رسالة الثقلین بین الواقع و الأهداف (دعوة تقویمیة) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رسالة الثقلین بین الواقع و الأهداف (دعوة تقویمیة) - نسخه متنی

فواد کاظم المقدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كلمة التحرير

رسالة الثقلين بين الواقع والأهداف (دعوة
تقويمية)

بقلم رئيس التحرير

في عامها الخامس تواصل مجلة رسالة
الثقلين المباركة صدورهاوهي تجاهد باسم الله
الذي يصعد إليه الكلم الطيب.. على هدي احبائه
محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الطاهرين(عليهم
السلام); فالكلمة الطيبة (كشجرة طيبة اصلها
ثابت وفرعها في السماء * تؤتي اكلها كل حين
بإذن ربها)([1]
فكانت ثمانية عشر عدداً متوالية واربعة كتب
مفعمة بالحب والولاء لله ولرسوله ولاهل بيته
المعصومين(عليهم السلام).

ولابدّ لنا بعد هذه السنوات المليئة
بالاحداث والمستجدات على طريق حركة الاسلام
في الامة والعالم، من وقفة تقويمية نعرف من
خلالها مدى نجاحنا في السير على نهج تحقيق
الاهداف التي رسمت لهذه المجلة الرسالية
الشريفة، وكم كانت قيمتها وامانتها في إحياء
المعارف الاسلامية وبيانها من منبع الثقلين
المباركين، والدفاع عن حريم القرآن الكريم
وسنة الرسول الامين(صلى الله عليه وآله وسلم)
واهل بيته الطاهرين(عليهم السلام)؟ وكم
استوعبت من نتاجات العلماء والمفكرين
الاسلاميين في مصب رسالة الثقلين الكبرى؟ وما
هو مستوى النجاح الذي حققته في دفع مسيرة
الترشيد الالهي والتأصيل المحمدي للامة
الاسلامية وتكريس وحدتها الرسالية والحركية
وتقوية شوكتها في ارجاء العالم؟

وللاجابة على هذه الاسئلة لابد لنا من
أخذ الحقائق التالية بنظر الاعتبار:

1 ـ أن المبلّغ والداعية الاسلامي في
مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) يضاف إلى كونه
متميزاً بالعلم والمعرفة الرسالية، أنّ
دوافعه في التبليغ والدعوة الاسلامية دوافع
الهية ومنطلقه قائم على اساس التكليف الشرعي
الملزم بأدائه، وليست دوافع ومنطلقات قائمة
على أساس وظيفي جاف ومن خلال الاطر الشكلية
والادارية للمؤسسات; وهذه الميزة من ابرز
الميزات التي تنفرد بها طريقة الدعوة
والتبليغ الاسلاميين في مدرسة أهل البيت(عليهم
السلام) خصوصاً وأنها تربت على ذلك طيلة قرون
من مسيرتها الرسالية الكبرى، سواء في عهد
الحضور لائمة اهل البيت(عليهم السلام) أو في
عهد الغيبة الكبرى للامام المنتظر (عج)، وما
رافق ذلك من ظلم واضطهاد وفتنة في دعوتهم إلى
الاسلام على صراط الله ورسوله واهل بيته
الطاهرين(عليهم السلام)، على يد أئمة الطاغوت
وسلاطين الجور الذين توالوا على رقاب
المسلمين، خصوصاً في العهدين الاموي
والعباسي حتى السقوط تحت نفوذ الجاهلية
العلمانية الحديثة وسطوة دولها الاستكبارية
وعملائها في البلاد الاسلامية. ولم تتغير
الدوافع ولا المنطلقات بعد قيام الثورة
الاسلامية المباركة في ايران، بل اشتدت
وتأكدت لتتناسب وتعاظم المسؤولية واتساع
المهمة الرسالية; فلم يكن للمؤسسات الاسلامية
والصيغ التشكيلية والادارية المستحدثة بعد
ذلك إلاّ دور التنظيم والتوظيف الاكفأ
للطاقات المتخصصة والمتنوعة، واكتشاف
النواقص فيها والتخطيط لسدها وتكميلها
واسنادها بإمكانيات التقنية الحديثة
وتطويرها كماً ونوعاً لتستوعب مهماتها
الكبرى التي استجدت، ولتؤثر على أوسع دائرة
من مخاطبيها على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم
ومستوياتهم.

