تفسير قمي سوره حج
22 سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون 78بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم قال مخاطبة للناس عامة يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت أي تبقى و تتحير و تتغافل و تضع كل ذات حمل حملها قال كل امرأة تموت حاملة عند زلزلة الساعة تضع حملها يوم القيامة و قوله و ترى الناس سكارى قال يعني ذاهلة عقولهم من الخوف و الفزع متحيرين و قال و ما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد و قوله : و من الناس من يجادل في الله بغير علم أي يخاصم و يتبع كل شيطان مريد قال المريد الخبيث ثم خاطب الله عز و جل الدهرية و احتج عليهم فقال : يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث أي في شك فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة و غير مخلقة قال المخلقة إذا صارت دما و غير المخلقة قال السقط لنبين لكم و نقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليهالسلام) و ليبين لكم كذلك كنتم في الأرحام و نقر في الأرحام ما نشاء فلا يخرج سقطا .و قوله : و منكم من يتوفى و منكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن أحمد عن العياش عن ابن أبي نجران عن محمد بن القاسم عن علي بن المغيرة عن أبي عبد الله عن أبيه (عليهالسلام)تفسير القمي ج : 2ص :79قال إذا بلغ العبد مائة سنة فذلك أرذل العمر و قال علي بن إبراهيم ثم ضرب الله للبعث و النشور مثلا فقال : و ترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و ربت و أنبتت من كل زوج بهيج أي حسن ذلك بأن الله هو الحق و أنه يحيي الموتى إلى قوله من في القبور و قوله : و من الناس من يجادل في الله بغير علم و لا هدى و لا كتاب منير قال : نزلت هذه الآية في أبي جهل ثاني عطفه قال : تولى عن الحق ليضل عن سبيل الله قال : عن طريق الله و الإيمان و قوله : و من الناس من يعبد الله على حرف قال على شك فإن أصابه خير اطمأن به و إن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين فإنه حدثني أبي عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن حماد عن ابن الظبيان [ ابن الطيار ] عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال نزلت هذه الآية في قوم وحدوا الله و جعلوا عباده [ و خلعوا عبادة ] من دون الله و خرجوا من الشرك و لم يعرفوا أن محمدا رسول الله فهم يعبدون الله على شك في محمد و ما جاء به فأتوا رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) فقالوا ننظر فإن كثرت أموالنا و عوفينا في أنفسنا و أولادنا علمنا أنه صادق و أنه رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و إن كان غير ذلك نظرنا فأنزل الله« فإن أصابه خير اطمأن به ... إلخ »و قوله : يدعو من دون الله ما لا يضره و لا ينفعه انقلب مشركا يدعو غير الله و يعبد غيره فمنهم من يعرف و يدخل الإيمان في قلبه فهو مؤمن و يزول عن منزلته من الشك إلى الإيمان و منهم من يلبث على شكه و منهم من ينقلب إلى الشرك و أما قوله : من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا و الآخرة فإن الظن في كتاب الله على وجهين و طريقين ظن يقين و ظن شك فهذا ظن شك قال من شك أن الله لن يثيبه في الدنيا و الآخرة فليمدد بسبب إلى السماء أي يجعل بينه و بين الله دليلا و الدليل على أن السبب هو الدليل قول الله في سورة الكهف« و آتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا » أي دليلا ثمتفسير القمي ج : 2ص :80ليقطع أي يميز و الدليل على أن القطع هو التمييز قوله و قطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما » أي ميزناهم فقوله : ثم ليقطع أي يميز فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ أي حيلته و الدليل على أن الكيد هو الحيلة قوله : كذلك كدنا ليوسف أي حيلنا له حتى حبس أخاه و قوله يحكي قول فرعون : أجمعوا كيدكم أي حيلتكم قال فإذا وضع لنفسه سببا و ميز دله على الحق ، فأما العامة فإنهم رووا في ذلك أنه من لم يصدق بما قال الله فليلق حبلا إلى سقف البيت ليختنق .