تفسير شبر سوره رعد - تفسير شبر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير شبر - نسخه متنی

السید عبدالله العلوی الحسینی المشتهر بالشبر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير شبر سوره رعد

تفسير شبر ص :251

( 13 ) سورة الرعد ثلاث و أربعون آية ( 43 ) مكية أو مدنية

بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المرتِلْك ءَايَت الْكِتَبِوَ الَّذِى أُنزِلَ إِلَيْك مِن رَّبِّك الْحَقُّ وَ لَكِنَّ أَكْثرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ‏(1) اللَّهُ الَّذِى رَفَعَ السمَوَتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَوْنهَاثمَّ استَوَى عَلى الْعَرْشِوَ سخَّرَ الشمْس وَ الْقَمَرَكلٌّ يجْرِى لأَجَلٍ مُّسمًّىيُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصلُ الاَيَتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ‏(2) وَ هُوَ الَّذِى مَدَّ الأَرْض وَ جَعَلَ فِيهَا رَوَسىَ وَ أَنهَراًوَ مِن كلّ‏ِ الثَّمَرَتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَينِ اثْنَينِيُغْشى الَّيْلَ النهَارَإِنَّ فى ذَلِك لاَيَتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ‏(3) وَ فى الأَرْضِ قِطعٌ مُّتَجَوِرَتٌ وَ جَنَّتٌ مِّنْ أَعْنَبٍ وَ زَرْعٌ وَ نخِيلٌ صِنْوَانٌ وَ غَيرُ صِنْوَانٍ يُسقَى بِمَاءٍ وَحِدٍ وَ نُفَضلُ بَعْضهَا عَلى بَعْضٍ فى الأُكلِإِنَّ فى ذَلِك لاَيَتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏(4) وَ إِن تَعْجَب فَعَجَبٌ قَوْلهُُمْ أَ ءِذَا كُنَّا تُرَباً أَ ءِنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍأُولَئك الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبهِمْوَ أُولَئك الأَغْلَلُ فى أَعْنَاقِهِمْوَ أُولَئك أَصحَب النَّارِهُمْ فِيهَا خَلِدُونَ‏(5) وَ يَستَعْجِلُونَك بِالسيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسنَةِ وَ قَدْ خَلَت مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَتوَ إِنَّ رَبَّك لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلى ظلْمِهِمْوَ إِنَّ رَبَّك لَشدِيدُ الْعِقَابِ‏(6)

