تفسير قمي سوره حجر - تفسیر قمی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر قمی - نسخه متنی

علی بن ابراهیم القمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير قمي سوره حجر

15 سورة الحجر مكية آياتها تسع و تسعون 99

بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب و قرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن رفاعة عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من عند

تفسير القمي ج : 1ص :373

الله لا يدخل الجنة إلا مسلم فيومئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ثم قال ذرهم يأكلوا و يتمتعوا و يلههم الأمل أي يشغلهم فسوف يعلمون و قوله و ما أهلكنا من قرية إلا و لها كتاب معلوم أي أجل مكتوب ثم حكى قول قريش لرسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و قالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين أي هلا تأتينا فرد الله عز و جل عليهم فقال ما ننزل الملائكة إلا بالحق و ما كانوا إذا منظرين فقال لو أنزلنا الملائكة لم ينظروا و هلكوا ثم قال و لو فتحنا أيضا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون و لقد جعلنا في السماء بروجا قال منازل الشمس و القمر و زيناها للناظرين بالكواكب و حفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين قال لم تزل الشياطين تصعد إلى السماء و تتجسس حتى ولد النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و روي عن آمنة أم النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) أنها قالت لما حملت برسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) لم أشعر بالحمل و لم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل و رأيت في نومي كأن آتيا أتاني فقال لي قد حملت بخير الأنام ثم وضعته يتقي [ قابض ] الأرض بيديه و ركبتيه و رفع رأسه إلى السماء و خرج مني نور أضاء ما بين السماء إلى الأرض و رميت الشياطين بالنجوم و حجبوا من السماء و رأت قريش الشهب تتحرك و تزول و تسير في السماء ففزعوا و قالوا هذا قيام الساعة و اجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة و كان شيخا كبيرا مجربا فسألوه عن ذلك فقال انظروا إلى هذه النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البر و البحر فإن كانت قد زالت فهي الساعة و إن كانت هذه ثابتة فهو لأمر قد حدث و كان بمكة رجل يهودي يقال له يوسف فلما رأى النجوم تتحرك و تسير في السماء خرج إلى نادي قريش فقال : يا معشر قريش ! هل ولد منكم الليلة مولود فقالوا لا فقال أخطأتم و التوراة قد ولد في هذه الليلة آخر الأنبياء و أفضلهم و هو

تفسير القمي ج : 1ص :374

الذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد ذلك النبي رجمت الشياطين و حجبوا من السماء فرجع كل واحد إلى منزله يسأل أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب ابن ، فقال اليهودي اعرضوه علي ، فمشوا معه إلى باب آمنة فقالوا لها أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه و كشف عن كتفه فرأى شامة سوداء عليه شعرات فسقط إلى الأرض مغشيا عليه فضحكوا منه فقال أ تضحكون يا معشر قريش هذا نبي السيف ليبيدنكم و ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الأبد و تفرق الناس يتحدثون بخبر اليهودي .

فلما رميت الشياطين بالنجوم و أنكروا ذلك اجتمعوا إلى إبليس فقالوا قد منعنا من السماء و قد رمينا بالشهب فقال اطلبوا فإن أمرا قد حدث في الدنيا فرجعوا و قالوا لم نر شيئا فقال إبليس أنا له بنفسي فجال ما بين المشرق و المغرب حتى انتهى إلى الحرم فرآه محفوفا بالملائكة و جبرئيل على باب الحرم بيده حربة فأراد إبليس أن يدخل فصاح به جبرئيل فقال اخسأ يا ملعون فجاء من قبل حراء فصار مثل الصد ثم قال يا جبرئيل حرف أسألك عنه ؟ قال و ما هو قال ما هذا و ما اجتماعكم في الدنيا فقال هذا نبي هذه الأمة قد ولد و هو آخر الأنبياء و أفضلهم قال هل لي فيه نصيب قال لا قال ففي أمته ؟ قال بلى قال قد رضيت و قوله و الأرض مددناها و ألقينا فيها رواسي أي الجبال و أنبتنا فيها من كل شي‏ء موزون و جعلنا لكم فيها معايش و من لستم له برازقين قال لكل ضرب من الحيوان قدرنا شيئا مقدرا .

