للّه ،
وأطوعهم له ، وأنقص الناس عقلاً أخوفهم
للسلطان وأطوعهم له .سادة الناس في الدنيا الأسخياء ،
وفي الآخرة الأتقياء .مَن خاف القصاص كفّ عن ظلم الناس .مَن كساه العلم ثوبه ; اختفى عن
الناس عيبه .الاستغفار مع الإصرار ذنوب مجدّدة
.من حاول أمراً بمعصية اللّه كان
أفوت لما يرجو ، وأسرع لما يحذر .طوبى لمن شغله خوف اللّه عن خوف
الناس .طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ،
وأمسك الفضل من قوله .طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم
يره .إن اللّه يحبّ الجواد في حقّه .العبادة سبعة أجزاء أفضلها طلب
الحلال .من أكل ما يشتهى وليس ما يشتهي وركب
ما يشتهى ; لم ينظر اللّه إليه حتّى ينزع أو
يترك .حسن الخلق يثبت المودة .من حرم الرفق فقد حرم الخير كلّه .من طلب رضا المخلوق بسخط الخالق ;
سلّط اللّه عزّوجل عليه ذلك المخلوق .يأتي على الناس زمان لا يبالي
الرجل ما تلف من دينه إذا سلمت له دنياه .احترسوا من الناس بسوء الظّن .خير من الخير معطيه ، وشر من الشر
فاعله .الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات
المتقين .مَن كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ
ميزانه .مَن لم تكن فيه ثلاث خصال لم ينفعه
الإيمان : حلم يردّ به جهل السفيه ، وورع يحجزه
عن المحارم ، وخلق يداري به الناس .تعطروا بعطر التوبة قبل أن تفضحكم
روائح الذنوب .إذا كان الجاهل عدوّ نفسه ; فكيف
يكون صديق غيره ؟من شهد أمرأ فكرهه ; كان كمن غاب عنه
، ومن غاب عن أمر فرضيه ; كان كمن شهده.لا تمار فيذهب بهاؤك ، ولا تمازح
فيجترأ عليك .ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة
تذلّه !يا عيسى كلّما يقرّبك مني قد دللتك
عليه ، وكلما يباعدك مني قد نهيتك عنه فارتد
لنفسك .إنكم لا تدركون ما تأملون إلاّ
بالصبر على ما تكرهون ، ولا تبتغون ما تريدون
إلاّ بترك ما تشتهون .وبذلك أكون قد أنهيت توضيح بعض
أبعاد موضوع المقرّبين بما استطعت إليه ،
وبتوفيق اللّه تعالى تاركاً لقارئي العزيز
مقطعاً شريفاً من المناجاة الثامنة للإمام
زين العابدين سلام اللّه عليه وعلى آبائه
أجمعين ، وهي مناجاة المريدين ، حيث يقول : «فأنت
لا غيرك مرادي ، ولك لا لسواك سهري وسُهادي ،
ولقاؤك قُرّة عيني ، ووصلك مُنى نفسي ، وإليك
شوقي وفي محبّتك ولهي ، وإلى هواك صبابتي ،
ورضاك بُغيتي ورؤيتك حاجتي ، وجوارك طلبي ،
وقُربك غاية سُؤلي ، وفي مناجاتك روحي وراحتي
، وعندك علّتي وشفاء غُلَّتي ، وبردُ لوعتي
وكشف كربتي .فكن أنيسي في وحشتي ، ومقيل عثرتي ،
وغافر زلّتي ، وقابل توبتي ، ومجيب دعوتي ،
ووليَّ عصمتي ومغني فاقتي ، ولا تقطعني عنك ،
ولا تبعدني منك ، يا نعيمي وجنّتي ، ويا
دُنياي وآخرتي» .« يا أرحم الراحمين »
[1] فاطر : 32 .[2] الواقعة : 10 ـ 11 .[3] الواقعة : 88 ـ 89 .[4] المطفّفين : 28 .[5] الإمام الصادق، معاني الأخبار :
103 .[6] الميزان 17 : 50 .[7] اُصول الكافي 1 : 124 .[8] مجمع البيان 8 : 408 .[9] نور الأبصار 5 : 211 .[10] غرر الحكم .[11] الإسراء : 13 .[12] الإمام علي(عليه السلام) ، غرر
الحكم .[13] الإمام زين العابدين(عليه
السلام) ، فروع الكافي 8 : 69 .[14] الإمام علي(عليه السلام) ، غرر
الحكم .[15] الإمام الصادق(عليه السلام) ،
الكافي 2 : 124 .[16] كنز العمال خ 18935 .[17] فروع الكافي 3 : 323 .[18] الخصال : 81 ، الكافي 2 : 145 ، وسائل
الشيعة 11 : 234 .[19] وسائل الشيعة 13 : 194 .[20] عن الإمام الصادق(عليه السلام)،
اُصول الكافي 2 : 352، بحار الأنوار 70 : 23، سنن
أبي داود في معناه .[21] بحار الأنوار 70 : 16، علل الشرايع
.[22] الإمام زين العابدين ، بحار
الأنوار 94 : 147 .[23] الترهيب والترغيب 4 : 104، رواه
أحمد والطبراني .[24] غرر الحكم .[25] الإمام الصادق(عليه السلام)،
بحار الأنوار 70 : 308، مشكاة الأنوار .[26] مستدرك الوسائل 2 : 28 .[27] نهج البلاغة ، كتاب 76 .[28] الإمام الصادق(عليه السلام) ،
الكافي 2 : 319 .