تفسير قمي سوره حجرات - تفسیر قمی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر قمی - نسخه متنی

علی بن ابراهیم القمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير قمي سوره حجرات

تفسير القمي ج : 2ص :318

49 سورة الحجرات مدنية آياتها ثمان عشرة 18

بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله و رسوله و اتقوا الله إن الله سميع عليم نزلت في وفد بني تميم كانوا إذا قدموا على رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) وقفوا على باب حجرته فنادوا يا محمد ! اخرج إلينا ، و كانوا إذا خرج رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) تقدموه في المشي ، و كانوا إذا تكلموا رفعوا أصواتهم فوق صوته و يقولون يا محمد يا محمد ! ما تقول في كذا و كذا كما يكلمون بعضهم بعضا فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله و رسوله الآية يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم و أنتم لا تشعرون إلى قوله إن الذين ينادونك من وراء الحجرات و هم بنو تميم أكثرهم لا يعقلون ثم قال و لو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم و الله غفور رحيم .

و قوله : يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين فإنها نزلت في مارية القبطية أم إبراهيم (عليه‏السلام‏) و كان سبب ذلك أن عائشة قالت لرسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) إن إبراهيم ليس هو منك و إنما هو من جريح القبطي فإنه يدخل إليها في كل يوم ، فغضب رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و قال لأمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) : خذ السيف و أتني برأس جريح فأخذ أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) السيف ثم قال : بأبي أنت و أمي يا رسول الله إنك إذا بعثتني في أمر أكون فيه كالسفود المحماة في الوبر فكيف تأمرني أثبت فيه أو أمضي على ذلك ؟ فقال له

تفسير القمي ج : 2ص :319

رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) : بل تثبت ، فجاء أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) إلى مشربة أم إبراهيم فتسلق عليها فلما نظر إليه جريح هرب منه و صعد النخلة فدنا منه أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و قال له انزل ، فقال له يا علي ! اتق الله ما هاهنا أناس ، إني مجبوب ثم كشف عن عورته ، فإذا هو مجبوب ، فأتى به إلى رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فقال له رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) : ما شأنك يا جريح ! فقال : يا رسول الله إن القبط يجبون حشمهم و من يدخل إلى أهليهم و القبطيون لا يأنسون إلا بالقبطيين فبعثني أبوها لأدخل إليها و أخدمها و أؤنسها فأنزل الله عز و جل« يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ » الآية ، و في رواية عبد الله [ عبيد الله ] بن موسى عن أحمد بن رشيد [ راشد ] عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال قلت لأبي عبد الله (عليه‏السلام‏) : جعلت فداك كان رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) أمر بقتل القبطي و قد علم أنها قد كذبت عليه ، أ و لم يعلم و إنما دفع الله عن القبطي القتل بتثبت علي (عليه‏السلام‏) ؟ فقال بلى قد كان و الله أعلم و لو كانت عزيمة من رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) القتل ما رجع علي (عليه‏السلام‏) حتى يقتله ، و لكن إنما فعل رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) لترجع عن ذنبها ، فما رجعت و لا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها .

حدثنا محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) في قوله حبب إليكم الإيمان و زينه في قلوبكم يعني أمير المؤمنين و كره إليكم الكفر و الفسوق و العصيان فلان و فلان و فلان .

تفسير القمي ج : 2ص :320

و أما قوله : و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي‏ء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا
بينهما بالعدل و أقسطوا إن الله يحب المقسطين فإنه سيف على أهل البغي و التأويل قال حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال سأل رجل عن حروب أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و كان السائل من محبينا فقال أبو جعفر (عليه‏السلام‏) : بعث الله محمدا (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) بخمسة أسياف ، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها و لن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم ، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، و سيف منها ملفوف و سيف منها مغمود سله إلى غيرنا و حكمه إلينا ، فأما السيوف الثلاثة الشاهرة .

