الصلاة في الكتاب و السنة - صلاة في الكتاب و السنة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صلاة في الكتاب و السنة - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الصلاة في الكتاب و السنة

المدخل

الصلاة أوّل ما افترض الله سبحانه على الناس[1] ، وأوّل مايجب تعلّمه من الفرائض[2] ، وأوّل مايُنظر فيه من عمل ابن آدم ، وأوّل مايُحاسَب به ، إن قُبلت قبِل ماسواها ، وإن رُدّت رُدّ ماسواها[3] .

الصلاة عمود الدين وقوامه ووجهه ، وموضعها من الدين كموضع الرأس من الجسد ، ومَثَلها مَثَل عمود الفسطاط[4] .

الصلاة خير موضوع ، وأفضل الأعمال وأحبّها إلى الله سبحانه[5] ، وأفضل ما توسّل به المتوسّلون للتقرّب إليه[6] ، وهي معراج المؤمن[7] .

الصلاة تطرد الشيطان[8] ، وتمنع من البطر والطغيان ، وتنهى عن الفحشاء والمنكر[9] ، وتزيل الكبر وأنواع الرذائل القلبيّة[10] ، وتُذهب السيّئات[11] وتطهّر النفس[12] .

الصلاة مفتاح كلّ خير[13] ، ينوّر بها الوجه والقلب[14] ، وتطمئنّ بها النفس[15] ، وتُستنزل بها الرحمة[16] ، وتُبدّل بها السيّئات بالحسنات[17] ، ويُستعان بها على الجهاد الأكبر والأصغر[18] .

الصلاة آخر وصيّة الأنبياء لاسيّما خاتمهم محمّد صلّى الله عليه و آله فإنّه كان من آخر وصاياه : «الصلاة ، الصلاة وما ملكت أيمانكم ، حتّى جعل نبيّ الله صلّى الله عليه و آله يُلَجلِجها في صدره ، وما يفيض بها لسانه»[19] .

لاريب أنّ الصلاة أكمل وسيلة للبناء والسير والسلوك إلى الله تعالى ، وهي المغزى الأساس لبلوغ الهدف الأعلى للإنسانيّة والمجتمع الإنسانيّ المثاليّ . ومن المدهش والمؤسف حقّاً أنّ عامّة الناس ـ بل كثيراً من خاصّتهم ـ لايعرفون هذا المغزى الّذي هو مغزى الحياة والحركة والازدهار حقّ معرفته ، ولا يستفيدون منه كما ينبغي ، مع جميع ماورد في القرآن الكريم والسنّة الشريفة من نصوص تؤكّد الدور الإعجازيّ للصلاة في بناء الفرد والمجتمع .

كثيرون هم الّذين يصرفون وقتاً من حياتهم للتفكير في بناء أنفسهم وممارسة مايهديهم في سيرهم وسلوكهم ، فيبحثون عن مرشدٍ يهتدون بأذكاره وأوراده ورياضاته ليطووا مراحل الكمال ومراتب الكشف والشهود ، ولكن نلحظ في كثير من الحالات أنّهم ربما يقعون في فخّ الماكرين الّذين لايعرفون من السير والسلوك إلّا الاسم ، متّخذين من ذلك وسيلة للارتزاق والشهرة واستغلال المريدين الجهلة بشتّى ضروب الاستغلال .

ويعلم السالكون الواعون والمسلمون المتبصّرون الصادقون أنّ الصلاة هي أفضل التعليمات التوجيهيّة في السلوك وتزكية النفس ، وأقرب الطرق إلى مواجهة الغزو الثقافي لأعداء الإسلام ، وأحسن الجهاد ثمراً لتحقيق القيم الإنسانيّة وتطبيق المعرفة الإسلاميّة الأصيلة في المجتمعات البشريّة .

ونقرأ في الوصيّة الأخلاقيّة الثمينة الّتي عهد بها الإمام الراحل رضوان الله تعالى عليه إلى ولده العزيز السيّد أحمد رحمه الله : أنّ الأنانيّة هي اُمّ المصائب البشريّة ، وأنّ السعي الّذي يُبذل لعلاج جذر الفساد هذا هو الجهاد الأكبر ، وأنّ الفوز في هذا الجهاد يُفضي إلى إصلاح كلّ شي ء في الحياة .

وبعد أن يبيّن الإمام هذه المفاهيم ، يرى بأنّ الصلاة هي السبيل إلى تحقيق ذلك الفوز .

يقول ـ قدّس سرّه ـ : «أي بُنيّ! دَع عنك الأنانيّة والعُجب والزهو ، فإنّها من مواريث الشيطان الّذي عصى ربّه جلّ وعلا حين أبى الخضوع لوليّه وصفيّه ، منطلقاً من زهوه وكبْره ، واعلم أنّ كافّة المصائب البشريّة من إرث الشيطان الّذي هو أصل الفتنة ، ولعلّ الآية الشريفة : وَقاتِلُوهُمْ حَتّى لاتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ ِللهِ في بعض مراحلها إشارة إلى الجهاد الأكبر ومكافحة أصل الفتنة ـ المتمثّلة بالشياطين الكبار وجنودهم ـ الضاربة جذورها في أعماق قلوب الناس ، وعلى كلّ إنسان أن يجاهد لِقَمْع الفتنة في باطنه وظاهره ، وهذا هو الجهاد الّذي لو أفلح فيه فإنّ

/ 101