تفسير شبر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير شبر - نسخه متنی

السید عبدالله العلوی الحسینی المشتهر بالشبر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير شبر سوره احزاب

تفسير شبر ص :397

( 33 ) سورة الأحزاب ثلاث و سبعون آية ( 73 ) مدنية

بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَأَيهَا النَّبىُّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لا تُطِع الْكَفِرِينَ وَ الْمُنَفِقِينَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً(1) وَ اتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْك مِن رَّبِّكإِنَّ اللَّهَ كانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً(2) وَ تَوَكلْ عَلى اللَّهِوَ كفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً(3) مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَينِ فى جَوْفِهِوَ مَا جَعَلَ أَزْوَجَكُمُ الَّئِى تُظهِرُونَ مِنهُنَّ أُمَّهَتِكمْوَ مَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَهِكُمْوَ اللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِى السبِيلَ‏(4) ادْعُوهُمْ لاَبَائهِمْ هُوَ أَقْسط عِندَ اللَّهِفَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا ءَابَاءَهُمْ فَإِخْوَنُكمْ فى الدِّينِ وَ مَوَلِيكُمْوَ لَيْس عَلَيْكمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطأْتُم بِهِ وَ لَكِن مَّا تَعَمَّدَت قُلُوبُكُمْوَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً(5) النَّبىُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْوَ أَزْوَجُهُ أُمَّهَتهُمْوَ أُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فى كتَبِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهَجِرِينَ إِلا أَن تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيَائكُم مَّعْرُوفاًكانَ ذَلِك فى الْكتَبِ مَسطوراً(6) وَ إِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَقَهُمْ وَ مِنك وَ مِن نُّوحٍ وَ إِبْرَهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى ابْنِ مَرْيمَوَ أَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَقاً غَلِيظاً(7) لِّيَسئَلَ الصدِقِينَ عَن صِدْقِهِمْوَ أَعَدَّ لِلْكَفِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً(8)

« بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها النبي» نداء تعظيم « اتق الله» اثبت على تقواه « و لا تطع الكافرين و المنافقين» قالوا له ارفض ذكر آلهتنا و ندعك و ربك فنزلت « إن الله كان عليما» بالصواب « حكيما» في التدبير « و اتبع ما يوحى إليك من ربك» أي القرآن « إن الله كان بما تعملون خبيرا و توكل على الله» في أمرك « و كفى بالله وكيلا» حافظا « ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه» لأنهما إن اتحدا في الفعل فأحدهما فضلة لا حاجة إليها و إن اختلفا فيه اتصف الشخص بالضدين في وقت واحد « و ما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم» و الظهار قول الرجل لامرأته : أنت علي كظهر أمي « و ما جعل أدعياءكم» جمع دعي و هو من يدعي ابنا لغير أبيه « أبناءكم» إذ كانوا يسمون زيد بن حارثة : ابن محمد ، و نفي القلبين و أمومة المظاهرة تمهيدا لذلك أي كما لم يجعل قلبين في جوف و لا زوجة أما لم يجعل الدعي ابنا لمن تبناه ، و الغرض رفع قالة الناس عنه (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) حين تزوج زينب بعد أن طلقها زيد بن حارثة أنه تزوج امرأة ابنه « ذلكم» النسب « قولكم بأفواهكم» لا حقيقة له « و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل» سبيل الحق « ادعوهم لآبائهم» انسبوهم إليهم « هو أقسط» أعدل « عند الله فإن لم تعلموا ءاباءهم فإخوانكم» فهم إخوانكم « في الدين و مواليكم» و أولياؤكم فيه فقولوا : أخي و مولاي « و ليس عليكم جناح» إثم « فيما أخطأتم به» من ذلك قبل النهي أو لسبق اللسان « و لكن ما» أي فيما « تعمدت قلوبكم» الجناح « و كان الله غفورا» للمخطى‏ء « رحيما» بالعفو عن العامد إن شاء « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم» في أمور الدين أو الدنيا « و أزواجه أمهاتهم» كأمهاتهم في التحريم « و أولوا الأرحام» ذوو القرابات « بعضهم أولى ببعض» في الإرث نسخ التوارث بالهجرة و الموالاة في الدين « في كتاب الله» في حكمه أو اللوح المحفوظ أو القرآن « من المؤمنين و المهاجرين» أي الأقارب بالقرابة أولى بالإرث من المؤمنين بالإيمان و المهاجرين بالهجرة « إلا» لكن « أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا» بوصية جائز « كان ذلك» المذكور « في الكتاب» اللوح أو القرآن « مسطورا» مثبتا « و إذ» و اذكر إذ « أخذنا من النبيين ميثاقهم» عهودهم بتبليغ الرسالة « و منك و من نوح و إبراهيم و موسى و عيسى ابن مريم» خصوا بالذكر لفضلهم و قدم نبينا لأفضليته « و أخذنا منهم ميثاقا غليظا» شديدا أو مؤكدا باليمين « ليسئل» الله « الصادقين عن صدقهم» الأنبياء عن تبليغ الرسالة