« بسم الله الرحمن الرحيم المر» مروي معناه أنا الله المحيي المميت الرازق « تلك» الآيات هي « ءايات الكتاب» القرآن أو السورة « و الذي أنزل إليك من ربك» أي القرآن « الحق و لكن أكثر الناس لا يؤمنون» بحقيقته لتركهم تدبره « الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها» استيناف أي و أنتم ترون السموات كذلك أو صفة لعمد و يصدق بأن لا عمد أصلا و روي فثم عمد و لكن لا ترون « ثم استوى على العرش» بالتدبير « و سخر الشمس و القمر» ذللهما لمنافع خلقه « كل» منهما « يجري لأجل مسمى» إلى وقت مضروب هو يوم القيامة « يدبر الأمر» أمر ملكوته على مقتضى حكمته « يفصل الآيات» ينزلها مفصلا أو يبين دلائل وحدانيته « لعلكم بلقاء ربكم توقنون» لكي تتأملوا فتعلموا أن من قدر على هذه الأمور قادر على البعث « و هو الذي مد الأرض» بسطها لمنافع خلقه « و جعل فيها رواسي» جبالا ثوابت « و أنهارا» قرنت بالجبال لأنها أسباب لتفجرها « و من كل الثمرات» من أنواعها « جعل فيها زوجين» صنفين « اثنين» كالحلو و الحامض و الليل و النهار و نحوها « يغشي الليل النهار» يلبسه بظلمته و ترك العكس للعلم به « إن في ذلك» المذكور « لآيات» دلالات على وحدانيته « لقوم يتفكرون» فيها « و في الأرض قطع متجاورات» بقاع متلاصقات مختلفات لكل قطعة كيفية ليست للأخرى منها طيبة و سبخة و سهلة و حزنة و اختلافها مع اشتراكها في الأرضية و عوارضها إنما يكون بتخصيص قادر مختار عليم حكيم « و جنات» بساتين « من أعناب و زرع و نخيل صنوان» جمع صنو و هي نخلات أصلها واحد « و غير صنوان» متفرقة الأصول « يسقى بماء واحد و نفضل بعضها على بعض في الأكل» في الثمر طعما و لونا و شكلا و هو من دلائل قدرته تعالى « إن في ذلك» المذكور « لآيات لقوم يعقلون» يتدبرون بعقولهم « و إن تعجب» يا محمد في تكذيبهم « فعجب» حقيق بالعجب « قولهم» في إنكار البعث « أ إذا كنا ترابا أ إنا لفي خلق جديد» فإنهم مع إقرارهم بابتداء الخلق أنكروا الإعادة و هي أهون « أولئك الذين كفروا بربهم» لجحدهم قدرته على البعث « و أولئك الأغلال في أعناقهم» يوم القيامة أو أريد كفرهم « و أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون» دائمون « و يستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة» بالعذاب قبل الرحمة استهزاء « و قد خلت» مضت « من قبلهم المثلات» جمع مثلة بفتح الميم و ضم الثاء أي عقوبات أشباههم في التكذيب فهلا يعتبرون بها « و إن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم» أنفسهم « و إن ربك لشديد العقاب» لمن استحقه

تفسير شبر ص :252

وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِإِنَّمَا أَنت مُنذِرٌ وَ لِكلّ‏ِ قَوْمٍ هَادٍ(7) اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تحْمِلُ كلُّ أُنثى وَ مَا تَغِيض الأَرْحَامُ وَ مَا تَزْدَادُوَ كلُّ شىْ‏ءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ(8) عَلِمُ الْغَيْبِ وَ الشهَدَةِ الْكبِيرُ الْمُتَعَالِ‏(9) سوَاءٌ مِّنكم مَّنْ أَسرَّ الْقَوْلَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُستَخْفِ بِالَّيْلِ وَ سارِب بِالنهَارِ(10) لَهُ مُعَقِّبَتٌ مِّن بَينِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يحْفَظونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيرُ مَا بِقَوْمٍ حَتى يُغَيرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْوَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُوَ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ‏(11) هُوَ الَّذِى يُرِيكمُ الْبرْقَ خَوْفاً وَ طمَعاً وَ يُنشِئُ السحَاب الثِّقَالَ‏(12) وَ يُسبِّحُ الرَّعْدُ بحَمْدِهِ وَ الْمَلَئكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ يُرْسِلُ الصوَعِقَ فَيُصِيب بِهَا مَن يَشاءُ وَ هُمْ يجَدِلُونَ فى اللَّهِ وَ هُوَ شدِيدُ المِْحَالِ‏(13) لَهُ دَعْوَةُ الحَْقّ‏ِوَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَستَجِيبُونَ لَهُم بِشىْ‏ءٍ إِلا كَبَسِطِ كَفَّيْهِ إِلى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَ مَا هُوَ بِبَلِغِهِوَ مَا دُعَاءُ الْكَفِرِينَ إِلا فى ضلَلٍ‏(14) وَ للَّهِ يَسجُدُ مَن فى السمَوَتِ وَ الأَرْضِ طوْعاً وَ كَرْهاً وَ ظِلَلُهُم بِالْغُدُوِّ وَ الاَصالِ (15) قُلْ مَن رَّب السمَوَتِ وَ الأَرْضِ قُلِ اللَّهُقُلْ أَ فَاتخَذْتم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَ لا ضرًّاقُلْ هَلْ يَستَوِى الأَعْمَى وَ الْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَستَوِى الظلُمَت وَ النُّورُأَمْ جَعَلُوا للَّهِ شرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشبَهَ الخَْلْقُ عَلَيهِمْقُلِ اللَّهُ خَلِقُ كلّ‏ِ شىْ‏ءٍ وَ هُوَ الْوَحِدُ الْقَهَّرُ(16)

