تفسير شبر سوره فرقان - تفسير شبر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير شبر - نسخه متنی

السید عبدالله العلوی الحسینی المشتهر بالشبر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير شبر سوره فرقان

( 25 ) سورة الفرقان سبع و سبعون آية ( 77 ) مكية

و قيل إلا و الذين لا يدعون - إلى - رحيما .

بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَبَارَك الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَلَمِينَ نَذِيراً(1) الَّذِى لَهُ مُلْك السمَوَتِ وَ الأَرْضِ وَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شرِيكٌ فى الْمُلْكِ وَ خَلَقَ كلَّ شىْ‏ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً(2) وَ اتخَذُوا مِن دُونِهِ ءَالِهَةً لا يخْلُقُونَ شيْئاً وَ هُمْ يخْلَقُونَ وَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضرًّا وَ لا نَفْعاً وَ لا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَ لا حَيَوةً وَ لا نُشوراً(3) وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْترَاهُ وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَفَقَدْ جَاءُو ظلْماً وَ زُوراً(4) وَ قَالُوا أَسطِيرُ الأَوَّلِينَ اكتَتَبَهَا فَهِىَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكرَةً وَ أَصِيلاً(5) قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِى يَعْلَمُ السرَّ فى السمَوَتِ وَ الأَرْضِإِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَّحِيماً(6)

« بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذي نزل الفرقان» تكاثر خيره أو تزايد أو تعالى عن كل شي‏ء « على عبده» محمد « ليكون» محمد عبده أو الفرقان « للعالمين» أي الثقلين « نذيرا» مخوفا من العذاب « الذي له ملك السموات و الأرض و لم يتخذ ولدا» كما زعم النصارى أو غيرهم « و لم يكن له شريك في الملك» كزعم بعض الوثنية و الثنوية « و خلق كل شي‏ء» أوجده على تقدير و تسوية « فقدره تقديرا» فهيأه لما يصلح له في الدين و الدنيا أو فقدره للبقاء إلى أجل مسمى « و اتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئا و هم يخلقون» لأن عبدتهم ينحتونهم « و لا يملكون» لا يستطيعون « لأنفسهم ضرا» أي دفعه « و لا نفعا» أي جره « و لا يملكون موتا و لا حيوة» إماتة و إحياء « و لا نشورا» بعثا للأموات و من هذا حاله كيف يتخذ إلها « و قال الذين كفروا إن هذا» أي القرآن « إلا إفك» كذب « افتراه» اختلقه « و أعانه عليه قوم ءاخرون» من أهل الكتاب و هو نظير إنما يعلمه بشر كما مر في النحل « فقد جاءوا» فعلوا « ظلما» تكذيبهم الرسول « و زورا» هو كذبهم عليه « و قالوا أساطير الأولين» أي ما سطره المتقدمون « اكتتبها» كتبها لنفسه أو استكتبها « فهي تملى» تقرأ « عليه بكرة و أصيلا» عليه طرفي نهاره ليحفظها أو ليكتبها « قل أنزله الذي يعلم السر» الغيب « في السموات و الأرض»

تفسير شبر ص :348

قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِى يَعْلَمُ السرَّ فى السمَوَتِ وَ الأَرْضِإِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَّحِيماً(6) وَ قَالُوا مَا لِ هَذَا الرَّسولِ يَأْكلُ الطعَامَ وَ يَمْشى فى الأَسوَاقِلَوْ لا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً(7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكلُ مِنْهَاوَ قَالَ الظلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلاً مَّسحُوراً(8) انظرْ كيْف ضرَبُوا لَك الأَمْثَلَ فَضلُّوا فَلا يَستَطِيعُونَ سبِيلاً(9) تَبَارَك الَّذِى إِن شاءَ جَعَلَ لَك خَيراً مِّن ذَلِك جَنَّتٍ تجْرِى مِن تحْتِهَا الأَنْهَرُ وَ يجْعَل لَّك قُصورَا(10) بَلْ كَذَّبُوا بِالساعَةِوَ أَعْتَدْنَا لِمَن كذَّب بِالساعَةِ سعِيراً(11) إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكانِ بَعِيدٍ سمِعُوا لهََا تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً(12) وَ إِذَا أُلْقُوا مِنهَا مَكاناً ضيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِك ثُبُوراً(13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كثِيراً(14) قُلْ أَ ذَلِك خَيرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتى وُعِدَ الْمُتَّقُونَكانَت لهَُمْ جَزَاءً وَ مَصِيراً(15) لهَُّمْ فِيهَا مَا يَشاءُونَ خَلِدِينَكانَ عَلى رَبِّك وَعْداً مَّسئُولاً(16) وَ يَوْمَ يَحْشرُهُمْ وَ مَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ ءَ أَنتُمْ أَضلَلْتُمْ عِبَادِى هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضلُّوا السبِيلَ‏(17) قَالُوا سبْحَنَك مَا كانَ يَنبَغِى لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِك مِنْ أَوْلِيَاءَ وَ لَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَ ءَابَاءَهُمْ حَتى نَسوا الذِّكرَ وَ كانُوا قَوْمَا بُوراً(18)

