تفسير شبر سوره انشراح
تفسير شبر ص :561
( 94 ) سورة الانشراح ثماني آيات ( 8 ) مكية
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَ لَمْ نَشرَحْ لَك صدْرَك(1) وَ وَضعْنَا عَنك وِزْرَك(2) الَّذِى أَنقَض ظهْرَك(3) وَ رَفَعْنَا لَك ذِكْرَك(4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسرِ يُسراً(5) إِنَّ مَعَ الْعُسرِ يُسراً(6) فَإِذَا فَرَغْت فَانصب(7) وَ إِلى رَبِّك فَارْغَب(8)« بسم الله الرحمن الرحيم أ لم نشرح لك صدرك» أ لم نفتحه بالنبوة و العلم حتى قمت بأعباء الرسالة و صبرت على الأذى ، أو بإزالة كل شاغل عن الحق « و وضعنا» حططنا « عنك وزرك» حملك الثقيل « الذي أنقض ظهرك» أثقله حتى سمع له نقيض أي صوت و هو أعباء النبوة ، خففها الله عنه بتسهيل القيام بها ، أو همه من ضلال قومه ، أو من إيذائهم لك « و رفعنا لك ذكرك» بأن قرنت اسمك باسمي في الأذان و الشهادة و الخطبة و في القرآن و ذكرت نعتك في الكتب المتقدمة « فإن مع العسر يسرا» مع الفقر الذي عيروك به سعة أو مع الشدة التي أنت فيها من الكفار سهولة و نكر تعظيما « إن مع العسر يسرا» تأكيد أو استئناف وعد بأن مع العسر يسرا آخر في الآخرة و عليه توجه حديث لن يغلب عسر يسرين بأن العسر معرف فيتحد سواء كان للجنس أو العهد و اليسر منكر فيتعدد لرجحان تغايرهما نظرا إلى سبقت رحمتي غضبي « فإذا فرغت» من الصلاة « فانصب» فأتعب في الدعاء أو فإذا فرغت من الفرائض فانصب في أعمال الخير أو قيام الليل أو من جهاد أعدائك فانصب في جهاد نفسك « و إلى ربك» خاصة « فارغب» تطلب ما عنده من خير الدارين .