دراسـات - تزکیة النفس من منظور الثقلین (7) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تزکیة النفس من منظور الثقلین (7) - نسخه متنی

السید کاظم الحائری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دراسـات

السيد كاظم الحائري

تزكية النفس من منظور

الثقلين (
7 )

"التوبة والانابة"

(
3 )

الثالث ـ اركان التوبة
وشرائطها

هنا نبدأ الحديث بالكلام
المروي عن إمامنا أمير

المؤمنين(عليه السلام) ; فقد
رُوي أنه قال ـ لقائل بحضرته : استغفر اللّه ـ :
"ثكلتك أُمّك أتدري ما الاستغفار ؟ إن
الاستغفار درجة العلّيين ، وهو اسم واقع على
ستة معان : أوّلها الندم على ما مضى ، والثاني
العزم على ترك العود إليه أبداً ، والثالث أن
تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى اللّه
أملس ليس عليك تبعة ، والرابع أن تَعمد إلى كل
فريضة عليك ضيّعتها فتؤدي حقّها ، والخامس أن
تعمد إلى اللحم الذي نبت على السُّحت فتذيبه
بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم ، وينشأ
بينهما لحم جديد ، والسادس أن تذيق الجسم ألم
الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك
تقول : استغفر اللّه"(1).

والاوّلان من هذه الامور
ركنان للتوبة ، والثالث والرابع شرطان لقبول
التوبة ، والاخيران شرطان لكمال التوبة .
وإليك قليل من التفصيل عن الاركان والشرائط :

الركن الاول ـ الندم :

وكونه ركناً للتوبة من
الواضحات ، فإن التوبة تعني : الرجوع إلى
اللّه سبحانه وتعالى ، أو الرجوع إلى الفطرة
الطاهرة التي تدنّست بالذنب ، وهذا لا يمكن أن
يكون من دون الندم على ما فات .

ولنعم عبد يندم على ذنبه قبل
أن يمضي على ذلك سبع ساعات ; وذلك لان الروايات
العديدة دلّت على أن كاتب السيئات لا يكتب
السيئة التي تصدر عن العبد لمدة سبع ساعات ،
وهذا يعني : أنه إذا وقعت التوبة قبل السبع
ساعات فلن يرى العبد ذنبه في يوم القيامة في
صحيفة عمله ، بينما لو وقعت التوبة بعد السبع
ساعات فقد يرى ذنبه في صحيفة عمله يوم القيامة
، وإن كان يرى بعد ذلك توبته أيضاً .

(1)
الوسائل 16 : 64 ـ 65، باب 85 من باب جهاد النفس، ح 1.

فعن الصادق(عليه السلام) قال :
"قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : أربع
من كنّ فيه لم يهلك على اللّه بعدهنّ إلاّ
هالك : يهمّ العبد بالحسنة فيعملها ، فإن هو لم
يعملها كتب اللّه له حسنة بحسن نيّته ، وإن هو
عملها كتب اللّه له عشراً . ويهمّ بالسيئة أن
يعملها ، فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء ، وإن
هو عملها أُجّل سبع ساعات ، وقال صاحب الحسنات
لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال : لا تعجل عسى
أن يُتبعها بحسنة تمحوها ، فإن اللّه ـ عزّوجل
ـ يقول : لي (... إن الحسنات يذهبن السيئات ...)(2)
، أو الاستغفار ، فإن قال : استغفر اللّه الذي
لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة العزيز
الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والاكرام
وأتوب إليه ، لم يكتب عليه شيء ، وإن مضت سبع
ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب
الحسنات لصاحب السيئات : اكتب على الشقي
المحروم"(3) .

والمقصود طبعاً بالاستغفار :
طلب المغفرة المقترن بالتوبة بقرينة ما في
ذيل الصيغة التي ذكرها للاستغفار ، وهو قوله :
وأتوب إليه ، وبقرينة روايات أُخر من قبيل ما
ورد عن الباقر(عليه السلام) من قوله : "التائب
من الذنب كمن لا ذنب له ، والمقيم على الذنب
وهو مستغفر منه كالمستهري"(4)
.

وورد في حديث تام السند ،
التأجيل من الغدوة إلى الليل ، فعن زرارة بسند
تام قال : سمعت أبا عبد اللّه(عليه السلام)
يقول : "إن العبد إذا أذنب ذنباً أُجّل من
غدوة إلى الليل ، فإن استغفر اللّه لم تُكتب
عليه"(5) .

وفي رواية أخرى عن رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) : "صاحب اليمين أمير على
صاحب الشمال ، فإذا عمل العبد سيئة قال صاحب
اليمين لصاحب الشمال : لا تعجل ، وأنظره سبع
ساعات ، فإن مضت سبع ساعات ولم يستغفر قال :
اكتُب فما أقل حياء هذا العبد"(6)
.

الركن الثاني ـ العزم على ترك
العود :

وكون هذا ركناً ـ ايضاً ـ من
الواضحات ; إذ بدونه لا يصدق عنوان الرجوع إلى
اللّه أو الرجوع إلى الفطرة الصافية .

والندم في الغالب يستبطن
العزم على عدم العود .

وقد ورد في الحديث عن ربعي ،
عن الصادق(عليه السلام) ، عن أمير المؤمنين(عليه
السلام) : "إن الندم على الشرّ يدعو إلى تركه"(7)
وعليه تحمل روايات فرض الندامة ، هي التوبة ،
من قبيل مرسلة الصدوق قال : من ألفاظ رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله) "الندامة توبة"(8)
.

وما عن عليّ الجهضمي عن
الباقر(عليه السلام) : "كفى بالندم توبة"(9)
.

وأما باقي الشرائط :

فمنها ـ تدارك ما هضمه من حقوق
اللّه وحقوق الناس ، وقد مضى ذلك في حديث علي(عليه
السلام) في نهج البلاغة لمن قال بحضرته :
استغفر اللّه ، ونظيره وارد ـ أيضاً ـ عن علي(عليه
السلام) في حديثه لكميل في نقل تحف العقول حيث
قال في عدّ معاني التوبة : " ... والثالث أن
تؤدّي حقوق المخلوقين التي بينك وبينهم ،
والرابع أن تؤدّي حق اللّه في كل فرض ..."(10)حتى
أنه ورد في سند صحيح عن هشام بن الحكم ، عن
الصادق(عليه السلام)شرط هداية من أضلّه وإليك
نص الحديث :

