فنون وآداب
.حب الله
* السيد عبد الهادي الحكيم
ضَمَّختْ قَلبيَ الخَلِيَّ الطُّيوبُ
أَتُراهُ يَقوى لها أمْ يذوبُ
هائمٌ في جَزائر العِشْقِ ولها
ن بعيدٌ عمّا سِواهُ غَريبُ
صامتٌ كالفَراغِ ، أُسْبلُ جَفنيَّ
بقاعِ الفُؤادِ عان كئيبُ
أتَلوّى وأسْتزيدُ قُصارى
أملي أنْ يَشِفَّني التَّعذيبُ
أيُّ نعمى أشهى منَ الوَجعِ المُرِّ
إذا ما استطابَه المَحبوبُ
ونَعيم أحَب مِنْ حُرقة الشَوق
وإنْ زفَّ وَعْدها عُرقوبُ
أينَ منّي السُلُوُّ أين جُمودُ
العَين أينَ الكَرى اللذيذُ
الحبيبُ
أينَ منِّي الصَّبرُ الجَميلُ وهلْ
يصـ برُ حِبٌ عن حِبّهِ محجوبُ
أَهوَ العِشْقُ أنْ أُغالِبَ تهيا
مي أَمْ العِشْقُ أنَّني المَغلوبُ
ظامئ كلّما نَهِلتُ لاَِروى
يتلظّى في جانحيَّ اللهيبُ
أو نَدبْتُ الغَمامَ أطْلع قَرنَيْهِ
وأرخى ذُؤابَتيهِ الجَديبُ
فهَلِ الرُّشدُ أنْ أَثوبَ إلى
الرُّشـ دِ أو الرشدُ أنّني لا
أَثوبُ
وهَلِ الرُّشدُ أن أفيقَ أو الرُّشـ
د بأني المستهتَرُ المَجذوبُ
لِيَتُبْ مَن يَتوبُ إني من الحبّ
ومن طِيبِ سُكْرهِ لا أتوبُ
بين هجر مُلَبَّد بانتظار
ووصال مُؤجّل مَصْلوبُ
أتقَرّى الاشياءَ تُنْبِئُني الاشـ
ياء أنَّ المَزارَ منّي قَريبُ
تلك آثارُهُ تَدُلُّ عَلَيهِ
سائِلوها عَن حُبِّها سَتُجيبُ
نَبضُ قَلبي بحُبّهِ منْهُ والقُر
بُ وَشَوقُ اللقاءِ والتَّرغيبُ
والرَّحيقُ الّذي تَخمَّر في رُو
حيَ منهُ ولَذعُهُ والدَّبيبُ
هو ذا النُور يَخْضِبُ الكَونَ فَيضٌ
مُسْتَديمٌ من نُورِهِ مِسْكُوبُ
الدَّراري والشَّمسُ والبدرُ رشحٌ
مِن سَناه والاَبلجُ المَشبُوبُ
أَظلامُ الاثار يُشْرقُ في العَيـ
نِ ونورُ الانوار فيها يغيبُ
وهيَ منه وجودُها وتلاشيـ
ها ومنْهُ شرُوقُها والغُروبُ
أَوَ يخفى لِيُستدَلَّ عَلَيهِ
ظاهرٌ دائمُ الحضُورِ قَريبُ
الحقُولُ الخَضراء والماءُ والور
دُ يناجيهِ والنَّدى والطُّيوبُ
والعَصافيرُ واليماماتُ والطَّيـ
رُ وريمُ الفَلاة والعنْدَليبُ
يتَبدّى لها فَتعرفُه الاشـ
ياءُ طُرّاً وتَجتليهِ القُلوبُ
وتُضيءُ الرُّوحُ العَصِيَّةُ لِلنُو
رِ ويَنضُو سوَادَهُ الغِربيبُ
* *
*
مَن لِروحي سِواهُ يَغسِلُ عنها
التَّيْمَ إلاّ بحبِّهِ فَتَطيبُ
والهٌ كلّما أَهِمُّ بما أهـ
وى وأَدنو ممّا أُرَجِّي أخيبُ
يتَراءى لِيَ اللّهيبُ فَأعْدُو
ثُمَّ أعدُو مُدَلَّهاً فَيغيبُ
أَفأبقى أدنُو وأنْأى وأَستسـ
قي وأظما وأبتدي وأؤوبُ
أَهوَ الحُبُّ أن أكابِدَ لا أهـ
دأ أم أنّ حُبِّيَ التَّعذيبُ
* *
*
كيفَ اشكُو حالي إليه وحالي
غيُر خاف عَلَيه وهْو الرّقيبُ
وشكاتي هَديلُها منهُ والجَرْ
سُ وفَحوى الخِطابِ والاُسلُوبُ