أتباع أهل البیت (ع) فی الباکستان (1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أتباع أهل البیت (ع) فی الباکستان (1) - نسخه متنی

السید افتخار حسین النقوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

استطـلاع

اتباع اهل البيت(عليهم السلام) في
الباكستان

« اسرار محنتهم »

( 1 )

* السيد افتخار حسين النقوي
( باكسـتان )

تجتاح الباكستان بين الفترة والاخرى
حوادث مؤسفة يذهب ضحيتها العديد من الابرياء
وممتلكاتهم من هنا وهناك .

وتردد وسائل الاعلام بصورة خاصة أخبار
هجمات من يسمون بحرس الصحابة على مراكز
المسلمين الشيعة وتجمعاتهم ، وعن عدد القتلى
ومقدار الخسائر المادية ، وردود فعل المسلمين
الشيعة تجاه هذه الحوادث بشكل يعكس صورة غير
حقيقية عن واقع ما يجري هناك ، بحيث يبدو
للمراقب أن المسلمين الشيعة في الباكستان على
درجة من الضعف والعجز ، بحيث باتوا غير قادرين
على حماية ممتلكاتهم وأنفسهم من تلك الهجمات
العدوانية الغادرة .

وفي هذا الحديث نودّ أن نعرِّف بحقيقة
ما يجري هناك ، متناولين في البدء الاتجاهات
الفكرية في الباكستان ودورها في نشوء الدولة
الجديدة ، ثم نبين حقيقة الصراع الجاري وبعض
الحلول والمواقف التي اتخذت للحد من تلك
الاعمال التخريبية التي نالت سلامة وأمن
الامة والدولة هناك .


الاتجاهات الفكرية في الباكستان

يبلغ عدد سكان الباكستان حوالي 150
مليون نسمة ، يمثل المسلمون الشيعة منهم
حوالي الربع ، ويشكل المسلمون السنة أغلب ما
تبقى من السكان ، أما الطوائف الاخرى غير
الاسلامية فلا تؤلّف إلاّ نسبة ضئيلة جداً .

وينقسم المسلمون السنة إلى ثلاث فرق
رئيسية هي :

1 ـ البريلية(1)
: وهم أتباع الامام أحمد رضا خان البريلوي ،
نسبة إلى مدينة (بريلي) الهندية ، وينتمون إلى
عبد القادر الجيلاني ، الصوفي المعروف ،
وعندهم مسالك صوفية عديدة كالقادرية ،
والسهروردية ، والجشتية وغيرهم .

والبريليون حنفيو المذهب ، ومن محبي
أهل البيت(عليهم السلام) ، وأقرب الطوائف إلى
المسلمين الشيعة ، ويعتقدون بحياة النبي(صلى
الله عليه وآله) ، وبزيارة القبور ، ويُعتبرون
المادة الخام القابلة لان تتبع مدرسة أهل
البيت(عليهم السلام) ، فهم لا يحملون
عقدة التعصّب الطائفي الاعمى ، وليس لهم
شبهات علمية متينة ، وكثيراً ما تحولوا إلى
إحدى الفرقتين بمجرد أن تنتهي جولة من
المناظرات العقائدية بين علمائهم .

2 ـ الديوبندية(2)
: وهم من المسلمين السنة أتباع أبي حنيفة
أيضاً فقهياً .

وديوبند مدينة هندية ومركز علمي مهم
لاهل السنة ، وقد تخرج منها الكثير من
الوهابيين الذين سافروا بعد ذلك إلى المدينة
والحجاز ومكة المكرمة ، والبلدان الاخرى
الاسلامية واستقروا هناك .

ويتبع الديوبندية ابن تيمية ومحمد بن
عبد الوهاب في العقائد ، ويخالفون البريليين
فيما يعتقدون ، حتى إن بعض المتشددين من
الديوبندية يكفرون من يقول بحياة النبي(صلى
الله عليه وآله) ، وزيارة القبور ، والسلام
والصلاة على رسول اللّه وآله .

3 ـ أهل الحديث(3)
: وهم الفرقة الثالثة من أهل السنة ، وهم لا
يتبعون أحداً ، ويدّعون اتباع القرآن والسنة
، ويتهمون المسلمين بالشرك كافة ، ولا يعرفون
موحِّداً غيرهم .


دور الاتجاهات الفكرية المختلفة في
تشكيل دولة الباكستان

أيّد الشيعة بفكرهم ومالهم قيام
الباكستان ، وقدَّم تجّارهم إلى الدولة
الجديدة بقيادة محمد علي جناح(4) كل ما تحتاجه من
الدعم المالي والمعنوي .

ولكن بعد موت محمد علي جناح لم يفكر
المسلمون الشيعة في إدامة نشاطهم السياسي ذلك
، وتركوا المجال إلى غيرهم ، وكان ممثلوهم
داخل البرلمان من الملاّكين لا من العلماء ،
بخلاف ممثلي الديوبندية الذين غالباً ما
يكونون من علماء الدين ، الذين أعدّوهم بصورة
منظمة ومدروسة لذلك ، مع أنهم كانوا مخالفين
لبناء الباكستان أول قيامها ، وكان عددهم 5 %
أو أقل ، ولكنهم عملوا بدقة وتخطيط بعد قيامها

وقد عانى المسلمون الشيعة في كل
المجالات من مشكلة نقص العلماء العاملين ;
بسبب عدم وجود حوزة علمية في الباكستان في أول
قيامها ، وعدم تفكيرهم بالاعداد لهذا الامر
منذ البداية وفق خطة مدروسة كما فعل
الديوبندية مثلاً .