ثم ذكر عز و جل عظيم كبريائه و آلائه فقال : أ لم تر يقول أ لم تعلم يا محمد إن الله يسجد له من في السموات و من في الأرض و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و لفظ الشجر واحد و معناه جمع و كثير من الناس و كثير حق عليه العذاب و من يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء و قوله : هذان خصمان اختصموا في ربهم قال : نحن و بنو أمية قلنا صدق الله و رسوله و قال بنو أمية كذب الله و رسوله فالذين كفروا يعني بني أمية قطعت لهم ثياب من نار إلى قوله حديد قال : تغشاه [ تشويه ] النار فتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته و تتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه و لهم مقامع من حديد قال : الأعمدة التي يضربون بها ضربا بتلك الأعمدة و قوله كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها و ذوقوا عذاب الحريقتفسير القمي ج : 2ص :81فإنه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال قلت له يا ابن رسول الله خوفني فإن قلبي قد قسا فقال يا أبا محمد استعد للحياة الطويلة فإن جبرائيل جاء إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و هو قاطب و قد كان قبل ذلك يجيء و هو مبتسم فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) : يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا ؟ فقال : يا محمد قد وضعت منافخ النار ، فقال : و ما منافخ النار يا جبرئيل ؟ فقال : يا محمد إن الله عز و جل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتى ابيضت و نفخ عليها ألف عام حتى احمرت ثم نفخ عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها و لو أن حلقة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها ، و لو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء و الأرض لمات أهل الأرض من ريحه و وهجه ، فبكى رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و بكى جبرئيل فبعث الله إليهما ملكا فقال لهما : إن ربكما يقرئكما السلام و يقول قد آمنتكما أن تذنبا ذنبا أعذبكما عليه ، فقال أبو عبد الله (عليهالسلام) : فما رأى رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) جبرئيل مبتسما بعد ذلك ثم قال : إن أهل النار يعظمون النار و إن أهل الجنة يعظمون الجنة و النعيم و إن أهل جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد و أعيدوا في دركها هذه حالهم و هو قول الله عز و جل :« كلما أرادوا أن يخرجوا منها . إلخ » ثم تبدل جلودهم جلودا غير الجلود التي كانت عليهم فقال أبو عبد الله (عليهالسلام) حسبك يا أبا محمد ؟ قلت حسبي حسبي .تفسير القمي ج : 2ص :82ثم ذكر الله ما أعده للمؤمنين فقال إن الله يدخل الذين ءامنوا و عملوا الصالحات إلى قوله و لباسهم فيها حرير حدثني أبي عن ابن أبي عمير
عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (عليهالسلام) جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال يا أبا محمد إن من أدنى نعيم الجنة يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا و إن أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به أهل الثقلين الجن و الإنس لوسعهم طعاما و شرابا و لا ينقص مما عنده شيء و إن أيسر أهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق فإذا دخل أدناهن رأى فيها من الأزواج و الخدم و الأنهار و الأثمار ما شاء الله مما يملأ عينه قرة و قلبه مسرة فإذا شكر الله و حمده قيل له ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الأخرى فيقول يا رب أعطني هذه فيقول الله تعالى إن أعطيتك إياها سألتني غيرها فيقول رب هذه هذه فإذا هو دخلها شكر الله و حمده قال فيقال افتحوا له باب الجنة و يقال له ارفع رأسك فإذا قد فتح له باب من الخلد و يرى أضعاف ما كان فيما قبل فيقول عند تضاعف مسراته رب لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت علي بالجنان و نجيتني من النيران قال أبو بصير فبكيت قلت له جعلت فداك زدني قال يا أبا محمد إن في الجنة نهرا في حافته جوار نابتات إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها و أنبت الله مكانها أخرى قلت جعلت فداك زدني قال المؤمن يزوج ثمانمائة عذراء و أربعة آلاف ثيب و زوجتين من الحور العين قلت جعلت فداك ثمانمائة عذراء ؟ قال : نعم ما يفرش [ يفترش يفترس ] فيهن شيئا إلا وجدها كذلك قلت جعلت فداك من أي شيء خلقن الحور العين ؟ قال : من تربة الجنة النورانية و يرى مخ ساقيها من وراء سبعين حلة كبدها مرآته و كبده مرآتها ، قلت جعلت فداك أ لهن كلام يكلمن به أهل الجنة ؟ قال نعم كلام يتكلمن به لم يسمع الخلائق بمثله ، قلت ما هو ؟ قال يقلن نحن الخالدات فلا نموت و نحن الناعمات فلا نبؤس و نحن المقيمات فلا نظعن و نحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن خلق لنا و طوبى لمن خلقنا له نحن اللواتي لو أنتفسير القمي ج : 2ص :83قرن إحدانا علق في جو السماء لأغشى نوره الأبصار فهاتان الآيتان و تفسيرهما رد على من أنكر خلق الجنة و النار قوله : و هدوا إلى الطيب من القول قال التوحيد و الإخلاص و هدوا إلى صراط الحميد قال إلى الولاية و قوله : إن الذين كفروا و يصدون عن سبيل الله و المسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه و الباد قال نزلت في قريش حين صدوا رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) عن مكة و قوله :« سواء العاكف فيه و الباد » قال أهل مكة و من جاء إليهم من البلدان فهم سواء لا يمنع النزول و دخول الحرم و قوله : و من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم قال نزلت في من يلحد في أمير المؤمنين (عليهالسلام) و قوله : و إذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أي عرفناه و قد كتبنا خبر بناء البيت في سورة البقرة .و أما قوله : و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا و على كل ضامر يأتين من كل فج عميق يقول الإبل المهزولة و قرىء« يأتون من كل فج عميق » قال و لما فرغ إبراهيم من بناء البيت أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج فقال : يا رب و ما يبلغ صوتي فقال الله أذن عليك الأذان و علي البلاغ و ارتفع على المقام و هو يومئذ ملصق بالبيت فارتفع المقام حتى كان أطول من الجبال فنادى و أدخل إصبعيه في أذنيه و أقبل بوجهه شرقا و غربا يقول : أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا ربكم فأجابوه من تحت البحور السبعة و من بين المشرق و المغرب إلى منقطع التراب من أطراف الأرض كلها و من أصلاب الرجال و أرحام النساء بالتلبية : لبيك اللهم لبيك أ و لا ترونهم يأتون يلبون فمن حج من يومئذ إلى يوم القيامة فهم ممن استجاب لله و ذلك قوله :« فيه ءايات بينات مقام إبراهيم » يعني نداء إبراهيم على المقام بالحج .تفسير القمي ج : 2ص :84قال : و كان إساف و نائلة رجل و امرأة زنيا في البيت فمسخا حجرين و اتخذتهما قريش صنمين يعبدونهما فلم يزالا يعبدان حتى فتح مكة فخرجت منهما
امرأة عجوز شمطاء تخمش وجهها و تدعو بالويل فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) : تلك نائلة يئست أن تعبد ببلادكم هذه و قوله : ثم ليقضوا تفثهم أي يحلقوا رءوسهم و يغتسلوا من الوسخ و ليطوفوا بالبيت العتيق و إنما سمي عتيقا لأنه أعتق من الغرق و قوله : فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال الرجس من الأوثان الشطرنج و قول الزور : الغنا و قوله حنفاء لله أي طاهرين و قوله : في مكان سحيق أي بعيد و قوله : و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب قال : تعظيم البدن و جودتها و قوله : لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال البدن يركبها المحرم من موضعه الذي يحرم فيه غير مضر بها و لا معنف عليها و إن كان لها لبن يشرب من لبنها إلى يوم النحر و هو قوله : ثم محلها إلى البيت العتيق و قوله فله أسلموا و بشر المخبتين قال العابدين و قوله و اذكروا اسم الله عليها صواف قال تنحر قائمة فإذا وجبت جنوبها أي