تفسير القمي ج : 1ص :375

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله « و أنبتنا فيها من كل شي‏ء موزون » فإن الله تبارك و تعالى أنبت في الجبال الذهب و الفضة و الجوهر
و الصفر و النحاس و الحديد و الرصاص و الكحل و الزرنيخ و أشباه هذه لا تباع إلا وزنا ، و قال علي بن إبراهيم في قوله و إن من شي‏ء إلا عندنا خزائنه و ما ننزله إلا بقدر معلوم قال الخزانة الماء الذي ينزل من السماء و ينبت لكل ضرب من الحيوان ما قدر الله له من الغذاء و قوله أرسلنا الرياح لواقح قال التي تلقح الأشجار و قوله و أنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه و ما أنتم له بخازنين أي لا تقدرون أن تخزنوه و إنا لنحن نحيي و نميت و نحن الوارثون أي نرث الأرض و من عليها و قوله و لقد خلقنا الإنسان من صلصال قال الماء المتصلصل بالطين من حمإ مسنون قال حمإ متغير و قوله و الجان خلقناه من قبل من نار السموم و قال هو أبو إبليس و قال الجن من ولد الجان منهم مؤمنون و منهم كافرون و يهود و نصارى و تختلف أديانهم و الشياطين من ولد إبليس و ليس فيهم مؤمن إلا واحد اسمه هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس جاء إلى رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فرآه جسيما عظيما و امرءا مهولا فقال له من أنت ؟

قال أنا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس قال كنت يوم قتل قابيل هابيل غلاما ابن أعوام أنهى عن الاعتصام و آمر بإفساد الطعام فقال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) بئس لعمري الشاب المؤمل و الكهل المؤمر فقال دع عنك هذا يا محمد ! فقد جرت توبتي على يد نوح و لقد كنت معه في السفينة فعاتبته على دعائه على قومه و لقد كنت مع إبراهيم حيث ألقي في النار فجعلها الله عليه بردا و سلاما و لقد كنت مع موسى حين أغرق الله فرعون و نجى بني إسرائيل و لقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته و لقد كنت مع صالح فعاتبته على دعائه على قومه و لقد قرأت الكتب فكلها تبشرني بك و الأنبياء يقرءونك السلام و يقولون أنت أفضل الأنبياء و أكرمهم فعلمني مما أنزل الله عليك شيئا ، فقال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) لأمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) علمه فقال هام يا محمد إنا لا نطيع إلا نبيا أو وصي نبي فمن هذا ؟ قال هذا أخي و وصيي

تفسير القمي ج : 1ص :376

و وزيري و وارثي علي بن أبي طالب قال نعم نجد اسمه في الكتب « إليا » فعلمه أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) قوله و إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال فقد كتبنا خبره و قوله و إن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم قال يدخل في كل باب أهل ملة و للجنة ثمانية أبواب و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله « إن جهنم لموعدهم أجمعين » فوقوفهم على الصراط و أما لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم فبلغني و الله أعلم أن الله جعلها سبع درجات أعلاها : الجحيم يقوم أهلها على الصفا منها تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها و الثانية : لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر و تولى و جمع فأوعى و الثالثة : سقر لا تبقي و لا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر ، و الرابعة : الحطمة ترمي بشرر كالقصر كأنها جمالات صفر تدق كل من صار إليها مثل الكحل ، فلا تموت الروح كلما صاروا مثل الكحل عادوا ، و الخامسة : الهاوية فيها ملك يدعون يا مالك أغثنا فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيها صديد ماء يسيل من جلودهم كأنه مهل فإذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيها من شدة حرها و هو قول الله « و إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب و سائت مرتفقا » و من هوى فيها هوى سبعين عاما في النار كلما احترق جلده بدل جلد غيره و السادسة : السعير فيها ثلاث مائة سرادق من نار في كل سرادق ثلاث مائة قصر من نار ، في كل قصر ثلاث مائة بيت من نار ، و في كل بيت ثلاث مائة لون من عذاب النار ، فيها حيات من نار و عقارب من نار و جوامع من نار و سلاسل و أغلال من نار و هو الذي يقول الله « إنا
اعتدنا للكافرين سلاسل و أغلالا و سعيرا » و السابعة جهنم و فيها الفلق و هو جب في جهنم إذا فتح أسعر النار سعرا و هو أشد النار عذابا و أما صعود ، فجبل من صفر من نار وسط جهنم و أما أثاما فهو واد من صفر مذاب يجري حول الجبل فهو أشد النار عذابا .