عن هشام بن الحكم (وفي بعض
النقول : عن هشام بن الحكم وأبي بصير جميعاً)
عن الصادق(عليه السلام) قال : "كان رجل في
الزمن الاول طلب الدنيا من الحلال فلم يقدر
عليها ، وطلبها من الحرام فلم يقدر عليها ،
فأتاه الشيطان فقال له : ألا أدلّك على شيء
تكثر به دنياك وتكثر به تبعك ؟ فقال : بلى ، قال
: تبتدع ديناً ، وتدعو الناس إليه . ففعل ،
فاستجاب له الناس وأطاعوه ، فأصاب من الدنيا ،
ثُمّ إنه فكّر فقال : ما صنعت ؟ ! ابتدعت ديناً
، ودعوت الناس إليه ما أرى لي من توبة إلاّ أن
آتي من دعوته إليه فأردّه عنه ، فجعل يأتي
أصحابه الذين أجابوه ، فيقول : إنّ الذي
دعوتكم إليه باطل ، وإنّما ابتدعته ، فجعلوا
يقولون : كذبت هو الحقّ ، و لكنّك شككت في دينك
، فرجعت عنه فلّما رأى ذلك عمد إلى سلسلة
فوتّد لها وتداً ، ثُمَّ جعلها في عنقه وقال :
لا أحلّها حتى يتوب اللِّه ـ عزّ وجلّ ـ عليّ ،
فأوحى اللّه ـ عزّ وجلّ ـ إلى نبيّ من
الانبياء قل لفلان : وعزّتي لو دعوتني حتى
تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتىّ ترُدّ من مات
على ما دعوته إليه فيرجع عنه"(11)
.

وإننا نرجو أن يكون مفاد هذا
الحديث خاصّاً بمورده ، وهو : ابتداع الدين ،
أمّا لو كان مفاده عامّاً لكلّ من ضيّع حقاً
ثُمّ عجز عن أدائه ، أو لكلّ من ضيّع حقّاً من
حقوق الناس ثُمّ عجز عن أدائه ، فإنّني أخشى
أن يكون كثيراً منّا مبتلى بمفاده ، فتبقى
توبتنا ناقصة ، وإنّا للَّه وإنّا إليه
راجعون . وعلى أيّة حال ، فالتوبة واجبة حتى
بمقدارها الناقص ، ونرجو أن تنفعنا ولو نفعاً
ناقصاً .

ثُمّ إنّه لا يبعد أن يكون قيد
العمل الصالح الوارد في بعض آيات التوبة
إشارة إلى هذا الشرط من قبيل قوله تعالى :

1 ـ (إلاّ من تاب وآمن وعمل
صالحا ...)(12) .

2 ـ (وإنّي لغفار لمن تاب وآمن
وعمل صالحاً ثم اهتدى)(13)
.

3 ـ (ثم ان ربك للذين عملوا
السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن
ربك من بعدها لغفور رحيم)(14)
.

وقد يُفترض أنّ تدارك الذنب
بإداء حقوق اللَّه ، وحقوق الناس ، وحقوق
اللَّه داخل في الانابة لا في التوبة ،
فالتوبة : رجوع إلى اللَّه اعتذاراً عن الذنب .
والانابة : رجوع إليه إصلاحاً لما فرّط فيه .
والتوبة: رجوع إليه عهداً . والانابة : رجوع
إليه وفاءً(15) .

إلاّ أنّ الظاهر : أنّ التوبة
والانابة لهما معنىً واحد ، وهو : الرجوع .

وعلى أيّة حال ، فليس هذا إلاّ
مشاحّة في الاصطلاح .

ومنها ـ أن يكون ذلك قبل
انكشاف اُمور الاخرة أو قبل معاينة الهلاك
كما ورد في القرآن : (وليست التوبة للذين
يعملون السّيّئَات حتى إذا حضر أحدَهم الموت
قال إنّي تبت الان ...)(16)
.

وقال ـ أيضاً ـ عزّ من قائل في
قِصَّة فرعون : (... حتى إذا أدركه الغَرَق قال
آمنتُ أنه لا إله إلاّ الذي آمنت به بنو
إسرائيل وانا من المسلمين * ألان وقد عصيت من
قبل وكنت من المفسدين)(17)
.

والاحاديث بهذا الصدد كثيرة
من قبيل :

ما عن رسول اللّه(صلى الله
عليه وآله) : "من تاب قبل موته بسنة قَبَلَ
اللَّه توبته ، ثُمّ قال : إنّ السنة لكثير ،
من تاب قبل موته بشهر قَبَلَ اللَّه توبته ،
ثُمّ قال : إنّ الشهر لكثير ، ثُمّ قال : من تاب
قَبلَ موته بجمعة قَبَلَ اللَّه توبته ، ثُمّ
قال : وإنّ الجمعة لكثير ، من تاب قبل موته
بيوم قَبَلَ اللَّه توبته ، ثُمّ قال : إنّ
يوماً لكثير، من تاب قبل أن يعاين قَبَلَ
اللَّه توبته"(18) .

وقد ورد في سند صحيح عن زرارة
، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال : "إذا بلغت
النفس هذه وأهوى بيده إلى حلقه لم يكن للعالم
توبة ، وكانت للجاهل توبة"(19)
.

وقد يقال : إنّ من نعم اللَّه ـ
تعالى ـ على عبده أنّ الموت يبدأ بالرجل ،
وينتهي إلى الرأس دون العكس ، فتكون للانسان
مهلة التوبة قبل أن يغرغر بروحه ، ويعاين أمر
الاخرة .

ومن الاحاديث الصحيحة سنداً
الدالّة على سَعَة الوقت ، بمعنى قبول التوبة
متى ما وقعت قبل ساعة الموت ، وإن كانت هي من
الواجبات الفورية ، ما ورد عن محمد بن مسلم ،
عن الباقر(عليه السلام) : "يا محمّد بن مسلم
ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له ، فليعمل
المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة ، أما
واللّه إنّها ليست إلاّ لاهل الايمان ، قلت :
فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب
وعاد في التوبة ؟ قال : يا محمّد ابن مسلم أترى
العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه
ويتوب ثُمّ لا يقبل اللّه توبته ؟ ! قلت : فإنّه
فعل ذلك مراراً يذنب ثم يتوب ويستغفر ؟ فقال :
كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد
اللّه عليه بالمغفرة ، وإن اللّه غفور رحيم
يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ، فإياك أن
تقنّط المؤمنين من رحمة اللّه"(20)
.

ولعل السر في شرط عدم حضور
الموت لقبول التوبة أحد أمرين :

الاول ـ أن الايمان النافع هو
الايمان بالغيب ، أما الايمان بالشهود فلا
قيمة مهمة له ، فإن الايمان بالشهود أمر سهل
يفعله كلّ أحد ، وإنما الخروج من الامتحان
يكون بالايمان بالغيب واتّباعه ; ولهذا قال
اللّه سبحانه وتعالى : (بسم اللّه الرحمن
الرحيم * ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً
للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ...)(21)
. أما إذا حضر الموت وانكشفت اُمور الاخرة فقد
تحوّل الغيب إلى الشهود ، وعندئذ لا قيمة مهمة
لحدوث إيمان أو توبة ; ولعله لهذا السبب قال
اللّه تعالى : (وقالوا لولا أُنزِل عليه ملك
ولو أنزلنا ملكاً لقضى الامر ثم لا يُنظرون)(22)
. إذ إن نزول الملك الذي هو من عالم الغيب يعني
تحول الغيب إلى الشهود ، وعندئذ تنقطع المهلة
، ويُقضى الامر . وأيضاً قال اللّه سبحانه
وتعالى : (وقالوا يا أيها الذي نزّل عليه الذكر
انك لمجنون * لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من
الصادقين * ما ننزّل الملائكة إلاّ بالحق وما
كانوا إذن مُنظرين)(23)
.