لإعجازه بفصاحته و تضمنه لمصالح العباد في المعاش و المعاد و إخباره بما لا يعلمه إلا علام الغيوب « إنه كان غفورا رحيما» و لذا لم يعاجلكم بما تستحقونه « و قالوا مال هذا الرسول» أي الزاعم أنه رسول و فيه تهكم « يأكل الطعام» كما نأكل « و يمشي في الأسواق» لطلب المعاش كما نمشي زعم أنه يجب أن يكون ملكا مستغنيا عن الأكل و التعيش ثم نزلوا عن ذلك فقالوا « لو لا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا» يصدقه ثم نزلوا عن ذلك فقالوا « أو يلقى إليه كنز» يغنيه عن طلب المعاش ثم نزلوا عن ذلك فقالوا « أو تكون له جنة» بستان « يأكل منها» و يرتزق كالدهاقين « و قال الظالمون» وضع موضع ضمير هم تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوا « إن» ما « تتبعون إلا رجلا مسحورا» سحر فغلب على عقله « أنظر كيف ضربوا لك الأمثال» أي قالوا فيك الأقوال النادرة « فضلوا» عن الرشد « فلا يستطيعون سبيلا» إليه أو إلى إبطال أمرك « تبارك» تكاثر خير « الذي إن شاء جعل لك» في الدنيا « خيرا من ذلك» مما قالوا « جنات تجري من تحتها الأنهار و يجعل لك قصورا بل كذبوا بالساعة» أي بل أتوا بأعجب من تكذيبك و هو تكذيبهم بالساعة .

« و أعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا» نارا شديدة الاستعار أو هو اسم لجهنم « إذا رأتهم من مكان بعيد» أي إذا كانت منهم بمرأى الناظر في البعد « سمعوا لها تغيظا» صوت تغيظ « و زفيرا» شبه صوت غليانها بصوت المغتاظ و زفيره أو يخلق لها حياة فترى و تغضب و تزفر و ذلك لزبانيتها فنسب إليها على حذف مضاف « و إذا ألقوا منها مكانا ضيقا» في مكان يضيق الزج في الرمح « مقرنين» قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالأغلال « دعوا هنالك» في ذلك المكان « ثبورا» هلاكا يقولون : وا ثبوراه « لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا و ادعوا ثبورا كثيرا» لكثرة أنواع عذابكم فكل نوع ثبور أو لدوامه فكل وقت ثبور « قل أ ذلك» المذكور من الوعيد و صفة السعير « خير أم جنة الخلد» أضيف إليه تنبيها على خلودها « التي وعد» أي وعدها « المتقون كانت لهم» في علمه تعالى لأن وعده في تحققه كالكائن « جزاء» على أعمالهم « و مصيرا» و مرجعا « لهم فيها ما يشاءون» من النعيم « خالدين» حال لازمة « كان» ما يشاءون « على ربك وعدا» موعودا واجبا عليه إنجازه « مسئولا» يسأله الناس بقولهم ربنا و آتنا ما وعدتنا و الملائكة بقولهم ربنا و أدخلهم جنات عدن التي وعدتهم أو من حقه أن يسأل « و يوم يحشرهم و ما يعبدون من دون الله» من الملائكة و عيسى و عزير و الأصنام كأنه قيل و معبوديهم « فيقول» للمعبودين تبكيتا و إلزاما للعبدة و قرى‏ء بالنون « أ أنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل» أي عنه و لم يقل أضللتم أم ضلوا لأن السؤال ليس عن الفعل لأنه متحقق و إلا لما توجه العتاب بل عن متوليه فلزم إيلاؤه حرف الاستفهام « قالوا سبحانك» تعجبا مما قيل لهم لأنهم ملائكة و أنبياء معصومون أو جمادات عجزة أو إيذانا بأنهم الموسومون بتسبيحه فكيف يليق بهم أن يضلوا عباده أو تنزيها لهم عن الأنداد « ما كان ينبغي لنا» يصح « أن نتخذ من دونك من أولياء» نتولاهم و نتعبدهم « و لكن متعتهم و ءاباءهم»

