صادق السوداني
روايات عبد الله بن مسعود
هو ابو عبد الرحمن الهذلي عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن هذيل، من اهلمكة. مات ابوه في الجاهلية، وأمه أم عبد بنت عبد ود بن سط من هذيل ايضا. أسلمت وصحبت،
فلذلك نسب إليها احيانا. كان ابو عبد الرحمن جليل القدر عظيم الشأن كبير المنزلة، قرأ القرآن الكريم وعلم السنّة،
وكان من الذين شهدوا جنازة ابي ذر؛ وباشروا تجهيزه. وعن الاستيعاب أن النبي (ص) قال لنفر من اصحابه فيهم ابو ذر : «ليموتن أحدكم بفلاة من
الارض تشهده عصابة من المؤمنين»، وكان من الاثني عشر الذين انكروا المنكر، ونكيره على
الثالث وما جرى عليه من الضرب والاهانة في الكتب مسطور. وذكر ابو الصلاح في التقريب أنه من المعروفين بولايتهم لامير المؤمنين (ع)، وهم عمار
وسلمان وابو ذر والمقداد واُبي بن كعب وابن مسعود، وهم ممن شهد الصلاة على فاطمة (س)
. روى العلامة المجلسي في البحار بابا في وصية النبي (ص) إلى عبدود، وروى اخبارا كثيرة
في اخذ القرآن عنه. قال النبي (ص) : «من أحب أن يسمع القرآن غضا فليسمعه من ابن أم عبد»، يعني ابن مسعود
. وروي أنه اخذ سبعين سورة من القرآن من في رسول اللّه (ص)، وبقيته من علي (ع). وفي النهاية في حديث ابن
مسعود أنه مرض وبكى فقال : «إنما أبكي لأنه اصابني على حال فترة،
ولم يصبني على حال اجتهاد»، أي على سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات. توفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وصلى عليه الزبير بن العوام، ودفن بالبقيع، وكان
له نيف وستون سنة (1) . 1ـ عن ابن مسعود قال : «إن النبي (ص) كلم رجلاً فأُرعد، فقال هوّن عليك ؛ فإني لست بملك
. إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد» (2) . 2ـ روى ابن مسعود عن النبي (ص) عن جبريل «... أنه من صلى عليك في اليوم والليلة مئة
مرة صليت عليه الفي صلاة، ويقضي له الف حاجة أيسرها أن يعتقه من النار» (3) . 3ـ عن ابن مسعود قال : «قرأت على رسول اللّه (ص) من سورة النساء، فلما بلغت هذه الآية
: (فكيف إذا جئنا من كل أُمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال : ففاضت عيناه» (4) . 4ـ عن ابن مسعود قال : «نام رسول اللّه (ص) على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا : يارسول
اللّه، لو اتخذنا لك وطاء. فقال : مالي وما للدنيا ؟ ما أنا في الدنيا إلاّ كراكب، استظل
تحت شجرة ثم راح وتركها» (5) . 5ـ عن ابن مسعود قال : «دخلت على رسول اللّه (ص) وهو يوعك، فمسسته بيدي فقلت : يارسول
اللّه، إنك لتوعك وعكا. قال : أجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم. فقلت : إن لك أجرين
. ثم قال رسول اللّه (ص) : ما من مسلم يصيبه أذىً من مرض فما سواه إلاّ حط اللّه عنه [
كأنه يعني خطاياه ] كما تحط الشجرة ورقها» (6) . 6ـ عن ابن مسعود قال : «لما ثقل رسول اللّه (ص) قلنا : من ا رسول اللّه ؟ فبكى وبكينا
وقال : مهلاً غفر اللّه لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا. إذا غسلتموني وحنطتموني وكفنتموني
فضعوني على شفير قبري، ثم اخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي عليّ خليلي وجليسي جبريل
وميكائيل، ثم اسرافيل ثم ملك الموت مع جنود من الملائكة، ثم ليبدأ بالصلاة عليّ رجال
اهل بيتي ثم نساؤهم، ثم ادخلوا افواجا افواجا وفرادى» (7) . 7ـ عن ابن مسعود قال : «إن أول شي ء علمته من أمر رسول اللّه (ص)، قدمت مكة مع عمومة