الثاني ـ أن فتح باب التوبة لم
يكن يعني : أن التائب لا يستحق العقاب على
معصيته ، فإن العاصي خالف الحق ، ومخالفُ الحق
يستحقُّ الجزاء ولو تاب ، وذلك من قبيل ما لو
أن أحداً قتل ابنك ، ثم تندّم على ما فعل وتاب
لم تُسقِط توبته حقَّ قِصاصك عليه ، فكذلك من
خالف حق الرب تبارك وتعالى فاستحق العقاب لا
يُسقِط بتوبته استحقاقَه للعقاب ، وإنما يعني
فتح باب التوبة : أن اللّه ـ تعالى ـ يريد
تطهير روحك ، وتنظيف قلبك من الدنس الذي
تدنّست به بسبب المعصية ، وجعل العقاب رحمةً
بك ; كي يؤدي إلى أن تحرق روحك بنار التوبة قبل
نار جنهم ، فإذا تبت فقد طهرت من الدنس ، ورجعت
إلى الفطرة الصافية ، وكان هذا هو المقصود
للّه سبحانه ، فيقبل توبتك ; لان التوبة تعني :
التحول والانقلاب الحقيقيين في واقع نفسك ،
وهذا لا يكون حينما تكون التوبة نتيجة رؤية
البأس والهلاك ; إذ عندئذ يندم الانسان لما
يرى أمامه من العذاب الفعلي ، وهذا لا يعني
حصول التحول والانقلاب الحقيقيين في نفسه
ورجوع الصفاء والطهارة إليه .

وعلى أية حال ، فالعلاجات
الروحية الواردة في القرآن أو عن المعصومين(عليهم
السلام) حالها حال وصفات أطباء الجسم ، أي إنه
كما تكون وصفة الطبيب نافعة حينما تستعمل في
محلها ، أما لو استعملت وصفة الطبيب التي
وضعها لمرض التيفو مثلاً في مرض ذات الجَنْب ،
والوصفة التي وضعها لمرض ذات الجَنْب في مرض
التيفو ، لا تنفع بل تضرّ ، كذلك الوصفات
الروحية الواردة في الكتاب والسنة ، فمثلاً
هذه المهلة والسعة التي عرفتها في باب التوبة
قد وضعت لعلاج مرض اليأس ; لانه لولاها ليأس
الذين لم يمارسوا التوبة فور حصول المعصية
ولادّى ذلك إلى تماديهم في الغيّ وهلاكهم ،
فجعل باب التوبة مفتوحاً أمامهم ما لم يحضرهم
الموت . أما لو استعملها أحد في مقام تسويف
التوبة بحجة أنه مادامت التوبة مقبولة قبل
حضور الموت ، والسنة كثيرة ، والشهر كثير ،
والجمعة كثيرة ، واليوم كثير ، فلا داعي لي
إلى الاستعجال بالتوبة وحرمان النفس من
اللذات والشهوات ، فقد اصبحت الوصفة هنا مضرة
لا نافعة ; لان تأجيل التوبة وتسويفها يجعل
الانسان بين خطرين ، خطر مباغتة الموت
وحيلولته بين الانسان والتوبة ، وخطر اشتداد
رين القلب بالتمادي في الذنوب إلى أن ينحرم من
التوبة ولا يتوفّق لها .

وقد ورد عن إمامنا أمير
المؤمنين(عليه السلام) أنه قال : "لا تكن
ممّن يرجو الاخرة بغير عمل ، ويرجّي التوبة
بطول الامل ، يقول في الدنيا بقول الزاهدين ،
ويعمل فيها بعمل الراغبين ... إلى أن قال : إن
عرضت له شهوة أسلف المعصية ، وسوّف التوبة
..."(24) .

وقد رُوي عن لقمان أنه قال
لابنه : "يا بنيّ لا تؤخّر التوبة فإن الموت
يأتي بغتة..."(25) .

فالذي يستعمل هذه الوصفة بهذا
الاسلوب غير الصحيح وهو تأجيل التوبة لا يأمن
الابتلاء في يوم موته بالوصف المنقول عن
إمامنا أمير المؤمنين(عليه السلام) فيما ورد
في نهج البلاغة(26) من
قوله : "... اجتمعت عليهم سكرة الموت وحسرة
الفوت ، ففترت لها أطرافهم ، وتغيّرت لها
ألوانهم ، ثم ازداد الموت فيهم ولوجاً ، فحيل
بين أحدهم وبين منطقه ، وإنه لبين أهله ينظر
ببصره ، ويسمع بأذنه على صحة من عقله وبقاء من
لبّه ، يفكّر فيمَ أفنى عمره ، وفيم أذهب دهره
ويتذكّر أموالاً جمعها أغمض في مطالبها ،
وأخذها من مصرّحاتها ومشتبهاتها ، قد لزمته
تَبِعات جَمعها ، وأشرف على فراقها ، تبقى لمن
وراءه ينعمون فيها ، ويتمتّعون بها ، فيكون
المَهَنأُ لغيره ، والعبءُ على ظهره ، والمرء
قد غلِقَت رهونُهُ بها ، فهو يعضّ يديه ندامة
على ما أصحر له عند موته من أمره ، ويزهد فيما
كان يرغب فيه أيام عمره ، ويتمنّى أن الذي كان
يغبطُهُ بها ويحسدهُ عليها قد حازها دونه..."
.

وعن إمامنا زين العابدين(عليه
السلام) أنه قال في حديث طويل :

فيالهف نفسي كم أُسوّف توبتي
وعمري فان والردى لي ناظر

وكل الذي أسلفتُ في الصحف
مثبت يجازي عليه عادل الحكم قاهر(27)

ومنها ـ الايمان كما هو صريح
القرآن في قوله تعالى : (وليست التوبة للذين
يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال
إني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك
أعتدنا لهم عذاباً أليما)(28)
، وقد جاء قيد الايمان في عديد من آيات التوبة
كقوله :

(إلاّ من تاب وآمن وعمل صالحاً
فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا)(29)
.

(وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل
صالحاً ثم اهتدى)(30) .

(إلاّ من تاب وآمن وعمل عملاً
صالحاً فاولئك يبدّل اللّه سيئاتهم حسنات ...)(31)
.

(والذين عملوا السيئات ثم
تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور
رحيم)(32) .

