دراسـات
تزكية النفس من منظور الثقلين
( 5 )«ثوب التقوى وحقيقته»
* السيد كاظم الحائريانتهينا في الحلقة السابقة إلى نتيجة
هي أن روح الشريعة واهدافها المقدسة لا تقتصر
على القشر ، بل أن لها لباً ، وكلاهما يشكلان
ثوباً واحداً هو ثوب التقوى .
ودليلنا على وجود لب هذا القشر أو
بطانة لهذا الوجه أو لحمة لهذا السدى أمران :
الامر الاول :
أحوال المعصومين(عليهم السلام) منبكائهم وتضرعهم ومناجاتهم وخشيتهم وتوبتهم،
وما إلى ذلك ، فيا ترى هل يحتمل بشأن المعصوم
أن يتورّط في ترك هذه الصلاة الظاهرية أو
الصوم أو الحج أو في شرب الخمر أو الزنى نعوذ
باللّه أو الكذب أو النميمة أو ما إلى ذلك من
المعاصي ؟!
أفهل يعقل أن يكون سفير اللّه الى
عباده غير عارف بعظمة اللّه ، أو غير مكتشف
لحقيقة المعصية وما تشتمل عليه من رجس ونجاسة
؟ أم هل يعقل صدور المعصية ممن وصل إلى عظمة
اللّه أو عرف حقيقة المعصية وقبحها ودناءتها
؟!
أترى أن إثبات عصمة المعصومين يتوقف
على براهين من قبيل : لولا عصمتهم لما أمكن
الاعتماد على ما أبلغوه من الرسالة ، أو أن
عصمتهم أوضح من ذلك لبداهة عدم تعقل صدور
المعصية ممن ذاق حلاوة الاتصال باللّه ، أو
عرف حقائق المعاصي ، فلا يعقل أن يفكّر أحدهم
في معصية ، كما لا يعقل أن يفكر أحدنا في أكل
القاذورات مثلاً.
وبعد أن كان الامر كذلك بلا شك ، قل لي
باللّه ما معنى توبة المعصومين واستغفارهم ؟
وما معنى قوله سبحانه وتعالى مخاطباً لاشرف
المخلوقين(صلى الله عليه وآله) : (فاصبر إن وعد
اللّه حقّ واستغفر لذنبك)( 1 )
، وكذلك قوله عزّ وجل : (فاعلم أنه لا اله إلاّ
اللّه واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)( 2 ).
ثم قل لي ما معنى ما قد يترائى في بادئ
الامر من القسوة على نبي من الانبياء في قوله
تعالى : (فلولا أنه كان من المسبّحين * للبث في
بطنه إلى يوم يبعثون)( 3 )
؟
فاللّه الذي هو أرحم الراحمين ، ويغفر
الكبائر لاصحاب الكبائر والجرائم لاصحاب
الجرائم لمن يشاء ما لم يكن شركاً ; بل حتى
الشرك للتائب ، ما معنى قسوته على نبيّ صدر
منه الغضب للّه على الامة الكافرة فدعا عليهم
، فيؤدّبه على هذا العمل الذي يكون أشدّ تعبير
عنه هو أن نفترضه تركاً للاولى ، ويكون
التعبير اللطيف عنه هو أن ندخله تحت عنوان
حسنات الابرار سيّئات المقربين ، ويكون
تأديبه بسجنه في بطن الحوت ثم بالقسوة عليه
لولا كونه من المسبّحين بفرض اللبث في هذا
السجن إلى يوم يبعثون ؟
ثم قل لي ما معنى بكاء إمامنا امير
المؤمنين(عليه السلام) على ذنوبه وبثّه
وشكواه وقوله : « إلهي ، أفكّر في عفوك فتهون
عليّ خطيئاتي ، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم
عليّ بليّتي » ، إلى أن أنعم في البكاء فلم
يسمع ابو الدرداء له حساً ولا حركة . قال : «
فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة ، فحرّكته
فلم يتحرّك ، وزويته فلم ينزو فقلت : إنا للّه
وإنا إليه راجعون مات واللّه علي بن أبي طالب
، فأتيه منزله مبادراً أنعاه إليهم ، فقالت
فاطمة(عليها السلام) : يا أبا الدرداء ، ما كان
من شأنه ومن قصّته ؟ فأخبرتها الخبر فقالت : هي
واللّه يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من
خشية اللّه »( 4 )
. أفهل كان علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه
يحتمل بشأنه التورّط في الذنوب بالمعنى الذي
نحن نفهمه للذنب من كذب أو نميمة أو سرقة أو ما
إلى ذلك ؟
ثم قل لي باللّه عليك ماهي خطايا
إمامنا زين العابدين وسيد الساجدين(عليه
السلام) التي كان يقول عنها : « ويلي كلما طال
عمري كثرت خطاياي ! أما آن لي أن استحي من ربي »
، إلى أن قال طاووس : « ثم خرّ إلى الارض ساجداً
، فدنوت منه وشلت برأسه ووضعته على ركبتي ،
وبكيت حتى جرت دموعي على خدّه ، فاستوى جالساً
وقال : من ذا الذي اشغلني عن ذكر ربّي ؟ فقال :
أنا طاووس . يابن رسول اللّه ما هذا الجزع
والفزع ؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن
عاصون جانون . أبوك الحسين بن علي ، وأمك فاطمة
الزهراء ، وجدّك رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله) قال : فالتفت إليّ وقال : هيهات هيهات يا
طاووس ، دع عنّي حديث أبي وجدّي . خلق اللّه
الجنّة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبداً حبشياً
، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولداً قرشياً .