لي فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه،
فبينا نحن عنده إذ اقبل رجل من باب الصفا ابيض يعلوه حمرة، له وفرة جعدة إلى انصاف اذنيه،
أقنى الانف براق الثنايا أدعج العينين، كث اللحيةدقيق المسربة شثن الكفين والقدمين،
عليه ثوبان ابيضان كأنه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام امرد حسن الوجه مراهق
أو محتلم، تقفوه امرأة قد سترت محاسنها، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه، ثم استلم الغلام
ثم استلمت المرأة، ثم طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة يطوفان معه، ثم استلم الركن ورفع
يديه وكبر، وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وكبر، وقامت المرأة خلفهما ورفعت يديها وكبرت،
وأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم، ثم سجد و سجد
الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع يتبعانه. قال : فرأينا شيئا لم نكن نعرفه بمكة
فأنكرناه، فأقبلنا على العباس فقلنا : يا ابا الفضل، إن هذاالدين لم نكن نعرفه فيكم.
أشي ءحدث ؟ قال : اجل واللّه. أماتعرفون هذا ؟ قلنا : لا. قال : هذا ابن أخي محمد بن عبداللّه،
والغلام علي بن أبي طالب، والمرأة خديجة بنت خويلد. أما واللّه ماعلى الارض أحد يعبد
اللّه على هذا الدين إلاّ هؤلاء الثلاثة» (8) . 8ـ عن ابن مسعود قال : «قال رسول اللّه (ص) : من صلى صلاة لم يصل فيها عليّ ولا على اهل
بيتي لم تقبل منه» (9) . 9ـ عن ابن مسعود قال : «إذا صليتم على رسول اللّه (ص) فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا
تدرون لعل ذلك يعرض عليه. قال : فقالوا له : فعلّمنا. قال : قولوا : اللّهم اجعل صلاتك ورحمتك
وبركاتك على سيد المرسلين. إلى أن قال : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد. اللّهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت
على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد» (10) . 10ـ عن ابن مسعود قال : «قال رسول اللّه (ص) : إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل : اللّهم
صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، وارحم محمدا وآل محمد، كما
صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد» (11) . 11ـ عن ابن مسعود قال : «قال رسول اللّه (ص) : يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (12) . 12ـ عن ابن مسعود قال : «حب آل محمد (ص) يوما خير من عبادة سنة» (13) . 13ـ عن ابن مسعود قال : «قال رسول اللّه (ص) : خير رجالكم علي بن أبي طالب، وخير شبابكم
الحسن والحسين، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد» (14) . 14ـ عن ابن مسعود قال : «قرأت على رسول اللّه (ص) سبعين سورة ، وختمت القرآن على خير
الناس علي بن أبي طالب (ع)» (15) . 15ـ عن ابن مسعود قال : «قال النبي (ص) : يا فاطمة، زوّجتك سيدا في الدنيا، وإنه في الآخرة
لمن الصالحين. يا فاطمة، لما اراد اللّه تعالى أن أُملكك بعليّ، أمر اللّه جبريل فقام
في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفا، ثم خطب عليهم فزوّجك من علي، ثم امر اللّه شجر
الجنان فحملت الحلي والحلل، ثم أمرها فنثرته على الملائكة، فمن اخذ منهم شيئا يومئذ
اكثر مما اخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة. قالت أُم سلمة : لقد كانت فاطمة (س) تفتخر