وليس قيد الايمان مستأنفاً
بتخيّل أن الكافر لا معنى لان يتوب إلى اللّه ;
وذلك لان الكفر لا ينحصر في إنكار اللّه عزّ
وجل ، فقد يكون كتابياً يؤمن باللّه ، بل وقد
يكون مشركاً من عبدة الاوثان الذين يقولون :
(... ما نعبدهم إلاّ ليقربونا إلى اللّه زلفى ...)(33)
.

وقد دلّت بعض الروايات على
اشتراط الايمان بالمعنى الخاص ، وهو : التشيع
من قبيل ما مضى من صحيحة محمد بن مسلم عن
الباقر(عليه السلام) : "... أما واللّه إنها
ليست إلاّ لاهل الايمان ...)(34)
. فإن كلمة (أهل الايمان) في ذاك التاريخ مصطلح
للشيعة .

وأما شرائط الكمال فالروايات
فيها عديدة :

منها ـ ما مضى من كلام أمير
المؤمنين(عليه السلام) في نهج البلاغة والذي
ذكر فيه إذابة اللحم النابت من الحرام ،
وإذاقة الجسم ألم الطاعة كما ذاق حلاوة
المعصية(35) ونحوه
كلام أمير المؤمنين(عليه السلام) لكميل في
رواية تحف العقول(36) .

ومنها ـ ما ورد فيه شرط الصوم
كحديث أبي بصير عن الصادق(عليه السلام) في
تفسير توبة النصوح قال : "هو صوم يوم
الاربعاء والخميس والجمعة"(37)
.

ومنها ـ ما ورد في شرط الصلاة
من قبيل ما في نهج البلاغة : "ما أهمني ذنب
أمهِلتُ بعده حتى أُصلّي ركعتين واسأل اللّه
العافيه"(38) .

ومنها ـ ما ورد في شرط الغسل
والصلاة من قبيل ما عن مسعدة ابن زياد(39)
قال : "كنت عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) ،
فقال له رجل : بأبي أنت وأمي أدخل كنيفاً ولي
جيران ، وعندهم جوار يتغنّين ويضربن بالعود ،
فربّما أطلت الجلوس استماعاً مني لهن فقال(عليه
السلام) : لا تفعل ، فقال الرجل واللّه ما
أتيتهن ، إنما هو سماع أسمعه بأُذني ؟ فقال(عليه
السلام) : للّه أنت أما سمعت اللّه يقول : (... إن
السمع والبصر والفؤاد كل أُولئك كان عنه
مسؤولا)(40) . فقال :
بلى واللّه لكأنّي لم أسمع بهذه الاية من كتاب
اللّه من عربيّ ولا من عجميّ ، لا جرم إنّي لا
أعود إن شاء اللّه ، وإنّي أستغفر اللّه ،
فقال له : قم فاغتسل وصلّ ما بدالك ، فإنك كنت
مقيماً على أمر عظيم ، ما كان أسوأ حالك لو متّ
على ذلك ، أحمد اللّه وسله التوبة من كل ما
يكره ، فإنه لا يكره إلاّ كل قبيح ، والقبيح
دعه لاهله ، فإن لكل أهلاً" .

الرابع ـ التوبة النصوح

قال اللّه سبحانه وتعالى : (يا
أيها الذين آمنوا توبوا إلى اللّه توبة
نصوحاً عسى ربكم أن يكفّر عنكم سيئاتكم
ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الانهار يوم لا
يخزي اللّه النبي والذين آمنوا معه نورهم
يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتمم
لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير)(41)
، "... إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى
عفوك سمّيته التوبة ، فقلت : توبوا إلى اللّه
توبة نصوحاً فما عُذرُ من أغفل دخول الباب بعد
فتحه ..."(42) .

أما ما معنى التوبة النصوح ؟
فقد فُسِّرت في الروايات بتفاسير ثلاثة :

1 ـ أن يتوب العبد من الذنب ،
ثم لا يعود إليه . وبذلك نطقت صحيحة أبي بصير
قال : "قلت لابي عبد اللّه(عليه السلام) : (يا
أيها الذين آمنوا توبوا إلى اللّه توبةً
نصوحا...) قال : هو الذنب الذي لا يعود فيه أبداً
، قلت وأيّنا لم يعد ؟ فقال : يا أبا محمد إن
اللّه يحب من عباده المفتن التوّاب"(43)
. ونحوها غيرها(44) .

2 ـ أن يكون باطن التائب
كظاهره وأفضل كما دلت على ذلك رواية عبد اللّه
بن سنان عن الصادق(عليه السلام) قال : "التوبة
النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل"(45)
ونحوها غيرها(46) .

3 ـ أن يبدأ التوبة بصوم يوم
الاربعاء والخميس والجمعة كما في رواية أبي
بصير عن الصادق(عليه السلام) في قوله تعالى :
(... توبوا إلى اللّه توبة نصوحا ...) قال : هو صوم
يوم الاربعاء والخميس والجمعة"(47)
.

وإذا استثنينا المعنى الثالث
لوضوح كونه تفسيراً بالمقدمة ، فكأن المعنى :
أن صوم تلك الايام الثلاثة توفِّق الانسان
للتوبة النصوح ، إذن يبقى المعنيان الاولان .
ولا يبعد رجوعهما إلى معنىً واحد .

فتفسيرها بعدم العود يعني : أن
التوبة النصوح هي التي تخلُق في النفس
تغيّراً وانقلاباً وتطهيراً يمنع صاحبها من
أن يرجع إلى ذلك الذنب أبداً . وهذا هو الذي
يكون باطنه كظاهره وأفضل .

وإن شئت فقل : إن النصوح صفة
مشبّهة ، أو مبالغة في الناصح الذي هو عبارة
عن الشيء الكامل والصاحي والمحكم وما إلى ذلك
من التعبيرات ، فمن علائم نصح التوبة عدم
الرجوع إلى الذنب ، ومن علائمه كون الباطن
كالظاهر وأفضل ، ومن مقدماته صوم الايام
الثلاثة .

وأما الكلام على الاثار
الاُخروية للتوبة النصوح فكأنه يستفاد من
الاية الكريمة .

إن التوبة النصوح زائداً على
ما يترتب عليها من المغفرة ودخول الجنة لها
مزيتان اُخريتان هامّتان :

الاُولى ـ أنها توجب ستر
العيب في يوم القيامة (تُبلى السرائر * فما له
من قوة ولا ناصر)(48) ;
وذلك قوله تعالى : (... توبوا إلى اللّه توبة
نصوحاً عسى ربكم أن يكفّر عنكم سيئاتكم
ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الانهار يوم لا
يخزي اللّه النبي والذين آمنوا معه ...) ومن
الواضح أن فضح الذنب في عرصات يوم القيامة من
أشد أنحاء الاخزاء ، أعاذنا اللّه منه .