تفسير شبر ص :349

قَالُوا سبْحَنَك مَا كانَ يَنبَغِى لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِك مِنْ أَوْلِيَاءَ وَ لَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَ ءَابَاءَهُمْ حَتى نَسوا الذِّكرَ وَ كانُوا قَوْمَا بُوراً(18) فَقَدْ كذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَستَطِيعُونَ صرْفاً وَ لا نَصراًوَ مَن يَظلِم مِّنكمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كبِيراً(19) وَ مَا أَرْسلْنَا قَبْلَك مِنَ الْمُرْسلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكلُونَ الطعَامَ وَ يَمْشونَ فى الأَسوَاقِوَ جَعَلْنَا بَعْضكمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصبرُونَوَ كانَ رَبُّك بَصِيراً(20) وَ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْ لا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَئكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَالَقَدِ استَكْبرُوا فى أَنفُسِهِمْ وَ عَتَوْ عُتُوًّا كَبِيراً(21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَئكَةَ لا بُشرَى يَوْمَئذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَ يَقُولُونَ حِجْراً محْجُوراً(22) وَ قَدِمْنَا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَهُ هَبَاءً مَّنثُوراً(23) أَصحَب الْجَنَّةِ يَوْمَئذٍ خَيرٌ مُّستَقَرًّا وَ أَحْسنُ مَقِيلاً(24) وَ يَوْمَ تَشقَّقُ السمَاءُ بِالْغَمَمِ وَ نُزِّلَ المَْلَئكَةُ تَنزِيلاً(25) الْمُلْك يَوْمَئذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِوَ كانَ يَوْماً عَلى الْكَفِرِينَ عَسِيراً(26) وَ يَوْمَ يَعَض الظالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يَلَيْتَنى اتخَذْت مَعَ الرَّسولِ سبِيلاً(27) يَوَيْلَتى لَيْتَنى لَمْ أَتخِذْ فُلاناً خَلِيلاً(28) لَّقَدْ أَضلَّنى عَنِ الذِّكرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنىوَ كانَ الشيْطنُ لِلانسنِ خَذُولاً(29) وَ قَالَ الرَّسولُ يَرَب إِنَّ قَوْمِى اتخَذُوا هَذَا الْقُرْءَانَ مَهْجُوراً(30) وَ كَذَلِك جَعَلْنَا لِكلّ‏ِ نَبىٍ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَوَ كَفَى بِرَبِّك هَادِياً وَ نَصِيراً(31)

بأنواع النعم « حتى نسوا الذكر» تركوا ذكرك أو القرآن و تدبره « و كانوا قوما بورا» هالكين « فقد كذبوكم بما تقولون» في قولكم إنهم آلهة « فما تستطيعون» أي آلهتكم « صرفا» دفعا للعذاب عنكم « و لا نصرا» منعا لكم منه « و من يظلم منكم» أيها المكلفون بشرك أو فسق « نذقه عذابا كبيرا» و هو النار ما لم يتب أو يعف عن الفسق « و ما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام و يمشون في الأسواق» رد لقولهم مال هذا الرسول يأكل الطعام و يمشي في الأسواق « و جعلنا بعضكم لبعض فتنة» ابتلاء كابتلاء الشريف بالوضيع « أ تصبرون» ليظهر أنكم تصبرون على البلاء أو لا أو مستأنف بمعنى اصبروا « و كان ربك بصيرا» بالصواب فيما يبتلى به و غيره أو فيمن يصبر و غيره « و قال الذين لا يرجون» لا يأملون أو لا يخافون « لقاءنا» أي جزاءه « لو لا» هلا « أنزل علينا الملائكة» فيخبروننا بصدق محمد فيكونون رسلنا إلينا « أو نرى ربنا» فيأمرنا بتصديقه و اتباعه « لقد استكبروا في أنفسهم» أظهروا الاستكبار عن الحق و هو الكفر في قلوبهم و اعتقدوه « و عتو» و أفرطوا في الظلم « عتوا كبيرا» بالغا الغاية « يوم يرون الملائكة» عند الموت أو في القيامة و نصب باذكر مضمرا « لا بشرى يومئذ للمجرمين» أي يمنعون البشرى و يومئذ تكرير و للمجرمين في موضع ضميرهم أو عام فيشملهم « و يقولون حجرا محجورا» أي يقول الكفرة حينئذ للملائكة هذه الكلمة استعاذة منهم كما كانوا يقولونها في الدنيا عند لقاء عدو و نحوه « و قدمنا» عمدنا « إلى ما عملوا من عمل» من الخير كصلة رحم و إعانة ملهوف و قرى ضيف « فجعلناه هباء» هو غبار يرى في شعاع الشمس الخارج من الكوة « منثورا» متفرقا « أصحاب الجنة يومئذ» يوم القيامة « خير مستقرا» مكانا يستقر فيه « و أحسن مقيلا» مكانا يؤوي إليه للاسترواح بالازدواج و التمتع « و يوم تشقق» تتشقق « السماء بالغمام» بسبب خروج الغمام منها « و نزل الملائكة تنزيلا» في ذلك المكان بصحائف أعمال العباد « الملك يومئذ الحق للرحمن» الثابت له لزوال كل ملك يومئذ إلا ملكه « و كان» اليوم « يوما على الكافرين» لا المؤمنين « عسيرا» شديدا « و يوم يعض الظالم على يديه» ندما و تحسرا أو عض اليدين كناية عن الغيظ و التحسر « يقول يا» للتنبيه « ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا» طريقا إلى الهدى « يا ويلتى» يا هلكتى احضري فهذا وقتك « ليتني لم أتخذ فلانا خليلا» أي من أضله « لقد أضلني عن الذكر» القرآن أو موعظة الرسول « بعد إذ جاءني» مع الرسول « و كان الشيطان» أي الخليل المضل أو إبليس أو كل متشيطن جني أو إنسي « للإنسان خذولا» يسلمه إلى الهلاك ثم يتركه و لا ينفعه « و قال الرسول» محمد يشكو قومه في الدنيا أو يوم القيامة « يا رب إن قومي» قريشا « اتخذوا هذا القرآن مهجورا» متروكا أو زعموا أنه هجر و هذيان أو هجروا فيه و لغوا أي مهجورا فيه « و كذلك» كما « جعلنا» لك عدوا من كفار قومك جعلنا « لكل نبي عدوا من المجرمين» الكافرين بأن لم نمنعهم من

