( 89 ) سورة الفجر تسع و عشرون أو ثلاثون أو اثنتان و ثلاثون آية ( 29 - 30 - 32 ) مكية
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَ الْفَجْرِ(1) وَ لَيَالٍ عَشرٍ(2) وَ الشفْع وَ الْوَتْرِ(3) وَ الَّيْلِ إِذَا يَسرِ(4) هَلْ فى ذَلِك قَسمٌ لِّذِى حِجْرٍ(5) أَ لَمْ تَرَ كَيْف فَعَلَ رَبُّك بِعَادٍ(6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ(7) الَّتى لَمْ يخْلَقْ مِثْلُهَا فى الْبِلَدِ(8) وَ ثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصخْرَ بِالْوَادِ(9) وَ فِرْعَوْنَ ذِى الأَوْتَادِ(10) الَّذِينَ طغَوْا فى الْبِلَدِ(11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ(12) فَصب عَلَيْهِمْ رَبُّك سوْط عَذَابٍ(13) إِنَّ رَبَّك لَبِالْمِرْصادِ(14) فَأَمَّا الانسنُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبى أَكْرَمَنِ(15) وَ أَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبى أَهَنَنِ(16) َكلابَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ(17) وَ لا تحَضونَ عَلى طعَامِ الْمِسكِينِ(18) وَ تَأْكلُونَ الترَاث أَكلاً لَّمًّا(19) وَ تحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا(20) َكلا إِذَا دُكَّتِ الأَرْض دَكًّا دَكًّا(21) وَ جَاءَ رَبُّك وَ الْمَلَك صفًّا صفًّا(22) وَ جِاىءَ يَوْمَئذِ بجَهَنَّمَيَوْمَئذٍ يَتَذَكرُ الانسنُ وَ أَنى لَهُ الذِّكْرَى(23) يَقُولُ يَلَيْتَنى قَدَّمْت لحَِيَاتى(24)« بسم الله الرحمن الرحيم و الفجر» الصبح و صلاته و قد يخص بفجر عرفة أو النحر لقوله « و ليال عشر» أي عشر ذي الحجة أو عشر رمضان الأخيرة و نكرت تعظيما « و الشفع و الوتر» أي الأشياء كلها زوجها و وترها أو نفس العدد أو الخلق لقوله تعالى و من كل شيء خلقنا زوجين و الخالق لأنه فرد أو شفع الصلاة وترها أو يوم النحر و عرفة روي ذلك عن النبي و الأئمة (عليهمالسلام) « و الليل إذا يسر» يمضي كإذ أدبر أو يسري فيه و حذف الياء اكتفاء بالكسرة « هل في ذلك» القسم « قسم لذي حجر» عقل « أ لم تر كيف فعل ربك بعاد إرم» عطف بيان لعاد « ذات العماد» أي كانوا بدويين أو الأجساد الطوال أو الشرف و النعمة أو البناء الرفيع « التي لم يخلق مثلها في البلاد و ثمود الذين جابوا الصخر» قطعوه و نحتوه بيوتا « بالواد» وادي القرى « و فرعون ذي الأوتاد» التي يعذب بها أو الجنود الكثيرة المثبتة لملكه « الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد» القتل و الظلم « فصب عليهم ربك سوط عذاب» أي عذابا متواترا تواتر السوط على المضروب أو استعير السوط لعذاب الدنيا « إن ربك لبالمرصاد» يرصد الأعمال فلا يفوته شيء منها « فأما الإنسان» الجنس أو الكافر « إذا ما ابتلاه ربه» اختبره بالغنى « فأكرمه و نعمه» بالمال و غيره « فيقول ربي أكرمن» أعطاني لكرامتي عليه « و أما إذا ما ابتلاه» بالفقر « فقدر» بالتخفيف و التشديد ضيق « عليه رزقه فيقول ربي أهانن» بالتضييق عليه زاعما أن الغنى للكرامة و الفقر للهوان « كلا» ردع عن ذلك « بل لا تكرمون اليتيم» إضراب إلى ما هو شر من ذلك القول أي لا تحسنون إليه مع غناكم « و لا تحاضون» لا تحثون أنفسكم و لا غيركم « على طعام المسكين» أي إطعامه « و تأكلون التراث» الميراث « أكلا لما» ذا لم أي جمع لجمعهم نصيب النساء و الصبيان مع نصيبهم و يأكلون الكل « و تحبون المال حبا جما» كثيرا شديدا و قرىء بالياء في الأفعال الأربعة « كلا» ردع لهم عن ذلك « إذا دكت الأرض» بالزلزلة « دكا دكا» متكررا حتى سقطت جبالها « و جاء ربك» أمره أو قهره أو آيات قدرته « و الملك» الملائكة « صفا صفا» مصطفين صفوفا مرتبة « و جيء يومئذ بجهنم» تجر بسبعين ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك لها تغيظ و زفير « يومئذ يتذكر الإنسان» سيئاته أو يتعظ « و أنى له الذكرى» أي منفعتها « يقول» تحسرا : « يا ليتني قدمت» خيراتفسير شبر ص :558يَقُولُ يَلَيْتَنى قَدَّمْت لحَِيَاتى(24) فَيَوْمَئذٍ لا يُعَذِّب عَذَابَهُ أَحَدٌ(25) وَ لا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ(26) يَأَيَّتهَا النَّفْس الْمُطمَئنَّةُ(27) ارْجِعِى إِلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً(28) فَادْخُلى فى عِبَدِى(29) وَ ادْخُلى جَنَّتى(30)« لحياتي» هذه أو وقت حياتي في الدنيا « فيومئذ لا يعذب عذابه» عذاب الإنسان « أحد» أي لا يتولاه غيره أو لا يعذب أحد في الدنيا مثل عذاب الكافر و كذا « و لا يوثق وثاقه أحد» و يقال للنفس المؤمنة : « يا أيتها النفس المطمئنة» بذكر الله أو بحصول العقائد الصحيحة أو الآمنة ثقة بوعد الله « ارجعي إلى ربك» إلى ثوابه « راضية» بما أعطاك « مرضية» عنده « فادخلي في عبادي» الصالحين « و ادخلي جنتي» معهم .