نبذة من حیاة السید حسین الحبشی(رحمه الله) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نبذة من حیاة السید حسین الحبشی(رحمه الله) - نسخه متنی

مکتب للـمجـمـع العالمـی لاهل البیت(علیهم السلام)

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تقرير


نبذة من حياة السيد حسين الحبشي(رحمه
الله)


* مكتب للـمجـمـع العالمـي لاهل البيت(عليهم
السلام)

يعتبر الاستاذ السيد حسين الحبشي
واحداً من علماء الاسلام الشيعة البارزين في
اندونيسيا، وقد بدأ دراسته في منطقة «بانغيل»
في المدارس السنيّة، وبعد دراسات معمّقة وقف
على أحقيّة مذهب أهل البيت(عليهم السلام)،
فارتقى في درجات الفضائل والمعرفة الحقة،
وأصبح عضواً بارزاً في الجمعية العمومية
للمجمع العالمي لاهل البيت(عليهم السلام).

وقد رحل هذا العالم الرباني المجاهد
إلى بارئه، حيث وصل نبأ وفاته قبل انعقاد
المؤتمر الاول للجمعية العمومية للمجمع
العالمي لاهل البيت(عليهم السلام) بيوم واحد،
وذلك للفترة من 15 ـ 18/ شعبان/ 1414هـ .

وقبل تسليط الضوء على شخصيته نلقي
نظرة عامة على الاوضاع الفكرية والعقائدية
للشيعة وموقعها في أندونيسيا.

إن للمسلمين الشيعة في أندونيسيا
تاريخاً موغلاً في القدم حسبمايؤكّده
الباحثون والمحقّقون في هذا المجال، وقد كان
للثورة الاسلامية في إيران انعكاساتها على
هذه المنطقة، إذ طرأت تحوّلات أساسية على هذا
الوجود.

لم تكن الظروف التي أشاعتها الحكومات
تسمح للشيعة بالمجاهرة بمذهبهم بشكل طبيعي،
فأخفى أكثرهم عبر اُسلوب التقية تشيّعه، مما
دفع أغلب المفكّرين الى الاعتقاد بأنه ليس
للشيعة وجود في أندونيسيا، ومن ثم وجدوها
فرصة مواتية لتوجيه انتقاداتهم إلى مذهب أهل
البيت(عليهم السلام). وهناك مناطق شيعية في
أندونيسيا من بينها منطقة «باندونغ» التابعة
لـ «ينغاجيان» والتي تعرف بمركز الشيعة، رغم
أن بعض إخوتنا من أبناء السنّة يسكنون هناك.

إن تلامذة مدرسة الاستاذ حسين الحبشي
في المراحل الثانوية والجامعية هم من الشيعة،
مع أن بعض الطلبة الجامعيين كانوا يخفون
انتماءهم الشيعي للتخفيف من حدّة الحزازات
القائمة في المنطقة، وكان المرحوم الاستاذ قد
استفاد من هذا التكتيك عندما التزم التقيّة
للحفاظ على أصل نشاطه، وتحاشى الاصطدام
بمخالفيه، إذ كانت المنطقة قد شهدت عدّة
صدامات وقعت بسبب هواجس الجماعات المخالفة
للشيعة، الامر الذي كان يتهدد أصل المذهب
هناك. وبذلك أحبط الاستاذ الحبشي مخططات
أعداء التشيّع باعتماده الاساليب المناسبة،
في نفس الوقت الذي واصل فيه نشاطاته لنشر مذهب
أهل البيت(عليهم السلام).

وقد نُسب الاستاذ الحبشي الى طائفة
العلويين، رغم أن العلويين في هذه المنطقة
يدّعون أنهم من أهل السنّة، لكن الاستاذ كان
يصرّح بتشيّعه باستثناء بعض الحالات التي
كانت تقتضي التقية.

وقام مرّات عديدة بتوزيع أشرطة تسجيل
ـ كاسيت ـ تحتوي على خطب الاستاذ «با فقيه»،
التي يصرّح فيها بتشيّعه، الامر الذي أدّى به
الى العزلة.

إن هذه الجهود بعثت الامال في نفوس
أبناء المنطقة، إذ إن شاباً مثل «ملهاندي بن
حاج» لا يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره،
يعلن صراحة في «جاكرتا» أنه شيعي، و إن
مكانة الامام الخميني ـ رضوان الله تعالى
عليه ـ وعظمته دفعتاه الى التشيّع، مركّزاً
على مسألة سقوط الشاه على يديه، ويؤكّد أن ثمة
كثيرين مثله يحبّون مذهب أهل البيت(عليهم
السلام)، وأنه يتوقّع زيادة عددهم بمرور
الوقت، لكنه قال: إن ما يؤلم الشيعة هو غياب
التنظيم والتخطيط الدقيقين.

لقد أدى الاستاذ الحبشي خدمات جليلة،
وقام بنشاطات كبيرة في سبيل نشر الاسلام
المحمدي الاصيل ومذهب أهل البيت(عليهم السلام)،
وشهد تأريخه الجهادي اعتقالات متعددة على
أيدي المخالفين ومسؤولي الامن الاندونيسيين
القادريين.

