تفسير قمي سوره انبياء - تفسیر قمی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر قمی - نسخه متنی

علی بن ابراهیم القمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير قمي سوره انبياء

21 سورة الأنبياء مكية و آياتها مائة و اثنتا عشر 112

بسم الله الرحمن الرحيم

اقترب للناس حسابهم و هم في غفلة معرضون قال قربت القيامة و الساعة و الحساب ثم كنى عن قريش فقال ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه و هم يلعبون لاهية قلوبهم قال من التلهي و قوله : أ فتأتون السحر و أنتم تبصرون أي تأتون محمدا و هو ساحر ثم قال قل لهم

تفسير القمي ج : 2ص :68

يا محمد ربي يعلم القول في السماء و الأرض يعني ما يقال في السماء و الأرض ثم حكى الله قول قريش فقال : بل قالوا أضغاث أحلام بل افتريه أي هذا الذي يخبرنا به محمد (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) يراه في النوم و قال بعضهم بل افتريه أي يكذب و قال بعضهم بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون فرد الله عليهم فقال : ما ءامنت قبلهم من قرية أهلكناها أ فهم يؤمنون قال كيف يؤمنون و لم يؤمن من كان قبلهم بالآيات حتى هلكوا .

و قوله : فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال آل محمد هم أهل الذكر حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن محمد عن أبي داود [ عن ] سليمان بن سفيان عن ثعلبة [ تغلبة ] عن زرارة عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله : فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون من المعنون بذلك فقال : نحن و الله ، فقلت فأنتم المسئولون قال نعم قلت و نحن السائلون قال نعم قلت فعلينا أن نسألكم قال نعم قلت و عليكم أن تجيبونا قال لا ذلك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا تركنا ثم قال : هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب و قال علي بن إبراهيم في قوله و كم قصمنا من قرية يعني أهل قرية كانت ظالمة و أنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا يعني بني أمية إذا أحسوا بالقائم من آل محمد إذا هم منها يركضون لا تركضوا و ارجعوا إلى ما أترفتم فيه و مساكنكم لعلكم تسئلون يعني الكنوز التي كنزوها قال فيدخل بنو أمية إلى الروم إذا طلبهم القائم (عليه‏السلام‏) ثم يخرجهم من الروم و يطالبهم بالكنوز التي كنزوها فيقولوا كما حكى الله يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين قال بالسيف و تحت ظلال السيوف و هذا كله مما لفظه ماض و معناه مستقبل و هو مما ذكرناه مما تأويله بعد تنزيله و قوله : و له من في السموات و الأرض و من عنده يعني من الملائكة لا يستكبرون عن عبادته و لا يستحسرون أي لا يضعفون و قوله لو كان فيهما آلهة إلا الله

تفسير القمي ج : 2ص :69

لفسدتا فإنه رد على الثنوية ثم قطع عز و جل حجة الخلق فقال : لا يسئل عما يفعل و هم يسئلون و قوله هاتوا برهانكم أي حجتكم هذا ذكر من معي أي خبري و ذكر من قبلي أي خبرهم و قوله و قالوا اتخذ الرحمن ولد سبحانه بل عباد مكرمون قال هو ما قالت النصارى إن المسيح ابن الله و ما قالت اليهود عزير ابن الله ، و قالوا في الأئمة ما قالوا فقال الله عز و جل إبطالا له بل عباد مكرمون يعني هؤلاء الذين زعموا أنهم ولد الله و جواب هؤلاء الذين زعموا ذلك في سورة الزمر في قوله لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه قوله : و من يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم قال من زعم أنه إمام و ليس هو بإمام و أما قوله : أ و لم ير الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما فإنه حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال خرج هشام بن عبد الملك حاجا و معه الأبرش الكلبي فلقيا أبا عبد الله (عليه‏السلام‏) في المسجد الحرام فقال هشام للأبرش تعرف هذا ؟

