تفسير شبر سوره فتح - تفسير شبر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير شبر - نسخه متنی

السید عبدالله العلوی الحسینی المشتهر بالشبر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير شبر سوره فتح

( 48 ) سورة الفتح تسع و عشرون آية ( 29 ) مدنية

بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحاً مُّبِيناً(1) لِّيَغْفِرَ لَك اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِك وَ مَا تَأَخَّرَ وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْك وَ يهْدِيَك صِرَطاً مُّستَقِيماً(2)

« بسم الله الرحمن الرحيم إنا فتحنا لك فتحا مبينا» وعد بفتح مكة و التعبير بالماضي لتحققه و قيل الفتح الحكم أي حكمنا لك بفتحها من قابل و قيل هو صلح الحديبية سمي فتحا لوقوعه بعد ظهور النبي على المشركين و طلبهم الصلح « ليغفر لك الله» علة للفتح من حيث إنه مسبب عن جهاده للكفار لإقامة الدين و هدم الشرك « ما تقدم من ذنبك و ما تأخر» روي يعني ذنبك عند مشركي مكة بدعائك إلى توحيد الله قبل الهجرة و بعدها و روي ما كان له ذنب و لكن الله ضمن له أن يغفر ذنوب شيعته

تفسير شبر ص :478

لِّيَغْفِرَ لَك اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِك وَ مَا تَأَخَّرَ وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْك وَ يهْدِيَك صِرَطاً مُّستَقِيماً(2) وَ يَنصرَك اللَّهُ نَصراً عَزِيزاً(3) هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السكِينَةَ فى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيزْدَادُوا إِيمَناً مَّعَ إِيمَنهِمْوَ للَّهِ جُنُودُ السمَوَتِ وَ الأَرْضِوَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً(4) لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَتِ جَنَّتٍ تجْرِى مِن تحْتهَا الأَنهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا وَ يُكفِّرَ عَنْهُمْ سيِّئَاتهِمْوَ كانَ ذَلِك عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً(5) وَ يُعَذِّب الْمُنَفِقِينَ وَ الْمُنَفِقَتِ وَ الْمُشرِكِينَ وَ الْمُشرِكَتِ الظانِّينَ بِاللَّهِ ظنَّ السوْءِعَلَيهِمْ دَائرَةُ السوْءِوَ غَضِب اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَوَ ساءَت مَصِيراً(6) وَ للَّهِ جُنُودُ السمَوَتِ وَ الأَرْضِوَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً(7) إِنَّا أَرْسلْنَك شهِداً وَ مُبَشراً وَ نَذِيراً(8) لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسبِّحُوهُ بُكرَةً وَ أَصِيلاً(9) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَك إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْفَمَن نَّكَث فَإِنَّمَا يَنكُث عَلى نَفْسِهِوَ مَنْ أَوْفى بِمَا عَهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً(10) سيَقُولُ لَك الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شغَلَتْنَا أَمْوَلُنَا وَ أَهْلُونَا فَاستَغْفِرْ لَنَايَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْس فى قُلُوبِهِمْقُلْ فَمَن يَمْلِك لَكُم مِّنَ اللَّهِ شيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضراًّ أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعَابَلْ كانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرَا(11)

« و يتم نعمته عليك» بإعلاء أمرك و إظهار دينك « و يهديك صراطا مستقيما» يثبتك عليه و هو دين الإسلام « و ينصرك الله نصرا عزيزا» ذا عز لا ذل معه « هو الذي أنزل السكينة» الطمأنينة « في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا» بالشرائع التي تنزل على الرسول « مع إيمانهم بالله» أو ليزدادوا يقينا مع يقينهم « و لله جنود السموات و الأرض» من الملائكة و الثقلين « و كان الله عليما» بخلقه « حكيما» في تدبيرهم « ليدخل» متعلق بمحذوف أي أمركم بالجهاد أو بفتحنا أو إنزال أو يزدادوا « المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و يكفر عنهم سيئاتهم و كان ذلك عند الله» حال من « فوزا عظيما و يعذب المنافقين و المنافقات و المشركين و المشركات الظانين بالله ظن السوء» بفتح السين و ضمها « عليهم دائرة السوء» منقلبة أي يعود إليهم ضر ظنهم « غضب الله عليهم و لعنهم و أعد لهم جهنم و ساءت مصيرا» هي « و لله جنود السموات و الأرض و كان الله عزيزا حكيما إنا أرسلناك شاهدا» على أمتك « و مبشرا» للمطيعين « و نذيرا» للعاصين « لتؤمنوا بالله و رسوله» خطاب للنبي و أمته و قرى‏ء بالياء و كذا في الثلاثة بعده « و تعزروه» تنصروه بنصر دينه و رسوله « و توقروه» تعظموه بتعظيم دينه و رسوله أو الهاء فيهما للرسول و في « و تسبحوه» لله « بكرة و أصيلا» غدوة و عشيا أو دائما « إن الذين يبايعونك» بالحديبية « إنما يبايعون الله» لأن طاعتك طاعته « يد الله فوق أيديهم» تمثيل يؤكد ما قبله « فمن نكث» نقض البيعة « فإنما ينكث على نفسه» يعود ضرر نكثه على نفسه « و من أوفى» ثبت على الوفاء « بما عاهد عليه الله» من البيعة « فسيؤتيه أجرا عظيما» هو الجنة « سيقول لك المخلفون من الأعراب» الذين خلفهم ضعف اليقين و الخوف من قريش فظنوا أنه يهلك و لا ينقلب إلى المدينة فلما رجع اعتلوا و قالوا « شغلتنا أموالنا و أهلونا» عن الخروج معك « فاستغفر لنا» الله من تخلفنا عنك « يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم» كذبهم الله فيما يقولون