2 ـ انتشار الصحوة الاسلامية بعد
الثورة الاسلامية الرائدة بقيادة الامام
الخميني الكبير(قدس سره) وانفتاح الشعوب،
وخصوصاً الاسلامية منها، على معرفة معالم
الاسلام الاصيل واستهداء التجربة الرائدة
لنهج الامام الراحل، بكل ما يزخر به من حقائق
تجلت على يديه بعد أن طمرتها دول الطواغيت
وجور السلاطين عبر تاريخ مسيرة الامة
الاسلامية. وليس ادلّ على ذلك من هذه الحركة
الاسلامية الشاملة التي نشاهدها اليوم في اوساط
المسلمين بمختلف قومياتهم وبلدانهم، بل ما
نشاهده أيضاً من اقبال كبير على الاسلام في
اوساط الشعوب غير الاسلامية خصوصاً في اوربا
وأميركا. وقد أكدت آخر الاحصائيات التي نشرت
في بعض البلدان الاوربية وجود نسبة مئوية
كبيرة من الاوربيين، يبحثون عن دين جديد
ينقذهم من الضياع والانحطاط المعنوي المريع
الذي هم فيه، ويحقق لهم حياة كريمة مليئة
بالفضيلة والمعاني السامية، كما أن الكثير من
هؤلاء يستقبل الكتاب الاسلامي بشغف ليعرف
المزيد عن الاسلام وسرّ عظمته وما يزخر به من
قيم ومثل عليا.

3 ـ أن بروز الاطروحة الاسلامية على
المستوى العالمي بأفقها الشامل للحياة بكل
جوانبها الاخلاقية والاجتماعية والسياسية
والاقتصادية، ودخولها معترك الصراع الواسع
على صعيد الامم والدول جعلها وجهاً لوجه امام
التحديات، ووضع حملة هذه الاطروحة أمام
مفترقين لا ثالث لهما: إما التراجع امام هذا
التحدي والانكفاء على الذات، وهو خُلف عالمية
الرسالة الاسلامية وأنها دعوة للناس كافة في
كل زمان ومكان لقوله تعالى: (وما ارسلناك إلاّ
كافة للناس بشيراً ونذيرا...)([2]
وقوله سبحانه: (وما ارسلناك إلاّ رحمة
للعالمين)([3]
وخُلف كمالها وهيمنتها وظهورها على
الاطروحات الاخرى، بل على الدين كله لقوله
تعالى: (وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقاً لما
بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم
بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من
الحق)([4]
ولقوله سبحانه: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى
ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره
المشركون)([5]);
وإما قبول التحدي، وهذا لازمه الحتمي هو
المواجهة بمنطق العلم والدليل وبمنطق
التصميم والارادة والعزم، لتتحقق بذلك
المصداقية والمثل الاعلى لقوة الاطروحة
الاسلامية وهيمنتها وظهورها المطلق على كل
الثقافات السائدة في المجتمعات الانسانية،
وعلى كل الاطروحات الحاكمة فيها. وهذا يعني
فيما يعني أن يكون الخطاب الاسلامي خطاباً
قوياً منيعاً شاملاً بيّناً لا تردد فيه ولا
نقص، يذعن له العقل السليم وتنفتح له القلوب
التوّاقة للحق والعدل، وتتساقط أمامه
الشبهات... وتتهاوى دون منطقه التهم
والاباطيل، ويستوعب المستجدات ويفصل في
الحوادث الواقعة.

من هنا نجد أن مهمة الدعوة والتبليغ
للاسلام على مختلف المستويات، سواء كانت عامة
جامعة أو نوعية تخصصية، هي مهمة خطيرة وعظيمة
خطورة هذا التحدي وعظمة الرسالة التي يبشر
بها.

وبعد، فإن لحاظنا للحقائق السالفة
واخذنا لها بعين النظر سيجعل تقويمنا منطلقاً
من هذه الرؤية وبمستوى هذه المهمة الكبرى.

ولا شك أن الاجابة على هذه الاسئلة مدى
نجاح هذه المجلة الرسالية الشريفة في تحقيق
اهدافها المرسومة لا يقتصر على القائمين
عليها فحسب، بل لابد أن يكون لاهل الرأي الاخر
من اهل الاختصاص من العلماء والمفكرين رؤية
تقويمية لها، وللمخاطبين وهم اصحاب الحس
المباشر والتماس التفصيلي بالواقع المستهدف
بالخطاب الاسلامي رؤية تقويمية لها أيضاً،
وبذلك يتكامل تقويم المجلة ونحصل على اساس
متين لتطوير مضامينها وسدّ نواقصها وتفعيل
خطابها، لتكون بذلك بمستوى التحدي الثقافي
الذي دخلت معتركه مفردةً من مفردات الخطاب
الاسلامي الرائد.

وعليه فإننا ندعو اهل الاختصاص من
العلماء والمفكرين وكل قرائنا الكرام أن
يبادروا ويجودوا علينا بآرائهم التقويمية
الهادفة، ليسهموا في ترشيد هذه المهمة
الرسالية وتطوير مجلتهم المباركة (رسالة
الثقلين)، رسالة المدرسة الاسلامية الكبرى
لاهل بيت النبوة والعصمة(عليهم السلام);
ورائدنا في ذلك قوله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى
الله عملكم ورسوله والمؤمنون)([6]).

صدق الله العلي العظيم والحمد لله رب
العالمين.



([1])
ابراهيم: 24 ـ 25.

([2])
سبأ: 28.

([3])
الانبياء: 107.

([4])
المائدة: 48.

([5])
التوبة: 33.

([6])
التوبة: 105.

/ 1