اسلام فی أذربیجان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اسلام فی أذربیجان - نسخه متنی

أحمد الواسطی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

استطلاع

الاسلام في اذربيجان

* أحمد الواسطي

( العراق )

السكان والموقع:

تقع أذربيجان في القسم الجنوبي الشرقي
من المنطقة المعروفة بماوراء القوقاز حيث
كانت تؤلف بالاضافة إلى أذربيجان جورجيا
وارمينيا جمهورية ما وراء القوقاز
السوفياتية الاتحادية الاشتراكية.

وتحدّها من الشمال داغستان، ومن
الشمال الغربي جورجيا، ومن الجنوب الغربي
أرمينيا وتركيا، ومن الجنوب كردستان، فهي
تجاور حدود ايران جنوباً وجورجيا وأرمينيا
غرباً.

تبلغ مساحة أذربيجان زهاء 86600 كيلو متر
مربع. ومركزها مدينة (باكو) خامس مدينة كبرى في
الاتحاد السوفياتي سابقاً من حيث السكان حيث
يبلغ عدد سكانها 000,741,1 نسمة حسب احصائية عام
1990م.

وتشتمل اذربيجان على جمهورية نخچوان
المستقلة ذاتياً والتي تأسست عام 1924م وعلى
مقاطعة ناغورنو ـ قرباغ التي تشكل جمهورية
مستقلة ذاتية منذ عام 1923م.

والاذريون من السكان الاصليين
للمنطقة المعروفة قديماً بـ (باتروباتينا) و(ألبانيا
القوقازية)(*).([1])

وفيما بين الالف الاول قبل الميلاد
والاول بعده اختلط هؤلاء بجماعات إيرانية
وتركية الاصل([2])وكونت
امة حضرية، كانت بعض قبائلهم بدوية او شبه
بدوية عاشت واحتفظت بهويتها الخاصة.

وفيما بين القرنين الحادي عشر والثالث
عشر الميلاديين تكوّنت اللغة الاذرية
الموحّدة بانتقال موجات من عشائر ناطقة
بالتركية إلى أذربيجان، وكانت لغاتها أسهل
نطقاً وتركيباً من لغات كانت سائدة هناك،
فحدث نوع من التفاعل الطبيعي فيما بينها.

وبدأت اللغة الاذرية الاوربية تنمو
وتتطور منذ القرن الرابع عشر وازدهرت في
القرن الخامس عشر حتى القرن السابع عشر.

لقد حظيت أذربيجان بموقع متميز في
الشرق القديم، ففي سهولها ووديانها آثار
تمدّن تعود إلى ما قبل الميلاد، وكان لسكانها
أبجدية ذات (52) حرفاً إبّان القرن الخامس
الميلادي، وفي تلك الفترة كان فيها اقتصاد
مزدهر ومدن عامرة على حسب مقاييس ذلك الزمان
منها: شيايران وشماخا وكبالا وشمخور وشكي
وبردة وكنجة وتبريز وسواها، وقد تحولت هذه
المدن إلى مراكز اسلامية بعد انتشار الاسلام
في أذربيجان في القرن السابع الميلادي. وفيما
بين منتصف القرن التاسع ومنتصف القرن العاشر
الميلاديين ظهرت في أذربيجان إمارات شبه
مستقلة منها الامارتان المعروفتان السالارية
والشدادية وسواهما من إمارات شهدت مدن
أذربيجان في ظلّها تطوراً ملحوظاً، فبلغ عدد
السكان في قسم منها عشرات الالوف كباكو مثلاً([3]).

هذه الجمهورية المسلمة والتي تبلغ
نفوسها اليوم سبعة ملايين نسمة تقريباً تحولت
في 28 من نيسان عام 1920م إلى إحدى جمهوريات
الاتحاد السوفياتي بعد ان قضى الجيش الاحمر
على جمهورية أذربيجان المستقلة.

وفي عـام 1979 كـان يعـيش من مجمـوع
الاذريين 86 % في أذربيجان و7,4 % في جورجيا وفي
حدود 3 % في أرمينيا و 2,1 % في داغستان، و 4,2 % في
سائر الجمهوريات المسلمة و 7,2 % في سائر مناطق
الاتحاد السوفياتي السابق وعلى أثر التطورات
الاخيرة والاشتباك الشديد بين الارمن
والاذريين، اضطر كثير من الارمن إلى الهجرة
من أذربيجان، وهكذا هجّر عدد كبير من
الاذريين من أرمينيا وقدّر عددهم في حدود 000,300
شخص من المهجّرين بلا مأوىً بعيدين عن بيوتهم
ودورهم ووطنهم الاصلي يعيشون في أذربيجان
السوفياتية([4]).