تفسير شبر ص :350

وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَحِدَةًكذَلِك لِنُثَبِّت بِهِ فُؤَادَكوَ رَتَّلْنَهُ تَرْتِيلاً(32) وَ لا يَأْتُونَك بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَك بِالْحَقّ‏ِ وَ أَحْسنَ تَفْسِيراً(33) الَّذِينَ يحْشرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُولَئك شرٌّ مَّكاناً وَ أَضلُّ سبِيلاً(34) وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسى الْكتَب وَ جَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَرُونَ وَزِيراً(35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِئَايَتِنَا فَدَمَّرْنَهُمْ تَدْمِيراً(36) وَ قَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كذَّبُوا الرُّسلَ أَغْرَقْنَهُمْ وَ جَعَلْنَهُمْ لِلنَّاسِ ءَايَةًوَ أَعْتَدْنَا لِلظلِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً(37) وَ عَاداً وَ ثَمُودَا وَ أَصحَب الرَّس وَ قُرُونَا بَينَ ذَلِك كَثِيراً(38) وَ كلاًّ ضرَبْنَا لَهُ الأَمْثَلَوَ كلاًّ تَبرْنَا تَتْبِيراً(39) وَ لَقَدْ أَتَوْا عَلى الْقَرْيَةِ الَّتى أُمْطِرَت مَطرَ السوْءِأَ فَلَمْ يَكونُوا يَرَوْنَهَابَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشوراً(40) وَ إِذَا رَأَوْك إِن يَتَّخِذُونَك إِلا هُزُواً أَ هَذَا الَّذِى بَعَث اللَّهُ رَسولاً(41) إِن كادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ ءَالِهَتِنَا لَوْ لا أَن صبرْنَا عَلَيْهَاوَ سوْف يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَاب مَنْ أَضلُّ سبِيلاً(42) أَ رَءَيْت مَنِ اتخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَ فَأَنت تَكُونُ عَلَيْهِ وَكيلاً(43) أَمْ تحْسب أَنَّ أَكثرَهُمْ يَسمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَإِنْ هُمْ إِلا كالأَنْعَمِبَلْ هُمْ أَضلُّ سبِيلاً(44) أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّك كَيْف مَدَّ الظلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشمْس عَلَيْهِ دَلِيلاً(45)