قال : لا ، قال : هذا الذي تزعم الشيعة أنه نبي من كثرة علمه فقال الأبرش لأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي فقال هشام وددت أنك فعلت ذلك ، فلقي الأبرش أبا عبد الله (عليه‏السلام‏) : فقال يا أبا عبد الله أخبرني عن قول الله« أ و لم ير الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما » فبما كان رتقهما و بما كان فتقهما فقال أبو عبد الله (عليه‏السلام‏) : يا أبرش هو كما وصف نفسه و كان عرشه على الماء و الماء على الهواء و الهواء لا يحد و لم يكن يومئذ خلق غيرهما و الماء يومئذ عذب فرات فلما أراد أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد ثم دحا الأرض من تحته فقال الله تبارك و تعالى« إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا » ثم مكث الرب تبارك و تعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق

تفسير القمي ج : 2ص :70

السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدت بها فخرج من ذلك الموج و الزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار فخلق منه السماء و جعل فيها البروج و النجوم و منازل الشمس و القمر و أجراها في الفلك و كانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر و كانت الأرض غبراء على لون الماء العذب و كانتا مرتوقتين ليس لها أبواب و لم يكن للأرض أبواب و هي النبت و لم تمطر السماء عليها فتنبت ففتق السماء بالمطر و فتق الأرض بالنبات و ذلك قوله :« أ و لم ير الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما » فقال الأبرش و الله ما حدثني بمثل هذا الحديث أحد قط أعد علي فأعاد عليه و كان الأبرش ملحدا فقال : أنا أشهد أنك ابن نبي ثلاث مرات .

و قوله : و جعلنا من الماء كل شي‏ء حي أ فلا يؤمنون قال نسب كل شي‏ء إلى الماء و لم يجعل للماء نسبا إلى غيره و قوله : و جعلنا السماء سقفا محفوظا يعني من الشياطين أي لا يسترقون السمع و أما قوله : و ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أ فإن مت فهم الخالدون فإنه لما أخبر الله نبيه بما يصيب أهل بيته بعده و ادعاء من ادعى الخلافة دونهم اغتم رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فأنزل الله عز و جل و ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أ فإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت و نبلوكم بالشر و الخير فتنة أي نختبرهم و إلينا ترجعون فأعلم ذلك رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) أن لا بد أن تموت كل نفس و قال أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) يوما و قد تبع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال كأن الموت فيها على غيرنا كتب ، و كأن الحق على غيرنا وجب ، و كأن الذين نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون ننزلهم أجداثهم و نأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم ، قد نسينا كل واعظة و رمينا بكل حائجة أيها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس و تواضع من غير منقصة و جالس أهل الفقه و الرحمة و خالط أهل الذل و المسكنة و أنفق مالا جمعه في غير معصية ، أيها الناس طوبى لمن ذلت نفسه

تفسير القمي ج : 2ص :71

و طاب كسبه و صلحت سريرته و حسنت خليقته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من كلامه و عدل عن الناس شره و وسعته السنة و لم يتعد إلى البدعة ، أيها الناس طوبى لمن لزم بيته و أكل كسرته و بكى على خطيئته و كان من نفسه في شغل و الناس منه في راحة .

و قوله : خلق الإنسان من عجل قال لما أجرى الله في آدم روحه من قدميه فبلغت الروح إلى ركبتيه أراد أن يقوم فلم يقدر فقال عز و جل خلق الإنسان من عجل و قوله و نضع الموازين القسط ليوم القيامة قال المجازات و إن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها أي جازينا بها و هي ممدودة آتينا بها .

ثم حكى عز و جل قول إبراهيم لقومه و أبيه فقال : و لقد آتينا إبراهيم رشده من قبل إلى قوله بعد أن تولوا مدبرين قال فلما نهاهم إبراهيم (عليه‏السلام‏) و احتج عليهم في عبادتهم الأصنام فلم ينتهوا فحضر عيد لهم فخرج نمرود و جميع أهل مملكته إلى عيد لهم و كره أن يخرج إبراهيم معه فوكله ببيت الأصنام فلما ذهبوا عمد إبراهيم إلى طعام فأدخله بيت أصنامهم فكان يدنو من صنم صنم و يقول له كل و تكلم فإذا لم يجبه أخذ القدوم فكسر يده و رجله حتى فعل ذلك بجميع الأصنام ثم علق القدوم في عنق الكبير منهم الذي كان في الصدر فلما رجع الملك و من معه من العيد نظروا إلى الأصنام مكسرة فقالوا : من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم و هو ابن آزر فجاءوا به إلى نمرود فقال نمرود لآزر خنتني و كتمت هذا الولد عني فقال أيها الملك هذا عمل أمه و ذكرت أني أتقوم بحجته فدعا نمرود أم إبراهيم فقال ما حملك على أن كتمتني أمر هذا الغلام حتى فعل بآلهتنا ما فعل ؟