السلطات المتوالية على الحكم في
أذربيجان:

منذ القِدم اتجهت أنظار الطامعين من
مختلف الملل والنحل إلى غنى أذربيجان فاستولى
عليها الساسانيون في بداية القرن الثالث
الميلادي وتحوّلت إلى ميدان صراع بين
الساسانيين والروم في القرن الرابع الميلادي.

ولم يقف الاذريون مكتوفي الايدي إزاء
مضطهديهم، بل انتفضوا على الساسانيين مراراً
في السنوات 450 ـ 451م و457م و481 ـ 484م و571 ـ 572م.

وفي أواسط القرن الحادي عشر الميلادي
غزا السلاجقة أذربيجان، وغزاها المغول في
العقد الرابع من القرن الثالث عشر الميلادي
وبقيت جزءاً من دولة المغول حتى العقد السابع
من القرن الرابع عشر الميلادي، ثم تحوّلت إلى
جزء من دولتي (قره قوينلو) و (آق قوينلو)
المعروفتين ثم أصبحت جزءاً من الدولة الصفوية([5]).

والجدير بالذكر أنّ أذربيجان الحاضرة
والتي كانت مسكونة منذ العهد الحجري، كانت
إلى ما قبل سيطرة النظام الشيوعي عليها تحت
سلطة حكومات من الماديين والهخامشيين الفرس
الاوائل، وتحت رعاية الاسكندر المقدوني
والساسانيين حتى فتح ما وراء القوقاز بيد
المسلمين([6]).

تاريخ دخول الاسلام في أذربيجان :

دخل الاسلام إلى أذربيجان منذ أواسط
القرن السابع الميلادي في عهد خلافة عمر بن
الخطاب، واعتنق اهلها الاسلام ما عدا مجموعة
صغيرة من المسيحيين يطلق عليها الاودين
موجودة إلى يومنا هذا، وقد بلغ عددهم في
احصائية سنة 1970م قرابة 5490 نسمة في حين لم يظهر
لهم عدد في احصائية سنة 1979م، كذلك يوجد عدد
قليل جداً من اليهود.

وقد جعل الصفويون أذربيجان ـ سابقاً
قبل ان تنقسم إلى قسمين احدهما في حدود ايران
والاخر في حدود روسيا ـ عاصمة مملكتهم
واستطاع الشاه عباس عملياً أن يحبط هجمات
العثمانيين إلى هذه الاراضي ويوطّد حكومة
الصفويين فيها، وقد انتشر التشيع بين
الاذريين في حدود السنوات المتعاقبة منذ عام
1600م تقريباً.

وكانت لاذربيجان قديماً علاقات
تجارية بإمارة (موسكو) حتى صمّم بطرس الكبير
على اخضاعها كلياً لانه كان يراها بوابة إلى
الشرق الادنى.

وعليه سيطر الروس في سنة 1772م على (باكو)
و (دربند)، وعلى إثر هجمة الافاغنة وانتشار
الفوضى في ايران سيطر الروس على نواحي بحر
الخزر (قزوين) والعثمانيون على ما وراء
القوقاز، أي: تفليس وايروان وكنجة ونخجوان.

وأخيراً على عهد نادر شاه ردّت هذه
الاراضي إلى ايران من جديد([7]).

وبعد نادر شاه احتفظ محمد خان القاجار
بسلطة ايران على أذربيجان حتى سنة 1805م، حيث
سيطرت القيصرة كاترين الثانية على قسم من هذه
الاراضي وجعلتها تحت راعيتها، وفي سنة 1813م
وبناءً على معاهدة (الگلستان) انضم القسم
الاكبر منها إلى روسيا، وفي سنة 1828م وسع الروس
على أساس معاهدة (تركمان چاي) حدودهم حتى نهر
أرس، وفي هذه الحوادث انشطرت أذربيجان إلى
النصفين الشمالي والجنوبي كما كان على عهد
المغول([8]).