فسيف على مشركي العرب قال الله تعالى :« اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا يعني آمنوا فإخوانكم في الدين » فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام و أموالهم و ذراريهم سبي على ما سبى رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فإنه سبى و عفا و قبل الفداء (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) . و السيف الثاني على أهل الذمة قال الله جل ثناؤه :« و قولوا للناس حسنا » نزلت في أهل الذمة فنسخها قوله :« قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون » فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يقبل منهم إلا الجزية أو القتل و مالهم و ذراريهم سبي فإذا قبلوا الجزية حرم علينا سبيهم و أموالهم و حلت مناكحتهم و لا يقبل منها إلا الجزية أو القتل . و السيف الثالث على مشركي العجم يعني الترك و الديلم و الخزرج قال الله جل ثناؤه في أول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم فقال :

تفسير القمي ج : 2ص :321

« فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد
- يعني بعد السبي منهم و إما فداء » يعني المفاداة بينهم و بين أهل الإسلام فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام و لا يحل لنا نكاحهم ما داموا في الحرب . و أما السيف الملفوف فسيف على أهل البغي و التأويل قال الله عز و جل :« و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي‏ء إلى أمر الله » فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) إن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل فسئل (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) من هو ؟ قال : هو خاصف النعل يعني أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و قال عمار بن ياسر قاتلت بهذه الراية مع رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) ثلاثا و هذه الرابعة و الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق و أنهم على الباطل ، فكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) على ما كان من رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) في أهل مكة يوم فتح مكة فإنه لم يسب لهم ذرية ، فقال : من أغلق بابه فهو آمن ، و من ألقى سلاحه فهو آمن و من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، و كذلك قال أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) فيهم : لا تسبوا لهم ذرية و لا تجهزوا على جريح ، و لا تتبعوا مدبرا و من أغلق بابه فهو آمن . و أما السيف المغمود فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله تعالى« النفس بالنفس و الجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له » فسله إلى أولياء المقتول و حكمه إلينا ، فهذه السيوف بعث الله بها نبيه (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فمن جحدها أو جحد واحدا منها أو شيئا من سيرتها و أحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) .

تفسير القمي ج : 2ص :322

و أما قوله يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن فإنها نزلت في صفية بنت حي بن أخطب ، و كانت زوجة رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و ذلك أن عائشة و حفصة
كانتا تؤذيانها و تشتمانها و تقولان لها يا بنت اليهودية ، فشكت ذلك إلى رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فقال لها : أ لا تجيبنهما ؟ فقالت بما ذا يا رسول الله قال قولي أبي هارون نبي الله و عمي موسى كليم الله و زوجي محمد رسول الله فما تنكران مني ؟ فقالت لهما فقالتا هذا علمك رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فأنزل الله في ذلك يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم إلى قوله و لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان و قوله : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا قال الشعوب العجم و القبائل العرب و قوله إن أكرمكم عند الله أتقاكم و هو رد على من يفتخر بالأحساب و الأنساب ، و قال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) يوم فتح مكة : يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية و تفاخرها بآبائها إن العربية ليست بأب و والدة و إنما هو لسان ناطق ، فمن تكلم به فهو عربي ، ألا إنكم من آدم و آدم من تراب و أكرمكم عند الله أتقاكم قوله قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا أي استسلمتم بالسيف و لما يدخل الإيمان في قلوبكم و قوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا أي لا ينقصكم قوله إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا أي لم يشكوا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله ، الآية قال نزلت في أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و قوله قل أ تعلمون الله بدينكم أي أ تعلمون الله دينكم و قوله يمنون عليك أن أسلموا نزلت في عثكن يوم الخندق و ذلك أنه مر بعمار بن ياسر و هو يحفر الخندق و قد ارتفع الغبار من الحفر فوضع كمه على أنفه و مر ، فقال عمار :




  • لا يستوي من يبني المساجد
    كمن يمر بالغبار حائدا
    يعرض عنه جاحدا معاندا



  • فيصلي فيها راكعا و ساجدا
    يعرض عنه جاحدا معاندا
    يعرض عنه جاحدا معاندا



فالتفت إليه عثكن فقال : يا بن السوداء إياي تعني ، ثم أتى رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فقال له لم ندخل معك لتسب أعراضنا ، فقال له رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) قد أقلتك إسلامك فاذهب فأنزل الله يمنون عليك أن أسلموا قل
لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين أي لستم صادقين إن الله يعلم غيب السموات و الأرض و الله بصير بما تعملون .

تفسير القمي ج : 2ص :323

/ 1