أما سمعت قوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور فلا
أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون)( 5 ).
واللّه لا ينفعك غداً إلاّ تقدمة تقدّمها من
عمل صالح »( 6 ).
وكذلك هلم معي لنقف وقفة قصيرة تجاه
أحوال إمامنا موسى بن جعفر(عليه السلام) ، فمن
أيّ شيء كان يخاف على نفسه ؟ حيث روي عن حفص
أنه قال : « ما رأيت أحداً أشدّ خوفاً على نفسه
من موسى بن جعفر(عليه السلام) ، ولا أرجى للناس
منه ، وكانت قراءته حزناً ، فإذا قرأ فكأنه يخاطب
انساناً »( 7 )
، وما ذنبه بأبي هو وأمي حينما كان يقول :
« عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من
عندك » ، وكان يقول : « اللّهم إنّي أسألك الراحة
عند الموت ، والعفو عند الحساب » ، ويكرّر ذلك
، وكان يبكي من خشية اللّه حتى
تخضلّ لحيته بالدموع( 8 )
. وفي نقل آخر كان يقول في سجوده : « قبح
الذنب من عبدك فليحسن العفو والتجاوز من عندك
»( 9 ) .
وايضاً مما ورد في صفة مناجاته
وتضرّعه وبكاءه ما جاء في زيارة له(عليه
السلام) : « حليف السجدة الطويلة والدموع
الغزيرة والمناجاة الكثيرة والضراعات
المتصلة »( 10 ) .
ولا غرو أن تؤثر حالة عرفانه سلام
اللّه عليه على تلك الجارية التي أرسلها
هارون الرشيد إلى السجن ، بعنوان أن تخدم
الامام موسى بن جعفر(عليه السلام) ، فيتقلب
حالها إلى حالة الانمحاء في عبادة اللّه ، وفي
أغلب الظن أن هارون كان قد بعثها إلى الامام(عليه
السلام) بتخيّل أن يفتنه بها ، فانقلب السحر
على الساحر .
والقصّة على ما ورد في التاريخ ما يلي :
قال العامريّ : « إن هارون الرشيد أنفذ إلى
موسى بن جعفر جارية خصيفة لها جمال وضّاءة
لتخدمه في السجن ، فقال(عليه السلام) : قل له : (بل
أنتم بهديتكم تفرحون)( 11 ) ، لا حاجة
لي في هذه ولا في أمثالها . قال : فاستطار هارون
غضباً وقال : ارجع إليه وقل له : ليس برضاك
حبسناك ، ولا برضاك أخذناك ، واترك الجارية
عنده وانصرف . قال : فمضى ورجع ، ثم قام هارون
عن مجلسه وأنفذ الخادم إليه ليستفحص عن حالها
، فرآها ساجدة لربّها لا ترفع رأسها تقول :
قدّوس سبحانك سبحانك ، فقال هارون سحرها
واللّه موسى بن جعفر بسحره ، عليّ بها ، فأُتي
بها وهي ترعد شاخصة نحو السماء بصرها ، فقال :
ما شأنك ؟ قالت : شأني الشأن البديع . إنّي كنت
عنده واقفة وهو قائم يصلّي ليله ونهاره ،
فلمّا انصرف عن صلاته بوجهه وهو يسبّح للّه
ويقدّسه قلت : يا سيّدي ، هل لك حاجة أُعطيكها؟
قال : وما حاجتي إليك ؟ قلت : إنّي أُدخلت عليك
لحوائجك . قال : فما بال هؤلاء ؟ قالت : فالتفت
فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أوّلها
بنظري ولا أوّلها من آخرها ، فيها مجالس
مفروشة بالوشي والديباج ، وعليها وصفاء
ووصايف لم أر مثل وجوههم حسناً ، ولا مثل
لباسهم لباساً ، عليهم الحرير الاخضر
والاكاليل والدرّ والياقوت ، وفي أيديهم
الاباريق والمناديل ومن كلّ الطعام ، فخررت
ساجدة حتى أقامني هذا الخادم ، فرأيت نفسي حيث
كنت . قال : فقال هارون : يا خبيثة ، لعلّك سجدت
فنمت فرأيت هذا في منامك. قالت : لا واللّه يا
سيّدي ، إلاّ قبل سجودي رأيت فسجدت من أجل ذلك
، فقال الرشيد : اقبض هذه الخبيثة إليك فلا
يسمع هذا منها أحد ، فأقبلت في الصلاة ، فإذا
قيل لها في ذلك قالت هكذا رأيت العبد الصالح ،
فسئلت عن قولها قالت : إني لما عاينت من الامر
نادتني الجواري يا فلانه ، ابعدي عن العبد
الصالح حتى ندخل عليه ، فنحن له دونك ، فما
زالت كذلك حتى ماتت ، وذلك قبل موت موسى(عليه
السلام) بأيام يسيرة »( 12 )
.