« و يقول الذين كفروا لو لا» هلا « أنزل عليه آية من ربه» كالناقة و العصا إذ لم يعتدوا بمعجزاته « إنما أنت منذر و لكل قوم هاد» كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم و عن النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) أنا المنذر و علي الهادي « الله يعلم ما تحمل كل أنثى» من ذكر أو أنثى « و ما تغيض» تنقص « الأرحام» هو كل حمل دون تسعة أشهر « و ما تزداد» على التسعة بعدد أيام التي رأت الدم في حملها ، و قيل ما تنقصه و ما تزداده من مدة الحمل و خلقته و عدده أو من دم الحيض « و كل شي‏ء عنده بمقدار» بقدر و حد لا يتعداه « عالم الغيب و الشهادة الكبير» العظيم « المتعال» من كل شي‏ء يقهره أو عما لا يجوز عليه و قرى‏ء المتعالي بالياء « سواء منكم» في علمه « من أسر القول و من جهر به و من هو مستخف بالليل» مستتر بظلمته « و سارب» سالك في سربه بفتح السين أي طريقه « بالنهار» يراه الناس « له» للمسر و الجاهر و المستخفي و السارب « معقبات» ملائكة يتعاقبون في حفظه « من بين يديه و من خلفه» من جوانبه أو مما قدم و أخر من عمله « يحفظونه» من المهالك أو يحفظون أعماله « من أمر الله» من أجل أمره أو بأمره أي كائنة بأمره و في قراءتهم (عليهم‏السلام‏) له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله « إن الله لا يغير ما بقوم» من عاقبة و نعمة « حتى يغيروا ما بأنفسهم» من الطاعة بالمعصية « و إذا أراد الله بقوم سوءا» عذابا أو بلاء « فلا مرد» لا مدفع « له» من أحد « و ما لهم من دونه من وال» يلي أمرهم و يرد السوء عنهم « هو الذي يريكم البرق خوفا» من الصواعق أو للمسافر أو لمن يضره المطر « و طمعا» في المطر أو لمن ينفعه أو للحاضر حالان من البرق بإضمار ذا أو من المخاطبين أي خائفين و طامعين أو علتان أي إخافة و إطماعا أو إرادة خوف و طمع « و ينشى‏ء السحاب الثقال» بالماء « و يسبح الرعد بحمده» هو ملك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق السحاب كما روي أو سامعوه متلبسين بحمده أو يدعو الرعد إلى تسبيحه و حمده لما فيه من الآيات « و الملائكة من خيفته» أي الله « و يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء» فتحرقه « و هم يجادلون» أي الكفار مع مشاهدتهم هذه الآيات يخاصمون النبي « في الله» في توحيده و قدرته على البعث « و هو شديد المحال» الكيد لأعدائه أي الأخذ أو النقمة « له دعوة الحق» أي كلمته و هي لا إله إلا الله أو الدعوة المجابة فإنه يجيب من دعاه أو دعوة المدعو الحق و هو الله « و الذين» أي الأصنام الذين « يدعون» يعبدهم المشركون « من دونه» أي غيره « لا يستجيبون لهم بشي‏ء» من مطالبهم « إلا كباسط» إلا استجابة كاستجابة باسط « كفيه إلى الماء» يدعوه « ليبلغ فاه» بانتقاله من مكانه إليه « و ما هو ببالغه» و لن يبلغ فاه لأنه جماد لا يشعر فكذا آلهتهم « و ما دعاء الكافرين إلا في ضلال» ضياع « و لله يسجد من في السموات و الأرض طوعا» كالملائكة أو المؤمنين « و كرها» كالكفرة المكرهين بالسيف و هما حالان أو علتان « و ظلالهم» بتبعيتهم أو أريد خضوعهم لنفوذ مشيئته فيهم « بالغدو و الآصال» بالبكر و العشيات أي دائما ظرف ليسجد أو حال لظلالهم « قل من رب السموات و الأرض» خالقهما أو مدبرهما « قل الله» مجيبا عنهم إذ لا جواب غيره