الاسلام في الاتحاد السوفياتي منذ
القرن السابع وحتى نهاية 1900م

إن انتشار الاسلام في المناطق التي
كانت تابعة للاتحاد السوفياتي السابق بدأ منذ
القرن السابع الميلادي ـ الاول الهجري ـ
بالنفوذ إلى المناطق الشرقية مما وراء
القوقاز، حيث دخل عسكر المسلمين إلى آسيا
الوسطى التي كانت تتمتع بحضارة قديمة، ولكنها
كانت عرضة لنفوذ السنن البوذية والمانوية
والمسيحية والنسطورية، وهكذا فتح العرب
المسلمون في عام 639م أذربيجان وتوغلوا في
داغستان بين عامي 642 ـ 643 وفي عام 685م فتحوا بلد
دربند إلى أن ساد الاسلام ديناً عاماً في
الشرق الاوسط في القرن العاشر الميلادي.

وفي أوائل القرن الرابع عشر الميلادي
أسلم (اردوي زرّين) رئيس قبائل الاوزبك. وإلى
جانب هذا التطور بدأت اتصالات مباشرة بين
الروس والاتراك المسلمين، وعليه فقد كان
للمسلمين خلال القرنين الرابع عشر والخامس
عشر الميلاديين تفوّق على الروس بسبب سلطة
قوانين (أردوي زرين)([9]).

وبعد ذلك وفي القرنين السادس عشر
والسابع عشر الميلاديين حصل نوع من توازن
القوى في المنطقة وحينما أصبح التشيع المذهب
الرسمي للسلسلة الصفوية في القرن الخامس عشر،
تبعت أذربيجان ايران، فاختارت التشيع مذهباً
بغالبية المسلمين في ما وراء القوقاز، وبقيت
القوقاز الشرقية حتى توسع الروس في القرن
السابع عشر الميلادي قسماً من أقسام الخلافة
العثمانية والسلطات الايرانية، وفي سنة 1917م
كانت (باكو) و (سمرقند) لا تعتبران قسماً من دار
الاسلام وكانتا أقرب إلى (تبريز) و (أصفهان)
منها إلى (موسكو) أو (بلغراد)، حتى ارتفعت
الجدران الفاصلة في 1924، فبقي العالم الاسلامي
أكثر من نصف قرن بعيداً عن إحدى اجزائه الحية.

ان توسع الامبراطورية الروسية في
الاراضي الاسلامية قد استمر نحواً من 348 عاماً
منذ 1552م وبدأ بالسيطرة على قازان، وتوقف في
سنة 1900 بالسيطرة على (پامير) سيطرة مؤقتة([10]).

وبالامكان تقسيم هذا التوسع
الامبراطوري الروسي إلى ثلاثة أدوار هي
كالتالي:

1 ـ التوسع القيصري من موسكو منذ عام 1552م
حتى 1605م، حيث تحقق بالتوسع الروسي على الاكثر
في الاتجاه الجنوبي، أي: إلى شمال القوقاز (منطقة
القبارطة) وداغستان والسيطرة على وادي (قولكا)
وبامكاننا أن نلخص نتائج هذه المرحلة بما يلي:

أ ـ انتصار كبير للروس في القولكا وغرب
سيبريا، ولكنهم هزموا هزيمة نكراء في القوقاز.

ب ـ انتصار تام للاسلام في القبارطة
ضمن المقابلة مع المسيحية.

ج ـ تعمّق وتجذّر اسلامي في القوقاز،
حيث أصبحت هذه المنطقة وحتى القرن التاسع عشر
سداً اسلامياً مقاوماً وعظيماً امام تقدم
الروس نحو الجنوب.

2 ـ بدأ التوسع الروسي في الاتجاه
الغربي واستمر حتى عهد سلطة كاترين الثانية،
وفي هذه المرحلة التي استمرت منذ عام 1605م حتى
1770م، اتسع نفوذ روسيا في الاراضي الاسلامية
ابتداءً من قولكا الوسطى وأورال وغرب سيبريا
إلى المناطق الادنى من القولكا وبحر قزوين
اتساعاً مستمراً. وبفعل توطين الفلاحين
الهاربين من النظام الاقطاعي السائد في روسيا
المركزية، تحوّل الفلاحون المسلمون الاصليون
إلى أقلية دينية وصاروا في معرض الذوبان.