وأقول ايضاً : بماذا تفسّر وقفة الامام
المعصوم الحسين(عليه السلام) عشية عرفة ،
حينما خرج من خيمته في عرفات بغاية التذلل
والخشوع ، ووقف في مسيرة الجبل ، وتوجه الى
جهة الكعبة ورفع يده حذاء وجهه كالسائل
المسكين ، وقال في جملة ما قال : « أنا الذي
اسأت أنا الذي اخطأت أنا الذي هممت أنا الذي
جهلت أنا الذي غفلت أنا الذي سهوت أنا الذي
اعتمدت أنا الذي تعمّدت أنا الذي وعدت وأنا
الذي اخلفت أنا الذي نكثت أنا الذي أقررت أنا
الذي اعترفت بنعمتك عليّ وعندي وأبوء بذنوبي
فاغفرها لي » ، وفي أواخر الحديث يقول الراوي :
« ثم رفع رأسه (يعني الحسين(عليه السلام)) ونظر
إلى السماء ، وعيناه تقطران دموعاً كأنهما
سقاءان يجري منهما الماء ، ونادى بأعلى صوته :
يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين .... (إلى
آخر الدعاء) قال : وقد أصغى كل من كان في محضره(عليه
السلام)لدعائه واكتفوا بقولهم آمين ، ثم
ارتفعت أصواتهم بالبكاء معه(عليه السلام) حتى
غربت الشمس »( 13 )
.
وبودي أن أقف وقفة قصيرة على قوله(عليه
السلام) أنا الذي وعدت وأنا الذي اخلفت أنا
الذي نكثت ، فقل لي باللّه عليك من الذي يكون
أوفى بالوعد والعهد من الامام الحسين(عليه
السلام) .
نعم مقام امامنا الحسين(عليه السلام)
ومستوى عرفانه سلام اللّه عليه مقام لا يضاهى
، ومستوىً لا يدانى ، وهل تعلمون احداً أوفى
بعهده ووعده من الحسين(عليه السلام) الذي جعل
فاتحة شهداء الهاشميين ـ على أحد النقلين( 14 )
ـ ابنه عليّاً الاكبر(عليه السلام) ، وخاتمهم
في حدود فترة ما قبل وقوعه(عليه السلام) على
الارض ابنه عليّاً الاصغر(عليه السلام) ،
وعندئذ قال : « هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين
اللّه »( 15 )
، فمن أوفى بعهده مع اللّه من الحسين(عليه
السلام) ؟
إذن فما معنى قوله(عليه السلام) : أنا
الذي وعدت وأنا الذي أخلفت أنا الذي نكثت؟!!
أفلا تستكشف معي بعد هذا التطواف
السريع في حالات المعصومين(عليهم السلام) ، من
كل ما أشرنا إليه من الامور ، ومن أشباهها
الكثيرة التي تركنا ذكرها ، أن للاسلام
ظاهراً امر به الجميع ، وأن له روحاً شفافاً
لم يكن بالامكان أن يؤمر به الجميع ; إذ لو
اُمروا جميعاً بذلك لما نجا أحد إلاّ
المعصومون وأولياء اللّه المخلصون ، فبقي ذلك
المستوى من الروح والحقيقة مطمحاً للانظار ،
ومضماراً للسباق يصل البعض إلى بعض درجاته
والاخر إلى درجة أقوى أو أخف ، وفي ذلك
فليتنافس المتنافسون ، وكانت ذنوبهم صلى
اللّه عليهم وعلى آلهم راجعة إلى تلك الدرجات
.
الامر الثاني :
المضامين الراقية الشامخة العرفانيةالمنتشرة ضمن الكتاب والسنّة والادعية ، وقد
مرّت الاشارة إلى قطرات من هذا البحر في آخر
حديثنا عن النقطة الرابعة .