تفسير شبر ص :398

لِّيَسئَلَ الصدِقِينَ عَن صِدْقِهِمْوَ أَعَدَّ لِلْكَفِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً(8) يَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسلْنَا عَلَيهِمْ رِيحاً وَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَاوَ كانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً(9) إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسفَلَ مِنكُمْ وَ إِذْ زَاغَتِ الأَبْصرُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوب الْحَنَاجِرَ وَ تَظنُّونَ بِاللَّهِ الظنُونَا(10) هُنَالِك ابْتُلىَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزَالاً شدِيداً(11) وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنَفِقُونَ وَ الَّذِينَ فى قُلُوبهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسولُهُ إِلا غُرُوراً(12) وَ إِذْ قَالَت طائفَةٌ مِّنهُمْ يَأَهْلَ يَثرِب لا مُقَامَ لَكمْ فَارْجِعُواوَ يَستَئْذِنُ فَرِيقٌ مِّنهُمُ النَّبىَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَ مَا هِىَ بِعَوْرَةٍإِن يُرِيدُونَ إِلا فِرَاراً(13) وَ لَوْ دُخِلَت عَلَيهِم مِّنْ أَقْطارِهَا ثُمَّ سئلُوا الْفِتْنَةَ لاَتَوْهَا وَ مَا تَلَبَّثُوا بهَا إِلا يَسِيراً(14) وَ لَقَدْ كانُوا عَهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَرَوَ كانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسئُولاً(15) قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَ إِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلا قَلِيلاً(16) قُلْ مَن ذَا الَّذِى يَعْصِمُكم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سوءاً أَوْ أَرَادَ بِكمْ رَحْمَةًوَ لا يجِدُونَ لهَُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً(17) × قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكمْ وَ الْقَائلِينَ لاخْوَنِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَاوَ لا يَأْتُونَ الْبَأْس إِلا قَلِيلاً(18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْفَإِذَا جَاءَ الخَْوْف رَأَيْتَهُمْ يَنظرُونَ إِلَيْك تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كالَّذِى يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِفَإِذَا ذَهَب الخَْوْف سلَقُوكم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلى الخَْيرِأُولَئك لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَط اللَّهُ أَعْمَلَهُمْوَ كانَ ذَلِك عَلى اللَّهِ يَسِيراً(19)

« و أعد للكافرين عذابا أليما يا أيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود» من الكفار « فأرسلنا عليهم ريحا و جنودا لم تروها» ملائكة « و كان الله بما تعملون بصيرا إذ جاءوكم» بدل من إذ جاءتكم « من فوقكم و من أسفل منكم» من أعلى الوادي و من أسفله « و إذ زاغت الأبصار» مالت عن مقرها دهشا و شخوصا « و بلغت القلوب الحناجر» فزعا إذ عند شدته تنتفخ الرئة فيرتفع القلب إلى الحنجرة و هي منتهى الحلقوم « و تظنون بالله الظنونا» المختلفة فظن المخلصون النصر و أن الله مبتليهم فخافوا أضعف الاحتمال و المنافقون و ضعفة القلوب ما حكى عنهم « هنالك ابتلي المؤمنون» اختبروا فتبين المخلص الثابت من غيره « و زلزلوا» أزعجوا « زلزالا شديدا» من الفزع « و إذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض» ضعف يقين « ما وعدنا الله و رسوله» بالنصر و الفتح « إلا غرورا» وعدا باطلا « و إذ قالت طائفة منهم» ابن أبي و أضرابه « يا أهل يثرب» هي المدينة أو أرضها « لا مقام» موضع قيام « لكم» هاهنا « فارجعوا» إلى منازلكم في المدينة و كانوا مع النبي خارجها « و يستأذن فريق منهم النبي» للرجوع « يقولون إن بيوتنا عورة» غير حصينة « و ما هي بعورة» بل حصينة « إن» ما « يريدون» بذلك « إلا فرارا» من القتال « و لو دخلت» المدينة أو بيوتهم « عليهم من أقطارها» نواحيها أي لو دخلها هؤلاء العساكر أو غيرهم بنهب و سبي « ثم سئلوا الفتنة» الشرك و قتال المسلمين « لأتوها» لأعطوها « و ما تلبثوا بها» بالفتنة أو المدينة « إلا» زمانا « يسيرا و لقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار» عند فرارهم بأحد أن لا يفروا « و كان عهد الله مسئولا» عن الوفاء به « قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت» حتف الأنف « أو القتل» إذ لا بد لكم من أحدهما « و إذا» و إن نفعكم الفرار فرضا « لا تمتعون» بالدنيا « إلا» تمتيعا أو زمانا « قليلا قل من ذا الذي يعصمكم» يمنعكم « من الله إن أراد بكم سوءا» ضرا « أو أراد بكم رحمة و لا يجدون لهم من دون الله وليا» ينفعهم « و لا نصيرا» يدفع الضر عنهم « قد يعلم الله المعوقين منكم» المبطئين عن الرسول « و القائلين لإخوانهم هلم» أقبلوا « إلينا» و بين في الأنعام « و لا يأتون البأس» القتال « إلا» إتيانا أو زمانا « قليلا» رياء و تثبيطا « أشحة» بخلاء « عليكم» بالمعاونة و النفقة في سبيل الله