ومنذ أن توصل إلى السلطة أول ملك روسي (القيصر
رومانوف ميخائيل) حتى عهد كاترين الثانية،
تهدمت مساجد كثيرة أو تعطّلت عن الصلاة
والعبادة.

(فبين عام 1738م حتى 1755م وهي فترة حكم
القيصرة (آنا) ـ وهي اشد حقبة مأساوية على
المسلمين ـ هدم 418 مسجداً من بين 536 مسجداً).

وصودرت الاوقاف الاسلامية وافتتحت
مدارس جديدة للاطفال المبشرين بالمسيحية تحت
نشاط تبشيري شديد للمسيحية ولم يكن للمسلمين
في مقابلة هذه الاوضاع أيّ مصير سوى الموت،
وفي هذا المضمار أخرج السكان المسلمون من
القرى المتنصّرة حديثاً.

وعليه فمن الممكن أن نقيس النصف الاول
من القرن الثامن عشر، أي أيام حكومة بطرس
الكبير وخلفائه ولا سيما (تزارينا آنا) من حيث
ايذاء المسلمين بأدوار الكفاح ضد الدين ايام
حكم ستالين وانصاره في عام 1930م.

3 ـ الفتوحات التي بدأت منذ عهد
القيصرة كاترين الثانية وحتى عام 1900م، حيث
توسعت روسيا في هذه المرحلة باتجاه آسيا
كالاتي:

أ ـ في عام 1771م سيطرت روسيا على شبه
جزيرة (كريمة).

ب ـ وفي 1782م انضمت أراضي التتر إلى
روسيا مع نفي آخر أمرائهم شاهين گراي([11]).

ج ـ وفي سنة 1783م بدأ الاستيلاء على
شمال القوقاز وقد واجه مقاومة شديدة من قبل
سكان الجبال، وكان الدور الاساسي في تعبئة
المسلمين في هذه الناحية للصوفية
النقشبندية، ولكن انتهت أخيراً حروب القوقاز
مع استسلام الامام شامل آخر قائد للنقشبندية
في عام 1856، وبعد ذلك سلكت روسيا سبيل السيطرة
المنتظمة على مناطق آسيا الوسطى، وبدأت
السيطرة على هذه النواحي ـ التي طالت حتى نصف
قرن ـ بالسيطرة على جمكنت في سنة 1855م، مما أدى
بعد عشر سنين إلى السيطرة على طاشقند، وإلى أن
اضطر أمير بخارى في سنة 1868م بعد استسلام قواته
للتوقيع على معاهدة الحماية الروسية على
بلاده وعلى طول الخط هذا سيطرت روسيا سنة 1873م
على خيوه وبعد سنتين أيضاً سيطرت على خوقند
وانحلت حكومة أمراء خوقند في سنة 1870م فدخلت
أراضيهم باسم «قائمقامية تركستان» تحت
السيطرة المباشرة للجيش الروسي وأخيراً
انتهت هذه المرحلة من فتوحات روسيا في آسيا
الوسطى مع السيطرة على المناطق التي يقطنها
التركمان بين العامين 1873م و1884م والحاق القسم
الشرقي من پامير في سنة 1900م. والجدير بالذكر
أنه في هذه المدة من حكومة الروس على المسلمين
التي بلغت أكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن (1552م
ـ 1917م) وضعت موسكو وبطرس بورغ اساليب مختلفة
من التعامل مع المسلمين من أجل استمرار
امبراطوريتها الاستعمارية([12]).

التوجّه الديني والعلمي:

أما عن الوضع الديني فنجد أن اتباع أهل
البيت (الامامية) يؤلفون ما بين 70 و75 % من شعب
أذربيجان حسب احصائية عام 1979م، وأما النسبة
الباقية (25 % ـ 30 % ) فهم من اتباع المذهب الحنفي
وبعض الاقليات الدينية والمذهبية الاخرى.

وبلدة (باكو) هي مقر المركز الديني
للقوقاز ولها الاشراف على أمور المسلمين في
ارمينيا واذربيجان وجورجيا. وبحسب الاعراف
السابقة يكون رئيس هذا المركز من الشيعة وله
معاونان احدهما من السنة والاخر من الشيعة.

