تفسير قمي سوره بروج
85 سورة البروج مكية آياتها اثنتان و عشرون 22بسم الله الرحمن الرحيم و السماء ذات البروج و اليوم الموعود أي يوم القيامة و شاهد و مشهود قال الشاهد يوم الجمعة و المشهود يوم القيامة قتل أصحاب الأخدود قال كان سببهم أن الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس و هو آخر من ملك من حمير تهود و اجتمعت معه حمير على اليهودية و سمى نفسه يوسف و أقام على ذلك حينا من الدهر ، ثم أخبر أن بنجران بقايا قوم على دينتفسير القمي ج : 2ص :414النصرانية و كانوا على دين عيسى و على حكم الإنجيل و رأس ذلك الدين عبد الله بن بريا فحمله أهل دينه على أن يسير إليهم و يحملهم على اليهودية و يدخلهم فيها ، فسار حتى قدم نجران فجمع من كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية و الدخول فيها فأبوا عليه ، فجادلهم و عرض عليهم و حرص الحرص كله ، فأبوا عليه و امتنعوا من اليهودية و الدخول فيها و اختاروا القتل فخد لهم أخدودا جمع فيه الحطب و أشعل فيه النار فمنهم من أحرق بالنار و منهم من قتل بالسيف و مثل بهم كل مثلة فبلغ عدد من قتل و أحرق بالنار عشرين ألفا ، و أفلت رجل منهم يدعى دوس ذو ثعلبان على فرس له و ركضة و اتبعوه حتى أعجزهم في الرمل ، و رجع ذو نواس إلى ضيعته في جنوده فقال الله : قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إلى قوله العزيز الحميد قوله إن الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات أي أحرقوهم ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم و لهم عذاب الحريق .حدثنا سعد بن محمد قال : حدثنا بكر بن سهل قال : حدثنا عبد الغني بن سعيد قال : أنبأنا موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريح عن عطا عن ابن عباس أن الذين آمنوا يريد صدقوا و آمنوا بالله عز و جل و وحدوه يريد لا إله إلا الله و عملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار يريد ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ذلك الفوز الكبير يريد فازوا بالجنة و أمنوا العقاب إن بطش ربك يا محمد لشديد إذا أخذ الجبابرة و الظلمة من الكفار كقوله في سورة هود إن أخذه أليم شديد إنه هو يبدىء و يعيد يريد الخلق ثم أماتهم ثم يعيدهم بعد الموت أيضا و هو الغفور الودود يريد لأوليائه و أهل طاعته الودود كما يود أحدكم أخاه و صاحبه بالبشرى و المحبة ، و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليهالسلام) في قوله ذو العرش المجيد فهو الله الكريم المجيد و قال علي بن إبراهيم في قوله بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ قال اللوح المحفوظ لهطرفان طرف على يمين العرش و طرف على جبهة إسرافيل ، فإذا تكلم الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل فينظر في اللوح فيوحي بما في اللوح إلى جبرئيل (عليهالسلام) .
تفسير القمي ج : 2ص :415