تفسير شبر ص :399

أَشِحَّةً عَلَيْكُمْفَإِذَا جَاءَ الخَْوْف رَأَيْتَهُمْ يَنظرُونَ إِلَيْك تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كالَّذِى يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِفَإِذَا ذَهَب الخَْوْف سلَقُوكم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلى الخَْيرِأُولَئك لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَط اللَّهُ أَعْمَلَهُمْوَ كانَ ذَلِك عَلى اللَّهِ يَسِيراً(19) يحْسبُونَ الأَحْزَاب لَمْ يَذْهَبُواوَ إِن يَأْتِ الأَحْزَاب يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فى الأَعْرَابِ يَسئَلُونَ عَنْ أَنبَائكُمْ وَ لَوْ كانُوا فِيكُم مَّا قَتَلُوا إِلا قَلِيلاً(20) لَّقَدْ كانَ لَكُمْ فى رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسنَةٌ لِّمَن كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الاَخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً(21) وَ لَمَّا رَءَا الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَاب قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسولُهُ وَ صدَقَ اللَّهُ وَ رَسولُهُوَ مَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَناً وَ تَسلِيماً(22) مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صدَقُوا مَا عَهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِفَمِنْهُم مَّن قَضى نحْبَهُ وَ مِنهُم مَّن يَنتَظِرُوَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً(23) لِّيَجْزِى اللَّهُ الصدِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَ يُعَذِّب الْمُنَفِقِينَ إِن شاءَ أَوْ يَتُوب عَلَيْهِمْإِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَّحِيماً(24) وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيراًوَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَوَ كانَ اللَّهُ قَوِياًّ عَزِيزاً(25) وَ أَنزَلَ الَّذِينَ ظهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ مِن صيَاصِيهِمْ وَ قَذَف فى قُلُوبِهِمُ الرُّعْب فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَ تَأْسِرُونَ فَرِيقاً(26) وَ أَوْرَثَكُمْ أَرْضهُمْ وَ دِيَرَهُمْ وَ أَمْوَلهَُمْ وَ أَرْضاً لَّمْ تَطئُوهَاوَ كانَ اللَّهُ عَلى كلّ‏ِ شىْ‏ءٍ قَدِيراً(27)

« فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت» سكراته « فإذا ذهب الخوف» و حيزت الغنائم « سلقوكم» خاصموكم « بألسنة حداد» ذربة طلبا للغنيمة « أشحة على الخير» الغنيمة « أولئك لم يؤمنوا» باطنا « فأحبط الله أعمالهم» الباطلة أي أظهر بطلانها « و كان ذلك» الإحباط « على الله يسيرا» هينا « يحسبون» أي هؤلاء لجبنهم « الأحزاب لم يذهبوا» منهزمين و قد ذهبوا فانصرفوا إلى المدينة خوفا « و إن يأت الأحزاب» كرة أخرى « يودوا» يتمنوا « لو أنهم بادون في الأعراب» خارجون إلى البدو و كائنون في الأعراب « يسئلون عن أنبائكم» أخباركم « و لو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا» رياء « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» أي هو قدوة يحسن التأسي به في الثبات في الحرب و غيره « لمن كان يرجوا الله» يأمل ثوابه و يخاف عقابه « و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا» أي المقتدي بالرسول هو الراجي المواظب على الذكر « و لما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله و رسوله» في الوعد « و ما زادهم» ما رأوا « إلا إيمانا» بوعد الله « و تسليما» لأمره « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه» من الثبات مع الرسول « فمنهم من قضى نحبه» نذره قاتل حتى قتل كحمزة « و منهم من ينتظر» الشهادة كعلي « و ما بدلوا» العهد « تبديلا» كما بدل المنافقون « ليجزي الله الصادقين بصدقهم و يعذب المنافقين إن شاء» إذا لم يتوبوا « أو يتوب عليهم» إن تابوا « إن الله كان غفورا رحيما» لمن تاب « و رد الله الذين كفروا» أي الأحزاب « بغيظهم لم ينالوا خيرا» ظفرا « و كفى الله المؤمنين القتال» بعلى و الريح و الملائكة « و كان الله قويا» على ما يريد « عزيزا» غالبا على أمره « و أنزل الذين ظاهروهم» و عاونوا الأحزاب « من أهل الكتاب» قريظة « من صياصيهم» حصونهم « و قذف في قلوبهم الرعب» الخوف « فريقا تقتلون و تأسرون فريقا و أورثكم أرضهم»

تفسير شبر ص :400

وَ أَوْرَثَكُمْ أَرْضهُمْ وَ دِيَرَهُمْ وَ أَمْوَلهَُمْ وَ أَرْضاً لَّمْ تَطئُوهَاوَ كانَ اللَّهُ عَلى كلّ‏ِ شىْ‏ءٍ قَدِيراً(27) يَأَيهَا النَّبىُّ قُل لأَزْوَجِك إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا وَ زِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعْكُنَّ وَ أُسرِّحْكُنَّ سرَاحاً جَمِيلاً(28) وَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَ رَسولَهُ وَ الدَّارَ الاَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً(29) يَنِساءَ النَّبىّ‏ِ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَحِشةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضعَف لَهَا الْعَذَاب ضِعْفَينِوَ كانَ ذَلِك عَلى اللَّهِ يَسِيراً(30) × وَ مَن يَقْنُت مِنكُنَّ للَّهِ وَ رَسولِهِ وَ تَعْمَلْ صلِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَينِ وَ أَعْتَدْنَا لهََا رِزْقاً كرِيماً(31) يَنِساءَ النَّبىّ‏ِ لَستنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّساءِإِنِ اتَّقَيْتنَّ فَلا تخْضعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطمَعَ الَّذِى فى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً(32) وَ قَرْنَ فى بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبرَّجْنَ تَبرُّجَ الْجَهِلِيَّةِ الأُولىوَ أَقِمْنَ الصلَوةَ وَ ءَاتِينَ الزَّكوةَ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسولَهُإِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِب عَنكمُ الرِّجْس أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطهِّرَكمْ تَطهِيراً(33) وَ اذْكرْنَ مَا يُتْلى فى بُيُوتِكنَّ مِنْ ءَايَتِ اللَّهِ وَ الحِْكمَةِإِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً(34) إِنَّ الْمُسلِمِينَ وَ الْمُسلِمَتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَتِ وَ الْقَنِتِينَ وَ الْقَنِتَتِ وَ الصدِقِينَ وَ الصدِقَتِ وَ الصبرِينَ وَ الصبرَتِ وَ الْخَشِعِينَ وَ الْخَشِعَتِ وَ الْمُتَصدِّقِينَ وَ الْمُتَصدِّقَتِ وَ الصئمِينَ وَ الصئمَتِ وَ الحَْفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَفِظتِ وَ الذَّكرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّكرَتِ أَعَدَّ اللَّهُ لهَُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْراً عظِيماً(35)