فقل لي باللّه ، لو كانت الصلاة وروحها
عبارة عن هذه الصلاة المألوفة لدينا ، التي
تشتمل ـ إن شاء اللّه ـ على الاجزاء الفقهي ،
ولا تستغرق من الوقت أكثر من دقائق ، فما معنى
قوله تعالى : (وإنها لكبيرةٌ إلاّ على
الخاشعين)( 16 )
، فأيّ ثقل ـ يا ترى ـ يكون في صلاة كصلواتنا
كي تكون كبيرة على غير الخاشعين منا ؟ وأيّ
تحمّل واصطبار نحتاجه في صلاة كهذه الصلوات
حتى يقول اللّه سبحانه وتعالى : (وأمر أهلك
بالصلاة واصطبر عليها)( 17 )
؟
ولو كانت غاية الامال عبارة عن جنة
عرضها السماوات والارض ، فما معنى قوله تعالى
: (ورضوان من اللّه أكبر)( 18 )
، وما معنى قوله تعالى : (وجوه يومئذ ناضرة *
إلى ربّها ناظرة)( 19 )
؟
ولو كان أشد العذاب عذاب نار جهنم ،
فما معنى قول إمامنا أمير المؤمنين(عليه
السلام) في دعاء كميل : « صبرت على عذابك فكيف
اصبر على فراقك » ألا تحدس معي أن الفراق في
كلام علي تلميذ القرآن قصد به نفس ما قصد
بالحجب في القرآن الكريم ، حيث يقول اللّه
تعالى : (كلاّ إنّهم عن ربّهم يومئذ لمحجوبون)( 20 )
؟
ولو كانت النار في الاخرة منحصرة في
النار المادية التي تتبادر إلى أذهاننا من
قوله تعالى : (كلاّ إنّها لظى * نزّاعة للشوى)( 21 )
، وهي المفهومة أيضاً من قول أمير المؤمنين(عليه
السلام) : « آه من نار تنضج الاكباد والكلى ! آه
من نار نزّاعة للشوى ! آه من غمرة من ملهبات
لظى »( 22 )
.
أقول : لو كانت النار في الاخرة منحصرة
في النار المادّية ، فما معنى قوله تعالى : (كلاّ
لينبذن في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار
اللّه الموقدة * التي تطّلع على الافئدة * إنها
عليهم مؤصدة * في عمد ممددة)( 23 )
؟ فأي نار هذه التي تطّلع على الافئدة ؟ وأيّ
فؤاد هذا ؟ هل هو القلب الماديّ الصنوبري ؟
فلئن كان ذاك فأيّ فرق مهم بين أن تبدأ النار
بحرق الجلد وتنتهي إلى الفؤاد أو العكس ؟
أوليس هذا يعني أن الفؤاد هنا بمعنى القلب
المعنوي المقصود بقوله تعالى : (أفلم يسيروا
في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان
يسمعون بها فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى
القلوب التي في الصدور)( 24 )
، وبقوله تعالى : (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من
الجنّ والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ...)( 25 )
.
أوليس هذا يعني أن هذه النار نار أُخرى
تطلّع على القلب المعنوي ؟ أولا تفكر في معنى
مؤصدة أي مطبقة ومغلقة ، فالنار التي تطّلع
على الفؤاد أليس معنى إطباقها وإغلاقها كونها
مطبقة ومسدودة في داخل الانسان ؟ فهل هذا
يناسب النار المادّية ؟ ثم ما معنى كون هذه
النار في عمد ممدّدة ؟ أوليست العمد الممدّة
لذلك القلب المعنوي ، وإلاّ فأعمدة البدن
تنشوي بالنار المادّية وتتجاوز النار منها ؟
ثم ما معنى الحطمة ؟ هل المقصود أنه التحطيم
المادّي للجسم المادي ؟ ونحن نعلم أن الجسم
المادّي يبقى قائما كي يشتد عليه ألم النار ،
بدليل قوله تعالى : (كلّما نضجت جلودهم
بدّلناهم جلوداً غيرها)( 26 )
أفلا يعني ذلك أن التحطيم تحطيم معنوي ؟
أعاذنا اللّه تعالى من ذلك كله .
وعلى أية حال فالاسلام كالقرآن ، يكون
له ظهر وبطن ، أو جسم وروح ، أو قشر ولبّ ، أو
وجه وبطانة ، أو سدىً ولحمة ، وقشره يتلالا
نوراً ، ويُرى باطنه الذي يفوق القشر صفاءً
وجلاءً وعظمة وجمالاً . ولقد أُمرت عامة الناس
بأقل المقدار الممكن ، الذي يكون هو الحدّ
الذي حُكم عليه في الفقه بالاجزاء ، ولم
يُؤمروا أمراً وجوبياً بأكثر من ذلك ، لانه
كان يؤدي إلى عدم تحمل العامة لما وجب عليهم ،
وإلى ضلالهم وسوء عاقبتهم ، وبقي الباقي
لاهله وهم مختلفون في المراتب والدرجات .