تفسير القمي ج : 2ص :72

فقالت أيها الملك نظرا مني
لرعيتك قال و كيف ذلك قالت رأيتك تقتل أولاد رعيتك فكان يذهب النسل فقلت : إن كان هذا الذي تطلبه دفعته إليك لتقتله و تكف عن قتل أولاد الناس و إن لم يكن ذلك بقي لنا ولدنا و قد ظفرت به فشأنك فكف عن أولاد الناس فصوب رأيها ثم قال لإبراهيم (عليه‏السلام‏) : من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟ قال إبراهيم فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون فقال الصادق (عليه‏السلام‏) و الله ما فعله كبيرهم و ما كذب إبراهيم فقيل و كيف ذلك ؟ قال إنما قال فعله كبيرهم هذا إن نطق و إن لم ينطق فلم يفعل كبيرهم هذا شيئا ، فاستشار نمرود قومه في إبراهيم فقالوا حرقوه و انصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين فقال الصادق (عليه‏السلام‏) كان فرعون إبراهيم لغير رشد و أصحابه لغير رشد [ فرعون إبراهيم لغير رشده و أصحابه لغير رشدهم ] فإنهم قالوا لنمرود : حرقوه و انصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين و كان موسى و أصحابه رشده فإنه لما استشار أصحابه في موسى قالوا أرجه و أخاه و أرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم ، فحبس إبراهيم و جمع له الحطب حتى إذا كان اليوم الذي ألقى فيه نمرود إبراهيم في النار ، برز نمرود و جنوده و قد كان بني لنمرود بناء لينظر منه إلى إبراهيم كيف تأخذه النار فجاء إبليس و اتخذ لهم المنجنيق لأنه لم يقدر واحد أن يقرب من تلك النار عن غلوه سهم و كل الطائر من مسيرة فرسخ يرجع عنها أن يتقارب من النار و كان الطائر إذا مر في الهواء يحترق فوضع إبراهيم (عليه‏السلام‏) في المنجنيق و جاء أبوه فلطمه لطمة و قال له ارجع عما أنت عليه .

و أنزل الرب ملائكته إلى السماء الدنيا و لم يبق شي‏ء إلا طلب إلى ربه و قالت الأرض يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق و قالت الملائكة يا رب خليلك إبراهيم يحرق ، فقال الله عز و جل : أما أنه إن دعاني كفيته و قال جبرئيل : يا رب خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلطت عليه

تفسير القمي ج : 2ص :73

عدوه يحرقه بالنار فقال اسكت إنما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت هو عبدي آخذه إذا شئت فإن دعاني أجبته فدعا إبراهيم (عليه‏السلام‏) ربه بسورة الإخلاص« يا الله يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد نجني من النار برحمتك فالتقى معه جبرئيل في الهواء و قد وضع في المنجنيق فقال : يا إبراهيم هل لك إلي من حاجة ؟ فقال إبراهيم : أما إليك فلا و أما إلى رب العالمين فنعم فدفع إليه خاتما عليه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله ألجأت ظهري إلى الله أسندت أمري إلى [ قوة ] الله و فوضت أمري إلى الله ، فأوحى الله إلى النار كوني بردا فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتى قال و سلاما على إبراهيم و انحط جبرئيل و جلس معه يحدثه في النار و نظر إليه نمرود فقال من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود إني عزمت على النار أن لا تحرقه فخرج عمود من النار نحو الرجل فأحرقته فآمن له لوط و خرج مهاجرا إلى الشام و نظر نمرود إلى إبراهيم في روضة خضراء في النار و معه شيخ يحدثه فقال لآزر ما أكرم ابنك على ربه قال و كان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم و كان الضفدع يذهب بالماء ليطفى‏ء به النار قال و لما قال الله للنار كوني بردا و سلاما لم تعمل النار في الدنيا ثلاثة أيام ثم قال الله عز و جل : و أرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين فقال الله و نجيناه و لوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين يعني إلى الشام و سواد الكوفة و كوثى ربى و قوله : و وهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة قال ولد الولد و هو يعقوب و قوله و نجيناه يعني لوطا من القرية التي كانت تعمل الخبائث قال كانوا ينكحون الرجال .