وخالف الديوبندية ـ بشكل عام كما سبق ـ
تشكيل دولة الباكستان منذ أول الامر ، حتى
لقبوا محمد علي جناح رئيس الدولة آنذاك
بالكافر الاعظم ، بدلاً من لقبه المعروف به
وهو القائد الاعظم وحزبه مسلم ليك

وسموا الحزب الحاكم آنذاك بالجماعة
الكافرة بدلاً من الجماعة المسلمة . نعم ، أيد
بعض المثقفين منهم محمد علي جناح ; لانهم
تأثروا به أيام دراستهم وإياه .

وبعد قيام دولة الباكستان قبِل
الديوبندية الامر الواقع ، ووضعوا برنامجاً
خاصاً للسيطرة على الباكستان ، وقد قاموا
خلال 50 سنة مضت على قيام الباكستان ببناء
المدارس والمساجد ، ونشر وتبليغ أفكارهم
بصورة منظمة ومدروسة ، حتى أصبحت لديهم مئات
الحوزات وفيها أكثر من مئة ألف طالب .

وقد وصل مفتي محمود خلال برهة قصيرة
إلى رئاسة الوزراء ، في ولاية سرحد المجاورة
لافغانستان في زمرة حكومة ذو الفقار علي بوتو
، في حين لم يتوفر مثل هذا الامر لعلماء
الشيعة ، ولا للاخرين من البريلية وأهل
الحديث .


الجماعات والتشكيلات الاسلامية في
الباكستان

لم يكن للمسلمين الشيعة أول الامر
جماعة سياسية دينية ، ولكن إعلان ضياء الحق في
عام 1979م أنه سينفذ أحكام الفقه الحنفي ، أدّى
إلى ظهور حركة تنفيذ الفقه الجعفري في العام
ذاته ردَّ فعل لذلك الاعلان ، وقد كان تأسيس
هذه الحركة على يد مفتي جعفر حسين ، إذ كان أول
رئيس لها ، ثم انشقت هذه الحركة بعده وصار لها
جناحان : جناح الشهيد عارف الحسيني ، وجناح
حامد علي الموسوي .

وفي عام 1984م تأسست بعض الجماعات
الاسلامية الشيعية ، ولكنها كانت غير مؤثرة
ومحدودة الاهداف .

أما المسلمون السنة فقد كان لهم عدة
تشكيلات سياسية دينية ، منها :

1 ـ جمعية علماء الاسلام الديوبندية(5)
في الهند ، وقد تحولت إلى جمعية علماء الاسلام
في الباكستان بعد قيام الباكستان .

2 ـ جمعية علماء الهند البريلوية ،
وتحولت أيضاً إلى جمعية علماء الباكستان(6) بعد قيام
الباكستان .

وقد تأسست للبريليين جماعة أخرى قبل
عشرين عاماً باسم منهاج القرآن ، بزعامة
البرفسور الدكتور طاهر القادري .

3 ـ الجماعة الاسلامية للمودودي ، وهم
جماعة منشقة من الديوبندية ، ثم انشق من
الجماعة الاسلامية بعض العلماء ، وأسسوا
جماعات أخرى كالحركة الاسلامية التي أسسها
الدكتور أسرار أحمد.

4 ـ حرس الصحابة ، وهي الجماعة التي
شكلها حق نواز الجهنكي عام 1985م في بلدة جهنك ،
وقد كان هدفها المعلن هو الذب عن كرامة
الصحابة وحفظ مكانتهم وقدسيتهم لدى المسلمين
، بعد أن تعرضوا للظلم والسب والشتم والاهانة
من قبل المسلمين الشيعة حسب ادعاء هذه
الجماعة ، وهذه الجماعة لا رادع لها في
الباكستان إلى الان .

وحق نواز هذا هو أحد خطباء المساجد
الديوبندية في جهنك ، وكان في أول أمره في
مسجد صغير جداً ، انتقل بعده إلى الجامع
الكبير ، وقد تتلمذ على يد عبد الستار تونسوي
أحد علماء الديوبندية البارزين في مسائل
الجدال والعقائد .

وجهنك منطقة اسلامية شيعية السكان
والهوى السياسي ، إذ يحتل المسلمون الشيعة
خمسة كراسي من أصل الكراسي الستة المخصصة
لمنطقة جهنك في البرلمان الباكستاني ، وهم من
الملاكين الذين يمتلكون معظم الاراضي
الزراعية ، أما التجارة فانها بيد المسلمين
السنة .

وجماعة حرس الصحابة نشأت من داخل
جمعية علماء الاسلام الديوبندية .

وبعد وفاة مفتي محمود انشطرت جمعية
علماء الاسلام التابعة له إلى جماعتين ، هما :

1 ـ جماعة فضل الرحمان وهو ابن مفتي
محمود ، وهذه الجماعة لم تتبنّ مسألة الهجوم
على المسلمين الشيعة وحربهم وقتلهم ، بل صرح
فضل الرحمان بأنهم إخوانهم في الدين ولا يجوز
الاعتداء عليهم .

2 ـ جماعة سميع الحق ، وحرس الصحابة في
الظاهر تنتمي إليها .

ولهاتين الجماعتين حوزات كبيرة تضم
آلاف الطلبة . وأغلب الطالبان الذين استولوا
على أفغانستان فيما بعد هم من طلبة هذه
الحوزات ، حيث يدرس في حوزاتهم العلمية
الطلبة من أفغانستان وإيران والدول العربية
والافريقية .

أما جماعة لشكر الجهنكي ، وهي جماعة
تشكلت في السنين الاخيرة ، فهي تدعي الانشقاق
من حركة حرس الصحابة ، وتهدف إلى تصحيح
الانحراف الذي أصاب هذه الحركة ، إذ انحرفت عن
الاهداف التي أعلنها حق نواز حسب ادعائها .