تفسير شبر ص :253

قُلْ مَن رَّب السمَوَتِ وَ الأَرْضِ قُلِ اللَّهُقُلْ أَ فَاتخَذْتم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَ لا ضرًّاقُلْ هَلْ يَستَوِى الأَعْمَى وَ الْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَستَوِى الظلُمَت وَ النُّورُأَمْ جَعَلُوا للَّهِ شرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشبَهَ الخَْلْقُ عَلَيهِمْقُلِ اللَّهُ خَلِقُ كلّ‏ِ شىْ‏ءٍ وَ هُوَ الْوَحِدُ الْقَهَّرُ(16) أَنزَلَ مِنَ السمَاءِ مَاءً فَسالَت أَوْدِيَةُ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السيْلُ زَبَداً رَّابِياًوَ مِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فى النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُكَذَلِك يَضرِب اللَّهُ الْحَقَّ وَ الْبَطِلَفَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَب جُفَاءًوَ أَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاس فَيَمْكُث فى الأَرْضِكَذَلِك يَضرِب اللَّهُ الأَمْثَالَ‏(17) لِلَّذِينَ استَجَابُوا لِرَبهِمُ الْحُسنىوَ الَّذِينَ لَمْ يَستَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فى الأَرْضِ جَمِيعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِأُولَئك لهَُمْ سوءُ الحِْسابِ وَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُوَ بِئْس المِْهَادُ(18) أَ فَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْك مِن رَّبِّك الحَْقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىإِنمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَبِ‏(19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ لا يَنقُضونَ الْمِيثَقَ‏(20) وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصلَ وَ يخْشوْنَ رَبهُمْ وَ يخَافُونَ سوءَ الحِْسابِ‏(21) وَ الَّذِينَ صبرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبهِمْ وَ أَقَامُوا الصلَوةَ وَ أَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَءُونَ بِالحَْسنَةِ السيِّئَةَ أُولَئك لهَُمْ عُقْبى الدَّارِ(22) جَنَّت عَدْنٍ يَدْخُلُونهَا وَ مَن صلَحَ مِنْ ءَابَائهِمْ وَ أَزْوَجِهِمْ وَ ذُرِّيَّتهِمْ وَ الْمَلَئكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيهِم مِّن كلّ‏ِ بَابٍ‏(23)