وقعت على الأرض فكلوا منها و أطعموا القانع و المعتر قال القانع الذي يسأل فيعطيه ، و المعتر الذي يعتريك فلا يسأل و قوله لن ينال الله لحومها و لا دماؤها و لكن يناله التقوى منكم أي لا يبلغ ما يتقرب به إلى الله و لا نحرها إذا لم يتق الله و إنما يتقبل الله نحرها من المتقين و قوله : لتكبروا الله على ما هداكم قال التكبير أيام التشريق في الصلاة بمنى في عقيب خمس عشرة صلاة و في الأمصار عقيب عشر صلوات و قوله : أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير قال نزلت في علي و جعفر و حمزة ثم جرت ، قوله : الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق قال الحسين (عليهالسلام) حين طلبه يزيد لعنه الله ليحمله إلى الشام فهرب إلى الكوفة و قتل بالطف .حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله (عليهالسلام) في قوله« أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ... إلخ » قال : إن العامة يقولون نزلت فيتفسير القمي ج : 2ص :85رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) لما أخرجته قريش من مكة و إنما هي للقائم (عليهالسلام) إذا خرج يطلب بدم الحسين (عليهالسلام) و هو قوله : نحن أولياء الدم و طلاب الدية ثم ذكر عبادة الأئمة (عليهمالسلام) و سيرتهم فقال : الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلوة و ءاتوا الزكوة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و لله عاقبة الأمور و أما قوله : و بئر معطلة و قصر مشيد قال هو مثل لآل محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) قوله : بئر معطلة هي التي لا يستسقى منها و هو الإمام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم و القصر المشيد » هو المرتفع و هو مثل لأمير المؤمنين (عليهالسلام) و الأئمة و فضائلهم المشرفة على الدنيا و هو قوله ليظهره على الدين كله و قال الشاعر في ذلك :
بئر معطلة و قصر مشرف
فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى
و البئر علمهم الذي لا ينزف
مثل لآل محمد مستطرف
و البئر علمهم الذي لا ينزف
و البئر علمهم الذي لا ينزف
ليت أشياخي ببدر شهدوا
لأهلوا و استهلوا فرحا
لست من خندف إن لم أنتقم
قد قتلنا القرم من ساداتهم
و عدلناه ببدر فاعتدل
جزع الخزرج من وقع الأسل
ثم قالوا يا يزيد لا تشل
من بني أحمد ما كان فعل
و عدلناه ببدر فاعتدل
و عدلناه ببدر فاعتدل
و كذاك الشيخ أوصاني به
فاتبعت الشيخ فيما قد سأل
فاتبعت الشيخ فيما قد سأل
فاتبعت الشيخ فيما قد سأل
و الرأس مطروح يقلبه
حتى يقيسوا قياسا لا يقاس به
أيام بدر لكان الوزن بالقدر
يا ليت أشياخنا الماضين بالحضر
أيام بدر لكان الوزن بالقدر
أيام بدر لكان الوزن بالقدر
تفسير القمي ج : 2ص :88فكأين من قرية
أهلكناها و هي ظالمة فهي خاوية على عروشها و العروش سقف البيت و قوله : يستعجلونك بالعذاب و ذلك أن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) أخبرهم أن العذاب قد أتاهم قالوا فأين العذاب و استعجلوه فقال الله و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون و أما قوله : يا أيها الذين ءامنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون و جاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل فهذه خاصة لآل محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و قوله : ليكون الرسول شهيدا عليكم يعني يكون على آل محمد و تكونوا شهداء على الناس أي آل محمد يكونوا شهداء على الناس بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و قال عيسى بن مريم :« و كنت شهيدا عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم » يعني الشهيد« و أنت على كل شيء شهيد » و إن الله جعل على هذه الأمة بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) شهيدا من أهل بيته و عترته ما كان في الدنيا منهم أحد فإذا فنوا هلك أهل الأرض قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) جعل الله النجوم أمانا لأهل السماء و جعل أهل بيتي أمانا لأهل الأرض .