تطور تحرك حرس الصحابة

بدأت هذه الحركة تحركها إبان الحرب
العراقية الايرانية ، وقد كان بدء تشكيلها
ونشاطها على يد تجار مدينة جهنك ، ثم عمل
أتباع هذه الحركة من أجل السيطرة على الاوضاع
السياسية والداخلية هناك .

وقد عمل حق نواز الجهنكي على إثارة
النعرات الطائفية المقيتة ، بخطبه التي كان
يشحن بها نفوس المسلمين السنة تجاه المسلمين
الشيعة ، من خلال زعمه أن المسلمين الشيعة
يسبون ويشتمون ويهينون الصحابة وزوجات النبي(صلى
الله عليه وآله) ويتهمونهم بالكفر ، وأن كتب
المسلمين الشيعة مليئة بمثل هذه الامور ،
وغير ذلك من التهم المثيرة للفتن والمؤججة
لنار الحرب بين المسلمين .

والغريب في الامر هنا أن بداية
النقاشات والمناظرات العقائدية كانت بين
المسلمين السنة أنفسهم ، بين الديوبندية
والبريلية ، حتى عقد مجلس للمناظرة بين حق
نواز وبين عالم البريلية السيالوي ، وكان
محور النقاش هو من الذي يحفظ مكانة الرسول(صلى
الله عليه وآله) ؟ حيث ادّعى البريلوية أن
الرسول(صلى الله عليه وآله) حي ويجوز السلام
عليه ، وأنكر ذلك الديوبندية واتهموا من يؤمن
بذلك بأنه ضالّ مضلّ .

وانتهت المناظرة ـ كما هو معروف ـ
بانتصار البريلية .

ولكن سرعان ما نجح حرس الصحابة في
تحويل اتجاه الصراع نحو المسلمين الشيعة ،
ومحور الصراع من الرسالة ومكانة الرسول إلى
الصحابة ومكانة الصحابة .

عاصرت هذه الاحداث حكومة ضياء الحق
الذي وقف موقف المتفرج من الاحداث ، متبعاً
سياسة فرّق تسد ، ليس بين المسلمين السنة
والشيعة فقط ، بل بين الطائفة الواحدة وبين
القوميات المختلفة بغض النظ عن مذاهبها
أيضاً .

ثم تطور الصراع من المناقشات
والمناظرات إلى القتال والاصطدام المسلح بين
المسلمين ، وقد بدأ القتال بشكل ملحوظ بين
عامي 1986م و1987م ، ثم اشتد خلال 1990م فكان على
أوجه بين عامي 1997م و1998م .

وقد استفاد حرس الصحابة من بعض فصائل
المجاهدين الافغانيين ، فتدربوا معهم وحصلوا
على سلاح كثير منهم .

كما دعم نظام صدام حسين حرس الصحابة
بشكل كبير ، حيث كانت هناك زيارات عديدة في
زمن الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية
في ايران ، من زعماء حرس الصحابة إلى بغداد ،
وقد نشر ذلك في الصحف الباكستانية علنياً .

أما بعض القوى في البلدان الاخرى فلم
تدعم حرس الصحابة علناً بصفتهم حركة سياسية ،
بل دعمت علماءهم بصفتهم علماء للوهابية .

ثم تطور تحرك حرس الصحابة بشكل ملحوظ
فيما بعد ، حيث كانوا يسافرون إلى دول الخليج
الفارسي وإفريقيا وخصوصاً إفريقيا الجنوبية .

ورغم هذا التطور النوعي والكمي في
تحرك حرس الصحابة لم يستطيعوا ـ والحمد للّه ـ
تنفيذ مآربهم ، خصوصاً في منطقة جهنك التي
أُرغموا على الخروج منها بعد أن تكبدوا خسائر
مادية وبشرية كبيرة ، وقد كان حلمهم أن يخرجوا
المسلمين الشيعة منها .

كما أنهم فشلوا في إقناع باقي
المسلمين السنة على مجانبة المسلمين الشيعة ،
باعتبارهم أعداءً للصحابة وزوجات الرسول(صلى
الله عليه وآله) ، وما إلى ذلك من أباطيل
استطاعوا بها أن يثيروا الحرب بين المسلمين
السنة والشيعة .

والامر المهم هنا هو أن العلماء
المسلمين الشيعة ، خلال هذا التطور في تحرك
حرس الصحابة ، حصلوا على عدة قرائن تبين أن
هذه الجماعة لا علاقة لها بما بين المسلمين
السنة والشيعة ، بل إن وراء الامر شيئاً آخر ،
ولكن كان يعوزهم امتلاك دليل أو وثيقة قاطعة
على ذلك ، ومن هذه القرائن كما ذكرنا سابقاً
ما يلي :

1 ـ أن بداية المناقشات والمناظرات
كانت بينهم وبين السنة البريليين ، فلم حولوا
محورها واتجاهها ؟

2 ـ علاقتهم بنظام صدام حسين وبعض
الانظمة المشبوهة الاخرى ، وزياراتهم
المتكررة ولا سيما إلى إفريقيا الجنوبية .

3 ـ تأكيدهم أن للمسلمين الشيعة كتباً
فيها إهانة للصحابة وزوجات الرسول(صلى الله
عليه وآله) ، مع العلم أن لدى المسلمين السنة
مثل ذلك إن لم يكن أكثر كما سنبينه لاحقاً .