أما قوله : و داود و سليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم و كنا لحكمهم شاهدين فإنه حدثني أبي عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال كان في بني إسرائيل رجل له كرم و نفشت فيه

تفسير القمي ج : 2ص :74

غنم رجل آخر بالليل و قضمته و أفسدته فجاء صاحب الكرم إلى داود فاستعدى على صاحب الغنم فقال داود (عليه‏السلام‏) : اذهبا إلى سليمان (عليه‏السلام‏) ليحكم بينكما فذهبا إليه فقال سليمان (عليه‏السلام‏) إن كانت الغنم أكلت الأصل و الفرع فعلى صاحب الغنم أن يدفع إلى صاحب الكرم الغنم و ما في بطنها و إن كانت ذهبت بالفرع و لم تذهب بالأصل فإنه يدفع ولدها إلى صاحب الكرم ، و كان هذا حكم داود و إنما أراد أن يعرف بني إسرائيل أن سليمان وصيه بعده و لم يختلفا في الحكم و لو اختلف حكمهما لقال كنا لحكمهما شاهدين و قوله : و علمناه صنعة لبوس لكم يعني الدرع لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون و قوله : و لسليمان الريح عاصفة قال تجري من كل جانب إلى الأرض التي باركنا فيها قال إلى بيت المقدس و الشام حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى بن زياد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير و غيره عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) في قول الله : و آتيناه أهله و مثلهم معهم قال أحيا الله له أهله الذين كانوا قبل البلية و أحيا له أهله الذين ماتوا و هو في البلية .

و قال علي بن إبراهيم في قوله : و ذا النون إذ ذهب مغاضبا قال هو يونس و معنى ذا النون ذا الحوت و قوله : فظن أن لن نقدر عليه قال أنزله على أشد الأمرين و ظن به أشد الظن ، و قال إن جبرئيل استثنى في هلاك قوم يونس و لم يسمعه يونس ، قلت ما كان حال يونس لما ظن أن الله لن يقدر عليه ؟ قال كان من أمر شديد ، قلت و ما كان سببه حتى ظن أن الله لن يقدر عليه ؟ قال وكله الله إلى نفسه طرفة عين ، قال و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن

تفسير القمي ج : 2ص :75

سيار عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال كان رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) في بيت أم سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش فدخلها من ذلك ما يدخل النساء فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه و هو في جانب من البيت قائم رافع يديه يبكي و هو يقول« اللهم لا تنزع مني صالح ما أعطيتني أبدا اللهم و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا اللهم لا تشمت بي عدوا و لا حاسدا أبدا اللهم لا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا » قال فانصرفت أم سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) لبكائها فقال لها ما يبكيك يا أم سلمة ؟ فقالت بأبي أنت و أمي يا رسول الله و لم لا أبكي و أنت بالمكان الذي أنت به من الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر تسأله أن لا يشمت بك عدوا أبدا و لا حاسدا و أن لا يردك في سوء استنقذك منه أبدا ، و أن لا ينزع عنك صالح ما أعطاك أبدا و أن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا فقال يا أم سلمة و ما يؤمنني و إنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين فكان منه ما كان .

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله و ذا النون إذ ذهب مغاضبا يقول من أعمال قومه فظن أن لن نقدر عليه يقول ظن أن لن يعاقب بما صنع ، و في رواية علي بن إبراهيم في قوله : و زكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين فاستجبنا له و وهبنا له يحيى و أصلحنا له زوجه قال كانت لا تحيض فحاضت و قوله و يدعوننا رغبا و رهبا قال راغبين راهبين و قوله و التي أحصنت فرجها قال مريم لم ينظر إليها شي‏ء و قوله : فنفخنا فيها من روحنا قال روح مخلوقة بأمر الله يعني من أمرنا و قوله : فمن يعمل من الصالحات و هو مؤمن فلا كفران لسعيه أي لا يبطل سعيه و قوله : و حرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي بصير عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله

تفسير القمي ج : 2ص :76

و أبي جعفر (عليه‏السلام‏) قالا كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فهذه الآية من أعظم الدلالة في الرجعة لأن أحدا من أهل الإسلام لا ينكر أن الناس كلهم يرجعون إلى القيامة من هلك و من لم يهلك قوله و لا يرجعون أيضا عنى في الرجعة فأما إلى القيامة فيرجعون حتى يدخلوا النار و قوله حتى إذا فتحت يأجوج و مأجوج و هم من كل حدب ينسلون قال إذا كان في آخر الزمان خرج يأجوج و مأجوج إلى الدنيا و يأكلون الناس ثم احتج عز و جل على عبدة الأوثان فقال إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم إلى قوله و هم فيها لا يسمعون في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) قال لما نزلت هذه الآية وجد منها أهل مكة وجدا شديدا فدخل عليهم عبد الله بن الزبعرى و كفار قريش يخوضون في هذه الآية ، فقال ابن الزبعري : أ محمد تكلم بهذه الآية قالوا : نعم ، قال ابن الزبعرى إن اعترف بها لأخصمنه ، فجمع بينهما فقال : يا محمد أ رأيت الآية التي قرأت آنفا أ فينا و في آلهتنا أم في الأمم الماضية و آلهتهم قال (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) : بل فيكم و في آلهتكم و في الأمم الماضية إلا من استثنى الله ، فقال ابن الزبعرى خاصمتك و الله أ لست تثني على عيسى خيرا و قد عرفت أن النصارى يعبدون عيسى و أمه و إن طائفة من الناس يعبدون الملائكة أ فليس هؤلاء مع الآلهة في النار ، فقال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) : لا ، فضحكت قريش و ضحك و قالت قريش خصمك ابن الزبعرى فقال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) قلتم الباطل أ ما قلت إلا من استثنى الله و قوله : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها و هم في ما اشتهت أنفسهم خالدون و قوله حصب جهنم يقول يقذفون فيها قذفا و قوله أولئك عنها مبعدون يعني الملائكة و عيسى

تفسير القمي ج : 2ص :77

بن مريم (عليهماالسلام‏) و قال علي بن إبراهيم« إن الذين سبقت لهم منا الحسنى » ناسخة لقوله« و إن منكم إلا واردها » و قوله لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون إلى قوله إنا كنا فاعلين فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن عمرو بن أبي شيبة عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) قال سمعته يقول ابتداء منه إن الله إذا بدا له أن يبين خلقه و يجمعهم لما لا بد منه أمر مناديا ينادي فاجتمع الإنس و الجن في أسرع من طرفة العين ثم أذن لسماء الدنيا فتنزل فكان من وراء الناس و أذن للسماء الثانية فتنزل و هي ضعف التي تليها فإذا رآها أهل السماء الدنيا قالوا جاء ربنا قالوا لا و هو آت يعني أمره حتى تنزل كل سماء تكون كل واحدة منها من وراء الأخرى و هي ضعف التي تليها ثم ينزل أمر الله في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الأمر و إلى ربك ترجع الأمور ثم يأمر الله مناديا ينادي« يا معشر الجن و الإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات و الأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان » قال و بكى (عليه‏السلام‏) حتى إذا سكت قال قلت جعلني الله فداك يا أبا جعفر و أين رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و شيعته ؟ فقال أبو جعفر (عليه‏السلام‏) رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و علي (عليه‏السلام‏) و شيعته على كثبان من المسك الأذفر على منابر من نور يحزن الناس و لا يحزنون و يفزع الناس و لا يفزعون ثم تلا هذه الآية« من جاء بالحسنة فله خير منها و هم من فزع يومئذ ءامنون » فالحسنة و الله ولاية علي (عليه‏السلام‏) ؟ ثم قال :« لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون » و أما قوله : يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب قال السجل اسم الملك الذي يطوي الكتب و معنى يطويها أي يفنيها فتتحول دخانا و الأرض نيرانا و قوله : و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال الكتب كلها ذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحون قال : القائم (عليه‏السلام‏) و أصحابه قال و الزبور فيه ملاحم و تحميد و تمجيد و دعاء و قوله
قال رب احكم بالحق قال معناه لا تدعو [ تدع ] للكفار ، و الحق الانتقام من الظالمين و مثله في سورة آل عمران« ليس لك من الأمر شي‏ء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون » .

تفسير القمي ج : 2ص :78

/ 1