« قل» تبكيتا لهم « أ فاتخذتم من دونه» أي غيره « أولياء» جمادات تعبدونها « لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا» فضلا عن غيرهم « قل هل يستوي الأعمى و البصير» المشرك و الموحد « أم هل تستوي الظلمات و النور» الشرك و التوحيد « أم» بل « جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه» صفة شركاء « فتشابه الخلق» خلق الله و خلقهم « عليهم قل الله خالق كل شي‏ء» لا خالق سواه فلا شريك له في العبادة « و هو الواحد» المتوحد في الربوبية « القهار» لكل شي‏ء « أنزل من السماء ماء» مطرا « فسالت أودية» أي مياهها « بقدرها» في الصغر و الكبر « فاحتمل السيل زبدا» و هو الأبيض المنتفخ على وجه الماء « رابيا» عاليا عليه « و مما يوقدون عليه في النار» من الفلزات كالذهب و الفضة و النحاس و الحديد « ابتغاء حلية» طلب زينة « أو متاع» ينتفع به كالأواني و غيرها « زبد مثله» أي من هذه الأشياء زبد مثل زبد السيل هو خبثها « كذلك» المذكور « يضرب الله الحق و الباطل» أي مثلهما فالصافي المنتفع به من الماء و الفلز مثل الحق و الزبد المضمحل منهما مثل الباطل « فأما الزبد» من السيل و الفلز المذاب « فيذهب جفاء» حال أي مرميا به باطلا « و أما ما ينفع الناس» من الماء و الفلز « فيمكث في الأرض» يبقى دهرا « كذلك يضرب الله الأمثال» للحق الباقي و الباطل الفاني « للذين استجابوا لربهم» لدعوته فآمنوا به المثوبة « الحسنى و الذين لم يستجيبوا له» مبتدأ خبره « لو أن لهم ما في الأرض جميعا و مثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب» المناقشة فيه و لا يغفر لهم ذنب و روي هو أن لا يقبل لهم حسنة و لا يغفر لهم سيئة « و مأواهم جهنم و بئس المهاد» الفراش هي « أ فمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق» فيتبعه « كمن هو أعمى» لا يعلمه أو لا يتبعه إنكار أن يتوهم تشابههما « إنما يتذكر» يتعظ و يعتبر « أولوا الألباب» ذوو العقول « الذين يوفون بعهد الله» ما ألزمهم إياه عقلا أو سمعا أو ما أخذه عليهم في عالم الذر « و لا ينقضون الميثاق» ما وثقوه بينهم و بين الله أو بينه و بين العباد تأكيد أو تعميم بعد تخصيص « و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل» من الإيمان بالرسل و الرحم و حقوق الخلق « و يخشون ربهم» أي عقابه « و يخافون سوء الحساب» المداقة و الاستقصاء فيه « و الذين صبروا» على البلاء و التكاليف « ابتغاء وجه ربهم» طلب رضاه لا رياء و سمعة « و أقاموا الصلاة» يمكن شمولها النفل و كذا « و أنفقوا مما رزقناهم سرا و علانية» في الطاعة « و يدرءون بالحسنة السيئة» يدفعونها بها أو يمحونها بها أو يقابلونها بها إذا أسي‏ء إليهم « أولئك لهم عقبى الدار» العاقبة الحميدة في الدار الآخرة « جنات عدن» إقامة

تفسير شبر ص :254

جَنَّت عَدْنٍ يَدْخُلُونهَا وَ مَن صلَحَ مِنْ ءَابَائهِمْ وَ أَزْوَجِهِمْ وَ ذُرِّيَّتهِمْوَ الْمَلَئكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيهِم مِّن كلّ‏ِ بَابٍ‏(23) سلَمٌ عَلَيْكم بِمَا صبرْتمْفَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ(24) وَ الَّذِينَ يَنقُضونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَقِهِ وَ يَقْطعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصلَ وَ يُفْسِدُونَ فى الأَرْضِأُولَئك لهَُمُ اللَّعْنَةُ وَ لهَُمْ سوءُ الدَّارِ(25) اللَّهُ يَبْسط الرِّزْقَ لِمَن يَشاءُ وَ يَقْدِرُوَ فَرِحُوا بِالحَْيَوةِ الدُّنْيَا وَ مَا الحَْيَوةُ الدُّنْيَا فى الاَخِرَةِ إِلا مَتَعٌ‏(26) وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِقُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَ يهْدِى إِلَيْهِ مَنْ أَنَاب‏(27) الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ تَطمَئنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِأَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئنُّ الْقُلُوب‏(28) الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ طوبى لَهُمْ وَ حُسنُ مَئَابٍ‏(29) كَذَلِك أَرْسلْنَك فى أُمَّةٍ قَدْ خَلَت مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَا عَلَيهِمُ الَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْك وَ هُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِقُلْ هُوَ رَبى لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكلْت وَ إِلَيْهِ مَتَابِ‏(30) وَ لَوْ أَنَّ قُرْءَاناً سيرَت بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطعَت بِهِ الأَرْض أَوْ كلِّمَ بِهِ الْمَوْتىبَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاًأَ فَلَمْ يَايْئَسِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَن لَّوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاس جَمِيعاًوَ لا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبهُم بِمَا صنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتى يَأْتىَ وَعْدُ اللَّهِإِنَّ اللَّهَ لا يخْلِف الْمِيعَادَ(31)