وقد ورد التصريح بذلك أعني
ستر عيب التائب توبة نصوحاً في حديث صحيح
السند عن معاوية بن وهب قال : "سمعت أبا عبد
اللّه(عليه السلام) يقول : إذا تاب العبد توبة
نصوحاً أحبّه اللّه ، فستر عليه في الدنيا
والاخرة . قلت وكيف يستر عليه ؟ قال : ينسي
ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ، ويوحي إلى
جوارحه اكتمي عليه ذنوبه ، ويوحي إلى بقاع
الارض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب ،
فيلقى اللّه حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه
بشيء من الذنوب"(49)
.

والثانية ـ أنها تبعث
للتائبين في ظلمات يوم القيامة نواراً بين
أيديهم وبأيمانهم ، وهو المستفاد من ذيل
الاية المباركة حيث قال : (نورهم يسعى بين
أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا
نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير) .

وهذا التعبير قد ورد ـ أيضاً ـ
في القرآن في صفة المؤمنين والمؤمنات في قوله
تعالى : (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى
نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم
جنّات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك
هو الفوز العظيم * يوم يقول المنافقون
والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من
نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا ...)(50)
.

ويبدو لي من ذيل هذه الاية
الاخيرة : أن المنافقين يتخيّلون أن نور
المؤمنين يشبه نور سراج الدنيا الذي يمكن
لغير صاحب النور أن يستفيد منه لو جعله صاحب
النور أمام من يريد الاستفادة ; ولذلك يقولون :
انظرونا كي يصبح النور الذي في مقابلكم في
مقابلتنا أيضاً ، فنستفيد منه ، ولكنهم لا
يعلمون أن هذا النور ليس كنور المصباح
الدنيوي ، بل لو صحّ تشبيهه بالانوار
الدنيوية فالانسب أن يشبّه بنور البصر الذي
لا يقبل الاكتساب ، بل هو نور ذاتي للبصر
يستفيد منه صاحب النور فحسب ، ولا يكون إلاّ
في عين صحيحة ، فمن كان من حين ولادته وفي رحم
أُمّه مثلاً أعمى لا يصح له أن يقول للمبصر :
انظرني أقتبس من نورك ، ولو قال له ذلك لاجابه
المبصر بأن هذا النور إنما جئتُ به من رحم
أُمي ، فارجع إلى وراءك في رحم أُمك وائت
بالنور ، فكذلك يقال للمنافقين والمنافقات في
يوم القيامة : إن المؤمنين قد أتوا بهذا النور
من الدنيا فارجعوا وراءكم إلى الدنيا ،
والتمسوا لكم منها نوراً .

وفي ختام الحديث عن التوبة
النصوح تجب الاشارة إلى أن التائب لو خانته
نفسه ، ولم يستطع على جعل توبته نصوحاً بمعنى
عدم العود ، وتكرّر منه ذلك ، فليس المفروض به
أن ييأس من فائدة التوبة، فقد مضى في ذيل
صحيحة أبي بصير قوله(عليه السلام) "... إن
اللّه يحب من عباده المفتّن التواب"(51)
. والانسان يكون في كثير من الاحيان قبل تزكية
نفسه بالرياضات النفسية مبتلىً بحالة الوقوع
في كسر التوبة والرجوع إليها مراراً وتكراراً
، فحاله كحالة الطفل الذي يعطي لوالديه
التعهد بترك الجهالات ثم يكسر ذلك ويكرر
المخالفة والتوبة ، وهذا لا يوجب طرده من قبل
والديه .

وبهذه المناسبة لا بأس بذكر
القصّة(52) التالية
التي فيها عظة وعبرة :

روي أن شيخاً كان يمشي في احد
الطرق ، فرأى طفلاً جالساً يبكي ، فسأله مِمّ
بكاؤك ؟ فقال : أن أُمي أخرجتني من البيت ،
وكلما أستجير بالبيوت الاُخرى لا يُفتح لي
الباب . فجلس الشيخ عند الطفل ، وأخذ يوافق
الطفل في البكاء ، وقال : لو أن طفلاً نهرته
أمه وطردته من البيت لا يفتح له باب آخر فمن
ينهره اللّه ـ تعالى ـ عن بابه إلى أين يذهب ،
وكيف ينفتح عليه باب آخر ؟! ثم قام الشيخ لكي
يذهب في طريقه ، فتعلّق به الطفل ، وطلب منه أن
يشفّعه لدى أمّه ، فوافق الشيخ على ذلك ، وأخذ
بيد الطفل إلى بيت أمّه ، وشفّعه عندها ، فبكت
الام ، وقالت : يا شيخ نعم الشفيع أنت ، ولكن قد
شفّعه ـ أيضاً ـ قبلك قانون (أولادنا أكبادنا)
، ولكنه يا شيخ إني كلّما أمنعه عن اللعب لا
ينزجر ، فاعلم أيها الشيخ : لو خرج مرة أُخرى
من دون إذني من البيت ليلعب قطعت عنه علاقة
الاُمومة والبنوّة ، فوافق الشيخ على ذلك ،
فطلبت منه أن يكتب رسالة بهذا المعنى ، كي لا
يلعب بعد هذا مع الاطفال ، وإلاّ فما هو ابني
ولا أنا أُمّه ، فكتب الشيخ بذلك رسالة ،
وأعطاها إياها ، فأخذت بيد الطفل ، وأدخلته
البيت ، فما مضت إلاّ سويعة وإذا رأى الشيخ أن
الطفل قد خرج من البيت ، وانشغل باللعب مع
الاطفال ، فغضبت الام ، وسدّت عليه الباب إلى
أن انتهوا من اللعب ، وذهب كل واحد منهم إلى
بيته ، وبقي وحده ، فجاء إلى البيت ، ولكن كلما
دق الباب لم تفتح عليه الباب ، فالتجأ إلى
بيوت الجيران واحداً واحداً ، ولكنهم لم
يفتحوا له أبوابهم ، فاحتار في امره ، ورجع
مرة أُخرى إلى بيت أمّه ، وكلما دقّ الباب لم
يُفتح له : فقال : يا أمّ إن لم ينفتح عليّ باب
الجيران كان لي وجه للرجوع إلى هذا الباب ،
ولكن لو لم ينفتح عليّ هذا الباب ليس لي وجه
للرجوع إلى باب آخر ، وأخذ يبكي ويئنّ ، وجعل
وجهه على التراب إلى أن أخذه النوم وأمّه
تراقب حاله من على السطح ، فحينما رأت الطفل
قد نام بكمال الذل والانكسار في التراب رمت
بنفسها ، ورفعت رأس طفلها من على تراب الذلّ ،
وأخذت تمسح الغبار عن وجهه وهو نائم ، ولما
استيقظ الطفل ، ونظر إلى وجه أُمّه قال : يا أم
لو تقطعي عنّي الماء والخبر فهو مقبول ، ولو
تفركي أُذني فأنا مستحق لذلك ، ولو تركتيني في
البكاء والحنين أتحمّل ذلك ، ولكن الذي أطلبه
منك أن لا ترسليني من باب بيتك إلى أبواب
الاخرين، فلمّا رأى الشيخ هذه القصة شق قميصه
، وقال : اتّضح لي من هذه القصة أمران :

1 ـ إن العبد ليس له باب وطريق
غير باب اللّه عزّوجل(53)
.