4 ـ التركيبة البشرية لحرس الصحابة
كانت مثار شك عندنا ، إذ جمعوا حولهم كل مجرم
وسارق وبائع للمخدرات ، حيث يغرونهم بالمال
فيعطون لمن ينتمي إليهم من عوام الناس أربعة
أضعاف ما يحصل عليه العامل الباكستاني العادي
، ثم يسخّرونهم لتنفيذ مآربهم في قتل الناس
الابرياء وتدمير ممتلكاتهم ، حتى هدم مساجد
اللّه وحرق المصاحف وغير ذلك من الاعمال
الارهابية .

5 ـ قتلهم المسلمين السنة ليُتّهم
المسلمون الشيعة بأنهم هم القتلة ، وقد انكشف
ذلك بعد حين .


موقف علماء المسلمين الشيعة من
الاحداث

أما كبار علماء المسلمين الشيعة فقد
وقفوا دائماً موقفاً سلمياً تجاه الاحداث ،
وقالوا إن مثل هذه الصراعات لا هدف لها إلاّ
زعزعة أمن البلاد وتدمير اقتصادها ، ولن تخدم
إلاّ غرض من يريد تدمير الباكستان .

وإن المسألة ليست منحصرة بما في كتب
المسلمين الشيعة من إهانة لبعض الصحابة ولبعض
زوجات الرسول(صلى الله عليه وآله) ، إذ إن هذه
المطالب موجودة في كتب الفريقين منذ أمد بعيد
، فلماذا لم تحدث مثل هذه الصراعات من قبل ؟

وقد دعاهم بعض علماء الشيعة للحوار
أكثر من مرة ، وكانت المرة الاهم بحضور رئيس
الوزراء محمد نواز شريف عام 1992م ، وبحضور 150
عالماً من المسلمين الشيعة والسنة ، حيث
تكلموا بحديث لا يحسن نقله لتفاهته ، وكان
حديثهم سبباً لاهانتهم وإهانة علمائهم .

وبصورة عامة كان كبار علماء المسلمين
الشيعة في الباكستان يدعونهم للحوار
والمناقشة والمذاكرة العلمية الهادئة ، حيث
كانوا يركزون في كل حواراتهم على نكات رئيسية
هي :

1 ـ أن مسألة الصراعات المثارة في
الباكستان ليست هي مسألة المسلمين السنة
والشيعة ، بل هي مسألة يستهدف منها بالدرجة
الاولى أمن الدولة ، وعلى الدولة أن تتدخل
لانهائها .

2 ـ الدعوة دائماً إلى الوحدة بين
المسلمين ، وتنبيه علماء الطوائف كافة إلى أن
سبب الصراع لو كان هو ما يدعى من خلاف عقائدي
بين المسلمين الشيعة والسنة ، لكان لازم ذلك
أن يقتل البريلي الديوبندي والديوبندي أهل
الحديث ، وهكذا ، ولان هذا لم يحدث فإن وراء
الامر شيئاً آخر يمس أمن الامة ووحدتها ، وعلى
العلماء الوقوف بوجهه صفاً واحداً .

ثم أثار حرس الصحابة أوهى حجة من الحجج
التي لديهم ، إذ قالوا إن المسلمين الشيعة بعد
أن قامت الجمهورية الاسلامية في ايران ،
انتقلوا من حالة التقية إلى حالة العمل
العلني ، فطبعوا كتبهم المهينة للصحابة
وزوجات الرسول(صلى الله عليه وآله) ، ولكن
علماء الشيعة جاؤوهم بكتب للمسلمين السنة
والشيعة طبعت منذ مئات السنين في الهند ،
وفيها ما ذكروه من أمور فانهزموا .

وأكد علماء الشيعة أن الذين يقتلون
الابرياء من المسلمين الشيعة والسنة ، ليسوا
هم من الشيعة ولا من السنة ، بل هم عملاء
للصهيونية العالمية والمشركين الهنود
والاميركيين ، وهم أعداء للباكستان وللاسلام
، وقالوا إننا ورثاء جميع القتلى سواء كانوا
من السنة أو من الشيعة ، وعلى العلماء
والمفكرين والسياسيين أن يدينوا عمل القتل
والارهاب ، وإن الذين يرأسون هؤلاء القتلة
والارهابيين ومثيري الفتن والخلافات هم
الاعداء حقاً .

3 ـ الاعلان على الملا أن الذنب ليس هو
ذنب الكتاب المطبوع ، بل هو في هذا الصراع ،
ذنب من ينشر هذه الكتب ويترجمها وينقلها إلى
الناس ، ويشتم المسلمين في مساجدهم ويحرق
المصاحف التي فيها.

والذي نود الاشارة إليه هنا ، أن بعض
ما يجري في الباكستان من أعمال عدوانية تجاه
المسلمين الشيعة ، هو ضريبة لابد أن يدفعوها
بسبب قيام الدولة الاسلامية في ايران بقيادة
الامام الخميني(قدس سره) ، واستمرارها على يد
ولي أمر المسلمين آية اللّه السيد الخامنئي «حفظه
اللّه» .

وقد نجحوا ـ بقوة اللّه ـ فيما دعوا
إليه خلال الحوارات والمناقشات ، في
كسب تأييد الرأي العام والدولة والجهات
الرسمية فيها وفشل حرس الصحابة في تحركهم ; إذ
ظهر للامة والدولة عدم سلامة دوافعهم
ونواياهم ، فازدادت عزلتهم رسمياً وشعبياً ،
فاضطروا إلى تصعيد حملاتهم المسعورة ضد
المسلمين الشيعة . حيث سقط لهم مئة شهيد عام 1997م(7) .