« يدخلونها و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم» يلحقون بهم و إن لم يعملوا كعملهم كرامة لهم « و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب» من أبواب الجنة أو القصور أو الهدايا قائلين « سلام عليكم» تهنئة بالسلامة « بما صبرتم» بسبب صبركم « فنعم عقبى الدار» ما أنتم فيه « و الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه» ما وثقوه به « و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض» بالظلم و الكفر « أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار» عذاب النار أو سوء العاقبة فيها « الله يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر» يوسعه و يضيقه « و فرحوا» أي الكفرة بطرا « بالحيوة الدنيا» بما أوتوه فيها « و ما الحيوة الدنيا في الآخرة» في جنبها « إلا متاع» يتمتع به و يزول « و يقول الذين كفروا لو لا» هلا « أنزل عليه آية من ربه» كالناقة و العصا « قل إن الله يضل من يشاء» يخذله بسوء فعله و عدم اعتداده بالآيات المنزلة « و يهدي إليه من أناب» رجع عن العناد إلى الانقياد « الذين ءامنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله» أنسا و ثقة به أو بالقرآن « ألا بذكر الله تطمئن القلوب» لإزالته الشكوك الموجبة للاضطراب « الذين ءامنوا و عملوا الصالحات» مبتدأ و خبره « طوبى لهم» أي طيب عيش أو فرح أو غبطة أو شجرة في الجنة أصلها في دار النبي و علي و فرعها على أهل الجنة « و حسن مآب» مرجع « كذلك» كما أرسلنا الرسل قبلك « أرسلناك في أمة قد خلت» مضت « من قبلها أمم» فهي آخر الأمم و أنت آخر الرسل « لتتلوا» لتقرأ « عليهم الذي أوحينا إليك» أي القرآن « و هم يكفرون بالرحمن» البليغ الرحمة العميم النعمة حيث قالوا و ما الرحمن حيث أمروا بالسجود له « قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت» في أموري « و إليه متاب» توبتي أي رجوعي « و لو أن قرءانا سيرت به الجبال» أزيلت عن مواضعها « أو قطعت به الأرض» شققت أنهارا و عيونا « أو كلم به الموتى» بعد إحيائهم و جواب لو محذوف أي لكان هذا القرآن أو لما آمنوا لفرط عنادهم قيل قالوا له إن كنت نبيا فسير لنا جبال مكة و اجعل لنا فيها أنهارا و عيونا لنزرع و أحي لنا أمواتنا ليكلمونا فيك فنزلت « بل لله الأمر جميعا» لا لغيره فهو القادر على ذلك « أ فلم ييأس الذين ءامنوا» فلم يعلموا سمي العلم يأسا لأنه سببه إذ من علم شيئا يئس من خلافه و قيل المعنى أ فلم يقنطوا « أن» مخففة « لو يشاء الله لهدى الناس جميعا» إلى الجنة لكنه كلفهم لينالوها باستحقاق أو لو يشاء إلجاءهم لألجأهم « و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا» من الكفر « قارعة» داهية تقرعهم من الجدب و الأسر و القتل « أو تحل» القارعة

