فنــون وآداب
قصيدة : مولد النبوة
* السيد محمد جمال الهاشمي
واعرضي الماضي على المستقبلِ
فهو عنوان كتاب الازلِ
وهي غيرَ الظلم لم تحتملِ
وهي في عالمها المنعزلِ
نارُها هل جفَّ زيتُ المشعلِ
قائداً حازَ وسامَ البطلِ
وتحيّي كفَّه بالقُبَلِ
والمعاني معجزاتُ الجُمَلِ
وانتشى من شعره المرتجلِ
هاتفاً باسم الوليد المقبلِ
أن هذا اسمٌ النبيِّ المرسلِ
خارفاً حُجْبَ الظلام المسدَلِ
عن صراط الواقع المعتدلِ
يمحقُ اليأس بنور الاملِ
حلَّه درساً وكم من معضلِ
بعدماباتت بليل أليلِ
واعيدي باسم طه موسماً
هبّت الصحراءُ من رقدتها
مولدُ الثورة ما أَقدسَه
واسألي الاَصنامَ مِن عليائها
وادخلي البيتَ ففي جانبه
كم له دونَ العلا من مَوقف
واسمعي الشاعر يشدو راوياً
ينثر الدمعةَ في بسمته
انظريه ثورةً هادئة
فمشت في الحفل من ذكر اسمه
تركَ الاُمّةَ في عاداتها
ماهي الاصنامُ ما تأثيرُها
هذه العاداتُ امضى فتكةً
يحمل المِشعلَ باليمنى وقد
جاهدَ الاَطماع حتّى انهزمتْ
فإذا الدنيا بصبح مُشرق
للتهاني حافلاً بالجذلِ
وتهادتْ في الصِراط الاَمثلِ
انه تاريخُ وعي المللِ
مَنْ رماها للحضيضِ الاسفلِ
امةٌ مجموعةٌ في رجلِ
سار في الدهر مسيرَ المَثلِ
فَنّه عن نغمات البلبلِ
هل تذوّقتْ الرثا في الغزلِ
واماناً باعثاً للوجلِ
نشوةٌ هزّت وقار المحفلِ
وانزوى في غاره المنعزلِ
في نظام العالَم المكتملِ
بالورى من فَتَكات الاسلِ
خصَّ يسراه لحمل المعولِ
تستر العارَ بذيل الفشلِ
عادت الذكرى لنا فاحتفلي
واسألي التاريخَ عن معجزة
ولدتْ للحقِ ناموسَ الهدى
سائلي البطحاءَ ماذا راعَها
واسألي فارسَ كيف انخمدتْ
شَيبةُ الحمدِ وما أَعظَمه
وانظري الوفّاد تسعى حوله
يلفظ المعنى بما ينشده
ثمِلَ المحفلُ من ألحانه
يبعثُ الافراحَ في انغامه
ليت شعري هل وعى باطنُه
يرمقُ الاجواءَ في منظاره
لِمَ يسري الفكرُ في منحرَف
نزل الوحيُ عليه فانبرى
في سبيل الحق كم من مشكل
فإذا الدنيا بصبح مُشرق
فإذا الدنيا بصبح مُشرق