ويوجد في أذربيجان أكثر من الفي مسجد
حتى قبل عام 1920م ولم يبق منها حتى التطورات في
عام 1987م أكثر من عشرين مسجداً مفتوحاً للناس.

ان اكبر وأهم مسجد للشيعة هو مسجد (تازه
پير) في باكو، ويُعد مسجد آجاربك أيضاً من
أشهر مساجد أهل السنة في باكو.

ويتعلم الشباب في جميع هذه المساجد
القرآن والاداب الاسلامية، وقد تمّ تسجيل
أكثر من 000,800 شخص في الصفوف التعليمية.

ويشتغل حالياً ما يقارب 86 طالباً
بتحصيل العلوم الدينية في مسجد (تازه پير)،
ومن المقرر أن يتابعوا دراستهم في مدينتي قم
وتبريز.

وتجدر الاشارة هنا إلى أن ظاهرة
التعصب المذهبي تكاد تكون معدومة بين السنة
والشيعة بسبب الوعي الاسلامي والتزاور
المتواصل لمساجد كلا الطائفتين([13]).

كما يوجد في أذربيجان مساجد وآثار
تاريخية ومقدسة وقبور للصالحين تزار.

ويقال: إن عدد الاثار التاريخية
الاسلامية في هذه البلاد يقدر بخمسة آلاف أثر.
وأقدم مساجد باكو مسجد محمد(صلى الله عليه
وآله وسلم) الذي يعود تاريخه إلى عام 471 هجري
(1078م)، ومرقد السيد ابراهيم ابن الامام محمد
الباقر(عليه السلام) المتوفى في سنة 120 هـ في
كنجة. ومن أشهر المراقد التي تزار مرقد السيدة
حكيمة أخت الامام الرضا(عليه السلام) في محلة (بي
بي هيبت)، وقد هدمت البقعة بايدي البلاشفة قبل
هذا.

وعلى الرغم من مرور (70) عاماً على
التظليل الاعلامي والدعايات المعادية
للاسلام والضغوط الكثيرة على المسلمين،
لازالت باكو تتنفس صحواً اسلامياً مع وجود
التعاليم الشيوعية.

أما على الصعيد العلمي فيوجد في هذه
الجمهورية جامعة واحدة و 17 معهداً تقوم
بتعليم أكثر من مائة ألف طالب.

وتعدّ أكاديمية العلوم بأذربيجان من
أكبر المراكز الاكاديمية بالاتحاد السوفياتي
السابق، إذ تشتمل على (30) مؤسسة علمية و (12)
مؤسسة تنفيذية وثلاثة مصانع تجريبية. ومن
مجموع 000,15 كادر في هذا المركز يحمل (500) منهم
شهادة الدكتوراه ويحمل (3000) شهادات تجريبية أو
بكالوريوس([14]).

ويدّرس في هذه المراكز: الطب والمعادن
والتكنلوجيا النفطية والكيماوية وعلوم أخرى.

وقد نجحت أول عملية جراحية في العالم
لتوصيل المخ، في أحد هذه المراكز من قبل سيدة
مسلمة أذرية تركية.

ملامح الاقتصاد الاذربيجاني:

تعتبر معادن النفظ، ولا سيما النفط
المائي (السائل) من أهم المعادن في هذه
الجمهورية.

وان اكتشاف هذه المعادن واستخراجها
جعل من هذه المدينة في مدة معينة أهم منطقة
لانتاج النفط في العالم.

ومن المعادن المهمة في أذربيجان
بالاضافة إلى النفط: أحجار الحديد والالونيت
والباريت والكبالت والموليبدن والارسينك
والاحجار المعدنية، ونوع خاص من النفط يعرف
بالنفتالين أو النفط الطبي وهو من المعادن
الاساسية في هذه الاراضي.

كما يوجد فيها الذهب والفضة والنحاس
والزئبق والرصاص وملح الطعام ومختلف معادن
المواد الانشائية. وبسبب استخراج النفط
وايجاد السكك الحديدية منذ عام 1883م وعلى إثر
ارتباط هذه المنطقة بسواحل البحر الاسود
والقسم المركزي الروسي في أوربا أصبحت من
المراكز الاساسية الصناعية للاتحاد
السوفياتي في العالم.