مزارعهم « و ديارهم» قلاعهم « و أموالهم» من صامت و ناطق « و أرضا لم تطئوها» خيبر أو فارس و الروم « و كان الله على كل شي‏ء قديرا» فيفعل ما شاء « يا أيها النبي قل لأزواجك» و كن تسعا و سألنه ثياب زينة و زيادة نفقة فنزلت « إن كنتن تردن الحيوة الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا و إن كنتن تردن الله و رسوله و الدار الآخرة» أي الجنة « فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما» نعيم الجنة « يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة» ظاهر قبحها « يضاعف لها العذاب ضعفين» أي مثلي عذاب غيرهن إن الذنب منهن أقبح لزيادة النعمة و نزول الوحي في بيوتهن و ليس العالم كغيره « و كان ذلك على الله يسيرا و من يقنت منكن» يدم على الطاعة « لله و رسوله و تعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين» مثلي أجر غيرهن « و أعتدنا لها رزقا كريما» في الجنة زيادة « يا نساء النبي لستن كأحد من النساء» كجماعة واحدة من جماعات النساء في الفضل « إن اتقيتن» معصية الله و رسوله « فلا تخضعن بالقول» كالمربيات « فيطمع الذي في قلبه مرض» ريبة « و قلن قولا معروفا» حسنا غير لين « و قرن في بيوتكن» بالكسر من قرن يقرن و قرى‏ء بالفتح و هو لغة فيه « و لا تبرجن» لا تظهرن زينتكن للرجال « تبرج الجاهلية الأولى» تبرجا مثل تبرج النساء الجاهلية القديمة و هو زمان ولادة إبراهيم أو ما بين آدم و نوح و الأخرى ما بين عيسى و محمد و قيل الأولى جاهلية الكفر و الأخرى جاهلية الفسق في الإسلام و روي أنها صفراء بنت شعيب خرجت على يوشع « و أقمن الصلوة و ءاتين الزكوة و أطعن الله و رسوله» في أوامره و نواهيه « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس» الذنب « أهل البيت» بيت النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) نداء أو مدح « و يطهركم» من جميع المآثم « تطهيرا» أجمع المفسرون على نزولها في أهل العباء ، و به روايات مستفيضة « و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة» من القرآن الجامع بين الأمرين « إن الله كان لطيفا» في تدبير خلقه « خبيرا» بمصالحه « إن المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات و القانتين» الدائمين على الطاعة « و القانتات و الصادقين و الصادقات» في قولهم و فعلهم « و الصابرين و الصابرات» على البلاء و الطاعات

تفسير شبر ص :401

إِنَّ الْمُسلِمِينَ وَ الْمُسلِمَتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَتِ وَ الْقَنِتِينَ وَ الْقَنِتَتِ وَ الصدِقِينَ وَ الصدِقَتِ وَ الصبرِينَ وَ الصبرَتِ وَ الْخَشِعِينَ وَ الْخَشِعَتِ وَ الْمُتَصدِّقِينَ وَ الْمُتَصدِّقَتِ وَ الصئمِينَ وَ الصئمَتِ وَ الحَْفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَفِظتِ وَ الذَّكرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّكرَتِ أَعَدَّ اللَّهُ لهَُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْراً عظِيماً(35) وَ مَا كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضى اللَّهُ وَ رَسولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لهَُمُ الخِْيرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْوَ مَن يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسولَهُ فَقَدْ ضلَّ ضلَلاً مُّبِيناً(36) وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِى أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْت عَلَيْهِ أَمْسِك عَلَيْك زَوْجَك وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تخْفِى فى نَفْسِك مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تخْشى النَّاس وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَن تخْشاهُفَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِّنهَا وَطراً زَوَّجْنَكَهَا لِكَىْ لا يَكُونَ عَلى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فى أَزْوَج أَدْعِيَائهِمْ إِذَا قَضوْا مِنهُنَّ وَطراًوَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً(37) مَّا كانَ عَلى النَّبىّ‏ِ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَض اللَّهُ لَهُسنَّةَ اللَّهِ فى الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُوَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً(38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسلَتِ اللَّهِ وَ يخْشوْنَهُ وَ لا يخْشوْنَ أَحَداً إِلا اللَّهَوَ كَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً(39) مَّا كانَ محَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَ لَكِن رَّسولَ اللَّهِ وَ خَاتَمَ النَّبِيِّينَوَ كانَ اللَّهُ بِكلّ‏ِ شىْ‏ءٍ عَلِيماً(40) يَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً(41) وَ سبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً(42)