العداوة لهم فاصبر كما صبروا « و كفى بربك هاديا» إلى الاعتصام منهم « و نصيرا» لك عليهم « و قال الذين كفروا لو لا» هلا « نزل عليه القرآن» أنزله « جملة واحدة» مجتمعا كالكتب الثلاثة « كذلك» نزل مفرقا « لنثبت به» لنقوي بتفريقه « فؤادك» على حفظه إذ كان أميا بخلاف الأنبياء الثلاثة « و رتلناه ترتيلا» نزلناه شيئا بعد شي‏ء في نحو عشرين سنة أو أمرنا بترتيله أي تبيينه و التأني في قراءته « و لا يأتونك بمثل» بسؤال عجيب كالمثل في البطلان للقدح فيك « إلا جئناك بالحق» الراد له في جوابه « و أحسن تفسيرا» و بما هو أحسن بيانا أو معنى من سؤالهم « الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم» يسحبون إليها « أولئك شر مكانا و أضل سبيلا» ممن حقروا مكانه و ضللوا سبيله « و لقد ءاتينا موسى الكتاب» التوراة « و جعلنا معه أخاه هرون وزيرا» معينا في الدعوة « فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا» أي فرعون و قومه « فدمرناهم تدميرا» أهلكناهم إهلاكا « و قوم نوح لما كذبوا الرسل» نوحا و من قبله « أغرقناهم» بالطوفان « و جعلناهم للناس آية» عبرة « و أعتدنا» هيأنا « للظالمين عذابا أليما» عام أو خاص في موضع الضمير تظليما له « و عادا» عطف على هم في و جعلناهم أو الظالمين إذ المعنى وعدناهم « و ثمود» بالتنوين و عدمه « و أصحاب الرس» هو البئر الغير المطوية و كانت لعبدة أصنام فبعث إليهم شعيب فكذبوه فانهارت بهم و بدارهم أو قرية بفلج اليمامة و كان فيها بقية ثمود فقتلوا نبيهم فأهلكوا أو بئر بأنطاكية قتلوا فيها حبيبا النجار أو هم قوم رسوا نبيهم أو دفنوه في بئر أو أصحاب الأخدود أو أصحاب النبي حنظلة بن صفوان قتلوه فأهلكوا « و قرونا» أهل أعصار « بين ذلك» المذكور « كثيرا و كلا ضربنا له الأمثال» بينا له القصص العجيبة فلم يعتبروا « و كلا تبرنا تتبيرا» كسرنا تكسيرا أي أهلكناهم « و لقد أتوا» أو مر قريش « على القرية التي أمطرت مطر للسوء» الحجارة و هي سدوم من قرى قوم لوط « أ فلم يكونوا يرونها» في مرورهم فيعتبرون « بل كانوا لا يرجون نشورا» لا يتوقعون بعثا لكفرهم و لذا لم يعتبروا أو لا يأملونه كما يأمله المؤمنون للثواب أو لا يخافونه « و إذا رأوك إن» ما « يتخذونك إلا هزوا» محل هزى‏ء أو مهزوءا به يقولون « أ هذا» استحقارا « الذي بعث الله رسولا» لم يقيدوه بزعمه بل أخرجوه في موضع الإقرار مع فرط إنكارهم استهزاء « إن» المخففة أي إنه « كاد ليضلنا» يصرفنا و اللام فارقة « عن ءالهتنا» عن عبادتها ببذل جهده في دعائنا « لو لا أن صبرنا عليها» ثبتنا على عبادتها لصرفنا عنها « و سوف يعلمون حين يرون العذاب» عيانا في الآخرة وعيد يفيد أنه يلحقهم لا محالة و إن أخر « من أضل سبيلا» أخطأ طريقا أ هم أم أنت « أ رأيت» أخبرني « من اتخذ إلهه هواه» لطاعته له في دينه و قدم المفعول الثاني عناية به « أ فأنت تكون عليه وكيلا» حافظا تجبره على الإسلام « أم تحسب أن أكثرهم يسمعون» سماع تفهم « أو يعقلون» يتدبرون ما نأتي به من الحجج و خص الأكثر إذ فيهم من يعقل « إن» ما « هم إلا كالأنعام» في عدم تفهم قولك و تدبر حججك « بل هم أضل سبيلا» منها لأنها تعرف المحسن