تفسير القمي ج : 1ص :377

و قال علي بن إبراهيم في قوله و نزعنا ما في صدورهم من غل قال العداوة و قوله لا يمسنا فيها نصب أي تعب و عناء و قوله نبى‏ء عبادي أي أخبرهم أني أنا الغفور الرحيم و أن عذابي هو العذاب الأليم و نبئهم عن ضيف إبراهيم فقد كتبنا خبرهم و قوله و قضينا إليه ذلك الأمر أي أعلمناه أن دابر هؤلاء يعني قوم لوط مقطوع مصبحين و قوله لعمرك أي و حياتك يا محمد إنهم لفي سكرتهم يعمهون فهذه فضيلة لرسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) على الأنبياء و قوله إن في ذلك لآيات للمتوسمين و إنها لبسبيل مقيم قال نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم و السبيل طريق الجنة و إن كان أصحاب الأيكة يعني أصحاب الغيظة و هم قوم شعيب لظالمين و قوله و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم قال فاتحة الكتاب أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثني أحمد بن محمد عن محبوب بن سيار [ عن محمد بن سنان ] عن سورة بن كليب عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) قال نحن المثاني التي أعطاها الله تعالى نبينا و نحن وجه الله الذي نتقلب في الأرض بين أظهركم من عرفنا فأمامه اليقين و من جهلنا فأمامه السعير ، قال علي بن إبراهيم في قوله الذين جعلوا القرآن عضين قال قسموا القرآن و لم يؤلفوه على ما أنزله الله فقال لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون و قوله فاصدع بما تؤمر و أعرض عن

تفسير القمي ج : 1ص :378

المشركين إنا كفيناك المستهزءين فإنها نزلت بمكة بعد أن نبأ رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) بثلاث سنين و ذلك أن النبوة نزلت على رسول الله يوم الإثنين و أسلم علي يوم الثلاثاء ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) ثم دخل أبو طالب إلى النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و هو يصلي و علي (عليه‏السلام‏) بجنبه و كان مع أبي طالب (عليه‏السلام‏) جعفر فقال له أبو طالب صل جناح ابن عمك فوقف جعفر على يسار رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فبدر رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) من بينهما فكان رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) يصلي و علي و جعفر و زيد بن حارثة و خديجة يأتمون به فلما أتى لذلك ثلاث سنين أنزل الله عليه فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزءين و المستهزءون برسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) خمسة الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل و الأسود بن عبد المطلب [ المطلب ] و الأسود بن عبد يغوث و الحرث بن طلاطلة الخزاعي ، أما الوليد فكان رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) دعا عليه لما كان يبلغه من إذائه و استهزائه فقال اللهم أعم بصره و أثكله بولده فعمي بصره و قتل ولده ببدر [ و كذلك دعا على الأسود بن يغوث و الحارث بن طلاطلة ] فمر الوليد بن المغيرة برسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و معه جبرئيل (عليه‏السلام‏) فقال جبرئيل يا محمد هذا الوليد بن المغيرة و هو من المستهزءين بك ؟ قال نعم و قد كان مر برجل من خزاعة و هو يريش نبالا له فوطأ على بعضها فأصاب عقبه قطعة من ذلك فدميت فلما مر بجبرئيل أشار إلى ذلك الموضع فرجع الوليد إلى منزله و نام على سريره و كانت ابنته نائمة أسفل منه فانفجر الموضع الذي أشار إليه جبرئيل أسفل عقبه فسال منه الدم حتى صار إلى فراش ابنته فانتبهت فقالت الجارية انحل وكاء القربة ، قال ما هذا وكاء القربة و لكنه دم أبيك فاجمعي لي ولدي و ولد أخي فإني ميت ، فجمعتهم فقال لعبد الله بن أبي ربيعة إن عمارة بن الوليد بأرض الحبشة بدار مضيعة فخذ كتابا من محمد إلى النجاشي أن يرده ثم قال لابنه هاشم و هو أصغر أولاده يا بني أوصيك بخمس خصال فاحفظها : أوصيك