وأقيمت في أذربيجان مصافي النفط
ومصانع بتروكيماوية و 70 % من التقنيات
الصناعية المرتبطة بالصناعة النفطية للاتحاد
السوفياتي وهي تصدّر إلى كثير من الدول في
العالم.

وفيها بالاضافة إلى ذلك صناعات
الكترونية ومعدنية وألومينيومية وحديدية
وفولاذية ونسيج الاقمشة والسجاد والمواد
الانشائية وغيرها([15]).

ومن المحاصيل الاساسية في هذه
الجمهورية القطن، ولها موقع ممتاز من هذه
الناحية.

ويزرع في هذه الاراضي أنواع الفاكهة،
ولا سيما العنب والزيتون والحمضيات كما يزرع
التتن والشاي والزعفران والحبوب.

وفيما يتعلق بتربية المواشي والدواجن
في هذه الجمهورية، فان لتربية الاغنام
والجمال ذات السنام والابقار ودود القز وصيد
الاسماك سهماً كبيراً في اقتصاد هذه
الجمهورية.

والجدير بالذكر أنه عقدت مؤخراً
اتفاقيات بين أذربيجان الشرقي من ايران
وجمهورية أذربيجان المستقلة حديثاً تتعلق
بتبادل السلع والبضائع التي تعادل قيمتها (25)
مليوناً من الدولارات. وعلى الرغم من هذه
الامكانيات الاقتصادية فان هذه الجمهورية
تواجه حالياً فقراً اقتصادياً ذلك ان الدخل
الشهري للمواطن في هذه الجمهورية إنما يكفي
لثلث أيام الشهر، وان الحوانيت والمتاجر تخلو
من السلع والمواد الغذائية([16]).

ولم يقتصر الامر على هذا، بل أصبحت
أذربيجان ساحة لصراع وتنافس كثير من الدول
نظراً إلى وجود الروابط والعلاقات في الماضي
والحاضر وما يرمى إليه من ارادة استمرار هذه
العلاقات في المستقبل.

وأهم هذه الدول: أميركا، وتركيا،
والعربية السعودية.

ومن جانب آخر كان للجمهورية الاسلامية
في ايران دور ايجابي في ذلك التنافس، يبتنى
على اساس من سياسة مد يد العون
والمساعدة، وإحلال الامن والسلام ومنع
الاقتتال داخل أذربيجان، كما تربطها بها من
علاقات أخوية ودية على مستوى الحكومة والشعب.

ونفوذ تركيا واميركا والسعودية في
بلدة باكو اكثر بكثير من سائر المدن، ولم يقع
الناس في سائر المدن حتى الان تحت تأثير
الحملات الثقافية الاجنبية إلاّ قليلاً وان
علاقتهم بالنسبة إلى الامور الدينية
والجمهورية الاسلامية في ايران أكثر من أهالي
بلدة باكو. ولكن يمكن اعتبار انّ أهالي بلدة
باكو هم الذين يرسمون سلوك البلاد في
المستقبل وهم الذين يضعون سياسات أذربيجان
الروسية. وعلى هذ الاساس فقد وضعت الدول
الاجنبية أكثر رساميلها في مدينة (باكو) وان
رجال الدولة الفعليين وفي المستقبل من هذه
المنطقة. وتجدر الاشارة هنا إلى أن تركيا تقوم
بتأمين أهداف ومطالب اميركا والسعودية من
خلال اتحاف أذربيجان بالعلمانية مع الدعم
الموجه من قبل المثقفين والمفكرين على عهد
الحكومة الشيوعية. واستبدال الحروف
اللاتينية بالخط المرسوم في تركيا، وفي
الحقيقة أن هذه الاهداف هي بدورها مؤمّنة
لاهداف ومنافع ومصالح وسياسات عالمية ومحلية
لتركيا([17]).


العقبة الكؤود:

المشكلة التي تواجهها أذربيجان الان
هو أن هناك اتهامات ضد الحكومة الاذرية من
أنها تريد طرد الارمن من اقليم «ناغورني قره باغ»
وهو ما تنفيه الحكومة مطلقاً.

ويقول مسؤولون في الحكومة الاذرية: «إن
الخلاف يتعلق بحكم القانون والكرامة
الوطنية، فوجود متمردين من الارمن المسلّحين
أمر غير مقبول».