تفسير شبر ص :479

سيَقُولُ لَك الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شغَلَتْنَا أَمْوَلُنَا وَ أَهْلُونَا فَاستَغْفِرْ لَنَايَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْس فى قُلُوبِهِمْقُلْ فَمَن يَمْلِك لَكُم مِّنَ اللَّهِ شيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضراًّ أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعَابَلْ كانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرَا(11) بَلْ ظنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِب الرَّسولُ وَ الْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَ زُيِّنَ ذَلِك فى قُلُوبِكُمْ وَ ظنَنتُمْ ظنَّ السوْءِ وَ كنتُمْ قَوْمَا بُوراً(12) وَ مَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَ رَسولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَفِرِينَ سعِيراً(13) وَ للَّهِ مُلْك السمَوَتِ وَ الأَرْضِيَغْفِرُ لِمَن يَشاءُ وَ يُعَذِّب مَن يَشاءُوَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً(14) سيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطلَقْتُمْ إِلى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْيُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كلَمَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُفَسيَقُولُونَ بَلْ تحْسدُونَنَابَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلا قَلِيلاً(15) قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ ستُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولى بَأْسٍ شدِيدٍ تُقَتِلُونهُمْ أَوْ يُسلِمُونَفَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسناًوَ إِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكمْ عَذَاباً أَلِيماً(16) لَّيْس عَلى الأَعْمَى حَرَجٌ وَ لا عَلى الأَعْرَج حَرَجٌ وَ لا عَلى الْمَرِيضِ حَرَجٌوَ مَن يُطِع اللَّهَ وَ رَسولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّتٍ تجْرِى مِن تحْتِهَا الأَنهَرُوَ مَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً(17) × لَّقَدْ رَضىَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَك تحْت الشجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فى قُلُوبهِمْ فَأَنزَلَ السكِينَةَ عَلَيهِمْ وَ أَثَبَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً(18)

« قل فمن يملك لكم من الله شيئا» فمن يمنعكم من مراده « إن أراد بكم ضرا» كقتل أو هزيمة « أو أراد بكم نفعا» كسلامة و غنيمة « بل كان الله بما تعملون خبيرا» فيعلم لما تخلفتم « بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول و المؤمنون إلى أهليهم أبدا» بأن يستأصلهم العدو بل في الموضعين للانتقال من غرض إلى آخر « و زين ذلك في قلوبكم و ظننتم ظن السوء» هذا و غيره « و كنتم قوما بورا» جمع بائر أي هالكين « و من لم يؤمن بالله و رسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا» نارا مسعرة و نكر تهويلا و وضع الكافرين موضع الضمير تسجيلا عليهم بالكفر « و لله ملك السموات و الأرض يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء و كان الله غفورا رحيما» لم يقل غفورا معذبا طبق يغفر و يعذب لأن رحمته سبقت غضبه « سيقول المخلفون» المذكورون « إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها» هي مغانم خيبر فإنه (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) عاد من الحديبية فغزا خيبر بمن شهد الحديبية ففتحها و خصهم بغنائمها « ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله» و هو وعده بغنائم خيبر لأهل الحديبية خاصة « قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل» قبل عودنا من الحديبية « فسيقولون» ردا لذلك « بل تحسدوننا» أن نشارككم في الغنيمة « بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا» و هو فهمهم لأمور الدنيا دون الدين « قل للمخلفين من الأعراب» المذكورين « ستدعون» يدعوكم الرسول فيما بعد « إلى قوم أولي بأس شديد» من المشركين كهوازن و ثقيف و غيرهم « تقاتلونهم أو يسلمون» و النبي دعاهم بعد الحديبية إلى خيبر و مؤتة و تبوك و غيرها « فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا» هو في الدنيا الغنيمة و في الآخرة الجنة « و إن تتولوا كما توليتم من قبل» عن الحديبية « يعذبكم عذابا أليما» في الآخرة « ليس على الأعمى حرج و لا على الأعرج حرج و لا على المريض حرج» أي لا إثم عليهم في ترك الجهاد « و من يطع الله و رسوله يدخله» بالياء و النون « جنات تجري من تحتها الأنهار و من يتول يعذبه» بالياء و النون « عذابا أليما لقد رضي الله عن المؤمنين» الخلص « إذ يبايعونك» بالحديبية و به سميت بيعة الرضوان « تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم» من الإخلاص