تفسير القمي ج : 1ص :379

بقتل أبي درهم الدوسي فإنه غلبني على امرأتي و هي بنته و لو تركها و بعلها كانت تلد لي ابنا مثلك و دمي في خزاعة و ما تعمدوا قتلي و أخاف أن تنسوا بعدي و دمي في بني خزيمة بن عامر و دياتي [ رثاثي و دياني ] في ثقيف فخذه و لأسقف نجران علي مائتا دينار فاقضها ثم فاضت نفسه و مر ربيعة بن الأسود برسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فأشار جبرئيل إلى بصره فعمي و مات ، و مر به الأسود بن عبد يغوث فأشار جبرئيل إلى بطنه فلم يزل يستسقي حتى انشق بطنه ، و مر العاص بن وائل فأشار جبرئيل إلى رجليه فدخل عود في أخمص قدمه و خرج من ظاهره و مات و مر به الحارث بن طلاطلة فأشار جبرئيل إلى وجهه فخرج إلى جبال تهامة فأصابته من السماء ديم استسقى حتى انشق بطنه و هو قول الله « إنا كفيناك المستهزءين » .

فخرج رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فقام على الحجر فقال « يا معشر قريش يا معشر العرب أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله و أني رسول الله و آمركم بخلع الأنداد و الأصنام فأجيبوني تملكوا بها العرب و تدين لكم العجم و تكونوا ملوكا في الجنة » فاستهزءوا منه و قالوا جن محمد بن عبد الله و لم يجسروا عليه لموضع أبي طالب فاجتمعت قريش إلى أبي طالب فقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سفه أحلامنا و سب آلهتنا و أفسد شباننا و فرق جماعتنا فإن كان يحمله على ذلك العدم جمعنا له مالا فيكون أكثر قريش مالا و نزوجه أي امرأة شاء من قريش ، فقال له أبو طالب ما هذا يا بن أخي ؟ فقال : يا عم هذا دين الله الذي ارتضاه لأنبيائه و رسله بعثني الله رسولا إلى الناس ، فقال يا بن أخي إن قومك قد أتوني يسألوني أن أسألك أن تكف عنهم ، فقال يا عم لا أستطيع أن أخالف أمر ربي فكف عنه أبو طالب ثم اجتمعوا إلى أبي طالب فقالوا أنت سيد من ساداتنا فادفع إلينا محمدا لنقتله و تملك علينا ، فقال أبو طالب قصيدته الطويلة يقول فيها :




  • و لما رأيت القوم لا ود عندهم
    كذبتم و بيت الله يبرأ محمد نبرى‏ء محمدا
    و نسلمه حتى نصرع حوله
    و نذهل عن أبنائنا و الحلائل