تفسير شبر ص :351

أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّك كَيْف مَدَّ الظلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشمْس عَلَيْهِ دَلِيلاً(45) ثُمَّ قَبَضنَهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً(46) وَ هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ لِبَاساً وَ النَّوْمَ سبَاتاً وَ جَعَلَ النهَارَ نُشوراً(47) وَ هُوَ الَّذِى أَرْسلَ الرِّيَحَ بُشرَا بَينَ يَدَى رَحْمَتِهِوَ أَنزَلْنَا مِنَ السمَاءِ مَاءً طهُوراً(48) لِّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَ نُسقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَماً وَ أَنَاسىَّ كثِيراً(49) وَ لَقَدْ صرَّفْنَهُ بَيْنهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكثرُ النَّاسِ إِلا كفُوراً(50) وَ لَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فى كلّ‏ِ قَرْيَةٍ نَّذِيراً(51) فَلا تُطِع الْكفِرِينَ وَ جَهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كبِيراً(52) وَ هُوَ الَّذِى مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَ هَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَ جَعَلَ بَيْنهُمَا بَرْزَخاً وَ حِجْراً محْجُوراً(53) وَ هُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشراً فَجَعَلَهُ نَسباً وَ صِهْراًوَ كانَ رَبُّك قَدِيراً(54) وَ يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَ لا يَضرُّهُمْوَ كانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظهِيراً(55) وَ مَا أَرْسلْنَك إِلا مُبَشراً وَ نَذِيراً(56) قُلْ مَا أَسئَلُكمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلا مَن شاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سبِيلاً(57) وَ تَوَكلْ عَلى الْحَىّ‏ِ الَّذِى لا يَمُوت وَ سبِّحْ بحَمْدِهِوَ كفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً(58) الَّذِى خَلَقَ السمَوَتِ وَ الأَرْض وَ مَا بَيْنَهُمَا فى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَى عَلى الْعَرْشِالرَّحْمَنُ فَسئَلْ بِهِ خَبِيراً(59)

إليها من المسي‏ء و تطلب المنافع و تجنب المضار و هؤلاء لا يعرفون إحسان ربهم من إساءة الشيطان « أ لم تر» تنظر « إلى ربك» إلى صنعه « كيف مد الظل» بسطه من الفجر إلى طلوعها و هو أعدل الأحوال « و لو شاء لجعله ساكنا» لا يتقلص « ثم جعلنا الشمس عليه دليلا» إذ لا يعرف وجوده و لا يتفاوت إلا بطلوعها و حركتها و فيه التفات إلى التكلم « ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا» قليلا قليلا بحسب ارتفاع الشمس لمصالح جمة و لفظ ثم للتفاضل بين الأمور كان اللاحق أعظم مما قبله و قيل مد ظل السماء على الأرض حين خلقهما و لو شاء لجعله ثابتا على تلك الحال ثم خلق الشمس و جعلها دليلا مسلطا عليه يتبعها كما يتبع السائر الدليل يتفاوت بحركتها ثم قبضه تدريجا إلى غاية نقصانه أو قبضا سهلا عند قيام الساعة بقبض أسبابه « و هو الذي جعل لكم الليل لباسا» ساترا بظلامه كاللباس « و النوم سباتا» راحة للأبدان بقطع الأعمال « و جعل النهار نشورا» منتشرا فيه للمعاش و غيره أو بعثا من النوم إذ هو و اليقظة كالموت و البعث « و هو الذي أرسل الرياح» و وحدها ابن كثير « بشرا» بالباء أي مبشرات و قرى‏ء بالنون أي منتشرة جمع نشور « بين يدي رحمته» قدام المطر « و أنزلنا من السماء ماء طهورا» مطهرا لقوله ليطهركم به و هو اسم لما يتطهر به كالوقود لما يوقد به أو بليغا في الطهارة لأنه مطهر « لنحيي به بلدة ميتا» بالنبات و ذكر بتأويل البلد « و نسقيه مما خلقنا أنعاما و أناسي كثيرا» جمع إنسي أو إنسان و أصله أناسين قلبت النون ياء « و لقد صرفناه» أي المطر « بينهم» بين الناس في البلدان و الأوقات و الصفات من وابل و طل و غيرهما أو صرفنا ما ذكر من الدلائل في القرآن و سائر الكتب « ليذكروا» ليتفكروا فيعرفوا سعة القدرة و حق النعمة به و يشكروا .

« فأبى أكثر الناس إلا كفورا» جحودا للنعمة فيقولون أمطرنا بنوء كذا « و لو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا» نبيا يخوف أهلها فيخف عليك أعباء الرسالة لكن خصصناك بعموم الدعوة إجلالا لك « فلا تطع الكافرين» فيما يدعونك إليه تهييج له (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) « و جاهدهم به» بالقرآن أو بترك طاعتهم « جهادا كبيرا» يتحمل فيه المشاق بإقامة الحجج أو بجهاد جميع أهل القرى « و هو الذي مرج البحرين» خلاهما متلاصقين « هذا عذب فرات» بليغ العذوبة « و هذا ملح أجاج» شديد الملوحة أو مر « و جعل بينهما برزخا» حاجزا من قدرته يمنعهما التمازج « و حجرا محجورا و هو الذي خلق من الماء» الذي هو العنصر أو النطفة « بشرا فجعله نسبا و صهرا» أي قسمين ذوي نسب أي ذكورا ينتسب إليهم و ذوات صهر أي إناثا يصاهر بهن نحو فجعل منه الزوجين الذكر و الأنثى « و كان ربك قديرا» على كل شي‏ء أراده « و يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم» بعبادته « و لا يضرهم» بتركها و هو الأصنام « و كان الكافر» أي جنسه أو أبو جهل « على ربه ظهيرا»