على النساء لأن أول من خطب عليها جبريل» (16) . 16ـ عن ابن مسعود قال : «قال رسول اللّه (ص) : النظر إلى وجه عليّ عبادة» (17) . 17ـ عن ابن مسعود قال : « قال رسول اللّه (ص) : إن اللّه أمرني أن أزوّج فاطمة من علي»
(18) . 18ـ عن ابن مسعود قال : «قال رسول اللّه (ص) : من احبني فليحب عليا، ومن ابغض عليا فقد
ابغضني، ومن ابغضني فقد ابغض اللّه عز وجل، ومن ابغض اللّه أدخله النار» (19) . 19ـ عن ابن مسعود قال : «ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه (ص) إلاّ ببغضهم علي
بن أبي طالب (ع)» (20) . 20ـ عن ابن مسعود قال : «رأيت رسول اللّه (ص) آخذا بيد علي (ع) فقال : هذا وليي وأنا وليه،
واليت من والاه وعاديت من عاداه» (21) . 21ـ عن ابن مسعود قال : «إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف، مامنها حرف إلاّ له ظهر وبطن،
وإن علي بن أبي طالب (ع) عنده علم الظاهر والباطن» (22) . 22ـ عن ابن مسعود قال : «كنت عند النبي (ص) فسئل عن علي (ع) فقال : قُسّمت الحكمة عشرة
اجزاء، فأُعطي عليّ تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا، وعلي اعلم بالواحد منهم» (23) . 23ـ عن ابن مسعود قال : «خرج رسول اللّه (ص) فأتى منزل أُم سلمة، فجاء علي (ع) فقال رسول
اللّه (ص) : يا أُم سلمة هذا واللّه قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي» (24) . 24ـ عن ابن مسعود قال : «قال رسول اللّه (ص) : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذريتها
على النار» (25) . 25ـ عن ابن مسعود قال : «قال رسول اللّه (ص) : إن فاطمة أحصنت فرجها، وإن اللّه أدخلها
بإحصان فرجها وذريتها الجنة» (26) . 26ـ عن ابن مسعود قال : « أتينا رسول اللّه (ص) فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه،
فما سألناه عن شي ء إلاّ أخبرنا به، ولاسكتنا إلاّ ابتدأنا، حتى مرت فتية من بني هاشم
فيهم الحسن والحسين (ع)، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه، فقلنا : يا رسول اللّه، ما
نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه. فقال : إنا اهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا،
وإنه سيلقى اهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد» (27) . 27ـ عن ابن مسعود قال : «قال النبي (ص) : الائمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، والتاسع
مهديّهم» (28) .
(1) يراجع الشيخ عباس القمي، الكنى والالقاب 1 : 216، وتحفة الاحوذي 10 : 208. (2) تاريخ بغداد 6 : 277. (3) تاريخ بغداد 2 : 250. (4) مسند الامام احمد بن حنبل 1 : 374. (5) صحيح الترمذي 2 : 60. (6) مشكل الآثار 3 : 63. (7) مستدرك الصحيحين 3 : 60. (8) مجمع الزوائد 9 : 222. (9) سنن الدارقطني : 136. (10) صحيح ابن ماجة، كتاب الصلاة : 65. (11) مستدرك الصحيحين 1 : 269. (12) الطبراني : 201. (13) نور الابصار : 103. (14) كنز العمال 6 : 217. (15) مجمع الزوائد 9 : 116. (16) حلية الاولياء 5 : 59، تاريخ بغداد 4 : 128. (17) مستدرك الصحيحين 3 : 141 ـ 142. (18) الصواعق المحرقة : 74. (19) تاريخ بغداد 13 : 32. (20) الدر المنثور، في ذيل تفسير قوله تعالى (إن الذين ارتدوا على ادبارهم) من سورة
محمد. (21) الرياض النظرة 2 : 172. (22) حلية الاولياء 1 : 65. (23) كنز العمال 6 : 154 و401. (24) كنز العمال 6 : 319. (25) مستدرك الصحيحين 3 : 152. (26) كنز العمال 6 : 219. (27) مستدرك الصحيحين 4 : 464. (28) كفاية الاثر : .23