وما يدعم وجهة النظر الاذرية هو ما
أعلنته مجموعة الدول المستقلة (الكومونولث)
والامم المتحدة ومؤتمر الامن والتعاون
الاوربي ( C.S.C.E )من أنه لا يمكن تغيير
الحدود بالقوة.

والجدير بالذكر أن أرمينيا وأذربيجان
عضوان في هذه المجموعات الثلاث: الكومونولث
والامم المتحدة ومؤتمر الامن والتعاون
الاوربي.

وعندما كان الاتحاد السوفياتي قائماً
اقنع رئيساً روسياً وكازاخستان الطرفين
بالقبول بتنازلات تهدف إلى كسر حاجز العداء
بينهما، حيث وعدت أذربيجان باعادة الحكم
الذاتي إلى (ناغورني قره باغ) وبالمقابل وافق
الارمن على عدم المطالبة بأراض في
أذربيجان (الايكونوميست).

ولكن البرلمان الارمني كان قد صوت
ثلاث مرات على قرارات تدعو إلى ضم (ناغورني
قره باغ) إلى أرمينيا.

أمّا ما يتعلق بدور «الكومونولث» فهو
يتحاشى الدخول في عمق المشكلة بين أذربيجان
وأرمينيا لحلّها، لان هناك الكثير من المشاكل
المماثلة ضمن دول (الكومونولث) وضمن روسيا
بالتحديد، حيث توجد مشاكل «كريميا»، (تاتارستان)
ومناطق (الشيشان) و (الانغوش)([18]).

إن حلّ هذه المشاكل العرقية يعني
تغييراً في الجغرافية السياسية للدول
الاعضاء، وهذا غير مسموح به حالياً لذا فان
المتحاربين يختلفان في الوسطاء الذين
سيقبلان بهم وفي دخول (ناغورني قره باغ) ضمن
المفاوضات مباشرة.

ويبدو ان أرمينيا تسعى إلى تصعيد
المواقف ولا سيما بعد قيامها باسقاط طائرة
مروحية تحمل مسؤولين من (الكومونولث).

وعندما لم يتمكن الرئيس الاذري السابق
عياض مطاليبوف من مواجهة التصعيد الارمني أدى
به الامر إلى الاستقالة تحت ضغط الشعب الاذري
الذي اعتبره متساهلاً جداً مع الارمن.

ويتضح على صعيد الحلول الخارجية انه
منذ اندلاع المعارك العسكرية سعت عدة دول إلى
ضبط الاوضاع كل من منظاره الخاص.

فالبداية كانت مع ايران التي سعت إلى
وقف اطلاق النار، وقد بررت الصحافة الغربية
حركة ايران لتحقيق هذا الامر بوجود قرابة (15)
مليون أذري على اراضيها بالاضافة إلى مليون
ارمني، ومن جهة أخرى فان ايران تريد ابراز
نواياها السلمية لبقية دول آسيا الوسطى
والعالم.

ثم جاءت تركيا التي حاولت اللعب على
عامل اللغة والثقافة اللتين تربطانها
بأذربيجان في حين لا يوجد لها أي رابط مع
ارمينيا ومن ثم كانت المساعي التركية أُحادية
الجانب.

ثم سعت مجموعة الدول الاوربية إلى تنشيط
الوساطة الروسية الكازاخستانية ولكن هذه
المساعي لم تؤتِ ثمارها حتى الان.



(*)
يراد به جنوب أذربيجان الذي كان بلاد
الاخمينيين، وألبانيا القوقازية إحدى الدول
القديمة في شرق ما وراء القوقاز.

ochirk.., p.68 - 69 .

ana) T.l., p.270 - 275.

([4])
المصدر السابق .

Istoria) Vol. lv,240-
247.

([6])
المصدر السابق.

175.

([8])
المصدر السابق.

([9])
تاريخ الحروب الايرانية الروسية ـ صفحة من
العلاقات الدولية في الشرق الاوسط / ص92 ـ 98 .

([10])
المصدر السابق.

([11])
المصدر السابق.

T.l.,p.277.

([13])
المركز الثقافي في أذربيجان، 1990 (تقرير).

([14])
المصدر السابق.

([15])
المصدر السابق.

([16])
المصدر السابق.

([17])
مجلة نيوزويك 3 / شباط / 1992.

([18])
المصدر السابق.

/ 1