تفسير شبر ص :352

الَّذِى خَلَقَ السمَوَتِ وَ الأَرْض وَ مَا بَيْنَهُمَا فى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَى عَلى الْعَرْشِالرَّحْمَنُ فَسئَلْ بِهِ خَبِيراً(59) وَ إِذَا قِيلَ لَهُمُ اسجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَ مَا الرَّحْمَنُ أَ نَسجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَ زَادَهُمْ نُفُوراً (60) تَبَارَك الَّذِى جَعَلَ فى السمَاءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِيهَا سِرَجاً وَ قَمَراً مُّنِيراً(61) وَ هُوَ الَّذِى جَعَلَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكرَ أَوْ أَرَادَ شكوراً(62) وَ عِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشونَ عَلى الأَرْضِ هَوْناً وَ إِذَا خَاطبَهُمُ الْجَهِلُونَ قَالُوا سلَماً(63) وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سجَّداً وَ قِيَماً(64) وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصرِف عَنَّا عَذَاب جَهَنَّمَإِنَّ عَذَابَهَا كانَ غَرَاماً(65) إِنَّهَا ساءَت مُستَقَرًّا وَ مُقَاماً(66) وَ الَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسرِفُوا وَ لَمْ يَقْترُوا وَ كانَ بَينَ ذَلِك قَوَاماً(67) وَ الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً ءَاخَرَ وَ لا يَقْتُلُونَ النَّفْس الَّتى حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقّ‏ِ وَ لا يَزْنُونَوَ مَن يَفْعَلْ ذَلِك يَلْقَ أَثَاماً(68) يُضعَف لَهُ الْعَذَاب يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَ يخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً(69) إِلا مَن تَاب وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صلِحاً فَأُولَئك يُبَدِّلُ اللَّهُ سيِّئَاتِهِمْ حَسنَتٍوَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً(70) وَ مَن تَاب وَ عَمِلَ صلِحاً فَإِنَّهُ يَتُوب إِلى اللَّهِ مَتَاباً(71) وَ الَّذِينَ لا يَشهَدُونَ الزُّورَ وَ إِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كرَاماً(72) وَ الَّذِينَ إِذَا ذُكرُوا بِئَايَتِ رَبِّهِمْ لَمْ يخِرُّوا عَلَيْهَا صمًّا وَ عُمْيَاناً(73)

عزما للشيطان باتباعه « و ما أرسلناك إلا مبشرا» لمن ءامن « و نذيرا» لمن كفر « قل ما أسألكم عليه» على تبليغ ما أرسلت به « من أجر إلا من شاء» إلا فعل من شاء « أن يتخذ إلى ربه» إلى ثوابه « سبيلا» بالتقرب إليه بالإيمان و الطاعة أو منقطع أي و لكن من شاء فليفعل « و توكل على الحي الذي لا يموت» في دفع المضار و جلب المنافع فإنه الكافي « و سبح بحمده» نزهه عما لا يليق به « و كفى به بذنوب عباده خبيرا» بها فيجازيهم « الذي خلق السموات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام» في قدرها « ثم استوى» بالنسبة إلى كل شي‏ء أو استقام أمره أو استولى « على العرش» هو الجسم المحيط بالعالم شبه بسرير الملك « الرحمن» خبر محذوف أو بدل من ضمير استوى « فاسئل به خبيرا» فاسأل عن المذكور من الخلق و الاستواء عالما و هو الله أو جبرئيل يخبرك به أو فاسأل عن الرحمن إن أنكروه ممن يخبرك من أهل الكتاب ليعرفوا أنه مذكور في كتبهم « و إذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا و ما الرحمن» سؤال عن المسمى به ، و جهلوا أنه من أسمائه تعالى أو عرفوه و جحدوا « أ نسجد لما تأمرنا» للذي تأمرنا بالسجود له أو لأمرك لنا و لم نعرفه و قرى‏ء بالياء « و زادهم» أي المقول و هو « اسجدوا للرحمن» « نفورا» عن الإيمان « تبارك الذي جعل في السماء بروجا» اثنا عشر معروفة « و جعل فيها سراجا» هي الشمس و كبار الكواكب « و قمرا منيرا» مضيئا بالليل « و هو الذي جعل الليل و النهار خلفة» يخلف كل منهما صاحبه بقيامه مقامه أو بتعاقبهما أو يخالفه كيفا أو كما « لمن أراد أن يذكر» يتذكر « أو أراد شكورا» شكرا لله أي ليكونا وقتين للمتذكرين و الشاكرين من فاته و رده في أحدهما فيعمله في الآخر أو داعين للمتفكرين في صنع الله إلى العلم بوجوده و قدرته و حكمته و للشاكرين إلى شكره على نعمه فيهما « و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا» أي هينين أو مشيا هينا أي بسكينة « و إذا خاطبهم الجاهلون» بما يكرهونه « قالوا سلاما» تسلما منكم و متاركة لكم أو قولا يسلمون فيه من الإثم و الإيذاء « و الذين يبيتون لربهم سجدا و قياما» في الصلاة « و الذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما» لازما و منه الغريم لملازمته ، وصفوا بحسن السيرة مع الخلق و الاجتهاد في طاعة الحق و هم مع ذلك فرقون من العذاب يسألون ربهم صرفه عنهم غير معتدين بأعمالهم « إنها ساءت مستقرا و مقاما» موضع استقرار و إقامة هي « و الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا» لم يجاوزوا الحد في النفقة و لم يضيقوا فيها أ و لم ينفقوا في المعاصي و لم يمنعوا الحقوق « و كان» إنفاقهم « بين ذلك» بين الإسراف و الإقتار « قواما» من استقامة الطرفين « و الذين لا يدعون مع الله إلها ءاخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله» قتلها « إلا بالحق» كقود أو حد « و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاما» جزاء إثم أو إثما بإضمار الجزاء « يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيها مهانا إلا من تاب و ءامن و عمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات»