وقد أبدى الاستاذ اهتماماً خاصاً
بتطورات الثورة الاسلامية وانتصاراتها في كل
الميادين، وكان يحمل حباً كبيراً للامام
الخميني رضوان الله عليه مؤسس الجمهورية
الاسلامية، وقد قال بهذا الخصوص: «زرت منازل
اشخاص تقع في أقصى مناطق أندونيسيا، وفي حين
كان بعضها دون سقف أو ماء أو كهرباء كانت صور
الامام الخميني رضوان الله عليه معلّقة على
جدرانها».

كذلك كان له اهتمام خاص بنشاطات علماء
الشيعة ودورهم في تحسين أوضاع الشيعة في
أندونيسيا ومواجهتهم للاعلام المضاد للشيعة،
وكان يستشعر بشدّة الحاجة الى علماء ملتزمين
وعارفين بالعلوم الدينية والفقه الشيعي لنشر
الحركات الاسلامية الاصيلة وزيادة أتباع أهل
البيت(عليهم السلام) كماً وكيفاً.

إضافة الى ذلك اهتم بطبع و إصدار
كتب الفقه والفلسفة والاحكام والاخلاق، وقد
طلب المساعدة في هذا المجال من المسؤولين في
الجمهورية الاسلامية الذين لبّوا طلبه على
أحسن وجه.

وقد ترك الاستاذ حسين الحبشي مؤلّفات
مفيدة، تناول بالتفصيل في آخر مؤلّفين له
صدرا مؤخّراً، الاية الشريفة (عَبَسَ
وَتَولّى) متسائلاً كيف يمكن أن ينزعج الرسول(صلى
الله عليه وآله) ويشيح بوجهه؟ مستبعداً ذلك من
معصوم مثل النبي(صلى الله عليه وآله).

كذلك يشكّك في أسانيد أحاديث الصحاح
الستّة، ويعزو ذلك الى كونها من تأليف البشر.
وترتّب على طرح مثل هذه المسائل بروز توتّر
بين علماء السنّة، وقد ردّ عليه كثيرون، فيما
أكّد الاستاذ استعداده لاجراء حوار حول
المسائل المطروحة. وتناول الاستاذ في كتابيه
الاخيرين عصمة النبي(صلى الله عليه وآله)وثبوت
الاحاديث المنقولة عن السنّة وعدم ثبوتها،
وقد كان الاستاذ «جلال الدين رحمت» وهو أحد
المفكّرين الاندونيسيين المنفتحين دعا قبل
الاستاذ الحبشي الى تمحيص أحاديث السنّة.

وبالاضافة الى نشاطاته الثقافية، قام
الاستاذ الحبشي بتأسيس مدرسة دينية أصبحت من
أهم مراكز الشيعة في أندونيسيا، إلاّ أن
مخالفيه لم يظلّوا ساكتين، بل تحرّكوا ضدّ
المدرسة ومؤسّسها، لكنهم أخفقوا في تحرّكهم
بفضل الاساليب المناسبة التي اتّبعها
الاستاذ.

وكان الاستاذ شخصية علمية بارزة، إذ
كان يُشار إليه بالبنان في حل الكثير من
المعضلات الثقافية والاجتماعية والدينية.

وتحسن الاشارة هنا الى نماذج من
اقتراحاته الدقيقة والبنّاءة التي تقدّم بها
للمسؤولين في سفارة الجمهورية الاسلامية في
أندونيسيا لتطوير أوضاع المسلمين في المنطقة
وفي العالم: فقد دعا الى زيادة عدد الطلبة
الموفدين من أندونيسيا الى الحوزة العلمية في
مدينة قم المقدسة، وأوصى بتأسيس مركز علمي
للتأليف والترجمة و إصدار الكتب الشيعية،
و إعادة النظر في نظام توزيع الكتب، بحيث
تكون الاولوية لطالبي الكتب الفقهية العربية
الذين هم بالضرورة أفراد مؤهَّلون.

واقترح تأسيس مدارس خاصة بالنساء «الحوزة
العلمية النسوية» في إيران، و إرسال
الاخوات الاندونيسيات إلى ايران لمواصلة
دراستهن، ونشر اللغة العربية على نطاق واسع
في إيران لابطال مفعول دعاية من يدّعي
الولاية على القرآن والاسلام من منطلق
القومية العربية باعتبار أنّ القرآن الكريم
نزل باللغة العربية، كما اقترح إنشاء سوق
إسلامية مشتركة. وقد أبدى المسؤولون في
الجمهورية الاسلامية استعدادهم مرّة اُخرى
لتقديم الدعم والمساعدة لترجمة الكتب
الاسلامية الى اللغة الاندونيسية وتوزيعها،
وذلك بالنظر لاهمية النشاطات الثقافية، وقد
طلب من الاستاذ الحبشي البدء في دراسة مشروع
ترجمة تفسير الميزان الى اللغة الاندونيسية.

لكن وللاسف الشديد فقد خسر العالم
الاسلامي عالماً ومجاهداً ليلتحق بالرفيق
الاعلى راضياً مرضياً، فأحدث فقدانه ثلمة لا
تجبر في الدين، وذلك في شهر شعبان المعظم سنة
1414هـ .





/ 1