بنت الخلود
السيد محمد جمال الهاشمي نضمت القصيدة في ذكرى الزهراء سلام الله عليها في جمادي الآخرة عام 1362 ه.ق.
شعّت فلا الشمس تحكيها و لا القمر
بنت الخلود لها الاجيال خاشعةٌ
روح الحياة فلو لا لطف عنصرها
سمت عن الأفق لا روحٌ و لا ملك
مجبولةٌ من جلال اللّه طينتها
ما عاب مفخرها التأنيث إنّ بها
خصالها الغرّ جلت أن تلوك بها
معنى النبوة سرّ الوحي قد نزلت
حوت خلال رسول اللّه أجمعها
تدرّجت في مراقي الحقّ عارجةً
ثم انثنت تملأ الدنيا معارفها
قل للذي راح يخفي فضلّها حسداً
اتقرن النور بالظلماء من سفهٍ
بنت النبي الذي لولا هدايته
هي التي ورثت حقاً مفاخره
في عيد ميلادها الأملاك حافلةٌ
تزوجت في السما بالمرتضى شرفاً
على النبوة أضفت في مراتبها
أم الأئمة من طوعاً لرغبتهم
قف يا يراعي عن مدح البتول ففي
و ارجع لنستخبر التاريخ عن نبأٍ
هل أسقط القوم ضرباً حملها فهوت
وهل كما قيل قادوا بعلها فعدت
إن كان حقاً فإن القوم قد مرقوا
عن دينهم و بشرع المصطفى كفروا
زهراء من نورها الأكوان تزدهر
أمّ الزمان إليها تنتمي العصر
لم تأتلف بيننا الأرواح و الصور
و فاقت الأرض لا جنّ و لا بشر
يرفّ لطفاً عليها الصون و الخفر
على الرجال نساء الأرض تفتخر
منا المقاول أو تدنو لها الفكر
في بيت عصمتها الآيات و السور
لو لا الرسالة ساوى أصله الثمر
لمشرق النور حيث السرّ مستتر
تطوى القرون عياءً و هي تنتشر
وجه الحقيقة عنّا كيف ينستر
ما أنت في القول إلاّ كاذب أشر
ما كان للحقّ لا عينٌ و لا أثر
و العطر فيه الذي في الورد مدخّر
و الحور في الجنة العليا لها سمر
و الشمس يقرنها في الرتبة القمر
فضل الولاية لا تبقي و لا تذر
يعلو القضاء بنا أو ينزل القدر
مديحها تهتف الألواح و الزبر
قد فاجأتنا به الأنباء و السير
تئنّ مما بها و الضلع منكسر
وراه نادبةً و الدمع منهمر
عن دينهم و بشرع المصطفى كفروا
عن دينهم و بشرع المصطفى كفروا