كلمة التحرير - انزواء الامیرکی ... مرة اخرى نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

انزواء الامیرکی ... مرة اخرى - نسخه متنی

سید علی موسوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كلمة التحرير

الانزواء الاميركي مرةً اخرى

* بقلم
المشرف العام

رغم أن مجلتنا ثقافية قبل أي شيء آخر
إلاّ أن الالتحام بين الثقافةوالسياسة
احياناً لا يدعنا إلاّ أن ندخل عالم السياسة
لنحمي ثقافتنا الانسانية من الافات التي
ينتجها الخطل السياسي ونزوات السياسيين.

ذلك أن افكاراً جديدة تطرح على الساحة
بثوب ثقافي محض ولكنها تستهدف تحقيق مصالح
سياسية لئيمة على حساب الثقافة واستغلالها
السيّئ.

إن سوق الثقافة العالمية يعج
بالمفاهيم المستغلة فهناك فكرة النظام
العالمي الجديد التي طبل لها قادة أميركا ثم
خفّت لغة التأييد.

وهناك فكرة حقوق الانسان التي جعلها
قادة الغرب محوراً لسياساتهم.

وهناك فكرة صراع الحضارات التي طرحها
منظرو الغرب ولاسيما مفكرو أميركا السياسيون
داعين إلى تكتل حضاري لمواجهة الحضارة
الاسلامية.

وهناك فكرة الحملة العالمية المتكتلة
ضد (الصحوة الاسلامية) والحركة الاسلامية بكل
صراحة.

وهناك فكرة تذويب العلاقات الاسرية
بطرح تعريف جديد للعائلة ليشمل حتى التجمعات
الشاذة.

وهناك لغة (بيع الارض في مقابل السلام)
التي تحاول تجذير الوجود الاسرائيلي في
المنطقة الاسلامية.

وهناك الكثير من امثال هذه التصورات
التي يمكن اعتبارها في الاصل ثقافية ولكنها
تستعمل لتحقيق اهداف سياسية لئيمة.

والملاحظ في البين أن أميركا تقود كل
هذه السوح، وتتحدى كل الاخرين في هذا المجال
وهي تتوهم نفسها قائدة للحضارة الانسانية;
اما اولئك الذين لا ينسجمون معها فهم
المتوحشون البعيدون عن ركب الحضارة.

والملاحظ أن التخطيط متكامل; فهناك
نظام عالمي جديد يحكمه قطب سياسي واحد ويسوده
مفهوم واحد للحقوق الانسانية، ويتحرك فيه
تعريف واحد للحضارة ليسحق المفاهيم الاخرى،
وهناك تكتل قوي لحذف كل العقبات التي تقف بوجه
هذا النظام الزاحف; واهم هذه العقبات هي
المفاهيم الانسانية الاصيلة للعائلة والبناء
الاجتماعي، والصحوة الاسلامية، والقيم
الدينية، وهناك تعميق لوجود النظم العميلة
والقواعد الاستعمارية وفي طليعتها الوجود
الصهيوني الغاصب.

ولن ندخل في تفصيلات هذه المسيرة،
وإنما نحاول أن نعبرها إلى النتيجة الحاصلة.

ذلك أن من الواضح ان هذا السير الجامح
يسبح ضد التيار الانساني والفطري والالهي في
الارض، وهو بطبيعة الحال يصطدم بكل نداءات
الفطرة وتقاومه كل انماط الوجدان الحي في كل
مكان، لانه الباطل و (إن الباطل كان زهوقاً)
وها هي النتائج امامنا التي يمكن أن نعبر عنها
بـ (الانزواء).

نعم ليس هناك إلاّ الانزواء الكامل;
فنظرية النظام العالمي الجديد التي تقوده
أميركا اثبتت فشلها مرات ومرات بعد أن احست
باقي الدول أن لها سيادتها وأنها لن تنقاد
لنزوات دولة مادية عاتية مهما كانت قوتها.
وهكذا واجهت أميركا الفشل تلو الفشل في قضايا
كثيرة، وفي طليعتها: دعوتها لمحاصرة ايران،
وقطع العلاقات النفطية معها ومع ليبيا وكوبا،
ودعوتها لادانة ايران بحجة اتجاهها لتطوير
صناعاتها الذرية، حتى دعوتها الطفولية لعدم
اقامة اية علاقة ثقافية وسياسية مع الجمهورية
الاسلامية، وهو ما شاهدناه في اعتراضها على
اقامة علاقات طيبة مع تركيا ومع الدول
الافريقية مثلاً; وقد انتهت كل هذه الدعوات
بالفشل الذريع.

كما واجهت أميركا موقفاً دولياً واسع
الابعاد يرفض مفاهيمها في مجال حقوق الانسان،
بل يدين انتهاكها هي لهذه الحقوق.

كما رأينا فشلها الذريع في مؤتمر
السكان في القاهرة، ومؤتمر المرأة في بكين في
فرض مفاهيمها الاجتماعية الانحلالية حتى على
الصيغ القانونية الفرعية للدول الاخرى من
خلال زج الامم المتحدة في ميدان محاربة
الفضيلة، وقد اثمرت حربها المعلنة على الصحوة
الاسلامية اتساعاً عظيماً في مساحة هذه
الصحوة والتفاف الجماهير الاسلامية حول
عناصرها ورموزها، وذعر كل النظم العميلة من
هذه النتيجة.

وكذلك مجت الجماهير الاسلامية فكرة
الارض في قبال السلام واكتشفت اللعبة البغيضة
الكامنة فيها.

واخيراً وجدنا الغرب نفسه يرفض فكرة
صراع الحضارات ويعمل بقوة وبما يلفت النظر
لاقامة ندوات الحوار مع الحواضر الاسلامية،
كما رأينا العناصر الدينية في الغرب تفتح
ابواب الحوار البنّاء مع هذه الحواضر على اسس
اصيلة متينة ليبدأ عصر مشرق للحوار بين
الحضارات.

وبعد كل هذا الا يحق لنا أن نعلن هنا
عصر الانزواء الاميركي نتيجة لطيش حكام
أميركا وسخف سياساتها، وجشعها الذي اعمى قلوب
منظّريها رغم ادعاءاتهم العريضة.

/ 1