« و الخاشعين» المتواضعين « و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات» بما فرض عليهم أو الأعم « و الصائمين و الصائمات» المفروض أو الأعم « و الحافظين و الحافظات» عن الحرام « و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات» بقلوبهم و ألسنتهم « أعد الله لهم مغفرة» لذنوبهم « و أجرا عظيما» على طاعتهم « و ما كان» ما صح « لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون» بالياء و التاء « لهم الخيرة» أن يختاروا « من أمرهم» خلاف مختار الله و رسوله و فيه رد على من جعل الإمامة بالاختيار « و من يعص الله فقد ضل ضلالا مبينا و إذ تقول للذي أنعم الله عليه» بالتوفيق للإسلام « و أنعمت عليه» بالعتق و هو زيد بن حارثة كان من سبي الجاهلية اشتراه النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) قبل مبعثه و أعتقه و تبناه « أمسك عليك زوجك» زينب « و اتق الله» في مفارقتها و مضارتها « و تخفي في نفسك ما الله مبديه» و هو نكاحها إن طلقها أو ما أعلمك الله من أنه سيطلقها و تتزوجها « و تخشى الناس» أن يعيروك به « و الله أحق أن تخشاه» و العتاب على الأخفاء مخافة الناس و إظهار ما يخالف ضميره في الظاهر إذ كان الأولى أن يصمت أو يقول : أنت و شأنك « فلما قضى زيد منها وطرا» حاجة و طابت منها نفسه و طلقها و انقضت عدتها « زوجناكها» و كانت تفتخر بأن الله تولى نكاحها ، و عن أهل البيت زوجتكها « لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا و كان أمر الله» الذي يريده « مفعولا» مكونا كتزويج زينب « ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله» قسم أو أوجب « له سنة الله» سن نفي الحرج سنة « في الذين خلوا من قبل» من الأنبياء و وسع لهم في النكاح « و كان أمر الله قدرا مقدورا» قضاء مقضيا « الذين يبلغون رسالات الله و يخشونه و لا يخشون أحدا إلا الله» قيل تعريض بعد تصريح « و كفى بالله حسيبا» كافيا للمخاوف أو محاسبا « ما كان محمد أبا أحد من رجالكم» فليس أبا زيد فلا يحرم عليه نكاح مطلقته « و لكن رسول الله» و الرسول أبو أمته في وجوب تعظيمهم له أو نصحه لهم و ليس بينه و بينهم ولادة و زيد منهم « و خاتم النبيين و كان الله بكل شي‏ء عليما» و منه أنه لا نبي بعده « يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا» على كل حال و بكل ما هو أهله « و سبحوه بكرة و أصيلا» أول النهار و آخره

تفسير شبر ص :402

هُوَ الَّذِى يُصلى عَلَيْكُمْ وَ مَلَئكَتُهُ لِيُخْرِجَكم مِّنَ الظلُمَتِ إِلى النُّورِوَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً(43) تحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سلَمٌوَ أَعَدَّ لهَُمْ أَجْراً كَرِيماً(44) يَأَيهَا النَّبىُّ إِنَّا أَرْسلْنَك شهِداً وَ مُبَشراً وَ نَذِيراً(45) وَ دَاعِياً إِلى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرَاجاً مُّنِيراً(46) وَ بَشرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لهَُم مِّنَ اللَّهِ فَضلاً كَبِيراً(47) وَ لا تُطِع الْكَفِرِينَ وَ الْمُنَفِقِينَ وَ دَعْ أَذَاهُمْ وَ تَوَكلْ عَلى اللَّهِوَ كَفَى بِاللَّهِ وَكيلاً(48) يَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَتِ ثُمَّ طلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونهَافَمَتِّعُوهُنَّ وَ سرِّحُوهُنَّ سرَاحاً جَمِيلاً(49) يَأَيُّهَا النَّبىُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَك أَزْوَجَك الَّتى ءَاتَيْت أُجُورَهُنَّ وَ مَا مَلَكَت يَمِينُك مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْك وَ بَنَاتِ عَمِّك وَ بَنَاتِ عَمَّتِك وَ بَنَاتِ خَالِك وَ بَنَاتِ خَلَتِك الَّتى هَاجَرْنَ مَعَك وَ امْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَت نَفْسهَا لِلنَّبىّ‏ِ إِنْ أَرَادَ النَّبىُّ أَن يَستَنكِحَهَا خَالِصةً لَّك مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَقَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضنَا عَلَيْهِمْ فى أَزْوَجِهِمْ وَ مَا مَلَكت أَيْمَنُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْك حَرَجٌوَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً(50) × تُرْجِى مَن تَشاءُ مِنهُنَّ وَ تُئْوِى إِلَيْك مَن تَشاءُوَ مَنِ ابْتَغَيْت مِمَّنْ عَزَلْت فَلا جُنَاحَ عَلَيْكذَلِك أَدْنى أَن تَقَرَّ أَعْيُنهُنَّ وَ لا يحْزَنَّ وَ يَرْضينَ بِمَا ءَاتَيْتَهُنَّ كلُّهُنَّوَ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا فى قُلُوبِكُمْوَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً(51)