2 ـ إن علاقة المحبة لا تنفصم
بأي شيء(54) .

أقول : يا ترى أن الام تفرح
برجوع ولدها وتوبته ، وتتجاوز عن سيئته ، ولكن
اللّه ـ تعالى ـ الذي ألهم الامّ هذه الرحمة
وهو أرحم الراحمين لا يقبل توبة العبد ، ولا
يفرح برجوع عبده المؤمن ؟ ! وإن عطفه تعالى
ورحمته على العباد ثابتان حتى في يوم المعاد
في حين أن عطف الام وحنانها لا يبقى لهما أثر
في ذلك اليوم : (يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عما
أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى
وماهم بسكارى ولكن عذاب اللّه شديد)(55)
.

(يوم يفر المرء من أخيه * وأُمه
وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرء منهم يومئذ
شأن يغنيه)(56) .

(يوم تكون السماء كالمهل *
وتكون الجبال كالعهن * ولا يسأل حميم حميما *
يُبصَّرونهم يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب
يومئذ ببنيه * وصاحبته وأخيه * وفصيلته التي
تؤويه * ومن في الارض جميعاً ثم ينجيه * كلاّ
إنها لظى * نزّاعة للشوى)(57)
.

(يوم لا ينفع مال ولا بنين *
إلاّ من أتى اللّه بقلب سليم)(58)
.

وفي ختام حديثنا عن التوبة
أقول : إن الاية الشريفة (قل يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إن
اللّه يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور
الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم ...)(59)
. قد ذُكرت لها شؤون نزول ، ويُحتمل أنها كانت
جميعاً من قبيل التطبيق على المورد لا من قبيل
شأن النزول ، ولكنها على أي حال تعتبر جميعاً
قصصاً لاشخاص صدرت عنهم الذنوب الكبار العظام
مما يؤدي إلى سعة الامل للمذنبين بهذه الاية
المباركة ، ولذا نشير هنا إلى بعض تلك الموارد
:

أحدهما ـ قيل : إنها نزلت بشأن
وحشي ، وقد ورد في تفسير نمونة(60)
: أن سورة الزمر من السور المكية ، ووقتئذ لم
يكن قد وقعت قصة وحشي ولا وقعة أُحد ، فلا يمكن
أن تكون قصة وحشي بشأن نزول الاية المباركة ،
فلعل هذا كان تطبيقاً لهذه الاية على ذاك
المورد .

وعلى أية حال ، فوحشي هو ذاك
المجرم المعروف قاتل حمزة عم النبي(صلى الله
عليه وآله) في وقعة أُحد .

وقد رُوي في تفسير القمي(61)
أن هند بنت عتبة "... كانت في يوم أُحد في وسط
العسكر ، فكلّما انهزم رجل من قريش رفعت له
ميلاً ومكحلة ، وقالت : إنما أنت امرأة ،
فاكتحل بهذا ، وكان حمزة بن عبد المطلب يحمل
على القوم ، فإذا رأوه انهزموا ، ولم يثبت له
أحد ، وكانت هند بنت عتبة قد أعطت وحشياً
عهداً : لئن قتلت محمداً أو عليّاً أو حمزة
لاعطيتك رضاك ، وكان وحشي عبداً لجبير بن مطعم
حبشيّاً ، فقال وحشي : أما محمد فلا أقدر عليه
، وأما عليّ فرأيته رجلاً حذراً كثير
الالتفات فلم أطمع فيه ، فكمنت لحمزة ، فرأيته
يهدّ الناس هدّاً ، فمرّ بي ، فوطأ على جرف(62)
نهر فسقط ، فأخذت حربتي فهززتها ورميته ،
فوقعت في خاصرته ، وخرجت من مثانته ، مغمسة
بالدم ، فسقط ، فأتيته ، فشققت بطنه ، فأخذت
كبده ، وأتيت بها إلى هند ، فقلت لها : هذه كبد
حمزة ، فأخذتها في فيها فلاكتها ، فجعلها
اللّه في فيها مثل الداغصة(63)
، ولفظتها ورمت بها ، فبعث اللّه ملكاً فحملها
وردّها إلى موضعها ..." .

وقد ورد في سفينة البحار : "حكي
أن مسيلمة الكذاب اشترك في قتله وحشي وأبو
دجانة ، فكان وحشي يقول : قتلت خير الناس وشرّ
الناس حمزة ومسيلمة ..." ومنه الحديث : "حمزة
وقاتله في الجنّة"(64)
.

وذُكِر في تفسير نمونة(65)
نقلاً عن بعض المفسرين :

لما كثرت انتصارات الاسلام
أراد وحشي أن يسلم ، لكنّه كان يخشى عدم قبول
اسلامه ، فنزلت الاية ، فأسلم ، وقال له رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله) : كيف قتلت عمّي
حمزة ؟ فذكر وحشي قصة قتله لحمزة(رحمه الله) ،
فبكى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) بكاءً
شديداً ، وقَبِل توبته ، ولكنه قال له : غيّب
وجهك عنّي ، فانّي لا استطيع النظر إليك . فلحق
بالشام ، فمات في أرض تُسمى بالخمر .

وورد في تفسير الفخر الرازي :
لما أسلم وحشي بناءً على هذه الاية قيل لرسول
اللّه(صلى الله عليه وآله) : "هذه له خاصة أم
للمسلمين عامة ؟ فقال : بل للمسلمين عامة"(66)
.

وثانيهما ـ ما رواه في تفسير
نمونة(67) باختصار عن
تفسير أبي الفتوح الرازي ج 9 ص 421 من أن شاباً
جاء إلى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)
باكياً مع شدة التأثر ، وكان يقول : إنّي أخشى
من غضب اللّه ، قال له الرسول(صلى الله عليه
وآله) : هل أشركت ؟ قال : لا ، قال(صلى الله عليه
وآله) : هل قتلت أحداً بغير حق ؟ قال : لا ، قال(صلى
الله عليه وآله) : يغفر اللّه لك ذنوبك مهما
كثرت ، قال : إن ذنبي أعظم من السماء والارض
والعرش والكرسيّ ، فقال له رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) : هل أن ذنبك أعظم من اللّه ؟ !
قال : لا ، اللّه اكبر من كل شيء ، قال له : تب
فإن الاله العظيم يغفر الذنب العظيم .