اللجوء إلى الدولة والمحكمة العليا
لحل النزاع

بعد الاحداث المؤسفة الاخيرة في عام
1997م كتب عدة من علماء المسلمين الشيعة إلى
رئيس الجمهورية الباكستانية ورئيس الوزراء
وقائد الجيش ، وبينوا لهم بالادلة موقفهم
تجاه الاحداث ، وأنه كان بينهم وبين حرس
الصحابة اتفاقات ومواثيق قد نقضوها ، وطلبوا
تشكيل محكمة لدراسة الامر والبت فيه ، وبيان
المسبب لتلك الاحداث الدامية .

وقد نجحوا في ذلك ـ والحمد للّه ـ ، إذ
أمر رئيس المحكمة العليا بتشكيل تلك الجلسة ،
وطلب من الاطراف الحضور والادلاء بما لديهم
من معلومات وشهادات حول ذلك .


حديث جيش الصحابة

وفي البدء ذهب ممثل حرس الصحابة وهو
علي شير حيدري ، وتكلم في سبب الصراع وعزاه
إلى الكتب الاسلامية الشيعية التي انتشرت ،
والتي كانت حاوية على سب بعض صحابة الرسول(صلى
الله عليه وآله)وبعض زوجاته وإهانتهم ، والتي
حرفت الاذان بإضافتها إليه شهادة أن علياً
ولي اللّه ، وغير ذلك من الامور ، ثم بيّن أن
وقف الصراع والقتال لا يكون إلاّ باعلان أن
الشيعة كفّار ، وجمع كتبهم من المكتبات ،
وجعلهم أقلية كافرة .

وقد كان هذا البيان بذاته مخالفاً
للقانون الاساسي للباكستان ، فبموجبه يكون
صاحب هذا البيان مجرماً ومتخلفاً عن القوانين
الباكستانية ; لانه ليس لاحد حق أن يكفر
المسلمين .


موقف الاطراف الاخرى

ثم ذهبنا بعد ذلك مع بقية الاطراف ،
حيث كان معنا علماء من الديوبندية ومن
البريلية ، وعلماء محايدون لا ينتمون إلى أي
حزب ولكنهم يتمتعون بمقام جيد وسمعه حسنة في
أوساط الشعب المسلم في الباكستان ، وعلماء من
الجماعة ا لاسلامية وجمعية علماء الباكستان ،
ولم يتخلف عن هذا الوفد العلمائي إلاّ من
يسمون بحرس الصحابة وجيش محمد(صلى الله عليه
وآله) .

وقد كانت تشكيلة الوفد بحد ذاتها
نجاحاً لعلماء المسملين الشيعة ; إذ أدرك رئيس
المحكمة مغزى هذا التجمع ودلالته على ما
ندعيه من رغبتنا في الوحدة الاسلامية .

وبعد قراءة بيان مشترك لعلماء
المسلمين خُصّص وقت لوفد الحركة الجعفرية ،
وقد تكلم رئيس الوفد(8)
حوالي أربع ساعات ، وألقى بياناً مفصلاً رداً
على بيان رئيس حرس الصحابة ، وبيّن أن سبب
القتال ليس هو انتشار الكتب الاسلامية
الشيعية المحتوية على الامور المثيرة كما
يدعيه حرس الصحابة ، إذ إن هذه الكتب كانت
موجودة منذ مئات السنين ، والشيعة أيضاً
بعقائدهم موجودون منذ مئات السنين ، بل السبب
هو نفس تأسيس حرس الصحابة ، وبه بدأ الصراع
والقتال بين المسلمين ، ولم يحدث من قبل أن
تقاتل المسلمون بسبب مناظرة عقائدية حتى
وإن بلغ الكلام فيها حد الفحش وتمّ إثبات ذلك
بوقائع تأريخية معروفة لدى المسلمين
الباكستانيين هناك .

وقد أرجعت أسباب وعوامل هذه الفتنة
إلى قسمين : عامة وخاصة، وخلاصتها ما يلي :


الاسباب العامة

1 ـ الاسباب الاقتصادية : إذ إنه بسبب
الفوارق الطبقية الكبيرة بين الاغنياء
والفقراء في الباكستان ، يضطر الكثير من
الفقراء والمحرومين إلى العمل مع حرس الصحابة
وأمثالهم لقتل المسلمين الابرياء وإثارة
القلاقل والفتن للحصول على لقمة العيش .

2 ـ الاسباب الاجتماعية : إذ أدّت
الحروب بين الهند والباكستان ، والحرب
الافغانية ، وجهاد كشمير ، وانهيار الجناح
الشرقي للباكستان ، والشعارات التي
رفعها بوتو ، ومنها شعار الخبز واللباس ،
وشعار ضياء الحق إجراء الفقه الحنفي ، كل هذه
الامور أدت إلى نشوء وإدامة الفتنة بين
الطوائف في الباكستان ، حتى إن إعلان ضياء
الحق إجراء الفقه الحنفي ، كان السبب المباشر
لاعلان مفتي جعفر حسين تأسيس حركة إجراء
الفقه الجعفري .

كما كان لبيع الخمور والمخدّرات
وانتشارها دور في تفسيخ وتدمير المجتمع ،
وجعله أرضاً صالحة لنشوب الفتن الدموية فيه
واستمرارها ، ولا سيما إذا أضيف إلى ذلك الجهل
وضعف الوعي بصورة عامة هناك .