وبهذا النمط من الفهم للاسلام تنحلّ
عدة ألغاز ومشكلات من قبيل:
1 ـ ما معنى ما ورد في الكافي بسند تام
عن الصادق(عليه السلام) من أن رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) كان يتوب إلى اللّه في كل يوم
سبعين مرّة( 27 )
؟ وبسند آخر تام عنه أيضاً أن رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) كان يتوب إلى اللّه ويستغفره
في كل يوم وليلة مئة مرّة من غير ذنب( 28 )
؟
وقد اتضح الجواب عن ذلك بأن توبة
المعصومين واستغفارهم يكونان مما يسمى
بحسنات الابرار سيئات المقربين ، فحينما
يرتقون في صفاء النفس من مرتبة إلى مرتبة أعلى
، يستغفرون ربّهم عن المرتبة السابقة الدنيا
، أو حينما يحصل لديهم أقل غبار على القلب عن
بعض مراتب الصفاء ولو لحظة ، يتوبون إلى اللّه
من ذلك .
وقد ورد في طرق السنّة عن الرسول(صلى
الله عليه وآله) أنه قال : « إنه ليغان على قلبي
، وإني لاستغفر اللّه تعالى في اليوم والليلة
سبعين مرّة »( 29 )
وقد يصدر منهم ما لو صدر منّا لكان حسنة عظيمة
، ولكنهم سلام اللّه عليهم يستغفرون اللّه
منه ; لان المفروض المناسب لمقامهم الشامخ أن
يصدر منهم ما هو افضل من ذلك ، وقد قال اللّه
تعالى مخاطباً لرسوله(صلى الله عليه وآله) : (عفا
اللّه عنك لِمَ أذِنت لهم حتى يتبيّن لك الذين
صدقوا وتعلم الكاذبين)( 30 )
، فلو كان قد صدر منا الاذن بالتخلف عن الحرب
لبعض المسلمين الضعيفي الايمان لجلبهم وعدم
تنفيرهم من الاسلام ، فلعلنا كنا نمدح بذلك ،
ولكنه كان المفروض بالرسول الاعظم(صلى الله
عليه وآله)أن يتّخذ ما هو أوفق بالمصلحة من
الاذن ، رغم أن الاذن ايضاً كان من الخلق
العظيم .
2 ـ ما معنى بكاء المعصومين ومناجاتهم
الطويلة ودموعهم الغزيرة وغشيتهم أمام عظمة
الرب ؟ هل كانوا يحتملون بأنفسهم التورط في
المعاصي الالهية ؟ أم هل تورّطوا بالفعل فيها
وهم معصومون ؟ وهل يمكن فرض كل القضايا التي
نقلت عنهم بهذا الصدد تصنّعاً منهم وتظاهراً
لتعليمنا ، وأن بكاءهم كان امراً صورياً لا عن
حرقة قلب وما إلى ذلك ؟ كلاّ هذا لا يحتمل ،
والجواب احد أمرين أو كلاهما : إما أن يكون كل
هذا ندماً وتوبة إلى اللّه عمّا عبّرنا عنه
بحسنات الابرار سيئات المقرّبين( 31 )
، وإمّا أن تكون عظمة الرب وجلاله وجماله هي
التي كانت تؤدي إلى مثل هذا الانهيار ومثل هذا
الابراز ومثل هذا التذلّل ، ومثله الدنيوي ما
يُرى من قبل العشّاق التافهين الذين يعشقون
بعض المخلوقين أو المخلوقات من التذلل
والانهيار وإبراز التقصير أمام معشوقهم أو
معشوقاتهم والتذاذهم بذلك ، فما ظنك بالعشق
الحقيقي من قبل العبد الذائب في ذات اللّه ،
أمام من يستحق الحب الحقيقي والتفاني الكامل
فيه ، ألا وهو اللّه سبحانه وتعالى ؟ ولقد ورد
بشأن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، أنه كان
يبكي حتى يغشى عليه ، فقيل له : « يا رسول اللّه
، أليس عزّ وجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما
تأخر ؟ ، قال : بلى ، أفلا أكون عبداً
شكوراً ؟ »( 32 ).