« هو الذي يصلي عليكم» يرحمكم « و ملائكته» يطلبون لكم الرحمة و المغفرة « ليخرجكم من الظلمات» عن الجهل بالله « إلى النور» إلى معرفته أو من الكفر إلى الإيمان « و كان بالمؤمنين رحيما» يشعر بإرادة الرحمة من الصلاة « و تحيتهم يوم يلقونه» عند الموت أو البعث أو في الجنة « سلام» بشارة بالسلامة من كل شر « و أعد لهم أجرا كريما» هو الجنة « يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا» على أمتك بطاعتهم و معصيتهم « و مبشرا» للمطيع بالجنة « و نذيرا» للعاصي بالنار « و داعيا إلى الله» إلى توحيده و طاعته « بإذنه» بأمره أو بتيسيره « و سراجا منيرا» تتجلى به ظلمات الضلال « و بشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا» زيادة على ما يستحقونه من الثواب « و لا تطع الكافرين و المنافقين» تهييج له (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) « و دع أذاهم» إيذاءهم إياك و أعرض عنه أو إيذاءك إياهم بقتل أو ضرر حتى تؤمر به « و توكل على الله» فهو كافيك « و كفى بالله وكيلا» مفوضا إليه الأمور « يا أيها الذين ءامنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن» تجامعوهن « فما لكم عليهن من عدة تعتدونها» تستوفون عددها « فمتعوهن» أي إذا لم تفرضوا لهن مهرا إذ مع فرضه لا يجب لها المتعة كما مر في البقرة « و سرحوهن» خلوا سبيلهن إذ لا عدة لكم عليهن « سراحا جميلا» من غير إضرار « يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي ءاتيت أجورهن» مهورهن « و ما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك و بنات عمك و بنات عماتك و بنات خالك و بنات خالاتك اللاتي هاجرن معك» قيل كانت الهجرة شرطا في الحل ثم نسخ « و امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي» أي و أحللنا لك امرأة مؤمنة تهب لك نفسها بلا مهر إن اتفق ذلك « إن أراد النبي أن يستنكحها» يطلب نكاحها « خالصة لك من دون المؤمنين» إيذان بأنه مما خص به لنبوته و باستحقاقه الكرامة لأجلها « قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم» من الأحكام في العقد الدائم و المنقطع « و ما ملكت أيمانهم» من الإماء بشراء و غيره أنه كيف ينبغي أن يفرض « لكيلا يكون عليك حرج» ضيق في باب النكاح متصل بخالصة و بينهما اعتراض لبيان أن المصلحة اقتضت مخالفة حكمه لحكمهم في ذلك « و كان الله غفورا» لمن يشاء « رحيما» بالتوسعة لعباده « ترجي» تؤخر « من تشاء منهن» من أزواجك فلا تضاجعها « و تؤوي» تضم « إليك من تشاء» و تضاجعها أو تطلق من تشاء و تمسك من تشاء « و من ابتغيت» طلبت « ممن عزلت» تركتها « فلا جناح عليك» في ذلك كله « ذلك» التفويض إلى مشيئتك

تفسير شبر ص :403

تُرْجِى مَن تَشاءُ مِنهُنَّ وَ تُئْوِى إِلَيْك مَن تَشاءُوَ مَنِ ابْتَغَيْت مِمَّنْ عَزَلْت فَلا جُنَاحَ عَلَيْكذَلِك أَدْنى أَن تَقَرَّ أَعْيُنهُنَّ وَ لا يحْزَنَّ وَ يَرْضينَ بِمَا ءَاتَيْتَهُنَّ كلُّهُنَّوَ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا فى قُلُوبِكُمْوَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً(51) لا يحِلُّ لَك النِّساءُ مِن بَعْدُ وَ لا أَن تَبَدَّلَ بهِنَّ مِنْ أَزْوَجٍ وَ لَوْ أَعْجَبَك حُسنهُنَّ إِلا مَا مَلَكَت يَمِينُكوَ كانَ اللَّهُ عَلى كلّ‏ِ شىْ‏ءٍ رَّقِيباً(52) يَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوت النَّبىّ‏ِ إِلا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طعَامٍ غَيرَ نَظِرِينَ إِنَاهُ وَ لَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَ لا مُستَئْنِسِينَ لحَِدِيثٍإِنَّ ذَلِكُمْ كانَ يُؤْذِى النَّبىَّ فَيَستَحْىِ مِنكمْوَ اللَّهُ لا يَستَحْىِ مِنَ الْحَقّ‏ِوَ إِذَا سأَلْتُمُوهُنَّ مَتَعاً فَسئَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍذَلِكمْ أَطهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَ قُلُوبِهِنَّوَ مَا كانَ لَكمْ أَن تُؤْذُوا رَسولَ اللَّهِ وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزْوَجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداًإِنَّ ذَلِكُمْ كانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً(53) إِن تُبْدُوا شيْئاً أَوْ تخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكلّ‏ِ شىْ‏ءٍ عَلِيماً(54) لا جُنَاحَ عَلَيهِنَّ فى ءَابَائهِنَّ وَ لا أَبْنَائهِنَّ وَ لا إِخْوَنهِنَّ وَ لا أَبْنَاءِ إِخْوَنهِنَّ وَ لا أَبْنَاءِ أَخَوَتِهِنَّ وَ لا نِسائهِنَّ وَ لا مَا مَلَكت أَيْمَنهُنَّوَ اتَّقِينَ اللَّهَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كلّ‏ِ شىْ‏ءٍ شهِيداً(55) إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَئكتَهُ يُصلُّونَ عَلى النَّبىّ‏ِيَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صلُّوا عَلَيْهِ وَ سلِّمُوا تَسلِيماً(56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسولَهُ لَعَنهُمُ اللَّهُ فى الدُّنْيَا وَ الاَخِرَةِ وَ أَعَدَّ لهَُمْ عَذَاباً مُّهِيناً(57)