تفسير شبر ص :255

وَ لَوْ أَنَّ قُرْءَاناً سيرَت بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطعَت بِهِ الأَرْض أَوْ كلِّمَ بِهِ الْمَوْتىبَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاًأَ فَلَمْ يَايْئَسِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَن لَّوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاس جَمِيعاًوَ لا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبهُم بِمَا صنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتى يَأْتىَ وَعْدُ اللَّهِإِنَّ اللَّهَ لا يخْلِف الْمِيعَادَ(31) وَ لَقَدِ استهْزِئَ بِرُسلٍ مِّن قَبْلِك فَأَمْلَيْت لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثمَّ أَخَذْتهُمْفَكَيْف كانَ عِقَابِ‏(32) أَ فَمَنْ هُوَ قَائمٌ عَلى كلّ‏ِ نَفْسِ بِمَا كَسبَتوَ جَعَلُوا للَّهِ شرَكاءَ قُلْ سمُّوهُمْأَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فى الأَرْضِ أَم بِظهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِبَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَ صدُّوا عَنِ السبِيلِوَ مَن يُضلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(33) لهَُّمْ عَذَابٌ فى الحَْيَوةِ الدُّنْيَاوَ لَعَذَاب الاَخِرَةِ أَشقُّوَ مَا لهَُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ‏(34) مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتى وُعِدَ الْمُتَّقُونَتجْرِى مِن تحْتهَا الأَنهَرُأُكلُهَا دَائمٌ وَ ظِلُّهَاتِلْك عُقْبى الَّذِينَ اتَّقَواوَّ عُقْبى الْكَفِرِينَ النَّارُ(35) وَ الَّذِينَ ءَاتَيْنَهُمُ الْكِتَب يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكوَ مِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضهُقُلْ إِنَّمَا أُمِرْت أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَ لا أُشرِك بِهِإِلَيْهِ أَدْعُوا وَ إِلَيْهِ مَئَابِ‏(36) وَ كَذَلِك أَنزَلْنَهُ حُكْماً عَرَبِيًّاوَ لَئنِ اتَّبَعْت أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَك مِنَ الْعِلْمِ مَا لَك مِنَ اللَّهِ مِن وَلىّ‏ٍ وَ لا وَاقٍ‏(37) وَ لَقَدْ أَرْسلْنَا رُسلاً مِّن قَبْلِك وَ جَعَلْنَا لهَُمْ أَزْوَجاً وَ ذُرِّيَّةًوَ مَا كانَ لِرَسولٍ أَن يَأْتىَ بِئَايَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِلِكلّ‏ِ أَجَلٍ كتَابٌ‏(38) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشاءُ وَ يُثْبِتوَ عِندَهُ أُمُّ الْكتَبِ‏(39)

« قريبا من دارهم» فيخافونها أو تحل أنت بجيشك قريبا من دارهم مكة « حتى يأتي وعد الله» القيامة أو فتح مكة « إن الله لا يخلف الميعاد و لقد استهزى‏ء برسل من قبلك» تسلية له (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) « فأمليت للذين كفروا» أمهلتهم ملاوة أي مدة و الملوان الليل و النهار « ثم أخذتهم» أهلكتهم « فكيف كان عقاب» عقابي لهم فكذا آخذ من استهزأ بك « أ فمن هو قائم» حفيظ « على كل نفس بما كسبت» من خير و شر و هو الله و الخبر محذوف أي كمن ليس كذلك من الأصنام أو لم يوحدوه « و جعلوا لله شركاء» استيناف أو عطف على الخبر المقدر أخيرا « قل سموهم» استحقار لهم أي ليس لهم اسم يستحقون به الإلهية « أم» بل « تنبئونه بما لا يعلم في الأرض» أي بشركاء لا يعلمهم « أم» بل تسمونهم شركاء « بظاهر من القول» بزعم باطل لا حقيقة له « بل زين للذين كفروا مكرهم» شركهم « و صدوا» أعرضوا أو صرفوا غيرهم و ضم الكوفيون الصاد أي صرفوا « عن السبيل» طريق الحق « و من يضلل الله» يخذله بسوء اختياره « فما له من هاد لهم عذاب في الحيوة الدنيا» بالقتل و الأسر « و لعذاب الآخرة أشق» أشد « و ما لهم من الله» من عذابه « من واق» دافع « مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها» ثمرها « دائم» باق « و ظلها» كذلك لا ينسخه شمس « تلك» الجنة « عقبى» مآل « الذين اتقوا» الله « و عقبى الكافرين النار و الذين ءاتيناهم الكتاب» أي من أسلم منهم « يفرحون بما أنزل إليك» لموافقته كتابهم أو المراد المسلمون « و من الأحزاب» الذين تحزبوا عليك بالعداوة من المشركين و كفرة أهل الكتاب « من ينكر بعضه» و هو ما خالف أحكامهم « قل إنما أمرت» بما أنزل إلي « أن» بأن « أعبد الله و لا أشرك به إليه أدعوا» لا إلى غيره « و إليه مآب» مرجعي « و كذلك» الإنزال « أنزلناه» أي القرآن « حكما» حكمة أو يحكم بين الناس « عربيا و لئن اتبعت أهواءهم» فيما يدعونك من ملتهم « بعد ما جاءك من العلم» بنسخها « ما لك من الله من ولي» ناصر « و لا واق» دافع عقوبته من باب إياك أعني « و لقد أرسلنا رسلا من قبلك و جعلنا لهم أزواجا و ذرية» فلا معنى لتعييرهم لك بكثرة النساء « و ما كان لرسول أن يأتي بآية» مقترحة عليه « إلا بإذن الله» و مشيئته « لكل أجل» وقت « كتاب» حكم مكتوب على الخلق ما يوجبه تدبيرهم « يمحو الله»

