فنون وآداب
قصيدة:
انعتاق
الطفوف
* الشيخ
عبدالمجيد
فرج اللّه
(العراق)
الارضُ
تجهش
بالبكاءْ
وفمُ
الرمالِ
الفاغرُ
الحرّانُ
أذهله
النَزيفْ
وعلى
الرماد معالم
الماضينَ
تلهج
بالرثاءْ
وعلى مدى
هذا الخريفْ
سجدت
ملائكة
السماءْ
وتعثرت
بنشيجها
بُقيا دعاءْ
من كربلائك
يا دماءُ
توشّح
الشاطي رؤاهْ
الجرف
يلطُم وجهَه
موجٌ غريبْ
تتكسّر
الاصدافُ في
روح كئيبْ
وتمرّ تحت
الليل مأساة
تخضّب
بالرجاءْ
من يا ترى
يدري
بشاطئِك
الحزين؟
من يحمل
الاحداق
جامدةً
على دمع
انكسارْ
لترى
النهارْ؟
اسطورة من
كربلائِك يا
دماءْ
تلتفّ حول
عرائِه
الشتوي
تلمسُه
تداعبُ
وجهَه
المعروقَ
تلثم جرحه
فإذا
الشراع مآذِن
للفجرِ
تغمرها
الملائك
بالبهاءْ
و إذا
الحسينُ يطلّ
من اُفق
السناءْ
في ساحليه
تجوب افئدةٌ
يعذّبها
الحنينْ
يستافها
وجلُ
البراءةِ
من رفيفِ
العابرينْ
ظمأ إلى
عينيه يلهب
كلّ قافلة
تسيرُ إلى
مواجعه
الخصيبهْ
وعلى
الرموشِ
تعرّشت
آمالُ كل
النازفينْ
في ساحليه
حَمائمٌ
لاذت وطاب
لها الهديلْ
ومواسمٌ
فجريةٌ
وُلدتْ
براحتها
الفصول...
وعيونُ
أطفال تبسّمُ
بالنقاءْ
تاقت
لدفئِك يا
دماءْ
يا سيدي ..
مولى الجراحْ
رسمت
أناملُكَ
الرحيمةُ
بالدماءِ
رؤى
الصباحْ
وفتحتَ
قلبَك كي
تشمَّ الارضُ
عالَمك
المقدّس
فلطالما
اختنقت
غضارةُ وردها
بروائح
البشر
الرمادْ
يا سيّد
النَفَس
الجديد
الغضِّ
تشربه
الحياة
يا من منحت
الامنياتِ
عذوبة
المرسى
على اُفقِ
المحالْ
هذي جراحُك
أنهرٌ
رفّت على
يبسِ الرمالْ
..
رشفت شفاهُ
الظامئين
نهلت قلوبُ
الوالهينَ
زلالَها
غضباً
وحبّا
فنما على
أوداجها
التيارُ عذبا
وسمت دماؤك
يا حسينْ