تفسير شبر ص :480

لَّقَدْ رَضىَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَك تحْت الشجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فى قُلُوبهِمْ فَأَنزَلَ السكِينَةَ عَلَيهِمْ وَ أَثَبَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً(18) وَ مَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونهَاوَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً(19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كثِيرَةً تَأْخُذُونهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَ كَف أَيْدِى النَّاسِ عَنكُمْ وَ لِتَكُونَ ءَايَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَ يَهْدِيَكُمْ صِرَطاً مُّستَقِيماً(20) وَ أُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيهَا قَدْ أَحَاط اللَّهُ بِهَاوَ كانَ اللَّهُ عَلى كلّ‏ِ شىْ‏ءٍ قَدِيراً(21) وَ لَوْ قَتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَرَ ثُمَّ لا يجِدُونَ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً(22) سنَّةَ اللَّهِ الَّتى قَدْ خَلَت مِن قَبْلُوَ لَن تجِدَ لِسنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً(23) وَ هُوَ الَّذِى كَف أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ عَنهُم بِبَطنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظفَرَكُمْ عَلَيْهِمْوَ كانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً(24) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صدُّوكمْ عَنِ الْمَسجِدِ الْحَرَامِ وَ الهَْدْى مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ محِلَّهُوَ لَوْ لا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَ نِساءٌ مُّؤْمِنَتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطئُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةُ بِغَيرِ عِلْمٍلِّيُدْخِلَ اللَّهُ فى رَحْمَتِهِ مَن يَشاءُلَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً(25) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فى قُلُوبِهِمُ الحَْمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَْهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَ عَلى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَلْزَمَهُمْ كلِمَةَ التَّقْوَى وَ كانُوا أَحَقَّ بهَا وَ أَهْلَهَاوَ كانَ اللَّهُ بِكلّ‏ِ شىْ‏ءٍ عَلِيماً(26)

« فأنزل السكينة» الطمأنينة عليهم « و أثابهم فتحا قريبا» فتح خيبر بعد عودهم من الحديبية « و مغانم كثيرة يأخذونها» من خيبر « و كان الله عزيزا» غالبا « حكيما» في تدبيره « وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها» من الفتوح إلى يوم القيامة « فعجل لكم هذه» أي غنيمة خيبر « و كف أيدي الناس عنكم» أيدي أهل خيبر و خلفائهم كأسد و غطفان أو أيدي قريش بالصلح « و لتكون» هذه المعجلة أو الكفة « آية للمؤمنين» على صدق الرسول في وعدهم فتح خيبر و إصابتهم غنائمها « و يهديكم صراطا مستقيما» يثبتكم أو يزيدكم بصيرة « و أخرى» أي وعدكم مغانم أخرى « لم تقدروا عليها» هي غنائم فارس و الروم أو هوازن « قد أحاط الله بها» علما أنها ستصير إليكم « و كان الله على كل شي‏ء» من فتح و غيره « قديرا و لو قاتلكم الذين كفروا» من قريش بالحديبية « لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا» يحفظهم « و لا نصيرا» يعينهم « سنة الله التي قد خلت من قبل» أي سن نصر أوليائه على أعدائه سنة قديمة في الأمم « و لن تجد لسنة الله تبديلا» تغييرا « و هو الذي كف أيديهم عنكم» بالرعب « و أيديكم عنهم» بالنهي « ببطن مكة» في داخلها أو بالحديبية « من بعد أن أظفركم عليهم و كان الله بما تعملون بصيرا هم الذين كفروا و صدوكم» بالحديبية « عن المسجد الحرام» أن تطوفوا فيه للعمرة « و الهدي» و صدوا الهدي « معكوفا» حال أي محبوسا « أن يبلغ محله» مكانه المعهود لنحره و هو مكة لأنها منحر العمرة كما أن منى منحر الحج و في الصد ينحر حيث يصد كما فعل (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) « و لو لا رجال مؤمنون و نساء مؤمنات لم تعلموهم» بأعيانهم لاختلاطهم بالكفار « أن تطئوهم» تهلكوهم لو أذن لكم « فتصيبكم منهم معرة» تبعة كلزوم الدية و الكفارة أو إثم بترك الفحص عنهم « بغير علم» متعلق بتطؤهم و جواب لو لا محذوف أي لما كف أيديكم عنهم « ليدخل الله في رحمته من يشاء» من المؤمنين و من أسلم بعد الصلح من المشركين « لو تزيلوا» تميزوا عن الكفار « لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما» بالقتل و السبي « إذ جعل» ظرف لعذبنا أو لأذكر مقدر « الذين كفروا في قلوبهم الحمية» الأنفة « حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين و ألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها» من غيرهم أو أحقاء بها « و أهلها و كان الله بكل شي‏ء عليما» فيعلم أنهم أهلها