3 ـ ما معنى ما يتراءى في بادئ الامر من
القسوة على بعض الرسل ، كقوله سبحانه وتعالى :
(فلولا أنه كان المسبّحين * للبث في بطنه إلى
يوم يبعثون)( 33 )
، فلئن كان اللّه تعالى يغفر لاصحاب الكبائر
كبائرهم ، ولاصحاب الجرائم جرائمهم ، فما
معنى فرض السجن في بطن الحوت على نبي من
أنبيائه لما صدر منه من ترك أولى ، أو من حسنة
كانت بلحاظ مقامه الكريم من سيّئات المقرّبين
؟ وما معنى قوله سبحانه وتعالى : (وإن كادوا
ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا
غيره وإذاً لاتخذوك خليلاً * ولولا أن ثبّتناك
لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً * إذا
لاذقناك ضِعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك
علينا نصيراً)( 34 )
؟ فهل يحتمل بشأن رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله) أنه كاد أن يركن إلى المشركين شيئاً
قليلاً فيما كانوا يريدونه من الافتراء على
اللّه ؟ كلاّ ، ولا أقصد بنفي هذا الاحتمال
نفيه على أساس العصمة ، كي يدّعى في مقابل ذلك
أن فرض الاية فرض غضّ النظر عن العصمة ، بناءً
على تفسير التثبيت في قوله تعالى : (ولولا أن
ثبّتناك) بالعصمة ، أي لولا العصمة الربانية
لك لكنت تركن إليهم شيئاً قليلاً ، بل أقصد
بذلك أنه حتى مع غض النظر عن الايمان بعصمة
الانبياء ، لا يحتمل ركون النبي(صلى الله عليه
وآله) إلى المشركين فيما يريدونه من الافتراء
على اللّه ، لان هذا من أكبر الكبائر، ولو فرض
عدم العصمة للنبي(صلى الله عليه وآله) ، لكان
يعني ذلك ارتكابه لصغيرة ما مثلاً ، لا
ارتكابه لما هو من اكبر الكبائر ، وهو
الافتراء على اللّه .
وإذن فليس ركونه(صلى الله عليه وآله)
إليهم ، الذي كاد أن يتورّط فيه لولا تثبيت
اللّه إيّاه، إلاّ مجرد ابداء نوع من
المداهنة أو التعاطف معهم ، بنيّة استمالتهم
بالتدريج عن هذا الطريق إلى الاسلام ، وهذا لو
صدر منّا نحن الاعتياديين لعلّه كان يعدّ من
الحسنات والفضائل ، ولكن المقام الشامخ للنبي(صلى
الله عليه وآله) لا يناسب التورط في شيء من هذا
القبيل ; بل المفروض له أن يتخذ ماهو اصلح من
ذلك .
وبعد هذا تبدو في بادئ الامر قسوة
عظيمة على النبي(صلى الله عليه وآله) في قوله
تعالى: (إذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات
ثم لا تجد لك علينا نصيراً)فلماذا مثل هذه
القسوة على ترك ما هو اولى ، أو على فعل ماهو
من حسنات الابرار ولكنه من سيّئات المقربين ؟
وأيضاً ورد في التاريخ( 35 )
عن نبي اللّه يعقوب على نبيّنا وآله وعليه
آلاف التحية والثناء ، أن سبب ما نزل به من
البلاء أنه(عليه السلام) كان يذبح كل يوم
كبشاً فيتصدّق منه ، ويأكل هو وعياله منه ،
وأن سائلاً مؤمناً صواماً مستحقاً ، له عند
اللّه منزلة ، كان مجتازاً غريباً اعترّ( 36 )على
باب يعقوب عشية جمعة عند أوان افطاره ، فطلب
منهم الطعام مراراً ، فلم يعتنوا به ، وليسوا
متعمدين بل جهلاً منهم بحقّه ، ولعدم تصديقهم
ايّاه ، فلمّا يئس منهم وغشيه الليل استرجع
واستعبر وشكا جوعه إلى اللّه عزّ وجل، وبات
طاوياً وأصبح صائماً جائعاً صابراً حامداً
للّه تعالى ، وبات يعقوب وآل يعقوب شباعاً
بطاناً ، وأصبحوا وعندهم فضلة من طعامهم ،
فأوحى اللّه عزّ وجل إلى يعقوب في صبيحة تلك
الليلة : « لقد أذللت يا يعقوب عبدي ذلّة
استجررت بها غضبي ، واستوجبت بها أدبي ونزول
عقوبتي وبلواي عليك وعلى ولدك» فما هذه
القسوة على نبي اللّه يعقوب على خطأ لم يكن
منه ارتكاباً لمحرّم ، في حين أنه يصدر من
سائر الناس الاعتياديين ما لا يحصى من
الاخطاء ، بل المحرّمات ، ولكن اللّه يعفو عن
كثير ؟
وجواب كل هذا هو أن تعامل المولى مع من
يحبّ يكون اشدّ من تعامله مع الانسان
الاعتيادي ، فأنت قد تعفو عمّن ظلمك وجحد حقّك
وآذاك ، في حين أنك تؤدّب ابنك مثلاً على ما
أتى به لك من وردة من بستان كان يملكه ، لانك
كنت تتوقع منه أن يأتيك بباقة من الورد لا
بوردة واحدة .
وقد ورد في ذيل نفس الحديث الذي أشرنا
إليه في قصة تأديب يعقوب على نبيّنا وآله
وعليه السلام ، ما يشير إلى هذه النكتة ، حيث
قال فيما أوحى اللّه عزّ وجل إلى يعقوب عقيب
خطائه : « أوما علمت يا يعقوب أن العقوبة من
البلوى إلى أوليائي أسرع منها إلى أعدائي ؟
وذلك حسن النظر منّي لاوليائي واستدراج منّي
لاعدائي »( 37 )
.