تفسير شبر ص :353

وَ الَّذِينَ إِذَا ذُكرُوا بِئَايَتِ رَبِّهِمْ لَمْ يخِرُّوا عَلَيْهَا صمًّا وَ عُمْيَاناً(73) وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَب لَنَا مِنْ أَزْوَجِنَا وَ ذُرِّيَّتِنَا قُرَّةَ أَعْينٍ وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً(74) أُولَئك يجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صبرُوا وَ يُلَقَّوْنَ فِيهَا تحِيَّةً وَ سلَماً(75) خَلِدِينَ فِيهَاحَسنَت مُستَقَرًّا وَ مُقَاماً(76) قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكمْ رَبى لَوْ لا دُعَاؤُكمْفَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسوْف يَكونُ لِزَامَا(77)

يمحوها بالتوبة أو بالتوفيق لأضداد ما أسلفوا أو بإبدال العذاب ثوابا « و كان الله غفورا» لمعاصي عباده « رحيما» منعما عليهم « و من تاب» من ذنوبه بتركها و الندم عليها « و عمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا» يرجع إليه بذلك مرجعا مرضيا دافعا للعقاب جالبا للثواب « و الذين لا يشهدون الزور» لا يحضرون محاضر الباطل أو لا يقيمون شهادة الكذب « و إذا مروا باللغو» بأهله و هو الساقط من قول أو فعل « مروا كراما» معرضين عنهم مكرمين بأنفسهم عن الخوض معهم فيه « و الذين إذا ذكروا بآيات ربهم» القرآن أو الوعظ « لم يخروا عليها صما و عميانا» نفي للحال دون الفعل أي لم يكبوا عليها غير منتفعين بها كالصم و العميان بل أكبوا عليها و أعين لها متبصرين ما فيها « و الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين» بأن نراهم مطيعين لك « و اجعلنا للمتقين إماما» يقتدون بنا في الدين بأن توفقنا للعلم و العمل ، و وحد لدلالته على الجنس أو لإرادة كل واحد منا و في قراءتهم (عليهم‏السلام‏) و اجعل لنا من المتقين إماما « أولئك يجزون الغرفة» جنسها و هي أعلى منازل أهل الجنة « بما صبروا» بصبرهم على الطاعات و قمع الشهوات « و يلقون فيها تحية و سلاما» من الملائكة أو من بعضهم لبعض « خالدين فيها» بلا موت و لا زوال « حسنت مستقرا و مقاما قل ما يعبأ بكم ربي» ما يصنع أو لا يكترث بكم « لو لا دعاؤكم» عبادتكم له أو دعاؤه إياكم إلى الذين « فقد كذبتم» بما أعلمتكم به إذ خالفتم « فسوف يكون» جزاء تكذيبكم أو أثره « لزاما» لازما لكم في الآخرة .

/ 1