3 ـ الاسباب السياسية : إذ إن الحكومات
المتعاقبة على سدة الحكم في الباكستان لم يكن
همها إحلال الامن في الباكستان وازدهارها
وتطورها ، بل كان همها الاول هو حفظ مصالحها
الشخصية ولو على حساب مصالح الامة ، هذا
بالاضافة إلى ضعفها بشكل عام ، الامر الذي
أدّى إلى عدم تدخلها بصورة جدية في حل
الخلافات والنزاعات من جهة ، وإلى عدم قدرتها
فعلاً على حلها من جهة أخرى .

وقد أدّى قيام الجمهورية الاسلامية في
ايران إلى إثارة مخاوف الاستكبار من قيام
دولة اسلامية مثلها في الباكستان ، فأجّجوا
نار الفتن ، ودعموا القتلة والاشرار للحيلولة
دون قيام مثل هذا الامر .


الاسباب الخاصة

وقد أكدنا أن السبب الخاص لنشوء
القتال هو تشكيل حرس الصحابة ، وأتينا بسبعة
عشر دليلاً ، لكل دليل ملف خاص به قدّمت إلى
المحكمة ، وخلاصتها هي :

1 ـ أن حرس الصحابة استهدف بعملياته
النيل من كيان الحكومة وموقع الرئاسة فيها ،
ولم يكن هدفهم الدفاع عن صحابة الرسول(صلى
الله عليه وآله)ومحاربة المسلمين الشيعة ،
حيث أثبتت الادلة أنهم قصدوا بإرهابهم شخصيات
رسمية مهمة من المسلمين السنة ، مثل : حبسهم
رئيس قوى حفظ نظام البلدية والمدينة في منطقة
ليّه ، ورئيس محكمة البلدان في إحدى مناطق
لواء جهنك ، وقد أطلقوا سراحه بعد إطلاق سراح
عدد من مجرميهم ، واغتيالهم رئيس شرطة السجن
المدعو زين العابدين في مدينة جهنك ،
ومهاجمتهم سيارة شرطة مدرعة بالصواريخ في
جهنك أيضاً ، وقتلهم ثلاثة عشر شرطياً في
المدينة المذكورة ، عشرة منهم من المسلمين
السنة ، واغتيالهم رئيس السجن في لاهور السيد
سبط الحسن ، وهو مسلم شيعي ، واغتيالهم أيضاً
كلاً من رئيس محكمة جبي الضرائب الحكومية
السيد صادق الجيلاني ، ورئيس قضاء سركودها ،
ورئيس لواء خانيوال ، ورئيس الشرطة في
بهاولبور ، ورئيس الشرطة محمد أشرف مارت في
محافظة كجرانوالا ، وهو زوج أخت وزير
الداخلية جوهدري شجاعت حسين ، ونائب الرئيس
الحقوقي في المحكمة القضائية في محافظة لاهور
، وتهديدهم الكثير من رؤساء الشرطة والمحاكم
القضائية في مناطق مختلفة .

2 ـ أن أغلب أعضاء حرس الصحابة الذين
يقومون بهذه العلميات الاجرامية ، هم من
الاشرار والقتلة غير المتدينين ، وأثبتنا
بالادلة أنهم لصوص وقطاع طرق وسراق ،
ويتعاطون الخمور والمخدرات ، كل ذلك من خلال
ما نشر من الاخبار في الصحف الباكستانية ،
فالامر إذن يتعلق بأمن الدولة وسلامتها ،
وليس هو قضية بين المسلمين السنة والشيعة .

3 ـ قتلهم العديد من المسلمين الشيعة
علماء وغير علماء بدون ذنب ولا جريمة
اقترفوها .

4 ـ أن حرس الصحابة ما هم إلاّ عصابة
همها خلق الفتن والقلاقل في البلاد ، ولا
تحترم القوانين والانظمة ، حتى إنها رتبت أمر
فرار ثلاثة من القتلة من قاعة المحكمة العليا
القضائية في لاهور ، مستهزئة بالدولة
والقانون .

5 ـ الكتابات واشرطة التسجيل والفيديو
التي كتبها أو وزعها حرس الصحابة ، والتي فيها
إثارة للفتن والاضطرابات والاختلافات
الطائفية ، والفتاوي بقتل مسلمي الشيعة
وتكفيرهم أيضاً ، وهذا العمل مناف للقانون
الباكستاني والاسلام والقرآن .

6 ـ أن حرس الصحابة متورطون في حرق
المساجد والمصاحف، إذ إن المتهمين الذين
قاموا بهذه الاعمال الشائنة اعترفوا بأنهم
قاموا بها بتوجيه من رجال حرس الصحابة ، لكي
يلقوا بالتهمة على المسلمين الشيعة فيثيروا
حفيظة الشعب عليهم ، وقد انكشف الامر وفشلت
الخطة والحمد للّه .

7 ـ تورط حرس الصحابة في قتل الحقوقيين
(المحامين) والاطباء، الذين يتمتعون بالحماية
القانونية والشعبية ، وقد تعمد حرس الصحابة
إهانة القانون والامة .

8 ـ أن حرس الصحابة تورطوا في قتل عدد
من البريلوية ; لانهم سمعوا أحدهم يقول : علي
علي ، وآخر يقول : يا رسول اللّه ، وهكذا .

9 ـ إهانة حرس الصحابة لشخصيات اسلامية
مهمة ، وقد ثبت أن حق نواز الرئيس الاول
والمؤسس ، وإيثار القاسمي الرئيس الثاني ،
وضياء الرحمان الرئيس الثالث ـ وكلهم قتلوا ـ
، تكلموا بخبث وإهانة على الامام أحمد رضا خان
البريلي ، وقالوا إنه كان يهودياً وعميلاً
للانجليز ، وإنه خبيث وكافر ، وإن البريلية
أنجس من المسلمين الشيعة ، وتجرأوا بالسبّ
على مفكر الاسلام العلاّمة إقبال اللاهوري ،
والامام الخميني(قدس سره) ، وغيرهم .