« أدنى» أقرب إلى « أن تقر أعينهن و لا يحزن و يرضين بما ءاتيتهن» لاستوائهن في هذا الحكم « كلهن» تأكيد من فاعل يرضين « و الله يعلم ما في قلوبكم» فلا تسروا ما يسخطه « و كان الله عليما» بخلقه « حليما» لا يعاجل بالعقوبة « لا يحل» بالياء و التاء « لك النساء» المحرمات في سورة النساء « من بعد» بعد النساء اللاتي أحللناهن لك بالآية السابقة « و لا أن تبدل بهن من أزواج» منع من فعل الجاهلية كان الرجلان منهم يتبادلان فينزل كل منهما عن زوجته للآخر « و لو أعجبك حسنهن» حسن المحرمات عليك « إلا» لكن « ما ملكت يمينك» فيحل و قيل لا يحل لك النساء بعد التسع و هن في حقه كالأربع في حقنا ، و عن الصادق (عليه‏السلام‏) إنما عنى اللاتي حرمن عليه في آية النساء و لو كان الأمر كما يقولون لكان قد حل لكم ما لم يحل له « و كان الله على كل شي‏ء رقيبا» حفيظا « يا أيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم» إلا وقت الإذن أو إلا مأذونا لكم « إلى طعام» فادخلوا حينئذ « غير ناظرين إناه» منتظرين إدراكه مصدر أنى يأني أي لا تدخلوا قبل نضجه فيطول لبثكم « و لكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا» بالخروج « و لا مستأنسين لحديث» يحدث بعضكم بعضا عطف على ناظرين أو مقدر بلا تمكثوا « إن ذلكم كان يؤذي النبي» لتضيقكم عليه و على أهله المنزل « فيستحي منكم» أن يخرجكم « و الله لا يستحي من الحق» أي لا يترك بيان الحق و هو إخراجكم « و إذا سألتموهن» أي نساء النبي « متاعا» مما يحتاج إليه « فاسألوهن» المتاع « من وراء حجاب» ستر « ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن» من خواطر الريبة « و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله» بشي‏ء حيا و ميتا « و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا» بعد وفاته أو فراقه و من دخل بها أو غيرها « إن ذلكم» الإيذاء و النكاح « كان عند الله» ذنبا « عظيما إن تبدوا شيئا» في نكاحهن « أو تخفوه» في قلوبكم « فإن الله كان بكل شي‏ء عليما» فيجازيكم به و فيه تهديد بليغ « لا جناح عليهن في ءابائهن و لا أبنائهن و لا إخوانهن و لا أبناء إخوانهن و لا أبناء أخواتهن» أن لا يحتجبن به عنهم و لم يذكر العم و الخال لأنهما كالوالدين أو الأخوين « و لا نسائهن» أي المؤمنات أو كل النساء « و لا ما ملكت أيمانهن» من الإماء أو ما يعمها و العبد كما مر في النور « و اتقين الله» فيما كلفتنه « إن الله كان على كل شي‏ء شهيدا» لا يغيب عنه شي‏ء « إن الله و ملائكته يصلون على النبي» يثنون عليه و يعظمونه « يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه و سلموا تسليما» و مفادها وجوب الصلاة و السلام عليه في الجملة و يحتمل وجوبها في التشهد و التسليم عليه في حياته أو أريد به الانقياد لأمره « إن الذين يؤذون الله و رسوله»

تفسير شبر ص :404

إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسولَهُ لَعَنهُمُ اللَّهُ فى الدُّنْيَا وَ الاَخِرَةِ وَ أَعَدَّ لهَُمْ عَذَاباً مُّهِيناً(57) وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَتِ بِغَيرِ مَا اكتَسبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَناً وَ إِثْماً مُّبِيناً(58) يَأَيهَا النَّبىُّ قُل لأَزْوَجِك وَ بَنَاتِك وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّذَلِك أَدْنى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَوَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً(59) × لَّئن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَفِقُونَ وَ الَّذِينَ فى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَ الْمُرْجِفُونَ فى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّك بِهِمْ ثُمَّ لا يجَاوِرُونَك فِيهَا إِلا قَلِيلاً(60) مَّلْعُونِينَأَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلاً(61) سنَّةَ اللَّهِ فى الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُوَ لَن تجِدَ لِسنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً(62) يَسئَلُك النَّاس عَنِ الساعَةِقُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِوَ مَا يُدْرِيك لَعَلَّ الساعَةَ تَكُونُ قَرِيباً(63) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَفِرِينَ وَ أَعَدَّ لهَُمْ سعِيراً(64) خَلِدِينَ فِيهَا أَبَداًلا يجِدُونَ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً(65) يَوْمَ تُقَلَّب وُجُوهُهُمْ فى النَّارِ يَقُولُونَ يَلَيْتَنَا أَطعْنَا اللَّهَ وَ أَطعْنَا الرَّسولا(66) وَ قَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطعْنَا سادَتَنَا وَ كُبرَاءَنَا فَأَضلُّونَا السبِيلا(67) رَبَّنَا ءَاتهِمْ ضِعْفَينِ مِنَ الْعَذَابِ وَ الْعَنهُمْ لَعْناً كَبِيراً(68) يَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَكُونُوا كالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسى فَبرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُواوَ كانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً(69)