ثم قال له : اذكر لي ذنبك ، قال
: استحي منك من ذكره ، قال(صلى الله عليه وآله) :
اذكره لنا كي نعرف ماهو هذا الذنب ، قال : كنت
أنبش القبور سبع سنين ، وأسرق أكفان الموتى
إلى أن أنتهيت إلى قبر أنصارية ، وبعد أن أخذت
كفنها وسوستني نفسي ، وهنا يشرح فعلته
الشنيعة معها ، فغضب رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله) وقال : أخرجوا هذا الفاسق عنّي ، وقال له
: ما أقربك من النار ، فخرج وكان يبكي بكاءً
عظيماً ، وذهب إلى الصحراء ، وكان يقول : يا
إله محمد(صلى الله عليه وآله) إن قبلت توبتي
أخبر رسولك بذلك ، وإلاّ فأرسل صاعقة من
السماء وأحرقني بها ، وأنجني بذلك من عذاب
الاخرة ، فنزلت الاية : (قل يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه ...)
.

وقد ذكر الشيخ المجلسي(رحمه
الله) هذه القصة بكل تفصيل في البحار(68)
، إلاّ أن الاية التي فرض نزولها في تلك القصة
ليست الاية الماضية ، بل آية أخرى ، وهي قوله
تعالى : (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا
أنفسهم ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم ومن
يغفر الذنوب إلاّ اللّه ولم يصرّوا على ما
فعلوا وهم يعملون * اولئك جزاؤهم مغفرة من
ربهم وجنّات تجري من تحتها الانهار خالدين
فيها ونعم أجر العاملين)(69)
.

وثالثهما ـ ما رواه الفخر
الرازي في تفسيره(70)
بعنوان أحد الاُمور التي ذكرت في سبب نزول
الاية ، وهو أنه قيل : "إنها نزلت في اهل مكة
، فإنهم قالوا : يزعم محمد أن من عبد الاوثان ،
وقتل النفس لم يغفر له ، وقد عبدنا وقتلنا ،
فكيف نسلم ؟!" فنزلت هذه الاية معلنةً عن
قبول توبتهم .

وممّا يناسب ذكره في المقام
قصة أبي لبابة التي رواها المجلسي في البحار(71)
عن تفسير علي بن ابراهيم في ذيل الاية : (وآخرون
اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر
سيئاً عسى اللّه أن يتوب عليهم إن اللّه غفور
رحيم)(72) ، قال : "نزلت
في أبي لبابة بن عبد المنذر ، وكان رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) لما حاصر بني قريظة قالوا له :
ابعث إلينا أبا لبابة نستشيره في أمرنا ، فقال
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : يا أبا لبابة
أئت حلفاءك ومواليك ، فأتاهم ، فقالوا له : يا
أبا لبابة ما ترى ؟ أننزل على حكم رسول اللّه ؟
فقال : انزلوا ، واعلموا أن حكمه فيكم هو الذبح
وأشار إلى حلقه ، ثم ندم على ذلك ، فقال : خنت
اللّه ورسوله ، ونزل من حصنهم ، ولم يرجع إلى
رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، ومرّ إلى
المسجد ، وشدّ في عنقه حبلاً ، ثم شدّه إلى
الاُسطوانة التي كانت تسمّى اُسطوانة التوبة
، فقال : لا أحلّه حتى أموت ، أو يتوب اللّه
عليّ ، فبلغ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)ذلك،
فقال : أما لو أتانا لاستغفرنا اللّه له(73)
فأما إذا قصد إلى ربّه فاللّه أولى به . وكان
أبو لبابة يصوم النهار ، ويأكل بالليل ما يمسك
رمقه ، وكانت بنته تأتيه بعشائه ، وتحلّه عند
قضاء الحاجة ، فلما كان بعد ذلك ورسول اللّه(صلى
الله عليه وآله)في بيت أمّ سلمة نزلت توبته ،
فقال : يا أمّ سلمة قد تاب اللّه على أبي لبابة
، فقالت : يا رسول اللّه أفأُؤذنه بذلك ؟ فقال :
لتفعلّن ، فأخرجت رأسها من الحجرة ، فقالت : يا
أبا لبابة أبشر قد تاب اللّه عليك ، فقال :
الحمد للّه ، فوثب المسلمون يحلّونه ، فقال :
لا واللّه حتى يحلّني رسول اللّه(صلى الله
عليه وآله) بيده ، فجاء رسول اللّه(صلى الله
عليه وآله) فقال : يا أبا لبابة قد تاب اللّه
عليك توبة لو ولدت من أُمّك يومك هذا لكفاك ،
فقال : يا رسول اللّه أفأتصدّق بمالي كلّه ؟
قال : لا ، قال : فبثلثيه ؟ قال : لا ، قال :
فبنصفه ؟ قال : لا ، قال : فبثلثه ؟ قال : نعم ،
فأنزل اللّه (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا
عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى اللّه أن يتوب
عليهم إن اللّه غفور رحيم * خذ من أموالهم صدقة
تطهّرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن
لهم واللّه سميع عليم * ألم يعلموا أن اللّه هو
يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن
اللّه هو التواب الرحيم)(74)
.

فلئن كانت هذه الذنوب العظام
قد حطّتها التوبة ونحن نرجو أن لا تكون لنا
ذنوب من هذا المستوى ، فكلّنا رجاءٌ أن يغفر
اللّه لنا ذنوبنا بتوبتنا واستغفارنا خاصة
إذا استغفرنا ربّنا في الاسحار ، وقد قال
اللّه تعالى في وصف المتقين : (كانوا قليلاً من
الليل ما يهجعون * وبالاسحار هم يستغفرون)(75)
، وقال ـ أيضاً ـ في وصفهم : (الصابرين
والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين
بالاسحار)(76)وأيضاً
قال اللّه تعالى في الحوار الذي نقله بين
يعقوب وأبنائه : (قالوا ياأبانا استغفر لنا
ذنوبنا إنّا كنّا خاطئين * قال سوف استغفر لكم
ربّي إنه هو الغفور الرحيم)(77)
.

وقد فسّر هذا التأجيل في
الاستغفار بالتأجيل إلى السحر(78)
.

وفي الكافي بسند صحيح عن عمر
بن أُذينة قال : "سمعت أبا عبد اللّه(عليه
السلام) يقول : إن في الليل لساعة ما يوافقها
عبد مسلم ثم يصلّي ويدعو اللّه عزوجل فيها
إلاّ استجاب له في كل ليلة . قلت : أصلحك اللّه
وأي ساعة هي من الليل ؟ قال : اذا مضى نصف الليل
هي السدس الاول من أول النصف"(79)
.

ولا يخفى أن الشيخ الطوسي(رحمه
الله) روى نفس الحديث بسند صحيح عن عمر بن يزيد
، عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) ، إلاّ أنه
جاء التعبير في مقام تحديد الوقت هكذا : "...
إذا مضى نصف الليل إلى الثلث الباقي"(80)
.