  • و قد قطعوا كل العرى و الوسائل
    و لما نطاعن دونه و نناضل
    و نذهل عن أبنائنا و الحلائل
    و نذهل عن أبنائنا و الحلائل



تفسير القمي ج : 1ص :380

فلما اجتمعت قريش على قتل رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و كتبوا الصحيفة القاطعة جمع أبو طالب بني هاشم و حلف لهم بالبيت و الركن و المقام و المشاعر في الكعبة لئن شاكت محمدا شوكة لأبثن عليكم بني هاشم فأدخله الشعب و كان يحرسه بالليل و النهار قائما على رأسه بالسيف أربع سنين ، فلما خرجوا من الشعب حضر أبا طالب الوفاة فدخل إليه رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و هو يجود بنفسه فقال : يا عم ربيت صغيرا و كفلت يتيما فجزاك الله عني خيرا أعطني كلمة أشفع لك فيها عند ربي ، فروي أنه لم يخرج من الدنيا حتى أعطى رسول الله الرضى ، و قال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) لو قمت المقام المحمود لشفعت لأبي و أمي و عمي و أخ لي كان مواخيا في الجاهلية و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة و عبد الله بن سنان و ابن أبي حمزة الثمالي قالوا سمعنا أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهماالسلام‏) يقول لما حج رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) حجة الوداع نزل بالأبطح و وضعت له وسادة فجلس عليها ثم رفع يده إلى السماء و بكى بكاء شديدا ثم قال : يا رب إنك وعدتني في أبي و أمي و عمي أن لا تعذبهم بالنار ، قال فأوحى الله إليه أني آليت على نفسي أن لا يدخل جنتي إلا من شهد أن لا إله إلا الله و أنك عبدي و رسولي و لكن ائت الشعب فنادهم فإن أجابوك فقد وجبت لهم رحمتي ، فقام النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) إلى الشعب فناداهم و قال يا أبتاه و يا أماه و يا عماه فخرجوا ينفضون التراب عن رءوسهم فقال لهم رسول الله أ لا ترون إلى هذه الكرامة التي أكرمني الله بها فقالوا نشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله حقا حقا و أن جميع ما أتيت به من عند الله فهو الحق فقال ارجعوا إلى مضاجعكم .

تفسير القمي ج : 1ص :381

و دخل رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) إلى مكة و قدم إليه علي بن أبي طالب (عليه‏السلام‏) من اليمن فقال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) : أ لا أبشرك يا علي ! فقال أمير المؤمنين بأبي أنت و أمي لم تزل مبشرا ، فقال أ لا ترى إلى ما رزقنا الله تبارك و تعالى في سفرنا هذا و أخبره الخبر فقال له علي (عليه‏السلام‏) الحمد لله قال و أشرك رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) في بدنته أباه و أمه و عمه ثم قال الله و لقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون أي بما يكذبونك و يذكرون الله فسبح بحمد ربك و كن من الساجدين أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سيار [ سنان ] عن المفضل بن عمير [ عمر ] عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال لما نزلت هذه الآية و لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم و لا تحزن عليهم و اخفض جناحك للمؤمنين قال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ، و من رمى بنظره إلى ما في يد غيره كثر همه و لم يشف غيظه ، و من لم يعلم أن لله عليه نعمة لا [ إلا ] في مطعم أو ملبس فقد قصر عمله و دنا عذابه و من أصبح على الدنيا حزينا أصبح على الله ساخطا و من شكى مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه ، و من دخل النار من هذه الأمة ممن قرأ القرآن فهو ممن يتخذ آيات الله هزوا ، و من أتى ذا ميسرة فيخشع له طلب ما في يده ذهب ثلثا دينه ثم قال و لا تعجل ، و ليس يكون الرجل يسأل من الرجل الرفق فيجله و يوقره فقد يجب ذلك له عليه و لكن يراه أنه يريد بتخشعه ما عند الله و يريد أن يحيله عما في يده .

/ 1