بارتكاب ما لا يرضيان به من كفر و معصية « لعنهم الله في الدنيا و الآخرة» أبعدهم عن رحمته « و أعد لهم عذابا مهينا» ذا إهانة و هو النار « و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا» بغير ذنب يوجب إيذاءهم « فقد احتملوا بهتانا و إثما مبينا» بينا « يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن» يرخين على وجوههن و أبدانهن بعض ملاحفهن الفاضل من التلفع « ذلك أدنى» أقرب إلى « أن يعرفن» أنهن حرائر « فلا يؤذين» بتعرض أهل الريبة لهن كتعرضهم للإماء « و كان الله غفورا رحيما» بإرشاده إلى ما فيه المصالح « لئن لم ينته المنافقون» عن نفاقهم « و الذين في قلوبهم مرض» ضعف إيمان أو فجور عما لهم فيه « و المرجفون في المدينة» بأخبار السوء كقولهم قتل سراياكم و أتاكم عدوكم من الرجفة الزلزلة سمي بها الخبر الكاذب لتزلزله « لنغرينك بهم» لنأمرنك بقتالهم و إجلائهم « ثم لا يجاورونك فيها» في المدينة « إلا» زمانا « قليلا ملعونين أينما ثقفوا» وجدوا « أخذوا و قتلوا تقتيلا سنة الله» أي سن الله ذلك سنة « في الذين خلوا من قبل» من الأمم الماضية في منافقيهم المرجفين للمؤمنين « و لن تجد لسنة الله تبديلا» عما جرت عليه « يسئلك الناس عن الساعة» متى تقوم استهزاء أو امتحانا « قل إنما علمها عند الله» استأثر به « و ما يدريك لعل الساعة تكون قريبا» شيئا قريبا أي توجد في وقت قريب « إن الله لعن الكافرين و أعد لهم سعيرا» نارا تلهب « خالدين» مقدرا خلودهم « فيها أبدا لا يجدون وليا» يمنعهم منها « و لا نصيرا» يدفعها عنهم « يوم تقلب وجوههم في النار» تصرف من جهة إلى جهة أو من حال إلى حال أو تنكس رءوسهم « يقولون يا» للتنبيه « ليتنا أطعنا الله و أطعنا الرسولا» فلا نعذب « و قالوا» أي الأتباع منهم « ربنا إنا أطعنا سادتنا و كبراءنا» و هم قادتهم في الكفر « فأضلونا السبيلا» سبل الحق « ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب» مثلي عذابنا إذ ضلوا و أضلوا « و العنهم لعنا كبيرا» عدده « يا أيها الذين ءامنوا لا تكونوا» مع نبيكم « كالذين ءاذوا موسى فبرأه الله مما قالوا» أي مضمونه و هو رميهم إياه ببرص فأظهر الله لهم براءته و اتهامهم له بقتل هارون

تفسير شبر ص :405

يَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَكُونُوا كالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسى فَبرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُواوَ كانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً(69) يَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سدِيداً(70) يُصلِحْ لَكُمْ أَعْمَلَكمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْوَ مَن يُطِع اللَّهَ وَ رَسولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71) إِنَّا عَرَضنَا الأَمَانَةَ عَلى السمَوَتِ وَ الأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَأَبَينَ أَن يحْمِلْنهَا وَ أَشفَقْنَ مِنهَا وَ حَمَلَهَا الانسنُإِنَّهُ كانَ ظلُوماً جَهُولاً(72) لِّيُعَذِّب اللَّهُ الْمُنَفِقِينَ وَ الْمُنَفِقَتِ وَ الْمُشرِكينَ وَ الْمُشرِكَتِ وَ يَتُوب اللَّهُ عَلى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَتِوَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيمَا(73)

« و كان عند الله وجيها» ذا جاه و قدر « يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله» في إيذاء رسوله و غيره « و قولوا قولا سديدا» قاصدا إلى الحق « يصلح لكم أعمالكم» يتقبلها أو يوفقكم بلطفه للأعمال الصالحة « و يغفر لكم ذنوبكم» باستقامتكم بالقول و العمل « و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما» ظفر ببغيته « إنا عرضنا الأمانة» هي الطاعة المعلق بها الفوز فإنها واجبة الأداء كالأمانة « على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها» أي هي لعظمتها بحيث لو عرضت على هذه العظام و كان لها شعور لأبين حملها « و أشفقن» خفن « منها و حملها الإنسان» مع ضعفه أي جنسه باعتبار الغالب « إنه كان ظلوما» حيث لم يؤدها « جهولا» بعظمة شأنها أو أريد بالأمانة ما يعم الطاعة الطبيعية و الاختيارية « ليعذب الله المنافقين و المنافقات و المشركين و المشركات» الخائنين الأمانة « و يتوب الله على المؤمنين و المؤمنات» المؤدين للأمانة « و كان الله غفورا» للمؤمنين « رحيما» بهم .

/ 1