تفسير شبر ص :481

لَّقَدْ صدَقَ اللَّهُ رَسولَهُ الرُّءْيَا بِالْحَقّ‏ِلَتَدْخُلُنَّ الْمَسجِدَ الْحَرَامَ إِن شاءَ اللَّهُ ءَامِنِينَ محَلِّقِينَ رُءُوسكُمْ وَ مُقَصرِينَ لا تخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِك فَتْحاً قَرِيباً(27) هُوَ الَّذِى أَرْسلَ رَسولَهُ بِالْهُدَى وَ دِينِ الْحَقّ‏ِ لِيُظهِرَهُ عَلى الدِّينِ كلِّهِوَ كَفَى بِاللَّهِ شهِيداً(28) محَمَّدٌ رَّسولُ اللَّهِوَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنهُمْتَرَاهُمْ رُكَّعاً سجَّداً يَبْتَغُونَ فَضلاً مِّنَ اللَّهِ وَ رِضوَناًسِيمَاهُمْ فى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السجُودِذَلِك مَثَلُهُمْ فى التَّوْرَاةِوَ مَثَلُهُمْ فى الانجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شطئَهُ فَئَازَرَهُ فَاستَغْلَظ فَاستَوَى عَلى سوقِهِ يُعْجِب الزُّرَّاعَ لِيَغِيظ بهِمُ الْكُفَّارَوَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ مِنهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيمَا(29)

« لقد صدق الله رسوله الرؤيا» رأى (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) قبل خروجه إلى الحديبية أنه و أصحابه دخلوا مكة آمنين محلقين و مقصرين صدقا متلبسا « بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين محلقين رءوسكم و مقصرين لا تخافون» مشركا أبدا « فعلم ما لم تعلموا» من الصلاح في تأخير الدخول « فجعل من دون ذلك» أي الدخول « فتحا قريبا» هو فتح خيبر « هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره» ليعلي دين الحق « على الدين كله» بالحجة أو على أهل كل دين فيقهرهم و عنهم (عليهم‏السلام‏) يكون ذلك عند خروج المهدي « و كفى بالله شهيدا» بذلك « محمد رسول الله و الذين معه» أصحابه الخلص « أشداء» غلاظ « على الكفار رحماء» متعاطفون فيما « بينهم تراهم ركعا سجدا» أي كثيري الصلاة « يبتغون فضلا من الله و رضوانا» زيادة ثوابه و رضاه « سيماهم» علامتهم « في وجوههم من أثر السجود» و هي النور و البهاء أو الصفرة و الذبول أو سمة تحدث في جباههم من تعفيرها « ذلك» الوصف المذكور « مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه» فراخه « فآزره» فقواه و أعانه « فاستغلظ» صار غليظا « فاستوى على سوقه» استقام على قصبته « يعجب الزراع» لغلظه و استوائه و حسنه وجه الشبه أن النبي خرج وحده ثم كثروا و قووا على أحسن حال « ليغيظ بهم الكفار» علة للتشبيه « وعد الله الذين ءامنوا و عملوا الصالحات» أي ثبتوا على الإيمان و الطاعة « منهم مغفرة» لذنوبهم « و أجرا عظيما» هو الجنة .

/ 1