10 ـ قتل حرس الصحابة أحد المسيحيين
بتهمة أنه أهان الرسول(صلى الله عليه وآله) ،
إذ إنهم بعد أن أتوا به إلى المحكمة لم
يستطيعوا إثبات التهمة علية ، ولكنهم قتلوه
وهو خارج المحكمة بدون إقامة دليل على قتله .

11 ـ أن حرس الصحابة قاموا بعمليات
تبليغ ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ،
وقد استهدفوا بهذا العمل تخريب العلاقات
الودية بينها وبين الباكستان ، وليس هذا
العمل في صالح الباكستان أبداً ، كما ثبت
تورطهم في قتل الدبلوماسيين الايرانيين
أيضاً .

12 ـ تورط حرس الصحابة في بيع الاسلحة
والخمور والمخدرات ، علماً أن مزاولة
مثل هذه الاعمال يعد جريمة في الباكستان .

13 ـ إثارة حرس الصحابة لمسألة الكتب
الاسلامية الشيعية التي تحتوي على بعض ما
يثير الخلافات الطائفية ، ويؤدي إلى التنازع
والصراع ، وقد طبعوا كتاباً بعنوان الاسناد
التاريخية لضياء الرحمان الفاروقي ، يحتوي
على 700 صفحة ، ونقل فيه ما ورد في كتب المسلمين
الشيعة من كلام فيه إهانة لبعض الصحابة وبعض
أزواج النبي(صلى الله عليه وآله) ، من حوالي 109
من مصادر الشيعة ، وقد ادعى أنه عثر على أكثر
من 200 مصدر يتناول هذه الامور ، كما أنه لم
ينقل كل ما وجده بأمانة ; إذ أضاف في بعض
الاحيان من عنده ماهو كذب وافتراء .

وقد ثبت بالدليل للمحكمة من خلال كتاب
صرف بعض علماء المسلمين الشيعة سنتين من
الجهد لاتمامه ، أن في كتب المسلمين السنة
مطالب ومباحث تتعرض لاهانة المعتقدات
الاسلامية والصحابة وأهل بيت النبي(صلى الله
عليه وآله) وازواجه ، بعبارات أقسى وأشد مما
هو موجود في كتب المسلمين الشيعة .

وفي مقدمة الكتاب المذكور التي اشتملت
على نحو 100 صفحة ، أثبت علماء المسلمين الشيعة
أن رؤساء الديوبندية يقولون باسلام الشيعة ،
وأن الامام شلتوت إمام الجامع الازهر قد أفتى
بأن المذهب الشيعي الامامي هو أحد المذاهب
الاسلامية المعتبرة ، وأن الدستور
الباكستاني يقر باسلام أهل التشيع .

هذا مضافاً إلى المناظرة التاريخية
الموقع عليها بالتوقيعات الرسمية ، التي تمت
بين حق نواز والبريلوية في بلدة جهنك ، والتي
ثبت خلالها إهانتهم للرسول(صلى الله عليه
وآله) .

ثم تعرض الكتاب للشبهات التي أثارها
كتاب الاسناد التاريخية وفنّدها واحدة تلو
أخرى ، وقد أوضح مراراً أن المطالب غير
الصحيحة موجودة في كتب المسلمين السنة
والشيعة ، ولا يمكن أن نعترف بصحة أي كتاب من
الجلد إلى الجلد ، ما عدا كتاب اللّه عزوجل ،
وأن في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) علوماً
مثل علم أصول الحديث وقواعده ، وعلم الرجال ،
وهناك علم الدراية مع الرواية ، والمسلمون
الشيعة ملتزمون بقول الامام الصادق(عليه
السلام) ، الذي يلزمهم بعد إثبات صحة سند
الرواية بعرض متنها ومضمونها على كتاب اللّه،
فما وافقه يقبل ويؤخذ به ، وما عارضه يضرب به
عرض الحائط .

كما أن على الباحث الموضوعي المنصف أن
يأخذ عقيدة المسلمين الشيعة منهم ومن مصادرهم
الموثقة .

وبهذا المنطق الصحيح تم إثبات بطلان
ما ادعاه علماء حرس الصحابة ، من أن المسلمين
الشيعة يحرفون القرآن ، ويفضّلون أهل البيت(عليهم
السلام) على النبي(صلى الله عليه وآله) ،
ويعتقدون بجواز شتم أزواج النبي وأصحابه ،
وبأنهم السبئية ، وغير ذلك من الاتهامات
الكاذبة . كل هذا كان يتم مرات عديدة في
اجتماعات علمائية ورسمية تضم 150 عالماً أو
أكثر ، حيث كان النجاح حليف علماء مدرسة أهل
البيت(عليهم السلام) ، إلى أن تراجع الخصوم عن
بياناتهم واعترفوا باشتباههم .

وقد سمينا كتابنا هذا الاسناد
التحقيقية في جواب الاسناد التاريخية ، وهو
يشتمل على 1215 صفحة .

وقسمناه إلى أبواب عديدة هي :

الباب الاول : اشتمل على ذكر ما ورد في
مصادرهم من أمور تتعرض لعقيدة التوحيد
بالاهانة ، حتى جوّزوا على اللّه عزوجل الكذب
، والعياذ باللّه .

الباب الثاني : استعرض فيه ما ورد
عندهم من إهانة لمقام النبوة .

الباب الثالث : خصص لما ورد في كتبهم من
القول بتحريف القرآن الكريم ، وذكرت فتوى
قاضي خان بجواز كتابة القرآن الكريم بالبول،
والعياذ باللّه .

