59 سورة الحشر مدنية آياتها أربع و عشرون 24بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السموات و ما في الأرض و هو العزيز الحكيم هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا قال : سبب نزول ذلك أنه كان بالمدينة ثلاثة أبطن من اليهود بنو النضير و قريظة و قينقاع ، و كان بينهم و بين رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) عهدتفسير القمي ج : 2ص :359و مدة فنقضوا عهدهم و كان سبب ذلك من بني النضير في نقض عهدهم أنه أتاهم رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة يعني يستقرض ، و كان قصد كعب بن الأشرف ، فلما دخل على كعب قال : مرحبا يا أبا القاسم و أهلا ! و قام كأنه يضع له الطعام و حدث نفسه أن يقتل رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و يتبع أصحابه ، فنزل جبرئيل (عليهالسلام) فأخبره بذلك ، فرجع رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) إلى المدينة و قال لمحمد بن مسلمة الأنصاري اذهب إلى بني النضير فأخبرهم إن الله عز و جل قد أخبرني بما هممتم به من الغدر فإما أن تخرجوا من بلدنا و إما أن تأذنوا بحرب ، فقالوا نخرج من بلادك فبعث إليهم عبد الله بن أبي ألا تخرجوا و تقيموا و تنابذوا محمدا الحرب فإني أنصركم أنا و قومي و حلفائي ، فإن خرجتم خرجت معكم و إن قاتلتم قاتلت معكم ، فأقاموا و أصلحوا حصونهم و تهيئوا للقتال و بعثوا إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) أنا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع .فقام رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و كبر و كبر أصحابه و قال لأمير المؤمنين (عليهالسلام) تقدم إلى بني النضير فأخذ أمير المؤمنين (عليهالسلام) الراية و تقدم ، و جاء رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و أحاط بحصنهم ، و غدر بهم عبد الله بن أبي و كان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) إذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم و خربوا ما يليه و كان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه و قد كان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك و قالوا يا محمد إن الله يأمرك بالفساد ؟ إن كان لك هذا فخذه و إن كان لنا فلا تقطعه ، فلما كان بعد ذلك قالوا يا محمد نخرج من بلادك و أعطنا ما لنا ، فقال لا ، و لكن تخرجون و لكم ما حملت الإبل ، فلم يقبلوا ذلك فبقوا أياما ، ثم قالوا نخرج و لنا ما حملت الإبل ، فقال لا و لكن تخرجون و لا يحمل أحد منكم شيئا فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه ، فخرجوا على ذلك و وقع قوم منهم إلى فدك و وادي القرى و خرج منهم قوم إلى الشام فأنزل الله فيهم هو الذي أخرج الذين كفرواتفسير القمي ج : 2ص :360من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا و ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا إلى قوله فإن الله شديد العقاب و أنزل الله عليه فيما عابوه من قطع النخل ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله و ليخزي الفاسقين إلى قوله ربنا إنك رءوف رحيم و أنزل الله عليه في عبد الله بن أبي و أصحابه أ لم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم إلى قوله ثم لا ينصرون ثم قال : كمثل الذين من قبلهم يعني بني قينقاع قريبا ذاقوا وبال أمرهم و لهم عذاب أليم ثم ضرب في عبد الله بن أبي و بني النضير مثلا فقال كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها و ذلك جزاء الظالمين فيه زيادة أحرف لم تكن في رواية علي بن إبراهيم ، حدثنا به محمد بن أحمد بن ثابت عن ... أحمد بن ميثم عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبان بن عثمان عن أبي بصير في غزوة بني النضير و زاد فيه فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) للأنصار : إن شئتم دفعت إليكم فيء المهاجرين منها و إن شئتم قسمتها بينكم و بينهم و تركتهم معكم ؟ قالوا : قد شئنا أن تقسمها فيهم ، فقسمها رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) بين المهاجرين و دفعها عن الأنصار و لم يعط من الأنصار إلا رجلين سهيل بن حنيف و أبو دجانة فإنهما ذكرا حاجة .و قال علي بن إبراهيم في قوله هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس قال القدوس هو البريء من شوائب الآفات الموجبات للجهل قوله : السلام المؤمن قال : يؤمن أولياءه من العذاب قوله المهيمن أي الشاهد قوله : هو الله الخالق البارىء البارىء هو الذي يخلق الشيء لا من شيء له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات و الأرض و هو العزيز الحكيم حدثنا محمدتفسير القمي ج : 2ص :361بن أبي عبد الله قال : حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس عن جعفر بن محمد عن الحسن بن أسد [ راشد ] عن يعقوب بن جعفر قال : سمعت موسى بن جعفر (عليهالسلام) يقول إن الله تبارك و تعالى أنزل على عبده محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) أنه لا إله إلا هو الحي القيوم و سمي بهذه الأسماء الرحمن الرحيم العزيز الجبار العلي العظيم ، فتاهت هنالك عقولهم و استخفت حلومهم فضربوا له الأمثال و جعلوا له أندادا و شبهوه بالأمثال و مثلوه أشباها و جعلوه يزول و يحول فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره و لا يدركون كنه بعده .