تفسير شبر ص :256

يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشاءُ وَ يُثْبِتوَ عِندَهُ أُمُّ الْكتَبِ‏(39) وَ إِن مَّا نُرِيَنَّك بَعْض الَّذِى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّك فَإِنَّمَا عَلَيْك الْبَلَغُ وَ عَلَيْنَا الحِْساب‏(40) أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتى الأَرْض نَنقُصهَا مِنْ أَطرَافِهَاوَ اللَّهُ يحْكُمُ لا مُعَقِّب لِحُكْمِهِوَ هُوَ سرِيعُ الحِْسابِ‏(41) وَ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَللَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاًيَعْلَمُ مَا تَكْسِب كلُّ نَفْسٍوَ سيَعْلَمُ الْكُفَّرُ لِمَنْ عُقْبى الدَّارِ(42) وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَست مُرْسلاًقُلْ كفَى بِاللَّهِ شهِيدَا بَيْنى وَ بَيْنَكمْ وَ مَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَبِ‏(43)

« ما يشاء» مما كان ثابتا من رزق و أجل و سعادة و شقاوة « و يثبت» ما يشاء منها مما لم يكن « و عنده أم الكتاب» أصله و هو اللوح المحفوظ الذي لا يتغير ما فيه « و إن ما» إن الشرطية أدغمت في ما الزائدة « نرينك بعض الذي نعدهم» من العذاب في حياتك « أو نتوفينك» قبل ذلك « فإنما عليك البلاغ» فحسب « و علينا الحساب» و الجزاء « أ و لم يروا أنا نأتي الأرض» نقصد أرض الشرك أو الأعم « فننقصها من أطرافها» بالفتوح على النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) أو بموت العلماء كما روي أو بإذهاب أهلها « و الله يحكم» في خلقه « لا معقب لحكمه» لا راد له « و هو سريع الحساب» للعباد « و قد مكر الذين من قبلهم» برسلهم « فلله المكر جميعا» أي يملك جزاء المكر « يعلم ما تكسب كل نفس» من خير و شر « و سيعلم الكفار لمن عقبى الدار» لهم أم للرسول و المؤمنين « و يقول الذين كفروا لست مرسلا قل» لهم « كفى بالله شهيدا بيني و بينكم» بإظهار المعجزات الشاهدة بصدقي « و من عنده علم الكتاب» أو الإحاطة بالقرآن و هو علي (عليه‏السلام‏) و الأئمة كما استفاض ، و عن الصادق (عليه‏السلام‏) : إيانا عنى .

/ 1