الباب الرابع : ذكر فيه ما نقوله مما
فيه إهانة لاهل البيت(عليهم السلام) .

الباب الخامس : خصص لنقل ما ورد في
كتبهم من إهانة لازواج النبي(صلى الله عليه
وآله) .

الباب السادس : ذكر فيه ما ورد في كتبهم
من إهانة للشيخين وعثمان .

الباب السابع : ذكر فيه ما ورد في كتبهم
من إهانة لباقي الصحابة دون الشيخين .

الباب الثامن : جاء فيه ما أوردوه في
شأن معاوية بن أبي سفيان .

الباب التاسع : ذكر فيه مسائل متفرقة
وفتاوى غريبة .

14 ـ أن حرس الصحابة تعرضوا لعقيدة
الامام المهدي (عج) ، التي هي عقيدة مقدسة لدى
كل المسلمين شيعة وسنة حتى أهل الحديث
والوهابيين ، وأهانوها على لسان أحد قادتهم
اعظم طارق ، ونقلنا فتاوي علمائهم أن من أنكر
قضية الامام المهدي فقد كفر ، وأثبتنا أن لفظ
المهدي مقدس عند كل المسلمين ، فكما لا يجوز
لاحد أن يهين عيسى ابن مريم(عليه السلام) ، بأن
يشتمه بحجة شتم المسيحيين الذين يعتقدون به ،
كما هو موجود في كتبهم ، كذلك لا تجوز إهانة
المهدي (عج) بأن يُشتم بحجة شتم
المسلمين الشيعة الذين يعتقدون به . وقد
اعترفوا بعد ذلك بخطأهم واشتباه قائدهم أعظم
طارق .

15 ـ قيام حرس الصحابة بعمليات اغتيال
لسفراء الدول الاخرى في الباكستان ، وبعض
المسؤولين الاجانب هناك ، مما يدل على عدم
احترامهم لاي قانون أو ضابط إنساني أو دولي من
جهة ، وعدم اكتراثهم لما سوف تؤول إليه تلك
العمليات من مشاكل ، وما تؤدي إليه من وخامة
عواقب للباكستان من ناحية أخرى .

بهذه الادلة وبغيرها ثم تقديم صورة
واضحة مدعومة بالوثائق لحقيقة حركة حرس
الصحابة وأنها حركة لا تهتم بعرف ولا بقانون ،
ولا تقيم وزناً أو اعتباراً لدين ، ولا يهمها
إلاّ تنفيذ مآربها المشبوهة مهما كانت
النتائج .

وقد كان لحرس الصحابة في بداية الامر
منزلة عند أهل السنة وعلمائهم ; لانهم اعتقدوا
بهم محبين للصحابة ، ومدافعين عن قداستهم ،
ولكن علماء المسلمين الشيعة بفضل اللّه
والادلة التي قدموها استطاعوا كشف حقيقتهم .

وفي عام 1993م عقدت جلسة برئاسة وزير
شؤون الدين مولانا عبد الستار خان ، حضرها
زهاء خمسين عالماً كبيراً .

وقد بين علماء المسلمين الشيعة في تلك
الجلسة أن حرس الصحابة هم الذين يهينون
الصحابة ; لانهم ينقلون ما هو موجود في بطون
الكتب العربية والفارسية ، وينشرونها بين
العوام الذين لا يفقهون هاتين اللغتين ،
وليسوا هم من ذوي الاختصاص ، لا سيما وأن
التعرض لبعض الصحابة بالقول موجود في كتب
الفريقين وقد أيد الوزير كلام العلماء
المسلمين الشيعة ، وسكّت رجال خصومهم ، ولما
لم يستطيعوا الجواب توسلوا بالقتل والتهديد
والاعمال الاجرامية ، وكلما ازداد نجاح
علماء الشيعة المسلمين في إثبات حقهم بالحكمة
والمنطق ، ازداد توسّل أعدائهم بالعنف والقتل
والاغتيال .



(1)
الاكثرية القاطعة أو معظم المسلمين من أهل
السنة هم بريلويون، ويوجدون في كل مناطق
الباكستان.

(2)
يوجدون في كل مناطق الباكستان، وعددهم أقل
بكثير من البريلويين، ولكن عندهم مدارس
ومراكز علمية مهمة في أكثر البلدان.

(3)
عددهم قليل جداً وأقل من الشيعة، ولكن عندهم
مجامع علمية مهمة ومدارس دينية ومراكز
تبليغية ضخمة في البلدان المهمة من
الباكستان، وأما في القرى فليس لهم وجود.

(4)
محمد علي جناح أول رئيس لدولة الباكستان،
وهو مسلم شيعي، وجناح اسم لجده سماه به أبوه
بعد نذر نذره تيمناً بفرس الامام الحسين(عليه
السلام)، الذي يُعتقد أن اسمه كان ذا الجناح.

(5)
أول رئيس لها هو مفتي محمود، وهو من كبار
علمائهم.

(6)
الرئيس المؤسس هو السيد ابو الحسنات محمد
قادري وأول رئيس لها هو شيخ الاسلام خواجه
محمد قمر الدين سيالوي، وقد انشقت إلى قسمين:
أحدهما يسمى جناح شاه أحمد نوراني، والاخر
جناح عبد الستار نيازي.

(7)
في بداية هذه السنة 1998م قتلوا 25 مسلماً
بريئاً في المقبرة الاسلامية ، خلال هجمة
غادرة عليهم إبان شهر رمضان المبارك.

(8)
كان كاتب هذه السطور هو رئيس الوفد.

/ 1