وهذا المعنى يصلح أن يكون أحد
التفاسير للروايات الواردة في أن البلاء
يشتدّ بقدر اشتداد الايمان ، من قبيل :
1 ـ ما ورد بسند صحيح عن هشام بن سالم عن
الصادق(عليه السلام) أنه قال : « إنّ
أشدّ الناس بلاءً الانبياء ، ثم الذين يلونهم
، ثم الامثل فالامثل »( 38 ) .
2 ـ وما ورد أيضاً بسند صحيح( 39 )
عن عبد الرحمان بن الحجاج قال : « ذكر
عند أبي عبد اللّه(عليه السلام) البلاء وما
يخصّ اللّه عزّ وجل به المؤمن ، فقال : سئل
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) من أشدّ الناس
بلاءً في الدنيا ؟ فقال : النبيّون ، ثم الامثل
فالامثل ، ويبتلي المؤمن بعد على قدر إيمانه
وحسن أعماله ، فمن صحّ إيمانه وحسن عمله اشتدّ
بلاؤه ، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قلّ بلاؤه »
.
3 ـ ورد أيضاً بسند تام عن سماعة عن
الصادق(عليه السلام) قال : « إن في كتاب علي(عليه
السلام) : إن أشدّ الناس بلاءً النبيّون ، ثم
الوصيّون ، ثم الامثل فالامثل »( 40 )
.
وورد أيضاً في حديث آخر عن الصادق(عليه
السلام) قال : « إنما المؤمن بمنزلة كفّة
الميزان ، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه »( 41 )
.
ولعله يدع هذا التفسير ما ورد ايضاً
بسند صحيح عن محمد بن مسلم قال : « سمعت أبا عبد
اللّه(عليه السلام) يقول : المؤمن لا يمضي عليه
أربعون ليلة إلاّ عرض له أمرٌ يحزنه يُذكّر به
»( 42 )
.
فهذا التذكير يشمل كل درجات التنبيه ،
حتى على مستوى نفض الغبار الذي يصيب قلب العبد
المؤمن ، وحتى ذاك الغبار الطفيف الذي عبّر
عنه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ـ لو صحت
الرواية الماضية ـ بقوله : « إنه ليغان على
قلبي »( 43 )
.
وهناك تفسير ثان لتلك الروايات ، وهو
أن تكون ناظرة إلى ما في البلايا والمحن
من رفع الدرجات وعظيم الثواب ، كما تؤيد هذا
التفسير عدّة روايات ، من قبيل ما روي
عن أبي يحيى الحنّاط عن عبد اللّه بن أبي
يعفور قال : « شكوت إلى أبي عبد اللّه(عليه
السلام) ما ألقى من الاوجاع ، ـ وكان مستقاماً
ـ فقال لي : يا عبد اللّه ، لو يعلم المؤمن ماله
من الاجر في المصائب لتمنّى أنه قرّض
بالمقاريض »( 44 )
.
وهناك روايات اخرى تدل على أن بلاء
المؤمن كفّارة لذنوبه( 45 )
.
ومن الروايات الطريفة التي تنسجم مع
كلا التفسيرين الماضيين ، ما رواه الكليني في
اصول الكافي( 46 )
عن الصادق(عليه السلام) قال : « دُعي النبي(صلى
الله عليه وآله) إلى طعام ، فلمّا دخل منزل
الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت ، فتقع
البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه ولم تسقط
ولم تنكسر ، فتعجّب النبي(صلى الله عليه وآله)
منها ، فقال له الرجل : أعجبت من هذه البيضة ؟
فو الذي بعثك بالحق ما رُزئت شيئاً قط ، فنهض
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ولم يأكل من
طعامه شيئاً ، وقال : من لم يرزأ فما للّه فيه
من حاجة » .
وهناك تفسير ثالث لتلك الروايات التي
تثبت البلاء للانبياء ، ثم للاولياء ، ثم
للامثل فالامثل ، وهو أن يكون المقصود
بالبلاء الامتحان لا المصائب والمحن ،
والامتحان كما قد يكون بالمصائب والمحن ،
كذلك قد يكون بالنعم والخيرات ، كما قال اللّه
تعالى : (ونبلوكم بالشرّ والخير فتنةً وإلينا
تُرجعون)( 47 )
، وكما قال اللّه تعالى عن لسان سليمان : (فلمّا
رآه مستقرّاً عنده قال هذا من فضل ربّي
ليبلوني أأشكر أم أكفر)( 48 )
.
(1)
غافر : 55 .
(2)
محمد :19.
(3)
الصافات : 143 ـ 144.
(4)
البحار 41:12.
(5)
المؤمنون : 101.