فلو فسّرنا السدس في التعبير
الذي نقلناه عن الكافي بمعنى : سدس الليل ، لا
بمعنى سدس النصف ، تطابق التعبيران ; وذلك لان
ما بين النصف الاول والثلث الاخير عبارة عن
السدس الرابع .

وذكر الغزالي حديثاً عن رسول
اللّه(صلى الله عليه وآله) : "أن من الليل
ساعة لا يوافيها عبد مسلم يسأل اللّه خيراً
إلاّ أعطاه إيّاه " . وفي حديث آخر : يسأل
اللّه خيراً من أمر الدنيا والاخرة إلاّ
أعطاه إيّاه ، وذلك كل ليلة . ثم قال الغزالي :
ومطلوب القائمين تلك الساعة وهي مبهمة في
جملة الليل ... وعلّق عليه الشيخ الفيض(رحمه
الله) بقوله : بل هي معلومة بتعليم علماء اهل
البيت ـ صلوات اللّه وتسليماته عليهم ـ
إيّانا ، وهي : السدس الرابع من الليل ... ولكنّ
العامة عن بركة أمثالها لمعزولون(81)
.

(1) البحار: 6
: 36 ـ 37 نقلاً عن النهج، راجع ـ ايضاً ـ نهج
البلاغة : 745، رقم الحكمة 417 .

(2) هود : 114

(3) الوسائل
16 : : 64 ـ 65 ، باب 85 من باب جهاد النفس ، ح 1 .

(4) الوسائل
16 : 74، باب 86 من جهاد النفس، ح 8 .

(5) م . ن : 65،
باب 85 من جهاد النفس، ح 4 .

(6) م . ن :70

(7) م . ن :61،
باب 83 من جهاد النفس، ح 30 .

(8) م . ن : 62،
ح 5 و 6.

(9) م . ن : 62،
ح 5 و 6.

(10) البحار
6 : 27 نقلاً عن تحف العقول .

(11)
الوسائل 16 : 54، باب 79 من جهاد النفس، ح 1.

(12) مريم:
60. الفرقان : 70.

(13) طة : 82

(14) النحل :
119

(15) راجع
منازل السائرين لعبد اللّه الانصاري باب
الانابة، وهو الباب الرابع من ابواب البدايات.

(16) النساء
: 18

(17) يونس :
90 ـ 91 .

(18)
الوسائل 16 : 87 ، باب 93 من جهاد النفس، ح 3.

(19) ن . م ،
ح 2

(20)
الوسائل 16 : 79 ، باب 89 من جهاد النفس، ح 1 .

(21) البقرة
: 1 ـ 3

(22)
الانعام : 8

(23) الحجر :
6 ـ 8

(24) نهج
البلاغة : 687 ـ 688، رقم الحكمة 150 .

(25) المحجة
7 : 22

(26) نهج
البلاغة: 206 ـ 207، الخطبة 109 .

(27) البحار
46 : 87 ، تحت الخط .

(28) النساء
: 18

(29) مريم :
60

(30) طه : 82

(31)
الفرقان : 70

(32)
الاعراف : 153

(33) الزمر :
3

(34)
الوسائل 16 : 79، باب 89 من جهاد النفس، ح 1.

(35) نهج
البلاغة : 745، رقم الحكمة 417 .

(36) تحف
العقول : 197.

(37)
الوسائل 16 : 78 ـ 79، باب 88 من جهاد النفس، ح1.

(38) نهج
البلاغة : 719، رقم الحكمة 229 .

(39)
الوسائل 3 : 331، باب 18 من الاغسال المسنونة
الحديث الوحيد في الباب .

(40)
الاسراء : 36

(41)
التحريم : 8

(42) مفاتيح
الجنان، مناجاة التائبين، وهي المناجاة
الاُولى من المناجاة الخمس عشرة المعروفة.

(43)
الوسائل 16 : 72، باب 86 من جهاد النفس، ح 3، و ص 80 ،
باب 89 منها، ح 4.

(44) من
قبيل رواية أبي الصباح الكتاني عن الصادق(عليه
السلام) ومحمد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى(عليه
السلام) في الوسائل 16 : 72 ـ 73، باب 86 من جهاد
النفس، ح 4 .

(45) ن . م 16 :
77، باب 87 من جهاد النفس، ح 2 .

(46) ن . م ،
ح 1

(47) ن . م : 78
ـ 79، باب 81 من جهاد النفس، ح 1 .

(48) الطارق
: 9 ـ 10

(49)
الوسائل 16 : 71، باب 86 من جهاد النفس، ح 1 .

(50) الحديد
: 12 ـ 13

(51)
الوسائل 16 : 72، باب 86 من جهاد النفس، ح 3 ، وباب
89 منها، ح 4 .

(52) وردت
القصة في كتاب خزينة الجواهر في زينة المنابر
: 179 ـ 180 .

(53) "...
إلى من يذهب العبد إلاّ إلى مولاه، وإلى من
يلتجئ المخلوق إلاّ إلى خالقه...". مفاتيح
الجنان ، دعاء أبي حمزة الثمالي .

(54) "...
هيهات أنت أكرم من أن تضيّع من ربّيته، أو
تبعّد من أدنيته، أو تشرّد من آويته، أو تسلّم
إلى البلاء من كفيته ورحمته ..." مفاتيح
الجنان ، دعاء كميل .

(55) الحج : 2

(56) عبس : 34
ـ 37

(57)
المعارج : 8 ـ 16

(58)
الشعراء : 88 ـ 89

(59) الزمر :
53 ـ 54

(60) تفسير
نمونة 19 : 502 .

(61) تفسير
القمي 1 : 116 ـ 117 .

(62) الجرف :
الجانب الذي أكله الماء من حاشية النهر.
المنجد .

(63) من
معاني الداغصة على ما ورد في المنجد: عظم
الركبة المسمى عامياً بالصابونة .

(64) سفينة
البحار 8 : 420 .

(65) تفسير
نمونة 19:506 .

(66)
التفسير الكبير للفخر الرازي 27 : 4 .

(67) تفسير
نمونة 19 : 507 ـ 508 .

(68) البحار
6 : 23 ـ 26.

(69) آل
عمران : 135 ـ 136.

(70)
التفسير الكبير للفخر الرازي 27 : 6 .

(71) البحار
22 : 93 ـ 94 .

(72) التوبة
: 102

(73) لعله
اشارة إلى قوله تعالى : (... ولو أنهم إذ ظلموا
أنفسهم جاؤك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم
الرسول لوجدوا اللّه تواباً رحيما) النساء : 64.

(74) التوبة:102
ـ 104

(75)
الذاريات:17 ـ 18

(77) آل
عمران : 17

(78) يوسف:97
ـ 98

(79) راجع
اُصول الكافي 2 : 477، باب الاوقاف والحالات
التي تُرجى فيها الاجابة من كتاب الدعاء، ح6.

(80) م . ن :
478

(81) راجع
المحجة 2 : 400.

/ 1