(6)
البحار 46:81 ـ 82 .
(7)
البحار 48 : 111.
(8)
البحار 48 : 101.
(9)
البحار 48 : 108.
(10)
منتهى الامال 2:223، طبعة سازمان چاپ
وانتشارات جاويدان.
(11)
النمل : 36.
(12)
البحار 48: 238 ـ 239.
(13)
راجع المنتخب الحسني: 810 ـ 932.
(14)
البحار 45 : 45.
(15)
البحار 45 : 46.
(16)
البقرة : 45 .
(17)
طه : 132.
(18)
التوبة : 72.
(19)
القيامة : 22، 23.
(20)
المطففين : 15.
(21)
المعارج : 15 ـ 16.
(22)
البحار 41 : 12.
(23)
الهمزة : 4 ـ 9.
(24)
الحج : 46.
(25)
الاعراف : 179.
(26)
النساء : 56.
(27)
اصول الكافي 2:450، ح1.
(28)
ن . م : ح 2.
(29)
المحجة 7 : 17 . وقد قيل في تفسير الحديث : «لما
كان قلب النبي(ص) أتم القلوب صفاءً، وأكثرها
ضياءً، وأعرفها عرفاً، وكان (ص) مبيناً مع
ذلك لشرائع الملّة وتأسيس السنّة، ميسّراً
غير معسر، لم يكن له بدّ من النزول إلى
الرٌّخص، والالتفات إلى حظوظ النفس، مع ما
كان ممتنعاً به من أحكام البشرية، فكأنه إذا
تعاطى شيئاً من ذلك أسرعت كدورة ما إلى
القلب، لكمال رقته وفرط نورانيته، فإن الشيء
كلما كان أصفى كانت الكدورة عليه ابين وأهدى
، وكان (ص) إذا أحسّ بشيء من ذلك عدّه على
النفس ذنباً فاستغفر منه» راجع البحار 25:204ـ
205.
(30)
التوبة : 43.
(31)
قال البعض : «إن الانبياء والائمة عليهم
السلام تكون أوقاتهم مشغولة باللّه تعالى،
وقلوبهم مملوّة به، وخواطرهم متعلقة بالملا
الاعلى، وهم أبداً في المراقبة كما قال (ع) : «اعبد
اللّه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»،
فهم ابداً متوجهون إليه، ومقبلون بكلّهم
عليه، فمتى انحطّوا عن تلك الرتبة العالية،
والمنزلة الرفيعة إلي الاشتغال بالمأكل
والمشرب، والتفرّغ إلى النكاح وغيره من
المباحات، عدّوه ذنباً، واعتقدوه خطيئة،
واستغفروا منه. ألا ترى أن بعض عبيد أبناء
الدنيا لو قعد وأكل وشرب ونكح، وهو يعلم أنه
بمرأىً من سيده ومسمع منه، لكان ملوماً عند
الناس، ومقصّراً فيما يجب عليه من خدمة سيده
ومالكه؟ فما ظنك بسيد السادات وملك الاملاك؟
».
وعلى هذا يحتمل مثل ما ورد عن
أبي الحسن موسى(ع) في الدعاء في سجدة الشكر: «ربّ
عصيتك بلساني ولو شئت وعزّتك لاخرستني،
وعصيتك ببصري ولو شئت وعزتك لاكمهتني،
وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزّتك لاصممتني،
وعصيتك بيدي ولو شئت وعزّتك لكنعتني، وعصيتك
بفرجي ولو شئت وعزّتك لاعقمتني، وعصيتك
برجلي ولو شئت وعزّتك لجذمتني، وعصيتك بجميع
جوارحي التي أنعمت بها عليّ، ولم يكن هذا
جزاك منّي» راجع البحار 25: 203 ـ 204.
(32)
تفسير البرهان 3 : 29.
(33)
الصافات : 143 ـ 144.
(34)
الاسراء : 73 ـ 75.
(35)
البحار 12:271 ـ 272.
(36)
اعترّه: أتاه للمعروف. وقيل: إن في نسخة علل
الشرائع «عَبَر على باب يعقوب».
(37)
البحار 12 : 272.
(38)
اصول الكافي 2:252، باب شدة ابتلاء المؤمن، ح1.
(39)
نفس المصدر، ح 2.
(40)
نفس المصدر: 259، ح29.
(41)
نفس المصدر: 253، ح10.
(42)
نفس المصدر: 254، ح11.
(43)
المحجة 7 : 17.
(44)
اصول الكافي2 : 255، باب شدة ابتلاء المؤمن من
كتاب الايمان والكفر، ح 15.
(45)
من قبيل ما في البحار 68: 230، باب شدة ابتلاء
المؤمن، ح43، و ح 48، ص 232.
(46)
اصول الكافي2 : 256، باب شدة ابتلاء المؤمن، ح
20.
(47)
الانبياء : 35.
(48)
النمل : 40 .